آراء
الأحد ٢٦ يناير ٢٠١٤
بدأت انطلاقة مؤتمر جنيف2 الدولي الخاص بسوريا لإيجاد مخرج للصراع الدموي الدائر منذ ثلاث سنوات وسط أجواء متباينة حول إمكانية التوصل إلى حلول وسط لحل المعضلة. ورغم وجود إجماع على اعتماد مقررات جنيف1 الذي يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية، فإن أقطاب النظام وممثليه في جنيف يرفضون مبدأ تنازل الرئيس الأسد ويعتبرون ذلك قضية داخلية تخص الشعب السوري لوحده. وهذا يعني بأن المفاوضات ستكون طويلة ومضنية ولا توجد حلول قريبة للأزمة. وسط هذه الأجواء تستمر الحرب بين الطرفين. وما دام مبدأ وقف النار لم ينفذ، فإن واشنطن ودول الخليج توصلوا إلى اتفاق لدعم القوى المعارضة لحركة «داعش» الإرهابية، حيث أوردت جريدة «الديلي تلجراف» البريطانية بأن واشنطن ودول الخليج تقدم الدعم بهدوء للجماعات المتمردة وتمدها بالسلاح والمال لمحاربة «داعش» وخلايا «القاعدة». وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة تمنح مليوني دولار شهرياً كدعم غير رسمي يجري توزيعها على الجماعات المعارضة المسلحة الصديقة للغرب. فما الذي دفع الدول الغربية لتنسيق التعاون مع دول الخليج لمحاربة «داعش» و«القاعدة» في سوريا؟ التقارير الاستخبارية الغربية أوردت خبر تزايد الجهاديين الإسلاميين المقيمين في الغرب، حيث ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» (الخميس 23-1-2014) بأنه يوجد في سوريا 2000 مقاتل أوروبي مسلم بعد أن كانوا لا يتجاوزون 440 قبل نهاية عام 2011. وتقدر مراكز البحوث الأمنية الغربية عدد المجاهدين غير السوريين منهم…
آراء
الأحد ٢٦ يناير ٢٠١٤
هالني ما سمعته من ضيوف برنامج حواري، يقدمه أسبوعياً الإعلامي عبدالعزيز القاسم في قناة «دليل»، والضيفان هما من شيوخ ما يعرف بالصحوة التي عصفت بالمملكة لعقود عدة. كان ضيوف برنامج القاسم يستمعون لمداخلة من متصل يدعى محمد الصنيتان، وكان يحذر من تحريض بعض الدعاة لشبان المملكة على الذهاب إلى سورية، لغرض «الجهاد». ينادي ويناشد هذا المتصل ضيفي البرنامج بعدم الترويج لهذه الفوضى، ويوضح أن ما يلاقيه الشبان هناك ليس أكثر من الوقوع في الفتن والموت. قاطعه أحدهم قائلاً في سياق حديثه عن وجوب التحريض: «وماذا لو مات خمسة أو ستة شبان من السعوديين؟». ويواصل: «الدعوة إلى الجهاد قال بها العلماء، ومنهم العرعور، إذا كان قدرنا أن نموت فلنمت». من الذي سيموت يا شيخ، أنت أم أبناؤك أم أقاربك أم أبناء الشيخ السوري الذي تستشهد بكلامه أم تراهم من أولئك الشبان السعوديين الغر الذين قلت عنهم: «إنها لن تبرأ ذممهم إذا لم يجاهدوا في الميادين»، كلام قوي، ومحرك للوجدان. لن تبرأ ذممهم؟ لا حول ولا قوة إلا بالله. الذي لا يدركه أمثال من ينادون برحيل الأبناء إلى تلك الأماكن الموبوءة كما الحال في سورية، هو أن ما يعرف بـ«الجهاد» اليوم هو في الحقيقة يقع ضمن مفهوم «إعلان الحرب»، قياساً بالظروف العالمية التي نعيشها وتعدد الكيانات وقواتها العسكرية وتوقيع المعاهدات بين الدول.…
