آراء

آراء

عواقب متوقعة لسحب السفراء

الخميس ١٣ مارس ٢٠١٤

ترتبط دول مجلس التعاون الخليجي بروابط متينة، كما أن الاتفاقيات والمشاريع التنموية المشتركة، كالاتفاقية الاقتصادية والاتحاد الجمركي والسوق المشتركة ومشروع الربط الكهربائي والقطار الخليجي وغيرها الكثير، أضحت تمثل مكوناً اقتصادياً مهماً لا يمكن لأي دولة الابتعاد عنه بسهولة. من هنا طرحت العديد من التساؤلات حول التداعيات الخاصة بسحب سفراء كل من الإمارات والسعودية والبحرين من قطر بعد تمادي قطر في الإخلال بالاتفاقيات الأمنية المبرمة في نطاق مجلس التعاون رغم محاولات الدول الثلاث لحل هذه القضية ودياً، وبالأخص تصريحات التهدئة والمحبة، التي حملت في طياتها حكمة زايد، والتي أدلى بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. بالتأكيد هناك تداعيات اقتصادية مؤثرة في حالة عدم تراجع قطر عن دعمها لبعض المنظمات، التي تعتبر معادية لدول المجلس، وبالأخص «الإخوان المسلمين»، إلا أن هذه التداعيات ستلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد القطري بصورة أساسية وبالقطاع الخاص هناك على وجه التحديد، في الوقت الذي لن تتعرقل فيه المشاريع الخليجية المشتركة، وذلك بسبب ضآلة حجم الاقتصاد القطري والذي لا يشكل أكثر من 4 في المئة من مجموع الاقتصاد الخليجي. سيكون مركز قطر المالي أول ضحايا هذا الخلاف، فالسوق المالية القطرية صغيرة وتعتمد على بعدها الإقليمي، وبالأخص دول مجلس التعاون، كما أن الاستثمارات الخليجية في سوق الدوحة للأوراق…

آراء

موت المثقفين الجماعي قصة (طويلة)

الأربعاء ١٢ مارس ٢٠١٤

استيقظ الناس صباح أحد الأيام فقيل لهم بأن المثقفين كافة قد أصيبوا اليوم بوباء صارم قضى عليهم جميعاً. كيف سيكون رد فعل الناس وما الأسئلة التي ستخطر في بالهم فوراً؟! بدأت الأسئلة فعلاً تحوم فوق رؤوس الناس، بطريقة كارتونية: هل سيكون العالم حقاً أكثر وحشية وعنفاً وقبحاً، كما صبّ المثقفون في أذهاننا عن دورهم في صنع السلام والحب في حياتنا؟! أم سيكون العالم أكثر عفوية وتلقائية ووضوحاً وصدقاً، بسبب غياب فذلكات وغمغمات المثقفين؟! وسط هذه الأسئلة النتائجية قذف أحدهم بسؤال تأصيلي في الوجود الثقافي: هل سنشعر أصلاً بغياب أثر المثقفين لو لم يصلنا خبر موتهم الجماعي المفاجئ؟ قال آخر، أقل حكمة وعمقاً من الأول: على فرضية أننا شعرنا فعلاً بغياب دورهم وأثرهم، من الذي سيمسك بمنابر المثقفين الخالية في الإعلام والمؤسسات الاجتماعية والنوادي الأدبية، السياسيون أم الوعّاظ أم رجال الأعمال؟! الحقيقة أن سؤالاً جدلياً كان كثير التداول، قبل خبر الوفاة الجماعية، ركيزته: إن كانت هذه الفئات الثلاث هي التي تحرك بأصابعها، الخفية أو المعلنة، المثقفين وتحدد توجهاتهم ومواقفهم، أم بالعكس إن المثقفين بأطروحاتهم وتحالفاتهم الخفية أو المعلنة هم الذين كانوا يوجهون السياسيين والدعاة والتجار لخدمة المجتمع أو امتصاصه؟ الآن، بعد «انقراض» المثقفين ستصبح الإجابة على هذا التساؤل المزمن أسهل وأيسر. هذا تأمُّلٌ في الأسئلة الجماعية بعد انتشار خبر موت المثقفين،…

