آراء

آراء

«راونا ضروسك..!!»

الخميس ٢٠ فبراير ٢٠١٤

ليس هناك أجمل من أن تتلقى ذلك الاتصال من «الأهل» السلام عليكم بوفلان شو أخباركم لا ترجع اليوم بدري عندنا ناس في البيت! قليل من الحرية أخيراً، أهذا فعلاً ما أحس به المصريون في 25 يناير؟! بالطبع تفهم من الاتصال أن هناك من يجلس بجوارها طالما أن الاتصال لم يبدأ بجملة تعال شوف «عيالك»! فمن نافلة القول بأنهم «عيالك» حينما يتعلق الأمر بمشكلاتهم أو ضراباتهم أو مصيبة اقترفوها في الفريج، ولكنهم يصبحون فجأة «عيالي» حينما يحصل أحدهم على درجة ما أو ينجز منجزاً جميلاً أو ينهي حفظ جزء في حلقة التحفيظ! المهم أنك اليوم حر، تفهم معنى الحرية، لا ترجع اليوم بدري، تعود إليك دماء الأيام الجميلة، تبدأ بتجهيز لائحة في ذهنك للربع الذين ستتصل بهم بمجرد إغلاق الهاتف مع «الأهل»، السهيرة منهم فلان الذي تعتقد زوجته بأنه «زام»، بينما هو «تحت الحزام»، وفلان الذي لم يتزوج بعد لأسباب يجهلها الجميع، كان يحب وحدة وماتت، ما فيه حيل، مربوط ، وفلان الذي تسكن عائلته في إمارة أخرى، تقوم في ذهنك أيضاً بتجهيز خارطة الطريق، المقهى، السينما، بحر الخان، العودة إلى المنزل بعد إرسال رسالة نصية لبرنامج «أمل وألم»، وبذلك تشعر بأنك اختتمت يومك بطاعة قد تمسح ما حصل فيه! ما الأمر؟! لمَ لا يعجب البعض حسن الظن، شق تمرة قد…

آراء

الصوت وطن.. “كيفو” نموذجا

الخميس ٢٠ فبراير ٢٠١٤

حمل الموسيقي والمطرب السوري "إبراهيم كيفو" صوته الأصيل وارتحل به في كثير من الدول العربية والأوروبية حتى أصبح علامة فارقة في مهرجان مورغن لاند الألماني. ومن يعرف "كيفو" عن قرب يدرك مدى إخلاصه للفن الأصيل وللتراث الموسيقي لمنطقته، ولعل ذلك من أسرار نجاحه الباهر على المستوى الأوروبي، بالإضافة إلى الوجه المشرق الذي قدمه في مهرجان بيت الدين في لبنان وغيرها من المهرجانات والسهرات الفنية مثل "الكرين" الكويتي، ومسرح ملتقى أسرة جامعة الإمارات في العين. في ثمانينات القرن العشرين أيام الدراسة في جامعة حلب، كثيرا ما تحاورت مع "إبراهيم كيفو" - الذي كان صديقا وأخا - حول من يتكسبون عبر الهبوط بالفن إلى سوية منخفضة من الذائقة، وكان يرفض ذلك حتى لو عرضت عليه الملايين - على حد تعبيره -، مؤكدا أن الفن رسالة. والجميل فيه أنه أصر على موقفه بعد أن كبرنا، وصبر حتى صار يقطف ثمار إخلاصه في السنوات الأخيرة. تمكن "كيفو" في حفلاته الموسيقية الراقية من توظيف الإرث الموسيقي الهائل لمنطقة الجزيرة السورية، التي يعشقها ويتقن لغاتها كالعربية والسريانية والكردية والأرمنية والمردلية والآشورية، ولأنه "موسوعة" في موسيقى ومقامات وإيقاعات الشرق فقد ارتقى بالأداء والتوزيع الموسيقي حتى قطع مسافات يحلم بما هو أبعد منها. ففي آخر مهرجانات بيت الدين عزف "كيفو" مع الفرقة الموسيقية المرافقة بإبداع، وغنى بست لغات…

آراء

أنا أبحث عن وظيفة !

الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠١٤

توظيف، معرض التوظيف الرائد في أبوظبي كما يقول الموقع الخاص به، يوفر 6000 وظيفة هذا العام. إذاً، ودون أخذ عوامل أخرى بعين الاعتبار، فإن معرض توظيف يمكنه حل مشكلة البطالة في غضون السنوات القليلة القادمة. نكتة سيئة. المثير للاهتمام في معرض توظيف هذه السنة هو أن الشركة التي عرضت غالبية الوظائف هي نفس الشركة التي اضطررت بسبب سوء عملية التوظيف لديهم إلى استخدام "الواسطة" لتتم دراسة الطلب الخاص بي. وبعد أن تم البت في الطلب، اتصل بي أحد موظفي الموارد البشرية ليخبرني بأنه سيتصل بي بعد أسبوعين أو ثلاثة لتحديد موعد للمقابلة. لم يقم أياً منهم بالاتصال، ولم يجب أحد على اتصالاتي. شركة أخرى، موجودة أيضاً كعادتها في معرض توظيف، أرسلت منذ مدة أحد موظفيها لاستقطاب أشخاص متخصصين في مجالي المالية والاستثمار. وبعد شهر من إرسال السيرة الذاتية، أرسلت لي الشركة رسالة إلكترونية آلية لإخباري بوجود أشخاص آخرين بكفاءات تتناسب أكثر مع متطلبات الشركة. وللعلم، فإن الشركة بعدها قامت بتوظيف مهندسين ومن ثمَّ إرسالهم للتحضير لامتحان ال CFA. بطء آلية التوظيف أو حتى عدم وجود آلية منظمة للتوظيف، بطء التطور أو النمو الوظيفي، العمل لسنوات طويلة قبل إمكانية الحصول على ترقية إن حصلت عليها، ونظام تقييم الموظفين من 1 إلى 4 في القطاع الحكومي وشبه الحكومي – هي كلها دلائل…

آراء

الجنادرية في عيون إماراتي

الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠١٤

حرِاكٌ غير عادي للذاكرة الشعبية الإماراتية في مملكة الرجال، تأهبٌ للمملكة العربية السعودية لعرض أدق تفاصيل حضارتها المتنوعة بتنوع أقاليمها الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية ومملكة نجد، مع حكايات نهضتها المعاصرة، استعدادا لرحلتها عبر العالم المُصغّر للمملكة السعودية -”مهرجان الجنادرية”- لسرد حكاية ناسها وإصرارهم على تحديد مكانتهم عبر الخارطة، من خلال جدّهِم في تغيير المكان نحو الأفضل وتحقيق رفاهية حقيقية. عند زيارتك لمهرجان الجنادرية والذي يعتبر أهمّ حدث ثقافي سنوي في المملكة بحثا عن تأكيد أصالة وموروث التراث العريق، تشاهد من تحمّلوا قسوة الصحراء وجفافها ورطوبة الخليج، ونزق البحر وأقفال الباب في وجه الصيادين والغواصين أحيانا بعرض أجمل ما يمكن عرضه من ثقافة وتراث. ومن هنا كانت انطلاقة المهرجان العملاقة في كافة الميادين وبتنوع أقاليم المملكة وبيئتها المختلفة حتى غدت محطة هامة بتجربتها الفريدة. وأنت تدخل جناح دولة الإمارات والتي هي ضيف الشرف لهذا العام بعد الإقبال الكبير من أبناء المملكة على زيارة الجناح خلال العام السابق، تأسرك الدهشة التي يثيرها” قصر الحصن” المنفذ بإتقان من مواد طبيعية، حتى ليراود ذهن الزائر القول: بأن الإمارات في الجنادرية والجنادرية في الإمارات، شيء محيّر وإن دَلَّ هذا الفعل على أمر إنما يدل على كرم الضيافة السعودية ممزوج بإبداع إماراتي وإتقانه وحسّه في تذوقه للجمال، وصناعته، وهذا ما يشعر به الزائر حين يلمح قصر…

