آراء

آراء

الازدحامات.. مشكلة ضخمة وحلول مؤقتة!

الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠١٤

مشكلة الازدحامات، بل الاختناقات المرورية، إذا اعتبرنا الاختناق مرحلة أكثر صعوبة من الازدحام، طلّت من جديد، وبشكل أسوأ من السنوات الماضية، ولم تنفع معها كل المليارات التي تم صرفها على توسعة الطرق، وفتح شوارع جديدة، وبناء المزيد من الجسور والأنفاق، وخلاف ذلك، لم تنجح مشروعات التوسعة، ولا يمكن أن تنجح، لأنها مجرد حل مؤقت يخدّر الموقع فترة بسيطة، ثم ما يلبث الألم أن يعود بعد انتهاء مدة المخدر! أسباب الازدحامات المرورية كثيرة، ولا داعي لإعادة ذكرها، فالجميع يعرفها، ويعرف تفاصيل التفاصيل عنها، والمشكلة التي بدأت تكبر بشكل أسوأ تكمن في الضرر الذي بدأ يلحق بسكان المناطق الواقعة على الطرق الرئيسة المزدحمة، تحولت حياتهم إلى معاناة حقيقية، في الخروج من المنزل أو الرجوع إليه، من دون ذنب اقترفوه سوى أن حظهم أوقعهم على معبر الذاهبين والعائدين يومياً من الشارقة وإليها! المشكلة ليست في الطرق، ولا في مشروعات البنية التحتية التي تنفذها هيئة الطرق، فهي واحدة من أفضل الطرق عالمياً، وبنية دبي التحتية متفوقة على مدن عالمية أوروبية وأميركية، لكنها تبقى ذات قدرة استيعابية محدودة، سرعان ما تمتلئ بالسيارات حتى بعد توسعتها مرات عدة، وبناء عليه فإنه من المنطقي أن تبدأ خطوات معالجة الازدحامات من أساس المشكلة لا من نتائجها، وأساس المشكلة يكمن في الزيادة الكبيرة لعدد السيارات، ونتيجة لهذه الزيادات ظهرت…

آراء

السياسة الخارجية السعودية ومزيد من التحديات

الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠١٤

واجهت السياسة الخارجية السعودية الكثير من التحديات الجدية، ابتداء من أحداث 11 سبتمبر 2001م ومرورا بالاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003م، وانتهاء ببدء شرارة الانتفاضات العربية في 17 ديسمبر 2010م، وقد سبب هذا الوضع الجديد انشغال الدول العربية الرئيسية وفي طليعتها مصر وسوريا والعراق بأوضاعها الداخلية الصعبة، مما جعل السعودية مُختارة او مُضطرة تُقرر التخلى عن نهجها التقليدي القائم على الدبلوماسية الهادئة، والمراهنة على مبدأ الاستقرار وعدم استحباب لعب اي طموحات إقليمية، ولاعطاء بعض الأمثلة على التغير الذي طرأ في السلوك السياسي السعودي خلال العقد الماضي يمكن استعراض الأحداث التالية: الانتفاضات العربية: مثلت الانتفاضات في بدايتها زلزالا سياسيا واجتماعيا، وكادت أن تتحول الى تهديد فعلي لجميع أنظمة المنطقة، وشهد العام 2011م تحديدا احداثا عربية جساما تمثلت في مغادرة الرئيس التونسي بن على تونس في 14 يناير، وتنازل الرئيس المصري حسني مبارك في 11 فبراير، وقتل العقيد القذافي في 20 اكتوبر. وبدورها حاولت قوى دولية وإقليمية استغلال هذا الفرصة التاريخية، لاتخاذ موطئ قدم لها في قلب الخليج والوطن العربي مدعومة بهواجس مذهبية أو تاريخية وأطماع مستقبلية، وكانت السعودية ترصد مواقف الدول الاقليمية بحذر، كما اتخذت ما تراه مناسبا سواء عبر دعم الاستقرار في البحرين في مارس 2011م وضمان الاستقرار في اليمن عبر تبنى المبادرة الخليجية في ابريل 2011م. الفراغ الاقليمي حتم على…

آراء

بين الجابر والقوس.. والجاهلية الأولى!

