آراء

آراء

مؤتمرات المرأة.. لقمعها!

الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠١٤

في مجتمعنا وفي الآونة الأخيرة كثيرة هي المؤتمرات التي تعقد حول أوضاع المرأة السعودية، ولاسيما قضية عمل المرأة، والغريب أن أول ما يتبادر إلى الذهن أن تلك الجهات هي بالفعل تسعى إلى الدفاع عن حقوق المرأة وحقها في العمل في بيئة مناسبة تحفظ حقوقها، ولكن الغريب أن الصور لتلك المؤتمرات تعطينا كيف ينظر منظمو تلك المؤتمرات إلى المرأة في مجتمعنا، إذ نشاهد صور الرجال فقط وهم يناقشون قضايا المرأة، فيما المرأة - للأسف - لا حضور لها. إما أنها غير موجودة فعلاً، والرجال هم من يناقشون قضاياها أو أن صور النساء المشارِكات ونشرها في تلك المؤتمر يمثّلان أزمة للجهات المنظمة، فكيف بهذه العقلية والنظرة الدونية إلى المرأة نتوقع أن تخرج توصيات من تلك التجمعات تعطي المرأة حقوقها؟ قد لا أكون متشائماً إذا رجّحت أن الهدف غير المعلن لتوصيات تلك المؤتمرات هي ضد المرأة لإقصائها، ونحن نقرأ ونشاهد المحافظة على المرأة في مجتمعنا وكأنّ من يسمع مثل تلك التصريحات يوقن أن نساءنا خرجْن عن الأوضاع الطبيعية في أي مجتمع، فنجد مثلاً التركيز - ولو في شكل غير مباشر - على أننا نعيش في مجتمع له خصوصيته. وكم استُخدمت هذه المفردة لدينا في التهميش لدور المرأة وحرمانها من حقوقها، فمثلاً لم أقرأ في توصيات أي من تلك المؤتمرات حق المرأة في أن…

آراء

مستقبل العلاقة السعودية ـ الأميركية

الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠١٤

كم من السهل الحديث عن الحاضر والماضي. وكم من الصعب الحديث عن المستقبل. فقد تناول كثيرون ماضي العلاقة السعودية الأميركية وحاضرها بالتحليل والتأويل. لكن ماذا عن مستقبلها بعد لقاء الرياض، بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. والرئيس الأميركي باراك أوباما، بحضور كبار رجال الإدارة والقرار في الدولتين؟ أستلهم هدوء ورصانة ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، لأستشرف الآفاق المستقبلية التي تحكم العلاقة التاريخية بين أكبر دولة عالمية. وأهم دولة عربية وإقليمية. فأقول سلفا إن هذه الثنائية المميزة بطولها، لن يطرأ عليها تغيير. ستظل ثابتة. مستقرة، لأن لا مشكلة تنتاب هذه الفرادة الثنائية، في عالم خطر. متقلب. ومتغير. المشكلة، إذن، أين؟! كان لا بد من هذا اللقاء. والأرجح أن لقاءات ثنائية، ستعقد على مختلف المستويات، بين الدولتين. الهدف تفادي استفحال التباين في الرؤية. التفكير. السلوك. الممارسة، بين الدولتين، في تناول قضايا عربية وإقليمية. هذا التباين بات يلحق الأذى بمصالح وسياسات كل منهما، إزاء هذه القضايا. لن أستخدم اللغة الخشبية في الزعم، بأن لقاء الرياض توصل إلى تنسيق. أو حلول ثنائية مشتركة. فمن المنطق القول إن دولتين تتمتعان بالسيادة والاستقلال، لا يمكن أن تمارسا سياسة موحدة تماما، في العلاقة مع دول أخرى في المنطقة وخارجها. باختصار، ما حدث في الرياض هو تعميق الفهم المتبادل لمواقف كل منهما، إزاء…

آراء

إردوغان بين «يوتيوب خسيس» و«تويتر الحشرات»!

الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠١٤

طبعا، كتيبة مناصري الإخوان المسلمين، ومحازبي الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي، يوهمون أنفسهم بأن إردوغان سيحقق لهم المعجزات، وعندما وقع في أزمة «ذهب إيران» غم عليهم، وخشوا من أنهم سيصبحون يتامى من بعده.. وتنفسوا الصعداء أخيرا مع فوز حزب العدالة والتنمية التركي فوزا مريحا في الانتخابات البلدية.. انتخابات ليست مهمة، لكن ربح رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان فوزا نفسيا مهما له ولهم. مزاج إردوغان متعكر، والسبب، ربما، أن بقاءه في الحكم طال (11 عاما) كما يقول رفاقه. صار ضيق الصدر، سريع الغضب وقليل الصبر.. أصبح أقل قدرة على تحمل النقد، وأكثر جرأة في التسلط، ولم يعد خصومه وحدهم يشتكون منه، بل كذلك أعضاء حزبه، وأقرب الناس إليه. عبد الله غل، رئيس الجمهورية وشريكه في تأسيس الحزب، تبرأ من قراراته بقطع «تويتر» وحجب «يوتيوب». ورغم هذا، فإن إردوغان يبقى هو القاطرة التي تجر الحزب، ومن الطبيعي أن يقع تحت ضغوط كبيرة. هل شراسة إردوغان، هذا الزعيم الذكي الناجح، لأنه مكث طويلا في الحكم، ولأنه ربما أحب السلطة حبا أصابه بالعظمة؟ هناك من يرى أن هذا أفضل ما في إردوغان، فجرأته هي التي مكنته من المنافسة والحكم لاحقا، واستطاع تهميش العسكر، ثم تقييدهم. وهناك من يرى أن الرجل فقد أعصابه، فقد نعت خصومه بـ«الحشرات»، ويتوهم أن شركة «تويتر» تتآمر ضده، وأن شركة…

آراء

أبوظبي.. الدبلوماسية الثقافية والانفتاح على العالم

الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠١٤

قبل عشرين عاماً كنت في أبوظبي بصفتي سفيراً للولايات المتحدة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وبعد مرور كل هذه السنوات عدت قبل أسبوع بصحبة زوجتي إلى أبوظبي، فهالني حجم التطور الذي شهدته المدينة والتغيرات الكبرى التي حصلت منذ تلك الفترة. فقد طالعتني المباني الجديدة بمعمارها الجميل والفريد من نوعه، واطلعت على المرافق الاجتماعية المختلفة وأماكن الترفيه المتنوعة، إلا أنه سرعان ما لفت انتباهي أمراً آخر أكثر أهمية تمثل في المؤسسات الأكاديمية والثقافية غير المسبوقة التي احتضنتها أبوظبي، وإلى جانبها تلك التي شكلت مفخرة الإمارة منذ تواجدي فيها مثل كلية التقنيات العليا، يضاف إليها جامعة نيويورك، فرع أبوظبي، التي أتيحت لي فرصة زيارتها وتفقد مبانيها والاطلاع على برامجها الأكاديمية، ثم انتقلنا إلى المرافق الصحية والتي كان أهمها مستشفى كليفلاند أبوظبي الذي يعد معلمة صحية شيدت وفقاً لأعلى المعايير الطبية في العالم، وهي المنشأة التي لا تختلف في شيء عن مثيلتها في الولايات المتحدة وتضاهيها في الرقي والتميز، هذا الصرح الصحي الكبير عندما سيفتح أبوابه في غضون الأشهر القليلة المقبلة سيضم أكثر من مائتي طبيب في شتى التخصصات والمجالات الصحية، وسيوفر خدامته الاستشفائية لعموم المنطقة. وبعد جولتنا داخل جزيرة أبوظبي انتقلنا إلى الجزر القريبة التي تم تطويرها خلال السنوات الماضية وأعيد تأهيلها لتتحول من جزر شاغرة إلى منابر لاحتضان الثقافة والفن، فكانت…

