آراء
الأربعاء ١٩ مارس ٢٠١٤
«إِنْ ذبلتْ أزهار الربيع العربي وتحول إلى خريف وعادت الحرية إلى انكماشها، ثم أصبح الواقع العربي متصحراً وخالياً من ألوان الحدث اليومي كما كان، فسيعاود الإنسان / القارئ العربي البحث عن فانتازيا الحركة والأكشن والتعبير والتغيير، أي أنه سيبحث من جديد عن (الرواية) الافتراضية التي تخلى عنها هذا العام». بهذا المقطع ختمت مقالتي التي كتبتها قبل عامين عن حالة معرض الكتاب الدولي بالرياض حينذاك، وقد جعلت عنوانها: هل انتهى زمن الرواية؟ («الحياة» ٢١ آذار / مارس ٢٠١٢). قمت من خلال تلك المقالة بتحليل اتجاهات الرأي في المجتمع السعودي وتحولاته من خلال اتجاهات القوة الشرائية والمقروئية لزوار معرض الكتاب من عام إلى آخر. ويمكن تعميم المنهجية نفسها على مدن عربية وأجنبية أخرى من خلال مبيعات معارض الكتاب فيها، أي تحليل وتشخيص حالة المجتمعات والتحولات الثقافية فيها من خلال الكتب الأكثر مبيعاً في معارض الكتب السنوية بها، مدعوماً هذا بأحاديث الأصدقاء وتوصيات المنتديات ووسائط التواصل الاجتماعي، محددةً التوجه الفني والموضوعي الذي تنحاز إليه توصيات الشراء في كل دورة سنوية. «في السنوات الأولى من دورات المعرض لم تكن قد تحددت لدى الرواد صفة طاغية لنوعية التوصيات على الكتب، خصوصاً في الجانب الفني، كانت التوصيات خليطاً من الكتب الفكرية «البحثية» والشعرية والقصصية. ثم في السنوات الخمس الأخيرة الماضية استطاعت (الرواية) أن تسيطر بلا منازع…
آراء
الأربعاء ١٩ مارس ٢٠١٤
أعتقد أن تنظيم منتدى «تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»؛ الأسبوع الماضي، في أبوظبي والاقتراحات التي صدرت عنه، لاسيما ذلك البند الخاص برعاية دولة الإمارات فعاليات المنتدى المستقبلية، كان واحداً من الأخبار والأحداث الإيجابية التي باتت نادرة للإنسان المسلم والعربي. إن مثل هذا الحدث، بلا شك، من حيث المعاني التي يحملها، كان ينتظره الكثيرون من المراقبين في العالم الإسلامي وخارجه، لأنه دليل حقيقي على رغبة سياسية حقيقية في انتشال الإسلام وأفراده من الذين يسيئون إليه، وبالتالي تكون مسألة إعادة الدين الإسلامي إلى أفراد المجتمع باعتباره قيمة إيمانية وإنسانية، ويكون إبعاده عن السياسة هو أكبر إنجاز لخدمة الإسلام والمسلمين. كان الإسلام في السابق، وقبل اختطافه من السياسيين كأيديولوجية، عامل قوة للمجتمع، فحققت المجتمعات الإسلامية نهضة تعليمية وحضارية كبيرة. وحتى عهد قريب كان الإسلام عامل قوة للكثير من المجتمعات؛ خاصة تلك التي فيها أكثر من طائفة؛ وليس عامل ضعف كما يحث اليوم. متصدرو الفتوى من «أشباه العلماء»، كما وصفهم الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية، في كلمته الافتتاحية التي كانت جريئة ومباشرة وابتعدت عن لغة العموميات، هؤلاء استغلوا وسائل الإعلام المحلية (في الدول العربية) والأجنبية، وتسببوا بطريقتهم في تسهيل قضية إلصاق الإرهاب والتطرف بالدين الإسلامي؛ وباتت المقولة التاريخية للذين يدخلون الإسلام حديثاً «حمداً لله، أسلمت قبل أن أتعرف على المسلمين» متكررة بسبب تسييس…
