آراء

آراء

من أباح لهم جيوبنا؟

الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠١٣

كان لهذه الزاوية السبق في الكتابة عن ارتفاع كلفة استقدام العاملات المنزليات عندنا في السعودية مقارنة بالأشقاء في الخليج. وتحدثت مقالتا «سعودي يحج من الكويت»، في 17 مايو، و«الأسعار في السعودية أغلى من الخليج»، في 7 يونيو، ثم «الاحتكارات تشوه السوق»، التي نشرت في 14 يونيو عن ظاهرة غلاء الاستقدام، وحملات الحج والعمرة، وأسعار الفنادق، وسعر طن الحديد، وكلفة دقيقة الاتصالات، وغيرها من السلع والخدمات الأخرى بفوارق كبيرة عندنا مقارنة بأسواق الخليج المجاورة. كما كتبت في مقالة «فساد القطاع الخاص» المنشورة في 9 أغسطس 2013، عن تنبه المجلس الاقتصادي الأعلى للمشكلة، ورفعه لمجلس الوزراء الذي أقر في جلسته في 7 رمضان الماضي عدداً من التوجيهات، من بينها «تعزيز جهود الأجهزة الحكومية في مجال الرقابة والإشراف على أسعار السلع والخدمات، وتوفير بيئة المنافسة السليمة، ومنع أية مغالاة في الأسعار تؤدي إلى ارتفاع الهوامش الربحية للتجار والمنتجين، ومنع أية ممارسة احتكارية في سوق السلع والخدمات» كما أشارت المقالة الأخيرة إلى موافقة مجلس الوزراء في جلسته في 14 رمضان أيضاً على مشروع نظام المنافسة «المعدل»، ومشروع استراتيجية تعزيز المنافسة في المملكة، وأهم ما جاء في مهماته «مراقبة السوق لضمان تطبيق قواعد المنافسة العادلة»، و«اتخاذ إجراءات التقصي والبحث وجمع الاستدلالات للكشف عن الممارسات المخلة بقواعد المنافسة، سواء أكان ذلك بناءً على شكوى أم بمبادرة…

آراء

إسرائيل: نستطيع احتلال دمشق في ساعات

الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠١٣

بعد أن غادر رئيس وزراء إسرائيل مقر الموساد، في تل أبيب، الذي أمضى فيه نحو نصف يوم يستمع إلى الوضع القائم، تحدث من معه للإعلام عن انطباعاتهم، بأن الساحة السورية في حالة انهيار، وأن العديد من جنود جيش نظام الأسد فروا من مواقعهم، وباتت المعنويات سيئة، وأنه لو أرادت إسرائيل احتلال دمشق لما احتاج الأمر منها سوى بضع ساعات، بعد أن كانت التقديرات قبل الثورة عدة أيام. وأنا أختلف مع هذا الاستنتاج حول سهولة الاستيلاء على العاصمة السورية، لا أعني أن دمشق كانت أضعف في زمن الأسد وأبيه أو أنها لا تزال أسوارها منيعة، إنما دخول سوريا لأي كان وظيفة صعبة الوضع واحتلال دمشق اليوم أكثر كلفة من الأمس. فقد كان هناك نظام يحكم العلاقة بين تل أبيب ودمشق ونواحيها مثل لبنان. هذا النظام الذي أدار المثلث الإسرائيلي السوري مع حزب الله، ينهار اليوم أمام أعيننا تدريجيا، وأصبح الوضع أخطر على إسرائيل مما كان عليه في العقود الأربعة الماضية، بخلاف ما يقوله الإسرائيليون. الذي سيمنع الدبابات الإسرائيلية من احتلال دمشق ليس قوات الثوار أو ميليشيات حلفاء النظام السوري، بل هي الفوضى التي تجعل إسرائيل تفكر طويلا قبل أن تتورط في الوحل السوري، وقطعا لن تغامر بقواتها وتعبر حدود الجولان شرقا. قبل أكثر من عقد زرت الجبهة السورية، وشاهدت المنطقة الفاصلة…

