آراء
الإثنين ١٠ مارس ٢٠١٤
يرى المسؤولون في المملكة العربية السعودية أننا نعيش عصراً اقتصادياً ذهبياً، عصراً يحسدنا عليه كثير من شعوب العالم. هذه الرؤية العظيمة لواقعنا الاقتصادي عندما أخضعها لقانون وقواعد الاستدامة، تسقط كل مقوماتها وتفقد كل بريقها وتتحول إلى غطاء من الصفيح المطلي بماء ذهب من عيار منخفض جداً. واقعنا يقول: – إنتاجنا الفردي والحكومي ضعيف جداً. – إنفاقنا الاستهلاكي كبير جداً. – أعدادنا تتزايد بنسب فوق العالية. – مياهنا شحيحة وضئيلة جداً. – نزيف مستمر للثروة البترولية لإشباع حاجة الغرب الإنتاجية وإشباع حاجاتنا الاستهلاكية، بترول وغاز مشكوك في مصيره الجيولوجي وأثمانه المالية المستقبلية. – الفساد الإداري والمالي جيد جداً! – الشفافية والمساءلة ضعيفة جداً. – العمالة الأجنبية كثيرة جداً تخدمنا وتنتج عنا. – نظام تعليم يترنح، وعقول أجيال تُهدر، ونظام سعودة يواصل هدر عقول الأجيال ويكمل من ضياع العمر ما أضاعه نظام التعليم. هاجس المستقبل مقلق وملّح، أراه مكتوباً على جبين كل طفل يولد وأنا أكتب عن المستقبل، أسمعها استغاثة في صرخة كل طفل في مهده، الخوف من المستقبل يطبق على صدري ويشغل كل مساحة في عقلي. يزعجني ضجيج الإنفاق الحكومي المتطاير يميناً وشمالاً، وضجيج الاستهلاك الحكومي والفردي الممتد على بساط البذخ. ضجيج البواخر العملاقة على شواطئ بلادي الشرقية تملأ صهاريجها من تلك الأنابيب الممتدة إلى أعماق حقولنا البترولية، تمتص بترولنا وتلقي…
آراء
الإثنين ١٠ مارس ٢٠١٤
عند قراءة هذا القرار الذي تبنى حظر عدد من الجماعات العنفية او الجماعات التي تتبنى الاسلام السياسي يجب أن ندرك بشكل تحليلي أن من أصدر هذا البيان هو وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية وليست وزارة الخارجية او غيرها وهذا يشرح أن بوصلة القرار تتجه بالدرجة الاولى نحو الداخل السعودي لذلك فإن هذا القرار من وزارة الداخلية يجب قراءته وفقا لهذا المنظور الذي ينطلق من مسؤولية وزارة الداخلية في تحقيق الحماية الفكرية والثقافية للمجتمع. يبدو السؤال المحتمل حول هذا القرار وخاصة ما يرتبط منه بجماعة الاخوان المسلمين وآليات وجودها في الداخل السعودي بجانب كونها منظمة تنتشر في كثير من البلدان العربية، وتنتشر في مهمات سياسية وعسكرية كما هو حاصل في سورية او ليبيا او تونس، هنا يجب الاشارة الى أن قرار وزارة الداخلية اعتمد ثلاثة اركان رئيسة الأول مرتبط بعملية فكرية سياسية تخص المجتمع السعودي يتم بموجبها حظر الانتماء بجميع اشكاله لأي جماعة او منهج يتبنى افكارا سياسية او افكار عنف وإرهاب وذلك بهدف اعادة تشكيل ثقافة الانتماء الفكري وحصرها بالوطن وولى امره وقواعد المنهجية الدينية الوسطى التي ينتمي اليها المجتمع. الصورة الثانية في القرار مرتبطة بحظر الجماعات التي تتبنى الأفكار الخاصة بالإسلام السياسي واستغلال الدين في سبيل الوصول الى مواقع سياسية يمكن من خلالها تضليل الاتجاه الفكري والتراثي للمجتمع،…
