آراء
الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠١٣
لا يستطيع العنف والعنف المضاد أن ينتج مجتمعا أو نظاما، فضلا على أن ينتج أمة. وهذه ليست دروس التاريخ، بل هي أيضا دروس الحاضر. وإذا كان سهلا جدا الحديث الآن عن الحالتين الليبية والسورية باعتبارهما النموذج والدرس لما سبق ذكره أو استنتاجه، فلن ألجأ إليهما، بل سألجأ إلى الحالة اللبنانية التي تجمع لسوء الطالع كل الحالات والنماذج الأخرى. فمنذ قرابة الأسبوعين يهدد حزب الله اللبنانيين والعرب المسلمين بالويل والثبور وعظائم الأمور، والتخلي عن الشراكة التي لم يراعها من قبل على أي حال. والسبب الظاهر للموجة الجديدة من هياج الحزب ومسلحيه وحلفائه، أن تيار المستقبل قال إنه لن يدخل في الحكومة التي يراد تشكيلها مع الحزب، ما دام الحزب يقاتل في سوريا ضد الشعب السوري ومع نظام بشار الأسد القاتل! وما اقتصر الأمر على إنذارات الحزب التي نعرف من سوابقه ومناعمه أنه يستطيع تنفيذها؛ بل زاد الطين بلة أن علي عيد ورفعت عيد حليفَي الحزب والنظام السوري المتهمين في تفجير المساجد بطرابلس وقتل واحد وخمسين من المصلين يريدان التظاهر بالمدينة احتجاجا على «الظلم» الواقع بهم من جانب الجيش والأجهزة الأمنية والقضاء اللبناني! ويعتبر العيد أو العيدان الأمنيين والعسكريين الذين كشفوا عن مرتكبي جرائم التفجير جميعا خونة وإسرائيليين وقتلة للأبرياء! ومفهوم أن أهل المدينة المحاصرين بالحزب وبالنظام السوري وبالاختراقات القاتلة منذ سنوات…
آراء
الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠١٣
للدكتور علاء (زميلي في الدراسات العليا) قصة تستحق أن تروى، فقد ترعرع في بيئة ريفية فقيرة بمصر. وكان طالباً مجتهداً وكادحاً؛ يستغل إجازاته الصيفية لتحسين وضعه المادي. حصل على بكالوريوس في التجارة بتفوق، وراح يعمل في شركة خاصة صباحاً، ومتطوعاً في مراكز محو الأمية مساءً. ثمّ بدأت علاقته ببلده الثاني الإمارات في عام 1994، حيث تم ترشيحه لوظيفة في دار الزين - العين (بالمدرسة الثانوية الفنية). وقبل أن يُتِمّ في العين شهره الأول أتى قرار نقله إلى فرع آخر للمدرسة نفسها في إمارة الفجيرة، فظلّ معلماً في مدرستها الفنية سبع سنوات، كان يعمل خلالها على تطوير نفسه باستمرار، وكان يستحسن مقولة مايكل نولان: «لا تفكر بالأحلام التي تناسب قدراتك، بل فكر بالمقلوب، أي فكر بالقدرات التي تناسب أحلامك». وبما أن سقف طموحه الأكاديمي مرتفع، فقد قرر الانتقال إلى إمارة دبي ابتغاءَ الحصول على درجة الماجستير التي لم تكن السُّبُل إليها متوافرة في إمارة الفجيرة، وبعد تحقيق مبتغاه بدأ في التحضير لدرجة الدكتوراه، وحصل عليها (في التعلم المؤسسي عام 2011). للدكتور علاء قصة عجيبة مع والده (رحمه الله) يقول: كان والدي متطوعاً في الجيش المصري وشارك في حربي 67 و73، وكان يكثر الحديث عن زملائه، ويحتفظ بصورهم بعد أن انقطعت أخبارهم بانتهاء حرب أكتوبر. يقول الدكتور علاء: قررت أن أسعى لجمع…
آراء
الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠١٣
كنا نظن أن إيران هي التي تخاف من حرب تشنها عليها الولايات المتحدة لوقف مشروعها النووي العسكري، المفاجأة أننا الآن نكتشف أن الولايات المتحدة هي التي تخشى من حرب مع النظام الإيراني. أمر غريب عندما صارح الرئيس الأميركي الكونغرس بأن أي تشديد منهم للعقوبات الاقتصادية على إيران خلال التفاوض قد يجر إلى الحرب. إذن، لماذا كل هذه العنتريات لسنوات طويلة؟ ألم يكن الأهون على الرئيس باراك أوباما أن يترك إيران تخصب وتنتج أسلحتها النووية بدلا من التهديدات الفارغة، وبدلا من العقوبات السياسية والاقتصادية؟ حسنا، ما دامت الاستراتيجية الأوباومية تقول بعدم خوض الحروب، فلماذا لا يوقف أجهزته الأمنية من مطاردة «القاعدة»، ويتركها في حالها؟ أليس هذا أهون عليه من محاربتها في اليمن والصومال وباكستان؟ إنها خاطرة جميلة أن يفكر الرئيس الأميركي، مثل الراحلة الأم تريزا، بإعطاء خصومه خديه الأيمن والأيسر ومصالحة القوى المعادية، ونقل قواته من باغرام والكثير إلى قواعدها العسكرية الداخلية، في تشيري بوينت، وسانت دييغو، وهاواي. إنما هل آية الله في طهران، والشيخ الظواهري، وملا طالبان في أفغانستان وباكستان، حقا سيدَعونه في حاله لأنه سحب المارينز، أو أغلق قواعده في قطر وألمانيا؟ لو أن العالم بهذه الروح الجميلة لكنا أول المصفقين للرئيس أوباما لأننا أول المستفيدين من السلام، لكننا نعيش عالما حقيقا لا ألعاب فيديو. الذين يموتون في سوريا…
