آراء
السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠١٣
كل دول العالم لديها مشكلات حادة مع «الهجرة»، وينقسم ساستها بين مؤيد ومعارض. مثقفون يرون في الهجرة رافداً ثقافياً وتنوعاً. حقوقيون ينظرون لحقوق المهاجرين. مؤرخون يرونها تطوراً إنسانياً. اقتصاديون ينقسمون بين من يرى أثرها السلبي في وظائف المواطنين، وآخرون يرون أنها تحرك الاقتصاد الراكد. سياسي يميني يراها تهديداً لبنية الدولة الثقافية. متطرف مهووس بالنقاء العرقي. وكذلك عندنا في الخليج والسعودية، ستجد كل الأفكار السابقة مع اختلاف كبير، فنحن لا نرى «الأجانب» كمهاجرين وإنما وافدين، وثمة فارق هائل بينهما، وبالتالي لا توجد لدينا وزارة أو مصلحة لـ «الهجرة» وإنما إدارة لـ «الجوازات والإقامة»، ولكن هذا لا يبسّط المشكلة، بل يعقدها أكثر. «تشاينا تاون» في نيويورك تشرح الفرق، فهناك عالم مختلف عن بقية المدينة، لذلك سمّوها «مدينة الصين»، حيث جعلوا في مدخلها بوابة ترمز للصين. الوجوه صينية، وكذلك الرائحة والأطعمة واللغة والموسيقى، وأسماء المحالّ كلها صينية، ولكن سكانها يدفعون ضرائب لمدينة نيويورك وينتخبون عمدتها، ويثرون هناك ويشترون بيوتاً، ويبنون مصانع، ويتوسعون بتجارتهم ويرسلون أبناءهم إلى مدارس محلية ومن ثم إلى جامعات أميركية عريقة. إنهم أميركيون مثل بقية سكان نيويورك، وبالتالي يصب اقتصادهم في الناتج القومي للمدينة، ومن ثم في الناتج القومي للولايات المتحدة الأميركية. في الرياض وجدة ودبي والبحرين، ثمة «تشاينا تاون» أو بالأحرى «لاهور جداوية» أو «كيرالا بحرينية»، مثلها مثل «تشاينا…
آراء
السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠١٣
لاشك أن أزماتنا العربية كثيرة خلال العقود الأخيرة، ودعوني أرجع لذاكرة التاريخ وأشير إلى أهمها التي تجسدت بغزو صدام للكويت، ومحاولة محوها من الخريطة الجغرافية، وفي ظل هذه الأزمة التي انقسم العرب حولها هل تغير النظام العربي؟ الحال كما هو لم يتغير، فجامعتنا العربية كما هي تصدر بيانات فقط. وبالمقارنة نجد أنه عندما ضربت أحداث سبتمبر في أميركا، وكذلك في حرب 73 سنجد الفرق في المعالجات.. ففي الأولى شكلت لجان لمعرفة ماذا حدث،، ولماذا حدث، ونشرت بعض الحقائق وبعضها احتفظ به. وفي نصر 73 الذي فاجأ إسرائيل هرعت إلى دراسة الأسباب التي مكنت العرب من الانتصار الجزئي عليها. وفي كلتا الحالتين كانت معالجة الأزمات تعبر عن احترام العقل. وفي المقابل نجد معالجتنا نحن غير عقلانية لأزماتنا المختلفة. الحقيقة أن العرب يقفزون على حقائق التاريخ ومعطيات الفضاء العالمي ومتغيراته، فقد رفعوا شعارات الوحدة، واعتقدوا أنها جزء من واقعهم الاجتماعي، ومن ثم اكتشفوا زيف الواقع، وفي نفس الوقت لا يريدون الاعتراف بحقائق التاريخ، مما يبعدهم عن الواقعية السياسية. وقد اعتقد العرب أنهم أمة واحدة، تحمل مضامين ثقافية واجتماعية مشتركة، وأغفلوا خصوصيات لكل قطر، وطبعاً لو كانوا مدركين لذالك لكانت ثمة إمكانية لتقوية ما هو مشترك بينهم. والفكرة هنا التي نؤكدها هي مشاعر الانتماء الفئوي الإنساني العام، فهي مشاعر تزداد قوة تحت ضغوط…
