آراء
الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠١٤
مرت يوم أمس الأول الذكرى الثامنة لـ 26 شباط (فبراير) 2006، وهو اليوم الذي تمنى السعوديون لو أنه لم يكن من ضمن أيامهم. 26 شباط هو يوم انفجار فقاعة الأسهم السعودية، وهو يوم تبخر أحلام كثيرين بالثراء، وهو اليوم الذي يسدد بعض الناس الديون بسببه إلى اليوم. ما الذي حصل في ذلك اليوم؟ قصة تتكرر بأكثر من سيناريو. فكوارث الأسهم تتشابه من نيويورك، إلى طوكيو حتى الرياض. والفقاعة، لا تقف احتراماً للأسماء ولا للتاريخ، فلا فارق عندها بين «داو جونز»، ولا «نيكاي»، ولا «تاسي» (مؤشر السوق السعودية). وليس الغرض بالطبع هنا المقارنة، ولكن وصف بعض ما حصل في عاصمة السعودية. تاريخياً نشأت سوق الأسهم السعودية على أنقاض «سوق المناخ» في الكويت وهي سوق غير رسمية للأوراق المالية سبقت إنشاء السوق الرسمية في 1983. فبعد انهيار سوق المناخ في الكويت عام 1982، خشيت الحكومة السعودية من انتقال العدوى لأراضيها، فشكلت في 1983 لجنة ثلاثية من وزارتي المال والتجارة والبنك المركزي «ساما»، لإنشاء سوق رسمية محلية للأسهم. وانطلقت السوق السعودية رسمياً في 28 شباط 1985 (وهو بالمصادفة تاريخ اليوم)، بأربعة قطاعات، و48 شركة مساهمة. وبين ذلك التاريخ ونهاية 2001، والسوق لا تلفت نظر أحد سوى أيام الطروح الكبيرة مثل طرح أسهم «سابك» في 1985، و»صافولا» في بداية التسعينات. وسرعان ما تعود لاستقرارها،…
آراء
الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠١٤
لم أملك القدرة والجرأه على أن أتخلى عن السيارة هنا ببلادنا واجرب وسائل النقل المتاحة ولا يوجد غير "ليموزين من هب ودب" وسيارات خاصة بنوعية أقل ما يمكن القول عنها إنها خردوات ونحو ذلك، فقررت ان أجربها خارجياً رغم أن في الخارج وسائل متاحة في كثير من الدول سواء سيارات "تاكسي – قطار فوق وتحت الأرض – ومترو - وباصات" وغيرها فوجدت أنها مميزة وسهلة وممكن. ولكن لماذا أريد تجربتها ببلادنا التي تفتقر إلى "الباصات – والمترو – والقطار – والتاكسي المنظم المحترم؟" لأنني انظر بعين "المساواة لحق المرأة" في السيارات والتنقل، ماذا يحدث لها؟ حين تجرب أنت بنفسك "يا الرجل" عدم استخدام السيارة في بلادنا وتستخدم ما تستخدم المرأة خاصة لمن ليس لديها سائق، فليس كل العوائل أو النساء لديها سائق، أو أب أو قريب، حتى لا نتعذر بوجود سائق لها، فحاجات المرأة كبيرة ومتعددة، وهناك المطلقة، والأرملة، وربة المنزل، والمتزوجة، وغير المتزوجة، والطالبة وغيرهن كثير، فالحاجات تتعدد وتكلفة السائق تتضاعف حين تجرب أنت أيها "الرجل" استخدام "تاكسي" وهو الوسيلة الوحيدة المتاحة، للذهاب للعمل والمستوصف والمستشفى والمدرسة والجامعة والسوق وزيارة قريب أو مريض أو حاجاتك المتعددة، ستعرف أي معاناة تعاني المرأة في هذا الجانب، يجب ألا تنسى أن الرجل لن يتعرض "لتحرش" من سائق "التاكسي" كما تتعرض له المرأة…
