آراء
الإثنين ٢٤ فبراير ٢٠١٤
كثيرون في مصر تمنوا، لو أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب «مصر القوية» لم يعتذر عن عدم الترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة، لولا أنه قد لاذ بالفرار، عند لحظة المواجهة الحقيقية بينه، كمرشح إسلامي، وبين ناخبيه المفترضين!. وليس غريبا، أن يطلق المصريون على الحزب، بعد اعتذار رئيسه، وربما قبله أيضا، اسم «مصر الطرية» بدلا من «مصر القوية».. فالمعنى المقصود من وراء التسمية واضح للغاية كما ترى، وفوق وضوحه، فإنه لاذع إلى أقصى حد، ويحمل أكثر من إيحاء! وعندما برر الرجل، اعتذاره، ذكر أسبابا كثيرة، لم تكن مقنعة كلها، أو في أغلبها، لا لشيء، إلا لأنه لم يذكر بينها السبب الحقيقي، الذي دعاه إلى الهروب من المواجهة! فالعقل يقول، إنه من المفترض أن تكون فرصته بين الناخبين كبيرة هذه المرة، إذا ما قورنت بفرصته في انتخابات 2012 التي فاز فيها محمد مرسي.. ففيها، كان ثلاثة مرشحين إسلاميين يتنافسون على أصوات الناخبين، بدءا من «مرسي» نفسه، ومرورا بـ«أبو الفتوح» وانتهاء بالدكتور العوا، الذي نال عددا ضئيلا للغاية من الأصوات، بما يدل على أنه كان يبالغ تماما في تصور شعبيته بين الناس، ويتوهم أشياء لا وجود لها! وقتها، حل «أبو الفتوح» رابعا، بعد «مرسي» وشفيق، أو العكس، ثم صباحي فخرج من الجولة الأولى، ليصوت جزء لا بأس به، من مؤيديه، في…
آراء
الإثنين ٢٤ فبراير ٢٠١٤
ينظر أهل المنطقة الشمالية إلى مشروع الملك عبد الله لتطوير مدينة وعد الشمال بالكثير من التفاؤل، فهذا المشروع حمل لهم وعوداً جميلة بالتنمية من خلال المشاريع الصناعية العملاقة التي ستقام في المدينة. هم ينظرون إلى مشروع المدينة بوصفه إضافة تنموية للمنطقة وليس فقط مشروعاً استثمارياً يدر عوائد مجزية للجهات التي استثمرت أو سوف تستثمر في المشروع سواء كانت من القطاع الحكومي أو القطاع الخاص. ومن المؤكد أن العائد الاستثماري مهمٌ لكي يكون المشروع قابلاً للحياة والاستمرارية، ولكن العائد الاجتماعي الأشمل هو ما يهم الناس في تلك المنطقة التي ظلت على هامش التنمية لسنوات طويلة. وبمعنى آخر، فإن الناس في المنطقة يتساءلون عن «الروابط» التي ستنشأ بين منطقتهم وبين المشروع، وهي ما يُعرف بـ «المدخلات» و»المخرجات». وتتمثل المدخلات فيما يمكن أن يوظفه المشروع من أبناء وبنات المنطقة وفيما يمكن أن يستخدمه من عناصر الإنتاج المختلفة ذات المنشأ المحلي وما يشتريه من السلع والخدمات الأخرى التي ينتجها اقتصاد المنطقة. أما المخرجات فتتمثل فيما يمكن أن يثري الاقتصاد المحلي من منتجات المشروع ويتم توظيفه مجدداً في مشاريع أخرى بالمنطقة. يضاف إلى هذا كله ما يسمى بالوفورات externalities لمجتمع المنطقة وفي مقدمتها ما يمكن أن تقدمه الشركات العاملة في المشروع من خدمات اجتماعية متنوعة للسكان المحليين. وقد شهدت مدينة وعد الشمال توقيع عقود بقيمة…
آراء
الإثنين ٢٤ فبراير ٢٠١٤
