آراء
الأحد ٠٦ أبريل ٢٠١٤
تروي الأساطير الإغريقية أن الأمير الفينيقي قدموس، مؤسس «طيبة»، رغب عند إنشائها في توفير المياه من نبع قريب يقف في وسطه تنين مائي، فأرسل مرافقيه للتخلص منه، لكنهم هلكوا جميعا، ورغم أنه حقق مطلوبه فإنه لا أحد من المستفيدين المفترضين من مشروعه بقي حيا، وهي حالة يبدو أن كثيرا من المسؤولين المولعين بإعلان الانتصارات والمنجزات يكررونها لجهل في قراءة التاريخ واستخلاص دروسه والاستفادة منها. هذه الرواية أعادتها إلى ذاكرتي الدعوات التي أطلقها أخيرا عدد من أعضاء مجلس النواب مطالبين الرئيس هادي باستخدام الجيش لوقف ما وصفوه بتمدد لـ«أنصار الله» (الحوثيون) في المناطق التي بسطوا سلطتهم عليها أخيرا، وكانت حتى أشهر قليلة مضت تحت نفوذ القوى القبلية القريبة من حزب الإصلاح، ولكن امتناع الرئيس عن إقحام الجيش أثار حفيظتهم، فردوا عليه مطالبين بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لقراره اللجوء إلى الأسلوب القبلي المتعارف عليه عند القبائل الشمالية عبر تقديم الأثوار وعدد من البنادق. شهدت الآونة الأخيرة تكرارا في ممارسات استلاب بقايا الدولة وما تبقى من قيمتها المعنوية عند المواطنين، ومرد ذلك هو اعتيادها التنازل العلني عن مسؤولياتها وإلقاؤها إلى أفراد يستعينون بالأعراف القبلية والأموال لكأنما الأمر متعلق بنزاعات شخصية بين أسرتين وليس بين مسلحين يخترقون القوانين ويهينون الدولة ومن الواجب الفصل في قضاياهم بالقانون وعبر القوى الأمنية، والجيش إن لزم الأمر، وهو…
آراء
السبت ٠٥ أبريل ٢٠١٤
اكتشفنا، وربما تذكرنا الأسبوع الماضي، أن الفلسطيني لم يخسر فقط أرضه وماءه وسماءه، بل حتى خسر حقه في مقاضاة خصمه في معارك الديبلوماسية والقانون الدولي، بعدما خسر طوعاً حقه في المقاومة. اكتشفنا ذلك عندما وقّع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفي استعراض بطولي أمام كاميرات التلفزيون طلبات الانضمام إلى 15 اتفاقاً ومنظمة دولية، أهمها اتفاقات جنيف الأربعة التي تعني الفلسطينيين بالدرجة الأولى، إذ إنها تنظم حقوق الإنسان في حالات الحرب والأسر والاحتلال، وهم في حال حرب بلا شك مع إسرائيل، حتى لو كانت الحرب من جانب واحد وهو الإسرائيلي بالطبع، وتمارسها كلما اعتقدت أنها تحتاج إلى ذلك من دون أن يحاسبها أحد، أما الأَسْرى، فالسجون الإسرائيلية مليئة بهم، وهم تحت احتلال صريح وإن وقّعوا عشرات الاتفاقات المتفرعة من اتفاق أوسلو الشهير، تجمّل ذلك الاحتلال وتسميه سلطة وطنية، وتوزع الأراضي الفلسطينية إلى منطقة «أ» و «ب» و «ج». المفارقة أن حرمانهم من التمتع بحماية هذه الاتفاقات ولو نظرياً، حصل بطلب من الولايات المتحدة التي تريد أن تكون الوسيط الوحيد بينهم وبين عدوهم الإسرائيلي، وجعلته شرطاً لاستمرارها في دورها كوسيط، فكانت هي الخصم والحكم، ما يفسّر غضب وزير الخارجية الأميركية جون كيري وإلغاءه الثلثاء الماضي اجتماعاً مقرراً مع الرئيس عباس، بعدما وقّع الأخير الاتفاقات المشار إليها. إنه وضع تفاوضي غير عادل بالمرة، إذ…
