آراء

آراء

زيارة أوباما للسعودية

الثلاثاء ١١ فبراير ٢٠١٤

زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للرياض في شهر آذار (مارس) المقبل ليست زيارة عادية، كما هي زيارات الرؤساء الأميركيين السابقين، فالكل يعرف أن علاقة الرياض وواشنطن تعيش أصعب مراحلها، وتتمثل بعدم رضا السعوديين عن مواقف الأميركيين، وعلى رغم تأكيدات المسؤولين في الجانبين على تاريخية واستراتيجية هذه العلاقة المميزة والممتدة لعقود طويلة، إلا أن الرياض عبرت منذ عام من الآن عن عدم رضاها عن سياسية أميركا الخارجية في المنطقة. فالرياض من أقوى وأهم حلفاء واشنطن في المنطقة، ويعلم الأميركيون قبل غيرهم ثقلها السياسي والاقتصادي والديني في العالم، في الوقت الذي يعرف السعوديون مكانة أميركا، وأنها القوة العظمى في العالم. هناك خلافات بين الجانبين في عدد من الملفات المهمة في المنطقة، وترى الرياض أن واشنطن بدأت تتلوّن تجاه قضايا مشتركة في الشرق الأوسط بل أفصحت الرياض بطريقة أو أخرى عن غياب الشفافية في تعاطي حكومة أوباما مع الملف السوري، والذي سيكون ضمن أولويات الملفات المطروحة للنقاش في زيارة أوباما المرتقبة آذار (مارس) المقبل. من المتوقع أن يقدم الأميركيون للرياض تفسيراً لتراجع دورهم في معالجة القضية السورية، بعد أن كانوا على وشك توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد في أعقاب استخدامه الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، ولماذا توقفت أميركا عن ضربها نظام بشار الأسد بعد تنسيقها مع حلفائها في المنطقة؟ وكلنا يتذكر حينما قطع العاهل…

آراء

فواتير عالية ورفاه أقل!

الثلاثاء ١١ فبراير ٢٠١٤

ـ هل الرواتب الكبيرة التي يأخذها المستشارون في شركات الكهرباء بحاجة إلى إعادة نظر؟ هل يمكن اعتبارها منفذاً نظامياً لاستقطاع جزء كبير من ميزانية الشركة دون مبرر أو دواع فنية تخدمها وتطورها كي تساير العصر؟ ومتى تليق الشركة أصلاً بما يستحقه المواطنون من خدمات؟! ـ لماذا أصبحت السيارات الجديدة التي تُصرف سنوياً لكبار موظفي شركة الكهرباء بفروعها المنتشرة مضرب المثل على جودة المرعى وقلة الصنعة كما يقول البعض؟ وهل يقدم هؤلاء للشركة شيئاً يوازي ما يحصلون عليه من امتيازات؟ من يقنعنا كمواطنين بذلك؟ وتذكروا أن بعض هؤلاء ليسوا مهندسين أو فنيين كي نبلعها ونمشيها بل إداريين على مكاتب!! ـ بعض الناس يؤكدون أنه لو قامت شركة الكهرباء بترشيد هذا الإنفاق الزائد عن الحاجة على كبار موظفيها فسيُصبح بالإمكان تدعيم عملها الرئيس وصيانة ما يحتاج إلى صيانة بل واستبداله عند الضرورة بمنتهى اليسر، ودون طوابير مستشارين يعودون من التقاعد كي يصبحوا بطالة مقنعة لا تنفع في شيء وبحجة الخبرة؛ فهل هذا صحيح؟! ـ ما نعرفه جميعاً أن الدولة تدعم شركة الكهرباء، والشركة بدورها تقوم بتحصيل فواتيرها بانتظام وبمبالغ محترمة، وكذلك تبيع عدَّادات جديدة على المواطنين الغلابة بأثمان باهضة؛ فأين تذهب هذه الأموال؟ وكيف تقدم لنا الشركة خدمة ضعيفة مع كل هذه الأموال والفواتير ثم تشتكي من شح السيولة؟! ـ المواطن الذي…