الإثنين ١٧ فبراير ٢٠١٤

بصراحة، لا تتجاوز اهتماماتي بالشأن الرياضي عن قدر اهتمامي بممارسة المشي نصف ساعة أو يزيد للحفاظ على صحتي، بجانب أني "أهلاوية" كوني ورثتُ تشجيعه عن أسرتي تضامنا معهم، لهذا ليس لي في "النصر" ولا في "الهلال" سوى اللعب الجميل والنظيف في الملعب، لكن ما تناقلته الأخبار الأسبوع الماضي حول انفجار الخلاف بين الكابتن سامي الجابر والإعلامي بتال القوس، أعلن خلاله الجابر توجهه للقضاء، وهو أمر حضاري يرتفع بالطرفين عن المشادات الشخصية الإعلامية التي قد تزل بقدم أحدهما لما لا يُحمد لتاريخهما، فليس هناك أفضل من القضاء والقانون للفصل بمثل هذه الحالات. ولكن أن يصل الأمر بالجابر إلى رفع تظلم إلى جهات عليا أمر لم أستسغه أبدا، والمستغرب تضامن رئاسة نادي الهلال مع رغبة الجابر هذه رغم أن المسألة باتت شأنا عائليا ولا علاقة لها بالملعب، وقد يؤدي دعم النادي لهذا الأمر إلى حساسيات اجتماعية يُخسره بعض جماهيره، وحسبما قرأت مما تم تناقله عن الجابر من أخبار، أظن أنه قد أوقعه غضبه في العنصرية التي رفضها كإساءة موجهة له بقراره الأخير بالرفع بشكوى لدى الجهات العليا، فمن حقه أن يدافع عن نسبه وتاريخ عائلته ـ من دون شك ـ ومحلّ ذلك هو القضاء، ولكن ليس إلى درجة يُفهم فيها من تصريحاته أن السعوديين الذين لا يمتد تاريخ أنسابهم للصحراء أو المنطقة…

آراء

بين الإصلاح و”عض الذات”..!

الإثنين ١٧ فبراير ٢٠١٤

قبل سنوات قرأت لأحد المفكرين الأميركيين ينذر بأن قدرة التكنولوجيا في زمن ثورة المعلومات على أرشفة كل كبيرة وصغيرة في حياتنا سيكون له أثر سلبي حاد على الإنسانية. حسب رأي هذا المفكر، هناك نمو خرافي في السنوات الأخيرة في "نشر" كل ما يتعلق بحياتنا بتفاصيلها الصغيرة، والشركات القائمة على التكنولوجيا تفرح بذلك؛ لأن كل خططها التجارية المستقبلية قائمة على الاستفادة من هذه المعلومات الشخصية بشكل أو بآخر، ولكن الناس ستدفع ثمن ذلك غاليا. تذكرت ما كتبه هذا المفكر لما رأيت السجال بين الأستاذ داود الشريان وبين الدعاة الذين هاجمهم في برنامجه، ولكنني لم أحب أن أعلق على ما حصل وقتها حتى لا أصبح جزءا من هذا الجدل. الأستاذ الشريان هاجم الدعاة بناء على مواقف من الأرشيف، جردت من الظروف التي فرضتها، وجاء خصوم الشريان الغاضبون منه، وفعلوا الشيء نفسه، وتحول النقاش إلى عملية فتح ملفات قديمة مع تجريدها الكامل من الظروف التي أحاطت بها، والمعاني التي مثلتها في ذلك الوقت. من جهة، المجتمع يحتاج للإصلاح، ويحتاج لمعالجة المشكلات الملحة، والنقد الذاتي، ويحتاج لمواقف حاسمة كذلك، ولكن فكرة الإصلاح في جوهرها مرتبطة بالتغيير، والنمو، وتطور الأفكار والشخصيات التي تقف وراءها. من حق شخصيات عامة مثل الشريان والعودة والعريفي وغيرهم أن يطوروا أفكارهم، ووجود الأرشيف الرقمي لما قالوه تلفزيونيا أو على تويتر…