آراء
الأحد ٢٦ يناير ٢٠١٤
ناقش مجلس الشورى أخيرا تقرير وزارة العدل، وأثار المجلس موضوع تطوير القضاء، ومدى نجاح سير أعمال مشروع خادم الحرمين لتطوير القضاء، وقد أثار المجلس مشكورا العديد من النقاط الدقيقة، ولكن ـ وللأسف ـ جاء رد وزارة العدل ليثير المزيد من التساؤلات على المشروع! طالما كتبت وغيري هنا عن المشروع ومشاكل القضاء لدينا، ولكون الممارسة أمام المحاكم كمحام بالإضافة إلى التخصص، تساعد في معرفة الكثير من الإشكالات التي قد لا يطلع عليها غير المتخصصين، لذلك أود أن أكتب بعض النقاط النقدية على المشروع. الحقيقة أن وزارة العدل في أمس الحاجة إلى جهات استشارية مستقلة ومختصة، تمتلك إمكانات وقدرة لرسم خارطة طريق نحو تصحيح المسار الذي يسير عليه المشروع الآن، إذ إن الوزارة في تصريحها الأخير ردا على المجلس أجابت بأنها ليست جهة تشريعية وليس من شأنها الإصلاح التشريعي! نعم ليس من صلاحية الوزارة إصدار الأنظمة، ولكن لا يصدر نظام ذو علاقة بوزارة ما؛ إلا من خلال ما تقترحه وترفعه لمقام مجلس الوزراء على الأقل! للأسف، إنه ليس واضحا لدى الوزارة ـ فيما يبدو ـ ماذا يعني الإصلاح التشريعي، الأمر الذي لا ينحصر في إصدار الأنظمة فحسب، ولكن لنأخذ جوانب كثيرة مهمة كيف أن الوزارة لم تلتفت إليها نهائيا أو أنها لا تعطيها أهمية على الأقل! للأسف، إن عمود القضاء وأهم الأنظمة…
آراء
الأحد ٢٦ يناير ٢٠١٤
مما يضرّ بالسعودية وشقيقاتها من دول الخليج العربية الثرية النائمة على النفط، استضافة وجوه انتهازية وصولية تدبِّج المدائح بأن تلك الدول الأفضل والوحيدة المستقرة في المنطقة وتعمل جيداً، وتلك أساليب تخديرية خادعة، فيما الحقيقة غير ذلك. عقارب الزمن لا تعود إلى الوراء، وإذا لم تتدارك دول الخليج نفسها، وتقوم بجراحات إصلاحية شاملة، فستتراكم عليها المشكلات، وستدور حلولها اللاحقة في حلقات مفرغة، ولن تتمكن من تخفيف الاحتقان ولجم المنافقين، وستفشل في إدارة الملفات الداخلية والخارجية التي تطوّق خواصرها، وتدق المسامير في نعوشها. لا شك في أن السعودية ودولاً خليجية برهنت على تأثيرها وفاعليتها عندما تحركت بثقلها وساندت البحرين، وكذلك عندما دعمت مصر بعد إسقاط حكم محمد مرسي، لكنها في المقابل غير قادرة على النجاح على الأقل حتى الآن في سورية ولبنان، وغائبة تماماً في العراق، بل تنازلت عن بلاد الرافدين منذ سقوط نظام صدام حسين، حتى تمكّنت منه إيران وأزلامها، كما تمكّن حزب الله (الإيراني) من التغطرس بالقوة في لبنان. هذا الحزب «الإيراني» الذي يفتل عضلاته، يشارك في شكل سافر إلى جانب قوات نظام الأسد في قتل أطفال سورية، فيما الإعلام الخليجي لم يسلّط الضوء على ما ترتكبه ميليشيات هذا الحزب من مذابح، في ظل صمت عالمي وتواطؤ دول عربية معه. يبدو واضحاً أن السياسة الخارجية الأميركية تشهد تحولات كبيرة يمكن…
