آراء

آراء

بعض من ملامح الشخصية المتطرفة..

الخميس ٠٦ مارس ٢٠١٤

كم تساءلت عن أسباب التطرف في بلادي، وهل له علاقة بالدين، أم أن التاريخ والجغرافيا والأنثروبولوجيا تلعب الدور الرئيسي في تكوين الشخصية المتطرفة، فالصحراء لا تنتج إلا الجفاف، والجفاف يرسم على وجه الإنسان قسمات قاسية، ويترك ملامح تفتقر إلى الابتسامة، وبرغم أن رسول الله عليه الصلاة والسلام حثّ على الابتسامة، (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، يفتقر المجتمع إلى ثقافة الابتسام في الشوارع والملاعب والأسواق وفي طوابير المطار، وهو ما يعني أن التطرف في هذا المجتمع ليس له علاقة بالدين بشكل مباشر، بل بثقافة المجتمع وتقاليده وتضاريسه وتاريخه الاجتماعي، وبإرث الحرمان الذي لم يولد عبر تاريخه القديم إلا سلوك قطّاع الطرق في أزمنة مضت. الشخصية المتطرفة التي تظهر في سلوك بعض رجال الدين في شوارع المدينة لها علاقة بذلك الإرث، وليس لها علاقة بأصول الدين، لذلك تحرص تلك الشخصية أن تبدو في أغلب الأحيان في هيئة عبوسة، إلا من رحم ربك، وقد يتعمد بعضهم في أن يخرج في مظهر رث، وبملابس قديمة، وأن يتعامل مع الناس بلغة قاسية وجافة، خالية تماماً من المفهوم السامي ( الدين المعاملة)، قد تصل في بعض الأحيان إلى الضرب بالعصا، ولا ينسى الكثير زمن انتهاك أبسط حقوق الإنسان في صور خارجة عن التحضر، من قبل بعض رجال الهيئة، وعند إعادة بعض من تلك المشاهد في الذاكرة…

آراء

ما الذي أوصل قطر إلى هذا الحد؟

الخميس ٠٦ مارس ٢٠١٤

ما الأسباب والعوامل التي أوصلت دولة شقيقة مثل "قطر" إلى أن تغرد خارج سربها الاجتماعي والسياسي حتى وصل الحد إلى أن تسحب ثلاث شقيقات من حولها سفراءها من الدوحة؟ هناك جواب ثقافي مهم في تحليل المسألة. ومثلما يتحدث علماء الاجتماع عن مصطلحات مثل توازن التركيبة السكانية وتكافؤ نسب الأعراق لديمومة وحيوية النسيج الاجتماعي، فأنا أعتقد جازما أن موازين "التركيبة الثقافية" وحركة القوى الفاعلة في تشكيل الوعي لمجتمع مثل شقيقنا المجتمع القطري هي من أدى في نهاية الأمر لهذه المحصلة. يعود لب الجذر حين قررت قطر قبل ما يقرب من عقدين من الزمن أن تلعب دوراً قيادياً على المسرحين الإقليمي والعالمي، ولكنها اكتشفت أنها تبني مجسم "فيل" ضخم ولكن بلا أرجل وسواعد محلية تستطيع حمل المعجزة. لن تستطيع الدوحة أن تكون "دبي" لأن الأخيرة انطلقت قبل إشارة "الماراثون"، ومن طبيعة المنافسة استحالة تكرار التجربة. لن تكون قطر نسخة من "الكويت" لأن الأخيرة ذات جذر ثقافي واجتماعي راسخ في التقاليد وبناء نهضة المعرفة، ولن تكون حتى مثل "البحرين" لأن الأخيرة من حضارات تاريخ الخليج وإرثه، بل حتى رمزه من أيام "الديلمون". وحينما لم تجد قطر صناعة محلية لتربيط مسامير المارد القطري فتحت أبوابها للكتل الثقافية النشاز في عالمنا العربي، حتى أصبح القطري الأصيل نفسه غريبا داخل ثقافته الأصل. وخذ لتقريب المثال أن…