آراء
السبت ٠٥ أبريل ٢٠١٤
الابتعاث أهم إنجاز حكومي خلال السنوات الأخيرة، هو المشروع الوحيد الذي لم تتبعثر ملياراته في الهواء الطلق، فقد أطلقت العديد من المشاريع التنموية العملاقة للاستفادة من الارتفاع الكبير في أسعار النفط شملت كل القطاعات الحيوية؛ مثل الصحة والإسكان والنقل والاستثمار الصناعي وغير ذلك، ولكن المواطن لم يلمس أثرها حتى اليوم، حيث يصعب أن تجد مواطنا تعالج في المستشفيات التي أعلن عن إنشائها، أو آخر سكن في واحد من البيوت التي أعلن عن قرب توزيعها، ولكنك يمكن أن تجد عشرات الآلاف ممن استفادوا من برنامج الابتعاث، ورغم ذلك، فإن بعض المشايخ ــ جزاهم الله خيرا ــ لم يشعروا يوما بالقلق من هذه المشاريع المتعثرة، بل ذهبوا أكثر من مرة للديوان الملكي للتحذير من خطر المشروع الناجح (الابتعاث)!. يرى المتحمسون في وفد المشايخ أن المبتعثين من الجنسين يمكن أن ينقلبوا على أعقابهم ويتركوا تعاليم دينهم لمجرد تواجدهم سنوات في جامعة في الولايات المتحدة أو اليابان أو استراليا، فهل قيمنا الدينية هشة إلى درجة أن ما نغرسه منها في صدور الشباب لمدة عشرين عاما يمكن أن يطير في عامين أو ثلاثة؟، أم أن التكتيك المفضل للمعلم التقليدي القديم هو أن يغلق الباب على تلامذته كي لا يعرفوا شيئا آخر ويقارنوا بين ما يقوله وحقيقة الأمر خارج الفصل؟!. لا أعلم حقا كيف يستهين هؤلاء…
آراء
السبت ٠٥ أبريل ٢٠١٤
في الثلاث سنوات السابقة ضربت المنطقة العربية موجة من التغيرات التي أطاحت عددا من الأنظمة العربية، ولم تكن هي الأولى، وربما لن تكون الأخيرة، فالمنطقة ما زالت حبلى بالاحتمالات، من يتابع ما يُكتب بشكل صريح في الخارج يعرف أن ما يُفكر فيه خلف الأبواب المغلقة في منطقتنا ويُستبعد، يفكر فيه آخرون هناك علنا، بعضه يصل إلى التضخيم، ولكنه يتداول بسبب وجود هذا الساحر الجديد الذي يسمى الإنترنت. الخلاف الخليجي البيني مثير للقلق، زاده ما يُنشر الآن في هذه الشبكة السحرية من تنابذ بين أفراد ومجموعات في دول الخليج ينبئ بأن الخصام قد تجاوز الحد، ووصلت تباشير النزاع، الذي كانت دول مجلس التعاون تحرص على إطفاء شراراته إلى أن أصبح جذوة موقدة، إن لم يتداركها العقلاء فقد تفتح أبواب الشر، هذه المرة من الداخل، كما هي أبواب الشر مفتوحة من الخارج. أبواق الدعاية التي تحت التأجير أو المتبرعة تحمل معول الهدم وتضرب به شمالا وجنوبا، ولم تعد تلك الأبواق محصورة بين أشخاص تنقصهم الحكمة، بل أصبحت مكثفة بالسفه والاستفزاز، في تقديري، تهدد الأمن الوطني للإقليم قاطبة، المقصود بالهدم هو الحد الأدنى من التعاون القائم في الخليج، وهو مجلس التعاون، الذي كان كثير منا يأمل أن يتطور إلى الأفضل، فأصبحنا نرجو أن يبقى على ما هو عليه حتى لا تتهدم أركانه. إن…
آراء
السبت ٠٥ أبريل ٢٠١٤
