آراء

آراء

كيف تعود أسعار النفط للارتفاع؟

الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠١٥

عندما لم تتخذ أوبك أي قرار بخفض الإنتاج في نوفمبر الماضي قلنا إن ذلك قرار اقتصادي وسياسي في نفس الوقت، ونعذرها في ذلك حتى تحقق هدفها بالضغط على روسيا وإيران وإخراج النفط الصخري. وبدأت سنة 2015 بتصريحات متفائلة لوزراء نفط خليجيين تشير إلى أن أسعار النفط ستعود للارتفاع بعد ستة شهور، وخروج النفط الصخري من المعادلة. وكمتابعين، بدا لنا أن سياسة الضغط على النفط الصخري بدأت تؤتي أكلها، وبدأت الأسعار تتحسن حتى لامست 70 دولاراً للبرميل. إلا أن التغير الموسمي للنفط واستمرار أوبك وروسيا في إغراق الأسواق بالنفط بدأ يأتي بنتائج عكسية في بداية الربع الثالث خصوصاً مع انتهاء موسم السفر الذي يتزامن معه انخفاض الطلب وزيادة المخزون. وقد تعزز ذلك باستمرار تراجع النمو في الصين وأوروبا وغياب اي مؤشرات لقرب انتعاشهما. فعندما تجتمع تلك العوامل، فإن عليك تقبل أسعار السوق المنخفضة. إلا أن الشيء الذي لا يمكن قبوله هو استمرار أوبك في صمت مطبق مع غياب أي تحركات جادة لخفض المعروض من النفط بالتعاون مع روسيا المتأثرة الأكبر من انخفاض النفط. دعونا نعترف أن النفط كسلاح سياسي فشل في تركيع إيران وروسيا حتى الآن. بل إن ايران أقفلت الاتفاق النووي لصالحها، وأن روسيا بدأت تتأقلم مع سعر نفط رخيص بعد خفض الفائدة على الروبل؟ وفشل النفط ايضاً كسلاح اقتصادي…

آراء

ويقولون “الراتب لا يكفي الحاجة”!

الأحد ١٦ أغسطس ٢٠١٥

قبل إجازة الصيف بأشهر يرتب الشخص لإجازته ووجهته يقوم بحجز الطيران وترتيب الإقامة والتنقلات وفي اليوم المحدد ينطلق بحفظ الله لقضاء وقت يغيب فيه عن الجميع إلا عن نفسه لأنه بعد أشهر من التعب والأشغال اليومية يستحق فعلاً مكافأة لترويح عن نفسه ولراحة . مفهوم السفر جميل ومعناه أعمق ويتجاوز كل مظاهر العبث الحاصلة هذة الأيام من أشخاص يفترض بهم وبعائلاتهم أن يكونوا سفراء لبلاد إسلامية يحملون هم دينهم وتحسين صورته في وقت طغى عليه السواد بسبب تصرفات شاذة من متطرفين يسعون لسلطة والحكم بأسم دين هو منهم بريء . ما تنقله لنا وسائل التواصل الإجتماعي وخصوصاً خلال هذة الإجازة يؤلم كل شخص يفهم ويعي ما معنى السياحة والإنتقال من بلد لأخرى . هناك ثوابت وهناك عادات ولكن للأسف سفراء السياحة تخلوا عن الثوابت وتمسكوا بالعادات وحدث خلل كبير في ميزان تفاعلهم مع من حولهم ؟! هل يعقل أن تشاهد مراهقين يدخلون لوبي فندق بدراجاتهم او أن يقوم مجموعة شباب بالطبخ أمام برج إيڤل ؟! وغيره من مظاهر العبث ليصل المواطن الأوربي لفكرة أننا شعب محب للأكل والفوضى.! هل هو تحدي ومحاولة لتعويض النقص ؟ او أنها الفوضى التي تسبب بها غياب النظام عندنا ؟! هل تحول السفر لمظهر إجتماعي لتفاخر ونحن كما يقال ( عيال قرية كلن يعرف أخيه…

آراء

نساء السوبر يفضحن سلوكياتنا..

