آراء

آراء

دعاة وإمَّعَات

الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠١٤

ما هو الكائن الذي رأسه في أفغانستان ولسانه في قطر وجيبه في السعودية وقلبه في مصر ورصيده في اسطنبول وإجازته الصيفية في لندن والشتائية في كيب تاون وله من الإمعات أتباع كثيرون يرعد لهم فيمطرون نقودا ً ومتفجرات؟. ابحث في الفضائيات وستجده أمامك في نسخ متعددة. الإِمَّعَة لا رأي له في ما يسمع ويرى، ينقاد باتكالية مع التيار دون السؤال عن الهدف والوسيلة والنتائج المحتملة. أيام حرب أفغانستان ضد الاحتلال السوفييتي تحولنا جميعاً إلى إِمَّعَات، والنادر الذي كان يريد السؤال عن غرائب وعجائب التحالفات في تلك الحرب يقمع ويوصم في دينه ووطنيته وأخلاقه وشرفه. الموضوع كان يباع للجماهير بغلاف ديني، جهاد مسلمين ضد كفار. القلائل ممن كانوا يجرؤون آنذاك على القول بأنها مجرد حرب أخرى بين القوتين العظميين على أرض إسلامية لأسباب استراتيجية لا علاقة لها بالإسلام والمسلمين كان يضطهد حتى داخل بيته. من كان يتساءل عن سبب وجود الفلسطيني عبدالله عزام وكتائبه في بيشاور وليس في القدس كان يحثى في وجهه التراب، لأن المتصدرين من مشائخ الصحوة أقنعوا الناس بضرورة النفير في أرض أفغانستان المباركة، تمهيدا ً لتحرير القدس. من كان يشكك تلميحا ً في صحة انبعاث روائح المسك من قبور المجاهدين الأموات يوصم بالعلمانية وتشويه الجهاد والمجاهدين. لاحقاً انقلب السحر على الجميع ، لكن ليس على السحرة. أصحاب…

آراء

الطريق إلى فلسطين تمرّ بـ…

الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠١٤

يُفترض بالمعارك الثقافيّة والرمزيّة أن تخدم معارك أخرى ملتهبة على جبهات القتال والسياسة والرأي العامّ. أمّا أن تشتعل المواجهات الثقافيّة فيما تخبو الجبهات السياسيّة والعسكريّة، فهذا ما يصعب تفسيره بغير النزعة الصبيانيّة. والصبيانيّة قد تتوهّم أنّها بمقاطعة كتاب أو فرقة موسيقيّة، أو بإدانة فيلم سينمائيّ أو تحقيق صحافيّ، أو بالتنديد بمصافحة مع إسرائيليّ...، إنّما تعدّل توازنات القوى على الأرض. وقد يذهب بها العُظام والنبويّة أبعد من ذلك، فترى إلى نفسها نائبة عن التاريخ أو موقظة لضميره النائم. هكذا تُبنى الحجّة الألفيّة والخلاصيّة على النحو التالي: صحيح أنّ جبهات القتال والسياسة ساكنة هادئة، لكنْ لا، فنحن، من يناهضون التطبيع، نشعلها على جبهات الكتب والأفلام في انتظار أن يستيقظ الضمير، أو استعجالاً منّا لتلك اليقظة الآتية. وهذا الضمير، على ما يبدو، لا يستيقظ. فقد انقضت ثلاث سنوات على ثورة مصر التي أطاحت «نظام كامب ديفيد» ولم يُلغ كامب ديفيد. وتعاقب على إبداء التمسّك بالسلام الطرفان الأقصيان في المجتمع المصريّ، أي العسكر و»الإخوان المسلمون»، أمّا الأطراف الأضعف حضوراً، فلم يستيقظ ضميرها هي الأخرى، ولم تندفع مطالبةً بإلغاء كامب ديفيد. هكذا تبدو المعركة الثقافيّة المحتدمة كأنّها لا تخدم شيئاً على الإطلاق سوى استعراض قدرة أصحابها على إبهارنا بهزليّتهم. ولا يلزمنا الكثير من الاطّلاع كي نلاحظ أنّ ما يجري في الواقع العربيّ العريض يؤكّد تلك…

آراء

«دواعش» السياحة في السعودية!

الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠١٤

لطالما تساءل الكتاب السعوديون عن أسباب عزوف الملايين من بني جلدتهم عن السياحة في بلادهم، وإصرارهم على عبور الحدود وتكبد مصروفات عالية في مقابل أيام قليلة من التمتع مع أسرهم بإجازاتهم السنوية. آخر من تحدثوا بحرقة عن الموضوع الكاتب الزميل علي الموسى في صحيفة الوطن عندما ذكر أن الرقم غير المعلن لعدد السعوديين الذين قضوا إجازتهم الأخيرة في دبي يصل إلى نحو مليون سائح، مرجعاً ذلك إلى أن جحافل السياح السعوديين تبحث عن الحياة الطبيعية التي تفتقدها في صحارينا الجميلة، بعد أن تحولت إلى كانتونات مغلقة، لكن ما لم يتطرق إليه الكاتب في شكل صريح على رغم أنه السبب الرئيس في رأيي لهذه القوافل السنوية من السياح العابرين للحدود، يتمثل في «الهروب الكبير من تسلط الدواعش»، والدواعش هنا مصطلح يشير إلى من يحملون الفكر الهمجي المتطرف الخاص نفسه بتنظيم «داعش» في سورية، ولا أعلم إلى متى سنظل ندور في دوائر مغلقة من دون الحديث بصراحة عن هذه المشكلة الحقيقية التي تحبط أي خطوة أو جهود، لإنجاح السياحة الداخلية في بلادنا. «دواعش الشام» أفسدوا ثورة السوريين، ولوثوها بتطرفهم وهمجيتهم، أما دواعش بلادنا فأفسدوا حياة المواطنين بتطرفهم وانتهاكهم خصوصية الناس وحرياتهم في الأماكن العامة، وتشويه سمعة المهرجانات والفعاليات السياحية باسم الدين والاحتساب على رغم أن الأنظمة تحظر ممارسة الاحتساب في السعودية من…

آراء

عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي..

الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠١٤

«عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي لبريطانيا لا تسألوني عن حقوق الإنسان»، تصريح شهير لرئيس وزراء بريطانيا، لا أعتقد أنه يحتاج إلى مزيد من التوضيح، فالأمن القومي لأي دولة هو أولوية قصوى لا تضاهيها أولوية، وسعي الدول إلى الحفاظ على أمنها يتيح لها اتخاذ ما تشاء من تدابير، بغض النظر عن اتفاق العالم معها أو ضدها بشأن هذه التدابير! لم يحدد كاميرون في تصريحه ما هو الأمن القومي الذي يقصده، وإشارته إليه بشكل عام دليل واضح على أن لكل دولة الحق في تحديد أولوياتها الأمنية، وكل دولة هي المعنية بوضع ما تشاء تحت مسمى الأمن القومي، فأولويات الدول ليست متشابهة، وظروفها ومكوناتها أيضاً ليست كذلك، لكن الشبه يكمن في اتفاق الجميع على ضرورة الحفاظ على الأمن القومي، والتشدّد أيضاً في كيفية وطريقة الحفاظ عليه! بريطانيا ليست استثناء، وهناك الولايات المتحدة الأميركية، فهي تعطل كثيراً من القوانين التي تندرج تحت مسمى حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بالأمن، فالرئيس الأميركي من حقه إصدار قانون يجيز لقوات الأمن اعتقال المشتبه فيهم لمدد غير محدودة، مادام الأمر يتعلق بالأمن القومي أو الإرهاب، وهناك قوانين أخرى كثيرة في أغلبية دول العالم، ولا فرق هنا بين دولة عظمى وصغرى، أو دولة ديمقراطية أو شمولية، ولا دولة متقدمة أو نامية، فالحفاظ على الأمن القومي هدف واحد، لا يمكن…

