آراء
السبت ١٥ فبراير ٢٠١٤
لهذا المقال مدخلان.. زمنيان موضوعيان: 1) مدخل انعقاد اجتماع غربي - عربي في لاهاي في الأسبوع الماضي.. وأجندة الاجتماع هي: بحث مكافحة الإرهاب بعد تزايد رقعته، وتكاثر أعداد المنخرطين فيه، لا سيما مخاطر عودة المسلحين الغربيين إلى بلادهم لممارسة الإرهاب فيها بعد عودتهم إليها!! 2) ومدخل صدور قرارات وقوانين سياسية وشرعية - في السعودية - تقضي بمنع سفر شباب سعودي إلى أي بلد بهدف المشاركة في القتال الدائر فيه. والحق أن الالتهاب السياسي - على كل مستوى - قد أذهل كثيرا من الناس. أو قلل اهتمامهم بـ«المخاطر الأكبر» المتمثلة في استغلال قادة الإرهاب لظروف الاضطراب والصراع الذي تشهده المنطقة: استغلوا ذلك في تفعيل خططهم وبرامجهم النائمة وإنزالها إلى ساحات الفعل والتطبيق عبر شبكة إقليمية وعالمية تفننت في تجنيد ألوف الشباب المسلم وزجهم في أفران القتل والقتال.. وهذه ظاهرة مرعبة تنبه لها الساسة بعد أن غفلوا عنها، وفق هذه الحسابات السياسية أو تلك. ولطالما قلنا: إن أي حساب سياسي ناجح ينبغي أن يمد بصره إلى الآثار الجانبية للقرار السياسي ابتغاء أن يتقيها، ولو قضت الوقاية من هذه الآثار بالكف أو العدول عن القرار السياسي نفسه!!.. إذ المضمون الأهم للقرار السياسي هو تحقيق المصلحة أو زيادتها، لا تفويتها أو نقصها. ومع أن تفريعات هذه القضية كثيرة ومتنوعة، فإننا نركز على القضية الأم…
آراء
السبت ١٥ فبراير ٢٠١٤
يطرح هذا السؤال بقوة هذه الأيام بعد صدور أمر ملكي في السعودية لا لبس فيه يجرم مشاركة أي سعودي في «أعمال قتالية خارج المملكة بأي صورة كانت»، وسبق للسعودية تحذير مواطنيها خلال حرب العراق الأخيرة من سفر الشباب إلى هناك ووصفته بمواطن الفتن، واعتقلت من يحاول الذهاب إلى هناك أو يعود منه. ومما قيل آنذاك «كان الجهاد حلالاً عندما التقت المصالح مع الأميركيين في أفغانستان، وأضحى حراماً عندما أصبح ضدهم». ولكن ما سبق من سؤال وجواب يقوم بالكامل على افتراض خاطئ، فالمملكة لم تشجع الشباب على الجهاد في أفغانستان، وإنما سمحت لهم بالعمل الإغاثي هناك، إذ إنها والرأي العام كانوا مؤيدين وقتها وبقوة للقضية الأفغانية، وقصة التذاكر المخفضة التي يتداولها البعض كانت تصدر بتوصية فقط من الهيئات الإغاثية التي كانت تدير عشرات المشاريع في باكستان حيث استقر أكثر من 3 ملايين أفغاني في ظروف صعبة، وكانت بحاجة لتشغيل مئات من السعوديين هناك، وكانت الدولة ترغب في تنظيم نشاطهم وحماستهم في إطار مؤسساتي، فطلبت الهيئات الإغاثية خفضاً في قيمة تذكرة السفر لإسلام أباد على متن الناقل الوطني، (الخطوط الجوية السعودية)، فحصلت على خصم نسبته 75 في المئة، واستفاد منه بعض من نشط في العمل المسلّح على أساس أنهم يشاركون في العمل الإغاثي أيضاً، وتورع البعض عنه حتى تكون نية الجهاد عنده…
آراء
السبت ١٥ فبراير ٢٠١٤