هل تتوقع ــــ في أقصى حالات المثالية ــــ أن يشتمك إنسان، ثم تحسن إليه؟! هذا الفعل الملائكي؛ يندر أن تجده في الواقع، وإن وجدته فستجده في ثنايا كتب وحكايات النوادر والطرائف التي يتم نقلها عن الحكماء، ويتم الاستشهاد بها على الحلم ورجاحة العقل التي تتجاوز طاقة معظم البشر. الأمر يحتاج إلى أن تتوكأ على الحصافة والسمو والنبل، واستحضار أقصى درجات الرصانة، إذ من اللؤم أن تكون ناكرا لكل جميل، جائرا على الناس من حولك ثم تطالب بأن تنال حقا لك في الشارع أو سواه. كي تحصل على هذا الحق، عليك في المقابل أن تمنح سواك حقه. إن حالة التجاوز والتطاول التي تتلبس بعض الناس تبقى مسألة محيرة، ولا تتسق مع صفات العربي الأصيل والمسلم النبيل الذي يؤمن أن جزاء الإحسان هو الإحسان. إن الوعي يتعرض للاغتيال، والمحاكاة مع الأسف حاليا تتم بالقول والفعل لبعض من يمارسون الجور، وهذه من عجائب هذا الوقت، إذ ما المغري في تقليد لئيم سيء اللفظ والفعل. لقد عززت مواقع التواصل الاجتماعي للإنسان فرص التعبير والكلام، لكن البعض يحتاج إلى ثقافة الإنصات والإنصاف وعدم الجور أو الكذب والتجاوز على الكبار واستضعاف الصغار واحتقارهم. حتى في أقصى حالات الخلاف والاختلاف؛ هناك مساحة يمكنك فيها أن تكون راقيا ورحيما وكريما ونبيلا؛ فلماذا يترفع البعض عن هذا السلوك الجميل؟!…
آراء
السبت ٠٥ أبريل ٢٠١٤
العرب بشكل عام والسعوديون بشكل خاص - وإن كانوا ينكرون ذلك - ينظرون إلى المرأة نظرة فيها شيء من التنقص والدونية والتهمة. فالمرأة جاهلة وناقصة عقل، وليست بكفؤ لتحمُّل المسؤولية، وليست أهلاً لأن تتخذ أهم قراراتها، ولا يؤمَن منها ولا عليها من الفتنة في السفر دون مَحرم ولو في رفقة آمنة. والعجيب أنه بعد كل هذا التنقيص لعقلها ولأهليتها في تحمل المسؤولية نعود فننقلب على أعقابنا فنعاملها بالتغليظ عليها في تحمليها مسؤولية أي اعتداء جنسي عليها، سواء أكان هذا الاعتداء بالقول أو الفعل أو التهديد. هذه النظرة الاتهامية والدونية المتوارثة للمرأة في الثقافة العربية هي التي ورطت شاباً سعودياً في أمريكا بورطة، كادت تكلفه عشر سنوات أو أكثر سجيناً في سجون أمريكا المريعة، لولا تهدئة الأمور. فقد كان هذا الشاب زميلاً لطالبة سعودية في الجامعة، وحصل أن قد رآها تمشي وتتحدث مع شباب أمريكاني في مكان عام، وبعقلية ثقافة الشاب السعودي أوقع عليها في نفسه التهمة، وصادف بعدها أن رآها في الحافلة، فبادرها بحديث عام أتبعه بمراودة عن نفسها، فتمنعت، ونزلت من الحافلة، فلحق بها متحرشاً، وأغلظ لها القول حتى هددها بأنه قادر على اغتصابها لو شاء، وهذا على حسب ادعاءات الفتاة. وقد قامت الفتاة بإبلاغ الشرطة التي قدمت على الفور، واقتادت الطالب السعودي من الجامعة مكبلاً على وجهه. وبالتالي،…
آراء
السبت ٠٥ أبريل ٢٠١٤