آراء

حول الحاجة إلى منظور اقتصادي جديد

الثلاثاء ١١ فبراير ٢٠١٤

يدعو فهد الدغيثر إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني ("الحياة" 9 فبراير) باتجاه تطوير الموارد المتاحة واستنباط موارد جديدة وتقليل الهدر. كانت هذه الدعوة موضوعا لعشرات من البحوث والندوات خلال العقود الثلاثة الماضية. تجربة الصناعة في الجبيل وينبع دليل ملموس على صحة تلك النداءات. في 2012 بلغت إيرادات شركة سابك 80 مليار ريال. هذا نجاح زرعت بذرته في قرار اتخذ قبل ثلاثة عقود. نجاحات اليوم برهان مادي على صحة مسار التصنيع. وكان ينبغي الاستمرار فيه خلال السنوات الماضية، سواء في مجال البتروكيميا أو الصناعات الهندسية، أو الاستهلاكية. ضرب الدغيثر مثلا بالسياحة الدينية. في 2012 بلغ عدد الحجاج والمعتمرين 12 مليونا، وقدرت عائدات الموسمين بنحو 62 مليار ريال. هذه الأرقام يمكن أن تتضاعف لو تغير المنظور الرسمي للحج والعمرة. يبدو لي أن الإدارة الرسمية تتعامل مع الحج والعمرة كعبء تتمنى لو تقلص. بينما ينبغي التفكير فيه كفرصة نسعى لزيادتها وتوسيعها. هذا يتم من خلال تمكين القطاع الخاص من تنظيم مواسم عمرة طوال العام، حيث يتضاعف عدد المعتمرين إلى 20 مليونا، وزيادة المدى الزمني المسموح لإقامتهم، فضلا عن تحويل العمرة إلى نقطة انطلاق لمناشط موازية سياحية وتجارية واستهلاكية، خارج حدود المدينتين المقدستين. أجد أن مبالغة الحكومة في الانشغال بتنظيم موسم العمرة خصوصا، قد ضيق الفرصة أمام القطاع الخاص، وأضاف أعباء مالية لا ضرورة…

آراء

عن الولد والفتوى !

الإثنين ١٠ فبراير ٢٠١٤

هنالك حملة شرسة على ما يُسمى ( شيوخ الجهاد ) لا أفهم دوافعها ، ولا توقيتها ، ولن أدخل في تفاصيلها .. تريد أن تقول لنا باختصار مخل : أن آلاف الشباب غررت بهم ( فتوى ) الشيخ فذهبوا إلى الساحات المضطربة وأصبحوا وقوداً لحروب لا يفهمون تفاصيلها ، ولا يعرفون أسباب اشتعالها . حسناً ، لنفترض أن " فتوى شيخ " هي السبب فيما يحدث .. - لماذا ذهب هذا " الولد " - من هذا البيت تحديداً - ولم يذهب بقية الشباب في الحيّ؟ ألا تنظرون إلى تفاصيل حياة هذا " الولد " وطريقة تربيته ، في البيت والمدرسة ، وتفاصيل حياته الاجتماعية ، ومستوى دخله ، وكيف تشكّل ثقافياً ، حتى أصبح جاهزاً لـ ( فتوى ) تنشر عبر الانترنت : تحركه كما تشاء ؟ - هذا الولد " غررت " به فتوى .. إذاً ، ماذا ستقولون عن رجل تجاوز عمره الأربعين قرر أن يجاهد ؟! نحن عندما نركز على ( الفتوى ) نهرب من المشكلة ، وننقذ أنفسنا من الصداع الذي يجلبه التفكير ، والمشاكل التي تجلبها الأسباب المختلفة .. نراوغ ، ونعلق المشكلة - بكل حمولتها وأسبابها - على شماعة واحدة : " فتوى الشيخ " ! هذا الولد - في البيت / في…