آراء
الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠١٤
في ليل يوم الاثنين (24 / 2 / 2014) شنت طائرتان إسرائيليتان غارة على مواقع لحزب الله على أطراف منطقة القلمون السورية لجهة لبنان. وهي المنطقة الجبلية الشاسعة التي يسيطر على معظمها الثوار السوريون منذ قرابة العام ونصف العام. وكان كلا الطرفين المتحالفين: النظام السوري وحزب الله خلال الأسبوعين الماضيين قد أعلنا عن إرادتهما انتزاعها من الثوار، وتدور فيها منذ ذلك الحين اشتباكات عنيفة مركزها بلدة يبرود، أكبر بلدات منطقة القلمون المنكوبة بالغارات من الأرض والجو، وفيها مئات الآلاف من اللاجئين الذين لا يستطيعون الهرب من القصف إلا إلى بلدة عرسال البقاعية اللبنانية. أما عرسال البائسة فقد كان عدد سكانها قبل الحرب السورية 35 ألفا، وعددهم الآن 150 ألفا! لماذا هذا التفصيل وما أهميته؟ إسرائيل تريد التذكير أنها حاضرة ناظرة، ولها حساباتها الخاصة والمختلفة عن حسابات الإيرانيين والروس والمالكي وحزب الله وثوار سوريا و«إرهابييها» أو تكفيرييها بحسب تعبير حسن نصر الله! وما دامت أطراف منها إيران بالسلاح والرجال قد تدخلت، فمن حق إسرائيل التدخل، كما قال المتحدث باسم الجيش! وما عاد أحد يحسب حسابا للنظام السوري بعد أن عجز عن إخماد ثورة شعبه عليه، ووقع على الأرض بيد إيران، وفي المجال الدولي بيد روسيا الاتحادية. ولذا فمناط التفكير والحساب الآن يقعان على عاتق الإيرانيين وتحالفهم الممتد ما بين طهران وبغداد…
آراء
الجمعة ٢٨ فبراير ٢٠١٤
يبدو أني وقعت في حب «رانس» بالضربة القاضية. أنتم تعلمون أن الحب أنواع ودرجات. ولكن أشرفها وأرقاها هو الحب الصاعق: أي الذي ينزل عليك كالصاعقة فيسحقك سحقا، ويمحقك محقا، ويجعلك هباء منثورا. وهو شيء لا يحصل إلا للمصطفين الأخيار الذين حرمهم الله من نعمة الوصال فحرق قلبهم حرقا: قضاها لغيري وابتلاني بحبها فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا قد تقولون مبالغة. هذا الشخص يهذي ويهلوس. هل يعقل أن يحب الإنسان مدينة إلى هذه الدرجة؟ ولكن منذ عشرة أيام لم أر من «رانس» إلا الخير. لقد فتحت لي أبواب مكتباتها على مصراعيها. وكنت بأمس الحاجة إلى ذلك. كنت أبحث عن مرجع صعب منذ سنتين فلم أجده إلا فيها. أو قل لم أجده فيها ولكنهم استجلبوه مصورا جاهزا وقدموه لي كلقمة سائغة خلال 48 ساعة! فماذا تريد أكثر من ذلك أيها الإنسان المتسكع في الآفاق؟ هذا المرجع عبارة عن مقالة طويلة منشورة على جزأين في مجلة «آرابيكا» الاختصاصية التي يصعب الحصول عليها وبخاصة إذا كانت الأعداد قديمة. حاولت أن أصل إليه من خلال الإنترنت فطالبوني بأربعة وثلاثين دولارا! هل أنا مليونير لكي أوزع دولاراتي يمينا وشمالا؟ إنها تشرح لنا المشروع الفكري لأكبر مستشرق ألماني في هذا العصر: جوزيف فان ايس. ومعلوم أنه ألف موسوعته الضخمة عن تاريخ الإسلام في ستة أجزاء قبل عشرين…
