آراء

آراء

الصراع في آسيا… إلى أين؟

السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤

منذ انتهاء حرب فيتنام عام 1975، ورغم وجود بؤر توتر ساخنة على صعيد العلاقات الدولية في شرق آسيا فإن المنطقة حظيت بهدوء على صعيد علاقات الدول ببعضها بعضا ولم تشهد حروباً ساخنة أو توترات حقيقية. لكن في الآونة الأخيرة بدأت مظاهر الصراع الساخن تطل برأسها تدريجياً، فخلال الثلاث عشرة سنة الماضية منذ بداية القرن الحادي والعشرين لم تعد آسياً بحاجة إلى الهدوء فقط، ولكن الهدوء ذاته أصبح بالنسبة لدولها مسألة مستقبل. استقرار العلاقات بين الدول الآسيوية يعد مؤشراً على بزوغ نمط جديد من العلاقات الأكثر تطلعاً نحو مستقبل مشرق تكون فيه الدول قادرة على التنافس لكسب عقول وأفئدة أعضاء المجتمع الدولي الآخرين عبر الإقناع والتعاون المشترك وتبادل المصالح الحقيقية عبر الوسائل السلمية. العلاقات الهادئة كانت مظهراً شائعاً بين دول آسيا لأن كبارها كانوا حريصين على ذلك، فالصين كانت تعمل على نهوضها السلمي، واليابان كانت تروج نفسها كقطر محبوب وقادر وذكي، وكوريا الجنوبية كانت تنشر مبادئ المد الاقتصادي الكوري الذي اكتسح الأسواق الآسيوية بسرعة رهيبة. كان إعلام أولئك الآسيويين الكبار يركز على الهدوء والسلام العالمي واحترام الدول لسيادة بعضها والتبادل التجاري والاقتصادي الذي يحقق مصالح الجميع. وعملت مراكز البحث على مناقشته وتقديم مشاريع متكاملة حول أهمية العلاقات السلمية بين دول المنطقة. وقام الباحثون ودور النشر بإصدار الأدبيات المتنوعة التي تخاطب السياسيين…

آراء

هل أزمة الإسكان أكبر منّا؟

السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤

هل صحيحٌ أنّ وزارة الإسكان استنفدتْ كل طاقتها حتى الآن، لتقف عاجزةً أمام حل أزمة الإسكان في بلادنا؟ هل اكتشفَ مجلس الشورى للتو المفاجأة، حينما أعلن أحد أعضائه عن أنّ "لديه إحصاءات موثوق بها تقول إنَّ 73 في المائة من السعوديين لا يملكون مسكناً، وإنّ نحو 30 في المائة يقطنون في مساكن غير لائقة"؟ وكيف نوفّق بين هذه النسب المفجعة، وبين ما سبق أن صرّح به وزير الاقتصاد والتخطيط قبل أقل من عام، حينما ذكر أن نسبة تملّك المواطنين لمساكنهم تصل إلى 61 في المائة؟ أليس ملفتاً هذا التضارب الكبير بين تصريح تلك الإحصاءات؟ ألا يؤكد ذلك خطورة ما سبق الحديث عنه في أكثر من مقامٍ، حول التضارب المستمر في المؤشرات الاقتصادية لدينا، كتبتُ عنه هنا في "الاقتصادية" عدد 7415 قبل أقل من شهرٍ "مخاطر التأخير والتضليل في نشر البيانات الاقتصادية"؟ أليستْ هذه أزمةٌ أخرى، أنْ تفتقر الأجهزة المعنيّة إلى الإحصاءات الدقيقة اللازمة لأداء مهامها ومسؤولياتها؟ وكيف لها أن تنجح في ذلك وهي على هذا الحال المجهول المعالم؟ أخيراً وليس آخراً؛ من يا تُرى يدفع ثمن هذا كلّه غير المواطن وأسرته؟ غريبٌ وقوفنا على هذا النّحو من العجز! يأتي مصدْر هذا الاستغراب من عدة اعتبارات؛ أولها: تمتّع اقتصادنا بالموارد المالية الهائلة، التي يمكن بالاعتماد عليها إطفاء فتيل كل تلك التحديات…

