آراء

آراء

التدخل التركي في سوريا

الأحد ٠٢ أغسطس ٢٠١٥

قلتُ في مقالتي هنا يوم الأحد الماضي، إنّ الولايات المتحدة بعد أن تدخلت مجدداً بالعراق لمصلحة إيران عملياً، وبعد أن أجْرت الاتفاق النووي مع إيران، مضطرةٌ لإعطاء شيء لتركيا.. وربما للسعودية. وما كنتُ أفكّر بحزب العمال الكردستاني بالدرجة الأُولى، بل بالسماح الأميركي لتركيا بالتدخل في سوريا، وهو الأمر الذي رفضته الولايات المتحدة منذ عام 2012، وبالمقابل فقد رفضت تركيا المشاركة العملية في التحالف ضد «داعش»، كما رفضت السماح للولايات المتحدة باستعمال القواعد الجوية التركية في ضرب «داعش» بسوريا والعراق! لقد كانت الخسارة التركية كبيرةً بالغزو الأميركي للعراق عام 2003. فالعراق ذاته إنما أوجده البريطانيون عام 1920 ليكون منطقةً عازلةً بين إيران وتركيا. إنّ هدم الدولة العراقية بالغزو، وإدخال ميليشيات كردية وشيعية مسلَّحة إلى البلاد للحلول محلّ الجيش العراقي المنحل، عنى وقتها إعطاء العراق لحلفاء إيران من المعارضة الشيعية، مع امتيازات خاصة للأكراد في الدولة الجديدة. وكما في حالة سوريا بعد عام 2011، فإنّ تركيا وقتها رفضت السماح للطائرات الأميركية باستعمال أراضيها، وبدأت سياسات ودودة مع نظام الأسد لمعارضته الغزو الأميركي يومَها. وما خاصمت تركيا الأردوغانية إيران في العقد الأول من القرن الحالي، للمصالح المشتركة في الملف الكردي من جهة، وللفوائد الاقتصادية والتجارية والمالية المتحصلة لها نتيجة الحصار الأميركي لإيران. ومع أنّ أردوغان ما ساعد «المقاومة» ضد الأميركيين في العراق كما…

آراء

مجالس للابتكار

الأحد ٠٢ أغسطس ٢٠١٥

تحت شعار «الابتكار يثريه الحوار»، نظمت وزارة الداخلية مجالسها الرمضانية لهذا العام، والتي بلغ عددها 47 مجلساً شملت كافة مناطق الدولة تقريباً، خرجت بأكثر من ستين توصية ستسعى وزارة الداخلية إلى اعتمادها وتطبيقها، كما صرّح بذلك الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. وقد ذكر سموه أن المجالس باتت تمثل مصدراً مهماً لرسم سياسات وزارة الداخلية التطويرية، الساعية إلى تلبية آمال شعب الإمارات والمقيمين على أرضها. هذه التجربة لها أربع سنوات، لكنها هذا العام حملت بعداً جديداً، فقد خصصت المجالس لتثري ابتكارات وإبداعات وزارة الداخلية، حيث تقوم قطاعات الوزارة المختلفة، مثل المرور والترخيص، والجنسية والإقامة، ومراكز الشرطة والتحقيق، والدفاع المدني والسلامة العامة، وحماية المجتمع والوقاية من الجريمة. بعرض تجاربها ورؤيتها على جمهور المجالس الذي يناقش بكل حرية مع ممثلي الوزارة والخبراء المشاركين في المجلس من أجل تمحيص التجارب واستمطار الأفكار. هذه التجربة المتميزة للوزارة الرائدة تمثل معلماً رمضانياً يسعى القائمون عليها من أجل تجديدها سنوياً. وفي كلمة خاصة جمعتني مع الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان والعقيد الدكتور صلاح الغول مدير مكتب ثقافة احترام القانون في الأمانة العامة لمكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أمر سموه بتقييم هذه التجربة من أجل تطويرها، والاستفادة من نتائجها. وإذا كانت وزارة الداخلية قد…