آراء

انظر إلى الخريطة

الإثنين ١٧ فبراير ٢٠١٤

قال السياسي العربي بمرارة إن إسرائيل اليوم في أفضل حال منذ إنشائها، وإنها حققت في عهد بنيامين نتانياهو انتصاراً فاحشاً ومن دون أن تخسر جندياً واحداً، وإنه لم يحدث أن شعرت بتراجع التهديدات ضدها كما هو الحال في هذه الأيام. وأضاف بألم: «يبدو أننا نسينا العدو الذي أمضينا عقوداً في هجائه وتذرعنا بالإعداد لمواجهته لإحكام القبضة على شعوبنا». سألت السياسي أن يشرح أكثر فاكتفى بالقول: «انظر إلى الخريطة، الدول تتآكل والجيوش غارقة في الدم». نظرت إلى الخريطة: الجيش العراقي يقاتل في الأنبار، السنة يتعاملون معه بوصفه جيشاً للشيعة. هذا الشعور المعلن أو المضمر هو الذي يسهل للمجموعات الإرهابية العودة إلى بعض المناطق بعد إخراجها منها. ما كانت «القاعدة» لتعثر على موطئ قدم لو لم تكن الوحدة الوطنية مريضة. غاب الحديث تماماً عن «الجبهة الشرقية» التي كانت تقلق إسرائيل. صحيح أن العراق ينام على النفط، لكن كل شيء يوحي أنه سيبقى دولة ضعيفة في المدى المنظور. انظر إلى سورية. ها هي تسلم ترسانتها الكيماوية التي كانت تقلق الدولة العبرية. تشن الطائرات الإسرائيلية غارات على مخازن صواريخ على الأرض السورية من دون أي شعور بالقلق. الجيش السوري غارق في حرب داخلية وترسانته تصب حممها على مدن وبلدات سورية حتى ولو قال إنه يحارب المقاتلين الجوالين. يتعرض الجيش السوري لاستنزاف قاتل. هذا يفسر…

آراء

قراءة في تصريحات مرشد الثورة الإيرانية

الإثنين ١٧ فبراير ٢٠١٤

خلال استقباله عدداً من المسؤولين بسلاح الجو التابع للجيش النظامي في إيران، تناول مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي عدداً من القضايا التي تعكس النظرة السياسية لرأس هرم السلطة في إيران. سنحاول مع القارئ خلال السطور المقبلة استعراض بعض تلك التصريحات وأبعادها. بداية لا يمكن فصل هذه التصريحات عن سياقها الزمني والمرتبط بالاحتفالات في إيران في الفترة الراهنة بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين للثورة الإيرانية عام 1979. حيث يتزامن مع هذه المناسبة العديد من الاحتفالات والتصريحات، التي تأخذ طابع الحدة والتحدي والتأكيد على مواجهة ما يطلق عليه في إيران قوى الاستكبار. «تصريحات قليلة الأدب»، كانت هذه العبارة التي وصف فيها مرشد الثورة الإيرانية تصريحات المسؤولين الأميركيين حيال إيران. ولا تتوقف عند هذا الأمر بل يرى المرشد أن النفاق ظاهر وواضح في تصريحات الجانب الأميركي فهم كما يرى المرشد «يتحدثون خلال الجلسات الخاصة مع المسؤولين الإيرانيين بشكل، وخارج هذه الجلسات بشكل آخر، وهذا هو النفاق وسوء النوايا لدى العدو إذ يتعين على الشعب أن يرصد هذه الحالات بدقة». ويلاحظ القارئ أن مسألة مراقبة السلوك الأميركي تجاه إيران واجب ليس ملقى على المسؤولين في إيران فحسب، بل إن الشعب الإيراني من منظور المرشد يأتي في الجبهة الأمامية لمواجهة مثل هذا السلوك. تصريحات المرشد لا تكاد تخلو، ومن ورائه مسؤولي النظام الإيراني، من…