آراء

امتحان الهوية

السبت ٢٢ فبراير ٢٠١٤

كنتُ أمشي في مركز تجاري لابساً قميصاً وبنطال جينز، فأرسل لي أحدهم في المساء رسالة عبر البريد الإلكتروني يقول فيها: «رأيتك اليوم في المركز الفلاني، ولأني أحبك فإني أريد أن أنصحك: لا تُفرّط بهويتك الوطنية!» تساءلتُ بيني وبين نفسي: وهل الهوية زي نلبسه؟ ولو حضرتَ فعالية تراثية في أي بلد خليجي، فسترى عجائز يرتدين «الزي الوطني» ويعكفن على عجن وطبخ وجبات محلية طوال اليوم، إلى جانب بعض كبار السن الآخرين الذين يعمل بعضهم في مشغل للأدوات البرية، ويعمل آخرون في مشغل للأدوات البحرية. ولا يخلو المكان من استعراضات وأهازيج شعبية محاطة ببعض الجِمال والصقور، ثم يُطلَق على هذا التجمع اسم «القرية التراثية». وعندما يزورنا السيّاح، فإنهم إلى جانب حضورهم لهذه الفعاليات فإنهم يذهبون في رحلة «سفاري» إلى الصحراء، تنتهي بعشاء فاخر بين الكثبان الرملية، أو ربما يقضون وقتاً على ظهر مركب صيد يصطادون فيه أسماكاً ويرمونها لطبّاخ غير مواطن ليشويها وهو يُغني أغاني بلاده، ولكنه يرتدي الزي الوطني! ثم يعود السائح إلى بلده وهو سعيد بتعرفه إلى ثقافة بلدنا (والحديث هنا عن دول الخليج بصفة عامة). «لا تُفرّط بهويتك الوطنية!» كلما فكرّت فيها أحاول أن أفهم ماذا تعني؟ هل هويتنا فيما نأكل؟ أو فيما نلبس؟ أو في طريقة حديثنا؟ أو في أكلاتنا الشعبية؟ أو في أهازيجنا التراثية؟ وبينما أنا في…

آراء

استثمر في السعودية

الجمعة ٢١ فبراير ٢٠١٤

نقلت «الحياة» هذا الأسبوع خبراً عن تطلع الصندوق السيادي النروجي للاستثمار عندنا. وبحسب تصريح القائم بالأعمال السعودي لدى النروج خالد بن عبدالله الفاضل، فإن وفداً من الصندوق السيادي النروجي سيقوم بزيارة إلى السعودية خلال آذار (مارس) المقبل، لبحث فرص الاستثمار في المملكة. مؤكداً «أن المسؤولين النروجيين أعربوا عن تطلع صندوقهم السيادي إلى الاستثمار في السعودية، وبخاصة في أسواق الأوراق المالية مثل الأسهم والسندات الحكومية، إضافة إلى السوق العقارية». تذكرت، بعد قراءة الخبر، ما يشبه الطرفة. ففي عام 2009 - على ما أذكر - نظمت إحدى شركات السمسرة عندنا مؤتمراً في بورصة لندن باسم «اليوم السعودي لأسواق المال»، افتتحه رئيس الهيئة السابق الدكتور عبدالرحمن التويجري. وذهبت بصحبة أحد الأصدقاء الأجانب، وهو شخص ظريف وخفيف الدم، وبينما أنا مندمج أشرح له مزايا الاستثمار في سوقنا المالية، قاطعني قائلاً: «هل يمكن لي الاستثمار في سوقكم»؟ أجبته لا طبعاً، فسوقنا مقتصرة على المواطنين والمقيمين داخل البلد. رد ضاحكاً: Abdullah, It`s better to have some coffee. وهو ما يعني ضمناً، بما أن سوقكم مغلقة في وجوهنا، لماذا تأتون إلى لندن وتعرضون فرص الاستثمار الرائعة في سوقكم عندنا؟ اعتقد أن ما سيقوله وفد الصندوق السيادي النروجي حينما يزورنا الشهر المقبل لن يكون أكثر من It`s better to have some coffee، حينما يعلمون أن سوقنا المالية مقفلة…