آراء

كليات الإعلام العربية تغط في نوم عميق

الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠١٣

أندم أنني لم أفعل ما دعوت إليه عدة مرات، وسأدعو إليه هنا مرة أخرى عندما تكون الفرصة مؤاتية، قبل عدة سنوات فزت بعضوية هيئة الصحفيين السعوديين، فأخذت أتحدث عن ضرورة التعاون بين كليات الإعلام والمؤسسات الصحفية، لكي تطور هذه الكليات مناهجها بالتعرف على حقيقة احتياجات سوق العمل، حتى لا يذهب جهدها هدراً ومعها خريجون شباب، قليل منهم من يصلح للعمل في مجال الصحافة والإعلام. نويت يومها أن أرتب لاجتماع بين الهيئة ـ والتي كان مجلس إدارتها مشكلاً من قيادات الصحف السعودية وأساتذة كليات الإعلام ـ فكنا نشكل معاً «الوصفة» المناسبة لهذا المشروع الطموح، التقيت بعميد إحدى الكليات في أحد منتديات الإعلام الخليجية، وطرحت عليه فكرتي فرحب بها بشدة، وتواعدنا على لقاء في الرياض، لم يحصل ذلك اللقاء حتى الآن، وكذلك الاجتماع بين الهيئة والعمداء، ذلك أنني كنت أعود إلى صراع العمل اليومي في الصحيفة، وما يحمل من ضغوط أقلها «زعل» هذا وذاك، وهي خصوصية نتمتع بها مع بعض جيراننا، وكلما قل هذا «الزعل» كلما ارتقينا درجة في سلم حرية الصحافة. كنت أقول دوماً ـ وعن معاينة وتجربة ـ إن كليات الإعلام لدينا لا تخرج كفاءات قادرة على المنافسة والإبداع في صحافتنا، والسبب أنها غير متواكبة مع تحولات الصحافة والإعلام، لا فنياً ولا مهنياً، فبينما تجري تحولات كبرى في فنون الإعلام…

أخبار دبي: واصل البناء… ها هم يعودون! – سليمان الهتلان

دبي: واصل البناء… ها هم يعودون! – سليمان الهتلان

الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠١٣

في عام 2005 انتقلت للعمل في دبي، كانت دبي أشبه ما تكون بورشة بناء لا تهدأ لا ليلاً ولا نهاراً، حركة عمران تسابق الزمن، تسافر لأسابيع ثم تعود فتفاجئك قفزات مبهرة في المباني والطرقات وإعلانات الشوارع، كان مكتبي في مدينة دبي للإعلام، ولأني كنت منهمكاً في تفاصيل العمل الجديد، كانت الستائر في مكتبي مغلقة طوال الوقت، ولم ألتفت إليها إلا بعد أشهر، وحينما فتحت الستائر فوجئت بأن مجموعة من الأبراج الشاهقة في الأرض الخالية خلف مكتبي قد صعدت، تسابق بعضها البعض نحو السماء، وياللمصادفة، فمكتبي اليوم، حيث أكتب هذه المقالة، يقع في أحد هذه الأبراج.  كانت الناس، وكنت منهم، تتساءل: لماذا تبني دبي كل هذه الأبراج والبنى التحتية؟ وعشنا في دبي دهراً، نسمع المتوجسين والمحللين والصادقين والحاسدين والمندهشين والخائفين يكررون التحذير من «دبي الفقاعة»! وكان ثمة من يتساءل قلقاً: لمن كل هذا البنيان؟ كان شعار المرحلة حينها: «ابنِ وسيأتون»! كانت دبي تبني، وكانت الناس من كل بقاع الأرض تتوافد نحوها، تُعرض المشاريع العقارية الجديدة للبيع، فتطير كلها في ساعات قليلة، وفي أغلب الأوقات كان المطلوب أكثر من المعروض.  ولما وقعت أزمة 2008، وهي من تداعيات الأزمة المالية العالمية انكشفت كثير من أخطاء السوق العقارية في دبي، وفي الوقت ذاته ظهر مدى «تشفي» البعض في العالم العربي وخارجه بدبي، تشفي فيه…