آراء

حسّنوا أخلاقكم مع الحريم

الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠١٤

أقول «الحريم» وأصر عليها، طالما أنها اللفظة التي لا ينادوننا إلا بها، وتشتهر بيننا لوصف النساء، وحتى لو تهذب بعض المسؤولين في «الإعلام» وقالوا «النساء» فهم بعيدين من الكاميرات يسموننا «حريم»، وعلينا ألا نهتم طالما أن المعاملة لم تختلف. هذه ليست القضية، القضية اليوم أكبر. صرحت نائبة رئيس لجنة الحريم، أو كما تسمى رسمياً «سيدات الأعمال» في الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة، أن «حجم الاستثمارات النسائية في المملكة تجاوز 60 بليون ريال، تقارب 21 في المئة من حجم الاستثمار الكلي في القطاع الخاص، كما أن سيدات الأعمال السعوديات يمتلكن نحو 100 بليون ريال في المصارف، أي 75 في المئة من مدخرات المصارف السعودية». «الحريم» يدخرن كل هذه الثروة، 100 بليون ريال سعودي «ريال ينطح ريال»، ليس هذا فحسب، بل إن ثلاثة أرباع مدخرات المصارف السعودية يمتلكها «حريم». مالكات هذه الثروة الكبيرة يعانين من التهميش وفرض الوصاية عليهن في تجارتهن الصغيرة والكبيرة، وفرض «وكيل» ينوب عنهن في المراجعات في الإدارات الحكومية، ووزارة العدل لجأت أخيراً إلى أسلوب التهديد، كي ترغم موظفيها على أن يلتزموا بقرار الاعتراف ببطاقة المرأة المدنية عند مراجعة المحكمة، وعدم طلب «معرفين»، أي: «شاهدين»، ليشهدا بأنها فلانة. وحقوقهن المدنية، بل قل الإسلامية، غائبة في كهوف من التفسيرات الخاطئة والتأويل المختلط بتقاليد العرب التي صححها الإسلام، لكنها لم تلبث…

آراء

السعودية.. خيارات العمق الآسيوي

الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠١٤

تستند الجولة الآسيوية التي يجريها في الوقت الراهن الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، إلى رصيدٍ ثقيل الوزن من المصالح المشتركة على مستوى الاتجاهات كافّة، وإلى سجلٍ زمني طويل حافلٍ بتحقيق العديد من المكاسب المهمة، تأتي في مقدّمة قوائمها دون أدنى شك الجوانب السياسية والاقتصادية، التي تشكّل في العصر الراهن عماد العلاقات الدولية بين مختلف الدول والمجتمعات. تتوّجها تلك الجولة كجزء رئيس من استراتيجية المحافظة على تلك المنجزات المتحققة، وتنمية لآفاقها مستقبلاً، ضمن السمات الأساسيّة المرسومة؛ لعل من أبرزها أهمية استمرار الاتصالات والتنسيق المشترك مع الشريك الآسيوي العملاق استراتيجياً، وأن توسّع وتعمّق مرحلياً وفْق ما تقتضيه المصالح المشتركة للمملكة مع شركائها الآسيويين، وأخذاً في الاعتبار المتغيرات السياسية والاقتصادية في الدرجة الأولى، وما يطرأ عليها من تطورات ومستجدات، سواءً كانت إقليمية أو دولية. يصل حجم التبادل التجاري فقط مع "باكستان، اليابان، الهند" إلى نحو 380 مليار ريال (101.2 مليار دولار) بنهاية 2013، وهو ما يُشكّل خمس التبادلات التجارية للمملكة مع العالم الخارجي. هذا عدا ما يمثله الاقتصاد السعودي من أهميّةٍ قصوى بالنسبة لكلٍ من باكستان والهند على مستوى العمالة الوافدة منهما، كونها تشكل تقريباً أربعة أعشار العمالة غير السعودية في بلادنا. أمّا بالنسبة لليابان التي تحتل المرتبة الخامسة في سلم التبادل التجاري مع المملكة،…