آراء

القرضاوي إمام الفتنة الأكبر

الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠١٤

يخطئ الخليجيون خطأ جسيما حين يسبق اهتمامُهم بصغار وهوامش الإخوان في دولهم الاهتمامَ بمن يحركون آلة الإرهاب (الإخوانية) التي تسفك الدماء وتنزع الأرواح وتدك كل المكتسبات الوطنية العربية في هذا الزمن الطافح بأجندات الإسلام السياسي، التي تتوغل لحساب مصالح أجنبية توظفها في هذا البلد العربي أو ذاك. إرهاب الإخوان، وإرهاب الإسلام السياسي بشكل عام، له مراجع فكرية تاريخية عتيدة، وتتوفر له أرصدة مالية ضخمة، يديرها، من بين من يديرونها، يوسف القرضاوي، الذي يسكن في قطر، ويغرف من بحور ثروتها الطائلة ليغدق على الجحيم الذي يَصْلي أمة العرب، فيما يسميه البعض “ربيعها” ويسميه آخرون، وأنا منهم، “خريفها”. القرضاوي، أكثر من غيره، هو القادر من عرشه في قطر على مواصلة التأليب والتحريض على بلده مصر وعلى جيشها، الجيش العربي الصامد الوحيد، وعلى أهلها الذين يفتنهم كل يوم بفتاواه المرسلة على هواه وهوى من وظفوه ليلعب بالنار والدم في بيوتهم، بل ويلوّح بتلك النار أمام بيوت منطقة الخليج، التي باتت تضيق به وبارتكابات البغي والعدوان في خطابه المنبري والإعلامي بشكل عام. وهذا القرضاوي، من باب التذكير لمن نسي أو تناسى، هو نفسه الذي أفتى للمسلمين الأميركان بالقتال في أفغانستان. وهو نفسه الذي لم يتردد لحظة واحدة في حياته عن دعوة القوات الأجنبية للتدخل العسكري في بلدان العرب والمسلمين، بل كان يلوم بعض الدول…

آراء

حقوق المرأة العربية

الإثنين ٢٧ يناير ٢٠١٤

وقعت دول الجامعة العربية الثلاث والعشرون عام 1981 على معاهدة إلغاء جميع أشكال التمييز، إلا أن غالبيتها العظمى تحفظت على المادة الثانية المتعلقة بالنساء والمادة التاسعة الخاصة بنقل الجنسية إلى الأولاد. ومنذ عام 2011، باتت نساء دولة الإمارات قادرات على منح الجنسية لأولادهن من زواج مختلط، أي زواج إماراتية من رجل غير إماراتي. وتقول «وردة محمد» في تقرير صحفي، «إنها سابقة في دولة خليجية». ففي سن الثامنة عشرة يتقدم الأولاد بطلب، كما في السعودية، للحصول على الجنسية هناك. غير أن التشريع الإماراتي أكثر ليونة، فللأولاد منذ ولادتهم حقوق الإماراتيين نفسها. نُشر خلال عام 2013 «تقرير رويترز» عن حقوق المرأة في العالم العربي، الذي أثار ما أثار من جدل وتضارب آراء. وقد اعتبر هذا التقرير كلاً من مصر والعراق والسعودية وسوريا واليمن أسوأ الدول للمرأة سياسياً، في حين أشار إلى أن أفضل الدول العربية من هذه الزاوية هي جزر القمر وسلطنة عُمان والكويت والأردن وقطر. وعلى الصعيد الاجتماعي، ما يتعلق بالتعليم وسن الزواج وتقاسم المسؤوليات في المنزل والاستقلال المالي، اعتبر التقرير مملكة البحرين ودولة قطر ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة وسوريا وسلطنة عُمان، الأكثر إنصافاً للمرأة، فيما كانت كل من العراق وسوريا والسودان واليمن والصومال في الكفة السلبية. وفي مجال الاقتصاد، أي عدم وجود عوائق قانونية ودينية واجتماعية في طريق…