آراء

تفاءلوا بالكتاب والخط

الخميس ٠٦ مارس ٢٠١٤

أن يحتضن معرض الرياض الدولي للكتاب أكثر من 600 ألف عنوان تطرحها نحو 900 دار نشر، فذلك ليس بالرقم البسيط، بل إنه يجعل من المعرض واحدا من أهم الأحداث الثقافية الجاذبة حاليا، والقادرة مع الاستمرارية على صناعة ذائقة قرائية جمعية، يمكن من خلالها الخروج من دوامة جلد الذات التي ألفتها النخب العربية عامة، والمحلية على المستوى السعودي على وجه الخصوص، فكم سمعنا جملة "أمة اقرأ لا تقرأ"، وكم تصدعت الرؤوس بحكاية ما ترجم إلى اللغة العربية من كتب منذ زمن المأمون لغاية وقت متأخر لا يوازي ما أنتجته إسبانيا في عام واحد.. وغير ذلك من قصص محبطة. 600 ألف عنوان يتجول الناس مزدحمين بينها، تفند كثيرا من الأقاويل، ولولا وجود مَن يتلقى لما ظهر الإنتاج الكتابي مطبوعا. قد تكون القراءة تراجعت ذات يوم، لكن ثمة مؤشرات لدى الجيل الجديد أن كثيرا من الشباب يقرؤون بشغف، والمسألة لديهم ليست نخبوية كما هو الحال لدى الجيل الأكبر منه، بل هي إحساس وتعمق ورؤية، وبالتالي يمكن القول إنه باستمرار النشر وعدم استسلام معارض الكتب والناشرين لحكايات المحبطين فالمعادلة سوف تتغير، وتصبح "أمة اقرأ.. تقرأ"، وهذا هو المأمول في زمن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي تستهلك أوقات الناس. إلى ذلك، فإن مبادرة القائمين على معرض الرياض الدولي للكتاب بتكريم الرواد من الخطاطين البارزين على…

آراء

«الشقيقة» قطر

الخميس ٠٦ مارس ٢٠١٤

الجديد في الإشكال القطري هذه المرة العقوبة الجماعية، بسحب السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة. مع قطر دراما طويلة مستمرة منذ نحو عشرين عاما، مصدر إزعاج وقلاقل، إنها فعلا صداع الشقيقة. وقبل أن أرسم صورة لما يحدث، ألخصها في جملة واحدة؛ دوافع المشاحنات القطرية غالبا قطرية، وليست بالضرورة مشروعا موجها ضد أحد. هذه المرة يجد المواطن القطري نفسه في حرج شديد، وكذلك الحكومة الجديدة التي تريد أن تعلن عن نفسها بلغة الجيل الجديد. أتذكر أول إشكال افتعلته قطر كان في قمة الدوحة الخليجية عام 1990. كنت مع كتيبة من الصحافيين نقف وراء باب قاعة المؤتمر عندما فتح الباب واسعا، وخرج منه الوفد السعودي برئاسة الملك فهد - رحمه الله - الذي بدا عليه الضيق. عرفنا سريعا أن أمير قطر الأسبق الشيخ خليفة أصر على الحديث فقط عن الخلاف مع البحرين حول الجزر، ورفض طلب الملك بتخصيص المؤتمر للبحث في قضية الكويت المحتلة من قبل قوات صدام منذ أربعة أشهر، حتى هدد رؤساء الوفود بالرحيل فوافق أخيرا. وبعد ست سنوات خصصت قطر محطتها الجديدة للهجوم على السعودية لأعوام، ساندت خطاب التطرف وتسويق قادة وأفكار «القاعدة»، ومن بينها الدعوة لإخراج «القوات الأميركية المشركة» من أرض «جزيرة العرب»، أي السعودية. وبعد أن خرجت القوات بيوم واحد أعلنت قطر عن استضافتها لها وبنت للأميركيين…