آراء

زيارة المستقبل والمصير المشترك

الأحد ٠٢ أغسطس ٢٠١٥

ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود تصب في مصلحة العالم العربي، وفي مصلحة أمن واستقرار وصيانة مصالحه الاستراتيجية، حيث بذلت الكثير من التضحيات، وهي تسهم بفاعلية في قيادة القاطرة السياسية العربية والإسلامية، ولها من المبادرات المهمة على الصعيدين، ما يجعلها صخرة دفاع عن الجبهتين، بكل كفاءة واقتدار. إن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، ووزير الدفاع، إلى أرض الكنانة يوم الخميس الماضي، أعطت دفعة كبيرة للعلاقات الحالية والمستقبلية بين البلدين الشقيقين، وقطعت الطريق على الشائعات والأكاذيب التي راجت وأرادت النيل من متانة هذه العلاقات. وقد ساهمت زيارة الأمير محمد بن سلمان في إضافة بعد كبير لتعميق العلاقات بين القاهرة والرياض، خاصة أن سموه كان حريصا على حضور حفل تخرج الدفعة 109 من طلاب الكلية الحربية وتخريج دفعات 105 أطباء، و104 رئيسات تمريض، و73 مهندسا، و61 مختلطا من الكلية الحربية، والدفعة رقم 18 من خريجات المعهد الفني للتمريض بالقوات المسلحة، التي تضم عددا من الوافدين من الدول العربية، الأمر الذي ينطوي أيضا على حرص بالغ من قبل القيادة السعودية على مشاركة القيادة المصرية في الاحتفاء بمخرجات التعليم الذي يشكل المستقبل في مصر. الواضح أن مسيرة الوحدة والتضامن مع مصر تتزايد معالمها، والإصرار على تعزيز التعاون معها في شتى المجالات واعد ومحمل بالآمال الكبيرة، وستكون له مردودات…

آراء

هل نعاني من ازدواجية في محاربة الإرهاب..؟

الأحد ٠٢ أغسطس ٢٠١٥

.. وسنكرر سؤالاً طالما أعدنا طرحه، وسنعيده بلا ملل، منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بل ومنذ بزوغ نجم القاعدة قبل ذلك، وضربها لمدننا ومنشآتنا الحيوية، وقتل المدنيين وإراقة الدماء في شوارعنا. وفيما كانت المنابر وبعض التجمعات تُمارس ليونة مشبوهة أو غير مقدرة لواقع خطر يهددنا جميعاً. هل نحن جادون فعلا في محاربة عدونا الأول.. الإرهاب؟، هل حربنا شاملة معه، وهل وصلت أو اقتربت من عمق عقيدة الإرهاب؟. الإنجازات الأمنية في مواجهة الإرهاب منذ البدايات الأولى مفخرة تستحق الإشادة دوما، والقدرات الأمنية السعودية سجلت اعترافات دولية كبرى، بل وساهمت بتفوق في إحباط محاولات إرهابية في دول شقيقة وصديقة، إلا من ظل في صدارة منجزاتنا الوطنية. كل ما تحقق في مواجهة الإرهاب المتطرف الإجرامي، من جهيمان مروراً بالقاعدة، ووصولاً لداعش يبقى الأمن وسامنا الوطني الثابت. فقد نجحت المنظومة الأمنية بتفوق، مرة بعد مرة، في تفكيك خلايا إرهابية قاتلة ولاتزال.كما نجح إلى حد معقول تجفيف منابع الدعم المادي عبر تقنين التبرعات والتدفقات المالية النقدية التى تسهم بشكل مباشر وغير مباشر في عون الإرهاب وتمويله، صحيح أن هناك جهدا كبيرا لايزال في الطريق، لكن من الواضح أن هناك حزما على كل المستويات لخنق كل السبل التى يتسرب منها المال للجماعات الإرهابية ودعم أنشطتها العدوانية. إلا أن محاور «المواجهة الفكرية» الأخرى هي محل السؤال…