آراء

“الإخوانيون والإخوانيات” في الجامعات السعودية

الإثنين ١٠ فبراير ٢٠١٤

وجود قيادات إخوانية رجالية في الجامعات السعودية وفي الملحقيات وفي كل مؤسسات التعليم ليس وليد اللحظة وحان الوقت للتنبه له، ولكن بروزهم العلني على أسطح وسائل التواصل الاجتماعي بعد فوز جماعة الإخوان في مصر، ثم كشفهم لاستعدادهم للتحالف السياسي لإعلان دولة الإخوان الخفية داخل السعودية استعدادا لضمها لدولة الخلافة العظمى بعد أن تتحقق أحلامهم بإشعال الاضطراب الأمني بالبلد! ثم عودتهم مرة أخرى للتقية بعد سقوط رئاسة مرسي، وضع عليهم هالة ضوئية كشفتهم للجميع وبشكل رئيس من خلال «تويتر» وبالانتقال لكليات البنات، نجد أن تسيد المرأة الإخوانية لمفاصل صنع القرار في كليات البنات في الجامعات يرجع تاريخه إلى مطلع السبعينات وهو تاريخ نشوء هذه الكليات التي أسست للتعليم الجامعي للفتاة حينما كانت كليات البنات تحت إشراف الرئاسة العامة لتعليم البنات، وقد كانت الرئاسة بدورها وعلى مدى تاريخها محكومة بإدارة دينية تأثرت في بعض الفترات برياح الحركية بحكم الفترة التاريخية هذا الوضع جعل كليات البنات بالذات في الرياض وجدة وأبها بيئة خصبة لنشوء القياديات الإخوانيات واللواتي انضممن إلى «الداعيات» وبرزت منهن نجمات معروفات بالمجتمع، فضجت كليات التربية والآداب خصوصا في جميع أنحاء المملكة بهؤلاء الإخوانيات، كما تشكلت لهن أحلاف من أجيال جديدة من طالبات البكالوريوس والدراسات العليا تابعات للقياديات التقليديات من أعضاء هيئة التدريس الإخوانيات وقد بلغت جهودهن أوجها في قولبة الطالبات…

آراء

إردوغان المشرقي

الإثنين ١٠ فبراير ٢٠١٤

ليس الرأي العام التركي وحده من صُدم بالتسريب الصوتي الأخير لرئيس الوزراء رجب طيب إردوغان، الذي يثبت بوضوح إمساكه وضغطه المباشر على وسائل الإعلام. فلطالما حذرت المعارضة التركية من توسع ما تصفه بالمثلث الأسود، أي الحكومة ورجال الأعمال والإعلام، بصفته مثلثا يُطبق جديا على كل محاولات خلق إعلام مستقل وقوي في تركيا. والخيبة من فضائح إردوغان دوت أصداؤها شرقا وغربا ولم ننجُ - نحن مَن نتطلع إلى النموذج التركي بصفته وصفة ناجحة للمواءمة بين الإسلام والحداثة في العيش والاقتصاد والحريات النسبية - من الشعور بالإحباط جراء المعاني السلبية التي حملتها سلسلة من الإخفاقات التي تكشفت. فالفضيحة الأخيرة هي تسجيل متوافر على «يوتيوب» ويُسمع فيه إردوغان وهو يطلب من مسؤول قناة فضائية بارزة سحب خبر من شاشتها لعدم موافقته على مضمونه، وهذا التسجيل حدث خلال مظاهرات حديقة «غازي» الأخيرة، فما كان من المسؤول إلا أن امتثل سريعا للطلب وسحب الخبر. تزامن ذلك الكشف مع طرح مشروع قانون جديد يعزز الرقابة على الإنترنت، هذا في حين فقد ما لا يقل عن 100 صحافي عمله منذ بدء الكشف عن فضائح الفساد التي طالت إردوغان وأفرادا من عائلته أواخر العام الماضي. إخفاقات يضاعف منها استمرار تبوؤ تركيا لمنصب السجان الأول للصحافة في العالم، أي أنها لا تزال تتقدم حتى على الصين في مسألة سجن…