آراء

الرياض وبكين ولغة المصالح

الأربعاء ١٢ مارس ٢٠١٤

بدايات العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والصين من أهم العلاقات الدولية في العصر الحديث، فحتى بداية العام 1987م لم يكن هناك أي علاقات بين الرياض وبكين، بل وكانت تربط الرياض علاقات مع خصم الصين الأول "تايوان"، وخلال شهر مارس 1988م، نجحت المملكة في تنفيذ صفقة شراء صواريخ "رياح الشرق" وذلك قبل أشهر قليلة من نهاية الحرب العراقية - الإيرانية ،هذه الصفقة أحدثت هزة عالمية –آنذاك- وتسببت في إجبار واشنطن على استدعاء سفيرها في الرياض –رغم عدم مرور ستة أشهر على وصوله- بعد أن كاد يفقد عقله، وأزعج الملك فهد بمحاولات الاحتجاج بسبب هول المفاجأة والتى لم يتصورها، مع علم السفير أن الملك فهد –رحمه الله - طلب قبل ذلك من الرئيس الأمريكي رونالد ريغان شراء صواريخ أمريكية إستراتيجية من طراز "بيرشنغ " إلا أن الامريكيين اعتذروا بدعوى أن مباحثاتهم مع الاتحاد السوفيتي حول القذائف متوسطة المدى تمنع بيع هذه الصواريخ، لأن ذلك يعني تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط. الصدمة الأمريكية كانت مزدوجة لأن العملية بدأت عبر السفارة الصينية في واشنطن، ولم يتصور أحد أن الرياض ستشترى صواريخ إستراتيجية من دولة لا تربطها بها علاقات دبلوماسية، ولعل هذا يؤكد أن العلاقات السعودية الصينية بُنيت على المصلحة، والثقة قبل إعلانها رسميًا في يوليو من عام 1990 حيث تأسست العلاقات الدبلوماسية بعد أن…

آراء

الحاجة لخطاب ديني إنساني معاصر

الأربعاء ١٢ مارس ٢٠١٤

تشتد حاجة مجتمعاتنا اليوم إلى خطاب ديني إنساني معاصر يحتضن الإنسان لكونه إنساناً مكرماً من قبل خالقه عز وجل، ولقد ظهرت في الآونة الأخيرة على أيدي نخبة مستنيرة من العلماء والمفكرين مؤلفات تعنى بإبراز القيم الإنسانية المتضمنة في النصوص الدينية قرآناً وسنة، من أبرز هذه المؤلفات كتاب سماحة الشيخ حسن الصفار «الخطاب الإسلامي وحقوق الإنسان»، نستمع إليه شارحاً قوله تعالى «ولقد كرمنا بني آدم»، فيقول: «عندما خلق الله تعالى الإنسان أقام له مهرجاناً كونياً للاحتفاء به، وأمر الملائكة بأداء مراسم التحية والإكرام له بالسجود. لقد ربط القرآن الكريم التكريم ببني آدم، أي أن التكريم للإنسان لكونه إنساناً، فالإنسانية وحدها علة التكريم وليس الدين أو المذهب أو الجنس أو الجنسية أو اللغة أو اللون، وهو بهذه الصفة له حقوق كاملة، لا يجوز لأحد أن ينتهكها أو يمسها». وللمفكر العراقي المعروف الدكتور عبدالجبار الرفاعي كتابه المرجعي الهام «إنقاذ النزعة الإنسانية في الدين»، وقد ذهب فيه إلى أن الإنسان «كائن ديني» تكون ضميره الأخلاقي من الدين، لكن على مر العصور تراكمت على جوهر الدين موروثات مجتمعية حجبت الجوهر الأصيل للدين، ومن هنا علينا إنقاذ هذا الأصل المتمثل في القيم الإنسانية والأخلاقية بإعادة قراءة للقراءات المتعددة للدين، وللباحث المتميز المفكر زكي الميلاد كتيب نفيس بعنوان «الإسلام والنزعة الإنسانية» أصل فيه (النزعة الإنسانية) في ديننا،…

