آراء

آراء

إيران وتركيا… والأوضاع المستجدة

الأحد ٠٢ فبراير ٢٠١٤

قبل سفر أردوغان إلى طهران بساعات، صرح ممثل خامنئي في الحرس الثوري بأن سياسة تركيا في سوريا خلال السنوات الأخيرة، كانت تعاوُناً صريحاً مع إسرائيل! وعلى غير العادة، ما أجاب الأتراك على هذا الاتهام. أما في العادة؛ فإن الحكومة التركية كانت توحي لبعض المعلقين بالإجابة. وهذا ما حدث قبل أسبوعين، عندما كان الموضوع «جنيف2»، وهل تشارك فيه إيران أو لا تشارك. فوقتها صرح الأتراك بأنهم مع مشاركة إيران. لكن مسؤولاً إيرانياً في الخارجية ذهب إلى أن تركيا منافقة، وإلا لما كانت سياستها في سوريا بهذا السوء. وعلى هذا الاتهام أجاب معلق تركي أنه لم يبق مع نظام الأسد غير إيران وإسرائيل، ولا بد أن لهما مصلحة مشتركة في ذلك! ليس بالضروري أن يعني تصريح ممثل خامنئي شيئاً كثيراً. لكنه يشير إلى الملفات الخلافية المفتوحة بين إيران وتركيا. وهي تشمل الوضع في سوريا ومصالح الطرفين المتناقضة فيه. كما تشمل المصالح المتناقضة في الوضع الكردي، وفي الوضع العراقي. وتشمل أيضاً تدخل إيران في وضع العلويين بتركيا وبسوريا! يستطيع أردوغان بالطبع أن يشير إلى مساعدة تركيا لإيران في الملف النووي ووساطتها للتسوية. كما يستطيع أن يقول لروحاني إن حكومته خالفت الحظر والحصار على إيران، وورّدت واستقبلت المحظورات من إيران، وحتى ابنه (أي ابن أردوغان) متورطٌ في التهريب إلى إيران ومنها. وهذا جزء مما…

آراء

ماكين: مختل من يصدق أن الأسد سيرحل

الأحد ٠٢ فبراير ٢٠١٤

السيناتور الأميركي جون ماكين هو من أوائل الذين جعلوا قضية الشعب السوري قضيته، وكان يحذر من أنها لن تختفي بمجرد أن تدير الولايات المتحدة ظهرها لها. وقد ثبت أنه محق في كل ما تنبأ به، وحذر منه. تنبأ بأن العنف سيخرج عن السيطرة من قبل النظام، ونبّه إلى أن عدم دعم المعارضة سيجعل النظام يرفض التفاوض ويتمادى في ارتكاب جرائم وحشية، لأنه سيعتبره ضوءا أخضر للتصرف بلا حدود. وحذر من أن الفوضى في سوريا ستجتذب الجماعات الإرهابية، وأن ترك الجيش الحر يصارع وحده جيش الأسد المدجج بكل الأسلحة الثقيلة سيكون خسارة للعالم. ووصف تدخل روسيا وإيران وحزب الله بأنه توسيع خطير يجب عدم السكوت عنه في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، وأنه سيصدّر الحرب إلى بقية الشرق الأوسط. تقريبا كل ما عبر عنه أصبح حقيقة. فسوريا اليوم دولة فاشلة، ومرتع للإيرانيين، وحزب الله، وميليشيات عراقية، و«القاعدة»، و«داعش». حرب استخدم فيها النظام كل المحرمات، فقصف المدن والقرى بالطائرات، والمدافع، والدبابات، والأسلحة الكيماوية، والبراميل المتفجرة، ورغم هذا القتل الممنهج والمدعوم من الروس وإيران لم يفعل المجتمع الدولي شيئا لردعه. حرب سوريا اتسعت وصارت تهدد أمن تركيا، واستقرار لبنان، وتخيف الأردن، و«داعش» الإرهابية تسرح بين العراق وسوريا، وتدرب آلاف الشباب للقتال لاحقا خارج سوريا. أمس عاد السيناتور ماكين للاحتجاج قائلا: «لقد نبهت إلى أن…