آراء
الأربعاء ١٩ مارس ٢٠١٤
مثلت منظومة مجلس التعاون الخليجي قوة إقليمية لا يُستهان بها منذ إنشاء المجلس في مايو 1981م، وواجهت هذه المنظومة أحداثاً جساماً ابتداء بالحرب العراقية الايرانية والغزو العراقي للكويت في أغسطس 1990م، مروراً بالإحتلال الأمريكي للعراق في ابريل 2003م، وانتهاء ببدء شرارة الانتفاضات العربية في تونس في 17 ديسمبر 2010م والتي سببت الكثير من التحديات الداخلية والخارجية لدول المجلس. وأدت تداعيات الربيع العربي إلى انشغال الدول العربية الرئيسية وفي طليعتها مصر وسوريا والعراق بأوضاعها الداخلية الصعبة، مما دفع دول الخليج وخاصة السعودية إلى تبديل نهجها التقليدي القائم على الدبلوماسية الهادئة والسرية أحيانا، محاولة سد الفراغ الاقليمي ولعب دور مؤثر في مسار الاقليم والذي يواجه تهديدات تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة ابتداء من العراق وسوريا ومرورا بلبنان والبحرين وانتهاء باليمن. ورغم وجود بعض الاختلافات حول السياسات الخارجية، إلا أن المنظومة الخليجية والتي تحتل دولها مساحة إجمالية تصل إلى 2410.7 ألف كم مربع، وعدد سكان يصل إلى 47.0 مليون نسمة، وناتج محلي وصل إلى 1.60 ترليون دولار، وكون أراضيها تحوي احتياطيات هائلة من النفط والغاز جعلها قوة اقليمية وتفاوضية تحسب لها القوى الاقليمية كل حساب. من ناحية الحسابات الإقليمية، فان قرار سحب سفراء المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، ومملكة البحرين من العاصمة القطرية الدوحة يُعتبر سابقة خليجية، وبغض النظر عن استمرار مدته الزمنية…
آراء
الأربعاء ١٩ مارس ٢٠١٤
المظاهرة المسلحة للحوثيين في اليمن بالقرب من العاصمة، وبعد حروب توسع ناجحة وتهجير طائفي في دماج، دليل جديد على تهاوي الدولة وانشغالها بأخطار أقل من خطر الحوثيين، والصراعات السياسية المشتعلة الآن في اليمن كلها تصب لمصلحة الحوثيين، حتى تنظيم القاعدة هناك يعمل لمصلحتهم، والعبرة بالعراق، حيث مكن حضور تنظيم القاعدة إيران من إمساك بلاد الرافدين، وأسهم في تشتيت القوى الأخرى، كان حاضراً في التشتيت باستهداف العزل من الطوائف كافة حتى المسيحيين. السعودية وبقية دول الخليج معنية بالقضية اليمنية والحد من توسع إيران بثياب حوثية تستغل الطائفية للهيمنة السياسية، والمبادرة الخليجية يجب ألا تستثني مصلحة دول الخليج وفي مقدمها السعودية. وإذا لم تجرد الحكومة اليمنية الفصائل المتنازعة وعلى رأسها الحوثيون من السلاح، فالدولة اليمنية التي عرفناها في ذمة التاريخ. الكاتب اليمني ناصر يحيى في مقالة نشرها موقع المصدر «أون لاين» بعنوان: «هتلر والحوثي.. وجهان لعنصرية واحدة!». يبيّن أوجه التشابه بين النازية والحوثية من زوايا عدة، أهمها تفوق العنصر، أقتبس منها هذا الجزء: «في البداية يمكن ملاحظة تشابه الأساس الآيديولوجي للفكرتين النازية والحوثية، فكل منهما تقوم على فرضية التفوق العنصري لنوعية من البشر على الآخرين، فالحوثيون تقودهم مجموعة من البشر تفترض أنها أفضل وأطهر من غيرها لأنها تنتمي لسلالة النبي صلى الله عليه وسلم، ولها حق إلهي في السيادة وحكم الآخرين». انتهى.…