آراء
السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠١٣
حزب الله تضاءل حتى تحول إلى مجرد جماعة إرهابية، مثل «داعش» و«جبهة النصرة» و«عصائب الحق». تضاءل من مقارعة إسرائيل إلى جماعة أحمد الأسير. طائفيا وسياسيا، انحدر زعيمه حسن نصر الله إلى ملاسنة فضل شاكر، المطرب الذي تحول إلى التطرف مثله. عسكريا يؤجر حزب الله رجاله وشبابه كبنادق في سبيل الدفاع عن نظام بشار الأسد في سوريا. أما بطولات حزب الله فهي فقط ضد العُزَّل السياسيين والمثقفين المدنيين. أمس، اغتال حزب الله شخصية مدنية مسالمة أخرى، ليضاف إلى قائمة طويلة من ضحايا الحزب. وكل الذين قتلهم حزب الله منذ اغتياله رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري من فريق سياسي واحد منافس له، كلهم لا يملكون ميليشيات، وجميعهم يؤمنون بمدنية الدولة، وبسيادة مؤسساتها. وجميعهم أهداف سهلة، ليسوا مثل ميليشيات أحمد الأسير الذي يرد كل هجوم بمثله، وكل سيارة مفخخة بمثلها. الراحل الدكتور شطح مثله مثل الذين قتلهم حزب الله من قبله، مثل سمير قصير (مثقف)، وجورج حاوي (مثقف وقيادي وطني)، وجبران تويني (إعلامي قتل بسيارة مفخخة)، وبيار الجميل (سياسي شاب واعد يؤمن بالتعايش قتل اغتيالا بالرصاص). كما قتل حزب الله القاضي السابق وليد عيدو وابنه معه، لنفس السبب الذي لأجله قتل باسل فليحان وآخرين من سلسلة قتل سهلة لشخصيات يعرف حزب الله أنها لا تملك القدرة على الرد، ولا مشروعها السياسي يؤمن بالعنف.…
آراء
السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠١٣
حسب الإحصاءات والأرقام والتحليلات الاقتصادية، يظهر أن أكبر قطاع بعد البنوك والاتصالات وشركة سابك يحقق أرباحا، هو قطاع بيع السيارات المستوردة من مصادرها. وتعد المملكة الأولى عالميا في استيراد السيارات؛ إذ تشير المصادر إلى أنه في عام 2013، تم استيراد سيارات لأسواق المملكة بنحو 76 مليار ريال لشراء "982" ألف سيارة جديدة من قبل الوكلاء، ولا يدخل في هذا الرقم استيراد الأفراد أو المؤسسات التجارية من غير الوكلاء. وتعد السوق السعودية الأكثر نموا، إذ يصل معدل النمو السنوي أكثر من 10%، وبهذا الرقم تكون المملكة قد تجاوزت أعلى الدول استيرادا للسيارات في عام 2013، وهي إسبانيا، حيث استوردت إسبانيا في عام 2013 نحو "650" ألف سيارة جديدة، ويتوقع الخبراء الاقتصاديون أن المملكة العربية السعودية سوف تتجاوز حاجز المليون سيارة في العام 2015، وذلك نتيجة النمو الاقتصادي وزيادة الإنفاق الحكومي على المشاريع التنموية والتوسع في تمويل السيارات عن طريق التقسيط. وتعد شريحة الشباب بين 18 و30 عاما الأعلى في معدل شراء السيارات الجديدة، وتعد سوق المملكة الأكبر والأهم للشركات المصدرة للسيارات في العالم. ويُصنف وكلاء السيارات في المملكة بأنهم الأعلى تحقيقا للإيراد والأرباح عن أي وكلاء سيارات في العالم. وتمول البنوك التجارية السعودية نحو 2.5 مليار دولار، أي قرابة 76 مليار ريال لشراء 982 ألف سيارة سنويا. وبهذا يعد وكلاء السيارات…