آراء

هل تدمر التكنولوجيا حياتنا الاجتماعية؟

الإثنين ٢٧ يناير ٢٠١٤

هناك مفارقة غريبة في تأثير الشبكات الاجتماعية (فيسبوك وتويتر وواتس أب وغيرها عشرات) على حياتنا، فبقدر ما تسهم في زيادة حجم وتنوع علاقاتنا الاجتماعية من جهة، فهي كذلك - في رأي الكثير من الناس - تؤثر سلبيا على حياتنا الاجتماعية، وفي رأي البعض قد تدمرها تماما. هذا الموضوع له صدى ضخم في الدراسات الغربية، في محاولة لفهم أثر التكنولوجيا على المجتمع. العلاقات الاجتماعية هي التي تضمن للمجتمع قوته واستمراريته في مواجهة الأزمات، وهي التي تقوي الروح الوطنية، وتسهم في نمو الأنشطة التطوعية، ويستطيع المجتمع من خلالها بناء عملية التعليم الذاتي لثقافة المجتمع وعاداته. العلاقات الاجتماعية هي أيضا ما يمنح الإنسان السعادة حين لا يشعر بالوحدة والضعف في مواجهة الحياة. العلاقات الاجتماعية باختصار أمر لا ينبغي لمجتمع واع أن يتركه في حالة تدهور دون أن يفعل شيئا. بالمقابل، ورغم الازدياد الواسع لاستخدام الشبكات الاجتماعية في الدول العربية، ورغم أن الحياة الاجتماعية الإيجابية جزء أصيل من ديننا وثقافتنا، إلا أنني شخصيا لم أجد دراسة واحدة عربية على الإطلاق تحاول البحث في هذا الموضوع، ولذا ما سأنقله أدناه من نتائج للدراسات الغربية قد لا ينطبق على مجتمعنا العربي، لأننا مختلفون في تركيبتنا الاجتماعية، ولكن لعلها تحفز الباحثين العرب على التحرك في هذا الاتجاه. هل تدمر التكنولوجيا حياتنا الاجتماعية؟ فيما يلي بعض الإجابات العلمية…

آراء

“أفغنة” العقل العربي

الإثنين ٢٧ يناير ٢٠١٤

منذ اندلاع الثورة السورية، نسي العالم حروباً طاحنة، منها الحرب الأهلية اللبنانية "حرب الطوائف" التي بدأت في منتصف سبعينيات القرن الماضي وانتهت خلال اتفاق الطائف عام 1990، ومنها أيضاً حرب أفغانستان والسوفيت التي استمرت كذلك قرابة أحد عشر عاماً، ولكنها حين انتهت بدأت معارك ضارية بين الفصائل الأفغانية، ولم تنته رغم إنهاء "دولة طالبان" بعد دخول القوات الأميركية إلى أفغانستان، ووجود دولة جديدة اسمها جمهورية أفغانستان الإسلامية، خرجت من أتون الحرب تلعق جراحها النازفة. لم يكن هذا النسيان مبرراً لولا أن الحرب في سورية صارت أكثر شراسة وتعقيداً من كل الحروب السابقة؛ بوجود أطراف إقليمية ودولية تعمل على الأرض السورية، ولكن الأخطر هو وجود الجماعات المقاتلة التي لا تُعرف لها ذمة ولا ضمير سوى القتل وإراقة الدماء. إن "أفغنة" العقل العربي من خلال سورية اليوم هي نتاج وجود سلطة مستبدة حولتها إلى دولة بوليسية على مدى أربعين عاماً، واستفادت بعد اندلاع الثورة السورية من استقطاب "الجماعات الإرهابية" إلى الداخل السوري لتقنع العالم أنها تعاني خطر "الإرهاب"، مع أن هذه السلطة الاستبدادية هي مصدر الإرهاب والرهاب الشعبي الذي أصاب المواطن السوري اليوم. وبخلاف الأطراف الدولية في المسألة السورية، هنالك أطراف أخرى دخلت على الخط محلياً، وهم أولئك المحرضون على القتال في سورية، ولو بحثنا لوجدناهم هم أنفسهم الذين حرّضوا على القتال…