آراء

نقاش حول مصطلح «الإسلام السياسي»

الجمعة ٢١ فبراير ٢٠١٤

معالي الشيخ صالح بن حميد عالمٌ جليلٌ، وصاحب عنايةٍ ومسؤوليةٍ في قضايا الشأن العام. وقد قرأتُ له واستمعتُ إليه في مناسباتٍ متعددة، وتملكني دائما إحساسٌ بالاحترام والتقدير للدقة والبصيرة اللتين يتميز بهما في تصريحاته ومقالاته. ومن أجل ذلك كلّه رأيتُ أن أُناقشه في ورقته العلمية الأخيرة بالجنادرية عن الإسلام السياسي والسلفية ومقولة الإسلام دين ودولة. والذي أرجوه أن يتّسع صدره لاختلافي معه. ولولا حساسيةُ الموضوع وأهميته في هذه الظروف وكل الظروف، لما كلّفتُهُ هذه المشقة، لكنه الحرصُ من جانب كل الغيورين على الدين والأمة والدولة، والذي يدفعنا جميعا إلى ركوب هذا المركب الصعب! يرى معالي الشيخ أنه لا معنى لمصطلح الإسلام السياسي، وقد اخترعه الأجانب للإساءة إلى الإسلام. وأنا أقرأ في «سياسيات الإسلام المعاصر» باللغات الحية، منذ ثلاثين عاما، ولي كتابٌ بهذا العنوان صدر عام 1997. ولا أعرف بالفعل مَنْ أول مَن استخدم مصطلح أو تعبير الإسلام السياسي في مطالع السبعينات من القرن العشرين الذي مضى ولم تنقض مصائبه على العرب والمسلمين. والعبرة - كما يقول الأصوليون – بالمعاني لا بالألفاظ والمباني، بمعنى أنني لستُ مصرا على استخدامه، ويمكن استبداله بأي تعبيرٍ آخَر مُشابه يؤدّي المعنى المقصود منه، لأنه لا مشاحة في الاصطلاح من جهة، ولأنه ليس من الضروري اتّباع ما يقترحه الباحثون أو الاستراتيجيون الغربيون علينا. وقد قضيتُ سنواتٍ…

آراء

قراءة الصراع

الجمعة ٢١ فبراير ٢٠١٤

من يريد أن يعرف إلى أين بلغت الأكاذيب الإسرائيلية حول اتفاق الإطار الذي يتم التفاوض عليه حالياً تحت وساطة أميركية، يجدر به أن يقرأ بعناية المقال الذي كتبه الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي في صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية الصادرة بتاريخ 2014/2/13 وأن يركز ببصيرة على ما جاء بين السطور والأجزاء المهمة فيه. فقد كان الكاتب واضحاً في تفسيراته حول ما سوف تنتهي إليه المفاوضات الجارية حالياً بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ حسب قوله فإن كيري ليس وسيطاً نزيهاً والولايات المتحدة لا يمكن أن تكون محايدة بين الطرفين. ويضيف الكاتب موضحاً: «إن اسم اللعبة التي تجري في الساحة السياسية الآن، هي استغلال ضعف السلطة الفلسطينية، فحينما يناضل العالم العربي أنظمة حكمه والعالم الغربي تعب من الصراع الذي لا نهاية له، أصبح الفلسطينيون يقفون وحدهم في مواجهة مصيرهم، وتحاول أميركا أن تركعهم وتجعلهم يستسلمون، فإذا نجحت فسيكون ذلك بكاءً لأجيال طويلة». ثم يكمل الحديث في استشرافه للواقع السياسي الذي ستكون عليه القضية الفلسطينية بعد التوقيع على الاتفاق الإطار الذي يدفع الأميركيين نحوه: «إذا نجح كيري في جهوده ووقع الفلسطينيون على كتاب الاستسلام، فسيبقى 80 في المئة من المستوطنين في مواقعهم ولن تقسم القدس في الحقيقة، ولن تقسم إلى درجة أن تُجعل عاصمتين، وسيبقى غور الأردن مع إسرائيل مستأجراً أو مستعاراً، وستكون الدولة الفلسطينية الوهمية منزوعة…

آراء

1971 تاريخ نشأة الدولة لا الإمارات!