آراء

الأنثى المحبطة يسهل اقتناصها

الإثنين ٣١ مارس ٢٠١٤

من منكم لا تشده مناظر ومحاولات الإغراء من ذكور الطيور لإناثها في الوثائقيات التي تقدمها القنوات الفضائية. في مكان ما على حواف غابة أو جدول مائي أو غدير، تبدأ تجمعات الطيور في مواسم التزاوج. الذكور في جانب، غالباًً في الوسط، والإناث في الجانب الآخر في الظل تحت الأشجار. الإناث تراقب عن بعد ببراءة مصطنعة، وبدون مشاركة في الحفلة، كأن الأمر لا يعنيها، لكنها تدرك أن الأمر برمته يدور حولها ومن أجلها. يبدأ أحد الذكور بالرقص، يجعل ريشه ينتفش وينكمش، ويفرد جناحيه وذيله، يحجل ويتمايل، يبزبز ويتناقز ويكركر ويقرقر، ويستعرض كل ما عنده من مواهب القوة والجمال. ما يلبث أن يلحق به ذكر آخر ثم آخر، ثم تتحول الحلبة إلى دبكة فوضوية من الرقص، تنتهي بانقضاض الذكور على بعضها نقراً ودفعاً ورفساًً، وكل هذا والإناث تراقب من بعيد كأنها غير مكترثة، متصنعة عدم الاهتمام. في النهاية تهرب بعض الطيور الذكور من الحلبة، أو تنسحب بهدوء لأنها أدركت أن المنافسة هذه المرة خاسرة، فإلى اللقاء في الحفلة القادمة. بعد ذلك يتم التزاوج، تتقدم الإناث واحدة بعد أخرى، وتتقرب كل واحدة إلى من استهوى قلبها، ويتم التزاوج لإنتاج الجيل المقبل من الطيور. الأمور لا تتم عشوائياًً، هناك استراتيجيات منذ البداية، لكن الذكور فقط تستخدم كل أنواع التكتيك والبهرجة الممكنة والاستراتيجيات لاجتذاب الإناث. الإناث…

آراء

لو صدقت نوايا «الإخوان»

الإثنين ٣١ مارس ٢٠١٤

الجماعات أو التنظيمات التي أصدرت المملكة العربية السعودية، قرارا يوم 7 مارس (آذار) الحالي، بوضعها على لائحة الإرهاب، شيء، بينما جماعة أو تنظيم الإخوان، شيء آخر.. أو بمعنى أدق، فإن هذا ما كنا نفترضه ونتوقعه. إذ لم يكن أحد يتخيل، أن يأتي يوم، توضع فيه الجماعة الإخوانية مع تنظيم القاعدة، وجبهة النصرة، و«داعش»، وحزب الله داخل السعودية، وجماعة الحوثيين، في سلة واحدة! ومصدر عدم التخيل هنا، أن «الجماعة» كانت تصور نفسها لنا، وللغرب قبلنا، على أنها جماعة معتدلة، وأنها لا تعرف العنف، وأنها تنبذ الإرهاب، وأنها تؤمن بالحوار، وتقدم العقل على ما سواه، فإذا بها بعد 25 يناير (كانون الثاني) 2011 بشكل خاص، وبعد ثورات ما يُسمى بالربيع العربي، بوجه عام، تخير المصريين بين أن تحكمهم، أو تقتلهم، ثم تخير السعوديين بين أن تصل إلى الحكم عندهم، أو تتآمر على نظام الحكم القائم لهدم أركانه، وكذلك الحال في معظم دول الخليج، وبدرجات وأشكال مختلفة! وقد كانت السعودية هي آخر دولة يمكن أن يصل الأمر بينها، وبين الإخوان تحديدا، إلى نقطة اللاعودة هكذا، لولا أن الإخوان فيما يبدو لنا جميعا، لم يفرقوا بين المملكة، وبين سائر الدول، مع أنها تفرقة كان على الإخوان أن ينتبهوا إليها جيدا، وبكامل وعيهم، لأسباب ثلاثة أساسية: السبب الأول، أن حسن البنا، مرشد الجماعة الأول، ومؤسسها،…

آراء

تحليل شخصيتك من فاتورة تلفونك!

