آراء

آراء

وزارة التربية والمحاضرات الدينية

الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤

قبل أسبوعين نشرت «الحياة» خبراً بعنوان: «وزارة التربية تحظر تنسيق المدارس مع المحاضرين لحماية الطلاب فكرياً»، كان مفاده أن الإدارات التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم في السعودية، وفي خطوة تهدف لحماية الطلاب من أية أطروحات فكرية متطرفة أو متشددة، حظرت على المدارس التنسيق مع أية داعية لإقامة محاضرات للطلاب والطالبات خلال اليوم الدراسي، وأن إدارة التوعية الإسلامية في الإدارة التعليمية هي الجهة المخوّلة في عملية التنسيق بين المحاضر والمدرسة، وهي المعنية بتحديد آلية الموضوع وإدارة المحاضرة وتوقيتها... إلخ. كان من المثير للاستغراب أيضاً أنه وبعد أسبوع من نشر ذلك الخبر، نشرت إحدى الصحف المحلية عن احتفاء وتكريم إدارة تعليمية لأحد أبرز الدعاة، إثارة للجدل حول مواقفه وآرائه إن لم يكن هو أبرزهم نشاطاً على الساحة الإعلامية، وتفاعلاً في «تويتر»، وذلك نظير مشاركته بجولة في إلقاء عدد من المحاضرات واختتام جولته بمحاضرة لمنسوبي تلك الإدارة التعليمية. وعلى كل حال، لم تكن هذه الخطوة من وزارة التربية هي الأولى من نوعها، فقد تكرر التوجيه منذ أعوام عدة بخصوص ذلك، تارة عبر إلزام المدارس بالحصول على موافقة رسمية مسبقة قبل إقامة أية محاضرة، وتارة بتحديد المسموح لهم بإلقاء المحاضرات في المدارس من دون تصريح، وهم أعضاء هيئة كبار العلماء، وأن ما عداهم من الدعاة يجب عليهم أولاً الحصول على إذن رسمي من الجهات…

آراء

الرواية العربية: «الفصاحة الجديدة»

الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤

في تعقيبه على مضمون وشكل الروايات الفائزة بالقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لهذا العام، يلتقط الناقد العراقي عبدالله إبراهيم بروز ما يسميه «الفصاحة الجديدة» في تقنيات السرد الروائي العربي. لا علاقة لهذه الفصاحة باللغة ذاتها وفصاحتها التقليدية، بل هي تصف الآلية الروائية ذاتها، الصنعة، الأدوات والحيل، التمثيل الصادم، والتوظيف المفاجئ لأدوات خارجة عن التوقع، مُضافاً إلى ذلك الخيال الجامح. انخرط إبراهيم مع أربعة آخرين في لجنة تحكيم الجائزة لهذا العام مما اضطره لقراءة 156 رواية تنافست للوصول إلى القائمة الطويلة أولاً (16 رواية) ثم القائمة القصيرة (6 روايات) والتي أعلن عنها يوم العاشر من فبراير الجاري في عمان. تؤدي هذه التجربة الغنية والمكثفة والتي يجب أن تنجز تحت ضغط الوقت، في خمسة أشهر تقريباً، إلى تكثيف لحظة الاطلاع على خلاصات المنجز الروائي العربي ومقارنته ببعضه البعض، والوصول إلى خلاصات نقدية تفتح مساحات جديدة للنقاش. معنى ذلك أن آلية أية جائزة أدبية، إن اتسمت بالتماسك والديمومة والصرامة، لا تفرز لنا أعمالا أدبية متفوقة ومبدعة وحسب، بل تدفع أيضاً بعملية النقد الأدبي والثقافي إلى آفاق جديدة. وربما يمكن تقديم اقتراح هنا يتمثل في ضرورة الاستفادة من تجربة لجان التحكيم في الجوائز الأدبية، مثل البوكر وغيرها، في تعميق الجدل والنقاش في ميدان النقد الأدبي عبر الاستفادة من أعضاء لجان التحكيم إن…