الكراهية الدينية لم تُنتج الحروب الدينية القديمة وحدها. وهذه الأخيرة ليست هي ذاتها الحروب الطائفية اليوم التي جاءت مع الدولة الحديثة. ويمكن اعتبارها صراعاً على التمثيل داخل الدولة، والاستفادة من مواردها. فالطائفية (بمعنى ما) ظاهرة دنيوية/علمانية، وليست - وهنا المفارقة - ظاهرة دينية/أخروية، فهي صراع على الدنيا باستخدام أدوات الدين. ويمكن العودة إلى تفاصيل النظرة إلى الطائفية كنتاج للعلمانية للكاتب مهدي عامل في كتابه «في الدولة الطائفية» الذي بحث فيه مفهوم الدولة الطائفية من خلال النموذج اللبناني. ويمكن النظر إلى لبنان مثالاً على الصراع الدنيوي في فضاء علماني، إذ إن معظم ممثلي الطوائف علمانيون لا مشايخ دين أو زعماء كنائس، فنرى أن الطائفية هوية مكتسبة بالولادة، ولا علاقة لها بالتدين، حتى إنك تجد ظاهرة الملحد الشيعي أو السني كما كانت تثار في الصراع الإنكليزي - الأرلندي، حيث ظهرت قصة الملحد الكاثوليكي والملحد البروتستنتي. أنتجت قناة الـ«بي بي سي» العربية أخيراً فيلماً استقصائياً بعنوان: «أثير الكراهية: قنوات التحريض المذهبي في العالم العربي»، إذ تتبع نور الدين زورقي والفريق المعاون له قنوات الكراهية الطائفية وتمويلها، وتحدث مع بعض القائمين عليها في العالم العربي. وكان التركيز على الصراع الطائفي السني - الشيعي، ربما بحكم أنه الانقسام الأبرز في المنطقة خلال الأعوام القليلة الماضية. يمكن أن تستخلص من الفيلم أموراً عدة، تتعلق بالتمويل وإدارة…
آراء
الجمعة ٠٤ أبريل ٢٠١٤
عندما كان طلاب الإخوان يمعنون إحراقا وتخريبا في كليات جامعة الأزهر خلال اليومين الماضيين، كان حسن نصر الله وضباط الحرس الثوري يقولون إنهم سيستمرون في القتال إلى جانب بشار الأسد؛ لأنه في حالة سقوط بشار فإن «ممتلكاتهم» في العراق وسوريا ستكون مهدَّدة! أمّا في العراق فإنّ المالكي مُصِرٌّ على التهجير والقتل (تعاونه الميليشيات الشيعية) في ديالي والرمادي والفلوجة، ومُصِرٌّ في الوقتِ نفسِه على إجراء الانتخابات (لاحِظوا حرصه على الديمقراطية!). أما كيف سينتخب المهجَّرون والمقتولون فهذا شأنهم. وقد بشّرنا أحد طياري المالكي بأنهم لا يكتفون بالإغارات على «الإرهابيين» بالعراق، بل هم مكلَّفون أيضا بالإغارة - بترتيباتٍ من الجنرال سليماني - على الثائرين على الأسد في سوريا. ومن جهة ثالثةٍ أو رابعة، بشّرنا لافروف، وزير الخارجية الروسي، بأنّ كيري قال له إنهم لن يعطوا الثوار السوريين أسلحة مضادةً للطيران، كما وعد رئيسه في السعودية وقبل المجيء إليها أيضا! ما الفرق بين الإخواني والروسي والإيراني ونصر الله؟ الفروق قليلة وهي تنحصر باختلاف الجنسيات، أمّا الهدف العامُّ فواحدٌ، وهو مَنْعُ التغيير في البلاد العربية بأي ثمن! وبداية، فإنّ منطق الإخوان مثل منطق بشار الأسد ومثل منطق المالكي: نحكم أو نُحرق البلد! وكأنهم ورثوا سوريا والعراق ومصر ولبنان والبحرين واليمن عن آبائهم وأجدادهم، وإذا لم يساعدهم الأتراك فسيساعدهم الروس، وقبل ذلك وبعده، سيساعدهم بل يساعدهم…
آراء
الجمعة ٠٤ أبريل ٢٠١٤