الجمعة ٢١ فبراير ٢٠١٤

عند تقديمه للحديث عن مبادرة 1971 تطرّق الدكتور عبدالله الريس، مدير مركز الوثائق والبحوث، إلى تاريخ الإمارات، مشيراً إلى أن هناك دلالات وآثاراً ووثائق تدل على وجود حياة وحضارة في الإمارات تعود إلى أكثر من 5000 سنة، والمركز يحتفظ بكثير من الوثائق تعود إلى مئات السنين، بعد أن بُذلت جهود كبيرة للحصول عليها من دول مثل البرتغال وإسبانيا والهند ومختلف دول أوروبا، نظراً لوصول المستعمرين البرتغاليين والأوروبيين إلى هنا في فترة مبكرة جداً! كثيرون، ومنهم مواطنون، يربطون تاريخ الإمارات بنشوء الدولة في عام 1971، وكثيرون، ومنهم مواطنون، لا يعرفون الكثير عن الحضارات والآثار التي وُجدت وتعود إلى آلاف السنين، كما أن كثيرين لا يعرفون شيئاً عن الإمارات قبل عام 1971، وهنا تكمن أهمية المبادرة التي أطلقها ويرعاها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والتي تهدف إلى نشر الوعي المعلوماتي والثقافي والتوثيقي للجيل الحالي والأجيال المقبلة، من خلال مسابقات وفعاليات وأنشطة في مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لنشر معلومات عن طريق تشجيع الناس على البحث تتركز جلّها حول تاريخ الإمارات القديم والحديث، وصولاً إلى عام الاتحاد وإشهار الدولة 1971. شخصياً لم أكن أعرف شيئاً عن نشاط الفينيقيين في الإمارات، ولم أكن أعرف أنهم وثّقوا أبوظبي في وثائقهم، بعد أن اكتشفوا أن اللؤلؤ فيها هو…

آراء

سامي الجابر.. وتوضيح «أبويمن»

الخميس ٢٠ فبراير ٢٠١٤

نعود للحديث عن قضية سامي الجابر، مرة أخرى وأخيرة، مع إغلاق ملف الموضوع، بهدف توضيح نقطة مهمة فهمت بشكل خاطئ وتم تداولها على نطاق واسع بين فئة من جمهور «المتصدين»، الذين استغربوا من مدرب الهلال السعودي اعتباره لفظ «أبويمن» إساءة له، وتهديده بمقاضاة قناة العربية التي أوردت فيديو المشجع المسيء، وبعدها اعتذرت عن الخطأ. وتساءلت الجماهير: ما العيب في مناداة سامي بلفظ «أبويمن»؟ ولماذا اعتبر الجابر ذلك إساءة له وهدد باللجوء إلى القضاء؟ وهنا لا أدافع عن سامي الجابر، لكنني أتحدث بتجرد وحياد دون تغليب طرف على آخر، وهدفنا فقط تقديم الرأي الذي يثري الساحة الرياضية المحلية والخليجية، ويعطي المعلومة المفيدة والغنية للقارئ بشكل يحترم عقله كقادر على التحليل والاستنتاج، وإفراز «الخبيث من الطيب». كان اعتراض سامي في بيانه على مغزى الإساءة وليس المعنى اللفظي في كلمة «أبويمن» التي تعبّر عن بلد عربي شقيق يكن له الجميع كل التقدير والاحترام، وهو المنبت الذي تعود إليه معظم سلالات العائلات العربية، إذ حاول بعض محاربي «أسطورة السعودية» خلط الأمور وجرّها الى أشياء تزيد من تورطه وتشتت تركيزه عن الدوري كمنافس رئيس للنصر، ثم يبتعد التركيز عن الإساءة الحقيقية التي وردت في المعنى الضمني المقصود وهو «العنصرية»، إذ لا يجوز بأي حال من الأحوال ان تصدر أي جهة لفظاً يجرد لاعباً بهذا الحجم…