آراء

عندما يَصدَحُ صَوتُ الحَق

الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤

ظهرت الصحف القطرية بعد يومين من التراشق الذي حصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول العلاقات بين دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة على خلفية حديث للشيخ يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة ، ظهرت الصحف بعنوان « أكد ثقته في حكمة سمو الأمير.. محمد بن زايد: «لا خلافات بين قطر والإمارات». وكان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قد تحدث عن علاقته المتميزة مع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، مضيفاً «ولدي ثقة كبيرة بالشيخ تميم في أنه يرى مصلحة قطر من مصلحة دول مجلس التعاون». وأكد أن «الشارع العربي لديه سوء فهم وعدم رؤية لما حصل مؤخراً، ونحن نؤكد أنه ليس لدينا خلاف مع قطر». كما ظهر عنوان في الصفحة ذاتها يقول : (العطية: علاقتنا مع الإمارات أخوية، ولاخلافات مع السعودية). وكان وزير خارجية دولة قطر قد أكد خلال حديث على قناة «الجزيرة» أن «العلاقات بين قطر والإمارات علاقات أخوية، وأن شعوب دول مجلس التعاون شعب واحد، وأن مجلس التعاون لم يصادر حق الدول في سيادتها أو الاختلاف في وجهات النظر، إلاّ أن هناك مُسلمات وخطوطاً حمراء متفق عليها بين دول التعاون». وأكد سعادته على أن «علاقتنا مع الأخوة في الإمارات على أعلى مستوى»،…

آراء

«طويل العمر..!»

الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤

تجلس إلى جواره، وتخاطبه بقولك: يا طويل العمر القضية أن كذا وكذا، فيجيبك: ولكن يا طويل العمر كان الأصل أن تفعل كذا وكذا، يستمر الحوار، أنت تقول طويل العمر، وهو يقول طويل العمر، تخرج من عنده سعيداً منشرحاً، تقول للناس إنهم يحبون أن نحدثهم كما يحدثوننا، وإنهم مستمعون جيدون، بعدها بساعات تصل إلى مكتبك، تتصل بك ذات الرداء الأسود، تقول لك إن الموظف الفلاني يريد مقابلتك لأمر يخصه، تقول لها عبارتك المعتادة: «إنتي ما تفهمين ولا شو؟»، تحاول تقليد خالد صالح في فيلمه الشهير، وترفع نبرة صوتك قائلاً: «هي فوضى؟ خليه يراجع مديره المباشر أول، وهذا الثور يرفعها لمدير الإدارة وبعدين حولولي الموضوع!». في اليوم التالي تلتقي طويل العمر في فعالية ما، تقول له بأدب: مرحبا يا سيدي، فيرد عليك: يا سيدي لا تعرف كم السعادة التي أشعر بها حين أراك، تتبادلان أطراف الحديث، وبعد انقضائه تحاول تقبيل رأسه، فيرفع هامته لكي تتواجها، تصلك الرسالة تقول لزملائك الذين ينتظرون في الخارج إن «الحاجة مقضية»، وتحدثهم سعيداً عن تواضعه، وكيف أنه يعطيك الشعور بأن الجميع سواسية، تعود إلى الحي، يمر بك جارك الآسيوي يسلم عليك، تبدأ بالقلق! يعيد سلامه فتبدأ بالنرفزة، يريدني أن أرد عليه السلام! حتماً هناك وراءه شيء سيطلب مني التوسط لوظيفة لأخيه أو يطلب مني الحديث مع موظف…

آراء

وجاء مدير!

الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤

قال معاوية لرجل: من سيد قومك؟ فقال: أنا. فقال له: لو كنت كذلك لم تقلها! بعد أن «طاار المدير» لابد أن تتجه الأنظار إلى المدير القادم، من هو؟ وماذا سيفعل؟ يقولون: «لو دامتْ لغيركَ ما وَصَلتْ إليك»، ولكن الأعمالَ أكثرُ ديمومة وأعلى صوتاً، وهذا يقتضي أن يثبت المدير الجديد جدارته سريعاً، ويقوم بالتغييرات الحاسمة التي تخدم ولا تهدم! إريكا أندرسون وضعت خطوات خمساً للقائد الجديد لإجراء هذه التغييرات بسلاسة وسرعة، قالتْ: ■ تعرف إلى أوضاع المؤسسة جيداً: وهذا مهم للمدير الذي يدخل المؤسسة لأول مرة، وضروري للمدير الذي ترقى للمهمة الجديدة في المؤسسة نفسها. وهنا أيضا نقطة لابد أن تكون في حسبانك أيها المدير الجديد، فزملاء الأمس أصبحت أنت رئيسهم، ومديرك أصبح زميلك، ومن كان يتحدثُ معك بالأمس قد يتوجس اليوم خيفةً أو حذراً، وقد يختلف تعامله معك، فإما أنْ تتوطّد العلاقة وإمّا أن تنهار الثقة، الحل بيدك: راقب الوضع جيداً، واستمع للجميع باهتمام فهو الطريق الأول لكسب القلوب. ■ الحلفاء: عندما تبدأ بمراقبة وضع مؤسستك، استمع للجميع (فحينما كنتُ على مقاعد الدراسة، جاءنا مدير جديد، وأول ما فَعَلهُ، الاجتماع بنا ـــ كلاً على حدة ـــ ليسمعَ منا ما نَوَدُّ، وما نكره!) هنا ستجد الأشخاص الذين يشاركونك الرؤية، فساعدهم لأنك ستحتاج لمساعدتهم غداً. ■ شاركهم قرارك: قبل البدء بالتغيير؛ قل…

آراء

اليمن.. قراءة في الواقع السياسي

الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤

أقرت اللجنة الرئاسية في اليمن -وفق بيان وكالة الأنباء اليمنيةـ مشروع تحويل الجمهورية اليمنية إلى دولة اتحادية فيدرالية مكونة من ستة أقاليم وهي: إقليم حضرموت وعاصمته المكلا، ويضم محافظة المهرة وشبوة وجزيرة سوقطرى، علاوة على محافظة حضرموت. وإقليم عدن وعاصمته عدن، ويضم محافظة عدن، وأبين، ولحج، والضالع. وإقليم سبأ وعاصمته مأرب، ويضم محافظة الجوف ومأرب والبيضاء. وإقليم الجند وعاصمته تعز، ويضم محافظتي تعز وإب. وإقليم تهامة وعاصمته الحديدة، ويضم محافظة الحديدة وريمة والمحويت وحجة. وإقليم أزال وعاصمته صنعاء، ويضم محافظة صعدة وصنعاء وعمران وذمار. كما تم الاتفاق على أن تكون أمانة العاصمة صنعاء مدينة اتحادية غير خاضعة لسلطة أي إقليم، على أن يتم وضع ترتيبات خاصة بها في الدستور لضمان حمايتها واستقلالها؛ واتفق على أن تكون مدينة عدن مدينة إدارية واقتصادية ذات وضع خاص، وتتمتع بسلطات تشريعية وتنفيذية مستقلة. بهكذا إجراء يكون اليمن قد أنهى أهم ملف سياسي، وإن كان ليس بالضرورة أن تكون جميع المكونات السياسية قد رضيت به، حيث وكما أعلن فقد تحفظ الحزب الاشتراكي على تقسيم الجنوب إلى إقليمين، ورفض مكون أنصار الله التوقيع باعتبار أن التقسيم بهذا الشكل لا يُلبي مطالب الجنوبيين بالدرجة الرئيسة، كما سيصنع مستقبلاً أزمة بين مختلف الأقاليم الاتحادية، وفي تصوري فإن قسما كبيرا من المنتمين للحراك الجنوبي يؤيدونهم في التوجه والرؤية. على…