آراء نعم.. دبي تستحق الفوز! – محمد خميس

نعم.. دبي تستحق الفوز! – محمد خميس

الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠١٣

ليس لأن دبي بها أطول بناء بناه الإنسان على مر العصور، وليس لأن بها بنية تحتية حديثة بمعايير عالمية، وحتماً ليس لكونها تحتضن أغلى سباق خيل في العالم، يتابعه الملايين حول المعمورة. ولن ندعي ان السبب هو " النخلة" أعجوبة العالم، الذي شكك في امكانية حدوثها الكثير من الذين لم يعهدوا إرادة دبي، أو بسبب التنظيم المحترف لإجتماع البنك الدولي، او من أجل ذلك النجاح الباهر الذي حققه مهرجان دبي للسينما. وانسوا ان مدينة دبي ستضيف على عدد الغرف الفندقية الموجودة فيها حالياً، نحو 18 ألفاً و930 غرفة جديدة، حتى عام 2015، لتتصدر مدن العالم في عدد الغرف، حسب تصريح إدارة تصنيف الفنادق في دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، أو أن عدد السياح الذين زاروا مدينة دبي العام الفائت، لامس التسعة مليون سائح حسب تقرير نشرته شركة الاستشارات العالمية "بزنس مونيتور انترناشونال"، أو نأتي على ذكر ان أكبر مركز تجاري في العالم فيها، "مول دبي" قد استقطب علي ما يزيد عن 54 مليون زائر. والأكيد لن نتخذ مطار دبي الدولي، الذي يستوعب 60 مليون مسافر، والتى تتوقع إدارة المطار ارتفاع عدد مستخدميه الى 98 مليون مسافر في 2020، والذي يعتبر المطار الوحيد في العالم الذي يحتوي على أول مبنى من نوعه مخصص لإستخدام طائرات إيرباص أيه 380 العملاقة، كسبب…

آراء

نجحنا!

الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠١٣

ها هي الإمارات تحتفل بإنجاز تاريخي جديد. فقد فازت دبي باستضافة معرض "إكسبو 2020" الذي يُعتبَر المعرض الأكبر في العالم، متقدِّمةً على ثلاث مدن: إيكاترينبرغ في روسيا، وإزمير في تركيا، وساو باولو في البرازيل. ويصادف المعرض الذي سيُنظَّم في 2020-2021 الذكرى الخمسين للعيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة. وسوف تكون المرّة الأولى التي يُنظَّم فيها معرض "إكسبو" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، ووقوع الاختيار على دبي مصدر فخر واعتزاز ليس لأبناء الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي وحسب، إنما أيضاً للعالم العربي بأسره. لا تقبل دبي أنصاف الحلول، فعندما تنكبّ على عمل ما تنجزه على أكمل وجه، ولذلك على العارضين والزوّار أن يتوقّعوا حدثاً مذهلاً في مدينة عالمية متطوّرة ونابضة بالحياة، لا تكفّ عن تحطيم الحواجز وتجاوز كل التوقّعات. أطلقت دبي حملتها الناجحة لاستضافة معرض إكسبو 2020 تحت شعار "تواصل العقول، وصنع المستقبل"، عبر التركيز على الفرص (سبل جديدة لتحقيق النمو الاقتصادي)، وأنظمة التنقل (نظُم جديدة للنقل والخدمات اللوجستية)، والاستدامة (مصادر خلاقة للطاقة والمياه). ويُتوقَّع أن يساهم هذا المعرض الدولي في تحفيز الابتكار، والفرص الاقتصادية، وزيادة الوعي الثقافي، فضلاً عن استحداث 270 ألف وظيفة جديدة في دبي، بما يعود بالفائدة على المواطنين الإماراتيين والجاليات الاغترابية على حد سواء. أما القوة الدافعة وراء توجه دبي نحو التميّز، فتتمثّل في…

