آراء

آراء

صناعة الإعلان السعودي … الولد الضال ..!

الأحد ١٣ أبريل ٢٠١٤

أحب أن أشبه دائما «الإعلان» بالبترول، نعم إنه بترول «الإعلام»، أهم المحركات القائمة الثقيلة والخفيفة التى تحرك حياتنا اليوم لا يمكن لها العمل دون نفط، كذلك الإعلام الناجح لايمكن له الاستمرار دون -نفطه- «الإعلان» هو محرك والموجه والطاقة ل «الإعلام». أجدنا صناعة الإعلام إلى حد معقول كسعوديين، لكننا لم نغص بعد في الأهم، لم نصل إلى عمق الثروة الحقيقية والمحرك النفاث، الإعلان. طبعا لا إحصائيات دقيقة عن حجم السوق أو حجم العاملين فيه، هناك أرقام متفاوتة، لكن الأكيد أن حجم السعوديين العاملين في هذا القطاع لا يكاد يذكر، وهو أمر يمكن أن ندركه بالعين المجردة دون حسابات معقدة. أما تقديرات إجمالي حجم سوق الإعلان في دول مجلس التعاون الخليجي فتصل إلى 8.4 مليار، و نصيب المملكة يصل 45 % من الكعكة. المتابع أو المتصفح للنسخ الورقية من الصحف السعودية يجد انها تتصدر المشهد، ولها نصيب الأسد من إعلانات الصحف الورقية العربية اليوم دون منازع.. إلا أن الاعلان التلفزيوني يبقى المتسيد، من الضروري الإشارة إلى أن العامل الرئيسي الذي ساعد على هذه الاستمرارية هو الفعاليات الرياضية محلية وإقليمية وعالمية..! والإعلان في المنطقة العربية يحتل المرتبة 12 في سوق الإعلان العالمي، وتدفعه أسواق المملكة بشكل خاص. لهذا الترتيب، وان كانت المملكة تحتل المرتبة الثانية عربيا بحجم سوق يصل إلى أكثر من 2…

آراء

«منجزات» ضارة!

الأحد ١٣ أبريل ٢٠١٤

يختلف تحديد وتعريف الإنجاز من مجتمع إلى غيره، ومن فرد إلى آخر. الاختلاف الذي نتحدث عنه يعتمد على معايير معينة متصلة بمكتسبات المجتمع وأولوياته وتنوع المنافسة داخل أفراده ومؤسساته. ما يبدو منجزاً لدينا في العالم العربي ربما يبدو تافهاً في اليابان. لنتفق إذاً أن الإنجاز لدى شخص - مؤسس «فيسبوك» مثلاً - يختلف عن إنجاز شخص آخر يعيش في إحدى جمهوريات الموز. يأتي مع الإنجاز الشعور به. هناك من يراه الآخرون صاحب ابتكارات ومنجزات، بينما هو لا يرى نفسه كذلك، لأنه لم يصل بعد إلى تحقيق أهدافه. هذا الشخص لا يشعر بالإنجاز أو التميز بعد، وفي المقابل هناك من يرى نفسه منجزاً ويفخر بهذا الإنجاز. الأخير عادة هو صاحب المنجز الأقل جودة، ويتكاثر ذلك في المجتمعات الأقل وعياً ونمواً، على أن الشعور بالإنجاز ليس مجرد مشهد عابر، بل له ما عليه من التبعات. خطورة شعور الغالب الأعم من العرب بتحقيق منجز، أي منجز، ربما تدفع بهم إلى خطوات أخرى لاحقة، ليست بالضرورة حميدة، أو على الأقل تدفعهم إلى التوقف وعدم البحث عما هو أفضل. ولو أن هذه الإنجازات في منطقتنا العربية كبيرة وعظيمة ومفيدة لما وجدت شيئاً أتحدث عنه في هذه المقالة. المشكلة أن «بعض» أو أكثر منجزاتنا أحياناً كرتونية هلامية لا قيمة لها، وأحياناً أُخر تأتي بنتائج عكسية كارثية…