الأحد ١٦ أغسطس ٢٠١٥

عجلة أكاذيب المرجفين أسرع من وعينا.   هذا ما أثبته لقاء السوبر السعودي بين فريقي النصر والهلال، فمنذ أن أقر الاتحاد السعودي اللقاء بموافقة الطرفين، والأكاذيب قد ملأت ساحات التواصل الاجتماعي، فأنتجت وقائع وملاسنات تكشف عمق المعضلة الاجتماعية التي نسير بها، وهي معضلة ممتدة الأطراف ومثبتة بقناعات مريضة، كونها لم تكن نزيهة الظنون، بل تحمل (أجندة) من التهم التي يبحث أصحابها عن إثارة كل ما يدفع الأفراد إلى التحزب، ومن ثم استعداء الأطراف بعضهم ضد بعض.   وكنت ممن كتب استباقا للقاء المرتقب بأن كثيرا من المغالطات تشكل جزءا من تفكيرنا، وهو ما يعرف بالمدخلات التي تشكل مخرجاتنا من قرارات وأحكام، يحدث هذا على مستويات متعددة من مناشط حياتنا اليومية.   ولأن مجتمعنا يعيش في دوائر من المغالطات، أهمها دائرة المرأة وكل ما يحيط بشؤونها واستلهام أي أمر حياتي وربطه بالسارية لتظل حياتنا مرتهنة بتلك المسجونة، ولهذا حملت المرأة بأنها السبب الرئيسي وراء إقامة مباراة كأس السوبر السعودي..   فقد أشاع المرجفون أن ترحيل المباراة إلى دولة أوروبية يستهدف في طياته ضرب كيان الأسرة من خلال الأم والأخت والزوجة بتمكينها من دخول الملاعب الرياضية، وما مباراة الهلال والنصر إلا فخ لإيقاع المجتمع في براثنه مستقبلا.   وقد تم تثبيت هذه الإشاعة في أذهان الكثير ممن يسير وفق ما يسمع (من…

آراء

اقتصاد العالم.. في نصف قرن!

الأحد ١٦ أغسطس ٢٠١٥

الباحث الاقتصادي أو العالم في هذا المجال، شخص مرتاب على الأغلب في احتمالات واتجاهات تطور الأمور خلال السنوات القادمة، لاسيما إن كان متشائماً من مسارها الحالي. غير أن تفاصيل وملامح أي اقتصاد تبدو أكثر وضوحاً مع تطور الاقتصاد وعلومه. ودراسة «تاريخ الاقتصاد» أسهل من التنبؤ بمستقبله. نحن لم نعايش في السنوات الأخيرة زوال التجربة الاشتراكية وانتشار «الاقتصاد الحر» وانفتاح الأسواق فحسب، بل دخل العالم في تجارب مختلفة.. خاصة في ظل العولمة. وترافق ظهور مصطلح العولمة مع موجة حادة من النقد والإضرابات شهدتها اجتماعات البنك وصندوق النقد الدوليين في سياتل وبانكوك. والحقيقة، كما يرى الباحث السوري الدكتور رضوان زيادة، لم تذهب مظاهرات الاحتجاج تلك سدى، حيث «أبانت عن ظهور بُنى اجتماعية متقاربة بين الشمال والجنوب، فالعامل أو المزارع في الدول الأكثر غنى أو دول الشمال يبدو أكثر قرباً إلى نظيره في دول العالم الثالث أو دول الجنوب من انتمائه إلى طبقة اجتماعية محددة ومحصورة بقطره الوطني. نحن إذن إزاء ظاهرة ذات حوامل إعلامية واقتصادية وسياسية جديدة». («شؤون عربية»، العدد 120,2014). ما أهم التحولات التي غيرت النظام الاقتصادي العالمي خلال العقود الأخيرة، يتساءل الدكتور إيهاب الدسوقي، الأكاديمي البارز في مجال الاقتصاد والإدارة، ويراها في ست محطات: تحرير أنظمة التجارة الخارجية، بزوغ التكتلات الاقتصادية العملاقة، تحرير الأنظمة المالية والنقدية، التحول نحو آليات السوق،…