آراء

الدين لا يُنصر بالأكاذيب… والوطن لا يُحمى بالشتائم

الأربعاء ٠٥ مارس ٢٠١٤

تزداد قناعتي، يوماً بعد آخر... بل مشاهدةً «تويترية» بعد أخرى، بأن الأكاذيب والشتائم لا يمكن أن تكون يوماً سلاحاً لمعركة نبيلة في سبيل نصرة الدين أو حماية الوطن. ولذا لم يكن عشوائياً أن جعلت العنوان أعلاه هو خاتمة مقالتي: «عندما تتحول النخبة إلى غوغاء»، («الحياة»، 13/2/2014). كما لم يكن مفاجئاً أن تحظى هذه العبارة باهتمام أكبر من المقال نفسه بكل ما فيه من تفاصيل طويلة واستطرادات كان سيغني عنها، كما اقترح بعض القراء والأصدقاء، هذه العبارة الموجزة فقط. لم أشر في مقالي ذلك إلى شخص بعينه من الكذّابين أو إلى تيار بعينه من الشتّامين، لأني لا أريد أن يتحول مقالي، الذي يريد أن ينبذ التشاتم، إلى شتيمة بذاته. فهم لحسن الحظ يعرفون أنفسهم، ما يجعل لديهم فرصة لمعالجة حالهم، والناس أيضاً لحسن الحظ تعرفهم، ما يجعل لديهم فرصة لتجنّب أذاهم. ذكرت في مقالتي تلك نماذج من مفردات أولئك الشتّامين وعباراتهم وأساليبهم البذيئة التي يستخدمونها في حواراتهم مع من يختلف معهم في الرأي (أستثقل أن أعيدها على مسامعكم مرة أخرى)، وقد أشرت بألم إلى نوعية هؤلاء الذين يوصف معظمهم بأنه من «النخبة»، إذ «بالذهاب إلى معرّفات «قادة» هذا الحوار «التويتري» الوضيع سنفاجأ بأن أصحابه: أكاديميون - معلمون - باحثون في الدراسات الاستراتيجية - رؤساء تحرير سابقون - محامون وحقوقيون - وبرلمانيون…

آراء

أنا عربي إذن أنا الأفضل

الأربعاء ٠٥ مارس ٢٠١٤

اعلم ان الكثرين سيشجبون وينكرون، وسيردون نتيجة هذه النظرة الثاقبة في أعماق الشخصية العربية، وهذا حقهم، ولا يجوز لاحد حرمانهم من هذا الحق، ولكننا سنعرضها على أية حال كما وصلتنا. مشكلة المواطن العربي الحقيقية، وكما توصل اليها الدارسون والمراقبون لسلوك المواطن العربي، هي تاريخه العظيم، وحصته من ميراث كل تلك الحضارة، والعظمة والمجد، والبطولات، والأندلس ومعركة القادسية، والخلافة الأموية والعباسية، والإنتاج الإبداعي الأدبي منه والعلمي، و قيادة اجداده العلماء لكل بديات العلم، بل وشرح الفلسفة اليونانية، والإضافة عليها، ثم إهدائها للغرب بروح رياضية بمناسبة عيد ميلادهم "الكريسماس". ماذا تتوقعون من مواطن وارث لكل هذا المجد؟ ان كنتم تتوقعون ان يبني على ميراثه الضخم المشرف هذا ويستثمره فيما هو خير له ولأهله وللعالم، فأنتم مخطئون حتى النخاع، وان كنتم تعتقدون بأن ميراثه العلمي سيقوده الى منافسة العالم الغربي، من اجل استعادة دوره الثقافي والعلمي والقيادي للعالم، فأنتم اصحاب نظرة سطحية جداً جداً، انتم كالأطفال الذين يفتقرون لعمق الرؤية التحليلية، وتأخذون الأمور بسذاجة معجونة بالحمق. التركة العربية العظيمة، فرضت على كل عربي، وبغض النظر عن انتمائه لاي قطر عربي، او مستواه الثقافي او الإجتماعي، او انتمائاته الطائفية، او حتى لمستواه الإقتصادي، نوع من التكبر، واسبغت عليه اهمية لا يراها غيره. هذا الإرث العظيم، والثروة المعنوية التى ورثها العربي، جعلته يشعر بأنه أفضل…