الإثنين ٣١ مارس ٢٠١٤

بعد عشرة أشهر من إعلان إدوارد سنودن عن تفاصيل برنامج المراقبة التي تقوم بها الحكومة الأميركية للاتصالات والبريد الإلكتروني والشبكات الاجتماعية، وهي التضحية التي كلفت سنودن مستقبله المهني وجعلته أحد أهم المطلوبين الأميركيين، أعلن الرئيس أوباما يوم الخميس الماضي (وقبل يوم واحد من توجهه للمملكة)، أن الحكومة الأميركية ستتوقف عن جمع "البيانات" الهاتفية للاتصالات الأميركية. هذا الإعلان بالرغم من كونه يمثل نقلة كبيرة في موقف الحكومة الأميركية ووكالة الأمن القومي (NSA)، إلا أنه يبقى محدودا أمام حجم المشكلة، أولاً لأنه خاص بالأميركيين فقط، بينما تبقى الحكومة الأميركية في حرية كاملة من حيث التجسس على غير الأميركيين، ولأنه ينص على أن شركات الموبايل الأميركية ستحتفظ بالمعلومات لمدة عام ونصف على الأقل في حال احتاجت إليها الحكومة الأميركية لتحليل بيانات شخص بعينه، في حال وجود شك في ارتباطه بإحدى الجرائم الفيدرالية (والتي يندرج كثير منها تحت تعريف الإرهاب). التجسس على الأميركيين خط أحمر، بحسب القانون الأميركي، ووكالة الاستخبارات الأميركية كانت دائما ممنوعة من ممارسة أنشطة ضد الأميركيين، ولذلك لما حصلت الفضيحة، بذل البيت الأبيض جهدا كبيرا ليشرح للأميركيين أن ما يجمع ليس نص المكالمات ولا ما يدور فيها، إنما فقط البيانات الخاصة بمكالماتك (Meta-Data)، متى اتصلت وبمن اتصلت وكم دامت المكالمة، وهي نفس المعلومات تقريبا التي تجدها على فاتورة موبايلك. هل هذا…

آراء

مها وأوباما

الإثنين ٣١ مارس ٢٠١٤

حدثتني مرة الدكتورة مها المنيف منذ ما يزيد على الأعوام العشرة بحكاية لا تزال عالقة في رأسي وقعت معها أثناء دراستها وتدريبها في أحد المستشفيات الأميركية، وهي أن طفلاً وصل إلى طوارئ المستشفى الذي تتدرب فيه مع فريق كبير من الأطباء، وبعد الكشف عليه تبيّن أنه تعرض لضرب عنيف تسبب بكسور في الجمجمة واليد ودخل في غيبوبة. تقول الدكتورة مها إنها طلبت مقابلة الوالدين، فوجدت شاباً سعودياً يلبس قميصاً بلا أكمام، وبجانبه سيدة تلبس عباءة سوداء تغطيها من رأسها حتى أخمص قدميها تنتفض بشدة، ربما رعباً أو قلقاً، ولا تجيد أي كلمة إنكليزية، وهو ما صعّب تواصل الآخرين معها، فأخذتها إلى غرفة جانبية وسألتها عما حصل، فقالت إن زوجها تعاطى الكحول وأخذ الطفل من قدميه وضرب رأسه بالحائط مرات عدة ومن دون توقف، ربما كان السبب أنه تضايق من بكائه المزعج. الأم جاءت مع زوجها لأميركا ولا تجيد أي كلمة إنكليزية وليس لها قريب في أميركا، وفي مثل هذه الحالات تستدعى الشرطة ويقبض على الأب ويحال إلى المحكمة. وتبقى مشكلة الأم، فطفلها سيبقى في العناية المركزة وزوجها أودع السجن، فتبرعت الدكتورة مها باستضافتها في بيتها حتى يحضر أحد من أهلها من السعودية للعناية بها وانتظار المحكمة للزوج، الطفل أصيب بإعاقة دماغية، وعلى رغم هذا فإن جهات العمل التي ابتعثت الأب…