آراء
الإثنين ١٠ مارس ٢٠١٤
على الرغم من مرور خمسة أعوام على صدوره في عام 2008م، إلا أن كتاب الباحثة الفرنسية الدكتورة لورنس لوير المعنون (السياسات الشيعية العابرة للأوطان: الشبكات الدينية والسياسية الشيعية في الخليج) يعتبر من أفضل ما كُتب بعناية حول هذا الموضوع؛ حيث إنه جاء نتيجة بحث متواصل ولقاءات ميدانية متكررة في منطقة الخليج مع قيادات شيعية متعددة. الكتاب الذي يقع في أكثر من 300 صفحة، ويضم عدة أجزاء مهمة حول تاريخ منطقة الخليج وتداخل الثقافة والدين والبنية المجتمعية والاقتصاد في التشكلات السياسية فيها، والعلاقة بين السكان الأصليين فيها والقبائل الوافدة من أواسط الجزيرة العربية وغيرها، يشكل بحثاً معمقاً حول تطور العلاقات بين القوى المختلفة في كل من الكويت والبحرين والسعودية ويؤسس لفهم شامل حول طبيعة هذه العلاقة وتطورها. وإضافة إلى الجوانب التاريخية للمنطقة، تتناول المؤلفة بصورة تفصيلية نشوء وتطور الجماعات السياسية الشيعية في المنطقة، وتشكلها، وأنماط عملها، وبرامجها، وتداخلاتها، وعلاقاتها مع المحيط، وتأثير التطورات السياسية الإقليمية على توجهاتها. تتجه الباحثة إلى القول إن نشوء الجماعات السياسية الشيعية في الخليج كان نتيجة تواصل مع الأحزاب السياسية العراقية منذ بداية السبعينيات الميلادية والمتمثلة أساساً في حزب الدعوة الإسلامية وحركة الطلائع الرساليين ورموزهما والتيارات التي تولدت عنهما. وتستعرض نمو هذه الجماعات السياسية في الكويت وتوسع أنشطتها لبقية دول الخليج طوال السبعينيات الميلادية ضمن برامج ثقافية…
آراء
الإثنين ١٠ مارس ٢٠١٤
نشرت جريدة «الشرق الأوسط» قصة «المراهق أيوب»، التي غدت مشهداً مألوفاً وحاضراً بقوة في الواقع العربي، الذي يتخبط بين شعارات المستقبل الواعدة بالحرية والعدالة والمساواة والرغبة في التخلص من الطغيان، وبين أبطال هذا المشهد وهم «داعش» و «النصرة» و «القاعدة»، الذين يقودون إلى الماضي، لكنهم استطاعوا أن يسيطروا على بعض الشبان بشعارات إسلامية براقة، فاختطفوا الأطفال والمراهقين والشبان من بين أيدي أهليهم. أكثر ما لفت نظري في هذه القصة التي نشرتها هانا لوسيندا سميث بعنوان: (من ليبيا إلى سورية... جيل من المراهقين تجندهم «داعش»)، هي عبارة «جيل المراهقين المتعطش للقتال». لاحظوا متعطش للقتال، بل ومعادٍ لشعارات الحرية والعدالة والمساواة والديموقراطية، التي هي شعارات الحياة. الشبان صاروا يقدسون الموت لا للحياة. القصة تقول إن الأخ الأكبر محمد الليبي الذي قاتل مع الثوار لأجل سقوط القذافي صار أنموذجاً فاتناً لأخيه المراهق الصغير أيوب (15 سنة)، فراح يردد: «أريد أن أصبح مثلك وأن أقاتل»، فوقع بين يدي المنظّرين للجهاد، الذي يجمعون صغار السن ويستخرجون لهم أوراقاً ثبوتية وجوازات سفر وتذاكر طيران ويرسلونهم إلى سورية. محمد تلقى اتصالاً من والدته في كانون الأول (ديسمبر)، وتقول إن الصغير أيوب اتصل بها وهو يركب الطائرة، معلماً إياها أنه خرج للقتال في سورية. فركب أخوه محمد الطائرة في اليوم التالي ليفتش عنه في الحدود السورية - التركية…