آراء

نعاج .. أم ذئاب؟

الأربعاء ٠٥ مارس ٢٠١٤

أولئك الذين يقتلون الممرضات والأطباء في اليمن، ويغتالون قاضيهم السابق في داعش، ويفجرون أنفسهم في المجمعات السكنية المدنية، هل هم ذئاب منذ البداية، أم نعاج حولتهم البرمجة إلى ذئاب؟ يحتار العقل في سهولة انقياد إنسان لتحريض إنسان آخر، يقوم باستغلاله لارتكاب أفعال يجبن المحرض نفسه عن القيام بها، بما في ذلك قتل الأبرياء ثم قتل النفس في النهاية. المفارقة الأولى هنا تقع في كون الإنسان المنقاد لآخر يؤدي دور النعجة، ولكنه هو نفسه عندما يرتكب جريمة قتل الآخرين وقتل النفس يقوم بدور الذئب، نفس النعجة التي سحبها المحرض من رقبتها للتضحية بها، تحولت إلى ذئب يفترس الآخرين قبل أن يلقى حتفه المحتوم في النهاية. المفارقة الثانية هي أن المحرض عادة يكون أجبن وأكثر دهاء من أن يقدم على فعل القتل والتضحية بالنفس، لكنه يستطيع بموهبة ما يمتلكها أن يبرمج شخصاً آخر بما لا يريد أو يجبن هو عن فعله. في هذه الحالة يبقى المحرض نعجة على كامل مسيرة الحدث، لكنها نعجة استطاعت تحويل نعجة أخرى إلى ذئب مفترس. العجيب في الأمر أن النعجة الأولى عندما تحولت إلى ذئب لا ترتد على النعجة الثانية لتفترسها، لأنها أصبحت في نظرها مجرد نعجة جبانة. هذه الازدواجية بين الاستنعاج والاستذئاب شكلت القسم الأكبر من اهتمامات علوم النفس والاجتماع. الكثير من الناس يرون أن البشر…

آراء

اعتزال الكتابة .. لماذا؟

الأربعاء ٠٥ مارس ٢٠١٤

حالةٌ "نفسيّة" بدأتْ سحاباتها تطغى على سماوات العديد من الكتّاب، مغدقةً بأمطارها القاتمة على جذوة الفكر والقلم في أعماق أولئك الفاعلين تجاه مختلف قضايا مجتمعهم، كان آخر من أطفأتْ شمعتهم المنيرة الكاتب في الشأن الاقتصادي والمالي سليمان المنديل. لأنني مررتُ بهذه الحالة قبل عامٍ بالتمام والكمال من هذا التاريخ، أعلم جيّداً أسباب الحالة "النفسيّة" التي تصيب الكاتب في المقتل، أهمّها وأثقلها وزناً هو "الإحباط"! الإحباط التام من عدم ظهور أية نتائج لأيّ حرفٍ كُتب تحت وهْجٍ صادقٍ وطني مخلص، الإحباط من عدم تقدّم الأمور وقضايا حياة المجتمع الذي يحتضن الكاتب الذي حمل هموم ملايين البشر من حوله ولو مجرّد خطوةٍ إلى الأمام، الإحباط وما أدراك ما هو الإحباط؟ خاصةً إذا كان قد غلّف أعزّ وأغلى ما لديك؛ حبّك لكل جزءٍ من وطنك الحبيب! كتب الكاتب سليمان في آخر مقالٍ له في صحيفة "الجزيرة" بعنوان "إلى لقاء" عبارةً تقطر حروفها غيرةً على بلادنا، قائلاً: "بسبب بطء حركة الإصلاح الاقتصادي، والإداري، فإنني بدأت أشعر بأننا نحن معشر الكتّـاب، قد أصبحنا عرضة لكي نكرر أنفسنا، فالقضايا المعيشية الملحة هي كما كانت، وأسلوب المعالجة بطيء جداً جداً"، إذا لم يكن هذا هو الإحباط، فماذا سيكون؟! إنّها الحالة ذاتها التي أصابتني قبل عام حينما كتبتُ في صحيفة "الشرق" المقال الأخير فيها بعنوان "الصمت.. صديقٌ لا…

