آراء
السبت ١٥ مارس ٢٠١٤
ما الذي تريده إيران وهي تنشط يمنة ويسرة، وتدفع من أجل ذلك كلفة باهظة يتحملها شعبها الذي يعاني مثل معظم الشعوب الإسلامية الفقر والمرض، على رغم النفط الهائل الذي يجري من حولها؟ إنها تخطط بجهد ودأب شديدين لتأكيد قوتها ونفوذها، مستعدة أن تقاتل في سورية، تتآمر في العراق، تخرب علاقاتها مع السعودية وبقية الجيران، تضغط على الغرب تارة وتخاتله تارة أخرى، فما الذي تريده من كل هذا وتحديداً خارج حدودها وتاريخها؟ من السهل الإجابة عن سؤال ما الذي أرادته بريطانيا من الهند؟ ذلك أنها كانت استثماراً رائعاً، واضحاً وجلياً، عاد على الخزانة والبلاط ورجال المال والسياسة الإنكليز بخير وفير، ما جعلهم يتمتعون بأسلوب حياة أرستقراطي ممتع، وبالسياق نفسه نفهم سبب احتلال بريطانيا لعدن، فبقية اليمن الجنوبي، ثم مشيخات الخليج، إلى مصر، كان كل ذلك لأجل الهند. بالمنطق نفسه يمكن تفسير حماقة صدام حسين في غزوه الكويت، لقد رآها «خزانة مال» وبئر نفط هائلة يحل بها كل مشكلاته الاقتصادية التي تسبب فيها بحماقاته الأخرى مثل حربه مع إيران، وقبل ذلك تفكيك مجتمعه واقتصاد بلده الثري. ولكن لماذا أرسل عبدالناصر جيشه إلى اليمن في مغامرة أدت إلى تدمير الجيش والاقتصاد معاً؟ إذ لم تكن هناك مكاسب اقتصادية لمصر - أو لنقل لعبدالناصر - فمصر اختفت يومها في شخصه. لن أجد سبباً غير…
آراء
السبت ١٥ مارس ٢٠١٤
في كلمته أمام المجتمعين في "منتدى تعزيز السّلْم في المجتمعات المسلمة" الذي عُقِدَ في أبوظبي قبل أيام، تحدث فضيلة الإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن مفهوم السلام، وعرّج في حديثه على مبدأ التعارف قائلا: "وإذا كان الاختلاف مشيئة إلهية في خلق الناس لا راد لها، فإن العلاقة بين المختلفين - فيما يقرر الإسلام - هي علاقة التعارف والالتقاء والتعاون على البر والتقوى، والسلام هو مقتضى تلك العلاقة". وشدّني في حديث فضيلته كلامه حول أن السلام أصلٌ في العلاقات الدولية، وفي علاقة الناس ببعضهم البعض، وأن الحروب ضرورة واستثناء (...) فتحقيق السلام، أحد أعلا مقاصد الشريعة الإسلامية. بعد أن استمعتُ إلى الكلمة، ذهبتُ وجلستُ إلى الشيخ العلامة عبد الله بن بيّه، رئيس المؤتمر، وسألته عن سبب ورود لفظ "لتعارفوا" في الآية الكريمة: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" ولم يستخدم الشارع كلمة أخرى مثل "لتحابّوا"، ظنّاً مني أن المحبة أكثر توطيداً للعلاقات الإنسانية من التعارف. فقال لي الشيخ، ما معناه، إن التسامح والمحبة والأفعال التي على شاكلتها يمكن التراجع عنها، كأن تحب فلاناً اليوم وتبغضه غداً، أما التعارف فلا يمكن الرجوع عنه؛ فإذا عرفت أحداً فإنك لن تستطيع أن تتنكّر لتلك المعرفة، ولذلك فإن معنى التعارف هنا أكثر ديمومة من المحبة.…
آراء
السبت ١٥ مارس ٢٠١٤