آراء

معارض التوظيف بين الحقيقة والخديعة

الإثنين ١٧ فبراير ٢٠١٤

انتهى قبل أيام معرض "توظيف أبوظبي 2014"، الذي أقيم على مدى ثلاثة أيام، تلقى خلالها ما يقارب 10 آلاف طلب من مختلف الاختصاصات والمؤهلات العلمية، وسجل ارتفاعا في عدد الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة المشاركة، حيث بلغ عددها 120 جهة، وفقا لما جاء على لسان مديرة المعرض، التي قالت إن الدورة الثامنة جاءت إيجابية للغاية، مع توافد الإماراتيين من مختلف إمارات الدولة. وكان قد أُعلِن قبل افتتاح المعرض، أنه يوفر أكثر من 6 آلاف وظيفة في القطاعين الحكومي والخاص، وأن دورة هذا العام قد خصصت للإماراتيين الباحثين عن وظائف فقط. خبر يحمل إيجابيات عدة من ناحية عدد الوظائف التي أمّنها المعرض هذا العام، مقارنة بالعدد الذي أُعلِن عنه في معرض العام الماضي، والذي بلغ 3 آلاف وظيفة، وفقا لما ذكرته إدارة المعرض في اليوم الأخير للدورة السابقة، ومن ناحية عدد الهيئات والشركات الحكومية والخاصة المشاركة، مقارنة بالتي شاركت العام الماضي والتي بلغ عددها 100 هيئة وشركة، ومن ناحية عدد المواطنين الباحثين عن عمل الذي تناقص بدرجة لافتة، مقارنة بعدد المواطنين والمواطنات الذين سجلوا بياناتهم لزيارة المعرض السابق، والذين بلغ عددهم 25 ألف باحث عن عمل، وفقا لإدارة معرض "توظيف أبوظبي 2013" أيضا. كلام جميل يبعث على الأمل، فحين يتضاعف عدد الوظائف المتاحة، ويتناقص عدد الباحثين عن عمل من المواطنين والمواطنات، نكون…

آراء

«زمان التيه!»

الأحد ١٦ فبراير ٢٠١٤

نشرت وكالات الأنباء العالمية، الأسبوع الماضي، خبراً غريباً ومثيراً، عن مواطن مكسيكي اسمه خوسيه سلفادور البارينغو، لماذا تبدو أسماء المكسيكيين مكسيكية جداً؟! يقول الخبر إن خوسيه قد تاه في المحيط الهادي، بعد إبحاره من المكسيك، وبقي مدة عام كامل في البحر، يصارع الصعوبات الطبيعية والأعاصير والرياح، وفقَد في هذه الرحلة الصعبة رفيق دربه، وعاش مدة أكثر من عام على الأسماك والسلاحف البرية، حتى وصل إلى جزيرة نائية قريبة من جزر المارشال، التي تتوسط المحيط، حيث تمّ إنقاذه ونقله إلى مركز إعادة تأهيل! قصة جميلة جداً، وقد تتكرر من وقت لآخر، لا أشك إطلاقاً في أن هوليوود ستقوم بتحويلها إلى فيلم سينمائي ذات يوم، ربما إن لم نكن قد رأيناها في فيلم سابقاً، لأن قصص حياتنا أصبحت مؤسسة على قصص رأيناها في الأفلام وليس العكس! ركّز في حياتك جيداً فسترى أنك في كل شيء تقلّد أحد أبطال الأفلام، إما الرجل الحديدي، وإما السلطان سليمان القانوني، أو أبطال فيلم هانق أوفر! المهم في قصة صديقنا «خوسيه» هو الجانب العملي فيها، حين اجتمع أكثر من 1000 إعلامي لكي يلقوا النظرة الأولى على ذلك الإنسان، الذي لم ير أو يكلم بشراً لمدة عام كامل، كانت هناك صورة ذهنية ما بالطبع، ربما تشبه إلى حد بعيد صورة أسرى الحرب في المعسكرات النازية أو ما يشبهها…

آراء

«Saudi Arabia»