آراء

القلق السعودي من الاتفاق الأميركي – الإيراني

الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠١٣

هل ينبغي للاتفاق النووي الموقت بين إيران والدول الكبرى أن يكون مثار قلق للسعودية؟ كان هذا ولا يزال إحدى المسائل المركزية التي كانت في صلب أغلب ما كتب ويكتب عن الموضوع، خصوصاً في الصحافة الأميركية. يجب أن يكون الاتفاق مثار قلق، لكن بالتأكيد ليس فزعاً، وليس للسعودية وحدها، بل لمصر ولكل دول المشرق العربي، ومن حيث إن الاتفاق مبدئي وموقت، وينتظر اتفاقاً نهائياً، فإنه قد يمثل بداية لاختراق في العلاقات بين أميركا والغرب، وإيران من ناحية أخرى، وهذا احتمال يجب أن يؤخذ في الاعتبار، خصوصاً لجهة تأثيره في مستقبل الأوضاع السياسية العربية في ظل الظروف السائدة حالياً وفي علاقات التحالف التي تربط السعودية بالولايات المتحدة الأميركية. الاتفاق النووي في حد ذاته ليس مصدراً للقلق، وإنما ما قد يتمخض عنه من نتائج سياسية وأمنية على مستوى المنطقة. الأسئلة التي يطرحها الاتفاق في هذه المرحلة وغياب أجوبة واضحة عنها هما اللذان يبعثان على القلق، السؤال المركزي: هل يقتصر الهدف الأميركي من وراء الاتفاق على منع إيران من امتلاك السلاح النووي؟ أم أنه مقدمة لما هو أوسع من ذلك؟ يوحي الاتفاق بأن واشنطن باتت مقتنعة بأن اعتمادها في سياستها تجاه المنطقة على تحالفاتها العربية لم يعد كافياً، وأن الوقت حان للانفتاح على إيران. هل يشمل التفاهم المتوقع محاربة الإرهاب؟ إيران وفق وزارة الخارجية…

آراء

تصدير البيروقراطية

الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠١٣

شرح لي صديق مقيم في دبي شعوره وهو يرى سيارة «ميني فان» تحت الطلب تأتي إلى مقر وجوده لتساعده في إنجاز معاملته الحكومية! كان كل ما عليه أن يدخل إلى السيارة ويطلب من الموظف الشامل المعاملة المطلوب إنجازها. وشوهدت هذه الخدمة التي أطلق عليها اسم «آمر» في المراكز التجارية والأسواق لتساعد الناس على إنجاز معاملاتهم المطلوبة. ليس هذا فحسب، فقد أعلنت الإمارة عن تحولها من فكرة الحكومة الإلكترونية (مواقع الإنترنت) إلى مشروع «الحكومة الذكية» المعتمدة على إنجاز أكبر قدر من المعاملات عبر الهواتف الذكية. وفي البحرين أذكر أنني أسست مع رجال أعمال خليجيين شركة مساهمة عامة في مركز المستثمرين في أشهر مول تجاري، حيث توافرت كل الخدمات المريحة من حولنا عبر كاونترات فيها ممثل لكل وزارة يعملون رهن إشارتك. كل هذه بعض من المشاريع العربية التي تحاول تجاوز ترهل الأجهزة الحكومية التي صدرت إليها البيروقراطية، منذ عقود بعيدة. فالبيروقراطية في الأصل كان غرضها نبيلا، إذ كان يطلق اسمها على «سلطة موظفي المكاتب» والتزامهم بالإجراءات الموجهة إليهم بحذافيرها بهدف إتقان العمل على غرار القوات المسلحة والمستشفيات والمحاكم وغيرها. غير أن هذا المفهوم تحول في العصر الحديث إلى صورة سلبية نصف فيها أسوأ أو أبطأ خدمة يمكن أن تقدم إلينا. وقد سررت حينما قرأت أن تقرير البنك الدولي لعام 2014 يؤكد أن…