آراء

جولن وأردوغان: إسلام المجتمع وإسلام الدولة

الإثنين ٢٧ يناير ٢٠١٤

أردوغان رئيس الحكومة التركي خاطب شركاءه الأوروبيين في بروكسل بالقول إنه لن يتراجع عن «تطهير» مؤسسة القضاء وإعادة بنائها، بعد أن تحولت إلى بؤرة للفساد والتآمر بعد تصفية المؤسسة العسكرية التي كانت طيلة تاريخ تركيا الحديثة العائق الأكبر أمام التحول الديمقراطي. أردوغان أضاف إلى الشرطة والقضاء والجيش جماعة «الخدمة»، التي أسسها الداعية الصوفي المقيم في أميركا «فتح الله جولن» التي اتهمها بالوقوف وراء التحقيقات الأمنية والقضائية التي استهدفت عناصر من محيطه العائلي الخاص وبعض أعضاء حكومته في سياق الكشف عن فضائح فساد تركت أثراً سلبياً متفاقماً على صورة تركيا ونموذجها الذي كان يقدم مثالاً للاحتذاء في العالم الإسلامي. إذا كانت الأجهزة العسكرية والأمنية والقضائية شكلت تاريخياً دعامة العلمانية الأتاتوركية وطالما اصطدمت بتيارات الإسلام السياسي في نسخها السابقة (الأربكانية)، فإن جماعة "جولن" كانت تعتبر الذراع التربوية والدعوية لحزب "العدالة والتنمية"، الذي تميز عن الأحزاب الإسلامية السابقة بانفتاحه على نخب الأناضول المحافظة، التي هي القاعدة الصلبة للجماعة. ومع أن الجماعة لم تكن منذ نشأتها قريبة من مشروع الإسلام السياسي، بل كانت أقرب للأحزاب الليبرالية المحافظة التقليدية (وعلى الأخص من رئيس الوزراء الأسبق تورجوت أوزال)، إلا أنها تحالفت موضوعياً مع أردوغان وصوتت قاعدتها العريضة لحزبه، وتمتعت بهامش واسع للحركة في عهده، بيد أنها لم تخف امتعاضها في السنوات الأخيرة من تنامي هيمنة أردوغان…

آراء

فضائح علمية سعودية

الإثنين ٢٧ يناير ٢٠١٤

من العار طبيعيا أن تتعرض المؤسسات العلمية والبحثية والطبية السعودية المرموقة لعمليات تشويه لسمعتها العلمية بسبب سوء السلوك العلمي لبعض منسوبيها العلميين والطبيين الضالعين في الاهتمامات البحثية، إلا أن الأنكى من ذلك هو استمرار سوء السلوك العلمي وربما اضطراده وما يضاف إليه من ممارسات التفاف على الأنظمة بتلك المؤسسات في ظل مروره دون الإبلاغ عنه أحيانا أو توجيه الإنذارات والانتقادات التقويمية إليه، ربما يعزى ذلك إلى العلة القديمة في الانخفاض الكبير لسقف الحماية عن المنتقدين والمبلغين والذي يعول الكثيرون على ارتفاعه مستقبلا بعد سير النهج الحكومي الرسمي على سياسة الإصلاح في المجال العلمي وتقويمه من خلال برامج شراكة أشهرها توقيع مذكرات التعاون مع «نزاهه» إلا أنني أرى أن الاحتكام العلمي إلى نزاهة سيكون منقوصا وغابنا للباحثين عن العدالة العلمية ما لم يكن هناك انتهاج جديد لتقديم العلماء والباحثين المضللين إلى محاكم «علمية» للتقاضي بشكل متخصص وكل ذلك في حال تجاوز أحكام اللجان القانونية في تلك المؤسسات على أية حال، لا يظهر الخوض في فساد المجتمع العلمي السعودي على سطح الانتقادات الشعبية ربما لتواضع تأثيره عالميا بشكل عام استنادا إلى مقارنة عمر المجتمع العلمي السعودي بالعالمي، وهو ما يوحي أيضا بمثالية عالية غير صحيحة، متطرفة في مقياسها، تتلخص في أحد إحتمالين: إما أن يكون المجتمع العلمي في أعلى مقاييسه المثالية جدا…