الأحد ١٦ فبراير ٢٠١٤

أحياناً يشعرني البعض بنوع من القلق المبالغ به حول السعودية، بسبب ما يبدو وكأنه مؤامرات تحاك هنا أو هناك في المنطقة أو في الغرب، تهدف إلى تقسيم الوطن، أو على الأقل إلحاق الأذى به في ما يساعد على تقسيمه في وقت لاحق. هناك من يصيبه الهلع من تحركات الحوثيين أو إيران في المناطق القريبة منا. الحقيقة أن هذه الأحداث تقع بالفعل في اليمن وفي سورية والبحرين بواسطة إيران. كما أن بعض السيناريوهات «المخيفة» تتردد كثيراً ويتم تسريب بعض الأوراق المتعلقة بها من مراكز بحوث غربية. وجميعنا يعلم أن مراكز البحوث ليست إلا دراسات يقوم بها بعض «الخبراء» بغرض بيعها على بعض الدوائر الاستراتيجية حول العالم، على أن القلق الذي أشرت إليه ويشعر به البعض منا يتصل بسبب واحد لا ثاني له، وهو عدم المعرفة والإلمام بحجم السعودية عالمياً. نعم يستطيع أي شخص أن يقول إن بإمكان هذه القوة أن تفتت هذه الدولة أو تلك، ومثل هذا القول يبقى مجرد أمنيات هوائية ما لم تدعمه عناصر القوة والضعف الكامنة لدى الدولة الهدف. لكن، هل السعودية - في نظر العالم - هشة وضعيفة إلى هذا الحد الذي يجعلنا نقلق عند سماعنا أو قراءتنا لمثل هذه التقارير؟ بالطبع لا. السعودية كيان قوي يعتز بوحدته العظيمة وباحتضانه لأقدس بقاع الأرض، في مكة المكرمة والمدينة…

آراء

فصل الدين عن الدولة… صيغة أخرى للسؤال

الأحد ١٦ فبراير ٢٠١٤

ظلت العلمانية ولا تزال في الثقافة الدينية - السياسية للعرب رمزاً للكفر والإلحاد، في مقابل ذلك نجد أن الغرب الذي يأخذ بالعلمانية لا يعتبرها كذلك على الإطلاق. ينطوي هذا التقابل، من ضمن ما ينطوي عليه، أن المسلمين فرضوا معنى للعلمانية من خارجها، بل ويتناقض مع مقتضياتها الأيديولوجية. يقال إن هؤلاء الغرب إنما ينطلقون في قناعتهم بالعلمانية على هذا النحو من أن مرجعيتهم الأولى في ذلك، وهي النص الجديد أو الإنجيل، هي نص تعرّض للتحريف، بما أدى إلى حرف الدين عن معناه الأصلي، أو عن حقيقته وعن دوره اللذين أرادهما الله له في الأصل. وهذا تحديداً، بحسب وجهة النظر هذه، ما أدخل أوروبا في عصور الظلام، ولم تخرج منها إلا من بوابة العلمانية. هنا شيء من المفارقة، فإذا كانت العلمانية هي التي أخرجت الغرب من عصور الظلام إلى عصر النور، وإذا كانت العلمانية في الوقت نفسه هي رمز للكفر والإلحاد، فهذا يعني أن هذا الكفر، وذلك الإلحاد، وليس الإيمان، هما اللذان شكّلا معاً بوابة الخروج من ظلام الجهل المعرفي والتخلف والقمع الديني كأساس للقمع السياسي إلى رحابة العلم والوعي والحرية. هل يستقيم هذا مع منطق التحليل العلمي؟ هناك سؤال آخر: هل أن الكفر الذي تمثله العلمانية بالنسبة للمسلمين هو بمقتضى المعايير العقدية والفقهية الإسلامية كما يفهمها هؤلاء المسلمون؟ أم أن هذا…