آراء

بحاح في عدن.. أزيلوا التراب عن نظارة خامنئي

الأحد ٠٢ أغسطس ٢٠١٥

لا جديد في أن تردع السعودية مخططات، وتقود تحالفات لنصرة قضية.. ولا جديد أن تنتصر الشرعية المؤيدة من السعودية فقد حصل ذلك أكثر من مرة.. لكن الجديد والمدهش أنها مشت في عاصفة الحزم على حقول ألغام باحترافية مذهلة، وأسست نظرية جديدة في حروب الدول مع الميليشيات، والميليشيا هذه المرة مسلحة بجميع أنواع الأسلحة ولديها خزان بشري وأيديولوجيا ودعم من طرف إقليمي يهوى الخراب مع أنه يصفع في كل مرة يقترب من الحمى.. وفي عز عودة بوادر الصراع الروسي الأميركي والاصطفاف الصيني في هذا الصراع مررت بإنجاز تاريخي القرار 2216.. الذي كانت بدايته فكرة روسية لهدنة إنسانية.. تحول بإعجاز دبلوماسي إلى قرار مؤيد لعاصفة الحزم.. لقطة وصول خالد بحاح إلى عدن ليست نهاية الحرب، ولكنها تعبر عن نجاح هائل في الاستراتيجية وهي تتويج لجهد وتضحيات ودماء رجال.. وقادة شجعان.. وإمام يعرف أن وطنه استثنائي.. ولو كان هذا النجاح قامت به قوه أخرى لملأت الدنيا ضجيجا وصاغت التاريخ حوله، ولكن السعودية كعادتها تعاملت مع كل هذه النجاحات بهدوء.. هدوء يوحي بأنها تعمل العقل في كل شيء لا مكان فيه للعواطف والاندفاع.. كنا وما زلنا وسنظل، بإذن الله، وطنا يتحرى الحكمة والتروي، ولكنه إذا تحرك غيّر الموازين.. اليوم عدن وقبلها المنامة والكويت.. والأعداء منذ عقود يكيدون للسعودية المستقرة والآن سيتضاعف كيدهم بعد وضوح…

آراء

مسافرة ..!

الأحد ٠٢ أغسطس ٢٠١٥

في كل سطر لي حكاية تعاقبت فصولها وشكلت لي بدايات من نهايات ووقفت على عتبة الأربعين لأكتبها! لا يأتي الوقت المناسب بل نحن من يصنعه . عندما جمعني كنت قبلها قد استجمعت نفسي وعندما وصلني كنت قد وصلت للمكان قبله . في حياتنا الكثير من المواقف , الناس وحتى الدموع المخبأة في المناديل تنتظر فقط من يخرجها ! ولكننا نتجاوز هذا الماء المسمى دمع لنرتشف من جفاف الأيام أعذبها . قبل ولادتي كنت في خيال أمي (حنان )وبعد ولادتي حاول والدي أن يلبسني صفة ( العنود ) ولكن كانت كلمة جدتي هي الفاصلة واصبحت ( بدرية ) وبعد أن خطوت أول خطواتي قالوا عني ( بدور ). لكنني عرفت نفسي ( مسافرة ) بلا حقائب وتذاكر وجوازات او حتى معابر!. حملت نفسي وحلمي وسافرت في وجوه البشر دموعهم أفراحهم وحتى صمتهم . لم يكن لي من عيونهم غير الوجع ومن ملامحهم إلا التعب . عندما كنت طفلة كان لي أمنية عجيبة أن لا أرى أحد حزين ولا أن أسمع بكاء طفل ..! في مراهقتي بكيت كثيراً عندما كان طفل الجيران يبكي ولا أحد يجيبه لم أنم ليلتها كنت بجانب الجدار أحاول تهدأته..! وأمي تقول لي : قلبك هذا لا بد أن يكبر ..! كبرت يا أمي وكبر قلبي وأصبح مساحة…

