آراء

آراء

في استقبال أوباما.. تحليل خطاب الضعف

الأحد ٣٠ مارس ٢٠١٤

أمضيت بياض الجمعة وسواد ليلة السبت مستمعاً إلى عشرات المحللين السياسيين وأساتذة الإعلام والكتاب ورؤساء تحرير الصحف على القنوات الإخبارية في استقبال زيارة الرئيس الأميركي المجدولة منذ شهرين خلت إلى الرياض. تستطيع من "تحليل الخطاب" لهذا الطيف الواسع من "الأنتلجسنيا" السعودية أن تقول بثقة إن القاسم المشترك في الخيط الرابط بين كل الآراء والتحليلات أن هناك فهماً خاطئاً عميقاً في "السطحية" لوزن المملكة الإقليمي ولمكانتها وثقلها على مسرح السياسة والاقتصاد الدولي. تستطيع أن تقول بثقة أيضاً إنك تشعر على "الجلد" بشيء يشبه وخز الدبابيس حين تستمع إلى "خطاب التحليل" الذي يشعرك بالضعف والاستجداء وهم يتوسلون من الزيارة أن يعود إلينا القطب المارد الأميركي: يصوروننا وكأننا غزلان شاردة تائهة في صحراء أو حتى غابة ثم ترفع آذانها كي يراها "الكاوبوي" ثم يقبل إليها بحباله وخيله. في الأمثلة والنماذج من تحليل الخطاب ما يلي: أولاً: فبدلاً من أن يتكئ تحليل الخطاب على فوائد العلاقات المشتركة ما بين بلدين كبيرين تجمع بينهما مصالحهما الاقتصادية والسياسية الخالصة، فقد تعمد خطاب التحليل السياسي، على توزيع ملفات الهموم المشتركة ما بين البلدين إلى ملفات سياسية ثانوية لمشكلات المنطقة وأزماتها من إيران إلى سورية وصولاً إلى القصة المصرية، وما أريد أن أكتبه بكل وضوح وصراحة أن أوباما لم يجدول زيارته إلينا منذ شهرين ثم يسافر شرقاً من…

آراء

خواطر عن القمة العربية وما بعدها

الأحد ٣٠ مارس ٢٠١٤

ما حدث شيء غير عادي أو غير متوقع في قمة الكويت. فقد توقع المراقبون أن يكون هناك اهتمام بالقضية الفلسطينية، والملحمة السورية، وملحمة الإرهاب. وتوقع الكثيرون أن لا تنحلَّ الخلافات العربية ولا تخمد، بل يجري تجميدها خلال يومي القمة. ومع ذلك تبقى هناك أمور وقضايا والتفاتات لابد منها، هي ما يبرز الخصوصيات والأَولويات لكل طرف عربي، في الوقت الذي تُبرز فيه المشتركات والافتراقات وما جرى السكوت عنه. أبرزُ المشتركات بين الحاضرين للقمة ملفّان: القضية الفلسطينية، ومسألة الإرهاب. وقد كان ضرورياً إرسال رسالة في مسألة فلسطين قبل وصول أوباما إلى المملكة العربية السعودية. وكانت الرسالة هي الرفض العربي القاطع لاعتبار إسرائيل دولة يهودية في أي تسوية مقبلة. ذلك أن المفاوضات بين الطرفين في مرحلتها الحاضرة، تكاد تبلغ منتهاها بمُضي عشرة أشهر عليها. وهذه المرة الثالثة أو الرابعة أيام أوباما التي تسير فيها المفاوضات بحماس ثم تتوقف بدون نتيجة باستثناء زيادة الاستيطان(!). أما هذه المرة فأراد الأميركيون تجنب ظهور المأزق بتوقف المفاوضات، وذلك باختراع شيء اسمه «اتفاق إطار» يعرضه الأميركيون على الطرفين، فيوافقان عليه، ومن حق كل طرف الاعتراض على النقاط التي لا يقرها. وصار واضحاً للفلسطينيين أنّ هناك في «اتفاق الإطار» عدة نقاط لا يمكن الموافقة عليها: بشأن إلغاء حق العودة، وبشأن الحدود، وبشأن الأمن، وبشأن المياه، وبشأن القدس.. وأولًا وأخيراً…