آراء

إنه مجرد قضاء و”قطر”

الأربعاء ١٢ مارس ٢٠١٤

ما الذي يحدث للشقيقة قطر، وما الذي يحدث منها؟ مرت قطر بعدة تحولات منذ الانتقال من حكم الأب خليفة إلى حكم الابن حمد ثم أخيرا من حكم الوالد حمد إلى حكم الابن تميم. كانت قطر "جزيرة" هادئة ومستكينة، ثم بدا لها من بعد تولي حمد بن خليفة أن تنزع عن نفسها حالة المسكنة لتؤوب إلى مرحلة مغايرة تماما لما كانت عليه من قبل، وقد نبذت السكون وجعلت لنفسها منصة يتقاطر إليها الآبقون والمتذمرون المنصفون، وغير المنصفين، يردحون ويشطحون ويمارسون الصراخ واللطم والشتم، حتى علا الصوت والضجيج، وأقلق الجوار وأزعج الكبار، وكان نزق قطر يؤخذ على أنه من شقاوات الصغار، ورغم استدامة الصخب، فإن المنزعجين في المشرق والمغرب أطالوا غض النظر عما يحدث من أختهم الصغرى "قطر" مما حسبت معه هذه الشقيقة أن هذا "التطنيش" أو التسامح نابع عن ضعف وعجز، وهكذا فإن إخوتها الراشدين لما قاموا بنصحها وإرشادها قالت: إنما أوتيته على علم عندي، وهكذا تغررت الصغرى وتكبرت ثم نظرت وقالت: إنني قطر. من حق كل أحد أن تكون له السيادة في بيته وأهله، لكن في حدود ما لا يتجاوز المكان والمكـانة، وله الحـق في ممارسة كل التصرفات في حدود ما لا يتصادم مع حقوق الآخرين. ولقطر الحق كل الحق أن تلعب دورا يتسق وإمكاناتها المادية، وينسجم مع تطلعاتها لتكون…

آراء

إدارة التنمية بين المتن والهامش

الأربعاء ١٢ مارس ٢٠١٤

أحيانا ً يقع بين يديك كتاب قديم يحتل فيه النص (المتن) المساحة الأكبر من الصفحة، لكنك تعثر على بعض الحواشي الجانبية في الهامش خارج الإطار الضام للنص الأصلي . بعد أن تكمل قراءة المتن ثم تنتقل إلى الهامش في الحاشية، قد تجد أن العمق الفكري والمعرفي لم يكن في المتن، بل في الحواشي، أي على الهامش . الوضع هكذا شديد الشبه بالمحتوى الإداري الرسمي للأنظمة في دول العالم الثالث، تلك التي تتواجد فيها الشخصيات المضمونة الولاء في الداخل، أي في المتن، وتلك التي تمتلك الكفاءات الحقيقية متروكة على الهامش . للشعوب، ممثلة بالأنظمة التي تحكمها تاريخ طويل مع إشكالية الاختيار بين رجال الطاعة المطلقة الذين تنقصهم الكفاءة، ورجال الفكر والمعرفة الذين يمتلكون الكفاءة وتنقصهم القدرة على الطاعة دون إبداء الرأي والتعليل . الدول التي خسرت الحرب العالمية الثانية (ألمانيا، اليابان، إيطاليا) لم تكن تنقصها الكفاءات في كافة المجالات، لكن أنظمة حكمها أساءت الاختيار الإداري بتقديم الولاء الأعمى للنظام مع الصمت المطبق، على الكفاءة العلمية والمهنية الملتزمة بالسؤال والتعليل. كانت الآلة الإدارية القمعية في تلك الأنظمة تفرض على ذوي الكفاءات والعقول تنفيذ ما تطلبه القيادة دون سؤال، بمعنى أن الولاء الصامت هو الذي كان يرسم طريق المستقبل بدون اعتبار لمن يمتلك الكفاءة والرأي الصائب . في النهاية سقطت ألمانيا وإيطاليا واليابان…

آراء

بيان علماء القطيف: خطوة شجاعة استلهمت حساسية التوقيت!