آراء
الخميس ٢٧ فبراير ٢٠١٤
انتهت من أيام الدورة الثالثة لمنتدى الاتصال الحكومي الدولي تحت عنوان "أدوار مختلفة .. رؤية واحدة" الذي نظمه مركز الشارقة الإعلامي برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. حضرنا وتابعنا جلسات المنتدى ووجدنا أن العنوان الذي اختاره المنظمون للمنتدى ينطبق على واقع ما قدمه. الامارات تشهد طوال السنة مؤتمرات ومنتديات إعلامية، وأخرى لتعزيز التواصل الحكومي، فتعزيز التواصل الحكومي والاهتمام بالقضايا التي يطرحها الاعلام، والتي تنعكس وتؤثر على حياة الأفراد في المجتمعات، تعتبر جزءا من رؤية دولة الامارات، بل وتتصدر اهتمامات الدولة، ما يجعل تعدد إقامة هذه المنتديات التي تناقش قضايا تقترب في موضوعاتها أو خلافها عبر منصات تفاعلية متعددة وفي مواقع متنوعة من الامارات اضافة وتعزيزا لهذه الرؤية. في منتدى الاتصال الحكومي الدولي شعرنا بنضج كبير يسيطر على أجواء المنتدى الذي لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات، فقد كان التنظيم رائعاً وبعيداً عن المبالغة، احتضن طاقات إماراتية تجلت في العاملين بمركز الشارقة الإعلامي المنظم بإدارة الزميل أسامة سمرة، وبمساهمة المتطوعين الذين تلتقيهم منذ دخولك البهو الواسع وحتى خروجك منه، والأجمل من ذلك التعاون الذي استشعرناه بقوة في تعامل وتعاون الاخوة المقيمين ممن لديهم خبرات واسعه في مجال الاعلام والتنظيم مع إخوتهم المواطنين الواعدين معلمين وموجهين لهم في سياق هادئ انعكس على روح المنتدى. نجاح…
آراء
الخميس ٢٧ فبراير ٢٠١٤
«حزب الله» ليس ضعيفاً. ترسانته الحالية تفوق تلك التي كانت في حوزته إبان «حرب تموز» في 2006. طوَّر بعد تلك الحرب قدراته ودخل في ما يشبه سباق تسلح مع إسرائيل على رغم الفوارق في طبيعة الطرفين. هذا يجعله أقوى مما كان عليه في تلك الحرب. لكن باستطاعة أي مراقب أن يقول إن الحزب الآن قوي يعيش في زمن صعب. في البيان الذي أصدره أمس، اعترف الحزب أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة استهدفت أحد مواقعه عند الحدود اللبنانية- السورية. وقال: «إن هذا العدوان الجديد هو اعتداء صارخ على لبنان وسيادته وأرضه وليس على المقاومة فقط». وأضاف: «لن يبقى بلا رد من المقاومة، وإن المقاومة ستختار الزمان والمكان المناسبين وكذلك الوسيلة المناسبة للرد عليه». انتهت «حرب تموز» بمعادلة هي الآتية: تمتنع إسرائيل عن استهداف الأراضي اللبنانية في مقابل امتناع «حزب الله» عن تحريك جبهة جنوب لبنان التي وضعت عملياً تحت رقابة دولية. ويمكن القول إن هذه المعادلة احتُرمت وكأنها حدود بين دولتين، وإن شهدت أحياناً اختراقات صغيرة حملت رسائل صغيرة بلا تواقيع واضحة. وسمى الحزب ذلك القدرة على الردع. يمكن القول إن أسباب الغارة الإسرائيلية الأخيرة سورية أكثر منها لبنانية. أعلنت إسرائيل أكثر من مرة ما سمته الخطوط الحمر في ما يتعلق بالوضع السوري، وأولها التصدي لأي محاولة لنقل أسلحة نوعية إلى «حزب…