آراء

حسبة عابرة للقارات

الأحد ١٦ أغسطس ٢٠١٥

لم يكن ينقص المعلقين على صور مشجعات مباراة السوبر السعودي بين الهلال والنصر التي أقيمت في لندن سوى مطالبة اتحاد كرة القدم بانتداب فريق حسبة متخفٍّ عن أعين الإنجليز، بحيث يلبس المحتسبون قمصان الهلال والنصر ويبدأون بالاحتساب على المشجعات اللواتي حضرن المباراة في بلاد الضباب على طريقة: (تغطي يا مرة).. (اخفضي صوتك يا أختاه).. (لا.. هذي ما هي سعودية اتركوها!).   الأمر المؤكد في هذه المباراة أن أيا من الذئاب البشرية الموجودة في المباراة لم تلتهم درة واحدة من الدرر المكنونة (المتمكيجة) من حولهم!، لقد عم السلام بين الذئاب والحملان دونما حاجة لأي أحد يقول لأي أحد لا تقترب من أي أحد!   حسنا.. تريدون أن تقولوا بأن صور المشجعات الحسناوات اللواتي ظهرن في مدرجات المباراة اللندنية لا تمثلنا.. هذا صحيح.. إنها تمثل لندن.. قلب العالم النابض والمدينة التي امتزجت بثقافات العالم من شرقه إلى غربه دون أن تتخلى عن إطارها التقليدي العريق.   لم تقدم لندن شيئا سوى الملعب والقواعد، اللاعبون منا.. والمشجعون منا.. وقائمة المأكولات والمشروبات الحلال في مطاعم الملعب من اختيارنا.. والرعاة منا.. والأموال منا هذا هو الأهم.. ولم يفعل المشجعون الذين حضروا المباراة أمرا يخالف القواعد، وكانت صورتهم أفضل من عشرات الصور التي ظهرت لسياح سعوديين خليجيين ينتهكون كل القواعد في مدن أوروبية مختلفة.   أما…

آراء

رسائل ظريف بين التذاكي والتهديد

الأحد ١٦ أغسطس ٢٠١٥

يحسب لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثبات خطابه، خصوصاً تجاه العالم العربي. الثابت الأبرز في هذا الخطاب هو التناقض الحاد بين مضمونه النظري والممارسة السياسية للدولة على الأرض. والثابت الآخر إصرار القيادة الإيرانية على تجاهل هذا التناقض وكأن لا وجود له. ما يعني أن التناقض هنا ليس عفوياً، أو طارئاً. على العكس، هو سياسة تتمسك بها القيادة الإيرانية بتعمد وقصد مسبق لا تخطئهما عين مراقب. تستمع يوماً إلى خطب المرشد علي خامنئي، أو تقرأ تصريحات رئيس الجمهورية حسن روحاني وتغريداته على حسابه في «تويتر» عن سماحة الإسلام، وعن الأخوة الإسلامية. ثم تقرأ في اليوم التالي لمستشار المرشد أو الرئيس عن أن البحرين ولاية إيرانية، وأن بغداد هي عاصمة الإمبراطورية الفارسية. في العراق تقول طهران إنها مع حكم الغالبية في العراق. في المقابل تتنكر لحكم الغالبية في سورية وتحارب هذه الغالبية بالسلاح والمال والميليشيات. «البعث» العراقي بالنسبة إلى القيادة الإيرانية، حتى قبل حرب 1980، هو حزب علماني كافر، عميل لأميركا والصهيونية. أما «البعث» السوري فلا يرد في خطاب القيادة الإيرانية على الإطلاق. هل هو علماني كافر أيضاً؟ الأهم بالنسبة إلى هذه القيادة الرئيس بشار الأسد وليس الحزب. ليس مهماً أن الأسد لا يمثل، بالمعيار الإيراني ذاته، إلا أقلية صغيرة. لماذا تعترف إيران بحق الغالبية في العراق، وهي -إذا صحت- غالبية ضئيلة، وتتنكر…