آراء

قراءة سياسية في علاقة قطر بالإخوان

الأحد ٣٠ مارس ٢٠١٤

لا يخفى على أحد الدعم الذي تقدمه قطر إلى الإخوان المسلمين سواء كان ذلك لإخوان مصر أو فلسطين، أو لاحتضانها قيادات التنظيم الإخواني وعلى رأسهم يوسف القرضاوي. إلا أن الكثيرين يتساءلون عن الدوافع وراء هذا الدعم القطري لتنظيم تم تفنيده في بلده الأم بأنه إرهابي، وأنه تنظيم يُنظر إليه على أنه مهدد لأمن واستقرار الدول المحافظة لاسيما تلك التي في دول الخليج العربي بما فيها قطر. هذه المقالة تحلل تلك العلاقة من المنظور السياسي للمساعدة في فهم تلك الدوافع. لعل العامل السياسي الأبرز وراء التقارب القطري الإخواني هو قناعة الحكومة القطرية بأن تنظيم الإخوان المسلمين لا يشكل خطراً على قطر، وتفسيرها لذلك هو أنه ليس لديها إخوان مسلمون نشطون بين رعاياها، وعليه فهي لا تخشى نفوذهم من هذا المنطلق. هذا الأمر جعل قطر تتعامل مع الإخوان. إن قطر دولة ذات إمكانيات تصنف وفق أدبيات السياسة الدولية من ضمن الدول الصغيرة في العالم نظراً لصغر حجمها الجغرافي والبشري، لذلك فإن دولاً من مثل هذا التصنيف تسعى إلى خلق أوراق لها للتعامل مع العالم. وعليه فإن قطر تحاول استثمار الإخوان المسلمين كورقة لتحقيق مصالحها في التعامل مع العالم الخارجي. إن الدول الصغيرة تستشعر الخطر المحدق بها فتعمل على رفع قدراتها من أجل أن تحقق درجة من التوازن في العلاقة مع الدول أو…

آراء

الأحوال في اليمن ليست على ما يرام

الأحد ٣٠ مارس ٢٠١٤

في حديث مع عدد من الأصدقاء حول ما يدور في اليمن أبديت لهم تعجبي من التفاؤل الذي يصرون عليه وتمسكهم بأذياله، ولكن لكلٍّ مبرراته، إلى درجة أن صديقا عزيزا أرسل لي قائلا إنه بحكم تخصصه في علم الأحياء مقتنع بأن دورة الحياة للنباتات والحيوانات يمكن إسقاطها على ما يدور في أقطار الربيع، واعتبر أن البذرة بدأت في تونس، ونبتت في مصر، واخضوضرت في اليمن، وذبلت في ليبيا، وتموت الآن في سوريا، وأنهى رسالته بـ«ربما أنك لا تحب اخضرارها في اليمن ولكني مقتنع بأنها ستفعل ذلك». كان ردي: «أنا بحكم خلفيتي كمهندس مدني على قناعة بأن أي بناء تم تصميمه كي يؤوي مجموعة من البشر ولم تراع فيه حاجات مستخدميه وكانت أساساته ضعيفة؛ لا يمكن أن يقوى على الاستمرار وأنه حتما سيهوي على رؤوس قاطنيه، وحينها ستصبح كلفة إصلاحه باهظة».. ويبدو هذا جدلا بين الذين يؤمنون بدورات المظاهر الطبيعية، متناسين أننا نشهد تغيرا مخيفا في نسقها وديمومتها، وبين الذين يؤمنون أن البدايات الخاطئة لا يمكن إلا أن تأتي بنهايات كارثية. اليمن منذ رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح يمر بأزمات خانقة أمنية واقتصادية واجتماعية، وارتباك سياسي واضح، وانفراد من بعض القوى الدولية، وغرور مبعوث الأمم المتحدة وصلفه في الدفع بالأمور نحو نهايات تحقق أهدافهم أولا ثم تأتي تاليا الأهداف الوطنية…