آراء
الإثنين ١٠ مارس ٢٠١٤
لم يفاجئنا قرار الإمارات والسعودية والبحرين سحب سفرائها من قطر، قدر ما فاجأتنا ردة فعل قطر، التي عبرت في بيان مجلس وزرائها عن أسفها واستغرابها للبيان الذي صدر من قبل الدول الشقيقة الثلاث بسحب سفرائها من الدوحة. وبغض النظر عما إذا كان البيان القطري يعبر عن سذاجة متعمدة، أو ذكاء سياسي خادع، أو التفاف على الموقف، فهو في كل الأحوال يظهر عناداً وإصراراً واضحاً على الذي نراه نحن باطلاً، ويراه الأشقاء في قطر حقاً لا يجب أن يجادلهم فيه أحد، حتى لو أجمعت كل آراء الدول الشقيقة والصديقة على وضوح بطلانه، وزعزعته لثوابت دول مجلس التعاون الخليجي، ومساسه بأمن هذه الدول واستقرارها، كما أوضح بيان الدول الثلاث، الذي كان صريحاً وشفافاً لا لبس فيه، يسرد الوقائع وفقاً لتسلسلها الزمني، ويذكر ما جرى من مفاوضات، وما تم من اتفاقات لم تلتزم بها الشقيقة قطر، التي أصرت على المضي في سياستها المقوضة لبناء مجلس التعاون الخليجي، المضرة بمصالح دوله، ودول عربية أخرى تتخذ قطر منها موقفاً عدائياً، وتتدخل في شؤونها الداخلية. جميل أن تشعر دولة قطر بالأسف، ولكن ليس لقرار سحب الدول الشقيقة الثلاث لسفرائها من الدوحة، كما جاء في بيان مجلس الوزراء القطري، وإنما لمواقف قطر تجاه هذه الدول، وممارساتها التي تتناقض مع كل قواعد الأخوّة والجوار، ومع المبادئ التي قام…
آراء
الإثنين ١٠ مارس ٢٠١٤
كان مشهدا مثيرا للإعجاب لأول وهلة.. عشرات المسؤولين في الشركات السعودية والأكاديميين والمتخصصين الذين اجتمعوا تحت مظلة واحدة لمناقشة آليات وتخطيط برامج المسؤولية الاجتماعية في المؤسسات السعودية. المسؤولية الاجتماعية للشركات (Corporate Social Responsibility) تصاعدت في الغرب في العقود الأخيرة كمبادرة من الشركات الغربية في تقديم جزء من أرباحها لمساعدة المجتمع عبر برامج متنوعة يخطط لها بعناية وتدرس آثارها بحيث تحقق أفضل عائد ممكن للمجتمع. هذه البرامج جاءت كمحاولة لإصلاح الخلل الذي تصنعه الرأسمالية من خلال تشجيع الشركات على الربح غير المحدود، ومحاولة أيضا لكسب تعاطف المجتمع والأفراد الذين يرون الأثرياء القلائل في المجتمع يصنعون ثرواتهم المضاعفة بينما من يقومون بالعمل ليل نهار في شركاتهم ينتهي يومهم وجيوبهم خاوية بعد أن أنفقوا مرتباتهم على احتياجاتهم واحتياجات أسرهم. بالنسبة لي، كان مبهجا جدا أن يكون هناك اهتمام محلي بهذا الأمر، الذي ظهر من خلال المنتدى الأول للمسؤولية الاجتماعية في المنظمات السعودية (أقامته جامعة الدمام الأسبوع الماضي). المسؤولية الاجتماعية بالنسبة لنا ليست مجرد حالة من تقديم شيء للمجتمع، بل هي امتثال لقيمنا الإسلامية والعربية في فعل الخير، ومحاولة من القطاع الخاص لدعم القطاع الحكومي في تطوير المجتمع الذي يحتاج للكثير الكثير من المبادرات والجهد والعطاء.. هذه الصورة الوردية تتغير تدريجيا وأنت تستمع لأوراق العمل في المنتدى، لتكتشف أن عددا كبيرا من الشركات ليست…