على ضوء سحب كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين لسفرائها في الدوحة تتعرض السياسة الخارجية القطرية لهزة عنيفة ربما يكون لها تداعياتها المستقبلية المؤثرة على قطر وكامل الإقليم الخليجي. ولم يأت سحب السفراء من فراغ، ولكن لأسباب موضوعية وجوهرية تتعلق بأمن الدول الثلاث المعنية وبمجمل العلاقات في داخل منظومة مجلس التعاون الخليجي، وقد أتى قرار الدول الثلاث باتخاذ هذا الموقف الحازم لكي يثير دهشة كافة المراقبين لشؤون دول المجلس، لأنه كان مفاجئاً، ويُشكل ظاهرة جديدة وفريدة وغير مسبوقة ضمن منظومة دول المجلس وكرد فعل منطقي على سلوك السياسة الخارجية القطرية المثيرة للجدل والمحيرة في العديد من جوانبها. المهم أن أحد منطلقات السياسة الخارجية القطرية الرسمية هو إفصاحها عن نفسها بأنها مستقلة، بمعنى أنها غير تابعة لأية جهة وغير منحازة لجهة دون أخرى، لكن قطر في الواقع تحتضن الكثيرين من فلول «الإخوان المسلمين» والمنظمات والجماعات الأخرى التي تشكل خطراً على أمن دول المجلس وتتحالف معها في منطلقاتها السياسية والاستراتيجية، وما يمليه ذلك من مواقف خطيرة، وربما تتحول إلى كارثية مستقبلاً على قطر ذاتها. وما نفهمه كمراقبين ودارسين لعلم السياسة، أن الأهداف الرئيسية لسياسة قطر الخارجية هي تأمين استمرارية قطر السياسية كدولة وطنية ذات سيادة، وضمان استمرار رفاهية البلاد الاقتصادية حيث يعتمد كلا الأمرين على بعضهما بعضاً…
آراء
الجمعة ١٤ مارس ٢٠١٤
كان البروفسور جوزيف ناي المقرب من كارتر وكلينتون والتيار الأميركي المستنير، قد بلور هذا المصطلح عام 1990. وقد فعل ذلك رد فعل على البروفسور بول كيندي صاحب النظرية الشهيرة عن صعود الحضارات وأفولها. ومعلوم أن كيندي تنبأ عام 1987 بانحدار القوة العظمى الأميركية بعد طول هيمنة على العالم. ولكن لسوء حظه، فإن كتابه صدر قبل سنتين فقط من سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي وظهور أميركا بوصفها قوة عظمى وحيدة في العالم. وبالتالي، راحوا يتندرون به وبأطروحته المتشائمة التي كذبتها حركة التاريخ بشكل صارخ. ولكن ينبغي ألا نستهين بكتاب كيندي وأطروحته المركزية عن فلسفة التاريخ، الذي صدر في أكثر من 700 صفحة وشمل كل تاريخ القوى العظمى منذ عام 1500 وحتى عام 2000، أي طيلة خمسة قرون.. ففيه تحليلات ثاقبة لا تنكر. ويبدو أنه ترجم إلى 23 لغة عالمية، كانت العربية إحداها. كيف رد عليه جوزيف ناي؟ ما محاجته؟ قال له بأن قوة الأمم لا تقاس فقط بضخامة جيوشها وقدراتها العسكرية الضاربة ولا حتى باقتصادها، على الرغم من أهمية كل ذلك، وإنما بإشعاعها الثقافي والحضاري أيضا. وبالتالي، فهناك القوة الخشنة والقوة الناعمة. وهذه الأخيرة ينبغي عدم الاستهانة بها أو إهمالها كما فعل بول كيندي.. فالقوة الناعمة قد تدفع بالآخرين إلى الإعجاب بك وتقليدك وربما الخضوع لك حتى دون أن ترفع…
آراء
الجمعة ١٤ مارس ٢٠١٤