آراء

هل يتكرر ربيع تونس في المشرق؟

الأحد ٠٢ فبراير ٢٠١٤

في مشهد تاريخي بسيط وجميل سيتذكر أبناء تونس وأجيالها القادمة يوم 27 يناير (كانون الثاني) 2014، حين وضع رؤساء الجمهورية والمجلس التأسيسي والحكومة توقيعاتهم على الدستور التونسي الجديد الذي جاء علامة فارقة في مضامين العقود الاجتماعية العربية وصار الأكثر تميزا بنصوصه الحامية للحريات العامة والشخصية وخلق توازنا استثنائيا بين السلطات بحيث لا تطغى إحداها على الأخرى، وجاء شاهدا على تميز هذا القطر وارتقاء مستوى المجتمع المدني فيه والدور الحيوي والنشط للمرأة والنقابات، والأهم هو حياد القوات المسلحة وأجهزة الأمن. وحسنا فعل رئيس المجلس التأسيسي بأن أعاد الفضل إلى «شهداء الربيع التونسي» ثم خص بالعرفان الرجل الذي ناله الجحود والنكران وتعرض لشتى أنواع التهم التي يمتلأ بها قاموس الحكام العرب الثوريين: الراحل العظيم الحبيب بورقيبة مؤسس الدولة التونسية الحديثة التي جنى ثمارها الشعب بكافة فئاته بمن فيهم من كان معارضا له. كان لافتا أثناء الجلسة الإشادة بالجيش والأجهزة الأمنية لحياديتها في الخلافات السياسية بين الفرقاء، ووقوفها مدافعة عن الدستور والقوانين النافذة، وانعكس كل ذلك في التحية التي خص بها الحاضرون قادة الجيش والأمن، ومن اللافت أيضا أن أحدا من هؤلاء لم يبعث بتهنئة تحمل في طياتها تهديدا ووعيدا لمعارضي التحول الدستوري كما يحدث في غير قطر عربي. وصحيح أن الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي واصل نهج بورقيبة في الجانب الاجتماعي،…

آراء

مصطلح «التكفيريين» كنز النظام الإيراني الجديد

الأحد ٠٢ فبراير ٢٠١٤

«(جنيف2) سيفشل، لأن البعض يحاول من خلاله تنصيب الإرهابيين والتكفيريين والمتطرفين في سوريا». كان هذا التصريح الذي أدلى به علي ولايتي، مستشار المرشد للشؤون الدولية ورئيس مركز البحوث الاستراتيجية التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام، هو أحدث التصريحات القادمة من إيران عند كتابة سطور هذا المقال، ولا شك أن الكثير من التصريحات قد تدفقت موظفة مصطلح التكفيريين وجاعلة من هذا المصطلح محورا لانطلاقها في رؤية الأحداث الحالية في المنطقة، وخصوصا فيما يتعلق بالمناطق التي تعد ذات اهتمام للنظام الإيراني. والحقيقة أن المتتبع لوسائل الإعلام الإيرانية يلاحظ ذلك الزخم الإعلامي والاستخدام المكثف لما بات يعرف بمصطلح التكفيريين. هذا المصطلح الذي أصبح يأخذ أبعادا أخرى، دفعت بدورها إلى ضرورة إلقاء الضوء على ذلك التوظيف الذي تستخدمه وسائل الإعلام الإيرانية. وفي واقع الأمر لا يتوقف توظيف هذا المصطلح عند حد الإعلام الإيراني، بل إن للمسؤولين الإيرانيين تصريحاتهم الكثيرة في هذا الشأن، حيث يرى المرشد آية الله علي خامنئي، أن الجماعة التكفيرية تشكل خطرا كبيرا على العالم الإسلامي. إمام جمعة طهران المؤقت إمامي كاشاني وصف التكفيريين بأنهم ليسوا شيعة ولا سنة ولا مسلمين، وإنما هم صهاينة بكل ما للكلمة من معنى. كما أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد أشار كذلك إلى أن كل الدول حكومات وشعوبا تتفق على مكافحة هذا التيار المنحرف. ويرى…