آراء
الإثنين ١٠ مارس ٢٠١٤
في مقابلة له مع مجلة «أتلانتيك»، تمسك الرئيس الأميركي باراك أوباما بموقفه؛ أن التفاوض مع إيران خياره الأفضل، وأن على دول المنطقة أن تتعايش وتتقبل هذا الأمر. وأنه حتى لو أكمل التفاوض ستة أشهر، أو عاما، ولم يفلح، فإنه يمكن إعادة العقوبات ودفع إيران نحو الانفتاح! من حق الرئيس الأميركي أن يقرر ما يراه مناسبا لبلده وشعبه، لكنه يخطئ عندما يفضل جانبا على آخر في رده على سؤال عن «مَن يراه أكثر خطرا التطرف السنّي أم الشيعي؟»، مادحا إيران بأن تصرفها أكثر استراتيجية لا عاطفية، ولها نظرة عالمية، وتقدر مصالحها؛ تحسب الربح والخسارة! نستطيع أن نقول الشيء نفسه عن هتلر وصدام وكيم جونغ أون! إيران تملك بترولا مماثلا للسعودية، لكنها بلد فقير يعيش أهله في ضنك، لأكثر من 30 سنة، مثلما كان حال الصين الشيوعية والاتحاد السوفياتي وفيتنام وغيرها من الأنظمة الديكتاتورية القاسية. كلها تهاوت رغم أن لديها نظرة استراتيجية عالمية لا عاطفية، كما وصف أوباما، معجبا بإيران! سيدي الرئيس، متطرفو الشيعة هم تماما مثل متطرفي السنّة، دعني أشرح لك الفارق؛ إن المتطرفين الشيعة هم في سدة الحكم، أي نظام خامنئي في طهران، وحزب الله في بيروت. أما متطرفو السنّة هم في المعارضة، مثل «القاعدة»، منبوذون يعيشون في الكهوف. ثق في أن غالبية إيران الشيعية ضد النظام المتطرف، والأرجح أن…
آراء
الأحد ٠٩ مارس ٢٠١٤
في اليوم الأخير من زيارة اليابان، وفي منتصف الطريق الساحر ما بين يوكوهاما إلى طوكيو، فوجئت بصديق الحياة وزميل الدراسة الدكتور سعد السويلم يسألني: أي شيء لفت انتباهك بشدة أكثر في هذا البلد ونحن على أبواب المغادرة؟ فجأة تقفز الإجابة في تحوير السؤال: ما الذي لم أشاهده في اليابان؟.. والجواب: شاهدت هناك كل شيء. عشت المدن الذكية لأسبوع مكتمل وخرجت منها مؤمناً أن الفوارق التقنية ما بين "عالمين" تجعل من قدرتي على التكيف صعبة ومؤلمة. عشت الانضباط الذي حولني إلى آلة تريد تهذيب هذه "الأنا" الفوضوية في مجرد أسبوع وهذا من الاستحالة أن يحصل. بكل الاختصار، شاهدت في اليابان... كل شيء.. وحاولت التأقلم والمسايرة مع كل شيء. والجواب المباشر.. خرجت من اليابان فلم تقع عيناي.. أبداً أبداً.. على منظر طفل واحد ولا صورة امرأة "حبلى" سوى ما كان لي من زيارة مدرسة ابتدائية سأكتب عنها في مرة لاحقة. قصة السكان ومعدلات النمو السكاني بالنسبة لي هي لب وجوهر أي بناء وتخطيط تنموي. الكارثة الكبرى أن بيننا من ينظر إلى معدلات النمو السكاني على أنها مؤشرات موجبة دون النظر إلى تقابلية "الجغرافيا والموارد". والمدهش المثير في الصدفة نفسها أن زيارتي لليابان كانت منتصفاً ما بين عوالم باكستان والهند: حيث الخزان البشري الهائل لأجداث تخرج من الأرض في جوف الصباح إلى الأمل…
آراء
الأحد ٠٩ مارس ٢٠١٤