آراء
الأربعاء ١٩ مارس ٢٠١٤
كأنه لم يكن يكفي أن يعيش أربعة أطفال دون أم، معتقدين بأنها ماتت منذ أن كانوا صغاراً كما قيل لهم، لتنشأ ثلاث فتيات وأخوهن الوحيد محرومين من متعة دفن رؤوسهم في أحضانها، ويتربوا في منزل سُلبت منه جميع متع الحياة الطبيعية ووسائل الترفيه، وفقدت فيه مشاعر الحب والحنان الذي يحتاج له أي طفل أثناء فترة نموه، فلم يعرفوا سوى كثير من القسوة والحرمان التي فرضها عليهم شخص كان من المفترض أن يكون سنداً لهم فبعد أن طلّق والدتهم، حرمهم من رؤيتها منذ أكثر من 11 سنة، ولم يكن ذلك كافياً بل حرم الفتيات من حق التعليم بعد أن منعهن من الذهاب إلى المدرسة، وحُرمن أيضاً من العيش مع أخيهن الوحيد الذي طُرد من المنزل وأبعد عنهن منذ تسع سنوات، حيث لم يسلم هو الآخر من التعذيب والضرب بالسلاسل الحديدية والمفكات، فظل الصبي مشرداً في الطرقات ينام تحت الكباري تارة وفي المساجد تارة أخرى، وأثناء زياراته السرية لأخواته كان يتعذب كثيراً من أحوالهن حين يرى آثار الضرب، وفي كل مرة يكتشف الأب زيارته كان ينهال عليهن بالتعذيب، وحين حاول الأخ إبلاغ حقوق الإنسان، علم الأب وزاد من تعذيبه للفتيات، وعندما ضاقت الأنفس البريئة لم تجد سوى سطح المنزل كمتنفس وحيد للترفيه، ليأتي الجار ويشي بهن، ولا ندري كيف كانت صيغة تلك…
آراء
الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠١٤
أظن أن أبرز عيوب المنهج الفقهي الموروث هو خلطه بين دورين مختلفين تماما: تشخيص الموضوع، واستنباط الحكم الشرعي المناسب له. الفقيه يفتي بجواز الإفطار في رمضان للمريض، مثلا. لكنه لا يأمر شخصا معينا بالإفطار. لأنه حكم في خارج اختصاصه. نحن نتبع فتوى الفقيه بوجوب الصوم أو عدمه، لأنه مختص باستنباط الأحكام. أما تشخيص من يلتزم ومن يمتنع عن الصوم، فهو مهمة الطبيب. لا خلاف إذن حول التمييز بين الحكم وموضوعه. محل الخلاف هو تدخل الفقيه في تشخيص موضوعات الأحكام. وقد جرى العرف بأن يفتي الفقهاء في كل مسألة، من أحكام الطهارة والصلاة إلى السياسة مرورا بالأموال والتجارات، فضلا عن التعليم وتحديد المواقع الجغرافية والآثار... إلخ. هذا العرف القديم لم يعد مفيدا. في ماضي الزمان كان الفقهاء علماء في كل فن، وكانت المدارس الدينية واسعة الأفق. وعرفنا بين قدامى الفقهاء أطباء وفلاسفة ومؤرخين، وكان حجم العلوم ضئيلا، وفروعه متداخلة، ربما بسبب بساطة الحياة ومحدودية أسباب المعيشة والتعاملات. اختلف الحال اليوم فتشعبت الحياة وتعقدت. واتسعت لهذا السبب العلوم والتخصصات، فأصبح مستحيلا على أي شخص الإحاطة بكل العلوم. حتى علم الفقه نفسه اتسع وأمسى عصيا على شخص واحد أن يتعمق في كل فروعه، فضلا عن أن يحيط بغيرها. استقلال العلوم عن بعضها، وتنوع المدارس والمناهج، والتفريع المستمر الذي يؤدي بالضرورة إلى ظهور تخصصات…