آراء
السبت ٢٥ يناير ٢٠١٤
كل ما تمكن الاخضر الابرهيمي من تحقيقه حتى الآن هو اقناع الوفدين السوريين بعدم رفع الاعلام لا علم النظام ولا علم المعارضة . يبدو الامر شكلياً الا ان له مدلولا وبعدا سيكولوجيا على الاقل لأن هذا يوحي بأن النظام يقبل ضمناً بفقدان حصرية الكلمة ووحدانية التمثيل! لم نكن في حاجة الى تصريح احمد الجربا ليبلغنا ان سيرغي لافروف يقول"ان موسكو ليست متمسكة بالاسد "، فقد سبق ان لمّح الروس الى هذا، وقبل الذهاب الى جنيف كان معروفاً ان المسألة في العمق عندهم كما عند الايرانيين، ليست متوقفة على شخص الاسد، بل على حصة كل منهما من كعكة النفوذ والعلاقات مع النظام الجديد، فالمهم ليس مستقبل الشخص بل مستقبل العلاقة مع سوريا الجديدة ! ولم يكن احد في حاجة الى الجربا ليبلغه "ان بشار الاسد بات صورة من الماضي"، فالحسابات السياسية البسيطة عند الذين دعموا الاسد وتمسكوا به حتى الآن، تقول انه لا يمكن الحفاظ على المصالح والاحتفاظ بكعكة النفوذ في سوريا مع رئيس اثبت مؤتمر جنيف كم هو وحيد ومعزول وكم هو مطالب بالرحيل. حتى وليد المعلم وهو ديبلوماسي عريق، يعرف ضمناً انه بات يقاتل عن نظام فاقد الصلاحية والشرعية، فبعد طوفان المأساة وعشرات آلاف القتلى وملايين المشردين لا يمكن قطعاً، حتى للروس والايرانيين التوهم ان في وسعه ان يستمر…
آراء
السبت ٢٥ يناير ٢٠١٤
الإشكالية الكبيرة التي تواجهنا مع حركات الإسلام السياسي تتجسد في لغة التفاهم، فتلك القوى تزعم أنها قوى قادرة على الحوار وقبول وجهات النظر الأخرى، وفي الوقت نفسه تدخلنا في نفق الفتاوى وتكفّر وتقتل على مزاجها عندما لا تقبل الواقع. فتوى الشيخ الدكتور عجيل النشمي الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة الكويت ورئيس ما يسمى رابطة علماء الشريعة في دول مجلس التعاون الخليجي، فتوى تعبر عن حنق الموقف والكراهية الكبيرة للديمقراطية التي يقولون إنهم يقبلون قواعدها وفي الوقت نفسه هم يريدون ديمقراطية مفصلة بطريقتهم الخاصة. النشمي قال عندما سقط مرسي، إن على «الإخوان المسلمين» أن يعدوا أنفسهم لاقتحام المؤسسات العسكرية لكي لا يتكرر الموقف المصري، فكانت الإشارة واضحة ولم تخرج بعبث بقدر ما كانت تعبر عن عقلية حركة «الإخوان المسلمين». شخصياً لا أرى غضاضة في الحوار والتفاهم لولا أن حركة «الإخوان» لها فكرها وفلسفتها المتجهة نحو الاستيلاء على السلطة ليس في مصر وحدها وإنما تتجه نحو الدول العربية وحتى الإسلامية الأخرى، فهي تجد في نفسها القوة المؤهلة للاستيلاء على السلطة! وقبل أيام قليلة خرجت علينا جماعة «داعش» بفتوى وسياسة مطبقة على أرض الواقع في تحريم التدخين والموسيقى ومعاقبة من يخالف ذلك بعقوبات «شرعية» دون أن نسمع رداً شافياً من مؤسسات دينية مثل الأزهر الشريف باعتباره إحدى أهم المؤسسات الدينية الوسطية التي عليها…