آراء

«يوم المياه العالمي».. والغفلة عن أصل حياتنا المادية

السبت ٢٩ مارس ٢٠١٤

حدق في ما على مائدتك من صنوف الأطعمة والأشربة ثم سل نفسك سؤالا علميا: ما هو أهم ما على المائدة من المأكولات والمشروبات؟ إن أقل الناس ثقافة علمية سيجيب على عجل: إن أهم هذه الأشياء هو - بإطلاق - «الماء»!!!! لا غيره. لماذا؟ أولا: لأن هذه المطعومات والمشروبات كافة مصدرها الماء. ثانيا: لأن الجسم البشري معظمه ماء، 70 في المائة، وهي النسبة التي تتكون منها الكرة الأرضية. ثالثا: لأنه يستحيل تصور وجود كوكبنا الأرضي هذا من دون ماء، ومع أن هذه حقيقة علمية – وبدهية - فإن الناس كثيرا ما يغفلون عنها: إما لطول الإلف والاعتياد، وإما لأن «الثقافة العلمية» لم تأخذ حظها في عقول الناس وأدمغتهم.. ولنضرب مثلا قريب التذكر.. لقد خصصت الأمم المتحدة يوما في آخر مارس (آذار) من كل عام سمته «يوم المياه العالمي» وهو يوم يتزامن مع أيام أخرى في أواخر مارس من كل عام.. فهناك يوم المرأة العالمي «وإن كان في أوائل مارس».. ويوم الأم.. ويوم السعادة العالمي. ولقد وجدت هذه الأيام الثلاثة الأخيرة من يوليها اهتماما ملحوظا في وسائل الإعلام، والبرامج الثقافية والاجتماعية، بيد أن «يوم المياه العالمي» مر دون أن يكترث به مكترث، على الأقل في منطقتنا العربية هذه «المهددة بوجه خاص بالجدب والجفاف وتدني معدلات المياه الضرورية للحياة». إن المياه تساوي الحياة…

أخبار الرياض لا تُريدها زيارة تخديرية – عبدالله الشمري

الرياض لا تُريدها زيارة تخديرية – عبدالله الشمري

السبت ٢٩ مارس ٢٠١٤

أعلنت واشنطن رسميا الزيارة المقررة للرئيس الامريكي باراك أوباما يومي الجمعة والسبت القادمين برفقة وفد سياسي هام ومحدود يتكون من وزير الخارجية ،ومستشارة الامن الوطني ومساعد الرئيس ونائب مستشارة الأمن الوطني والمساعد الخاص للرئيس ومنسق البيت الأبيض لشئون الشرق الأوسط والخليج ، ولحسن التصادف أن المقال يكتب من مسافة لا تبعد ربما أكثر من كيلو متر من البيت الابيض ، وبعد لقاءات وزيارات غير رسمية للخارجية الأمريكية ومراكز الأبحاث في العاصمة واشنطن ومجلس الوطني للعلاقات العربية الامريكية ولقاءات مع أكاديميين في جامعتى واشنطن وجورج واشنطن ومسئولين ودبلوماسيين خليجيين وعرب في العاصمة الامريكية . أولا : سأتحدث عن وجه النظر السعودية غير الرسمية والرسمية فالدكتور صالح الخثلان وفي مقال له في صحيفة الحياة عبر عن وجه نظر أكاديمية متفائلة وذهب الى " أن الرياض وواشنطن نجحتا في تحصين هذه العلاقة ضد أي تهديد واستطاع صناع القرار في العاصمتين تحويل كل تحدٍ للعلاقة إلى فرصة لتمتينها والانطلاق بها من جديد نحو فضاءات أرحب من التعاون الاستراتيجي و" أن السر في متانة التحالف السعودي الأمريكي نجده في الكيفية التي تدار بها العلاقة وأن " سر صمود التحالف السعودي الأمريكي خلال هذه العقود: "تأطير وتقنين الاختلاف مهما كان حجمه" ، لكن مسئولاً سعودياً رفعياً ذكر لى بصراحة أمرا مختلفا ولا يمكن وصفه بالمتفائل فهو…

آراء

العائدون من سورية والذاهبون إليها!