آراء

حديث «التلجراف» عن مستقبل اقتصادنا

الأحد ١٦ أغسطس ٢٠١٥

نشرت أخيرا صحيفة "التلجراف" البريطانية مقالا عن مستقبل اقتصادنا في ظل تهاوي أسعار النفط، فيه الكثير من المبالغات وقليل من الحقائق، تحت عنوان: Saudi Arabia may go broke before the US oil industry buckles وتوقع كاتب المقال أن يتدهور اقتصاد المملكة قبل أن يهوي إنتاج الصخري الأمريكي. وهو يعني، ضمنيّا، أن هدف السعودية من عدم تخفيض إنتاجها كان الضغط على الأسعار من أجل تعطيل إنتاج البترول الصخري وما في حكمه، وهو ما سنعلق عليه لاحقا. ودعونا ننظر إلى الموضوع بواقعية وإيجابية. فليس سرا أن 90 في المائة من دخل ميزانية الدولة يأتي من البترول، كما ذكر الكاتب. ونحن، ومنذ سنوات طويلة، نحاول قدر الإمكان العمل على تنويع الدخل. فهذا من أهم الأمور التي تشغل بال المخلصين من أبناء هذا الوطن. ونشارك كاتب المقال في أن أمامنا تحديات اقتصادية كبيرة، لا علاقة لها بالصخري. ومستقبل اقتصادنا على المدى المتوسط ليس بالسوء الذي وصفه الكاتب، ما دمنا نملك هذه الثروة. وكلنا أمل بأن نشاهد على أرض الواقع خطوات بناءة نحو بناء اقتصاد ينمو ويزدهر من ذات نفسه، وليس اعتمادا على المصادر البترولية. وصحيح أن الظروف الحالية تحتم علينا استنزاف جزء من مدخراتنا المالية. ولكننا لسنا غافلين عما يتطلبه المستقبل، وأمامنا الكثير من الاختيارات. لعل أهمها تحجيم بعض المشاريع التي ليس لها ضرورة…

آراء

لو عرفنا التنظير لسبقنا اليابان

السبت ١٥ أغسطس ٢٠١٥

التنظير الفلسفي أمر والتنظير التطبيقي أمر آخر. فالتنظير الفلسفي هو الأفلاطونية، باختصار. فهو وضع نظريات من تخيلات عقلية، كتنظير الشيوعية. متى ما مُحصت في أرض الواقع بان أنها ما كانت إلا خيالات معتوهة. وأما التنظير التطبيقي فهو وضع نظريات من مشاهدات لعلاقات بين أمور واقعية مشاهدة، ثم تُختبر صحة الربط المنطقي بينها بعد ذلك. والعرب عموماً ابتعدوا عن المنطق وعن إدارة أمورهم لقرون طويلة، فلما عادوا استخدموا الألفاظ المستخدمة في الغرب بعد تحريف معانيها، بما يتناسب مع توجهاتهم وأغراضهم. فاستخدم لفظ التنظير ووصف المُنظر لإخماد أي فكر تخطيطي يخرج في المجتمع، لكي لا تظهر به عورات القرارات الإدارية. وما يُطلق غالباً عندنا على التنظير، ويقصدون به الهذيان بالمثالية والأفلاطونيه، يكون أحياناًً متوجهاً لمعنى من يطرح تخطيطاً الكامل، وأحياناً لمن ينظر تنظيراً أفلاطونياً. فالتخطيط للحاضر يبدأ من الماضي لا من الحاضر، ولا يتوقف عنده بل يتعداه للمستقبل، ولا يقتصر على الظاهر ويتجاوز عن الباطن. والقاعدة الأخيرة وهي أهمها بالنسبة لنا، أن لا يستخدم المعلومات الخاطئة التي قد يكون المجتمع قد جمَّل نفسه بها وهي غير صحيحة، كمؤشرات مزينة وإحصاءات مزخرفة، ثم يعود بعد ذلك ويصدقها. لا يمكن أن يوجد تطبيق ناجح لا يسبقه تنظير. فهو كتشخيص الطبيب الماهر الكفؤ للمرض قبل إعطاء العلاج، فتراه يسأله حتى عن تاريخ أجداده في أمراض…

آراء

حزب الله ..العلة الباطنية!