آراء
السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠١٣
شاهدتُ قبل مدة مقطع فيديو عن أحد الذين فازوا بلقب "أبطال سي إن إن" وهي سلسلة أطلقتها القناة قبل سنوات تُسجّل خلالها أعمال أشخاص بسيطين، من مختلف طبقات المجتمع، وضعوا حياتهم رهناً لخدمة البشرية، سواء كانت تلك "البشرية" فقراء في إفريقيا، أو مرضى في الحي الذي يسكنون فيه. كان المقطع عن امرأة تُدعى "روبِن إيمونز" تسكن مدينة شارلوت في ولاية نورث كارولاينا، ولها أخ مختل عقلياً كان يهيم على وجهه في الشوارع طوال اليوم منتقلاً من ملجأ إلى آخر. وعندما استصدرت من المحكمة قراراً بأن تكون حاضنته، تفاجأت بأنه يعاني من مرض السُكّري لأن الملاجئ التي كانت تؤويه لم تكن تقدم لنزلائها طعاماً صحياً، بل معلبّاً وقديماً. نظرت إيمونز حولها فوجدت بأن أصحاب الدخل الضعيف يأكلون طعاماً مُعالجاً صناعياً لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الطعام الصحي، كما أنه غير متواجد في أحيائهم وعليهم استخدام المواصلات العامة حتى يصلوا إلى محلات متخصصة في بيع الطعام العضوي. فقررت أن تُحيل حديقتها الخلفية إلى مزرعة للخضروات والفواكه العضوية. ثم أطلقت مؤسسة خيراً، رغم أنها لا تملك مالاً، وتفاجأت بانخراط أكثر من مئتي متطوع من أبناء وفتيات الحي لمساعدتها في زراعة الفواكه والخضروات العضوية ثم يبيعونها في السوق بنصف السعر. كبرت جهود إيمونز وبدأ رجال الأعمال والمؤسسات يتبرعون لها بأراض ٍزراعية، ثم أطلقت ورش…
آراء
السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠١٣
كان يمكن أن يكون لمجلس التعاون العربي في الخليج، أحد عشر عنوانا، ولكن حكمة المرحوم الشيخ زايد جعلته ستة فقط، باحتواء سبعة عناوين وصهرها في عنوان واحد، العناوين السابقة لم تلغَ ولكنها مرصوصة في بنيان دولة واحدة تتعمق هويتها أكثر وأكثر، وتظهر لأهلها بمرور الزمن أهمية ذلك البنيان الذي سعى إليه المرحوم وحققه. العالم من حولنا يحب العناوين الواضحة والمجمعة، والتشتت في العناوين تقعد الآخر عن التواصل معها، كما تغري الطامع على تجاوزها، كما تفتقد قدرة على المناورة تقريبا في كل شيء. كان يمكن أن يخرج الاجتماع الذي عقد في الكويت للقمة الخليجية الرابعة والثلاثين قبل أسابيع، باختصار في العناوين بشكل ابتكاري، يقي المنطقة سوءات التحولات الحادثة حولها، كما يرسل رسالة للأصدقاء أولا ثم الأعداء أن المنطقة تستطيع أن تقيم حائطا منيعا للصد، إلا أن ذلك الاختصار لم يتم، أو قد أرجئ إلى وقت آخر ومكان آخر، وقد يستطيع الإنسان أن ينتظر أما الزمن فلا ينتظر! نحن أمام مدرستين في التفكير الاستراتيجي الخليجي، واحدة تهون الأمر، وترى في كل العواصف حول الخليج كونها عواصف بعيدة تضرب بقوتها مكانا آخر وأقواما آخرين. ومدرسة ثانية ترى أن ما حولنا سوف يفيض علينا، وهو باختصار حزمة من فتن طائفية وحروب أهلية، وأحد المشهيات لتلك الإفاضة فرقتنا. التحوطات لتقليل تأثير الإفاضة، ولا أقول لمنعها،…