الأربعاء ١٢ مارس ٢٠١٤

البيان الذي أصدرته طائفة من علماء محافظتي القطيف والأحساء من الإخوة في الطائفة الشيعية، انعطافة مهمة جدا وتاريخية نظرا للتحولات التي تعيشها المنطقة وخاصة وضعية «المملكة» بحجمها وثقلها وعبورها رياح الأزمات، إضافة إلى ارتفاع منسوب الاستهداف لاستقرارها الذي لا تخطئه العين (تصريحات المالكي الأخيرة ليست آخر المطاف). أهمية هذا البيان سياسيا تفوق كل التأثيرات الأخرى، فهو بمثابة إعادة إنتاج العلاقة مجددا مع مراعاة المتغيرات على الساحة منذ أن لخبط «الربيع العربي» الأوراق، وساهم في بعث طموحات وأفكار الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي للرهان على أنموذج الربيع، وهذه نقطة تسجل لصالح شجاعة رموز الإسلام السياسي الشيعي الموقعين على البيان الذي لم يقابله حتى الآن بيان من الضفة الأخرى ورموز الإسلام السياسي السني لأسباب تعود إلى حالة الإنكار والذهول التي يعيشها أبناء الخطاب بعد السقوط المدوي للجماعة الأم في مصر وانعكاسات ذلك على المشهد الخليجي، وهو ما يعيد ترتيب الأسئلة، وأهمها: لماذا ما زال إخوان الخليج والسعودية يعيشون حالة الإنكار فيما يحاول إخوان تونس وتركيا وسوريا والسودان واليمن وحتى إخوان الأقليات المسلمة في أوروبا التعايش مع خصوصية مشاهدهم المحلية من دون تبني سقوط تجربة مرسي وبديع وفشلها كمسألة وجودية؛ حياة أو موت؟ الإجابة التي لا يتسع لها هذا المقال تكمن في عدم استقلالية الإسلام السياسي الخليجي عن مرجعيته الحركية بمعنى أنه لا…

آراء

تجربة سعودية في الدولة «الداعشية»

الثلاثاء ١١ مارس ٢٠١٤

سليمان سعود السبيعي (25 عاماً) المعروف بـ«السمبتيك» شاب سعودي حظي بشهرة ونجومية واسعة ومتابعة كبيرة من خلال طرحه الساخر الهزلي الممزوج بالترفيه في موقع مقاطع الفيديو القصير «keek». لكنه - ومنذ أشهر عدة - فاجأ جميع متابعيه بذهابه إلى سورية عن طريق تركيا والانضمام للقتال تحت راية تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) التنظيم الأشد فتكاً وإجراماً في تاريخ السلفية الجهادية، ثم يقرر في كانون الثاني (يناير) الماضي العودة إلى أرض الوطن وتسليم نفسه إلى السلطات السعودية باختيار منه، ويعود إلى الظهور أخيراً عبر شاشة التلفزيون السعودي ليحكي تجربته وقصة خروجه وذهابه إلى سورية والتحاقه بتنظيم داعش، وتكمن أهمية هذه التجربة باعتبارها شاهد عيان على جملة من الحقائق التي بات يعرفها ويسمع عنها الكثيرون عن هذا التنظيم الإرهابي. لم يكن الدافع لـ«السمبتيك» للالتحاق بداعش هو الانتماء إلى تنظيم القاعدة أو تبني أفكار السلفية الجهادية، فهو شاب طبيعي لا تظهر عليه معالم التدين والتشدد وبلا خبرة أو معرفة في مجال الحركات الجهادية، كما يقول: «لم تكن لدي أية خلفية سابقة عن التوجهات الفكرية لداعش وجيش النصرة والجيش الحر»، ولكن هناك ظروف ومسببات جعلته وغيره مهيّأً ومستعداً للانقياد والانصياع إلى مثل هذه التنظيمات، وهو ما يجعلنا نؤكد أن ظاهرة تبني فكر «القاعدة» والعنف والإرهاب لا يمكن في كل الأحوال اختزال تفسيرها دوماً…