السبت ١٥ أغسطس ٢٠١٥

حزب الله وبقية المليشيات الإرهابية التابعة لإيران لا تقل إجراما وتهديدا لكيان الدولة عن داعش والقاعدة، بل هي أشد خطرا لأن داعش منبوذة ومنفية من العالم أجمع، وثمة توافق دولي على محاربتها في الأرض والبحر والجو ومتابعة كل تحويلات مالية يمكن أن تذهب إليها.. أما حزب الله وبقية المليشيات التي تسير على خطاه فهي مدعومة من حكومتي طهران ودمشق ومسكوت عن نشاطاتها المشبوهة من قبل حكومتي بغداد وبيروت. والضربات الاستباقية الناجحة التي حققتها أجهزة الأمن الخليجية خلال الأسبوع الماضي خصوصا في الكويت والبحرين من خلال إحباط عمليات تهريب متفجرات أو تخزين كميات هائلة من الأسلحة من قبل مجموعات إرهابية محسوبة على إيران، بقدر ما تبدو مقلقة إلا أنها تبعث على الشعور بالثقة بقدرة الأجهزة الأمنية في دول الخليج في إبعاد مجتمعاتها عن الجنون الإرهابي الذي يحرق المنطقة العربية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، والواجب أن تتجه الدبلوماسية الخليجية إلى مصدر هذا الإرهاب لا فروعه.. فارتباط هذه المجموعات بإيران من خلال التمويل أو التدريب أو أي وسيلة دعم أخرى هو أمر لا يتفق مع خطاب إيران الداعي لعلاقات حسنة مع دول الخليج، كما أنه يعتبر خرقا لتعهدات إيران في اتفاقها مع المجتمع الدولي. ثالثا ورابعا وخامسا وسادسا، لا يمكن تحقيق أي نصر في الحرب العالمية ضد تنظيم داعش…

آراء

النميمة ضد التعايش

السبت ١٥ أغسطس ٢٠١٥

إذا أتاك شخص وقال لك إن فلانا يذمك، حاول أن تستخدم عقلك، وعليك أن تسأل: ما مصلحة الناقل في مثل هذه النميمة أو البهتان؟ غالب الناس يلتقطون مثل هذه الكلمات ويتعاملون معها باعتبارها حقائق. وكثير منهم لا يسألون الطرف المعني عن حقيقة هذا الكلام. والناقل غالبا يراهن على حالة التصديق التي يمارسها البعض لأي كلام يتم نقله له؛ وهذا التسليم والتصديق يحدث دون إعطاء الشخص المعني فرصة الدفاع عن نفسه. وهذه اللعبة التي يمارسها الانتهازيون، تؤدي قطعا إلى النيل من الأبرياء واستهدافهم. وغالبا ما يكون المصابون في حالة الارتياب والخوف الهدف السهل والصيد الثمين للانتهازيين. لقد أعطى الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- قاعدة إنسانية عظيمة، حينما نهى عن النميمة، باعتبار أنها فعل غير سوي، ينتج عنه شحن وتحريش وتغيير للنفوس. وقرن القرآن الكريم الغيبة والنميمة بأمر تعافه كل النفوس السوية وهو أكل اللحم البشري ميتا. يقول الحق سبحانه وتعالى: “وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ”. إن الوضوح والكلام المباشر هو أقصر طريق لمواجهة أصحاب الأهواء. البعض عندما تواجهه بأخطائه، يصفو ويرتقي ويسمو. والبعض عندما تكاشفه يتحول إلى كائن أعمى لا يرى الحق، وهذا يجعله يتغول فيأكل نفسه. فاحرص أن تتمتع بسموك، وانأ بنفسك عن السقوط في حفرة…

آراء

تاجر «النعل» الأرجنتينية!