آراء

المؤتمر الدولي «إيران بعد الحظر»

الإثنين ٣١ مارس ٢٠١٤

تستعد إيران مع بداية عامها الجديد (يبدأ 21 مارس من كل عام) لعقد مؤتمر لا يمكن النظر إليه بعيداً عن سياقه الزمني والظرفي. فما تشهده إيران بعد توقيع الاتفاق المبدئي مع مجموعة 5+1 حول برنامجها النووي وتهافت الشركات الأجنبية لنيل حصتها من السوق الإيرانية الكبيرة، يدفع للقول إن هناك توجهات إيجابية في الداخل الإيراني لمستقبل العقوبات المفروضة عليها والآمال المعقودة على ذلك الاتفاق لرفعها. نسير مع القارئ هنا لعرض أبعاد وتصورات هذا المؤتمر وكيف أن للسياق الزمني والظرفي دوره في فكرة إقامة هذا المؤتمر. بداية أشار بهروزيفر نائب رئيس اتحاد اقتصاد الطاقة الإيراني أنه وبالنظر إلى التوجهات التنموية في سياسات الطاقة الإيرانية، يعتزم هذا الاتحاد إقامة مؤتمر دولي في قطاعي النفط والطاقة. وإقامة مثل هذا المؤتمر تؤكد اهتمام النظام الإيراني بهذا القطاع نظراً لـ: 1- أهمية قطاع النفط وما يشكله من رافد رئيسي للاقتصاد الإيراني حيث لا تزال خزانة الحكومة تعتمد في عوائدها على قطاع النفط بنسبة 85%. 2- يعتبر هذا القطاع العامل الرئيس في تأثر النظام الإيراني بالعقوبات الاقتصادية. فالعقوبات الاقتصادية على إيران تزامنت مع الثورة الإيرانية عام 1979، ولكن ظل النظام الإيراني متعايشاً معها وقادراً على الالتفاف عليها إلى أن جاءت العقوبات القاسية على قطاع النفط. 3- إدراك النظام الإيراني ما يشكله هذا القطاع وما تختزنه إيران من…

آراء

كيف عبَّرت الرياض عن استيائها؟

الإثنين ٣١ مارس ٢٠١٤

بدا واضحاً حجم الاستياء السعودي من السياسات التي ينتهجها الرئيس الأميركي باراك أوباما في قضايا المنطقة، وذلك من خلال اقتصار استقباله وتوديعه في مطار الرياض على أمير المنطقة ونائبه، مقارنة بزيارته الأولى للمملكة العام 2009. وسبق ذلك قيام مسؤولين سعوديين بانتقاد إدارة أوباما في مناسبات عدة، ورفض الرياض مقعدها في مجلس الأمن الدولي بعد ٢٤ ساعة من فوزها به بالغالبية، في رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة، وسياسة ازدواجية المعايير التي تمارسها الدول الكبرى الدائمة العضوية في المجلس. ويبدو أن «قمة روضة خريم» لم تَحُلْ التباينات الكبيرة في وجهات النظر بين البلدين حول القضايا الراهنة. تختلف الرياض مع واشنطن في ملفات رئيسة: الأزمة السورية، البرنامج النووي الإيراني، الموقف من مصر، والقضية الفلسطينية. تخاذلت واشنطن في الأزمة السورية عن مساعدة الشعب السوري ضد النظام المجرم في دمشق، حتى وهو يقصف شعبه بالسلاح الكيماوي، ويرتكب المذابح في وضح النهار. كما تختلف المملكة مع أميركا في شأن تعاطيها مع ملف إيران النووي، فبدلاً من أن تضغط على طهران لوقف ممارساتها وتدخلاتها المستمرة في شؤون العراق وسورية والبحرين، كافأتها بـ«اتفاق جنيف»، ورفع بعض العقوبات عنها، وتقديم الحوافز إليها، على رغم عدم تغير سلوكها، وتدخلها الإجرامي في سورية، وإرسالها الميليشيات الشيعية المتطرفة مثل «حزب الله» و«أبو الفضل العباس» لقتل السوريين. كما أن إيران لا تتوقف عن…