آراء

روسيا وأميركا اليوم.. وقبل 11 سنة

الأربعاء ٠٥ مارس ٢٠١٤

تعلّمنا من الغرب عبارة «رقصة التانغو تحتاج لراقصَيْن». وحسب علمي يجيد الرئيس باراك أوباما رقص التانغو.. التي تقوم على تناسق الخطى والتفاهم التلقائي مع الشريك، ولكن كما يظهر في أوكرانيا – نلاحظ إما أن الرئيس الأميركي أخفق في إقناع «شريكه» الروسي فلاديمير بوتين في دخول حلبة الرقص.. أو أن بوتين يفضل «الجودو». مشهد الارتباك الأميركي، واستطرادا الغربي، إذا ما نحينا الكلام التهديدي الأجوف جانبا، يذكرني بالعجز الروسي المطبق عندما حاول إنقاذ الرئيس العراقي السابق صدام حسين من الضربة الأميركية القاصمة ضد حكمه في فبراير (شباط) ومارس (آذار) 2003. يومذاك، خلال السنوات القليلة التي تلت انهيار الاتحاد السوفياتي، كان الروس يدركون أنهم في وضع اللاعب «الأضعف»، ولذا حاولوا في بدايات رئاسة بوتين – ما غيره – إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا نفوذهم الإقليمي فأرسلوا «مستعربهم» يفغيني بريماكوف لإفهام الرئيس العراقي أن الأيام تبدلت والعالم تغير، فما عاد هناك نيكيتا خروتشوف ونيكولاي بولغانين لإنذار أنطوني إيدن وغي موليه بالانسحاب من سيناء وبورسعيد عام 1956، ولا ليونيد بريجنيف واليكساي كوسيغين لاستخدام «الفيتو» لإنقاذ حلفاء موسكو المصريين والسوريين وإعادة بناء جيوشهم بعد هزيمة 5 يونيو (حزيران) 1967. «موسكو بوتين عام 2003» كانت هشة سياسيا واقتصاديا تستجدي نيات الغرب الحسنة. وكانت تتفهم بكثير من الواقعية أن عليها أولا التعافي من هزيمتها الاستراتيجية في «حرب…

آراء

مُستقبل الاتحاد الخليجي إلى أين؟

الأربعاء ٠٥ مارس ٢٠١٤

أي مستقبل ينتظر الاتحاد الخليجي؟ وما العوائق الحقيقية أمام تعجيل أو تحقيق ذلك؟ كان عنوان ندوة سياسية هامة استضافتها الخميس الماضي القاهرة -رغم انشغالها بتشكيل حكومة جديدة- بمشاركة باحثين وسياسيين ومفكرين ومسئولين تنفيذيين خليجيين ومصريين، جلسة حول الآفاق المستقبلية للاتحاد الخليجي، كانت الأوراق المشاركة غاية في الأهمية والوضوح، لكن أيضا لا يمكن التقليل من أهمية المداخلات والأسئلة والحوارات الجانبية، بل ويمكن القول إنه ومن خلال أحاديث الأكاديميين غير الرسمية، تكشفت أمور كثيرة لا يمكن للسياسيين أو الدبلوماسيين مناقشتها بوضوح وبشفافية. هذا المقال مخصص للجلسة الأولى السياسية وهي بعنوان: الاتحاد الخليجي: الأبعاد والدوافع السياسية، وقد أكد رئيس الجلسة د . علي الدين هلال أن التكامل الاقليمي ليس بجديد فقد نفذته دول أوروبا قبل ذلك، ولكن هناك شرطا أساسيا لحدوث هذا التكامل وهو الموافقة أولا على قيام كيان موحد ومكون من عدة دول بالتصرف في أمورها بالنيابة، وهو ما يحدث لاي دول ترتضي الدخول في «اتحاد». د .عبدالخالق عبدالله قال: إن مجلس التعاون الآن أكثر حضورا وتأثيرا في الشأن العربي والمصري أكثر مما مضى، وتحدث عن دوافع الدعوة لانشاء الاتحاد الخليجي في قمة الرياض في ديسمبر 2011، فذكر أن أولها هو الدافع الآني، وهو ناتج عن تداعيات ثورات الربيع العربي، وهذا تعين مواجهته من خلال الاعلان عن الاتحاد الخليجي، أما الدافع الاستراتيجي…

آراء

معرض الكتاب للنكت السوداء والبيضاء!