ظهر الاضطراب على السطح في العلاقات العربية - الأميركية عام 2013 في ثلاث مناسبات: الاتفاق النووي بين أميركا وإيران، وتغير الموقف الأميركي من قصف الأسد لشعبه بالكيماوي، وإزاحة مرسي من الرئاسة في 3 يوليو (تموز) 2013 ووقوف الولايات المتحدة ضد تلك الإزاحة. وعندما يأتي الرئيس الأميركي إلى المملكة العربية السعودية أواخر هذا الشهر، سوف يجد أمامه مسائل ومشكلاتٍ أخرى للبحث والمراجعة واجتراح الحلول إضافة إلى ما تراكم. ومن ذلك الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي الذي يريد أوباما ووزير خارجيته تحقيق تقدمٍ فيه، وكالعادة على حساب الطرف الذي يعتبره ضعيفاً وهو الطرف الفلسطيني – العربي! أظهرت الدول العربية وعلى رأسها الدول الخليجية صدمةً بسبب الاتفاق الأميركي والدوليين الآخرين مع إيران بشأن النووي. وقد تعددت الأسباب لذلك من المفاجأة وإلى التفرد الأميركي فإلى عدم اهتمام الأميركيين بمصالح دول الخليج، وأخيراً لأن الأميركيين أظهروا استخفافاً بشركائهم الذين التزموا معهم سنواتٍ وسنوات بشروط الحصار، وشروط أمن الخليج، والملفات الأخرى الخاصة بأمن المنطقة العربية في المشرق من العراق وإلى سوريا والبحرين واليمن ولبنان. وفي حين أصرّ الأميركيون على أنّ الاتفاق لا يشمل غير النووي، فإنّ الخليجيين إجمالا، لا يزالون يشكّون في أنّ في الصفقة شبهة التبادل أو التسليم لإيران بمناطق النفوذ في الدول العربية في مقابل التخلّي (غير المؤكَّد على أي حال) عن الجانب العسكري في…
آراء
الجمعة ١٤ مارس ٢٠١٤
علماؤنا الشيعة الأفاضل في الأحساء والقطيف والعوامية، وباقي بلداتنا التي يقطنها أهلنا الشيعة في المملكة، مدوا أياديهم الوطنية البيضاء للإسهام في مكافحة العنف والإرهاب، الذي يحيك لنا ولبلادنا الشرور والفجور. وهذا منهم ليس بمستغرب، فهم يتحركون ضمن سياق تاريخي وطني شريف نعمت به مملكتنا الحبيبة منذ تأسيسها، لا ينكره إلا مكابر أو جاهل بتاريخ مملكتنا. فعلماؤنا الشيعة في القطيف هم من أفتى بعدم جواز سيطرة بريطانيا على منطقة القطيف والأحساء، عندما طلب منهم المندوب البريطاني "السامي" في المنطقة "طلب الحماية من بريطانيا"، كبقية المحميات البريطانية في الخليج. وآثروا على ذلك طلب الحماية من المغفور له المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وذلك انطلاقا من القاعدة الشرعية "لا ولاية لكافر على مسلم" وبريطانيا كافرة وعبدالعزيز مسلم. إذن، فطلب أهالي القطيف الحماية من الملك عبدالعزيز بن سعود، أتى نتاج فكر إسلامي قويم مدعوم بعواطف وطنية أصيلة، ومستند إلى تجربة تاريخية خلاقة "الدولتان السعوديتان الأولى والثانية". ولذلك فليس بالمستغرب أن يدخل الملك عبدالعزيز منطقة القطيف وتوابعها مصحوبا بأهازيج الفرح والترحيب، وليس بأزيز الرصاص ودوي المدافع والنحيب. وعلى هذا الأساس فدعوة علماء الشيعة الأفاضل شباب المملكة بشكل عام وشباب المنطقة بشكل خاص، بالوقوف صفا واحدا متماسكا ومتراصا، خلف قيادته الحكيمة الراشدة، ونبذ كل عنف ورفض حمل السلاح في وجه الدولة رفضا تاما وقاطعا،…