آراء

تكفير بفتوى.. “بلوى فوق بلوى”

الأحد ٣٠ مارس ٢٠١٤

تعافت ـ بفضل الله ـ مصر، وستتعافى ـ بقدرة الله ـ أكثر من أي وقت مضى، ومن أدلتي على ذلك ما شهدته القاهرة الثلاثاء والأربعاء الماضيين من أعمال للمؤتمر السنوي الثالث والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والذي نظمته وزارة الأوقاف المصرية برعاية رئيس الجمهورية، تحت عنوان "خطورة الفكر التكفيري والفتوى بدون علم على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية"، بعد ثلاث سنوات من توقف انعقاده بسبب الأحداث (القديمة).. أربعون دولة، وأربعمئة عالم، ورئاسة حصيفة وجريئة، وجهود حيوية وموفقة لوزير الأوقاف الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، وعمل دؤوب على قلب واحد من صحبه الكرام، وخمس جلسات علمية ثرية، وافتتاحية فيها من العلم الغزير ما لا يمكن أن يقوله بهذا الوضوح إلا فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي أكد على أن البعد عن التكفير أصل من أصول الإسلام، ودعا العلماء إلى مقاومة الانحراف التكفيري بالأدلة الواضحة والحوار الهادئ. الإمام الطيب وبعد تنقيب في تاريخ بدايات آفة التكفير أرجع الأمر إلى "الفهم الخاطِئ للعلاقةِ بين مفهوم الإيمان بالله كأصل، والأعمال كفرع"، مضيفا أن من أهم الأسباب المشجعة على التكفير "الغلوِّ والتشدد في الفكر الإسلامي"، وبكلام دقيق للغاية ذكر فضيلته "أن محور الخلاف بين عقيدة التكفيريين وعقيدة سائر أئمَّة المسلمين يَكمُن فيما يُسمى في مبحث الإيمان والإسلام عند علماء العقيدة بعلاقة…

آراء

الموقف الأميركي لم يتغيّـر كثيراً

الأحد ٣٠ مارس ٢٠١٤

منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، يتركز الخلاف السعودي - الأميركي حول مسألتين: تخلي إدارة الرئيس أوباما عن الثورة السورية، وميلها للتوصل إلى تفاهم سياسي مع إيران، انطلاقاً من اتفاق نهائي ينتظر الوصول إليه معها حول برنامجها النووي. تفاجأ كثرٌ في السعودية وخارجها بموقف الرئيس الأميركي من هاتين المسألتين، لكن وفق روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي السابق في إدارة جورج بوش الأب، وفي الفترة الثانية للرئيس أوباما، ليس هناك ما يدعو للمفاجأة. في مذكراته التي صدرت في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي يقول بالنص: «منذ إدارة كارتر (1976 - 1980) حاول كل رئيس (أميركي) بطريقة أو بأخرى أن يمد يده للقيادة في طهران لتحسين العلاقات معها، وقد فشل كل واحد من هؤلاء في الحصول على استجابة واضحة منها» (ص 178). ثم يضيف بأنه شارك في تشرين الأول (أكتوبر) 1979 (بعد الثورة الإيرانية بأكثر من ثمانية أشهر) مع مستشار الأمن القومي للرئيس كارتر، زبيغنيو بريزنسكي، في أول اجتماع أميركي مع الإيرانيين بعد الثورة في الجزائر العاصمة. هذا يعني أن الخط السياسي الذي ينتهجه الرئيس الحالي أوباما تجاه إيران هو جزء من استراتيجية أميركية ثابتة، ويعني كذلك أن الاختلافات التي يواجهها أوباما داخل الولايات المتحدة حول هذا الموضوع، اختلافات تتعلق بالتفاصيل وطريقة أداء الإدارة، وليس بالفكرة الأساسية ذاتها، وقد حدد أوباما نفسه في…