آراء

الحس الأمني والسلوكيات الخاطئة

السبت ١٢ أبريل ٢٠١٤

أثار حادث الاعتداء العنيف على ثلاث نساء إماراتيات في العاصمة البريطانية كثيراً من ردود الفعل بين غير مصدق لحدوث مثل هذا الاعتداء في لندن التي يزورها الخليجيون زرافاتاً ووحداناً كلما دعى داعي السفر. و بين مستنكر له. التعرض للسرقة حال السفر ليس أمراً جديداً، بل إن معظمنا قد مر بهذه التجربة المريرة خاصة في البلدان الأوروبية. إلا أن الجديد هذه المرة كان العنف الذي رافق الحادثة إذ كان الاعتداء عنيفاً لدرجة أن إحدى المصابات لازالت ترقد في العناية المركزة شفاها الله وردها إلى أهلها سالمة. وهذا الحادث يستوجب علينا إعادة النظر في مسألتين مهمتين نشأنا عليهما ، أو على بعضنا على الأقل ، ولازالت ترافقنا . الأولى هي الحس الأمني . فمعظمنا يفتقد إلى هذا الحس الذي يعتبر ضرورة قصوى في بلدان العالم .فلا يزالالبعض يترك باب منزله طلقاً ، والبعض يترك سيارته مع احتوائها على أغراض ثمينة دون التأكد من إحكام غلقها ، والبعض الآخر قد يخرج من المصرف حاملاً مبالغ مالية كبيرة دون أن يتخذ الاحتياطات اللازمة. ولربما كان السبب في هذا التراخي في الحس الأمني ما حباه الله على بلداننا من نعمة الأمن والأمان بفضل حرص قيادتنا على توفير الأمن للمواطن وجعله من أولويات العمل الحكومي وبفضل يقظة الأجهزة الأمنية وعملها الدؤوب على ترجمة رؤية الحكومة في…

آراء

مسلمو أوروبا والعودة إلى عاصمة الخلافة

السبت ١٢ أبريل ٢٠١٤

مدينة برمنغهام هي ثاني كبرى المدن البريطانية بعد العاصمة لندن، بل هي العاصمة الثانية في غرب وسط الجزيرة البريطانية، وتطير إليها شركات طيران مباشرة من الشرق الأوسط والقارة الهندية، وفيها أكبر جالية آسيوية (تبلغ نحو 20 في المائة من قاطنيها)، السواد الأعظم منهم مسلمون، وهي مدينة أيضا تشتهر بأنها تحتضن أفضل المؤسسات التعليمية، خاصة الجامعية، وكذلك المدارس الحكومية، التي تسمى في بريطانيا (المدارس الخاصة)، وهي تسمية تاريخية. مدارس برمنغهام اليوم تحت الاستقصاء من قبل الحكومة البريطانية، لأن عددا من مدرسيها متهمون من المواطنين بأنهم يشيعون أفكار (الكراهية) - وهو تعبير محسّن عن (أفكار إرهابية)، كما يعزلون الطلاب عن الطالبات، وهو مظهر لا تقره قوانين التعليم. تنتشر أيضا في هذه المدينة مدارس تسمى (إسلامية) وهي مدارس خاصة تأخذ بالمنهج الحكومي العام في المواد العامة، ولكنها تقدم برامجها الخاصة - كما تقول - من أجل تعلم النشء المسلم الحفاظ على هويته المسلمة خوفا من الضياع في محيط مجتمع علماني مثل المجتمع البريطاني. إذا عطفنا كل ذلك على إنشاء لجنة برلمانية بريطانية للنظر في موقع حركة الإخوان المسلمين ونشاطها السياسي، خاصة أن هناك اشتباها في قيام الحركة بأنشطة إرهابية في بريطانيا، الأمر الذي ردت عليه الحركة بتهديد مبطن وأنها مستعدة للدخول في معركة قانونية وسياسية على الأرض البريطانية، فإن بوضع الملفين بعضهما مع…