آراء
الجمعة ١٤ مارس ٢٠١٤
حركات الربيع العربي وانقلاباته المدمرة، إرهاصات مبكرة لم تنضج للحصول على استحقاقات ومزايا مستحقة، لكنها ليست واضحة في ذهن المجتمع، ولا في ذهن السلطات المهيمنة وليست واضحة في أذهان أصحابها، وهذا مكمن خطأ تقييم حقوقي عند من هو في سدة السلطة، ويصعب عليه فهم وتقييم التغيير الذي جعل الناس تخرج للشوارع لتطالب بإسقاط نظامه، وبين من هم في جحيم استلاب الحقوق الهائجين، مع أن الأمر يمكن تداركه قبل الانفجار بالقضاء على الفساد، الذي يعمي الرؤية عن كثير من الحقائق، وأيضا تحقيق العدل. كل ما نراه من عنف وتوتر، بل حروب بينية، أو أهلية .. بل كل ما يتعب أفهامنا كل يوم، حول سجالات فكرية لا تقل توترا عن العنف؛ لكنها في صدامات الفكر التي سرعان ما تتحول لعنف، وتقاتل أو حروب حتى بلغ بعض تصورات الحروب العربية أن تقوم الحكومات بقتل شعوبها في عجز عن التواؤم، والانسجام مع الواقع المتغير للحداثة، وفكر مصلحي يربط السلطة بقدراتها بالماضي، وقوانينه حتى لو عملت السلطة على تبني الحداثة فإنها تتكلم عن حداثة كاذبة متوهمة، فالسلطات مهما كانت، لا يمكن أن تسبق مجتمعاتها للحداثة وكل مطالب المجتمع هي مطالب حدثية ترغم السلطة على التنازل عن بعض سلطاتها لحساب حياة حديثة اقتصاد حديث صناعات حديثة، وتجارة حديثة، فالصراع باختصار هو صراع مع الحداثة والتحديث، لأن…
آراء
الخميس ١٣ مارس ٢٠١٤
في الوقت الذي كان المراقبون يتوقعون قيام دولة الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي، إذا بهم يفاجأون بسحب سفراء ثلاث دول خليجية من الدوحة، وصدور بيان رسمي من الدول الثلاث بشرح الأسباب. الدوحة أخذتها العزة بالإثم، فقررت عدم الرد بسحب سفرائها من عواصم الدول الثلاث، وصعّدت صحافتها من لهجتها ضد هذه الدول. وقد تكون قد كسبت الجمهور، لكنها ستدفع «الثمن» إذا بقيت «منعزلة». وإذا كان «الثمن» يُقدَّر بالحساب، فإن الدوحة قد خسرت حسابياً، بينما كسبت العواصم الثلاث، في البورصات وفي استثمارات البنوك والشركات. وهذه أول إشارة لدفع «الثمن»... لقد ظلت بعض هذه الدول الثلاث تتلقى تدخل الدوحة في شؤونها الداخلية، وإذا كانت الدوحة تظن أن «المال» يطوّع كل شيء ... فهناك دول من هذه الدول الثلاث أكثر مالاً من الدوحة. ولم تدخل الكويت مع الدول الثلاث كي تتولى «الوساطة»، فهذا عن الكويت. ماذا عن سلطنة عمان؟ كان «التقييم» أن التحالف القطري – العماني قد انتهى، وإذا بغياب سلطنة عمان عن الصورة، يمثل دعماً لقطر. وعلى أي حال فإن السلطنة ظلت بعيدةً عن أي مشروع اتحادي، على رغم أن اتفاق مجلس التعاون أصلاً ينص على السعي للاتحاد في نهاية المطاف. فكيف لم تقرأه القيادة العمانية؟ وتظل المشكلة مع قطر... فهي تصر على التغريد خارج السرب الخليجي، ظناً منها أنها تكسب بذلك…
آراء
الخميس ١٣ مارس ٢٠١٤