آراء

جماعة الإخوان جماعة إرهابية

الثلاثاء ١١ مارس ٢٠١٤

أعلنت المملكة رسمياً أنها اعتبرت (جماعة الإخوان المسلمين) ومعها عدد من المنظمات المتأسلمة الأخرى جماعات (إرهابية)، وجرمت الانتماء إليها؛ فانضمت بذلك إلى مصر في تجريم هذه الجماعة. ولم يسبق في تاريخ هذه الجماعة أن تم تجريم هذه الحركة من أكبر دولتين عربيتين على الإطلاق، ليصبح بذلك الانتماء إلى هذه الجماعة عملاً مدانا من حيث البدء؛ يضع المنتمين إليها تحت طائلة القانون. وليس لدي أدنى شك أن هذا سيؤثر على الجماعة تأثيراً عميقاً، ويُقيد قدرتها على (الحركة) واستقطاب الكوادر، ناهيك عن قدرتها على تحويل التمويلات إلى كوادرها الحاليين المنتشرين في أكثر من 80 دولة عربية وغير عربية. خاصة وأن مثل هذا التصنيف سيشجع دولاً أخرى تعاني من ممارسات الإخوان السياسية على التعامل معهم مثل ما تعاملت معهم السعودية ومصر، كما أن قراراً كهذا القرار سيساهم مساهمة كبيرة في عزل الجماعة على مستوى العالم لما للمملكة من نفوذ وتأثير فعلي فى المنطقة العربية وكذلك في العالم على المستوى الديني والاقتصادي. وقد كانت المملكة ودول الخليج قد آوت عدداً من رموز جماعة الإخوان المسلمين وكوادرها بعد صدامهم مع «عبدالناصر» في مصر في نهاية الخمسينات من القرن المنصرم، وكذلك بعد صدامهم في سوريا مع الرئيس السوري السابق «حافظ الأسد» الذي أصدر قانوناً يقضي بإعدام كل من يثبت تورطه بالانتماء لجماعة الإخوان. إضافة إلى أن…

آراء

أزمة مجلس التعاون المقدمات والاحتمالات

الثلاثاء ١١ مارس ٢٠١٤

فوجئ البعض وربما كثيرون بقرار السعودية والإمارات والبحرين القاضي بسحب سفرائها من الدوحة، غير أن المتابع للسياسة القطرية الخارجية والتحول اللافت فيها وكذلك ردود الفعل الخليجية، لن يجد في هذا القرار أدنى مفاجأة، وقد ذكّرنا البيان الصادر عن الدول الثلاث بهذه المناسبة بالقمة الخليجية المصغرة التي عُقدت في نوفمبر الماضي التي تم الاتفاق فيها على «الالتزام بمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواء عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي وعدم دعم الإعلام المعادي»، وعبرت الرياض وأبوظبي والمنامة عن الأمل في أن «تسارع دولة قطر إلى اتخاذ الخطوات الفورية للاستجابة لما سبق الاتفاق عليه ولحماية مسيرة دول المجلس من أي تصدع». ويلاحظ أن بيان الدول الثلاث قد أعقب الاجتماع الدوري لوزراء خارجية دول المجلس في الرياض في 4 مارس، الذي ذكرت التقارير أن محاولات جادة قد تمت فيه لإقناع قطر بأهمية وضع اتفاق نوفمبر 2013 موضع التنفيذ، إلا أن كافة هذه المحاولات لم تفض إلى التزام قطر بالاتفاق. لم يكن القرار مفاجئاً إذن لأن مقدمات سبقته لا تعود فحسب إلى القمة الخليجية أو اجتماع وزراء الخارجية المشار إليهما وإنما ترتبط بالتحول اللافت الذي طرأ على السياسة الخارجية القطرية في عهد الشيخ…