آراء

“غزال”.. ذروة الجهل بطبائع البحث العلمي

الأحد ٠٢ فبراير ٢٠١٤

هناك ما يكفي من الفخر والاعتزاز لإدارة جامعة الملك سعود السابقة أن مشروعاً بحثياً ابتكارياً مثل قصة السيارة (غزال)، يعود اليوم إلى واجهة الحديث الإعلامي، ويستأثر بهذه الهجمة المنظمة، وينال كل هذا القدح لأن فكرة بحثية جامعية أرادت أن تكسر (التابوه) المغلق في المخيال المجتمعي بأن الجامعة مجرد أستاذ وطبشورة وقاعة دراسية. وحين قرأت بالأمس كلاماً عن أن فكرة "غزال" فساد يستوجب التحقق والتحقيق، أدركت أننا أمام منعطف خطير جداً قد يجبر الجامعات وكوادرها البحثية، وخصوصاً في المجالات العلمية، على اليأس وخفض الرأس خوفاً من ردة الفعل المجتمعي على أي اختراع أو خيال أو مغامرة علمية تستلزم أركانها البحثية اشتراطات النجاح والفشل، من هو الذي سيجرؤ بعد هذا الهجوم الشرس على فكرة (غزال) أن يتصدى لفكرة بحثية مكلفة وهو يعلم أن طبيعة الأبحاث العلمية الجادة التي غيرت مسيرة الكون البشري تفشل في عشرات التجارب الابتدائية ثم تحاول إعادة البحث وتجريب الطرائق والبدائل؟! تعالوا لنقرأ هذه النماذج من العلماء ومن قصص اختراعاتهم التي غيرت لون الحياة الإنسانية. اخترع الأخوان (رايت) فكرة الطيران الحديث، وحين فشلت فكرة التجريب في المرة الثالثة عشرة بكى الأخ الأكبر لأنه كان واثقاً في التجربة الأخيرة من نجاعة الفكرة والتجربة، ولفرط الثقة جمع من حوله جماهير مدينته في حقل (لومباردا)، وحين سقط باكياً حمله المئات على الأعناق…

آراء

إعلاميون يواجهون الموت

السبت ٠١ فبراير ٢٠١٤

تشير التقارير إلى أن الحرب في سوريا استهدفت أكبر عدد من الإعلاميين الذين يقومون بمهمتهم الإعلامية، إما قتلاً وإما خطفاً وتعذيباً خلال السنوات الثلاث الماضية منذ اندلاع الثورة في سوريا، لتكون الأولى خلال العام المنصرم وبعدها الصومال التي شهدت أكثر الهجمات عنفاً ضد الإعلاميين. وفي تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية نشر يوم 25 يناير 2014 فإن الجماعات الإسلامية في سوريا، ومنهم مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) قد بدأوا بخطف صحافيين أجانب وسوريين وقاموا بقتل عديد منهم. وترى تقارير دولية أن سوريا احتلت المركز الأول في قائمة الاعتداءات على حياة الصحافيين، حيث تم قتل أكثر من 60 صحافياً منذ مارس 2011 . كما اعتُبر 30 صحافيا – نصفهم من الأجانب – في عداد المفقودين . وتقع وسائل الإعلام بين فكي كماشة في ذلك البلد ، حيث إنها لا تستطيع نشر حوادث الخطف حتى لا يؤثر ذلك على سير المفاوضات مع الخاطفين تمهيداً لإطلاق سراح المختطفين. ونقلت تقارير صحافية أن هنالك تهديدات بالقتل تصل إلى الصحافيين العاملين في سوريا، ما يمكن اعتباره «تواطؤا» من قبل بعض الجماعات الإسلامية مع النظام ولقد تم التحقق من وجود علاقة بين (داعش) والنظام السوري بعد حادثة البراميل المتفجرة على حلب، حيث ذهبت مجموعة من الصحافيين لالتقاط الصور واعتُقل أحدهم من قبل عناصر (داعش). ولقد سُجلت…