لا يصيبني بالإحباط أكثرَ من شخص يخرج على المحطات الفضائية، ليخبرنا عن علاقة المملكة بأميركا، فيخلص إلى أن العلاقة بين البلدين تاريخية وجذورها ضاربة في عمق التاريخ، والغريب أن هؤلاء يتناسون أن علاقة واشنطن مع الشاه كانت تاريخية وكانت أيضاً كذلك مع صدام حسين ورئيس الفيليبين فرديناند ماركوس، والقائمة تطول لغيرهم من الرؤساء والأنظمة التي باعتهم الولايات المتحدة، خضوعاً لمصلحتها. الإشكالية هنا أن الرياض تتعامل بندية مع الجانب الأميركي، بينما مَنْ يُطلق عليهم محلّلون ومتابعون يُخضعون تلك العلاقة للتبعية، تاريخياً في أضعف الأيمان. زيارة أوباما الثانية إلى العاصمة السعودية اتضحت ملامحها قبل وصوله، وشتان ما بين استقباله في زيارته الأولى وزيارته الأخيرة، وبطبيعة الحال الملفات التي حملها في جعبته كانت السعودية أكثر إلماماً منه بتفاصيلها، وهو ما جعل الهُوَّة أكبر بين الحليفين. عموماً ليس هذا هو موضوعنا، فالموضوع الأهم اليوم أن المشهد السياسي في دول الخليج العربي يتجه إلى مزيد من التصعيد والتغيير، فعلى رغم الخطوات التي اتخذتها دول الخليج ضد قطر، إلا أن هذه الأخيرة ما زالت تمضي بسياساتها بعيداً عن المجلس وتطلعاته، ولا يبدو أنها بصدد مراجعة حساباتها، وهذا يضعنا أمام احتمالين: إما أن القرار السياسي القطري مدعوم من أميركا، وهذه تعيدنا إلى أن الولايات المتحدة غير مأمونة الجانب، إذ سبق أن تخلت عن حلفائها، وإما أن يكون…
آراء
الجمعة ٠٤ أبريل ٢٠١٤
قلة هم الباحثون الذين بحثوا بتعمق في جذور العلاقات الإيرانية الأميركية، والإشكاليات الخاصة بالمفاوضات الدائرة بينهما حول البرنامج النووي الإيراني، وتأثير هذه المفاوضات على المنطقة العربية. لكن خبير شؤون الشرق الأوسط ورئيس المجلس الوطني الإيراني الأميركي «تويتا بارزي»، أصدر كتاباً مهماً حول «إيران والمجتمع الدولي» تحدّث فيه عن القصة الكاملة للمفاوضات حول الملف النووي الإيراني. وأهمية هذا الكتاب تكمن في ربطه بين الأحداث السياسية الجارية في المنطقة وعلاقتها بهذا الملف، وفي قيامه بتفكيك الكثير من رموز وشفرات السلوك السياسي لإيران، وطبيعة تمددها في المنطقة. وقد جمع «بارزي» من خلال المقابلات التي أجراها مع 70 مسؤولا رفيع المستوى من الولايات المتحدة وإيران وأوروبا وإسرائيل وتركيا والسعودية والبرازيل، عدداً هائلا من المعلومات والحقائق والوثائق التي أعطت للكتاب أهميته. ويحاول «بارزي» كشف كثير من النقاط المهمة والأسئلة السياسية المحيرة، خاصة اللقاءات الدبلوماسية بين إيران وأميركا خلال عامي 2009 و2010. كما يتناول الصفقة الإيرانية الأميركية التي تم بموجبها تقاسم النفوذ في المنطقة، والتي نشهد اليوم تأثيراتها واضحة في سلوك البلدين في المنطقة. ثم يشرح الكتاب مضمون الوثيقة السرية التي حملها «تيم جولدمان»، السفير السويسري الذي كان يتولى المصالح الأميركية في إيران، إلى الإدارة الأميركية في واشنطن بعد بضعة أسابيع من قيام القوات الأميركية بغزو العراق عام 2003. وتضمنت هذه الوثيقة عرضاً إيرانياً بإجراء مفاوضات…
آراء