آراء

بادر .. لأنك قادر

الخميس ٢٠ فبراير ٢٠١٤

المشاريع الشبابية هي عنوان المرحلة ، يبدو أن شباب اليوم باتوا يطرقون أبواب مختلفة يحاولون من خلالها بلورة رؤاهم وتطبيق أفكارهم وتحقيق تطلعاتهم حول المشاركة المجتمعية ، وحين يجد هؤلاء الشباب بيئة عمل محفزة ورعاية مؤسسية حكيمة تؤمن بفكرهم وتشد من أزرهم فإن مشاريعهم هنا تكون قد حققت الشرط الأول على قائمة شروط النجاح. خلال الأسابيع الماضية طرحت مجموعة من طالبات كلية الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات مشروع تخرج يهدف في إطاره العام إلى تشجيع ذوي الإعاقة من المهتمين بمجال الإعلام، وذلك لدعم مواهبهم وتطويرها، وبالتالي دمجهم في حقل العمل الإعلامي. ما كنت أنا المقيم في أقصى غرب القارة العجوز لأعرف عن مبادرتهن الطموحة لولا نجاحهن المشهود في التسويق لها عبر منصات الإعلام الجديد ، كان توظيف لانا حسين وزميلاتها لثلاثية تويتر فيس بوك وانستجرام كفيلاً بالسفر نيابة عنهن لإيصال رسالتهن كما أردن لها أن تصل ، تم تتويج ذلك لاحقاً بأحقيتهن للفوز بالمركز الأول لأفضل حملة إعلانية تمهيداً لإطلاق مبادرة : بادر لأنك قادر . أما لماذا أكتب هنا عن هذه المبادرة تحديداً فذلك عائدٌ لسببين : الأول هو أنني شعرت لوهلة بأنه لم يكن كافياً مجرد تدويري لتغريدة تحتوي على فيديو خاص يلخص فكرة المبادرة ، فهي بحاجة إلى تسليط الضوء بشكل أوسع وأكبر . أما السبب الثاني…

آراء

بعض شيبان «تويتر»

الخميس ٢٠ فبراير ٢٠١٤

هناك صور إيجابية كثيرة من حولنا. لكن البعض يستغرقه الخوض في السلبي، حتى إنك تخشى أن تصيبك عدوى الإحباط. وهذه ظاهرة أتفهمها كثيرا من بعض الشباب المندفع، الذي يعيش فورة الحماس، ولكني أستنكرها من بعض شيبان “تويتر” الذين يعيشون تناقضات الماضي والحاضر، ومع ذلك يصر البعض منهم على أن تتلبسه صورة مخالفة لصورته في الواقع. هؤلاء يتعاملون مع بعض الصور والأخبار، كما تتعامل الفتيات الصغيرات مع قصص ساندريلا. هم يقومون بتجميع صور مختلفة من هنا وهناك، ثم يعمدون إلى إعادة إنتاجها باعتبارها تمثل منتهى المنى والأمل. ولكنهم يخدعون أنفسهـــم، ويضحكـــون علـــــى سواهم. فلا يمكن أن تتحدث عن جزء من صورة في لندن وأخرى في باريس وثالثة في جنيف... إلخ. ثم تضع هذه الصور في باقة أمنياتك لمدينتك المتخيلة. لا يمكن عقلا أن تثني على الأنهار وتتطلع إلى أن يكون لديك نهر يشق عباب هذه الصحراء. هنــــاك أمنيــــات مجتـــزأة، يصوغها البعض باعتبارها تعكس مظهرا متقدما، لكنهم في واقع الحال لا يؤمنون بهذا الواقع ولا يمكن أن يمارسوه أبدا. صحيح أنهـــــم لا يتوقفــون أبدا عن الثناء على هذه المدينة القريبة أو البعيدة. ولكن لو أعدت فتح الموضوع الذي يثني عليه مرة أخرى لوجدته لا يؤيد استيراد الفكرة. هو يثني على الظاهرة مجتزأة، ويرفضها عنـدمــــا تصــطبـــغ بالصبغة الاجتماعية المحلية. والحقيقة أن بعض الأمور…