السبت ٢٩ مارس ٢٠١٤

كشف مقطع فيديو متداول قيام إحدى الجماعات الإرهابية في سورية بقتل مواطنين سعوديين باستخدام سلاحين ناريين. بلغ عمر أحدهما 21 عاماً والآخر 24 عاماً. فماذا يعرف هذان الشابان عن الحرب حتى يخرجا إليها، ومن الذي أوصلهما إلى هناك في وقت ينشغل الشباب في سنّهما بدروسهم والتطلع إلى مستقبل سعيد؟ في الخبر ما هو أسوأ من تورطهما بحثاً عن قضية يجاهدان فيها، فمن قتلهما جماعة من المتطرفين وجدوهما يقاتلان في صفوف جماعة إسلامية متطرفة أخرى. تذكر «الحياة» عدم تأكدها من صحة هذا الخبر بسبب عدم وصول الأخبار واضحة وموثوقة من مناطق النزاع، إلا أن خروج شابين آخرين في التلفزيون السعودي عائدين من مناطق الصراع في سورية، هما محمد العتيبي وسليمان الفيفي، يتحدثان عن تجربتهما، يؤكد أن شبابنا لا يزالون يفضلون الخروج إلى سورية على رغم كل المحاولات القانونية لمنعهم. هؤلاء الشباب في مطلع العشرينات غالباً - وكما ذكر الشابان - يجدون دائماً رجالاً مستعدين لتجنيدهم وترتيب أمر خروجهم. وصف الشابان العبث الذي يعيشه المقاتلون هناك، سواء بين فصائل ترفع شعارات إسلامية متطرفة تكفّر بعضها بعضاً، أو ضيق العيش والفوضى، أو استغلال هذه الفصائل حماسة الشباب السعودي، فهو قادم يفتش عن الشهادة لا غير، فلا يجد مكاناً أفضل سوى مقدمة الصفوف في مواجهة الرصاص. البرنامج الذي ظهر فيه الشابان السعوديان يبدأ بتلاوة…

آراء

تعيين الأمير مقرن.. السعودية خارج صندوق الأزمات

السبت ٢٩ مارس ٢٠١٤

غالباً عندما تكون جزءا من الصورة فأنت لا ترى الصورة كما يراها مَن خارجها، هكذا يمكن وصف التغييرات التي شهدتها السعودية في السنوات العشر الماضية. العديد من الإصلاحات المتتالية والتاريخية التي تؤسس لديمومة واستقرار سياسي أكبر للدولة السعودية الثالثة: هيئة للبيعة.. إصلاح متواصل للقضاء.. تطوير للتعليم.. 30 سيدة في مجلس الشورى، ومشاركتها في الانتخابات البلدية. تحديث لتنظيمات الدولة وتشريعاتها. السعودية من أفضل 10 دول أجرت إصلاحات اقتصادية. التصنيف السيادي للسعودية AA مع نظرة اقتصادية مزدهرة. وحزمة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي لا تتوقف. ربما البعض يرى هذه الإصلاحات بطيئة بمقابل آخرين يعتبرونها هادئة، إلا أنه لا أحد يختلف أنها جميعها قرارات تسجل لعهد الملك عبد الله بن عبد العزيز الإصلاحي. لذا فإن الأمر الملكي، المبني على قرار هيئة البيعة، بتعيين النائب الثاني الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً لولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، لا يمكن فصله عن تلك الحزمة من الإصلاحات، باعتباره مؤشراً يزيد من طمأنة الشارع السعودي نحو مستقبل مؤسسة الحكم في بلاده، مع الإشارة هنا إلى أن انتقال السلطة كان دائماً يمضي بسلاسة منقطعة النظير منذ تأسيس البلاد، لكن ذلك لم يمنع من إنشاء هيئة البيعة التي جعلت من اختيار ولي العهد عملاً أكثر مؤسساتية، ثم تأتي هنا خطوة الملك باختيار الأمير مقرن ولياً لولي…