آراء

حان دور الجهاد بالعلم والتنمية

الإثنين ١٠ فبراير ٢٠١٤

ما أقصده بالعلم هنا هو العلم المادي المنهجي المؤدي إلى القيمة المادية والمعنوية أمام العالم. في العالم الإسلامي أخذ العلم الشرعي الكثير من حقوقه، وله منذ مئات السنين حصونه ومؤسساته والمتخصصون فيه، بحيث وصل التخصص إلى درجة الاقتتال على احتكار الحقيقة. الاجتهادات الفقهية المأذونة (وهي الأقل) والمغامرة المتطفلة (وهي الأكثر) تغلغلت في النفوس والمجتمعات الإسلامية، وأصبحت من عوامل الإنهاك الذاتي والضعف والتفتيت. وصلت الأمور في الشأن الشرعي إلى مدارك تُوجب عقائدياً تبسيط المفاهيم الشرعية واختزال ألوف الأطنان من المتناقض الفقهي في مختصر عقلاني سهل الفهم يلملم ذوي الفطرة السليمة والنوايا الحسنة على كلمة سواء تصون الدماء والأعراض والأموال والأوطان. الإشكال في هذه الأماني أنها تبقى كذلك وتحتاج إلى ما هو أكثر من التنظير الفقهي، تحتاج إلى من يتبناها ويجتهد في تحصينها بالقوة العلمية المنهجية المادية. الحقائق على الأرض في كل العالم الإسلامي تقول إن القوة العلمية الفعّالة ليست في أيادي ذوي النواي الحسنة. إيران وحزب الله والحوثيون وكتائب المالكي والقاعدة وداعش والجماعات الجهادية أقوى وأقدر على الفعل من كل الأطراف الأخرى المكتفية بالقنوت والدعاء والداعية إلى الانتحار في اتجاه الحور العين، بالإضافة إلى سياسات مخاطبة المحافل الدولية بأصوات مبحوحة تتوسل العدالة عند من لا يعترف سوى بالقوة. منذ البدايات الأولى لانهيار العوالم الإسلامية والناس لا يسمعون سوى خطاب الجهاد الشرعي…

آراء

اليوم.. «الاقتصاد الضريبي» ضرورة وليس خياراً

الإثنين ١٠ فبراير ٢٠١٤

ستنهي الدولة بناء المستشفيات الجديدة في غضون عامين كحد أقصى، وسيتوافر للمواطن رعاية صحية لائقة. السؤال، ما الثمن الذي ستدفعه الدولة للمحافظة على تقديم هذه الخدمة وتطويرها باستمرار؟ وستكمل وزارة التعليم بناء المدارس الجديدة بدلاً من المستأجرة حالياً، والتي لا يمكن لبعضها أن يرتبط بمسمى «مدرسة»، وستشمل المباني الجديدة فناء وحدائق وملاعب ومختبرات، ويتكرر التساؤل نفسه حول المحافظة على مستويات هذه المنشآت أكاديمياً وصيانتها. ماذا عن شبكة الطرق الحديثة التي نشاهدها في كل شارع وفي كل مدينة؟ كيف ستتم المحافظة عليها؟ وكم تكاليف ذلك؟ أستطيع أن أتحدث عن المطارات والحدائق والنظافة وأسعار السلع المخفضة بواسطة الدعم الحكومي وأسعار الوقود التي تباع بأرخص الأثمان. أخيراً، الطاقة وتساؤلاتها الكبيرة، الدولة مستمرة في توفير وقود السيارات بأرخص الأثمان وبأقل من الكلفة الحقيقية، وكذا الوقود الخام لمحطات الكهرباء والتحلية التي توفر لنا المياه. إذا كانت الدولة تظن أن بإمكانها الاستمرار في هذا الدعم والإنفاق اليوم، بسبب ارتفاع الدخل من مبيعات النفط، فإنه حتماً لن يكون بإمكانها فعل ذلك بعد عقد أو عقدين من الزمان، السبب أن فاتورة هذا الدعم ترتفع مع نمو السكان وتضخم الطلب على الخدمات وتوسع المدن، وهو في الغالب توسع لا يأخذ شكلاً مدروساً. أنا على ثقة تامة بأنه سيأتي اليوم الذي سنجد فيه جل الدخل من النفط بالكاد يغطي هذا…