آراء

عن أي «حزبية» نتحدث؟

الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠١٤

لو نقلنا نقاشاتنا التحذيرية «الوطنية» عن الحزبية إلى صحيفة غربية أميركية أو أوروبية أو إلى منتدى آسيوي ياباني أو هندي لفُهم بأنه نقاش ضد الديموقراطية والتعددية، فيما نحن نسعى به إلى تأكيد التعددية! لماذا هذا الإلتباس؟ لأن السياق الثقافي لدلالات مفردة «الحزبية» يختلف عندنا عنه عندهم. فالحزبية في الأنظمة الديموقراطية هي وسيلة للتعايش وللتعبير عن أطياف المجتمع وتوجهاته بما تكفله المسؤولية الإجتماعية التي أسست في عصر النهضة الأوروبية أنظمة تداول السلطة وإدارة البلاد وفق مفردات تُفهم وتُستوعب في سياقها الثقافي الذي نشأت وترعرعت فيه، وهنا سندلف من باب سوسيولوجيا الثقافة كأداة لتأويل «الحزبية» وفق سياقاتها الثقافية ومواطنها الإجتماعية المثارة فيه. في الثقافة العربية تحمل كلمات حزب وأحزاب في الغالب دلالات سلبية لم تخلُ بالطبع من تأثر بالنصوص القرآنية الكريمة التي لم تذكر الحزب إيجاباً إلا في مواضع محدودة، أبرزها قوله تعالى: «أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون»، بينما أتت آيات أخرى في سياق سلبي وانتقاصي للحزب والأحزاب. وقد فطن شيخ الإسلام ابن تيمية إلى ما غفل عنه بعض شيوخ الإسلام المعاصرين، حيث قال في الموقف من الأحزاب، بإيجاز: «فإن كانوا مجتمعين على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، وإن كانوا قد زادوا في ذلك أو…

آراء

عندما تشيخ المدن

الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠١٤

من يعش في مدينة القاهرة حالياً، فستصيبه الحسرة عندما يرى صور هذه المدينة المميزة في العام 1950، وما قبلها عندما كانت تنافس باريس ولندن في جمالها ورونقها، ولن يصدق بأن كل هذا التلوث البيئي والبصري الحالي كان نتاج نصف قرن فقط من الفوضى، وبأن مدينته الحبيبة تعيش في مرحلة سريعة من الشيخوخة المؤلمة. في العام 1978 صرح ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بأن مدينة الرياض ستضاهي كبريات المدن العالمية بحلول العام 1985، ومن زار مدينة الرياض بعد هذا التاريخ بعدة سنوات كان سيرى بأن الكثير من الخطط الموضوعة تم تنفيذها، وأن الرياض كانت متقدمة على كافة مدن الخليج من حولها من ناحية البنية التحتية، ولكن من يزور الرياض الآن سيرى بأن هذه المدينة قد دخلت أيضاً في سباق مع الشيخوخة. ما الذي يجري؟ وما الذي يجعل مدننا العربية الجميلة تشيخ بسرعة مقارنة بالمدن العالمية الأخرى؟ إن من أهم المسببات برأيي هو عدم وجود جهة مشرفة ومتخصصة قادرة على ضبط نمط حياة أي مدينة، لضمان إبقاء شباب هذه المدينة لأطول فترة ممكنة، وتكون مسيطرة على كافة إجراءات سير وتطور الحياة، وتتولى التنسيق بين كافة الجهات الخدمية، لضمان وجود حد معين من الجودة في كافة خدماتها. فما نراه الآن هو تخطيط عشوائي غير واضح من جميع الزوايا لأغلب مدننا العربية.…