«بابا أنت مشغول اليوم؟».. سؤال فاجأتني به ابنتي مريم (10 سنوات)، أجبتها: تقريباً لا. فقالت: ممكن نذهب لـ«المول» لشراء هدية لصديقتي بمناسبة يوم ميلادها؟ قلت: على الرحب والسَّعَة، لكن بعد العصر. وهكذا انطلقنا للمول الأقرب للمنزل، ولأن مريم حددت المحل والجهة التي ستشتري منها الهدية، فبمجرد الوصول توجهت مباشرة إلى الهدف، وبدأت رحلة المعاينة والاختيار، وبينما هي كذلك، رنَّ جرس هاتفي، إنها ابنتي «هيا»، قالت لي: ممكن أكلم أختي «مريم»؟ أخذت مريم الهاتف وذهبت بعيداً وتكلمت لدقائق عدّة، ثم أنهت المكالمة، سألتها ماذا تريد؟ قالت: تريدُ أن أشتري لها هدية لصديقتها! بعد 20 دقيقة تقريباً انتهينا وذهبنا لـ«الكاشير»، فقلت لمريم: منْ سيدفع؟ أشارت إليَّ، وقالت: أنتَ طبعاً! قلت وأنا أحضنها: «يعني ورطتيني مريوم! وليش ما تدفعين من راتبك الشهري؟». قالت: ما يكفي! وهنا قطعتْ حوارَنا الموظفة الفلبينية التي كانت تراقب الموقف، فقالت: شعرت بالغيرة وأنا أراك تحضن ابنتك هكذا! سألتها: لماذا؟ فقالت: أنا أيضاً لي أب، بل إنني ابنته الوحيدة، وأفتقده كثيراً، لكن أنا هنا وهو بعيد عني هناك في بلدي الفلبين! عدْنا أدراجَنا، لكنّ هذا الموقف لم يفارق مخيلتي وقلبي، فما أكثر المواقف الإنسانية التي نراها كل يوم، لكنها تظلّ حبيسة الصدور، القليل منها يخرج كحوارنا القصير هذا، «فهذه بنت اشتاقت لأبيها، وتلكَ أم تخدم في بيت تاركةً ضناها…
آراء
الخميس ١٣ مارس ٢٠١٤
نقاد العالم حتى هذه اللحظة يرفضون الرواية التاريخية، متعللين أن التاريخ ثابت بلا خيال.. بل إن الواقعة قد انتهت، فما الذي يمكن إضافته في الرواية كحدثٍ منتهٍ! لكن هذه المادة التاريخية التي كُتبت كخبر بارد بين السطور في كتب التاريخ، ألا تحتاج خطاباً شاعرياً ملهماً لاستعادة تلك القيمة المنسية من المشاعر؟ ألا تستحق إعادتها كعبرة وكقيمة بتطلعات معاصرة؟ أرفض تقديس الماضي، لكن تفكيك الحوادث الماضية والمؤلمة وفهم تفاصيلها وتركيبها من جديد، ومن ثم إنشاء الخطاب الروائي حولها.. كل ذلك الاسترجاع يحتاج إلى خيال كبير لتخطي الحدود إلى الرحابة المفتوحة، وليصبح التاريخ رواية كالحلم تسحر القارئ، بل يضعه الروائي المستلهم في عالم لم يعشه وهو يقرأ. يتهم النقاد روائيي التاريخ بأنهم يلجؤون إلى مصادر ومرجعيات تاريخية ثم يخالفونها ولا يتبعونها، لذا فهم يسيؤون للتاريخ نفسه بل ويهينون الرواية، ليعتقد القارئ المتلقي بصحة النقل التاريخي، وتصبح الرواية مجرد وسيلة لبلوغ الهدف. ورغم أن الرواية الآن تطورت وأصبحت تحمل معاني سامية، لكن يخشى النقاد من ضعف الخيال الروائي الذي يعد العمود الفقري للرواية، وكذلك الخوف من أن يصبح السرد الفني كالخبر، وينزلق الكاتب في تلك القيود بين جوهر الرواية والحقيقة التاريخية. الإنسان يحتاج إلى إعادة التوضيح من جديد لفهم الماهيات التي يعيشها، عن طريق التاريخ والأدب اللذين بينهما ارتباط إنساني عظيم. يتساءل الفرد:…