آراء
السبت ٢٥ يناير ٢٠١٤
بينما ننتظر خلال هذا الأسبوع، وربما الذي يليه، نجاح أو فشل «جنيف2»، لنتفكر في من سيقود سورية في «المرحلة الانتقالية» التي ستفضي إلى سورية الجديدة الحرة الديموقراطية غير المقسمة، والتي تعيش سلاماً مع ذاتها وجيرانها؟ هل طلبتُ الكثير؟ إنه الحد الأدنى الذي تطالب به المعارضة، ومعظم الفصائل المقاتلة، وكذلك كل دول المنطقة، فلا أحد يريد سورية تحكمها طائفة تلغي أخرى، أو يحكمها الجيش، ولا سورية مقسمة، حتى «جبهة النصرة» المحسوبة على «القاعدة» قال زعيمها إنهم مجرد فصيل مع آخرين، ولن يفرضوا رأيهم في تحديد مستقبل بلادهم. لا يبقى غير «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، والذي اجتمعت كل الفصائل على رفضه وقتاله، ولكن لم تحسم معركتها معه بعد، فهو لا يعترف حتى بفكرة «الدولة السورية» ناهيك عن أن يقبل بديموقراطية وتعددية. إنه يتحدث عن دولة إسلامية خالصة، ولا بأس بخلافة، وبالتالي سيبقى شوكة في خاصرة الجمهورية السورية القادمة ومرحلتها الانتقالية، بغض النظر عمن يقودها، مثلما هو شوكة متفاوتة في حجمها في خاصرة معظم الدول العربية والإسلامية. إذا ضغط الروس في جنيف ودمشق أيضاً بما يكفي على حليفهم السوري، وتم الاتفاق على تشكيل «هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية وسلطة كاملة على الجيش والشرطة وأجهزة الأمن»، كما توافقوا مع الأميركيين، وكما جاء في مضمون الدعوة إلى «جنيف 2»، فإن ذلك يعني…
آراء
السبت ٢٥ يناير ٢٠١٤
وضعت قناة دليل مقعدا فارغا مكان الزميل داود الشريان لعدم حضوره برنامجا حواريا، مثلما يفعل الشريان مع ضيوفه الذين يعتذرون عن حضور برنامج الثامنة، وهذا خطأ بني على خطأ؛ لأن من حق أي إنسان أن لا يحضر برنامجا يظن أنه يستهدفه شخصيا أكثر مما يستهدف البحث عن الحقيقة، وكون الشريان فعل ذلك في بدايات البرنامج، فإن هذا لا يعني أنه قام بعمل صحيح حتى وإن حاز هذا الفعل على إعجاب الجمهور، فالكرسي الفارغ مثلما يعطي دلالة على أن صاحبه هرب من المواجهة، فإنه يرسل رسالة مهمة ــ في الوقت ذاته ــ ملخصها أن هذا المكان لا تتوفر فيه شرط الحوار الموضوعي!. للأسف، لم أشاهد حلقة قناة دليل، ولكنني رأيت صورة كرسي داود الشريان الفارغ في مواقع التواصل الاجتماعي، قلت لنفسي: ممتاز جدا.. داود ليس هنا، فلنناقش الموضوع بعيدا عنه، ولنترك كل ما يتعلق بشخصه وأرشيفه الصحفي وطريقته في النقاش، ولننس أسماء الشيوخ الذين ذكرهم بالاسم (العودة، البريك، العريفي، العرعور، العواجي)، فقد دافع كل واحد من هؤلاء عن موقفه بالطريقة التي يراها مناسبة، لنترك كل المقاعد فارغة، ولنركز على الأسئلة الأهم: هل يعد تحريض شبابنا على الذهاب للقتال في الدول المضطربة أمرا واجبا أم جريمة بحق الوطن وأجياله؟، وكيف يتحدث أي شيخ عن النعيم الذي ينتظر المجاهدين هناك ولا يكون هو…