آراء

التساؤلات الكُبرى

السبت ٠١ فبراير ٢٠١٤

يسأل الابن أباه عن الله وما شكله؛ فيرتبك وينهره. تسأل البنت أمها عن الجنس فتغضب وتقول لها "عيب". يكبر الفتى وأخته وهما لا يعرفان عن الله إلا ما قرآه في مادة التربية الإسلامية في المدرسة، التي غالباً ما تصوره، جل وعلا، على أنه ينتظر هفوة من عباده حتى يعاقبهم، تعالى عن ذلك علواً كبيراً. أما الجنس، فغاية ما يتعلمانه عنه في المدرسة هو درس عن الأعضاء التناسلية في مادة الأحياء، يمر عليه المعلم أو المعلمة بسرعة وعلى استحياء، ودرس آخر عن الطهارة يتحدث فيه المعلمون عن الغُسْل وكأنهم يتحدثون عن جريمة. تبدأ تغيرات جسدية عند الفتى وأخته، ولأنهما يخافان من سؤال أبويهما ومعلميهما، فإنهما يلجآن إلى الأصدقاء والإنترنت، فيسلك أحدهما درباً شائكاً، ويصاب الآخر بصدمة فينطوي على نفسه وتبدأ عُقَده الداخلية بالتشكل مع مرور الوقت. يتخرجان من الجامعة، يتزوج كل منهما فيصطدمان بالشريك الجديد، ليس جنسياً فقط، بل اجتماعياً وعاطفياً أيضاً. فعلاقة أبويهما أمامهما عندما كانا صغيرين كانت رسمية، وربما لم يسمعا أحدهما يقول للآخر "حبيبي"! يدخلان الثلاثين، يحتكان بالعالم، يتواصلان مع مختلف أنواع البشر على الإنترنت، فيصدمهما العالم على شاشاته الثلاث (وهو مصطلح لعبد الله العذامي) شاشة التلفاز، شاشة الكمبيوتر، وشاشة الهاتف. يريان كل شيء، يسمعان كل الآراء، يحتكان مع آلاف البشر، ويتعرضان لآلاف الأفكار والآراء حول الدين والوجود…

آراء

“علاج المتقاعدين”.. قضية تحتاج إلى حلول

السبت ٠١ فبراير ٢٠١٤

تتعسف بعض شركات التأمين التعاوني الصحي في غير حقها عندما ترفض التأمين على شريحة المتقاعدين ممن تجاوزوا سن الستين والخمسة والستين عاماً، وتضع بعض شركات التأمين الصحي شروطا تعجيزية على المؤمن عليهم من هذه الفئة مثل رفض التأمين على من يعاني من أمراض مزمنة أو أجرى عمليات سابقة مثل عمليات القلب والكبد والكلى وغيرها. وتستغل بعض الشركات الظرف وترفض قبول تحمل بعض فواتير العلاج من خارج المملكة، أو قيمة عمليات، أو علاج متخصص داخل المملكة، أو دفع فواتير أدوية دورية. ورغم أن الدولة ممثلة في مجلس الضمان الصحي قد وضعت الأنظمة واللوائح المنظمة لعمل شركات التأمين التعاوني وفرضت عليها بعض الشروط، وألزمتها باتباع الأنظمة في بوالص التأمين الصحي، ومنها المادة التي تنص على أنه لا يحق لأي من شركات التأمين رفض العلاج لكبار السن المؤمن لهم، أو المستفدين وذلك وفقاً للأنظمة والقوانين الدولية، والتي تنص بأنه لا يجوز تحديد حد أعلى لعمر المؤمن له أو المستفيد من الخدمة التأمينية، كما أنه حسب الأنظمة واللوائح والتشريعات لا يحق لأي شركة تأمين رفض التأمين الصحي للأمراض المزمنة السابقة لإصدار البوليصة للمؤمن عليه. ولكن على "المؤمن عليه" الإفصاح عن جميع الأمراض والعمليات السابقة قبل توقيع البوليصة مع شركة التأمين، وعدم الإفصاح يعني فقدان أحد شروط الاتفاق للبوليصة وتعد لاغية أو للشركة الحق في…