آراء

هل ساهمت الأزمة السورية في تفاقم المشكلة الطائفية في الخليج؟

الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠١٤

لم تكن الطائفية بأشكالها المختلفة وليداً جديداً أبداً في هذه المرحلة التي نمر بها، بل إنه يتم إعادة إنتاجها وقت الحاجة وبأنماط وأشكال مختلفة حسب الظروف السياسية والاجتماعية. وعندما نتحدث عن الطائفية المذهبية في منطقة الخليج تحديداً، فإنها بالتأكيد قد اختلفت ظهوراً وكموناً بناء على الظرف السياسي الذي تمرّ به المنطقة. يتولّد شعور عند البعض بأن المشكل الطائفي هو نتاج لصراع مذهبي بين مكوّنات المجتمع في الخليج، متناسين مراحل التعايش والانسجام بين هذه المكوّنات طوال فترات زمنية طويلة لم تكن الطائفية عنواناً لأي أزمة بينها، وهي مراحل في الغالب نتج عنها نشاط وطني واجتماعي مشترك أدى إلى بروز قوة أهلية ضاغطة ومتماسكة. لعلنا نتفق جميعاً على أن جذر الأزمة الطائفية المذهبية يكمن في استمرار العودة إلى مادة التراث الإسلامي التي بقيت من دون تمحيص أو إصلاح أو مراجعة، والتي لا تزال تشكل المادة الخام لتأجيج فتيل الصراع السني - الشيعي، وإعادة إنتاجه بصورة متجدّدة معتمدة على المفاهيم والإشكالات والتناقضات ذاتها، على الرغم من بروز مبادرات إصلاحية محدودة التأثير لم تتعمق في الوجدان الشعبي وتقدم معالجات جادة ونهائية. ولعل الكثير أيضا من أبناء هذا الجيل - بما في ذلك النُّخب السياسية والثقافية - بدأت متابعتها لبروز الأزمة الطائفية في المنطقة بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م، التي يرى أكثرهم…

آراء

أزمة المقاتلين الأجانب في سورية

الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠١٤

لم يعد خطرهم على بلدانهم مجرد فرضية يمكن تجاهلها وغض الطرف عنها إلى حين آخر، وإنما أصبحت قضية تستوجب الوقوف بحزم وبصرامة تجاهها، فأعداد أولئك المقاتلين الأجانب في سورية وفقاً لما أعلنه مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر أخيراً ناهزت 7500 مقاتل أجنبي، قادمون من حوالى 50 بلداً من مختلف بلدان العالم العربية والأجنبية، معظمهم وفقاً لعدد من التقارير والتصريحات يقاتل في صفوف الجماعات الأكثر تطرفاً بمن فيها الدولة الإسلامية في العراق والشام. على الصعيد العربي والإقليمي بادرت المملكة العربية السعودية باتخاذ إجراء عبر مرسوم ملكي يجرّم كل من يقاتل خارج البلاد من السعوديين، وبعقوبة بالسجن من 3 إلى 20 عاماً، وتجريم كل من يفصح عن «التعاطف مع الجماعات المتطرفة، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها»، وفي تونس صادقت الحكومة التونسية على مشروع قانون يتعلق بمكافحة «الإرهاب» يعرض قريباً على (البرلمان) بعد أن أكد وزير داخليتها أنه خلال عام 2013 تم تقديم 293 متهماً ومتورطاً للعدالة في شبكات إرسال المقاتلين إلى سورية، ومنع أكثر من 8 آلاف شخص من السفر للقتال في سورية، وأعلنت المغرب اعتقال ومتابعة مواطنيها المقاتلين في سورية طبقاً لقانون الإرهاب وتفكيك أولى الخلايا الإرهابية العائدة من سورية. وفي الأردن أصدرت محكمة أردنية الأسبوع الماضي أحكاماً تراوحت بين السجن عاماً واحداً و10 أعوام بحق…