آراء

لماذا نريد رياضة البنات ؟

السبت ١٢ أبريل ٢٠١٤

تخصص بعض الشركات الكبرى في العالم، وليس الدول فقط، جزءا من ميزانياتها للعناية بموظفيها وموظفاتها رياضيا، من خلال فتح مراكز تدريب وتريض وتنفيذ برامج توعية، متعوب عليها، عن أهمية الرياضة وأثرها على الصحة، باعتبار أن صحة الموظفين العامة تعني صحة الشركة الخاصة وتعافي إنتاجية العاملين بها. طبعا، هذا وعي متقدم عن وعينا الذي لا يزال يراوح عند نقطة الجدل حول رياضة البنات وإدخالها عنوة في حسبة (الأعراض) والمروءة وذرائع الفساد والإفساد. كأن البنت إذا لعبت رياضة بين زميلاتها داخل جدران النادي أو المدرسة سترتكب معصية أو تقع في الرذيلة ــ والعياذ بالله. وكأن هؤلاء الذين يقفون للرياضة النسائية بالمرصاد لا يرون فائدة صحية لها، كما هي فائدتها للذكور الذين تنشأ مراكز رياضاتهم وتطور على قدم وساق ورجل. ولا أدري إن كانوا يعلمون أو لا يعلمون أن ظاهرة السمنة لدى بنات المملكة تتجاوز نسبتها ما لدى الأولاد؛ بسبب عدم تشجيع البنت في المدرسة والجامعة والنادي على ممارسة الرياضة. والسمنة ــ كما نعلم ــ من أشد أسباب نشوء الأمراض واستفحالها، بما يؤدي إلى خسارات مالية باهظة على التطبب، ويؤدي إلى خسارة عناصر بشرية يفترض أنها عناصر منتجة ومؤثرة في مسيرتنا. ولذلك، أنا أعتبر رياضة البنات ضرورة وطنية وعنصرا من عناصر التقدم في بلادنا، ليس لأننا فتحنا نافذة صحية كانت مقفلة أمام البنات…

آراء

البنوك.. والأرباح «المنشارية»..!!

السبت ١٢ أبريل ٢٠١٤

لا أعتبر نفسي من مبغضي القطاع الخاص، فالقطاع الخاص في أي بيئة اقتصادية سليمة هو القاطرة التي تقود التنمية. وكل من يعرف شيئاً في التاريخ الاقتصادي للدول يعلم أن البلدان التي سيطر عليها القطاع العام كانت مرتعاً للبيروقراطية والتخلف الاقتصادي بل وحتى الفساد. لكن حكاية البنوك في المملكة حكاية عجيبة لخَّصها سمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز عندما قال عن البنوك: «أنا أسميها بالمنشار، داخل ياكل طالع ياكل، وهي مقلة في أشياء كثيرة وعطاؤها قليل مقابل ما تستفيد به من المواطنين والدولة». لم يكن الأمير مقرن يتحدث من فراغ، فقد كان الحاكم الإداري لمنطقة حائل ثم لمنطقة المدينة المنورة، وعاصر التجارب التنموية في المنطقتين، بالإضافة إلى ما يعرفه من خفايا كثيرة بوصفه رجل دولة متابعاً ومسؤولاً. فالبنوك كانت ولا تزال تحقق أرباحاً خرافية! وحتى في أتعس الأوقات عندما كان مئات الآلاف من المواطنين يحاولون التعايش ما بعد صدمة انهيار سوق المال وإفلاس الأعداد الغفيرة من المواطنين إفلاساً دفع ببعضهم إلى المصحات النفسية وجلب للمتبقين منهم الجلطات والضغط والسكري وكل الأمراض المزمنة، كانت البنوك تعيش في بحبوحة من الأرباح وسط خراب البيوت وتحطم الآمال والأحلام. لن أذهب إلى القول إن البنوك لم تخدم الاقتصاد، ولكنني أعتبر ذلك تحصيل حاصل. بل إنها تخدم نفسها أولاً حين تخدم الاقتصاد. فبدون اقتصاد…

آراء

ممانعة الكتابة والتعليم أولا!