آراء

التكيف مع آثار تحرير أسعار الطاقة

السبت ٠١ أغسطس ٢٠١٥

أكمل من حيث انتهى المقال الأخير "من المستفيد الأكبر من دعم أسعار الطاقة؟"، بالبحث في الآليات والأدوات التي تنتشل أغلب جوانب الاقتصاد الوطني من الركون المكلف إلى إعانات الحكومة، وفي الوقت ذاته المحافظة على أفراد المجتمع وأسرهم من المواطنين من أي انعكاسات سلبية لتحرير أسعار استهلاك الطاقة، وتقنين اتجاهاته ليذهب حصرا خلال المراحل الزمنية الانتقالية المقبلة إلى المواطنين المستحقين فقط، مع زيادة الاهتمام بشرائح ذوي الدخل المتوسط فما دون، والمتقاعدين وبقية أفراد المجتمع الذين لا تنطبق عليهم القدرة الكافية من حيث الدخل. سيترتب على نزع إمدادات الدعم الحكومي المشتت أو المعمم لاستهلاك موارد الطاقة محليا من جسد الاقتصاد الكلي، كثير من التحولات العميقة الجذور، تلك الإمدادات التي تشبه إلى حد بعيد الأنابيب المغروزة في جسد أحدهم داخل غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، وقد حان الوقت منذ زمن مضى أن تنزع تلك الأنابيب من جسد المريض ليكتمل شفاؤه، وليقوم الجسد ذاتيا باستكمال تعافيه وزيادة مناعته وقوته، تمهيدا لخروجه من التنويم في العناية المركزة مدى الحياة! وأثناء عمليات نزع الإمدادات بصورة تدريجية، لا بد من البدء في نزعها من الأعضاء الأكثر قدرة على التحمل، مقابل زيادة الاهتمام ببقية الأعضاء غير القادرة مرحليا، على أنه سيأتيها الدور مستقبلا مع زيادة تعافيها لتنزع منها أيضا إمدادات الإعانات الحكومية. وتذكيرا بما سبقت الإشارة إليه…

آراء

عن «البداوة والجهل» في جزيرة العرب

السبت ٠١ أغسطس ٢٠١٥

الدين كجزء من المجال الثقافي، خاضع للتأثير والتأثر بصورة دائمة. بمعنى أن الأفكار الدينية وأنماط التدين ليست صلبة وثابتة، بل تتشكل وفق ظروف مختلفة. في هذا السياق نفسه، يمكن التأكيد على أن مراكز التأثير الثقافي تتغير أيضاً. فعلى سبيل المثال، كانت اليابان إمبراطورية مهيمنة في منطقتها، وثقافتها سائدة بقوة وسطوة السلاح. اليوم تجد أن الثقافة اليابانية مهددة بسطوة العولمة، حتى إن الثقافة الكورية لم تكتفِ بالتمدد في تلك المنطقة عبر الأفلام والمسلسلات والأغاني وألعاب الفيديو..الخ بل امتدَّ تأثيرها إلى مناطق قصية من العالم، شملت العالم العربي. تبدو هذه الفكرة بدهية، أعني مسألة التأثر والتأثير المتبادل، وتغير المراكز الثقافية، لكن تحت وقع ظروف معينة تاريخية يتم تجاهلها لمصلحة سرديات بائسة. لنأخذ في هذا السياق النظرة إلى جزيرة العرب. لأسباب تاريخية تتعلق بعدم تعمق الدولة في وسط جزيرة العرب، تم تعميم هذا على كل الجزيرة، المساواة بين فكرتين مختلفتين: غياب السلطة المركزية وغياب التحضر. فغياب الدولة في نجد لا يساوي أن المنطقة كانت بادية يؤمها رعاة الإبل. فالقبائل العربية استوطنت تلك المنطقة قبل الإسلام بقرون. كما أن جزيرة العرب لم تخلُ من وجود سلطات مركزية في الحجاز والأحساء وجنوب جزيرة العرب، ومن هنا اعتبار أن الدولة كانت غائبة تماماً في المنطقة لا يعدو عن كونه مغالطة تاريخية. الأمر الآخر، إن تحضر البشر،…

آراء

الأسد أعلن التقسيم.. إردوغان أعلن الحرب!