آراء

سؤال العلاقة بين الدين والدولة

الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠١٤

في مقاله الأسبوعي يتساءل الدكتور خالد الدخيل: هل شهد تاريخ الإسلام توحدا بين الدين والدولة على النحو الذي يفهم من شعار "الإسلام دين ودولة"؟ هذا واحد من مئات الأسئلة التي تدور حول معنى الدين ومفهوم الدولة في هذا العصر. كثير من الناس يبحث عن جواب مبسط عمومي من نوع أن الدين والدولة يتلاءمان أو يتخاصمان. لكن أي جواب من هذا النوع سيكون مخادعا. لأنه مبني على فرضية مسبقة فحواها أن للدين والدولة مفهومات ثابتة ونهائية. تحولات العالم، ولا سيما في أواخر القرن العشرين، غيرت بعمق معظم المفاهيم الموروثة حول النظام الاجتماعي. النظام الاجتماعي (والدولة) ليس حشدا من الأفراد يديرهم رئيس. بل هو مركب ثقافي قيمي يتأثر باستمرار بما يجري داخله وحوله من تحولات اقتصادية وسياسية. يعرف دارسو العلوم الاجتماعية أن تحولات كهذه تقود بالضرورة إلى تحولات لاحقة في الثقافة التي تمثل أرضية لذلك التنظيم أو اطارا للتفاعل بين عناصره. من الأمثلة الواضحة على تلك التحولات التكييف الفقهي لدور الجمهور (العامة). يعرف الباحثون أن العامة كانت غفلا في التراث والفقه الإسلامي، دورها قصر على السمع والطاعة والموت في الحروب. في عصرنا هذا أصبح الجمهور محور الحياة السياسية. خلال السنوات الأخيرة تحدث باحثون وفقهاء عن رضا العامة ورأيهم "المعبر عنه بالانتخابات العامة مثلا" كمصدر للشرعية السياسية، خلافا للإجماع القديم على إرجاع أمور…

آراء

إعلاميو النظام السوري في جنيف

الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠١٤

في مقر الأمم المتحدة في جنيف، كشفت القاعة الرقم 3 حيث تُعقد المؤتمرات الصحافية واحداً من أسوأ العروض لآخر ما أنتجه إعلام النظام السوري من موظفين لا يستحقون إطلاقاً صفة الإعلاميين. الأكثر فظاعة أنهم لا يعلمون إلى أي حد هم سيّئون، ولا علاقة لذلك بقناعاتهم السياسية -إذا جازت تسميتها كذلك- بل بسلوكهم «اللامهني». يمكن إلقاء اللوم عليهم أو اعتبارهم غير ملومين، فمن الواضح أن أحداً لم يعلمهم الأصول، وإذا فعل فإنه لقّنهم ما في الكتب، وهذا لم يساعدهم أبداً على مواجهة الحقيقة والتعامل مع الواقع. فحين اصطدم واحدهم بإعلام الأجهزة، إعلام التوجيهات والتعليمات والضباط الملقّنين، وجد أنه مدعو لأن يكون مخبراً أكثر منه صحافياً ووجب عليه أن يقرر هل يستطيع المتابعة أم لا. فلا أحد في العمل يتوقع منهم الأمانة والنزاهة في نقل المعلومات، ولا أحد يطالبهم بالأخلاقيات الإعلامية في التعاطي مع الأخبار وأشخاصها. في الجولة الأولى، بلغ الوضع حدّاً لا يطاق، قال لي الصحافي المخضرم، إذ إن وفد إعلام النظام كان أشبه بفرقة مجنّدين يتوزّعون في مختلف أنحاء القاعة أو يحاصرون الناطقين المتحدّثين في الهواء الطلق من كل الجهات. وليس في ذلك توق إلى معرفة أكبر كمّ ممكن من المعلومات، بل تنفيذ لتعليمات بأن يصادروا أي مؤتمر صحافي لمنع مندوبي الفضائيات الجادة أو الصحف الرصينة من طرح الأسئلة الصحيحة…