الجمعة ٠٤ أبريل ٢٠١٤
إن العمل على تطوير وتنمية المجتمع دائماً يبداً من خلال زراعة فكرة مجتمع المعرفة الذي لا يأتي دائماً إلا من خلال المؤسسات الأكاديمية التي تُسهم في تهيئة البيئة بكل ما تحتاجه نحو إيجاد مفهوم تعليمي وتطويري. شاءت الأقدار قبل أيام أن أحضر يوم المهنة وحفل التخرج الرابع في لندن لأكثر من 3400 مبتعث ومبتعة بترتيب وتنسيق من وزارة التعليم العالي والملحقية الثقافية في بريطانيا، وفي نفس الوقت كُنت أطلع على هاشتاق زيارة المشايخ لبيان خطر الابتعاث.. كان الحفل كرنفالاً وطنياً فاخراً يمتزج بأروع وأعذب منتجات الوطن.. مسيرة خالدة ومميزة من الخريجين والخريجات.. كان الحفل في غاية الدهشة والبهجة، وكانت مقدمة الحفل الدكتورة أمل الشمري نموذجاً مشرفاً يفتخر به الوطن بأجمعه.. وقفت شامخة وهي المتخصصة في الأمراض المناعية تقول إنني أمضيت بضع سنوات في الغربة وقد جاء الوقت لأن أرد الدَّين لوطني العزيز.. تحملت الفراق والصعاب والعوز والتعب.. جاءت تقول شكراً للملك عبدالله الذي فتح أوسع مجالات التغيير والتطوير في المجتمع من خلال أعظم مشروع وطني وهو الابتعاث.. جاءت تقول شكراً للقائد الذي غرس مفاهيم التطوير والتجديد. إن برنامج الملك عبدالله للابتعاث هو أجمل وأروع مشاريع التنمية في تاريخ الدولة السعودية.. إن ما يقوم به الملك عبدالله هو بمنزلة إعادة تشكيل بنية المجتمع نحو التقدم.. إن من يحارب الابتعاث هو يحارب…
آراء
الجمعة ٠٤ أبريل ٢٠١٤
دائما هناك شك عند العرب بأن الإنجليز هم من يدير العالم، رغم أنهم سلموا آخر مستعمرة (هونغ كونغ) منذ أكثر من عقد ونصف العقد. والشائع أن تنظيم الإخوان المسلمين في أصله منتج بريطاني، ويدار من أحد مكاتب الأمن السرية على ضفاف نهر التيمس اللندني! طبعا، هذه خرافات. بالتأكيد، لبريطانيا معرفة واسعة بثقافات منطقتنا، بحكم الماضي الاستعماري، والحاضر أيضا المشترك، الاقتصادي والسياحي والسياسي. لكن الوضع تغير الآن. هذه الجزيرة الصغيرة، كثيفة السكان وقليلة الموارد، أصبحت تعاني اليوم كثيرا من المهاجرين العرب، ومهاجري العالم الثالث عموما، بسبب كثافة عددهم واعتمادهم على معونات الدولة وخدماتها. كما استغلت فئة منهم قوانين اللجوء، وهم عبء اقتصادي واجتماعي محلي كبير. في تصوري الحكومة البريطانية أكثر فهما لطبيعة وتعقيدات الوضع في مصر، من حليفتها الولايات المتحدة، التي قد لا تتفق بريطانيا معها في موقفها ضد نظام مصر الحالي، تحت إدارة العسكر. فبريطانيا العظمى كان لها تاريخ طويل هناك، فقد حكمت مصر بين عامي 1882 و1952، وولدت جماعة الإخوان في ظل الحكم البريطاني عام 1928. وإبان فترة التاج عرفت جماعة الإخوان بأنها معارضة، ليس ضد الإنجليز، بل ضد الملكية الخديوية المصرية، التي كانت امتدادا لزمن الباب العالي العثماني. وبسبب ذلك، من الطبيعي أن تلاحق جماعة الإخوان مقولة إنها صنيعة أنغلوأميركية، وهي تهمة تنقصها البراهين. ولعل أكثر المقالات إزعاجا…