آراء
الخميس ٢٧ فبراير ٢٠١٤
على برنامج التواصل الشهير واتس أب وصلني مقطع يوتيوب لكفيف يملك قدرة مذهلة على تقليد الأصوات، حيث كان يقلد صلاة الراحل محمد السبيل -رحمه الله- مع تكبيرات المؤذن الجميل علي ملا في الحرم المكي، وبعدها دخلت في رحلة يوتيوبية مكوكية بحثاً عن مقاطع التقليد، فنحن معشر البشر نستمتع بمشاهدة من يقلدون الناس ويجيدون فنون المحاكاة، ولذلك لا عجب أن تجد البرامج الساخرة التي تعتمد على التقليد الرواج الواسع والتفاعل الكبير. عندما يكون الحديث عن «التقليد» فأنا اتفق مع من يقول إن: «الإنسان كائن مقلد بطبعه»، وهذه في الأصل تعتبر ميزة لأنها احدى مهارات التكيف الاجتماعي، فهو يقبل على «التقليد» لأنه اجتماعي بطبعه، ويريد أن يكون مقبولاً في محيطه ومجتمعه، والتقليد خيار اجتماعي آمن بغض النظر عن صحة محتوى التقليد من عدمه. عندما تبحث عن كلمة «تقليد» فإن أكثر كلمة مرادفة لها هي «أعمى»، والحقيقة أن التقليد قد يكون مبصراً في أحيان كثيرة، واختزاله في العمى والضعف وغياب الهوية والشخصية على طريقة ابن خلدون: «المغلوب يقلد الغالب» اختزال ظالم ومخل لأن «التقليد» بوعي يؤدي إلى الإبداع والتفوق، و«التقليد» اللاواعي يؤدي إلى التبعية ووأد الابتكار، وقليل من التأمل في التقليد الياباني للغرب والتقليد العربي للغرب سيبين لك أثر الوعي في المحاكاة والتقليد. البعض يسطح الموضوع بقاعدة التقليد يكون بالوسائل فقط والمحتوى لا…
آراء
الخميس ٢٧ فبراير ٢٠١٤
العقل الجمعي للمجتمع لا يفرق بين ما هو «مقدس» من نصوص وأقوال وأحاديث، وبين ما هو «تراثي» من أهازيج وقصص وأساطير وأمثال شعبية.. كلا الأمرين يصبح مقدساً بعد فترة.. ولهذا يمتلئ التراث العربي ببعض الأمثال السخيفة التي تحدّ من القدرة على التطور الفكري والمعرفي بل والأخلاقي للمجتمع.. بسبب توارثها عبر مجموعة من الأجيال.. جبان ينقل عن جبان أو أحمق ينقل عن أحمق، ويلوك الناس تلك الأمثال كأي قطعة «كاووتش» تحترم نفسها، وتبقى الممارسات السلبية ذاتها.. لأن كثرة تكرار الأمثال ترفعها إلى درجة المسلّمات أو المقدسات! خذ عندك هذا المثل: «ابعد عن الشر وغنيله!».. لا يريد لنا البعض أن نقف في وجه الشر، ويريدون غرس مفاهيم إيثار السلامة.. حتى غضّ بصرك عن الشر والسير بجوار الحائط كأي قط يحترم نفسه غير كاف.. عليك أن تمسك طبلاً وتطبل وتغني للشر أيضاً! عليك أن تنضم لحلف الشر وتغني له لكي تبقى آمن الجانب.. بغض النظر عما ستصنعه هذه الممارسات بإنسانيتك، وعلى الرغم مما ستشعر به من حيوانية في سلوكك يتحول إلى عادة يوماً بعد يوم! نسمع أيضاً منذ بداية «الفتق» عن العصا والجزرة، ومازلنا نشعر بالعصا منذ أن بدأنا الكتابة ولم نر الجزرة أبداً.. ما الذي نريده من الجزرة؟! كل ما كنا نريده هو أن نكتب دون أن تفسر أقوالنا على أي وجه…
آراء