السبت ٠١ أغسطس ٢٠١٥

لم يكن في وسع بشار الأسد أن يقف في قصر الشعب ليعلن أخيرًا عن قيام «دولة الساحل»، أي دولة العلويين التي بدأ التخطيط لها منذ عام 1970، بعد وصول والده حافظ الأسد إلى السلطة، لكنه لم يتردد في إعلان وعده الخادع بالنصر مرة جديدة، ليمهّد ضمنًا للاعتراف بقيام الدولة العلوية، بما يدخل سوريا المرحلة الأخيرة من عملية التقسيم! قبل الدخول في خلفيات كلام الأسد ومدلولاته، من الضروري أن نتوقف أمام الانقلاب المفاجئ في موقف رجب طيب إردوغان من تنظيم داعش وإعلانه الحرب عليه، بعدما كان يحظى منه بنوع من الرعاية غير المباشرة، عبر التغاضي عن تسلل مقاتليه عبر الحدود التركية، وحتى عبر شراء النفط منه، حيث كان جسر من الشاحنات ينقله إلى الداخل التركي. ومن الضروري قراءة خطاب الأسد في ضوء نيران القذائف التي بدأت المقاتلات التركية تلقيها على مواقع «داعش»، وعلى مواقع «حزب العمال الكردستاني» أيضًا، فالحسابات التركية تتخوف أولاً من أن يشكّل قيام «دولة الساحل» مقدمة لترجمة الطموحات الكردية في الحصول على دولتهم، وخصوصًا بعد البسالة التي أظهروها في قتالهم «داعش» في كوباني وغيرها، وثانيًا من أن يثبّت «داعش» سيطرته على مناطق حساسة محاذية للحدود التركية التي تمتد مع سوريا مسافة 900 كيلومتر، وخصوصًا أن هناك أكثر من 300 تركي يقاتلون في صفوفه، وأن له خلايا نائمة داخل…

آراء

«خصوصي فوول»

السبت ٠١ أغسطس ٢٠١٥

أكثر ما أثار انتباهي وأثار استياء الكثيرين قبل الإعلان عن أسعار الوقود لشهر أغسطس، ما ذهب إليه أحد الشباب في تعليقه على موضوع تحرير أسعار الوقود، ومحاولته التهويل من تأثير ارتفاع سعر البنزين على حياة المواطنين، وهو مثل البعض ممن تكلموا واتخذوا موقفاً رافضاً وسلبياً قبل أن يعرف نسبة الزيادة ومدى تأثيرها! هذا الشخص وآخرون نعرفهم جميعاً ليسوا من ذوي الدخل المحدود، فراتبه الشهري لا يقل عن خمسين ألف درهم، وعلى الرغم من ذلك فهو يهاجم القرار وينتقده! فقط لأنه سيزيد الأعباء على كاهله، والغريب أن ذوي الدخل المحدود لم يتكلموا، أما أمثال هذا الذي يتسلم ذلك الراتب الذي ربما يتجاوز جهده وكفاءته، فإنه حزين ورافض لتحرير الأسعار، لأنه سيزيد من صرفه الشهري على البنزين أقل من 30%!! مع العلم أن صرف الفرد في الإمارات على الوقود من دخله الشهري لا يتجاوز 4%.. فكم هو مقدار الزيادة التي سيدفعها هذا الشخص من راتبه الشهري؟! لا نقول إن تحرير سعر الوقود، وبالتالي ارتفاع أسعار البنزين لن يكون مؤثراً، بل على العكس، فإن هذا الارتفاع قد يكون مؤثراً في طريقة حياة فئة من الناس قد يضطرون إلى إعادة ترتيب أولوياتهم بشكل كامل، لكننا نستغرب رد فعل البعض ممن أخذوا وشبعوا حتى إنهم لم يعودوا يريدون أن يتحملوا مع دولتهم التي لم تبخل…

آراء

السفر على طريقة البدواوي وطلال!