آراء

سورية و «جنيف 2» في سياق الاتفاق النووي

الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠١٣

السؤال الذي طُرح بقوة وإلحاح فور اعلان التوصل الى اتفاق بين الدول الكبرى وإيران: هل يمكن أن ينعكس على سورية، وكيف وبماذا؟ طالما أن هذا الاتفاق «التاريخي» يتزامن مع الإعداد المركّز لمؤتمر «جنيف 2». السؤال الآخر: هل كانت سورية في أذهان المفاوضين، خصوصاً أن الايرانيين سبق أن أثاروا المسألة معربين عن استعداد لتنازلات في الملف النووي اذا حصلوا على تنازلات غربية في الملف السوري؟ يستتبع ذلك التساؤل عما اذا كان جنيف الايراني حجز لطهران الآن مقعداً في جنيف السوري، على رغم مشاركتها المباشرة في القتال الى جانب النظام. لكن تساؤلاً استنتاجياً يطرأ: وهل يتناسب هذا الدور العسكري مع اعادة تأهيل ايران للعودة الى الساحة الدولية؟ بل هل بإيران هذه يراد إحداث تغيير استراتيجي في المنطقة وهي لا تزال تتبنّى سياسة «تصدير الثورة» وتأجيج النعرات والصراعات المذهبية والتدخل السافر في شؤون جيرانها العرب وغير العرب؟ في أي حال، لم يعد في السياسة الدولية منطقٌ يقاس عليه أو بوصلة يُسترشد بها. فبين تغريدتَي «بوتين يرى العالم بمنظار المافيا الروسية» و «مع اوباما مش ح تقدر تغمّض عينيك»، هناك عربدات نتانياهو وليبرمان وسواهما من موتوري الحكومة الاسرائيلية. وهؤلاء جميعاً، بالاضافة الى خامنئي وأعوانه، لاعبون يفضلون المقامرة والمساومة بالعرب وعليهم. المؤلم أن شعب سورية وطموحه الطبيعي والمشروع للتغيير وقعا في قبضة هذه الزمرة التي…

آراء

إكسبو 2020 .. دبي تفوز!

الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠١٣

سألني بالأمس سائق باكستاني: هل صحيح أنه عندما تفوز دبي باستضافة إكسبو 2020 ستكون هناك نصف مليون وظيفة جديدة في دبي؟ هذا السؤال لم يكن شاذا، فمن يزور دبي، يعرف أن الإكسبو تحول إلى حدث المدينة، وحديث كل الناس فيها، فالإكسبو كما هو معلوم حدث اقتصادي ضخم، وهناك منافسة حادة بين دول العالم لاستضافته، ودبي دخلت هذه المنافسة، لتتوج جهود عقدين من العمل المتراكم في تأسيس البنية التحتية التي تجعل المدينة مزارا اقتصاديا وسياحيا عالمي النكهة والتميز. من يزور دبي، سيلاحظ أيضا شعار دبي كمدينة مرشحة لإكسبو 2020 في كل مكان، في كل المباني، وعلى السيارات، وتجدها كأعلام على البيوت، وكهاشتاق في أحاديث الإماراتيين وأهل دبي على تويتر، وفي الصحف والمجلات، وبداية حديث المذيع اللبناني في الصباح في أحد إذاعات المدينة كل يوم، إكسبو 2020 تحول إلى حلم للمدينة، وخطوة ضخمة، يقف ورائها الجميع أيا كانت جنسياتهم ومهنهم ومستوياتهم الاقتصادية، فإنجاز دبي يعني المزيد من الرفاه والحياة الناشطة لهم. بالنسبة لمواطني الإمارات، تفوق دبي في الفوز بإكسبو 2020 هو أيضا إنجاز يضاف لكل إنجاز يوما بعد يوم للرؤية الطموحة التي يحملها قادة الدولة وحكام دبي، هو جزء من فخرهم بوطن يتصاعد وينمو ويعلو ويتقدم المسيرة، هو روح وطنية من نوع مختلف تماما، نوع يبحث عن الإنجاز للوطن فقط. عندما تلاحظ…