آراء
الخميس ١٣ مارس ٢٠١٤
أحرص كلما أتيحت لي فرصة زيارة العاصمة الحبيبة الرياض، أن أتنقل بين شوارعها المزدحمة عبر سيارات الأجرة. تمنحني هذه الرحلات كثيراً من القصص والتجارب الملهمة. إحدى أجمل الرحلات على الإطلاق كانت من محطة سكة الحديد في الملز إلى مقر معرض الرياض الدولي للكتاب في طريق الملك عبد الله. كان بطل الرحلة السائق، عبد الرحمن الشمري (أبو يوسف). روى لي أبو يوسف في طريقنا كيفية انتقاله من مكة إلى الرياض قبل نحو 19 عاماً. يتذكّر أبو يوسف أن ابنه الأكبر تخرج في الثانوية العامة بتقدير مرتفع. حاول أن يجد له مقعداً في كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز بجدة فلم يفلح. قدّم ملف ابنه إلى كلية الطب في جامعة الملك سعود فظفر بقبول. انتقل الابن البكر إلى الرياض وحيداً. لكن سرعان ما شعر يوسف بحنين إلى والديه وأخيه وأخته، كاد أن يودي بمستقبله الدراسي. لم يجد الأب خياراً للمحافظة على مستقبل ابنه سوى بالانتقال إلى الرياض والتقاعد مبكراً للاهتمام بابنه ومساعدته على قضاء حوائجه؛ ليركز في دراسته. وصل أبو يوسف إلى الرياض قبل نحو عقدين من الزمن. كان يقوم بالطبخ لابنه والعناية بملابسه ومشاعره. بعد سنوات قليلة التأم شمل الأسرة من جديد لكن في الرياض. جاء الابن الثاني، مشاري، إلى العاصمة؛ لدراسة الطب برفقة والدته وشقيقته. تخرّج لاحقاً يوسف ومشاري،…
آراء
الخميس ١٣ مارس ٢٠١٤
احتلت دول مجلس التعاون الخليجي مراكز متقدمة في مستويات التعليم العام في عام 2011. وجاء في تقرير اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «الأسكوا» عدد 32 أن مجموع الطلاب في المرحلة الابتدائية في هذه الدول كالتالي: الإمارات 326588 نسبة الطالبات 48.6%، البحرين 93038 - نسبة الطالبات 49% السعودية 3321066 نسبة الطالبات 49.1%، عُمان 295581، نسبة الطالبات 49.9%، قطر 94985 نسبة الطالبات 48.7%، الكويت 223688 نسبة الطالبات 48.9 % أما في المرحلة الثانوية فإن مجموع عدد الطلاب كالتالي الإمارات : 336652 نسبة الطالبات 49.5، البحرين 83604. ونسبة الطالبات 49.2%، والسعودية 3036538، نسبة الطالبات 47.9%، وعُمان 301037 نسبة الطالبات48.6%. قطر 72754، ونسبة الطالبات48.8%، الكويت، 262378، ونسبة الطالبات 49.7%. هذه الأرقام تُدلل على مدى اهتمام دول التعاون بالتعليم، خصوصاً المؤشر الخاص بنسبة تعليم المرأة، إذ قاربت النسبة من نصف المجموع، وهذا يطرح العديد من الأسئلة حول مدى احتواء خطط التنمية في هذه البلدان لموضوع تمكين المرأة في سوق العمل. ففي بعض هذه الدول دللت المؤشرات على أن التعليم العام ما زال دون مستوى الطموح ، وما تم وضعه من خطط تعليمية واجه العديد من المعوقات والانتقادات، ما جعل مصير عشرات الآلاف من الطلبة في المنطقة بيد القرار الإداري الذي تتكفل به وزارات التعليم أو مجالس التعليم، وهذه المؤسسات غير معصومة من الخطأ، كما أن…