آراء
الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠١٤
لو صرف بعض معلمي المدارس وقتهم في توعية الطلاب من خطر المخدرات بدلا من تعليمهم أصول وفنون الجهاد في مشارق الأرض ومغاربها، ودروس غسل الموتى وبروفات الآخرة في الرحلات الليلية إلى القبور، ولو ركز بعض جهابذة إعداد مقررات التربية الإسلامية على توعيتهم بما تسببه المخدرات من شرور وآثام وأضرار على العقل والدين، ولو اهتمت المخيمات الصيفية باستقطاب الخبراء في مكافحة المخدرات بدلا من تحويلها إلى معسكرات تدريب على الإعداد والتمكين والتدريب على فنون القتال، ولو خصصت وسائل الإعلام برامج ثابتة للتوعية بالمخدرات بشكل علمي فعال بدلا من الحملات المؤقتة التي تمر مرور الكرام، لو تم قليل من ذلك لكان بالإمكان تقليل أعداد الضحايا الذين تحصدهم المخدرات بشكل مرعب في وطننا. خلال أربعة أشهر فقط ضبطت أجهزة الأمن مخدرات بقيمة 2 مليار ريال، تنوعت ما بين الصنف الثقيل الذي لا يتعاطاه إلا ذوو المال الكثير والأصناف الخفيفة التي يستطيع الطالب شراءها بتخفيضات كبيرة بجانب بوابة المدرسة ومن أقرب رصيف أومنعطف في الحي. آلاف الشباب والشابات يواجهون تدميرا ممنهجا تقوم به عصابات منظمة لها أذرعة إخطبوطية تحيط بكل مدينة وقرية، يتجول أعضاؤها الصغار في الشوارع بشكل شبه علني وبعضهم يكاد يكون معروفا للناس، ومع ذلك يستمرون في إجرامهم الذي دمر عقول الشباب وأحرق قلوب آبائهم وأمهاتهم. لقد بحت أصواتنا ونحن نطالب بإجراءات…
آراء
الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠١٤
عندما يأتي منْ يلتزم بالوعود ويقطع العهود في اجتماع الكبار، ويؤكد أنه جزء من كل، ويدّعي أنه ملتزم بكلمته، ويخرج من مجلس الرجال واجتماع الكبار بالتزامات واضحة، وعندما يوقع على اتفاقيات محددة البنود وواضحة المطالب ويحلف بأنه سيلتزم بها، ثم يخلف ما وعد وينسى ما كتب ويتجاهل ما دار بينه وبين الكبار.. ماذا يمكن أن ننتظر منه بعد ذلك؟ أسبوعان مرا على سحب السفراء، وقطر مُصرة على موقفها، تُعاندُ أشقاءها، وتُحاول أن تهرب إلى الأمام بالكلام من ناحية عن سيادتها وأنها لا تقبل أن يتدخل أحد في قراراتها -وهي تعرف أن الأمر ليس كذلك- وتارة أخرى بالإيحاء أن سبب الخلاف هو دعمها لـ «الإخوان» في مصر.. والحقيقة أن هذا السبب لم يتم التطرق إليه في اجتماع خادم الحرمين الشريفين بأمير الكويت وأمير قطر في الرياض في نوفمبر الماضي، ولا في اجتماع الكويت في فبراير الماضي.. والأسباب الحقيقية التي تعرفها قطر جيداً هي دعمها لكل من يعمل على زعزعة أمن واستقرار وسلام تلك الدول الثلاث ودول الخليج، قطر تعرف الأسباب وتدرك أن لدى تلك الدول ما يؤكد قوة موقفها، ولكنها إلى الآن من الواضح أنها لا تريد أن تحرج أو تجرح قطر بعرض تلك الأدلة، وإلى الآن تمنح قطر الوقت كي تتخذ القرار الذي يكون في مصلحتها ومصلحة شعبها ومصلحة المنطقة..…