آراء

مواجهة التقليد أم الأصولية؟

الأحد ١٦ فبراير ٢٠١٤

عبد المجيد الشرفي أستاذٌ معروفٌ في الدراسات الإسلامية بالجامعة التونسية منذ الثمانينيات. وقد خرّج طلاباً متميزين، كما كتب دراسات متميزة، منذ أُطروحته للدكتوراه «الفكر الإسلامي في الرد على النصارى»، وإلى «الثورة والحداثة والإسلام» (2012). والذي دفعني للحديث عنه اليوم مسألتان: تشخيصه لظاهرة الإسلام السياسي في كتابه الجديد: «مرجعيات الإسلام السياسي» (2013)، وبالتالي رأيه في إمكانيات الخروج منها. لا يكاد «الشرفي» يذكر شيئاً عن رؤى الإسلام السياسي في مصر وتونس إلا عَرَضاً. فهو لا ينقد رؤيتهم للشرعية وكيفية استعادتها، ولا رؤيتهم للحاكمية الإلهية وتطبيق الشريعة، ولا حزبيتهم باسم الدين، ولا إقصاءهم للآخرين. وإن ذكر شيئاً من ذلك، ففي معرض نقد التقليد الإسلامي، وقراءات الفقهاء القدامى للقرآن والسنة. وذلك لأنه يزعم أنّ دُعاة الإسلام السياسي ظلوا تقليديين في كل هذه المسائل، ولذلك فقد انضموا إلى الفقهاء القدامى والمحدَثين في كون أفهامهم وحلولهم غير حديثة وسابقة على أزمنة التغيير في مجتمعاتنا وفي أوروبا. ولكي يكونَ واضحاً ما أقصده، أقول إن كتاب الشرفي الأخير هو مثل كتبه السابقة التي تنصبُّ على نقد ونقض أفهام الفقهاء والمتكلمين (الأشاعرة فقط) للكتاب والسنة، وحلولهم للمشكلات بعقلية القرون الوسطى الظلامية، والتي ما تزال سائدة رغم أنها لا تصلح لمواجهة المشكلات، ولا تُعينُ على الدخول في عالم العصر! يبدأ الشرفي بالتصور التقليدي للدولة الإسلامية، وأنها ما كانت دولة دينية،…

آراء

الأقاليم الستة هل تنقذ اليمن من الانهيار؟

الأحد ١٦ فبراير ٢٠١٤

قبل انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل، أصر بعض أعضاء اللجنة الفنية، التي أعدت له، على البدء باتخاذ إجراءات بناء الثقة في الجنوب وتطبيع الأوضاع في صعدة، باعتبار ذلك مدخلا للتسوية التاريخية التي من أجلها ظهرت فكرة الموفينبيك وأنه منطلق بناء الدولة الحديثة، أو كما يحلو للبعض تسميتها اليمن الجديد، رغم أنه كان الشعار نفسه الذي رفعه الرئيس السابق ومستشاروه في انتخابات 2006 ولم يتحقق منه الكثير، بل كان محفزا لخروج الشباب إلى الساحات مطالبين برحيله، وانتقل المستشارون إلى المعسكر المضاد. انتهى المؤتمر بتأييد أغلب المشاركين الوثيقة النهائية وعبروا عن سعادتهم بها، وتم التصويت بالوقوف مبالغة في إظهار الولاء والطاعة، وانتقل التركيز بعدها إلى لجنة تقسيم الأقاليم، التي كان متوقعا أن يصبح قرارها إسقاطا عمليا لما جاء في الوثيقة فيما يتعلق بالجنوب، لأن الحوثيين لا يعنيهم ما تفتق به ذهن بعض أعضاء اللجنة وتفكير المبعوث الأممي جمال بنعمر، فهم يفرضون خطوطهم كما يرغبون، رغم ارتفاع صراخهم اعتراضا على النتائج التي خرجت بها اللجنة، وهو تكرار لأسلوبهم في التعبير عن الموافقة على نتائج الفرق المختلفة، بينما هم يواصلون تثبيت مواقعهم وتحالفاتهم على أبواب العاصمة... ومن الغريب أن بنعمر لم يجرؤ على الحديث عن المعارك الحربية شبه اليومية التي تدور في أطراف العاصمة ولم يشر في أي من تصريحاته الكثيرة إلى المتحاربين ولم…