حديث السيد يوسف بن علوي عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، لجريدة «الوطن» القطرية يوم 2 فبراير 2014، يكشف حقيقة الموقف العماني من مجلس التعاون، وهو الموقف الذي راهنَ عليه كثيرون قُبيل انعقاد قمة التعاون الأخيرة في دولة الكويت في ديسمبر الماضي. فلقد أشار إلى أن سلطنة عمان حريصة على تقوية مجلس التعاون، وأنها متمسكة بالعمل الخليجي المشترك، مضيفاً أن المجلس لم يفشل، بل لم تتوافر الرغبة لتحقيق أهدافه، وأن على المجلس أن يستجيب لحقائق الأمور، مؤكداً «إننا في سلطنة عمان أكثر الناس رغبة في تقوية مجلس التعاون، ومجمل القول إننا مستمرون في دعم وتقوية مجلسنا التعاوني بكل الوسائل»! وأكد أن «(الدول المجاورة) لن تهاجمنا طالما توجد في الخليج مصالح عالمية». وأن «إيران لا تستطيع إغلاق مضيق (هرمز)، وإن فعلت تضر نفسها»، «ولن يصل لهم ولا حتى كيس أرز»!؟ لن نستعرض ذلك اللقاء الذي تم نشره في خمس صفحات! بل ما كان يهمنا هي الجزئية الخاصة بموقف عمان من مجلس التعاون، وعلاقة دول المجلس بإيران! فلقد راجت أخبار عن «امتعاضات» في البيت الخليجي عن الدور العماني، الذي وُصفَ بأنه يتبلور دون الرجوع إلى بقية دول المجلس، أي أن السلطنة «تنفرد» بقرارات وسياسات خارجية دون مشاورة بقية الأعضاء، لكن (العلوي) بدد تلك «الامتعاضات» وبَلسمَها، حيث ذكر أن التنسيق…
آراء
السبت ١٥ فبراير ٢٠١٤
بقي ابني في مركز "بطحا" الحدودي أكثر من خمس ساعات بانتظار موافقتي لمغادرة المملكة. السبب أنني كنت مسافراً أيضاً، وبيني وبين أقرب مكتب للجوازات، عندما صدمني بخبر عدم السماح بخروجه، أكثر من 200 كلم. وصلت إدارة جوازات وادي الدواسر، وتم فك الحظر عن ابني بعد نقاش و"مطامر" بين المكاتب استهلك أكثر من ساعة، فكيف لو كنت خارج المملكة! يعقد هذه الأيام مؤتمر القمة الحكومية في دبي. تحضر المؤتمر أعداد كبيرة من المتخصصين في الإدارة الحكومية والتقنية، وهي إحدى المبادرات التي تبنتها الإمارات للعمل على ضمان الوصول للحكومة المثالية. قال الشيخ محمد بن راشد في الافتتاح "إن مهمة الحكومة هي إسعاد الشعب". تجاوز العالم الحكومة الإلكترونية، والحكومة الذكية، ويستمر التنافس لتبني أفضل التطبيقات التي تحقق شعار المؤتمر. لعل قضية صرف وتجديد وتعديل الهوية والوثائق الأخرى تدفع الحكومات للصرف على منشآت ومكاتب وإدارات جدواها الاقتصادية محدودة. نتحدث عن بعض المواقع التي لا يسكنها أكثر من عدة آلاف من المواطنين، والتي يمكن أن تعمل فيها المكاتب ساعات محدودة. قُدِّمَت حلول في الماضي تتمثل في تجميع الدوائر الحكومية في موقع واحد، أو تكليف وحدات خدمية متنقلة لتنفيذ طلبات من يعيشون بعيداً عن المراكز الحضرية، وجُرِّبت عمليات توصيل الوثائق بالبريد، لكن بقيت المفاجأة الأهم. استخدام الطائرات بدون طيار التطور الجديد الذي يشغل حضور المؤتمر، ويتداوله…
آراء
السبت ١٥ فبراير ٢٠١٤