السبت ١٥ أغسطس ٢٠١٥

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عرض له محتاج آثره على نفسه، تارةً بطعامه، وتارة بلباسه. بلييك مايكوسكي شاب أميركي زار الأرجنتين لأول مرة في 2002 للمشاركة في سباق للسيارات. أعجب بلييك بهذه الدولة الأميركية الجنوبية فعادَ إليها بعد أربع سنوات (في 2006) سائحاً ومتطوعاً في الأعمال الإنسانية ـــ وهذه حال الكثير من الشباب الغربي ـــ حيث يغترب عن بلده لمدة أشهر ليساعد المحتاجين في الدول الفقيرة مكتسباً خبرات لا تقدر بثمن. في هذه الرحلة لاحظ بلييك أنّ الأرجنتينيين ينتعلون نعلاً مستلهمة من ثقافتهم وتراثهم فأعجب بها كثيراً، وكانوا يطلقون عليها اسم «آلباراغاتس». في الرحلة نفسها لاحظ هذا الشاب أن الكثير من أطفال هذا البلد لا يملكون حتى حذاء لأرجلهم وهم خارج البيت، ما يسبب لهم الكثير من الأمراض، وربما الانقطاع ـ بسببها ـ عن المدرسة لطلب العلم، وهنا كان القرار. قرر بلييك أن يعمل على تطوير حذاء «آلباراغاتس» بأسلوبه الخاص وأطلق اسم «Toms» على ماركته الجديدة بالتعاون مع مصانع مختصة في هذا النوع في الأرجنتين متعهداً بأن يمنح حذاء للفقراء مع كل حذاء يبيعه. وكانت البداية مع المصنع بأن يقوم بتوريد 250 حذاء، وفي هذه الأثناء كتبت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالاً عن مشروع هذا الشاب الأميركي فتضاعفت الطلبات لتصل إلى 10 آلاف حذاء في غضون أيام.…

آراء

اذكريني كلما فاز الهلال

الجمعة ١٤ أغسطس ٢٠١٥

لم يكن لأحد أن يتصور أن جمهور كأس السوبر السعودي البارحة الأولى ربما تجاوز 15 ألفا على مدرجات ملعب لوفتوس رود في لندن، لندن البارحة مدينة سعودية.. الأصوات كلها سعودية.. الشارع الذي عبرناه معا فيه آلاف السعوديين يلتحفون أردية وقبعات وأعلاما هلالية ونصراوية. من يتصور أن تضج مدينة صغيرة مثل لندن فجأة بعشرات الآلاف من السعوديين في وقت واحد يحضرون مباراة فريقيهم المفضلين، ومن ثم ينتثرون في شوارعها حتى الساعات الأولى من الفجر؟ كان خيارا موفقا جدا أن يختار القائمون على كأس السوبر مدينة لندن. ربما يرى البعض اختيار لندن عثرة اقتصادية وغير مبررة، لكن هذا الرأي غير ملم بتفاصيل وحسابات دقيقة على الأغلب، وفي الحقيقة أنا ممتنة على المستوى الشخصي، وأشكرهم بشكل شخصي أيضا، هذا أولا لأنني أريده أن يكون في لندن، حتى أتمكن كمشجعة سعودية كغيري من الأسر السعودية من حضور حدث كروي سعودي بهذا المستوى معا. أما أسبابي المهنية، فإن اختيار لندن هو إعطاء الكرة السعودية أفقا ومدى عالميا أبعد. كما السلام الوطني المؤثر، أشعل رابح صقر الملعب بأغنيته الحماسية "فوق يا سعودي". وقد احتفت الصحف البريطانية بالحدث والصور الرائعة على صفحاتها، إلا أن اللافت ما ذكرته صحيفة "ذا جارديان"، وهو أن الحدث السعودي في ملعب لوفتوس رود ربما صاغ اتجاها جديدا. أعتقد كشاهد على الحدث، كان…