ابتداءً من اليوم، سيكون الشارع السعودي أكثر نضجاً، وأقل عدوانية. ابتداءً من اليوم لن تكثر الاجتهادات والتفسيرات البريئة منها والخبيثة. ابتداءً من اليوم، موعد التطبيق الفعلي لقرار معاقبة المنتمين والمتعاطفين مع الجماعات الإرهابية، لن نجد بيننا مَن يحرِّضون على الدولة ورجالها ومؤسساتها بشكل واضح ومكشوف ومخزٍ، تحت ستار مزاعم الإصلاح تارة وحرية الرأي وحقوق الإنسان تارة أخرى أو أنهم السد المنيع للإسلام تارة ثالثة. نعم، يعلنون أن هذه البلاد لا تخدم الإسلام كما تفعل جماعاتهم. الأمر الملكي، وما لحقه من بيان وزارة الداخلية، أمس الأول، جاء بقانون غير مسبوق على الساحة السعودية، حدّد فيه تفاصيل كانت مبهمة وغامضة، وسد ثغرات استُغلت أبشع استغلال، بعدما أعلن عن أسماء الجماعات والتيارات المتطرفة التي عدّها إرهابية، وكذلك أولئك الذين يخلعون البيعة، وما أكثرهم، أو تأييد تلك التنظيمات أو الجماعات أو الانتماء إليها أو التعاطف معها أو الترويج لها، "ويشمل ذلك المشاركة في جميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها، ومواقع الإنترنت". الحقيقة أن هؤلاء معروفون للجميع بأسمائهم وصفاتهم، ومشاركون في وسائل الإعلام، ككُتاب صحف أو صحافيين أو مُعدي أو مُقدمي برامج تلفزيونية أو ناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي أو أساتذة جامعات. الأكيد أنه من السذاجة توقع أن يكونوا، جميعاً، عقلاء ويعودوا عن أفكارهم في غمضة عين. بعد اليوم لن تكون خطورة المنتمين…
آراء
الأحد ٠٩ مارس ٢٠١٤
كنت قد كتبت قبل أسبوعين متسائلا عن الحكمة وراء التقسيم الذي أقرته لجنة خاصة، وطالبتها بإعلان المعايير التي اعتمدتها، لوقف اجتهادات التفسيرات التي تناقض فيها أعضاء اللجنة أنفسهم، وكان الرد الوحيد المتاح هو أن استمارات قد وزعت وأبدى فيها الأعضاء رغباتهم (!)، وانفضت الجلسة بالإعلان عن التوزيع بحسب نتائج الفرز. وللتدليل على ضبابية العمل، قد يكون كافيا إلقاء نظرة على المخرجات التي أدت إلى توزيع مذهبي غير متوازن ديموغرافيّا واقتصاديا عبر الخطوط الجغرافية التي تصورها الأعضاء المحترمون حلا نموذجيا لمعاناة اليمنيين وإعلانا لدخول اليمن عصرا جديدا، لكأنما كانت العقدة هي كيفية إعادة تقسيم الوطن جنوبا إلى الحال التي خلفها البريطانيون، وشمالا إلى أقاليم مذهبية كانت قائمة في عهد الأئمة وأخرى لا موارد عندها، لتنتهي آلام القرون الماضية من الظلم والتخلف. عندما طرح الحزب الاشتراكي فكرة الأقاليم للمرة الأولى في عام 1993 بعد انتخابات أبريل (نيسان) ذلك العام بوصفها مخرجا للأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد حينها، انتفض كثيرون ممن يتصدرون المشهد السياسي اليوم، تخوينا لمطلقيها وقدحا في أهدافها، وصار هؤلاء اليوم يتصدون للدفاع عنها بعد مرور 21 سنة، مبشرين بها وبمزاياها وبما ستجلبه من الخير على اليمن بكل أرجائه، وفي عام 94 جرى التوقيع على وثيقة «العهد والاتفاق» في الأردن، وكان من ضمن نصوصها تحويل البلاد إلى نظام حكم اتحادي من…