الخميس ٢٧ فبراير ٢٠١٤
مجموعة أصدقاء ظرفاء معظمهم من المبدعين، أسسوا مجلة ساخرة وصفحة على "فيس بوك" من أجل أن "يكشفوا" الطاغية القابع على أكوام الدمار في وطنهم. وما إن اشتعلت الثورة الأوكرانية حتى صبوا جام سخريتهم على الواقع السوري من باب أوكرانيا، فجادت قرائح أبو دومان، وخطيب بدلة، وماهر حميد، وبشر إمام، ووافي بيرم، وهادي كيوان، ومحمد الحديدي، ودريد جحا.. والآخرين.. بما يخطر ولا يخطر على البال من مقارنات ومفارقات لاذعة كانت هي عزاءهم لشعورهم بتخلي العالم عن حماية وطنهم وأهاليهم. أحدهم يسال صاحبه عما يقترح على أهل أوكرانيا لتسمية "جمعة الأحد" المقبل، وآخر يتحدث عن إعلان القائد العام للفرقة الرابعة الأوكرانية عن "شلح" البيجاما ولبس البدلة العسكرية.. وغيره يؤكد أن يانكوفيتش كان بخيلاً لأنه لم يشترِ "بيجاما" لأخيه.. في تلميح إلى العبارة التي شاعت عن شقيق طاغية بلدهم. وفي خبر عاجل من كييف، ينقل كاتب ساخر أن الفنانة الأوكرانية رغدوشكا ناناوفسكي طالبت الرئيس الأوكراني بضرب المتظاهرين بالكيماوي، بينما "باس" جورجيو واسوفكوف قدمي ابن خال الرئيس طالباً منه شيئاً ما. ويشرح غيره تفاصيل بيان الجيش الأوكراني الذي ينفي أي نية للتدخل في الأزمة السياسية في البلاد، مستغرباً ومتسائلاً عمن سوف يدافع عن "الممانعة". أما خبر عزل البرلمان الأوكراني للرئيس فيكتور، فجاء للمقارنة مع البرلمان السوري الذي أدمن التصفيق لحاكم مستبد. وهناك من خاب…
آراء
الخميس ٢٧ فبراير ٢٠١٤
تابعتُ جلسات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي عُقد بإمارة الشارقة الأسبوع الماضي عبر الصحافة والإنترنت، على رغم أن السادة المنظمين قد وجَّهوا دعوة لي للمشاركة، إلا أن ظروفاً حالت دون ذلك. وقد حضرت المنتدى شخصيات محلية وعالمية تداولوا شجون الإعلام والصحافة والمواثيق والحريات. وقد جاء في كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن «مهنة الصحافة والإعلام لا تقل خطورة عن مهنة الطبيب، فخطورة القلم والمصورات أشد مفعولاً وأبلغ تأثيراً من المِشرط بيد الطبيب المرتعشة». مؤكداً سموه حقوق الإعلاميين التي يكفلها لهم القانون، والتي تمكنهم من حرية التعبير والنقد! وكذلك حرية الوصول إلى مصادر المعلومات، وحرية التحقيق دون التعرض لأسرار الناس الخاصة، مشيراً إلى حق الإعلامي بألا يكشف مصدر المعلومات التي حصل عليها بطريقة سرية، وله الحق في رفض الضغوط مثل التعليمات المباشرة أو غير المباشرة، في حال أن ظل ذلك في دائرة القانون. وبصراحة، فهذه هي القيم التي يبحث عنها ويتمناها كل إعلامي عاقل وصاحب ضمير حيّ، يؤمن بالمهنية وبحقوقه وحقوق الآخرين. وهي تشكل ميثاقاً للعمل الإعلامي المهني الرصين القادر على تنوير الرأي العام وتقديم الخبر والمعلومة والإفادة بالطريقة الملائمة. نعم، الإعلام أصبح يلعب دوراً أساسياً في حياة الناس، ويُنشئ أجيالاً، وقد يروّج أفكاراً، ويُحارب أفكاراً أخرى، ويبيع سلعاً ويرفض سلعاً أخرى!…