آراء
الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠١٣
«لا تنتظر من يقودك إلى عمل الخير، افعل الخير بنفسك، منك إلى الشخص الآخر مباشرة» - الأم تريزا ولد سكوت هاريسون في ولاية بنسلفانيا عام 1975، وفي سن الرابعة انتقل إلى نيوجيرسي حيث ترعرع هناك، وأنهى المرحلة الثانوية، وكان معيلاً لأمه المريضة. ثم انتقل إلى نيويورك ليدرس في جامعتها، حيث تخرج عام 1998 ليبدأ حياته المهنية في مجال الأزياء، غارقاً في العمل وملذات الدنيا من خمر ومخدرات لمدة 10 سنوات! فجأة توقف، وبدأ يصف نفسه بأنه: غير سعيد – وهنا درس نتعلمه بأن حياتنا عبارة عن محطات، مع نهاية كل مرحلة لابد أن نتوقف، ونلتفت إلى الماضي، وندرس الحاضر لنرسم المستقبل – فكان قراره: بداية جديدة! ترك صخب نيويورك واتجه صوب القارة السمراء، حيث أفراد يعيشون على أقل من 365 دولاراً سنوياً وقرى من دون كهرباء ولا حتى ماء، يقول سكوت: «كنت أنفق هذا المبلغ في قنينة فودكا واحدة في بارات نيويورك!». عمل سكوت مصوراً متطوعاً مع «سفن الرحمة» هذه المنظمة الخيرية التي تجوب المحيطات وترسو في المدن وتقدم العلاج المجاني للفقراء. وخلال رحلة استمرت 13 شهراً التقط فيها 60 ألف صورة، فاتّضح له أن 80% من المرضى الذين كانوا يأتون للعلاج كان سبب مرضهم «ندرة الماء النظيف!». عاد سكوت إلى مدينته، وقرر أن يصنع الفارق، وفي يوم ميلاده الـ31…
آراء
الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠١٣
خلال السنوات العشر الماضية، أي منذ الغزو الأميركي للعراق، دارت وتدور حرب شعواء على العرب: في الأرض والانتماء والسيادة. وتشارك فيها عدة أطراف: بعضها من أجل الثأر والانتقام، وبعضها من أجل الحصول على ما يمكن وما لا يمكن من الغنائم، وبعضها بسبب الخوف والاستضعاف، وبعضها الرابع لأنها تملك أو تتوهم أنها تملك مشروعات بديلة لحاضر العرب ومستقبلهم. أما الطرف الأول، أي طرف الذين يشنون الحرب على العرب من أجل الثأر والانتقام، فتقع على رأسه الولايات المتحدة الأميركية، وعدد من حلفائها الغربيين؛ فقد أوقعت الأصوليات الإسلامية المقاتلة ضررا ما أمكن رأب صدوعه في الهيمنة الأميركية، سواء في هجوم «القاعدة» عليها بأميركا وغيرها، أو في صراعها معها عندما استولت على العراق. وقد قاتلتها الولايات المتحدة وحليفاتها في الحرب العالمية على الإرهاب التي ما تزال مستمرة، كما قاتلتها بالعراق مباشرة، وهي بعد انكسار الهيمنة لهذا السبب ولأسباب أخرى دولية وعالمية، تحاول كل الوقت مقاتلتها بالواسطة من طريق استدراج عروض سواء من نظام بشار الأسد أو من جانب النظام الإيراني. بيد أن الأسلوب الآخر لمصارعة «الإرهابيين الجهاديين» فيتمثل عند الأميركيين (والبريطانيين والألمان) في إشراك أطراف دولية أخرى في تحمل مسؤولية المكافحة، إلى جانب الأسلوب المعتمد من الجميع في اختراق هؤلاء الانتحاريين، وإعادة توجيههم بحيث يقتل بعضهم بعضا، أو يقتلون العرب الآخرين. أما الطرف الثاني…