السبت ١٢ أبريل ٢٠١٤

عشقت "الوطن" مذ كانت حلما بصحيفة تعبر عن جنوب الحب فإذا بها لا ترضى بأقل من أن تكون الوطن. أن تكتب للوطن أي أن يكون شغلك الشاغل الذي لا تنام عنه إلا لتصحو له بل أن يتسامى بعقلك مع أبخرة القهوة ونسمات الصباح وتهوى لهواه وتعشق كل شقاء يفضي له هذا الهوى وذو الهواء. جعلت اليوم أولى مقالاتي هنا عن ممانعة الكتابة ورضوخ الكاتب لها، فقد تأخذنا فكرة ما وتحول لغتنا بيننا وبين التعبير عنها، أو نجيد اللغة في وقت نعجز عن جياد الأفكار الأصيلة لأن الكتابة إبحار لا يهدأ يبحث عن الأجمل ويطمح للأكمل. هل أحدثكم عما تعرفون؟ بالتأكيد لا لكني أسترجع مع نفسي كل الخطوات الأولى بدهشة الاكتشاف وحب المغامرة والخوف مما لم نحسب له حسابا. الكتابة هي ملامسة سماء الطموح والتحليق عاليا وأقدامنا لا تزال ملتصقة بأرضنا. بعد هذه المصافحة الأولى مع أرواحكم تبقى الكتابة قضية ومسؤولية أخلاقية نعبر من خلالها خليطا من الحقائق نستخلصها من سيل من الرغبات المتضاربة والرؤى المتباينة لما هو واقع وما نرجوه من أفضل، لأننا يجب أن نتقبل فكرة أن نسعى للأجمل فلا نعترض لمجرد الاعتراض كما أننا لا نتصالح مع القائم ونقبله على علاته، فالكتابة وعي يتجاوز الواقع المعاش إلى الواقع المأمول، لكن لمن نكتب؟ ومن يقرأ؟ كنا نعد القراءة سياحة…

آراء

الخوف من النظام أم الخوف عليه؟

الجمعة ١١ أبريل ٢٠١٤

كان الراحل رفيق الحريري في سنوات حياته الأخيرة، وعندما تكاثرت عليه الأزمات، بسبب غلبة النظام السوري على إدارة الشأن العام بلبنان، يسأل نفسه ومحاوريه: لماذا ينشئ الناس دولا وأنظمة؟ وكان يجيب نفسه: ينشئ الناس دولا وأنظمة لتحسين ظروف حياتهم ومعيشتهم، ولصون مصالحهم الوطنية والقومية. فأين نحن العرب اليوم من صون المصالح الوطنية؟ وأين نحن اليوم من تحسين ظروف معيشة الناس فضلا عن حياتهم وعمرانهم؟! إنه باستثناء ظروف وإبادات غزوات المغول والتتار، ما عرفنا دماء ومذابح وإبادات كتلك التي نشهدها كل يوم بسوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا.. ومن الذي يقوم بها؟ السلطات التي كان من المفروض أنه موكول إليها صون حيوات الناس، وحماية أرضهم وسيادتهم وعمرانهم. وهم لا يكتفون بقتل شعوبهم والتسبب بتقسيم بلدانهم، بل يضيفون إلى «فضائل» التهجير وسفك الدم، الاستعانة بالروس وبالإيرانيين، وبغير الروس والإيرانيين، على تدمير البلدان والعمران. لماذا يحدث هذا الهول الهائل؟ لأنهم يريدون البقاء في السلطة والكرسي ولو أدى ذلك إلى دمار البلدان وزوالها. لقد بدأ الأمر في الخمسينات من القرن الماضي، عندما بدأت الانقلابات العسكرية على أثر الهزيمة في فلسطين. وأتى العسكريون بآمال عراض لا تتعلق بتحرير فلسطين فقط، بل وبالوحدة العربية، والتنمية المستقلة. والطريف أنهم جاءوا بإرادة الولايات المتحدة التي كانت تريد بواسطتهم حماية البلدان من الشيوعية في ظروف الحرب الباردة. وعندما فشلوا في…

آراء

صحتُنا أولاً !