ماج موقع تويتر وهاج الأسبوع الماضي بوسم ظريف تحت عنوان «الذئبة البشرية»، ومصدر طرافة الموضوع أن تداول الوسم/المصطلح حُمل على طرفي نقيض، ففي حين أخذ مطلقو الوسم أمره بجدية شديدة ووضعوا تحته كثيراً من الأفكار التي تتعلق بالمرأة المتبرجة والمتحررة والتحذير من نياتها السيئة والفاسدة، إلى درجة أن وصفها أحدهم في تغريدة بقوله «الذئبة البشرية تنادي وترغب بقانون منع التحرش لأنه يكفل لها علاقات الحب وممارسة الرذيلة وتكره الهيئات لأنها تمنعها من الاستعراض الفاجر» في مقابل هذا الهجوم الضاري أخذت فئة أخرى الموضوع بسخرية لاذعة وقامت بابتكار نكت وطرائف على المصطلح توازي في تهكمها المصطلح القديم الذي كان يطلق على الشباب ويسميهم «الذئاب البشرية». فتجد تغريدة ساخرة عن الذئبة البشرية تشخصها بأنها «تحب تتعرف دون رغبة جادة في الزواج.. ناسية أن الدنيا دوارة وأن عندها إخوان وحيصير عندها أولاد» ويضيف آخر ساخراً كذلك «أنا شخصياً تعرضت لابتزاز من ذئبة بشرية أوهمتني بالحب ووعدتني بالزواج ولم يحل الموضوع إلا في أقسام الشرطة». هذه السخرية اللاذعة هنا والهجوم الضاري هناك يحملان دلالات تستحق التأمل وتعطينا مؤشراً على التحول المجتمعي الذي وصلنا إليه فيما يخص المرأة تحديداً. فلو تفحصنا مفردات الفئة التي هاجمت المرأة في هذا الوسم تجدها تضعه ضمن إطار حملة أوسع تربطه بقانون منع التحرش المنتظر، والاختلاط، وتأنيث المحلات، وقيادة السيارة.…
آراء
الجمعة ١٤ فبراير ٢٠١٤
لن تنتهي العصبية والعنصرية والطائفية في بلدنا، أو في أي بلد في الدنيا، إلا بوجود قانون يجرمها ويعاقب عليها، النظام والقانون هما اللذان يولدان الوعي وليس العكس، الإسلام يحرم هذه الممارسات، والكل يعلم ذلك، وكثيرون ينظرون فيه، ويعظون، وينصحون، لكن كل ذلك لم يكن كافيا، ولن يكون، الذي يردع الناس هو النظام الذي يجرم أفعالهم التي تستحق التجريم، والقانون الذي يعاقب من يخالف، ومع الحزم في ذلك ومع مرور الوقت، يتحول الأمر من الخوف من العقاب إلى سلوك طبيعي عام يلتزم به الجميع وهنا يكون الوعي مجلس الشورى وقد أعلن استئناف جلسات (الشأن العام) معني بمناقشة هذا الأمر، واقتراح تشريع يجرم أي فعل أو قول عنصري أو طائفي، مع اقتراح العقوبات المناسبة، ورفعه إلى ولي الأمر لإقراره، إذ لا يليق بنا ونحن وطن مسلم أن يكون بيننا من ينتقص من آخر بسبب لونه أو مذهبه أو قبيلته أو طائفته، ثم لا يجد نظاما يجرم فعله، وقانونا يعاقبه ننفق جهودا وأموالا وأوقاتا كثيرة في التوعية والوعظ والنصح، ومع الفائدة النسبية لهذه الجهود، إلا أنه لا جدوى منها وحدها مطلقا، وما لم يكن هناك نظام وقانون فستكون تلك الجهود والأموال من باب الهدر لا أكثر أعضاء وعضوات الشورى مواطنون ويعرفون الآثار السلبية البالغة للعنصرية والعصبية والطائفية على حياة وأمن المجتمع وتعايشه، ويعرفون…
آراء
الجمعة ١٤ فبراير ٢٠١٤