آراء

كيف يستطيع الشيخ السديس إنقاذ باكستان؟

السبت ٠١ فبراير ٢٠١٤

كتبت العام الماضي مقالة هنا، قلت فيها إن إمام الحرم المكي يستطيع إنقاذ باكستان بما له من قبول لدى عامة الشعب هناك. لم يستجب فضيلته لدعوتي ويذهب إلى باكستان، ولكن الأمير سعود الفيصل قام أوائل الشهر الجاري بزيارة مهمة لإسلام آباد هي أول زيارة لهذا البلد الذي تعتبره المملكة حليفاً استراتيجياً لها، فيهمها صلاحه وخروجه من أزماته الكثيرة. فأما وقد عاد الاهتمام السعودي بباكستان، فإني أكرر الدعوة نفسها، فلا تزال باكستان حيث تركناها قبل عام مع تحسّن طفيف هو استقرار الحكم المدني، إذ تم تداول سلميٌ ثانٍ للسلطة بعيداً من تدخلات الجيش، ووصل إلى الحكم صديق المملكة الدائم رئيس الوزراء نواز شريف. لقد وعد الأمير سعود بالمعتاد، من تطوير العلاقات الثنائية ورفع مستوى الاستثمار بين البلدين، وهناك حديث عن مشتريات عسكرية سعودية من باكستان، وزيارات قادمة لمسؤولين رفيعين إليها، وفي كل ذلك خير، ولكن باكستان بحاجة لمعالجة «العقل الجمعي الباكستاني»، وهنا يأتي دور إمام الحرم. أعلم أن أصدقائي هناك سيغضبون من قولي هذا، ولكنهم يعلمون أن انتشار الأمية مع نوع سلبي من التدين يقوم على التقليد وتسليم العقل لعلماء دين انتهازيين جعل «المسلم الباكستاني» الأسرع في تصديق الإشاعات والخرافات، ما جعل باكستان تتعثر في نهضتها مقارنة بجارتها وغريمتها الهند. ثمة مشكلات ثلاث حادة هناك تعبّر عن هذه المعضلة. ملح الطعام…

آراء

«حديث الخليج» والحوار الممتع

الجمعة ٣١ يناير ٢٠١٤

أن يفاجئك برنامج مفاجأة سارة، ويخــرجك من حالة من حالات الشجن والقلق وربما الـغــضـب، فهذا ما فعله برنامج شاهدته من دون ترتيب، أثناء البحث في القنوات عن الجديد في الصراع الدائر حالياً من أجل إرساء قواعد القانون في مصر. البرنامج هو «حديث الخليج» على قناة «الحرة» الذي يستضيف مقدمه غالباً كُتاباً رجالاً يناقش معهم قضايا الخليج بهدوء ومن دون انفعال، لكنّ ضيفته هذه المرة كانت امرأة خليجية شابة، هي الكاتبة السعودية منال الشريف التي أزاملها في الكتابة لجريدة «الحياة»، من بُعد. لكنّ الفارق شاسع بين أن تقرأ لكاتبة أو كاتب ما تجود به قريحته من أفكار، وبين أن تراه وتدرك ملامح شخصيته ورؤيته للحياة وأيضاً قدرته على التعبير عن نفسه من خلال الحوار وتبسيط أفكاره للمشاهد وليس فقط القارئ. وهذه قضية شديدة الأهمية، فكثيرون من الكتاب والمفكرين والمفكرات لا يجيدون التعاطي المباشر مع الشاشة بمقدار قدرتهم على الكتابة، بالتالي يفقدون كثيرين من القراء حال ظهورهم على الشاشات، بينما يحدث العكس إذا استطاع الكاتب أو الكاتبة أن يقتنص الشاشة أيضاً. من هنا بدت أهمية هذا اللقاء الذي لم يغير فيه صاحب البرنامج سليمان الهتلان أسلوبه وطريقته في التعامل مع ضيفه من خلال إعداد جيد للملفات، وهدوء في طرح الأسئلة، وصبر على الضيف من أجل الحصول على إجابة وافية أو معبرة أو…