آراء

الإمارات و«قطرات» القرضاوي

الأحد ٢٦ يناير ٢٠١٤

كلام القرضاوي يوم الجمعة الماضي هو تحريض مباشر وواضح وصريح ضد دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها، وضد كل من يعيش على أرضها عندما قال «الإمارات تقف ضد كل حُكم إسلامي». على الرغم من أن القرضاوي يعرف أن دستور الإمارات ينص على أن دين الإمارات الإسلام، وأن أحكامها تستمد من الشريعة الإسلامية... ولمن لا يعرف هذه المعلومة، فإن المادة السابعة من دستور الإمارات تنص على «الإسلام هو الدين الرسمي، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع....». والإمارات لا تنتظر أن يأتي ذو مصلحة، وذو أجندة ليصنفها، ويحكم عليها، أو يفرض عليها أي شيء. إن كلام الداعية الإسلامي المثير للجدل الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس ما يسمى بالاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، في خطبتي وصلاة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة، هو مساس، بل وتهديد للأمن القومي الإماراتي، وهو يعني بالضرورة تحريض الجماعات الإسلامية المتطرفة على الإمارات. القرضاوي يعرف تماماً أهداف تلك الجماعات -المعلنة على الأقل- ويعرف موقفها من كل من هو غير إسلامي أو ضد الإسلاميين، وبالتالي فإن إشارته تلك تعتبر دعوة للفت أنظار تلك الجماعات الإسلامية للإمارات، وتحريضاً ضدها. هذا التصريح الخطير من رجل كالقرضاوي لديه من يستمع إليه ويصدقه، بل وينفذ ما يقوله دون تردد، لا يمكن أن يمر مرور الكرام، فلا بد من اتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذا التحريض المباشر. الإمارات…

آراء

مسلسل الاغتيالات ومستقبل اليمن

الأحد ٢٦ يناير ٢٠١٤

أعادت عمليتا اغتيال الشهيدين الأستاذ عبد الكريم جدبان ود. أحمد شرف الدين، ومحاولتا اغتيال د. ياسين سعيد نعمان ود. محمد عبد الملك المتوكل، إلى ذاكرتي اغتيال أخي محمد أحمد النعمان ببيروت في 28 يونيو (حزيران) 1974، ومن قبله اغتيال الشهيدين عبد العزيز الحروي ومحمد عبد الله الشعيبي، على أيدي عصابات مولتها جهات أجزم أنها يمنية. في ذلك الوقت بعث الأستاذ أحمد محمد النعمان برسالة إلى القمة العربية التي عقدت حينئذاك في الرباط وكان عنوانها «مذكرة حول مأساة الإنسان العربي»، تمنى فيها نجاح المؤتمرين في حماية الإنسان العربي من الاغتيال «حتى لا يعيش هذا الإنسان يرزح تحت وطأة احتلال الخوف الذي يحطم إرادته ويقتل إنسانيته وكرامته». أضاف النعمان في رسالته «هذه شكوى شخصية أكتبها بخط يدي، لكنها في الحقيقة شكوى عامة تعبر عن مأساة الإنسان العربي الذي يُقتل ولده وأبوه أو أخوه أو من يعز عليه ويرتبط به.. يُقتل ظلما وعدوانا ثم تلتزم السلطات المسؤولة عن الأمن السكوت والصمت ولا تتخذ أي موقف من القتلة». هل تغير الحال؟ هل استطاع أحد أن يسمع بمحاكمة القتلة الذين أشاعوا الرعب في نفس كل ذي صاحب فكر، بينما القادرون يجوبون الشوارع بسياراتهم المدرعة والألوية المسلحة تحيط بمواكبهم، ويقطعون الشوارع ليل نهار، بينما المواطن البائس يخرج من منزله دون أن يدري إن كان سيعود إلى…