آراء

«فلوس» أبوك؟

الإثنين ١٠ فبراير ٢٠١٤

سألتْ الإعلامية السعودية منى أبو سليمان الحاضرين في منتدى أرامكو السعودية للاتصال الذي كان بعنوان: «دور الاتصال في خدمة المجتمع»، ما إذا كان أحدهم أطفأ النور في مكتبه قبل أن يغادره أو أطفأ جهاز الكمبيوتر بعد أن انتهى من عمله أو فتح صنبور المياه على قدر الحاجة من دون إسراف، وأسئلة أخرى تتعلق بالتوفير في استهلاك الطاقة، للأسف الشديد معظم إجابات الحاضرين الذين طلب منهم رفع أيديهم كانت قليلة. الحديث عن توفير استهلاك الطاقة أحد أصعب التحديات التي تواجه المجتمع السعودي، وهي مرتبطة بين تهاون مؤسسات الدولة وسلوكيات المواطنين، خصوصاً أنها بدأت تشكل عبئاً كبيراً على خزينة الدولة، وتهدد مستقبل الطاقة في البلاد مع النمو المرتفع في شكل لافت، فاستهلاك الكهرباء وصل نسبة النمو في الطلب إلى 9 في المئة سنوياً، وهو معدل فاق الدول الصناعية التي تبلغ نسبة النمو لديها 3 في المئة فقط، فيما يعد استهلاك الفرد السعودي للطاقة الأعلى عالمياً، ليس هذا فحسب، بل إن المنتجات الكهربائية المستوردة الرديئة تعد أحد أهم الأسباب التي ترفع من نسبة تبديد الطاقة، لكونها أقل سعراً وأقل جودة. على مدى يومين، ركز المشاركون في منتدى الاتصال على أهمية توفير الطاقة وطرق التوعية وأهمية مواقع التواصل الاجتماعي، الزميل الإعلامي خالد المعينا رئيس تحرير «سعودي جازيت» أورد قصصاً اجتماعية عدة خلال محاضرته التي…

آراء

أين سيتوقف الحوثيون؟

الأحد ٠٩ فبراير ٢٠١٤

السرعة المذهلة التي تمكن بها الحوثيون من اجتياح كل مناطق نفوذ الراحل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر وتفجير منزله، دلالة على انتهاء حقبة تاريخية وسياسية أراها شاهدا لا يقبل التأويل على التحول الذي مر به اليمن الأسبوع الماضي واعتبره كثير من اليمنيين إيجابيا، إما تشفيا أو انتقاما أو رغبة في وضع حد للنفوذ القبلي (خاصة قبيلة حاشد) الذي تحكم في مجريات السياسة اليمنية طيلة 52 سنة هي عمر الجمهورية التي نشأت في 26 سبتمبر (أيلول) 1962، ولا بد أن كثيرا من تفاصيل ما حدث سيتكشف سريعا، وسنعلم الأسباب التي أدت إلى انحسار وربما انتهاء الدور المؤثر الذي لعبته أسرة الأحمر خلال العقود الخمسة الماضية في مجريات الحكم في اليمن. تشكل النفوذ الذي مارسه الراحل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر من التصاق قبيلة حاشد بالأنظمة المتعاقبة منذ 1962، رغم قطيعة قصيرة ما بين أعوام 75 و77 حين تمكن الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي من وضع حد للنفوذ القبلي في تسيير أعمال الدولة وبقي خلالها كبار المشايخ في مناطقهم خارج العاصمة أو خارج اليمن، ومثلت تلك الفترة درسا قاسيا انتهجوا بعده أسلوبا جديدا في تفكيرهم فأحجموا عن الدخول في معارك مع السلطة، ومع مرور الوقت تماهت المصلحتان وصار معروفا أن «حاشد هي السلطة والسلطة هي حاشد»، وأثار ذلك امتعاضا وحسدا وشعورا…