في قضايا النزاعات بين البشر، تبدو محاولة التفريق الواضح بين ما هو خطأ وما هو صواب أمرا من النادر أن يكون سهلا، إذ دائما ما تظهر منطقة رمادية في خضم الأقوال والأفعال المتصارعة. أما عندما يتعلق الأمر بالحروب الأهلية، فإن الأمر يبدو أكثر صعوبة. غير أنه وفي كل الأحوال تكون هناك بعض المواقف التي تتغلب فيها فكرة التدخل الفوري لوقف المأساة على إغراء توزيع نسب المشاركة في تحمل إثم تلك المأساة. وبين الحين والآخر، نواجه نوعا من الصراعات التي تبدو فيها فكرة الوقوف بجانب أحد الطرفين احتمالا نظريا وضرورة أخلاقية في الوقت ذاته. وإلى تلك الفئة من الصراعات ينتمي النزاع الذي اندلع في سوريا وكان السبب وراء الزج بالبلاد في أتون المأساة القائمة منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وهذا ما يجعل المرء يشعر بغضب عارم عندما يجد بعض الأطراف الدولية يتبنون مواقف تقوم على نظريتي «نعم ولكن» أو «إما أو» للهروب من معضلة الوقوف بجانب أحد طرفي النزاع. وغالبا ما يؤدي تبني أي من النظريتين إلى الوقوف بجانب الطرف المخطئ. قبل عامين، قال لي أحد الأعضاء البارزين في إدارة الرئيس أوباما إنه كان «من غير الوارد السماح للأسد بقتل شعبه». جاء هذا الرأي في الوقت الذي كانت فيه قضية «الخطوط الحمراء» ما زالت تنبض بالحياة، لكن اللون الأحمر بدأ يضمحل…
آراء
الجمعة ١٤ فبراير ٢٠١٤
قبيل مغادرتي إلى باريس بأيام قلائل، استمعت إلى محاضرة شائقة فعلا. كان ذلك في مقر مؤسسة «مؤمنون بلا حدود» الواقع قبالة المحطة الكبرى وسط الرباط العامرة. وكان ضيفها هذه المرة الدكتور يحيى اليحياوي الخبير في الإعلام والاتصالات. وقد قدمه للحضور الكريم الدكتور المنتصر حمادة ذو الروحانية الصافية والإيمان العميق، وهو مختص بالشؤون الدينية والفلسفية على حد سواء. أكاد أقول إن عنوان المحاضرة هو موضوع الساعة: «الفضائيات العربية والخطاب الديني». عندما سمعت بذلك، قلت لا ينبغي أن يفوتني لقاء كهذا. منذ زمن طويل وأنا أفكر في هذا الموضوع بشكل غامض دون أن تكون عندي أي معطيات دقيقة عنه. وهذا ما قدمه لنا الأستاذ المحاضر في عرضه الموضوعي بشكل واضح وبالأرقام. كنت أعرف أن هناك فضائيات دينية تبث على مدار الساعة. ولكن، ما كنت أعرف عنها شيئا كثيرا. ولذا، كم كانت دهشتي كبيرة عندما عرفت أنه توجد أكثر من مائة فضائية دينية في العالم العربي! 104 بالضبط. من كان يتوقع ذلك؟ من أشهرها قناة «اقرأ»، وقناة «الرسالة»، و«القناة السادسة» في المغرب... إلخ.. ولكن، ما عدد الفضائيات العربية ككل، دينية أو غير دينية؟ 1070 فضائية يا سادة يا كرام! وهذا يعني أن عشرها مخصص للدين حصريا. ولكن، حتى الآن، لا يزال الفكر التقليدي القديم يسيطر على هذه الفضائيات، فالبرامج يهيمن عليها النقل لا…
آراء
الجمعة ١٤ فبراير ٢٠١٤