الجمعة ١١ أبريل ٢٠١٤

في البداية أود أن أتقدم لنفسي بوافر التهنئة بمناسبة انضمامي أخيراً لعضوية النادي الصحي المجاور، بعد أن أذعنت أخيراً لنصيحة الطبيب وهو خير الناصحين. كنت أتعلل دائماً بأن جدولي المزدحم لا يسمح حتى ببضع دقائق أقضيها في النادي من أجل صحتي العامة حاضرا ومستقبلاً . في يومي الأولي داخل أروقة النادي الصحي كانت المفاجأة ، أليس ذلك الشاب ذو اللكنة الشرق أوروبية هو ذاته الذي ابتعتُ جهازي الحاسوبي المحمول من المحل الذي يعمل به قبل بضعة أسابيع ؟ نعم هو الذي أقنعني بمميزات الجهاز وخصائصه الرائعة والتي معها تضاعفت ساعات جلوسي "منشكحاً" أمام الشاشة خاملاً بلا حراك . وتلك الفتاة الشقراء هناك ، أليست هي "آنيا" البولندية المعلمة في الروضة التي يدرس فيها ابني ؟ كنتُ أعتقدُ بأن ساعات عملها الممتدة من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساءً لا تتيح لها حتى حك شعر رأسها ! ناهيك عن أن تسجل في نادٍ صحي بل وتواظب على الحضور اليومي حسب ما أكدته لي عندما التقيتها هناك. إليكم مفاجأة من العيار الثقيل ،جيسيكا المكسيكية ! الفتاة ذات الملامح اللاتينية التي تعمل في المقهى المجاور لمنزليو تُعدّ لزبائنها طبق الأومليت بالزبد والجبن كل صباح ، الطبق اللذيذ الذي أسهم بشكل ملحوظ في ارتفاع معدلات الكوليسترول في دمي خلال الأشهر القليلة الماضية ، وهل تحتاج…

آراء

شتان بين الأسباب

الخميس ١٠ أبريل ٢٠١٤

تحضر العاطفة غالباً بقوة لدى العرب والمسلمين، الأمر الذي جعل استغلالها سهلا على من يريدون التكسب، خاصة تحت مسمى التبرعات الخيرية. وقد تنبهت كثير من الدول إلى بعض الجمعيات التي تدعي أنها خيرية فيما هي في حقيقتها تمول نشاطات مشبوهة تتدرج حالاتها لتبلغ الذروة في تمويل الجماعات الإرهابية، وهذا الأمر انكشف للعيان بالوثائق الدامغة في أكثر من دولة عربية وغربية، ولن تكون ألمانيا آخر الدول مادام مسلسل الإرهاب باسم الدين وغير الدين مستمرا. أول من أمس أعلنت الحكومة الألمانية حظر جمعية اسمها "مشروع لأيتام لبنان" اشتبهت في كونها تجمع تبرعات لحزب الله اللبناني بعد أن داهمت مكاتب تابعة لها، واكتشفت أنها تمول بملايين "اليوروهات" مؤسسة "الشهيد" التابعة لحزب الله. والغريب في الأمر أن ألمانيا في حيثيات الحظر قالت على لسان وزير داخليتها إن تلك الجمعية "تشجع أهداف حزب الله بالقضاء على دولة إسرائيل"، متجاهلة أن حزب الله نسي إسرائيل وتلوثت أيادي قياداته وعناصره بدماء الشعب السوري لحماية النظام السوري والإبقاء عليه، فلم يؤثر ذلك في الحكومة الألمانية بقدر ما صارت تدافع عن إسرائيل وكأنها تدفع ضريبة أفعال النازية المتهمة "بالهولوكوست" اليهودي. ألمانيا من حيث لا تقصد خدمت الشعب السوري ولو جزئيا بقطع أحد مصادر تمويل قتله، لكن المصادر التي يصعب حظرها مازالت كثيرة، وهي لا تبدأ بروسيا ولا تنتهي بإيران.…