آراء

وقف القمم العربية… حتى إشعار آخر

السبت ٢٩ مارس ٢٠١٤

غطى «بيان الكويت»، الذي اختتمت به القمة العربية الأخيرة، كل ما يمكن الاتفاق عليه في عالم العرب، من الدعوة إلى تحرير جزر الإمارات الثلاث التي تحتلها إيران، إلى تحرير جزيرة مايوت القمرية التي تحتلها فرنسا، ولكنه لم يهدد ولم يتوعد، ولم يلزم أحداً باتخاذ أي إجراء لتحقيق أي من المطالبات التي أحصيتها في 18 مطلباً قابلة للزيادة قليلاً أو النقصان بحسب قراءة المتلقي، بدا البيان وكأن مقرره جال في قاعة القمة الأنيقة وطلب من كل وفد أن يعطيه ما عنده من مطالب فصاغها في بيان واحد بعدما استبعد ما يمكن أن يؤدي إلى خلاف بين الإخوة والأشقاء وما أكثر ذلك. المهم أن تنجح القمة في ذاتها لا أن ينجح العرب، ذلك أن القمة ومن اجتمع هناك يعلمون أن هذا مستحيل، بل إن عدم حصول خلافات أو مواجهات كلامية في حد ذاته نجاح، فالجميع يعلم أن ثمة اختلافاً كبيراً بين الدول والزعماء، وقد رسمت خطوط تماس جديدة، تختلف عن خطوط تماس الستينات التي قسّمت العرب بين ملكيات وجمهوريات، أو بحسب تسمية الثوار «قوى تقدمية وأخرى رجعية». وفي السبعينات والثمانينات انقسموا حول «السلام مع إسرائيل»، فكانت جبهة الرفض في مواجهة قوى الاعتدال. وفي العشرية الأولى من هذا القرن حلّ معسكر الممانعة محل جبهة الرفض، واستمر هذا العبث حتى حلّ الربيع العربي، فاختلطت…

آراء

خمس دقائق مع أوباما.. رؤية إماراتية

السبت ٢٩ مارس ٢٠١٤

تترافق مع زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السعودية جملة من الأسئلة والاستفهامات تدور في أذهان الشعوب والحكومات العربية في المنطقة من جهة، وفي ذهن الإدارة الأميركية من جهة أخرى، تصب جميعها في سؤال مركزي ألا وهو؛ ما الذي يراه أهل المنطقة ضرورياً لتمتين شراكتهم مع الولايات المتحدة؟! ويضطلع هذا المقال بتقديم رؤية إماراتية في محاولة للإجابة عن هذا السؤال. في البداية نُرحِّب بزيارة أوباما إلى المنطقة، ونضع بين يديه جملة من التوصيات تحمل تطلعات أهلها، وتصب في تمتين الشراكة الاستراتيجية بين بلاده ودولة الإمارات ودول «مجلس التعاون»، وتتمثل في التالي: أولاً، ضرورة مراجعة الرؤية الحاكمة لإدارتكم بأنكم قادرون على تشخيص وتحديد مصالح شعوب ودول المنطقة بالنيابة عنها، فليس ما يصلح لشعبكم ولحكومتكم هو بالضرورة صالح لنا، ولا يُلغي ذلك قاعدة التشاور والتناصح فيما بيننا على أساس الشراكة القائمة. ثانياً، إعادة النظر في سياسة التوازن الجيوسياسي التي اتبعتموها تجاه الشرق الأوسط، فلا يستقيم هذا التوازن بين المشروع الجيوسياسي الإيراني الذي تأسَّس على مرتكزات مذهبية ثورية لا تعترف بالنظام الدولي، ولا بسيادة الدول، وبين دول تعترف بالنظام الدولي القائم، وتحترم سيادة الدول التي أقرها هذا النظام. ثالثاً، على إدارتكم مراجعة سياساتكم تجاه ربط الإرهاب في المنطقة بالمذهب السُني، والتعامي في الوقت ذاته عن الإرهاب الشيعي المدعوم من قبل إيران في سوريا…

آراء

العالم.. خريطة جديدة!