«أوباما والسعوديون» كان هذا عنوان افتتاحية صحيفة «التايمز» البريطانية، التي أرادت أن تعطي أهمية كبيرة للقمة السعودية الأميركية المنتظرة، بعد إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي سيزور الرياض في النصف الثاني من مارس (آذار) المقبل للقاء خادم الحرمين الشريفين. وقد أبرزت الصحيفة مقطعا جاء فيه: «الزيارة إلى السعودية خبر طيب، يجب أن يطمئن أوباما السعوديين إلى أنه لن يهجرهم»! «يهجرهم»؟ هذا التصوير ينطوي على خطأ مزدوج؛ أولا لأن السعوديين لا يتملكهم الذعر، بل الاستياء من التحول المتزايد في سياسات أميركا وفي قواعد نظرتها الاستراتيجية إلى الإقليم، وثانيا لأن أوباما لا يهجرهم بل يهجر مصالح بلده في منطقة طالما كررت واشنطن أنها «حيوية للأمن القومي الأميركي». عندما اختار أوباما أزمة الشرق الأوسط لتدشين سياسته الخارجية على قاعدة «التغيير» الذي رفع شعاره، حرص على أن تكون السعودية بوابته الرئيسة إلى المنطقة، فزار الرياض في يونيو (حزيران) من عام 2009 قبل أن يصل إلى القاهرة لإلقاء خطابه الزهري عن الالتزام بقيام الدولتين، مذكرا بأهمية العلاقة مع السعودية للأمن القومي الأميركي، وبأن «مبادرة السلام العربية»، التي اقترحها خادم الحرمين الشريفين في قمة بيروت عام 2002 وأقرتها القمم العربية تباعا، تشكل قاعدة للتسوية العادلة. الاضطراب المتزايد الذي أصاب أخيرا هذه العلاقات الاستراتيجية، جاء نتيجة تحولات سلبية في السياسة الأميركية إزاء مجموعة كبيرة من الملفات والتطورات…
آراء
الجمعة ١٤ فبراير ٢٠١٤
نعم، نعم لدخول الجلادين لساحات حرم وباحات كليات البنات؛ ولا، لا لدخول المسعفين لساحات وباحات حرم كليات البنات!. هذه الممارسات تتكرر، وما زالت وزارة التعليم العالي تتفرج؛ وكأن ما تشاهده وتسمعه يحدث في جامعات تل أبيب؛ عجيب هذا الأمر عجيب!! جامعات لا تحرص على سلامة وحياة طالباتها؛ بالطبع ستكون الأبعد في الحرص على فكر وعقل وحسن تأهيل وتدريب طالباتها. المسؤولون في الدفاع المدني ومن حسهم الوطني والمسؤولية الدينية والإنسانية أعلنوا مشكورين، عياناً بياناً، بل أنذروا وحذروا؛ بأنهم سوف يتصدون ولو بالقوة لكل من يتدخل في عملهم ويمنعهم من أداء واجبهم، عندما يستدعون للتعامل مع حالة حرجة في مدارس أو كليات البنات. وكان ذلك نتيجة ما مروا به من تجارب مريرة؛ ذهبت ضحيتها أنفس بريئة، كان من الممكن وبمقدورهم إنقاذها، لولا تدخل جهلة حماية الخصوصية، ولو أزهقت في سبيل ذلك أنفس بناتنا، واللاتي وصانا بهن رسول الهدى والرحمة، صلى الله عليه وسلم خيراً، قبل وفاته. وبرغم أن الإسلام أعطانا فسحة كبيرة في حماية وصيانة الأنفس، عندما أكد على قاعدة "عند الضرورات؛ تحل المحرمات"؛ منع جهابذة وجهلة و"جلاوزة" الخصوصية، إسعاف الشهيدة آمنة باوزير، والتي لم يكن لها من اسمها - وللأسف الشديد - نصيب وهي في كنف أعرق جامعاتنا المدنية؛ وفي كلية تعلم وتمنح أعلى الشهادات في العلوم الإنسانية؛ حتى فارقت الحياة،…
آراء
الجمعة ١٤ فبراير ٢٠١٤