آراء

إنجازات العباءة التعليمية

الثلاثاء ١١ مارس ٢٠١٤

تصدَّر الصحفَ المحلية الأسبوع الماضي خبرُ تكريم سيدة تملك محلاً قرب إحدى المدارس الثانوية في مدينة عرعر. اعتقدت في اللحظة الأولى أن هذا التكريم بسبب منجز وتفوق تعليمي قامت برعايته لإحدى طالبات تلك المدرسة، أو أن إحدى بناتها تفوقت في تحصيلها الدراسي. لكن للأسف أن الإنجاز الذي قدمته هو توفير عباءات لطالبات الثانوية العاشرة بعد خروجهن إلى فناء المدرسة ثم إلى الحافلات بسبب خلل كهربائي في المدرسة. إننا - لا شك - نقدر موقف تلك السيدة وعدم قبولها أي مقابل مادي لما قامت به، ولكن ما يثير التساؤل هو مسألة ارتداء العباءة وأهميته في مثل هذا الظرف والنظرة إلى المرأة في مجتمعنا واختزالها في العباءة فقط وكأن تلك السيدة لو لم تقم بتلك المبادرة لحدثت كارثة بسبب عدم ارتداء الطالبات لها بسبب خروجهن من المبنى في ذلك الظرف الطارئ. مشكلتنا في المجتمع هو وجود المرأة وخروجها للدراسة والعمل وفي الوقت نفسه. نريد أن نطبق عليها مفاهيم لا تمتُّ بصلة إلى العصر الذي نعيش فيه، فكلنا بتذكر حادثة طالبات مكة حينما منع أعضاءٌ من هيئة الأمر بالمعروف دخول الرجال للمساعدة في إنقاذهن، وأخيراً حادثة وفاة طالبة في جامعة الملك سعود بسبب منع دخول سيارة الإسعاف إلى الجامعة. «فوبيا» المرأة وعملها ووجودها في جميع المناشط الاجتماعية والاقتصادية هي قضية ملحّة. أعتقد بأن…

آراء

مستقبل «الجماعة» بين«الإرهاب» والأوهام

الثلاثاء ١١ مارس ٢٠١٤

في مصر والسعودية باتت جماعة «الإخوان المسلمين» «تنظيماً إرهابياً»، وفي مصر كما في الإمارات جُرّم قادة أو منتمون إلى هذا التنظيم وحكموا أو يحكمون. وأثارت المسألة آراء وردود فعل مؤيدة يمكن اختصارها في أربعة اتجاهات: 1) رأى معظم المواقف أن الحكومات تأخرت في إجراءاتها. 2) رغم أن «الجماعة» حظيت طويلاً بميزة «الاعتدال» التي أضفيت عليها فإن هناك اقتناعاً متزايداً بأن المجموعات المصنّفة إرهابية خرجت من تحت عباءتها. 3) أن الحكومات تسعى إلى تظهير نمط من الاعتدال خارج إطار ما يُعرف بـ «الإسلام السياسي». 4) أن «استرهاب» جماعة الإخوان يصعب تعميمه وإسقاطه على كل من ينتمي إلى تيارها الفكري. يمكن عزو اللوم بالتأخير إلى أسباب عدة، أبرزها: 1) أن لـ «الإخوان» وجوداً في المجتمع لا بد من أخذه في الاعتبار. 2) أن مصر التي تعرّفت باكراً إلى ظواهر العنف «الإخواني» وعمدت إلى حظر التنظيم، فضّلت إتاحة وجود «غير رسمي» له تحت ضغط ومراقبة دائمين. 3) أن البلدان الأخرى اكتفت بتفاهمات مبدئية أو موثّقة تمنحهم الأمان شرط عدم ممارسة أي نشاط سياسي، إلا أن تغلغلهم في بعض البيئات والقطاعات (التعليم، مثلاً) ما لبث أن صنع «حالاً سياسية». 4) أن المجتمعات المعنية استشعرت الخطر، خصوصاً بعد عودة/ لا عودة أبنائها من «الجهاد» ضد السوفييت في أفغانستان، فهذه التجربة أنتجت بيئة احتكاك التديّن السلفي…