آراء
الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠١٣
هذه قصة ثلاث فتيات سوريات حاولن النجاة من قطاع يحتله الثوار في حلب. وخلال بضعة أيام عصيبة وصلن إلى الحدود مع تركيا. وكانت من بينهن «أسماء» البالغة من العمر 26 عاماً، وهي خريجة كلية آداب اللغة الإنجليزية، وعملت خلال السنتين الماضيتين ممرضة متطوعة في مستشفى ميداني، وكانت تتولى معالجة الضحايا المدنيين من جراء الحرب الدائرة هناك والتي أدت لتقسيم مدينتها إلى قطاعين متقاتلين أحدهما يسيطر عليه الثوار والآخر تحت سيطرة النظام. أما صديقتاها الأخريان، فهما الشقيقتان «سلام» (30 عاماً)، و«إسلام» (28 عاماً)، واللتين كانتا قبل الحرب تعملان مدرستين وما لبثتا أن تطوعتا للعمل في مأوى للأيتام يؤوي 650 طفلا ممن فقدوا آباءهم خلال القتال. وقالت لي سلام: «لا يشكل هؤلاء الأطفال إلا جزءاً ضئيلا من أيتام الحرب». وإنه لمن الصعب على المرء أن يصدق أن تتمكن هاتان الشقيقتان الجميلتان اللتان لا تفارق الابتسامة محياهما، والمرتديتان حجابان يغطيان رأسيهما، من البقاء حيتين لمدة تفوق السنتين وهما تحت القصف المتواصل لقوات النظام. وبعد وصول الفتيات الثلاث إلى مدينة «غازي عنتاب» التركية، بدأ نظام الأسد بإلقاء البراميل المتفجرة التي تحتوي على مئات الكيلو جرامات من المتفجرات والمسامير على الأبنية السكنية المجاورة لمكان سكنهن، ما أسفر عن قتل مئات المدنيين وجرح مئات آخرين. وكانت الصديقات الثلاث تخططن للعودة لتقديم يد العون للجرحى والمصابين الجدد.…
آراء
الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠١٣
ما الجديد عندما تقول هيئة مكافحة الفساد إنها كلفت ممثلاً عنها لرصد ومتابعة ظاهرة الازدحام المروري على جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين، خصوصاً في أوقات الذروة، وخلال مواسم الإجازات؟ وما الجديد عندما تقول إنه تبين لها عدم توفير الأطقم البشرية اللازمة لتشغيل كل "كبائن" الجوازات، إذ كل كبينة من تلك الكبائن تعمل على الجانبين بشخص واحد بينما هي مخصصة لموظفين، إضافة إلى عدم انتظام تواجد الموظفين في الكبائن خلال أوقات العمل، ونقص الكوادر العاملة بإدارة الجوازات في الجسر التي تقوم بإنهاء إجراءات بعض المسافرين عندما يتطلب الأمر ذلك، الأمر الذي أدى إلى حدوث ازدحام للمسافرين، بسبب تأخر إجراءات سفرهم. وما الجديد عندما تقول الهيئة إنه اتضح لها قلة وجود سيارات المرور الميدانية والسرية التابعة لإدارة مرور المنطقة الشرقية لتنظيم دخول الشاحنات في الأوقات المحددة لها نظاماً على الطريق السريع لمحافظة الخبر باتجاه جسر الملك فهد، وقلة دوريات مرور جسر الملك فهد، التي تختص بتنظيم حركة السيارات على الجسر في المسارات المحددة لإنهاء إجراءات السفر؟ هذا الكلام وهذا الاكتشاف التي أعلنته الهيئة ـ قبل يومين عبر وسائل الإعلام ـ أمر معلوم منذ أكثر من عشر سنوات، ويحدث يوميا ويشكو الناس منه يوميا ولا يكاد يمر يوم دون أن يتم تناول هذا الموضوع إما في الصحف التقليدية والإلكترونية أو في…