آراء

مافي الفخ.. أكبر من “عرعور”

الجمعة ٣١ يناير ٢٠١٤

تحية وطنية وبامتنان لأستاذنا الفذ داود الشريان، الذي فجر وبكل شجاعة موضوع تكرار جر شبابنا وباحتراف للذبح كالخراف، في كل حفلة جزر تحاك هنا أو هناك. حيث أصبحت تحاك لكل شعب مؤامرة واحدة؛ أما شعبنا فتحاك له مؤامرات وسط كل مؤامرة تحاك لشعب قريب منا أو بعيد، مع كوننا أكثر من يؤمن ويردد الحكمة: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين". إلا أن لدغنا المرة تلو الأخرى أصبح ظاهرة حصرية لنا وحدنا، دون غيرنا من شعوب الأرض. أستاذنا العزيز داود، وبكل جرأة علق الجرس؛ وهنا ما بقي علينا نحن إلا الصمود أمام من يقرع في عنقه الجرس والإمساك به، لا الهروب من أمامه حتى لا يلتهمنا الواحد تلو الآخر، وهذه غاية أستاذنا داود الوطنية من تعليق الجرس. عندما أخذت تقرع الأجراس التي علقها داود بالأعناق، قذف قرع الأجراس المدوي في أذني أسئلة أكثر من قذفه إجابات، على السؤال المزعج والمحير: من المسؤول عن جر أبنائنا للذبح كالخراف في كل كارثة ترتعد منها القلوب وتخاف؟ سألت نفسي هل من الممكن بأن فلانا وفلانا وعلانا، ممن ذكرهم الزميل داود هم السبب؟ أي هل في حال تم القبض عليهم متلبسين بالجرم المشهود وتم الحجر على حرياتهم؛ ستكون حالنا أفضل؟ وهل سيعم السلام مجتمعنا ويلتزم شبابنا الدراسة في مدارسهم وجامعاتهم، ويحصلون منها على العلوم النافعة…

آراء

فكرة “العواصم”

الجمعة ٣١ يناير ٢٠١٤

عند الإعلان عن اسم مدينة ما عاصمة للثقافة العربية، أو عاصمة للثقافة الإسلامية.. أو عاصمة للسياحة العربية، يبدأ الناس بالحديث عن تلك المدينة معتبرين إياها أهم مدينة عربية في المجال الذي اختيرت فيه، ويعتقدون أن تفوقها على العرب جميعا جعلها تصبح عاصمة ثقافية أو سياحية، ليظهر الأمر كأنه مسابقة يفوز بها الأميز والأبرز والأفضل من حيث المنتج. وهذا ما يستدعي توضيحا من اللجان القائمة على الاختيار وانتقال الراية من دولة إلى أخرى ومن مدينة إلى غيرها. كذلك للإعلام دوره في ذلك؛ كي لا تنتشر المفاهيم الخاطئة كما حدث مع زميلة حدثتني قبل أيام عن "تفوق" مدينة أربيل العراقية على جميع المدن العربية بمقوماتها السياحية، مما أهلها لـ"الفوز" بلقب عاصمة السياحة العربية. وأمضيت وقتا أشرح لها عن فكرة العواصم من ثقافية وإسلامية وسياحية، وأن البداية جاءت باختيار القاهرة عاصمة للثقافة العربية عام 1996، بناء على مقترح قدمته المجموعة العربية في اليونيسكو في العام الذي سبقه للقيام بتجربة مشابهة لتجربة الاتحاد الأوروبي؛ تهدف إلى منح الشأن الثقافي موقعا مهما في المجتمعات، فيتم تكثيف النشاطات في مدينة ما على مدار عام كامل، بكل ما تضمه من فعاليات ومبادرات واستضافات للمثقفين والمبدعين والمفكرين من بلاد أخرى، فتختصر المسافات عبر الحوار والتلاقي بين ثقافات الشعوب المتنوعة. بعد ذلك، سلكت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة النهج…