آراء
الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠١٤
شاركت معلقا في إحدى المناسبات على قضايا تخص الإعلام المحلي. وأثناء المداخلات، تحدث أحد الأفاضل حول مسائل علمية ودينية، وكان يستفسر مني بشأنها، فقلت له إنني أفضل أن أتحدث عما أعرف ولا أجتهد فيما لا أعرف. بعد اللقاء قال صديق إن الاعتذار بعدم المعرفة أمر يقلل قدر الإنسان. قلت له: رأيي أن الخوض فيما يجهل المرء قلة العقل. أكــــــثر معانـــــــاة يواجهها الإعلامي: إغراء الكلام. تتصل قناة تلفزيونية لتطلب التعليق على سوق الأسهم، وعندما أجيب المتصل أنني لا أتقن الكلام في الأسهم يستغرب. ومع ذلك يتكرر الاتصال من فترة إلى أخرى. هو عادة يتعامل مع قائمة هاتفية، وغالبا لا يعي أي تفاصيل أخرى. تتصل قناة أخرى لتقول الفتاة على الطرف الآخر: كتبت اليوم مقالة عن موضوع كذا ونريد تعليقك عليه. قلت لها: أظنك أخطأت، أنا لم أكتب هذا، لكنني وضعت رابطا لمقالة الكاتب عبر “تويتر”. تشعر بقليل من الحرج، لكنها تكمل: طيب، نحن نريدك أن تتحدث معنا، فما الأشياء التي تحب الحديث عنها؟ قلت لها: لا شيء. كثرة الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية أصبحت تؤسس لفكرة الجاهل الذي يتحدث في كل شيء وفي أي شيء. وإذا تأملت في حال بعض البرامج عندنا تكتشف أنها لا تخرج عن مدار شلة تلتقي لتتحدث في شأن معين. تتغير أسماء البرامج ومجالاتها، لكن يبقى من حقك…
آراء
الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠١٤
لن تجد كثيراً من الناس يختلفون على أهمية وضرورة تطبيق القوانين في المجتمع، ولكن ستجد كثيرين يعترضون على كيفية تنفيذها بصرامة على أفراد دون آخرين، لذا يتحتم على أي مسؤول قبل أن يعتمد أي نظام أو قرار أن يتأكد من أن يشمل تنفيذه جميع شرائح المجتمع، غنياً كان الإنسان أوفقيراً، لأن هذا هو العدل، وفي نفس الوقت أن تُوضع مساحة للرحمة، فالموظف المكلف بالتطبيق قبل أي شيء إنسان، أي عليه أن يتعامل مع الآخرين أثناء تطبيقه للنظام «بإنسانية» وإذا كانت الأنظمة المكتوبة لم تشر بين فقراتها بأي شيء عن الإنسانية وبسبب ذلك لا يستطيع الموظف المكلف مثلاً تطبيق أمر غير منصوص، فهذا بحد ذاته سبب كاف لتحديث وإعادة صياغة الأنظمة وتعميمها بنسخة مطورة توجه بشكل مباشر التعامل مع الآخرين بإنسانية، فليس من الإنسانية على سبيل المثال، أن يطلب منك رجل المرور الترجل من السيارة بعد أن تجاوزت الإشارة أمامه دون أن تتوقف، ليحرر لك مخالفة قطع الإشارة، وحين يكتشف بأنك لا تحمل رخصة القيادة وتستعجله لأن زوجتك التي في السيارة .. لا يعطيك مجالاً ليفهم بل ليحرر لك مخالفة أخرى، فتضطر لعمل مخالفة ثالثة بالفرار من أمامه لأن زوجتك في حالة وضع لا تتحمل الانتظار، لذا بات من المهم أن لا نجعل الأنظمة تسلبنا إنسانيتنا، بل تمنحنا مساحة مرنة لتقدير…