آراء
الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠١٣
كما هو معلوم، قلما تخلو نهاية من حزن ما، حتى لو أن مجرد بلوغها هو في حد ذاته مبرر فرح كبير لفرد ما، عائلة، مجتمع، بلد، أمة، أو البشرية كلها، كما هو الحال مع كل احتفال بتوديع عام تصاحبه زينة وبهجة قد يبالغ فيها البعض هنا وهناك، لكنها تظل حاجة ضرورية تحتاجها نفس بشرية أرهقها الركض طوال السنة فتاقت للمرح والبهجة، حتى لو لاحقت فرقعة ألعاب الفرح النارية مآسي ما تحصده نيران الحروب وأهوال الكوارث وتُشرد من بشر. حقا، يسعد التلميذ اجتياز امتحان الثانوية العامة ودخول الجامعة، ويحزنه فراق مدرسته ومعلمين أحبهم وأحبوه. لكن الشاب سرعان ما يتجاوز حزن لحظات الفراق، ويتهلل بالفرح، إذ يستهل مشوار الجامعة قبل فتح صفحة أي كتاب بفتح سجل صداقات جديدة ستربطه مع طلاب وأساتذة طوال أربع سنين، أو أكثر، حسب طول طريق المنهج الجامعي، فإذا أزفت لحظة الفرح بالتخرج، رافقتها لحظات ألم الوداع وأحزانه، وربما تنهمر دموع يختلط في وهج صفائها ذلك المزيج العجيب من سعادة بلوغ نهاية الشوط بنجاح وأسى مفارقة أصدقاء بعد طول عشرة. أو يختلف الحال مع انتقال من عمل إلى آخر، حتى وهو ترقية لمرتبة أفضل، أو عند مغادرة مهجر إلى منفى غيره، أو إذا ما صفر الحكم معلنا نهاية المباراة؟ كلا، بل بوسع كل من أمعن النظر، فتأمل بشفافية…
آراء
الخميس ٢٦ ديسمبر ٢٠١٣
توقعنا سقوط رئيس سوريا، لكن يبدو أن العاصفة قد تسقط رئيس وزراء تركيا، المتورط حتى أذنيه في المشاكل. رجب طيب إردوغان فتح النار على كل الناس، حتى حليفه الداعية الإسلامي فتح الله غولن الذي هدده قبل شهر بقوله إن الحكومة سوف «تصل إلى كهوفكم وتمزقكم إرْبا». وأمس اقتحمت الشرطة بيوت وزراء إردوغان، ومزقت سمعة حكومته عندما وجدت أكياسا ملأى بالأموال الإيرانية في بيوتهم، وبدأت سلسلة الاستقالات والملاحقات القضائية، في أكبر تهم بالفساد في تاريخ تركيا المعاصر. فالمحاكمات المقبلة ستؤذي سمعة الرجل الذي كان لا يقهر. وبدل أن يرد إردوغان على التهم نفسها يقول إن هناك مؤامرة خارجية عليه، فمن المتآمر؟ هل هو شريكه السياسي وحليفه غولن، المقيم حاليا في ولاية بنسلفانيا الأميركية؟ أم يقصد الرئيس السوري بشار الأسد؟ أم وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي؟ أم رئيس وزراء إسرائيل؟ الأميركيون؟ الأوروبيون؟ الخليجيون؟ اليونانيون؟ وداخليا، ربما العلويون أو النقشبنديون؟ ما أكثر خصومات إردوغان. الحملة الكلامية لإردوغان منذ شهر تقريبا، أغضبت الداعية الذي ساند رئيس الوزراء لسنوات، واعتبر أقواله مهينة و«تحط من قدر أعضاء الحركة، وعندما ينطق شخص كلمة كهف، فإن من الواضح أنه يشير إلى أننا قردة وغوريلات ودببة وضباع» كما رد غولن، ومع هذا طلب من أتباعه المليون تركي عدم الرد على كلام إردوغان «المبتذل»! وعندما يصف إردوغان اتهامات الفساد…