آراء

الحراك الشيعي في المنطقة

الأحد ٠٩ فبراير ٢٠١٤

بعودة النشاط العسكري للتنظيم الحوثي في شمال اليمن، وبنجاحات لاحظها الجميع على مقربة من الحدود الجنوبية للسعودية، يكتمل ما بات يعرف بالحراك الشيعي في المشرق العربي. يتكامل هذا النشاط مع التدخل العسكري لـ «حزب الله» اللبناني في سورية، والنشاط السياسي الذي لا يتوقف لجمعية «الوفاق» في البحرين، ومع سياسات حكومة المالكي (حزب «الدعوة») في العراق، التي تعمل وفقاً لأجندة بدأت بعد الغزو الأميركي، وتتناغم مع النفوذ الإيراني في هذا البلد العربي. ما الذي يجمع بين هذه التنظيمات التي تقف خلف هذا الحراك: «الدعوة»، و»حزب الله»، و»الوفاق»، والحوثيين؟ يجمع بينها ثلاثة أمور: أنها تنظيمات دينية، بأجندة دينية، وذات هوية شيعية مغلقة. ثانياً أنها تعبّر عن حقوق سياسية، انطلاقاً من انتمائها المذهبي، وليس من هوية وطنية جامعة. ثالثاً أنها مرتبطة في شكل أو آخر، أو بدرجة أو أخرى بإيران. بمثل هذه المواصفات تعمل هذه التنظيمات في شكل واع ومقصود على إعادة تكريس العملية السياسية في المنطقة على أساس طائفي، وهي تنطلق في ذلك من أن هذا هو السبيل الوحيد لرفع مظلومية الشيعة، وإعادة التوازن إلى المشهد السياسي في المنطقة، بما يضمن رفع هذه المظلومية. هذا وهم كبير تقع فيه هذه التنظيمات وأتباعها أو المتعاطفون معها. فإعادة التوازن مستحيلة لأسباب سياسية وديموغرافية راسخة، وهو وهم كبير لأنه يقوم على فرضية أن حل الإشكال…

آراء

من قصورهم… يدعون إلى الموت

الأحد ٠٩ فبراير ٢٠١٤

على وقع صوت أم فجعت بابنها الذي يمم وجهه شطر سوريا، هبت موجة من السجال في المجتمع السعودي. دقيقة ونصف الدقيقة من مذيع سعودي حولت بياض الصفحات إلى سواد، ولولا أن ما قاله في تلك اللحظات اليسيرة صادم ومهم وقاس على البعض لما كان للحدث السوري وانعكاسه على الخليج أن يكونا موضع نقاش. تورط أولئك الدعاة في التهييج والتحريض ليس خافيا على كل من استمع إليهم، والمقاطع التي عرضتْها لهم قناة «MBC» واضحة وبالغة الدلالة، غير أنها ليست الإدانات الأخيرة، ثمة عبارات مدفونة في كتيباتهم ومطوياتهم، ولو أن مجموعة من المتخصصين أفرغوا وقتهم لنبشها ورصدها لكانت أدلة دامغة. يكفي أن أحدهم، وفي كتاب له طبعه بعد «الربيع العربي»، قال إن الاستعانة بالقوات الأجنبية مستساغ في حال ثورة الشعوب ضد الحكام حين تكون القضية عادلة. وهو نفسه الذي وقف ضد رأي هيئة كبار العلماء حول الاستعانة بالقوات الأميركية إبان حرب الخليج عام 1991. لكن، بعبارته الأخيرة يقصد استعانة الشعوب لإسقاط الحكام الذين كرر في الكتاب نفسه أنهم مخلوعون، وأنهم يفتقرون إلى المشروعية. حين ينفي داعية محرض من دعاة الموت أي تورط له في الدعوة إلى الجهاد مباشرة، فإنه وعلى فرض صحة هذا القول إلا أن التحريض ليس شرطا أن يكون ضمن مخطط عسكري أو ضمن شرح لصنع سلاح، ولو قرأنا إرث…