الجمعة ٣١ يوليو ٢٠١٥

«لا تستمع إلى ما يقولونه، بل اذهب لترى».. مثل صيني كان محباً للشعر منذ صغره، عُرِف بذلك عند الصغير والكبير، حتى عند زملاء الدراسة في كلية «اتصالات»، وذات يوم وجد صديقٌ له في سكن الكلية ديواناً شعرياً للكاتب طلال سالم، وهنا بدأ أول حبال التواصل بين الروحين. التقى أحمد البدواوي مع طلال في إحدى الأمسيات الشعرية (وكان أحمد قد تخرج في الكلية نفسها، في السنة نفسها التي التحق بها طلال). وحَدَثَ أن تم ندب أحمد البدواوي إلى نيجيريا، لتأسيس شركة هناك من قبل شركته الأم «اتصالات»، وبقي هناك 13 شهراً ثم رجع، بعد ذلك بأشهر وقع الخيار على طلال للذهاب، فكان أول من اتصل به ليسأله عن أحوال تلك الدولة هو أحمد. تقاربت الأرواح أكثر فأكثر حتى أصبحت صداقة دائمة. قبل سنة طرح طلال على أحمد فكرة السفر «بلا وجهة» أو كما قالوا «بلا هدى»، كانت الموافقة «فورية» من أحمد، إلا أن المعضلة كانت في «الزمان» أيْ متى؟ وفي شهر يونيو الماضي بدأت المغامرة. في يوم السفر الموعود، مر طلال بسيارته على أحمد، فسأله وهما في طريقهما إلى المطار: أي مبنى؟ فكان رد أحمد: القرعة! فخرجت القرعة على المبنى رقم 1، وبمجرد أن وصلا ذهبا إلى مكتب «دناتا»، ليطلبا من الموظف الحجز إلى وجهة لا يشترط فيها «فيزا»، على ألاّ…

آراء

«صيفنا في البطايح..!»

الجمعة ٣١ يوليو ٢٠١٥

سعيد جداً لأن الإجازة الصيفية لم تنتهِ، بينما أنهيتَ فعلياً ارتباطاتك العملية والدينية، وشهر رمضان وزيارات العيد؟! جميل.. ترغب في السفر وتتخيل تلك الصورة النمطية لك وأنت ترتدي قميص البولو، وتتمشى مع زوجتك، وأبناؤكما سعداء في إحدى المدن الأوروبية.. حلم جميل.. لكن الواقع يقول أموراً عدة: أولاً أوروبا حارة جداً وبلا مكيفات، هذا ما أجمع عليه مسافرون كثر يؤمن تواطؤهم على الكذب.. وثانياً قميص البولو ليس جميلاً عليك، بسبب ذلك التكوير الذي تحمله أسفل بطنك، وثالثاً وهو الأهم، لا توجد تذاكر سفر! العائلة المتوسطة في الإمارات مكونة من أب وأم، ولنقل ثلاثة أو أربعة أطفال.. كنت قد «نشنت» على وجهة سياحية معينة.. تبلغ تذاكر «فلاي دبي» إليها نحو 1900 درهم، بحسب نظرية العرض والطلب التي تنتهجها «الطيرانات» الاقتصادية.. وحينما تأخرت كالعادة كأي شخص يحب إثارة الثواني الأخيرة.. اكتشفت أن السعر اليوم يبلغ خمسة أضعاف ذلك المبلغ، وأن عليّ دفع ما يقرب من 70 ألفاً لكي نسافر، ونحن هنا نتحدث عن الدرجة السياحية بالطبع، ومن دون ساندويتشات! لا أفهم كثيراً طريقة احتساب التذاكر، لكن يبدو فعلاً أن هناك حالة سفر جماعية.. لمست ذلك حينما وصلت من منزلنا في ضاحية الرقة بالشارقة (لا ليست الرقة التي تعتقدها.. بعيد الشر)، إلى مركز برجمان في دبي خلال عشر دقائق.. تماماً كما كان يحدث في…