قبل يومين افتتح المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السنوية التاسعة والعشرين، الذي تنظمه منذ ثلاثة عقود وزارة الحرس الوطني. هذا المهرجان كان طوال هذه الفترة متنفسا مهما للمجتمع، ولا سيما لسكان العاصمة الرياض. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية وجدنا تصرفات غريبة أرادت النيل من بعض الفعاليات الثقافية ومنها هذا المهرجان؛ بهدف تحجيمه كمناسبة وطنية وتقليصه كمتنفس اجتماعي، بحجج ومبررات غالبا تجعل المرء يفكر أن وراء الأكمة ما وراءها. اليوم بدأنا نفهم أن دعاوى الاعتراض والاصطفاف التي كان يقوم بها بعض الأفراد خلال السنوات العشر الماضية في المناسبات الثقافية بطريقة "كتائب الفوضى"، لفرض رؤية بمبررات "الإنكار"، غير أن الأمر اتضح له خيوط طويلة وعريضة، إذ بدأت تفوح منه رائحة التحزبات والحركات السياسية الصحوية التي تريد نشر الاضطراب، ومحاولة تقليص سلطة الدولة مقابل حصولها على سلطة اجتماعية عبر خلق حالة من التسلط الاجتماعي. إن حالة الوعي المضطردة في المجتمع السعودي اليوم لا تسمح باستمرار الوصاية عليه، من خلال التجمعات في المناسبات الثقافية الوطنية، وتعدّ محاولات إظهار الثقافة على أساس أنها مضادة للدين إشكالية حقيقية انطلت على المجتمع عبر العقود الماضية، التي بقي فيها المجتمع شبه معزول عن العالم، وتعود أحداث الماضي إلى الأذهان عندما يهاجم بعض المتزمتين ـ دون أن يحملوا مسؤولية رسمية ـ المناسبات الثقافية ليثيروا الفوضى ويشغلوا الناس بممارستهم…
آراء
الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤
يجمع غالبية السياسيين على أنه لم يمر على الولايات المتحدة رئيس ضعيف متردد متذبذب، مشتت القرارات ومتناقض التصريحات وضعيف المبادرات، مثل الرئيس الحالي باراك أوباما! ففي مقارنة سريعة مع سلفه (جورج دبليو بوش) لا من سبقوه بعقود، كان بوش يقول ويفعل، يضغط ويتحرك ويحرك العالم خلفه بالقوة والإرادة الأميركية. كان الحاكم العربي لا ينام ليلَهُ إذا كان بوش سيلقي خطاباً أو يدلي بتصريح. كان زعماء العرب في عهد بوش يتحسسون كراسيهم ورؤوسهم، أما اليوم فيخطب أوباما كثيراً، لكنهم لا يكترثون بعد أن اكتشفوا أنه ليس من أصحاب القرار أو صُناعه، بل من مسوقي الأقوال، حتى أصبح محل تندر في الداخل الأميركي قبل الخارج! ومع مضي خمسة أعوام على وجود «ابن حسين» في البيت الأبيض، ظهر أنه غير فاعل أو مؤثر على رغم محاولات التلميع لشخصيته منذ تنصيبه، بل عمل على تلاشي الهيبة الأميركية والشخصية القوية، انعكاساً لشخصيته، ما دعا مجلة «فوربس» في إحدى مقالاتها إلى القول بأن تردد أوباما حيال ضرب سورية يوجه رسالة إلى إيران بأن بإمكانها المضي قدماً في تخصيب اليورانيوم، وصنع قنبلتها النووية من دون أن تخشى أميركا، واعتبرت أنه بعد الإخفاق الأميركي في التعامل مع الثورة المصرية، جاءت مواقف أوباما المترددة حيال سورية لترسم صورة أكثر قتامة للقوة والقدرة الأميركية، وأن صورة أميركا تهتز في جميع…