الجمعة ٢٨ مارس ٢٠١٤

لقد مرت أزمة أوكرانيا وأحداثها سراعاً نحو انفصال القرم عنها واسترجاع هدية خروشوف في استفتاء مستعجل إلى روسيا دون أن نسمع ضجيجاً أو أزيزاً لطائرة حربية تقف في حيرة من أمرها لتعرف ما تفعل على وجه الدقة. وهذه الصورة المصغرة للأزمة الأوكرانية في الغرب تعطي انطباعاً لدى المعنيين بالقضايا الاستراتيجية والجيوسياسية على وجه الخصوص، بأن بوادر مثل هذه الأزمات يمكن أن تقع في أي بقعة من العالم. فخريطة الدول في العالم معرضة اليوم للتقسيم وإعادة التقسيم تحت مبررات وضع اليد لأن هناك أقلية أو عرقاً ما في تلك الدول أو غيرها بحاجة للعودة إلى الأصل التاريخي حسب موقعه الجغرافي، ولو حدث ذلك في كل دولة على حدة لما بقي عرق في مكانه ولتحول العالم إلى قطع من أحجار الشطرنج يتداولها الأقوياء ممن يفرضون أمراً واقعاً ويطوّعون قوانين الماضي والحاضر لصالحهم. وما يحدث اليوم في أوكرانيا دليل واضح على أن أوروبا وأميركا لم تعودا متفقتين على المصلحة المشتركة من تطورات الأوضاع في دول خرجت منذ عقود من تحت مظلة الاتحاد السوفييتي المنهار في ظل محاولة روسيا إعادة تلك الأمجاد بطريقة لي الذراع وفرض واقع جديد في القارة الأوروبية لتقبل بعودة روسيا قطباً مرة أخرى. إن أميركا اليوم لا تريد التدخل عسكرياً في أي نزاع قائم أو يمكن أن يقوم في المستقبل…

آراء

التأزم الديني والتأزم الثقافي في العالم العربي

الجمعة ٢٨ مارس ٢٠١٤

اعتبر القادة العرب المشاركون في القمة بالكويت موضوع مكافحة الإرهاب أولا أو ثانيا ضمن الملفات «القليلة» التي جرى الاتفاق عليها وسط الخلافات الضخمة في موضوعات كثيرة. والعنف باسم الدين اليوم ليس كالأمس، بمعنى أنه يمكن تصنيفه باعتباره انشقاقا أو انشقاقات داخل الإسلام، ناجمة عن وعي معين من جهة يشرعن العنف وإحلال الدم، وعن سياسات استعمارية وإمبريالية فظيعة أخرجت بعض هؤلاء الشبان الحساسين عن طورهم، فنشروا عنفا باسم الإسلام، جعل من الدين الإسلامي مشكلة عالمية. نعم، ما عادت هذه الظاهرة بسيطة، فقد دخلت فيها عدة جهات إما لاتقاء الشر، أو لإعادة التوجيه والاستغلال. كما أن القائمين بها وعليها إنما فقدوا مثالياتهم العدمية تلك، ودخلوا أيضا في عوالم التجارة والصفقات. وبذلك تعقدت الأمور، وما عاد يمكن التمييز بين المتضررين والمستفيدين. وإنما يمكن القول إن الخاسرين الأكبرين هما الإسلام والعرب. أما الذين يشنون أفظع الحملات على الإرهاب، فمعظمهم مستفيد ومن هؤلاء الإيرانيون والروس. فالروس يستخدمون حجج الإرهاب للوقوف مع نظام بشار الأسد، ولتشديد القبضة على المسلمين في روسيا الاتحادية. أما الإيرانيون فيستفيدون بطريقتين أيضا: يطلقون ميليشياتهم الطائفية التي دربها الحرس الثوري للتخريب والقتل في العراق وسوريا ولبنان واليمن بحجة مواجهة التكفيريين - ويعيدون توجيه الجهاديين المزيفين باسم السنة بحيث يعملون في خدمتهم ويقتلون المسلمين الآخرين لأنهم يخالفونهم في الرأي والمنزع. إن تعقد الملفات…