آراء
الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠١٤
حقق «حزب الله» انتصاره في يبرود بعد انتصاره في القصير. هذان انتصاران غير مشكوك فيهما ولا مطعون. في 2000، عند تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، وُجد من يذكّر بأن إيهود باراك، رئيس الحكومة يومذاك، كان مَن تقدم إلى الانتخابات العامة ببرنامج أبرز بنوده الانسحاب الأحادي من لبنان. وقد قارن الحسابون أعداد الإسرائيليين الذين سقطوا على يد «حزب الله» على امتداد مقاومته فوجدوهم أقل من أعداد ضحايا السير عندهم. في 2006، وعلى رغم تسمية ما حصل «نصراً إلهياً»، ظهرت وجهتا نظر وجيهتان، واحدة تقول إن إسرائيل هي التي انتصرت بدلالة القرار 1701 الذي أقفل جبهة الجنوب، وهذا هو مطلبها السياسي الأساسي، والثانية ترى أن الدولة العبرية لم تُهزم إلا بمعنى أنها لم تنتصر، كما كانت تفعل في السابق. وبدا هذا القول بمعيارين للانتصار والهزيمة مهيناً بما فيه الكفاية للمنتشين بـ «نصر إلهي». بعد حين، ولا سيما منذ الهجوم على بيروت في 2008، تأكد أن حدثاً يفجر العلاقات الأهلية في جبهة «المنتصِر» لا يمكن أن يُعد انتصاراً. اليوم، في يبرود بعد القصير، لا لبس ولا التباس. الانتصار قاطع. فعلاً «لن تُسبى زينب مرتين». تشي المقارنة هذه بطبيعة «حزب الله» كطرف مُعد للقتال الأهلي– الطائفي الذي تتقاطع نتائجه مع مصالح أنظمة بعينها، فيما إعداده لقتال إسرائيل استطرادٌ على هذه الوظيفة. صحيح أن الاستطراد…
آراء
الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠١٤
لم تكن مجرد ساعات قليلة قضيتها في حفل تخرج الدفعة التاسعة، "4700" طالبة من مختلف كليات جامعة جازان، والدفعة الأولى من خريجات كلية الطب "52 خريجة"، بل قضيتها وسط خلية عمل يحركهم الإخلاص والتفاني لتنمية الإنسان الجازاني، ليس فقط أكاديميا، بل صحيا وثقافيا واجتماعيا وإنسانيا، فمنذ استقبالي للدعوة الكريمة لحضور الحفل، المقام على شرف الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي لم أشهد حفلا مثله في الجامعات السعودية من قبل، وليست شهادتي وحدي، بل معظم الحاضرات ومنهن العزيزة الدكتورة لطيفة الشعلان عضو مجلس الشورى، وقد كنت أشعر بالجميع يعمل بفرح تلك اللحظة، بداية من مدير الجامعة معالي الدكتور محمد آل هيازع، إلى المسؤولين كافة، إلى الموظفين رجالا ونساء، كل في مجاله وتخصصه، وفي إتقان واحترام وفق معايير التنظيمات الدولية للاحتفالات الرسمية، مما جعلني أنبهر، فلم أعتد ذلك داخليا نتيجة ضعف العديد من الجهات لدينا في تنظيم هكذا مناسبات، لقد كان فريق عمل متوائما، لا تشعر فيه بغرور أحدهم بمنصبه أو شيفونيته بدرجته العلمية العليا على من هو أقل منه، كانوا يزفون خريجاتهم من بنات جازان بحب، وبعد مشاهدتي لذلك كله لم أستغرب أبدا أن تنهض جامعة جازان بهذه السرعة، رغم سنواتها القليلة في مخرجاتها التعليمية داخليا وخارجيا. ربما كثيرون لا يعرفون قيمة هذه الفرحة الكبيرة، التي اعتمرت القلب…