آراء

كيف نصون بيوت الله من اللغو السياسي؟

الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠١٤

يحدد القرآن الكريم، الرسالة الدينية للمساجد، في قوله تعالى: «وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً»، أي أن بيوت الله تعالى، بيوت أعدت وهيئت للعبادة ولذكر الله تعالى ولقراءة القرآن والاستغفار والتوبة، ولإعادة شحن الطاقة الإيمانية للمسلم والارتقاء الروحي والأخلاقي. فدارات المساجد هي منارات تشع طاقة من النور والهداية فيمن حولها، فإذا أصبح المسجد جامعاً -تُقام فيه صلاة الجمعة وخطبتها- فإن المهمة تكون أعظم، والدور يكون أكبر. وما سمي الجامع جامعاً إلا لأنه يجتمع فيه أهل المنطقة جميعاً، فتجتمع كلمتهم ويحصل التآلف بينهم، ومن هنا كانت مهمة خطيب الجمعة جليلة، في أن يحسن خطابه، ملتزماً منهج القرآن في الدعوة، في قوله تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، بأن يكون داعية للخير والسلام والتسامح مبشراً بالقيم الأخلاقية العليا، معززاً للمشترك الديني والمذهبي والإنساني بين أبناء المجتمع الواحد وبين المجتمعات الإسلامية، محفزاً طاقات الشباب للبناء والتنمية والإنتاج والعلم، رائده قول الله تعالى «قولوا للناس حسناً» وقوله عز وجل «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن». هذه هي رسالة المسجد، وهذا هو المنهج الصحيح للدعوة والإسلام، لكن مما يؤسف له، أن آفة «التسييس» وهي آفة كبرى في حياة العرب السياسية وفي تاريخ صراعهم على السلطة، إلى يومنا هذا، لحقت بمنابر بيوت الله تعالى، إثر وصول «الإسلام السياسي» إلى السلطة، حيث أصبحت…

آراء

إيران مغناطيس أم فيروس؟

الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠١٤

خلال الشهر الحالي أعلن كل من الأردن والمغرب (وهما الدولتان الموعودتان بالانضمام لمجلس التعاون الخليجي) العزم على إرسال سفراء لطهران واستقبال سفراء ايرانيين جُدد، حيث صدر تأكيد من مصدر دبلوماسي على أن الأردن “أبلغ إيران رسميا” بموافقته على ترشيح السفير الذي سمته إيران منذ بضعة أشهر، كممثل لها في المملكة وأن الأردن -بدوره- “اتخذ قرارا بإرسال سفير له إلى طهران”، وأنه سيرشح اسم سفير “قريبا جدا” لشغل هذا المنصب، الذي بقي شاغرا منذ أعوام. من جهة أخرى أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان أن طهران والرباط اتفقتا على ضرورة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين (المقطوعة من مارس 2009م )، ناقلا تأكيد كل من وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ونظيره المغربي صلاح الدين مزوار في اتصال هاتفي على الأواصر التي تربط بين شعبي البلدين، واتفاقهما على ضرورة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمغرب. واختتم مساعد وزير الخارجية النشط تصريحه بقوله: "استنادا إلى هذا الاتفاق، ستتم قريبا إعادة فتح سفارتي البلدين في طهران والرباط"، وأن سفارتي البلدين ستفتحان أبوابهما مجددا قريبا، معتبرا حضور ممثل إيراني في الاجتماع الأخير بمراكش للجنة القدس مؤشراً على تحسن العلاقات بين البلدين. والأخبار هذا الأسبوع من اليمن تُشير الى انتصارات للحوثيين وسط أنباء متضاربة حول أنهم يخططون للتوجه والسيطرة على العاصمة…