ابتداءً من العام المقبل سيتمكن المواطن الإماراتي من تجديد هويته الوطنية ورخصة القيادة وغيرها من الوثائق الرسمية التي تُستخرج من المؤسسات الحكومية، من دون أن يتكلف عناء مراجعة تلك الإدارات، إذ ليس عليه سوى أن يقوم بتعبئة الاستمارات المطلوبة من خلال المواقع الإلكترونية وعبر هاتفه النقال، ويجلس في منزله لتصله الخدمات التي طلبها قبل أسبوعين أعلنت حكومة دبي أنها خصصت مليون درهم ومليون دولار لمسابقة عالمية لأفضل ابتكار واختراع في مجال استخدام الطائرات التي تعمل من دون طيار وبالبطارية ويبلغ عرضها نحو 50 سنتيمتراً وتشبه الفراشة مع أربع مراوح وصندوق علوي، وتهدف المسابقة إلى تحسين الخدمات الحكومية، كما إنه يعد الأول من نوعه في العالم يدخل في إطار الخدمات الحكومية للمواطنين. والمشروع كما تحدث عنه وزير شؤون مجلس الوزراء في حكومة الإمارات العربية المتحدة محمد القرقاوي خلال القمة الحكومية الثانية التي عُقدت في منتصف الشهر الجاري، أنه سيخضع للتجربة في إمارة دبي ستة أشهر لتتوسع خدماتها في إيصال الوثائق الرسمية إلى الإمارات الأخرى. هذه الخطوة في حال تطبيقها ستوفر للمواطن الإماراتي أكثر من 100 درهم فيما لو مراجع الإدارة التي يريدها لاستخراج أحد الوثائق. في البداية سيوفر للدولة ما لا بين 10 و 15 ليتر بنزين، ورسوم مواقف سيارات، ويخفف الزحام في الشوارع، وأيضاً رسوم السير على الطرقات التي تستحصل…
آراء
الإثنين ٢٤ فبراير ٢٠١٤
حين كان مجلس الأمن يقر وبالإجماع القرار 2139 المتعلق بالمساعدات الإنسانية إلى سورية كان الوضع في أوكرانيا يتدهور إلى درجة الإفلات من رقابة الكرملين. أغلب الظن أن موقف المندوب الروسي فيتالي تشوركين كان سيتغير لو أرجئ النقاش إلى الأيام التالية. من يتابع طريقة التفكير في مطبخ القرار في موسكو يدرك حجم ما جرى في كييف. لا يعتقد أفراد هذا المطبخ أن ما يحدث هناك هو سلسلة من ردود الفعل «البريئة» على سياسات حليفهم الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي انتهى النهار بإعلان عزله. يعتبرون ما جرى مؤامرة غربية حيكت بعناية لتوجيه صفعة إلى الدور الروسي الذي عاد بقوة إلى الساحة الدولية. يضاعف من إيلام هذه الصفعة أنها وجهت في الحديقة الخلفية وعلى حدود الاتحاد الروسي وفي بلد لا يزال الأسطول الروسي يرابط في بعض موانئه. ثم إن الصفعة موجهة إلى فلاديمير بوتين الذي كان يحتفل بأجمل أيامه عبر الألعاب الأولمبية في سوتشي. الرئيس الوافد من صفوف الـ «كي جي بي» لا يستطيع إلا أن يشم رائحة مؤامرة خصوصاً وأنه كان قاد شخصياً الصفقة الكبرى المكلفة التي دفعت يانوكوفيتش إلى إدارة ظهره للشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وخطوة يانوكوفيتش هذه كانت الشرارة المباشرة التي فجرت المواجهات. لا يستطيع بوتين التعامل مع أحداث أوكرانيا باعتبارها مجرد رغبة في إطاحة من تسميه المعارضة «الديكتاتور». ولا يستطيع…
آراء
الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤
نعود إلى شعار «الإسلام دين ودولة»، وإلى مقولة إنه «لا كهنوت في الإسلام». كلاهما يؤكد أن فصل الدين عن الدولة مناقض لروح الإسلام ونصوصه التأسيسية. هل هذا صحيح؟ أمام هذا التأكيد تبرز ثلاث نقاط تفرض نفسها فرضاً، وتتطلب التوقف عندها، والتأمل في دلالتها، وفي تبعاتها. النقطة الأولى أن الشعار أطلقته حركة «الإخوان المسلمين» في القرن الـ20، ولم يقل به أحد قبل ذلك، وهو بذلك يمثل موقفاً ورؤية تخص «الإخوان»، كونه تنظيماً سياسياً له مرجعية دينية، وجزءاً من الصراع السياسي في مصر. والحقيقة أن جملة «الإسلام دين ودولة» مكثفة ومعبرة وتستجيب تطلعات المسلمين وأشواقهم. هي شعار ذكي وله جاذبية قوية، لكنه يبقى شعاراً سياسياً مؤدلجاً أكثر منه خلاصة لتحليل علمي للتاريخ الاجتماعي والسياسي للإسلام. وربما أن الأهم من ذلك أن تجربة «الإخوان» بعد ثورة 25 يناير في مصر تنسف هذا الشعار من أساسه، ذلك أنهم قبلوا بمفهوم الدولة المدنية، وبمرجعية الدستور، وبالفصل بين السلطات، والتداول السلمي للسلطة. وعملياً، فإن قبولهم بهذه المبادئ هو تخلٍ عن الشعار ومقتضياته، وقبول بما تؤسس له تلك المبادئ، وهو فصل الدين عن الدولة، وأن الإسلام دين، لكنه ليس دولة بالضرورة. أما بالنسبة إلى عدم وجود كهنوت في الإسلام، فهو صحيح من حيث المبدأ والمنشأ. فالإسلام لم يتأسس، لا من الناحية المفهومية، ولا السياسية على مؤسسة دينية…
آراء
الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤
الذي أحاول توضيحه في هذه المقالة هو الفرق بين شركتين للتطوير العقاري في منطقتنا (الخليج)، ومحاولة إلقاء الضوء على العوامل التي ساعدت واحدة على النمو الهائل وهي الأصغر عمراً بما يزيد على 20 عاماً، بينما أبقت على الأخرى تراوح مكانها. الأولى هي الشركة العقارية السعودية «العقارية» التي أُسست في عام 1976 في مدينة الرياض، والأخرى هي شركة «إعمار» التي أُسست في عام 1997 في دبي في الإمارات. حاولت في بحثي أن أجد معلومات تشير إلى تطور الشركتين ومراحل القفزات التي مرت بهما. في هذا البحث لم أجد الكثير عن نشاط «العقارية» (760 موظفاً) غير تطويرها للمجمع التجاري في شارع الستين أولاً، ثم في منطقة العليا في الرياض والتوسع الذي حدث لهذا الموقع على مراحل عدة. هذا طبعاً إضافة إلى نشاطات متنوعة، منها المشروع السكني الصغير المجاور للمجمع وتملك بعض الأراضي ومن ثم بيعها ودخولها مساهماً في شركات عاملة عدة في المملكة. رأس المال المعلن لهذه الشركة 1.2 بليون ريال، مدفوعةً بالكامل وتملك الحكومة السعودية من ذلك 70 في المئة. أما مبيعاتها للعام الماضي فبلغت 258 مليون ريال وبأرباح صافية بلغت 156 مليون ريال، وهو هامش ربح مرتفع ربما بسبب صفقة غير عادية. لنعرّج إلى «إعمار» (420 موظفاً) التي بلغت مبيعاتها للعام الماضي أكثر من 10 بلايين، بصافي ربح بلغ 260…
آراء
الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤
«ومن دون شك، فإن طهران ستتعاون مع هذه الدول أيضا لتأمين المصالح الإيرانية قصيرة المدى وطويلة المدى، بنظرة واقعية ناتجة عن حسن الجوار ووضع مبادئ الشريعة الإسلامية والواقع الدولي في الاعتبار». ما أجمل هذه العبارة التي ختمتها دراسة مقدمة من مركز بحوث البرلمان بعنوان «سفر وزير الخارجية إلى دول الخليج: الأبعاد والتداعيات»، نشرت في وكالة أنباء «فارس» الإيرانية! فالمصالح التي يسعى النظام الإيراني لتحقيقها حق مشروع لا يختلف عليه أحد، والنظرة الواقعية المبنية على حسن الجوار ومبادئ الشريعة الإسلامية، تطرب لها الأذن الخليجية التي لا تفتأ قيادات وشعوب الخليج العربي تؤكدها. ويا ليت تلك الروح الإيجابية التي جاءت مع خاتمة هذه الدراسة انتشرت إيجابيتها على بقية تلك الدراسة. القارئ يتساءل: كيف هي إذن الروح التي عمت تلك الدراسة؟ الإجابة في السطور القادمة: بداية، تنتشر في إيران الكثير من المراكز البحثية؛ فمنها مراكز البحوث الخاصة، ومنها ما يكون ذا صلة مباشرة بالمؤسسات الحكومية للنظام الإيراني. فهناك مركز البحوث التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام، وهناك مراكز بحوث تابعة لـ«الحرس الثوري» وغيرها مما يسير على هذه الشاكلة. يأتي مركز البحوث التابع لمجلس الشورى الإسلامي في إيران (البرلمان) بوصفه أحد المراكز المهمة الذي يغذي البرلمان وغيره من مؤسسات النظام في إيران بالبحوث والدراسات التي تساعد على عملية صنع القرار. ونأتي هنا للإجابة عن تساؤل…
آراء
الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤
المتابع للخطاب الإعلامي الداخلي الصادر من الأجهزة الحكومية في الخليج، دون النزوح إلى التعميم المطلق، يجد أنه لا يركز على الرسائل التي تصل إلى الجماهير، بقدر ما يقدم صورة نمطية لخطاب تقليدي ثابت. خطاب «دفاعي» في الأزمات، وغير مقنع، عادة، للرأي العام. وهذا ما يخلق أزمة ثقة بينه وبين الجمهور الذي يبحث بالتالي عن بدائل. وتظل الرسائل التقليدية المطروحة والجهد المبذول يراوح في مكانه من دون فائدة. وتجد برنامج «الثامنة» للإعلامي داود الشريان على شاشة «mbc» وغيره من البرامج الخليجية المشابهة، زاخرا بالأمثلة الحية لنموذج ذلك المسؤول الحكومي الذي يداخل في قضايا البرنامج بدفاع مستميت وكأنه في جبهة حرب. إذن تكون الحالة تصديا دفاعيًّا لا أكثر. وأذكر أن قالت لي شخصية خليجية منذ مدة قريبة: «نحاول إيصال ما نود توضيحه للناس من خلال الإعلام، لكن يبدو الأمر وكأننا نتحدث إلى الفراغ!». نعم، هذا لأن الرسائل المقدمة هي على الأرجح رسائل علاقات عامة تقليدية، لم تبحث عما يقنع الناس قولا وفعلا، ولم تواكب التطورات، ولم تقرأ المعاصرة بصيغة جيدة. وبالتالي لا تؤثر في الجمهور. رغم تقدم أدوات الإعلام ونمو أفكار المجتمعات الخليجية، تلك المتجددة بفورة شبابها المتعلم الذي تزيد نسبته على ثلثيها، تجد أن لغة وأسلوب ونظام الفكر الإعلامي الحكومي لا يتحدث بخطاب مقنع عملي حديث؛ لذا نجد أن وسائل الإعلام…
آراء
الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤
في نظر البعض صدام لم يغزُ إيران إبان حكم الخميني إلا بتوريط خارجي له، ولم يغزُ الكويت إلا بإيحاء من سفيرة أميركا في بغداد. وفي نظر البعض أيضا أن ثورة الليبيين ضد القذافي فعل أجنبي، وكذلك إسقاط مبارك مصر مؤامرة، وأن «الإخوان» وصلوا بترتيب أميركي، و«الإخوان» يعتقدون أن السيسي انقلب عليهم بتآمر غربي، والنظام السوري يردد منذ ثلاث سنوات أن الغرب وراء الثورة عليه، والثوار يصرون على أن هناك مؤامرة لمحاصرة ثورتهم من أجل الإبقاء على الأسد. الصديق الأستاذ إياد أبو شقرا، كتب في هذه الجريدة قبل أيام أنه آن الأوان أن نعترف بوجود مؤامرات تدبر وراء ما يقع في منطقتنا. والزميل إياد ليس الأول الذي يرى متآمرا خلف كل أزمة، بل هذا هو الرأي الشائع منذ عقود في محيط المثقفين وعززته أدبيات شاعت في الستينات والسبعينات، مثل كتاب «لعبة الأمم» لمؤلفه مايلز كوبلاند. وأنا لا أريد أن أنفي تماما نظرية المؤامرة، لأن جزءا من نشاط الأجهزة الأمنية والسياسية السرية الإقليمية والدولية تغيير الأوضاع لصالح دولها، إنما هناك الكثير من المبالغة في قراءة التاريخ المعاصر وفق هذه النظرية. ويوجد خلط كبير بين استغلال الأحداث للدفع لها أو تغيير اتجاهاتها، وبين طبخ الأحداث نفسها. مثلا سقوط شاه إيران في عام 1979 كان شبه حتمي نتيجة لاضطراب الأوضاع في طهران، الغرب فضل…
آراء
الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤
أتاحت لي الدعوة الكريمة من الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني السعودي للمشاركة في مهرجان الجنادرية، الفرصة للقاء عدد من كبار المفكرين والأدباء والساسة العرب، وكما هو الحال في كل لقاء يجمع عرب «الربيع» مع أشقائهم تتوالى الأسئلة والاستفسارات والتعبير عن القلق والخوف وشيء من الحزن على مآلاته، ولم أسمع كلمات الإعجاب التي يتوهمها الإعلام الرسمي في العواصم المنهمكة بلملمة جراحاتها وانهياراتها المتتابعة، ثم تواصل الحديث عن «ربيع» اليمن في جدة في لقاء رتبه الدكتور زيد الفضيل جمعني ورئيس الوزراء اليمني السابق حيدر العطاس مع أدباء ومفكرين من المملكة، وكان حاضر اليمن ومستقبله محور الجلسة وفيها قدم الرئيس العطاس لمحة تاريخية لمراحل تحقيق الوحدة اليمنية وأسباب فشلها، وتحدثت عن الفترات التي سبقت بدء مؤتمر الحوار الوطني وكيف تحول المدعوون إلى كومبارس صاروا شهودا على وثيقة تقسيم اليمن التي شاركهم السيد جمال بنعمر، الذي يظن نفسه آمرا وناهيا لكل ما يدور في الساحة السياسية، بالصمت على طريقة إقرارها بل زاد أن رحب بها واعتبرها منجزا تاريخيا. كان محيرا لكل من التقيتهم المعايير التي اعتمدتها اللجنة التي شكلها الرئيس هادي لتوزيع المناطق اليمنية إلى أقاليم، وكان مفاجئا لي أن الكثير من الساسة والإعلاميين أبدوا تأييدهم للفكرة لكن سرعان ما أدركوا أنها تمت دون دراسة جادة وشكلت هروبا…
آراء
الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤
في القرن السادس عشر الميلادي استخدم أجدادنا التقطير، وذلك بتشجيعٍ من العلماء الكيميائيين العرب، ليصبحوا أول من خاضوا هذا المجال واستفادوا من ممارسته. والآن وبعد مرور خمسمئة عام، يعود الإنسان المتحضر ليرتقي بجودة حياته من جديد، طالباً "الاتزان" ليصبح التوازن همّه ومطمحه في هذه الأرض المرتبطة بالكون.. هذا الكون الذي أصبح بحاجة إلى تنقية، بعد أن صار ممتلئاً بالكربون الملوث. السماء العالية أبدية وتحاكي الامتداد إلى كل الجهات، ونحن كوننا بشراً نحارب أنفسنا بلا جدوى، أليس الأجدى خوض حروبنا ضد المناخ الضار والاحتباس الحراري، لننهي من الوجود عدونا الأكبر الكربون الضار المسبب للتلوث وتغيير المناخ؟! كم هي جميلة الحروب القائمة من أجل البيئة! والأجمل مبادرة السلام مع الطبيعة، من رياحٍ ومياهٍ وشمس، عاقدين العزم لبناء علاقات صادقة مع هذا الضياء المشرق والمذهل في منطقتنا، التي تُعد نعمة ولا يجب التذمر منها. نأخذ هذا الفائض من الحرارة العالية والنور للتخزين والاستفادة، وكذلك من طاقة مياهنا في هذا الخليج المتلألئ، حيث المد والجزر، الذي بلا نهاية، فلولا هذه الطاقة لانتهينا من الظمأ. كم سعدتُ مؤخراً برؤية الألواح المخزنة لضوء النهار في كل مكان، لقد بدأ الوعي بالتخزين لا بالهدر، إذاً هي بداية ملموسة، والدليل على هذا الوعي هو الاستفادة من أفضل الممارسات والآليات الفعالة لتخزين الطاقة، سواء الحرارة أو الماء، لجعل هذا…
آراء
السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤
أوكرانيا على أبواب حرب أهلية، الأوضاع هناك أسوأ من احتجاجات وحرائق، والانقسام أعمق من خلاف سياسي بين حكومة منتخبة ومعارضة تريد إسقاطها، والقضية أكبر من اتجاه يريدها باقية ضمن المحور الروسي، وآخر يتطلع غرباً نحو أوروبا. إنه انقسام وصل حتى العظم قد يقسم هذه الديموقراطية الناشئة عرقياً ودينياً. الصور من هناك تذكرنا بما رأينا في ميادين «الربيع العربي» مضاعفاً مرات عدة، ولكن من دون تلك الأرقام المهولة للقتلى التي تعودنا عليها في عالمنا. إنهم مذهولون أمام العدد المتزايد للقتلى الذي قد يصل إلى 80 قتيلاً مع نشر هذه المقالة، غير أن هذا الرقم الذي صدمهم وصدم الأوروبيين لا يزال بعيداً من أرقامنا القياسية في كل يوم، فلماذا؟ إنه التزامهم بمعايير «حقوق الإنسان العالمية» التي لا تجيز استباحة الدماء في صراعات الأهل والوطن الواحد، أما نحن فلا نزال نعتقد بجواز استباحتها من باب الضرورة لسلامة المجتمع والأمن العام، يجب أن نعترف بأن بعضاً من «الحجاج بن يوسف الثقفي» لا يزال يعيش في السياسي العربي، بل حتى المثقف والداعية والكاتب والمعلم العربي، مستعد أن يقبل «التضحية بشوية لأجل الباقي يعيش» كما قال الرئيس المصري المعزول محمد مرسي خلال إطلاق مبادرة لحماية حقوق المرأة المصرية! استشهدتُ بمرسي من دون غيره لسببين، أولهما أننا دخلنا في زمن ننتقي مَن ننتقد ونسكت عن آخرين، ومرسي…