آراء
السبت ٢٥ يناير ٢٠١٤
تفتقر المملكة إلى وجود مراكز استطلاعات الرأي العام، التي تبين مستوى الرضا الشعبي عن أداء المؤسسات الخدمية، التي تهدف إلى الاسترشاد برأي العامة، وهذا يغيب دورها في تطوير القرارات والخطط التنموية والاستراتيجية، وقد تقدم بعض المراكز دورا فعالا يبعث الأمل، بالعمل على دراسات متخصصة في رصد اتجاهات الرأي العام، كالتي يقدمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، حتى لو كان هذا التقصي منحسرا في شأن القضايا الاجتماعية أو الظواهر التي تضر بالمجتمع وتتفشى فيه، وهذا لا يفقدها الأهمية، بل إن قياس مؤشرات المشكلة وتوجهات الرأي نحوها، يمكن اتخاذ القرارات النظامية في علاجها والحد منها. يشكل الاستطلاع أهمية بالغة في فهم الجماهير والجماعات، فهو يعكس صورة صادقة نسبيا عن أحاسيس الناس ومشاعرهم، كما أنه يمكن من تصحيح المفاهيم، وكذلك يساعد في تعديل الخطط والخدمات، فالوقوف على مؤشراته يعطي التوجيه الصحيح لصانع القرار في أي شأن سواء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وهذا يعني أن قياس الرأي لأفراد المجتمع يساعد في اتخاذ القرار المناسب؛ تجنبا للاصطدام والرفض الشعبي الناتج عن تبعات القرار، وهذا ما أسهم في نجاح وتقدم النظم في الدول الغربية، إذ إنها تولي قياس الرأي العام والاستطلاع إليه بوسائل الإعلام المختلفة أهمية بالغة، تكمن فاعليتها وقيمتها إلى جانب الحرية والديموقراطية. خدمة استطلاع الرأي أظهرتها الحاجة إلى التخصص، بعد الازدياد السكاني وبعد ما تعقدت…
آراء
الجمعة ٢٤ يناير ٢٠١٤
لا تظنوا أن العاشقين للوضوح والحرية بلا أطفال، ولا ألبوم ذكريات ولا بنات حلوات يذهبن إلى المدرسة؛ بل لديهم مثل ما لديكم من الأشياء الحميمية التي يخافون عليها، وربما ما هو أكبر وأجمل، ولكن الفرق يأتي من الشعور العالي بقيمة التاريخ، وبما سيكتبه ذات هجوم كاسح على مواقع النجوم، ونمطية الترهل.. الصحافة لعبة ميتة من الأساس في هذا العصر الفاتح لكل الأبواب المغلقة، ومحاولة التشبث بقارئ واحد تبدو أصعب من فتح مدينة عربية بجيش عجمي؛ لكن القدرة على تجسيد الحلم هي التي تصنع الفارق، وتلون المساحات الداكنة كي يشتاق الناس إلى المضمار، وهذا ما فعله قينان الغامدي ويفعله في كل وقت، وبالتالي فهو لم يكن متفائلاً أكثر من اللازم حينما أشعل أوراق الصحافة بالأمل، والحرية، وحاول خلق فراشات تحلق بجناحي نسر، ولم يتوكأ على قلم من الرصاص كي يحارب جبهة خراب أبدية كما يظن بعضهم، وإن أشبهت كلماته الرصاص فإن السبب يعود لإيمانه القوي أن روعة المستحيل، وبهاءه وقبلاته الحارة؛ تتجسد في استنبات وردة باذخة من قلب رصاصة مختلة، وتسونامي تطفو على سطحه العمائم. ألا يكفيه أن المنصفين اليوم يؤكدون أنه كان اختياراً «تأسيساً» موفقاً لصحيفتين صنع بهما الفارق، وزعزع بهما أعمدة السقوف؟ فهل يلام الحر باختياره الحرية؟!! قسوة الأيام أن لا تقولوا للمحسنين أحسنتم وهم أحياء، وأن تمنعكم طقوسية…