آراء
الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠١٤
من الأوصاف التي تكرهها الطائفة الشيعية أن يُسموا بالرافضة بدلاً من الشيعة. فهم يعتبرون أنفسهم مناصرين لآل البيت، وامتداد لمن (شايع) علي - رضي الله عنه - وبنيه، فيجب أن يُسموا بهذه الصفة (شيعة أهل البيت) لا الرافضة. بحثت عن أصل هذه التسمية تاريخيا، وسببها، ومن أول من أطلقها، وماذا تعني؟ .. فوجدت أن أول من سماهم بهذا الاسم هم (الزيدية) أو بلغة أدق أصحاب المذهب الزيدي الذي يتفرع منهم الآن الحوثيون، حلفاء دولة الملالي كما هو معروف. جاء في كتاب (الحوثيون: سلاح الطائفة وولاءات السياسة) والكتاب من إصدارات (المسبار) ما نصه: (بل إن بعض المصادر الزيدية المعاصرة لتقرر - تبعاً لما هو ثابت في أمهات المصادر التاريخية - أن الوصف بالرفض الذي ينزعج منه الشيعة الإمامية المعاصرون، قد سنه الإمام زيد حين اشترط بعض غلاة الشيعة الذين كانوا معه - كي يخرجوا معه ويقاتلوا - أن يتبرأ أولاً من أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - وحين أبى ذلك رفضوا القتال معه، «فقال لهم: اذهبوا فأنتم الروافض، فصارت هذه الكلمة علماً لهم). والمعلومة المذكورة مأخوذة حسب ما هو مُنصص عليه في البحث عن (علي عبدالكريم الفضيل شرف، الزيدية: نظرية وتطبيق). الغريب أن ما تبقى من مذهب الزيدية في اليمن وهم (الحوثيون) أو بلغة أدق ناشطوهم، انضووا مؤخراً لأسباب…
آراء
الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠١٤
كان سيد قطب، قبل انضوائه تحت جناح «الإخوان»، يمازح أخاه محمد قطب كلما رآه راجعاً من اجتماعات «الإخوان» فيقول له: «إزاي الحسن الصباح بتاعكم؟». والحسن الصباح (ت 518 هـ) هو مؤسس الفرقة الإسماعيلية – النزارية، وهي الفرقة التي اشتهرت بين المسلمين والأوروبيين بالفداوية أو الحشاشين، نسبة إلى تعاطي أتباعها الحشيش بأمر من شيخهم، كما يذاع ويشاع. وكان الحسن ملك بالحيلة قلعة الموت المنيعة في بلاد فارس، ومنها كان يسيّر عناصره الانتحارية لقتل مناوئيه من الخلفاء والأمراء والوزراء. ولقد ملأ النزاريون أو الحشاشون - وعلى مدار قرنين من الزمان - القلوب بالرعب بسبب دقة تخطيطهم وصرامة تنظيمهم وكثرة من مات تحت ضربات خناجرهم. لقد أصاب سيد قطب كبد الحقيقة حين شبّهَ زعيم «الإخوان» بزعيم النزارية. فعلى ما بين الحسنين من تنافر مذهبي، إلا أن ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما. فالبنا كان حريصاً على تسييج جماعته بستار كثيف من الغموض، وهو ما نجده كذلك مع الحسن الصباح الذي أسّس فرقة ما زال الاضطراب والارتياب يحيط بأغراضها وأفكارها وطقوسها كإحاطة الهالة بالقمر. كان البنا بقول لأتباعه: «أيها الإخوان: أنتم لستم جماعة خيرية، ولا حزباً سياسياً، ولا هيئة موضوعية الأهداف محددة المقاصد، ولكنكم روح جديدة تسري في قلب الأمة»، وهو تعريف «ملغز» ومبهم كتعريف الروح نفسها، علاوة على ذلك، لم يكن البنا ليقبل من…