آراء

مدرسة إيتون

الخميس ٢٠ فبراير ٢٠١٤

حلم كل أب بريطاني أن يدخل ابنه إلى مدرسة إيتون، فهذه المدرسة هي باب المستقبل المشرق لأي فتى، تخرج فيها نحو 19 رئيس وزراء بريطاني حتى اليوم وآخرهم الرئيس الحالي ديفيد كاميرون، فضلاً عن أهم السياسيين في المملكة المتحدة، وعدد كبير من الباحثين والعلماء، الذين حصلوا على جوائز نوبل في فروعها المختلفة. إيتون، مدرسة داخلية عامة تقع في منطقة إيتون، بالقرب من وندسور في إنجلترا. يدرس فيها نحو 1300 طالب تراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً. هي إحدى المدارس الأربع فقط المخصّصة للأولاد وغير المختلطة في إنجلترا، والثلاث المتبقية هي: وينشستر، وهارو، ورادلي. يبلغ عدد أعضاء هيئة تدريسها نحو 160 معلماً من حملة الماجستير والدرجات العليا. ويتابع معظم خريجي إيتون دراستهم الجامعية في كامبريدج أو أكسفورد إثر مستواهم العلمي والثقافي المتميز مقارنة بغيرهم. تعتمد المدرسة على برنامج تعليمي مكثف في الرياضيات والأدب والفنون والفلسفة واللغة. يخضع الطلاب إلى اختبارات قدرات مبكرة تساعد معلميهم على التركيز على نقاط القوة والضعف وتطويرها بشكل مكثف؛ كل على حدة. فلكل طالب برنامج يختلف تماماً عن رفيقه؛ نظراً لتباين القدرات بينهما. لكن أغلبهم يتخرجون وكل منهم يتمتع بنقاط قوة تساعده على التألق على نحو استثنائي وملموس. يتمتع الطالب في إيتون بامتيازات خاصة. يلتقي بعالِمه المفضل أو السياسي الذي يتابعه بشغف في لقاء شخصي توفره إدارة…

آراء

«لاليه لابوكو»!

الخميس ٢٠ فبراير ٢٠١٤

وهو في الـ15 من عمره تقريباً، رأى «لاليه» أحدَ كبار قريته ينتزع طفلاً من حضن أمه وهي تبكي، فسأل أمه عن السبب؟ قالت: إنّ القبيلة تقتل أي طفل يُنْعَتُ بـ«مينغي» ولقبُ «مينغي» معناه «ملاعين»! لا يعرف لاليه لابوكو الكثير عن نفسه، ولا عن مولده؛ لأن قبيلته التي تسكن وادي أومو في إثيوبيا لا تحتفظ بأية سجلات مكتوبة، لكنه يُخَمّن أنه ولد بداية الثمانينات من القرن الماضي. تلك الحادثة التي عاشها ـ في سن مبكرة من عمره ـ أيقظت في نفسه سلسة من التساؤلات حول هذه المعتقدات الدموية، فكل من تنمو أسنانه العلوية قبل السفلية هو طفل ملعون! وكل من يولد لأبوين من دون «موافقة إنجاب» من كبار القبيلة فهو ملعون! وكل من يولد خارج إطار الزواج فهو ملعون! أي: «مينغي» يجب قتله! في عام 2008 توقفتْ كل هذه التساؤلات وبدأ تحقيق الحلم، يقول لاليه: قابلتُ وجهاء القرية، وقلت لهم: أنتم تظنون أن هؤلاء الأطفال الـ «مينغي» ملعونون ويسببون المجاعة والأوبئة، فهلا أعطيتموني أحدهم، لعل لعنته تحل بي! وافق بعضهم ورفض الآخر، ومن هنا كانت انطلاقة منظمة «لابوكو لأطفال أومو». أنقذ لابوكو حتى الآن 37 طفلاً تراوح أعمارهم بين عام و11 عاماً، وهم يعيشون في بيت شيده بمساعدة من مصور فوتوغرافي وصانع أفلام من كاليفورنيا يُدعى جون روو. ومن ثمار هذا…