آراء

التعليم وصناعة الوعي البيئي

الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠١٤

كثر الحديث حول أسباب المشكلات والتحديات البيئية والحلول المناسبة للحد منها وتعزيز الاستدامة؛ وفي كل محور من هذا الحديث نجد أن نشاط الإنسان جزء كبير من المشكلة وعامل أساسي في الحل. لعل التشريعات والضوابط واللوائح القانونية التي تضعها الدول لحماية البيئة وفرض معايير ملزمة لعدم الضرر بها، خطوة أساسية وضرورية جدا نحو استدامة المجتمعات وحماية المستقبل، ولكن يبقى نجاحها متوقفا على مدى التزام الإنسان بهذه القوانين، بل ومدى فهمه للقضايا المتعلقة بالبيئة ومساهمته في إيجاد الحلول. يشير تقرير التنمية البشرية الذي أجرته الأمم المتحدة في عام 2011 حول الاستدامة، إلى أن الحل الأول والفعال للحد من التلوث وانبعاث الغازات الدفيئة، يمكن أن يتحقق من خلال التقليل أو الامتناع عن الأنشطة التي تسبب انبعاث هذه الغازات. فعلى سبيل المثال، تبلغ مساهمة الفرد في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في النرويج نحو (11 طنا) أي أقل من ثلث مساهمة الفرد في دولة الإمارات العربية المتحدة (35 طنا) على الرغم من تسجيل البلدين ارتفاعا في نسبة الدخل. وبحسب هذا التقرير، سجلت البلدان العربية أعلى معدلات التلوث للفرد في المدن بين مناطق في العالم وأعلى درجة استخدام للوقود الأحفوري، مما يعرض استدامة المنطقة وتنميتها للخطر. ويشير التقرير إلى أن أربع دول من منطقة الخليج ضمن أعلى خمس دول مسببة للتلوث بثاني أكسيد الكربون. ومع تطور…

آراء

الإهمال في الثكنات التعليمية

الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠١٤

من أكثر الجرائم التي لا تؤخذ على محمل الجد في البلاد العربية وتقابل دائماً بعدم الاكتراث جريمة الإهمال التي تبدأ بحالة مستمرة من اللامبالاة إلى أن تتحول إلى جريمة رسمية يسقط على إثرها عدد من الضحايا، وذلك بسبب غياب قانون مباشر يضعها على لائحة الجرائم الإنسانية، وبالمقابل نجد حزمة من الاحتياطات تتخذها القوانين الغربية بمنتهى الجدية ضد أي سلوك يقبل للشك بأن وراءه عملية إهمال، ولا تنتظر إلى أن تقع حادثة لتُجرمه، بل يكفي قياس حجم الضرر المحتمل الذي من الممكن أن تتسبب فيه حالة الإهمال ليصبح جريمة تُدخل صاحبه السجن. أعلنت اللجنة المكلفة بالتحقيق في حريق متوسطة البنات في مكة عام 2002 الذي أودى بحياة 15 تلميذة، أن الحادث تتحمل مسؤوليته رئاسة تعليم البنات لعدة أسباب كان من ضمنها: الإهمال الواضح في عملية اختيار المباني التي لا تتطابق مع مواصفات الأمن والسلامة، وثانياً عدم إخضاع المعلمات والهيئة الإدارية لبرامج التدرب على السلامة والإخلاء في حالات الحريق والطوارئ، وانتهت التحقيقات بإقالة رئيس تعليم البنات في ذلك الوقت، ودمج الرئاسة في وزارة المعارف «التربية والتعليم حالياً» ليسدل الستار على زمن الاستقلال الإداري المتعنت لتعليم الفتيات في المملكة، في ذلك الوقت طالب الدفاع المدني وزارة التربية والتعليم بتدريب منسوبي المدارس على عمليات الإخلاء في حالة الطوارئ، فاجتهدت المدارس على عمل خطط طوارئ…

آراء

عندما تتحول النخبة إلى غوغاء!

الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠١٤

تتحدث الأدبيات الثقافية كثيراً عن أن الجماهير (أو الغوغاء) هم دوماً العائق عن التنمية والتطور والتقدم الذي تبذل «النخبة» جهداً كبيراً في تصنيعه وتجهيزه للرقيّ بهذه الجماهير/ الرعاع! يتكرر هذا الخطاب النخبوي المتعالي، متناسياً أن الأزمات السياسية والنزاعات الدينية والانقسامات الاجتماعية هي في معظمها نتاج أفكار «ثقافية» تصنعها النخبة ثم تستهلكها الجماهير. فهل من مسوّغ أخلاقي أو معرفي يبرر هذا الخطاب الفوقي للنخبة على العامة، ورمي الأخيرة بكل اختلالات المجتمع ومصائبه؟! قبل أكثر من عشر سنوات تأسس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالمملكة العربية السعودية. قام المركز بكل حدب وكفاءة بعقد لقاءات سنوية لتنمية أدوات الحوار بين فصائل المجتمع في مختلف الاهتمامات والمتطلبات اليومية للإنسان. (سيعقد لقاءه الثامن في المدة من 26-27 ربيع الآخر الموافق 26-27 شباط / فبراير الجاري بمدينة جدة، تحت عنوان: «التصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية»). مركز الحوار الوطني السعودي يحظى باحترام كبير، وبتطلعات كانت كبيرة ... لكنها بدأت تتصاغر، خصوصاً بعد إصابة المجتمع بحساسية «الربيع» العربي! ما الذي يعيبه المعترضون على أداء مركز الحوار الوطني؟ الجواب (الجاهز طبعاً): أنه يجمع ويخاطب النخبة من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين ويرتفع بأدائهم الحواري «الرفيع» أصلاً. لكن هذه الرفعة والارتقاء لا تصل إلى الجماهير / الرعاع / الغوغاء، فيُفسد هؤلاء العوام كل ما صنعته تلك النخبة. حسناً، لنذهب إلى إحدى…

آراء

«الثورة البيضاء!»

الثلاثاء ١١ فبراير ٢٠١٤

لا أشك في أنك مثلي، دائماً ما تنسى أي القمم هي القمة الأعلى في العالم: الهيمالايا أم التيبت أم الألب، أحياناً تخلط الأوراق، أيها الموجودة في سويسرا وأيها الموجودة في الهند! تتذكر أنك في مرحلة ما من شبابك أيام كانت مسابقات «حروف» في أوجها ومبيعات كتب سين وجيم تتصدر القائمة بدلاً من كتب الطبخ والأبراج، كانت تلك المعلومة ثابتة في أحد «الكلسترات» في خلايا ذاكرتك! لكنها اليوم تضيع تماماً، كل ما تذكره هو أنك تقرأ في كل أيام عدة عن أول عربي يرفع العلم على قمة جبل كذا! بعد أيام عدة تقرأ عن أول امرأة ترفع العلم على قمة أخرى، تشك في ذاكرتك وتتصور أنها حالة «ديجافو» متقدمة، ألم أقرأ هذا الخبر من قبل؟! لا أعرف ما فائدة أن «يلعوز» أحدهم نفسه لأيام عدة من أجل أن يبتسم في النهاية للكاميرا رافعاً إبهامه لأنه وصل إلى القمة، بالنسبة لي لم يكن لقب «أول كاتب عمود يصل إلى قمة الهيمالايا» مثيراً جداً، لدي حساسية من الأماكن المرتفعة، وضيق في التنفس من الأماكن الباردة، تلك القمم الباردة التي لا غرض من الوصول إليها سوى الصورة الإعلامية هي ما أسميه بالقمم السلبية، لكن هناك دائماً جانباً آخر مضيئاً سيغير نظرتك إلى القمم التقليدية المملة، خذ عندك على سبيل المثال: القمة الحكومية التي انطلقت…