آراء
الجمعة ٢٤ يناير ٢٠١٤
مرت ثلاثة أعوام مؤلمة ـ كأنها ثلاثون عاما في الواقع ـ على الثورة السورية التي قضاها السوريون منذ اندلاع ثورتهم في 2011 في محاولة لتحقيق الإصلاح، إذ بدأت ثورتهم سلمية مدنية تبناها الشعب من كافة أطياف وطبقات ومناطق الوطن السوري، وشارك فيها مثقفون وفنانون وشعراء وصحفيون.. كل منهم كان يحلم باستجابة السلطة لنداء الإصلاح، إلا استجاب لنداءات الأطفال وأناشيد الحرية بالحديد والنار، وهذا ما كان متوقعا. النظام السوري كان ينتظر هذه اللحظة، بل إنه استعد لها منذ أربعين عاما؛ لأن النظام يدرك أنه طارئ على الشعب، وكأنه نتوء أو ورم لا بدَّ له أن يُزال في يوم من الأيام، فتحول سورية إلى جمهورية وراثية هو أمر خارق للعادة وسلبيات النظم السياسية وشكلها ولونها في العصر الحديث؛ إذ لا يشبه سورية اليوم سوى كوبا التي ورث فيها الأخ أخاه على رأس هرم الجمهورية، الأمر الذي يجعل النظام الحاكم غير وطنيّ وغير منتمٍ للأرض والشعب، ولا يستحق أن يبقى لحظة شرعياً للحظة واحدة، مهما كانت نسبة الفوز في الانتخابات "المئوية"، وإن بقي لأكثر من أربعين عاما حاكما متفردا راكبا حصان الطائفة التي لا ينتمي لها أبدا! وحين انتشرت الثورة في ربوع الوطن السوري انتشار النار في الهشيم، لجأ النظام إلى تحويل الجمهورية العربية السورية إلى "سورياستان" من خلال بيعها بالمزاد العلني لمن…
آراء
الجمعة ٢٤ يناير ٢٠١٤
هي صدفة طبعاً أن يتزامن انعقاد جنيف – 2 مع بدء المحاكمات في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في لاهاي. ولم تكن هذه الصدفة لتحصل لولا هذا الجنوح الإجرامي للحل الأمني الذي قرر النظام السوري اعتماده منذ 15 آذار (مارس) 2011 ضد شعبه مخلفاً المآسي التي نشهدها يومياً والتي تنكشف كل يوم ذروة جديدة لها تجعل مما يجري في بلاد الشام حالة لم يشهد مثلها التاريخ الحديث مثلما قالت مفوضة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. قد يكون التاريخ القديم أيضاً لم يشهد هذا القدر من الإجرام الجماعي المتنقل بين منطقة وأخرى، إذا جمعت الذاكرة مشاهد الإجرام السابقة في سورية مع ما نشر في صحيفة «الغارديان» عن قتل زهاء 50 ألف مواطن سوري في المعتقلات تحت التعذيب وبالتجويع، كما كان يجري في القرون الوسطى وقبلها لكن بوسائل بدائية أكثر وبوتيرة أقل. إلا أن صدفة محكمة لاهاي مع مؤتمر جنيف – 2 تدفع الى المقارنة وتظهير أوجه الشبه بين الحدثين، وإلى تحديد أوجه التمايز بينهما. وإذا كانت المحكمة حدثاً قضائياً ومؤتمر جنيف – 2 حدثاً سياسياً بامتياز، فإن ما يجمع بينهما الكثير: ثقل ممارسات النظام السوري وحلفائه على المجتمعين السوري واللبناني، بدء عملية طويلة الأمد للتصدي للجرائم قد تطول وتأخذ سنوات أخرى. الفارق يكمن في أن محكمة لاهاي تتهيأ من…