الأربعاء ٠٥ مارس ٢٠١٤

الواعظ الذي ظهر في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة الذي اختتم أخيراً، لم يكن وحده، بل صاحبه فريق مكون من شرطي ومرافقين أحدهما تولى دور المذيع وقاطع «فرقة الباحة» التي كانت تؤدي عرضاً فولكلورياً يتلو شاعرها أهزوجة تراثية، دخل عليهم الواعظ ممثلاً دور ضيف مهذب أوقف الأهزوجة وهو يقول «لقد هيضني غناءكم»، هكذا حياهم تحية طربية. «يا سلام يا شيخ»، ثم سلّم عليهم ولم يأخذ المايكروفون بنفسه، بل أخذه المرافق المذيع وقدّم للجمهور الواعظ الفذ الذي جاء كي يلقي إليهم كلمة لم تكن ضمن البرنامج طبعاً، ولم تستطع هذه الكلمة أن تنتظر القوم حتى ينهوا فعاليتهم، فما هو هذا الكلام المهم الذي اضطر هذا الواعظ لقوله؟ أخذ الواعظ المايكروفون وقال إنه جاء ليدعو لهم، ودعا الله «أن يجعل كل امرأة في المكان أجمل زوجة في عيني زوجها، وأن يجعل كل رجل في المكان أجمل زوج في عيني زوجته»، ثم قال: «أوصيكم بصلة الرحم، فمن يمنع زوجته أن تزور والديها يعاقبه الله، ولا تضربوا زوجاتكم ضرباً عنيفاً فتكونوا من أشرار العرب، ومن ضرب زوجته اليوم عليه أن يحضر لها هدية، ويجب أن تعاملوهن معاملة الأسير، فالزوجة كما قال ابن القيم في مقام الأسير عند زوجها، ولا تضربوا أولادكم على الوجه» فلديه بحث نتائجه مرعبة عن أضرار ضرب الوجه. لم تتجاوز العظة هذه…

آراء

القومية العربية الأخيرة .. الحل في دبي!

الثلاثاء ٠٤ مارس ٢٠١٤

القومية العربية أو العروبة هي الأيديولوجيا القومية، وتعتبر الأكثر شيوعا في فترة الستينيات والسبعينيات مـن القرن العشرين. ويؤمن القوميون العرب بالعروبة كنتيجة تراث مشترك من اللغة والثقافة والتاريخ، ولا تتقيد بعرق أو دين، وهي هدف معظم العرب وحلمهم القديم.. وإن اختلفت الصيغة! البدايات الأولى لوعي العرب بأنفسهم، كجماعة مختلفة عن غيرها، تعود إلى قرون سابقة على ظهور الإسلام، ورغم توزع سكان الجزيرة العربية إلى تجمعات متصارعة، إلاّ أن تهديد جيرانهم الأقوياء، من ثلاث جهات، جعلهم يشعرون بروابطهم المشتركة، ويتضامنون في رد محاولات الغزو ضدهم. أطراف جزيرة العرب، في ذلك الوقت كانت الأكثر استقراراً وتحضراً من العمق، وذلك بحكم قربها وتفاعلها مع جيرانها، ونشأت فيها ممالك، وإمارات عربية صغيرة مستقرة نسبياً. مثل المناذرة على الحدود مع فارس شرقا، والغساسنة عند حدود البيزنطة شمالا، وحمير وسبأ بالقرب من الحبشة جنوبا، وكانت بمثابة خطوط الدفاع الأولى في مواجهة الإمبراطوريات المجاورة. أول إرهاصات القومية العربية كانت بعد حملة محمد علي والتدخل الأوروبي. في البداية كانت مطالب القوميين العرب محدودة بالإصلاح داخل الدولة العثمانية، واستخدام أوسع للغة العربية في التعليم والإدارات المحلية، وإبقاء المجندين العرب في وقت السلم في خدمات محلية، ثم ارتفع سقف المطالب مع ثورة عام 1908 في الآستانة وبرنامج التتريك الذي فرضته حكومة لجنة الوحدة والترقي، والمعروفة بتركيا الشابة. في عام 1913…