آراء
الأحد ٠٩ مارس ٢٠١٤
منذ أن بدأت قناة «الجزيرة» البث قبل نحو 20 عاماً والمراقب يلحظ وبذهول أن حكومة قطر تسعى إلى استفزاز المملكة عبر برامج هذه القناة وتغطيتها. وصلت الأمور إلى ذروتها بعد أحداث الـ11 من أيلول (سبتمبر) 2001، التي وقعت في نيويورك وواشنطن، وشارك فيها للأسف سعوديون. كانت «الجزيرة» سباقة في شكل لافت إلى نشر رسائل وخطب رموز تنظيم «القاعدة» بما كان يعد وكأنه دعم لوجستي صريح لهذا التنظيم. قررت حكومة قطر في تلك الأوقات - كما يبدو - الرهان على «القاعدة»، لتحقيق ما تسعى إليه من أهداف، ولا يسألني أحد عن هذه الأهداف، لأنها غامضة جداً وغير معلنة. لمّعت القناةُ تنظيم القاعدة كثيراً ولم تبخل بالدقائق والساعات التي خصصتها للتغطية والترويج المبطن له. على أن التركيز الأهم كان موجهاً نحو ما يخص المملكة، ولاسيما الترويج للمطالبات برحيل القوات الأميركية من «شبه جزيرة العرب» وهو الشعار الذي تبناه بن لادن فيما بعدُ. في عام 2003 وقعت التفجيرات في المملكة، وكنت أتوقع أن تتغير مواقف حكومة قطر، لأن الأذى اليوم أصبح في خاصرة الخليج العربي، لكن المواقف لم تتغير بل زادت ابتهاجاً وشماتةً. كانت «الجزيرة» تستضيف المحامي الإخواني الزيات الذي كان يدافع ويبحث عن أية مبررات لعمليات «القاعدة» التي تحدُث في المملكة، ثم يُستضاف الشخص نفسه مرات أخرى، للتعليق إيجاباً على خطب بن…
آراء
الأحد ٠٩ مارس ٢٠١٤
ساعات أقل من أصابع اليدين تفصلنا عن انتظام حوالي ثلاثمئة فقيه حكيم من مختلف دول العالم في العاصمة الإماراتية لافتتاح الحدث العالمي المهم (منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة)، برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، يجيء هذا الحدث "العلمائي" الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة وسط أمة لا يخطئ الناظر في وضعها أنها تعيش في داخلها وخارجها حرائق، وضغائن، وأحقاد متأججة في جسمها، وبات نسيجها الاجتماعي مهددا بالتفكك، والخراب، وغدت مناعتها في أضعف مستوياتها، وصارت مسرحاً للأطماع والمؤامرات من هنا وهناك.. واضح تماماً أن الأمة تعيش ـ وللأسف ـ صراعات طائفية، لم يمر عليها مثيل لها في العهود الماضية. صراعات لا علاقة لها من قريب، ولا من بعيد بالإسلام ومبادئه التي تقف إلى جانب الاستقرار، وترفض العنف، كذا محاولات لتبريره. جوهر الفكر الإسلامي أصابه ما أصابه، ويكفيه ما أصابه من ضياع لكرامته، وحريته؛ فلا عدل، ولا مساواة، ولا احترام للتعددية، ولا مراعاة لثقافة الاختلاف. المفاهيم يُعبر بها ذات اليمين، وذات الشمال، والفتاوى يصنعها ويضعها مفتوها حسب مصالحهم الخاصة فقط، "... رؤوسا جهالاً فسئلوا، فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا". الشيخان: عبدالله بن زايد، وعبدالله بن بية صرحا بتصريحات غاية في الدقة.. راعي المنتدى صرح ـ وفقه الله ـ: "بأن المنتدى دعوة صادقة من أجل النقاش الجاد والبحث عن حلول…