آراء

O2

الخميس ١٠ أبريل ٢٠١٤

من حسن حظي أنني أخٌ لفنان تشكيلي (هشام)، أتذكره وأنا صغير وهو يرسم لوحة جدارية كبيرة (وجه وحش) بعد حادثة سرقة بيتنا القديم، كأنه يقول للسارق: لا تكررها مرة أخرى! ولايزال يضع في صالتنا جميع التصميمات التي يُكَلّفُ بها، ويسألني: أيُّها أجمل وأكثر تعبيراً! ومازلت أفرح لاستشارته وأغتَبِطُ، لأنني أول من يشاهد الشعار الجديد قبل اعتماده رسمياً، ولهذا أصبحت أستمتع بتذوق هذه الفنون من شعارات وخطوط ولوحات صنعتها أيادٍ مبدعة. فلطالما جذبني الشعار (O2) على فانيلات فريق الأرسنال الإنجليزي قبل أن تستحوذ «طيران الإمارات» على حقوق الرعاية، وعندما بدأت دراستي في مانشيستر اكتشفت أنه عائد إلى شركة اتصالات، وعلى الرغم من تعدد الشركات المنافسة إلا أني يممتُ شطر محلها إعجاباً بشعارها! وقعت معها ـ بدايةً ـ عقداً هاتفياً، وبعد وصول أسرتي للإقامة معي كان العقد الثاني (هاتفاً جديداً لزوجتي)، وأردفته بعقد ثالث لابنتي شيخة بعد أن بدأت تذهب إلى مدرستها مشياً على الأقدام، كنتُ وقتَذاك أدفع ما يقارب 200 باوند شهرياً، وهذا يعتبر مبلغاً كبيراً بين أوساط الإنجليز! فوجئتُ ـ يوماً ـ برسالة شكر من الشركة (بادرة جميلة) مع قطعة شوكولاتة قدرت قيمتها بـ 50 بنساً! استأتُ ـ بصراحة ـ فقلت في نفسي: حان وقت «التنقريش» فراسلتهم، قائلاً: أنا عميل لديكم منذ سنوات، وأدفع ما يقارب 200 باوند شهرياً! ومع…

آراء

أيها الطبيب .. ألم تجف قناة دمعك؟

الخميس ١٠ أبريل ٢٠١٤

أحضرت عائلة سورية طفلتها الصغيرة المريضة للعلاج السريع في غرفة ضيقة رطبة بها معدات علاجية في منتهى البدائية، وطبيب مقيم. بذل الطبيب الشاب كل جهده لإنقاذ الطفلة الصغيرة، لكن سرعان ما توقف نبضها وفارقت الحياة، ليمسح الطبيب دمعات، طالما ذرفها مرات عدة في اليوم منذ أكثر من سنتين. لقد بذل الطبيب الشاب كل ما في وسعه، وبقي مع الطفلة، لم ينم لمدة 24 ساعة.. حتى فرت روحها بين يديه. ليس ضعفا في أداء الطبيب، وليس صعوبة في حالة المريضة، بل ببساطة لندرة أقل وسائل العلاج وأكثرها بدائية. هذا الطبيب يسجل أعداد ضحايا آخرين. الطفلة الصغيرة لم تمت بسبب الحرب مباشرة، بجرح أو إصابة، بل بمرض زحار صدري استفحل بدون علاج، بينما أقل قنينة أو حبوب مضاد حيوي كان سيحل المشكلة أو يخفف منها. ولم تنفع مآقي الطبيب النازفة دمعا. في سورية حربان. حرب واضحة، هي تلك التي تقذف فيها الدبابات والطيارات والبراميل المشتعلة نيرانها، والذبح اليدوي المباشر، والتعذيب المفضي للموت. والحرب الأخرى، خفية أوسع وأعمق، فإن كانت الحرب الظاهرة ستحصد عدد 200 ألف قتيل، فإن هذه الحرب الخفية قد ترفع العدد أكثر من ثلاثمائة ألف. أي أنها لا تقل فتكا عن الحرب النارية الظاهرة. بل هناك أسوأ. الأطفال الصغار يموتون في حاضناتهم بأعداد كبيرة في مستشفيات خالية العدة والعتاد داخل…