آراء

العرب بين تركيا وإيران

الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٣

قررت الحكومة المصرية يوم السبت الماضي تخفيض مستوى تمثيل الدبلوماسي في تركيا الى مستوى قائم بالأعمال، واستدعت وزارة الخارجية المصرية السفير التركي في القاهرة حسين عوني بوتسالي، وابلغته انه «شخص غير مرغوب فيه» وان عليه مغادرة مصر في مهله اقصاها 29 نوفمبر، وجددت الحكومة المصرية اتهامها لأنقرة بالتدخل في شؤون مصر الداخلية و»محاولة تأليب المجتمع الدولي ضد مصالحها، وفي بيان تلاه عبدالعاطي حملت الخارجية المصرية الحكومة التركية «مسؤولية وتداعيات ما وصلت إليه إليه العلاقات بين البلدين، والتي استدعت اتخاذ هذه الإجراءات. وفي نفس اليوم قامت وزارة الخارجية التركية باستدعاء القائم بالأعمال بالوكالة المصري، وفي اطار مبدأ المعاملة بالمثل، وابلغته ان تركيا خفضت علاقاتها مع مصر الى مستوى قائم بالأعمال، واعلنت ان سفير مصر لدى انقرة عبدالرحمن صلاح الدين - والذي كان غادر الى بلاده للتشاور - «شخصا غير مرغوب فيه»  واكدت الخارجية التركية ان الحكومة المصرية المؤقته مسؤولة امام التاريخ عن هذا الوضع المؤسف. سبق لتركيا ان استدعت سفيرها من القاهرة في 15 اغسطس 2013م للتشاور بفعل الخلافات التي احتدمت بين البلدين على خلفية احداث 14 اغسطس ،الا ان انقرة قررت إعادة السفير التركي إلى مصر (في الوقت الذي رفضت فيه القاهرة اعادة سفيرها الى انقرة توقعا للاسوأ)، وقد اعتبر بعض المحللين السياسيين ان قرار اعادة السفير التركي للقاهرة كان…

آراء

الوزير الأبيض

الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٣

1 في العالم العربي... يوجد مواطنون ويوجد وزراء! إذ تعرّف النظرية البريستيجية العربية الوزير في أبسط صوره بأنه: مواطن سابق. ولذا فالوزير يحرص على تكريس هذه الصورة النمطية من خلال تأبطه لقب (معالي) في كل الظروف والأحوال، ليس من أجل ألا ينسى الناس أنه وزير، بل من أجل ألا ينسى هو في لحظة تجلٍّ إنسانية أنه وزير. هذه النظرة السوداوية للوزراء، لا تنفي حالات استثنائية بيضاء تكاد تعصف بالسوداوية لو تكاثرت ونمت ووعت دورها ووضعها. محمد بن أحمد الرشيد، أحد هذه الحالات البيضاء للوزير الذي يجرؤ على التخلي عن ألقابه، لسبب بسيط هو أن لديه من الإمكانات والقدرات ما يجعله يعلو فوق الألقاب. عرفت د. محمد بن أحمد الرشيد، وزير التربية والتعليم السابق، طوال عشر سنوات عملية لم تكن تقلقني فيها لعبة الألقاب. لم نكن نعرف أن الوزراء يمكن أن يُنادَوا بكناهم، إلا عندما أصبحتْ كنية (أبو أحمد) الكنية الأكثر انتشاراً في المجتمع، حتى إنني كنت أتندّر مع أحد الأصدقاء في وزارة أخرى بسؤاله: وش أخبار (أبو أحمدكم) ... أي وزيركم؟! كان أبو أحمد إنسانياً بدرجة مفعمة بالعاطفة والأريحية والتباسط... شغوفاً باللحظة الإنسانوية التي يمارس فيها حياته بتلقائية وعفوية. لم تكن له ضحكتان، كما يفعل الكبراء، واحدة في الخفاء واضحة وأخرى أمام الناس منزوية. كما لم يكن له غضبان، وحزنان،…