آراء
الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠١٣
في ندوة خاصة أقامها منتدى الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري في مدينة «الغاط» الجميلة التي هي، بالإضافة إلى أنها واحة نخيل جميلة فعلا، واحة ثقافة ومصنع رجال عظماء فعلا - كانت هناك جلسة تحت عنوان «الإعلام في زمن الخصخصة». وحقيقة، إنه يفهم من هذا العنوان، الذي هو حمال أوجه كثيرة، أنه قد آن أوان تشييع الإعلام الرسمي الحكومي، وإنه لا بد من المباشرة الجدية بحفْر قبر لدفنه. وحقيقة، إن الحديث عن هذه المسألة، التي غدت في غاية الأهمية وعبارة عن ضرورة قصوى من الصعب تأجيلها، بات كحديث عن مريض أصبح يعاني سكرات الموت وفي الرمق الأخير، وبتنا كأننا نتحدث، بل إننا نتحدث عن جديد أصبح يفرض نفسه علينا بقوة التغيير المترتب على التحولات التاريخية الجذرية. وهنا، فإنه علينا أن نتخلى عن عنادنا، وأن ندرك ونقر ونعترف بأنه لم يعد هناك مستقبل للإعلام، الذي عايشناه وعشنا معه سنوات طويلة. وبهذا، فإنه علينا أن نسأل: هل انتهى عصر الإعلام الرسمي بعد أن بات غير قادر على القيام بوظيفته وبعد أن أصبح يغرد في واد والناس المعنيون يتابعون همومهم ويواجهون إشكالاتهم ومشاكلهم وهم يعيشون في واد آخر.. وأنا هنا أتحدث، لا عن الوسائل ولا عن «التقنيات»، القديمة أو المتطورة، ولا عن الكفاءات الإعلامية البشرية، وإنما عن «المحتوى».. إن المقصود هو الرسالة التي…
آراء
الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠١٣
من طرائف معرض الشارقة الدولي للكتاب أن دار نشر شهيرة تورطت في عرض رواية جديدة للكاتب الإماراتي ياسر حارب، وما إن بدأ الجمهور بالشراء حتى اكتشف ياسر أن هناك مقاطع ناقصة من فصول روايته، فأطلق تغريدة على تويتر يناشد من اشتروا روايته وصاروا في بيوتهم إعادتها لدار النشر التي سوف تعيد طباعة نسخة جديدة غير ناقصة. دار أخرى ارتكبت خطأ مقاربا، إذ حكى لي كاتب وإعلامي سعودي معروف أنها أصدرت نسخة غير مدققة من كتاب جديد له، والسبب أنه أرسل لهم نسخة أولية غير منسقة أو مدققة لإجراء حساباتهم التقديرية على أساسها، ثم أرسل إليهم النسخة النهائية المعتمدة، فكان أن طبعوا النسخة غير المعتمدة ووضعوا الكاتب في مأزق مع نفسه ومع قرائه. ليست تلك الدار والأخرى وحدهما من يقع في الخطأ، بل بات ذلك يحدث كثيرا في عالم النشر نتيجة التسرع والارتجالية، والأشد خللا تلك الإصدارات التي تصدر من غير تدقيق لغوي، كما في "دهشة لوميض باهت" لعبده خال وما كان على دار النشر أن تصدر الكتاب قبل التأكد من تدقيق اللغة، وكذلك في كثير من الروايات والإصدارات التي اطلعت على بعضها لكتاب شباب من أكثر من دولة خليجية، فالمسألة لم تعد مرتبطة بشخص أو دار نشر، بل بإنتاجية مرحلة من إبداع العرب وثقافتهم. تعجل النشر ليس إيجابيا بأي حال…
آراء
الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٣
لا يمكن إغفال ان موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» اصبح لاعبا أساسيا في الحياة اليومية للكثير من مكونات المجتمعات الخليجية سواء الدينية او السياسية او الاجتماعية أو الرياضية، نساء ورجالا كبارا وصغارا لا فرق بين مغرد وآخر إلا بتميز تغريداته عن الآخرين، وصحيح ان هناك من يبالغ في تأثير تويتر إلى درجة تجعله يتخيل أنه الواقع بعينه وينسى انه يظل عالما افتراضيا دون إنكار تأثير تويتر على العالم الحقيقي. سارعت معظم الحكومات للسباق مع الزمن لمواكبة ما يدور في تويتر وتسابقت شخصيات خليجية سياسية على فتح صفحاتها، لتعبر عن آرائها بصراحة أكثر من واقعها الرسمي، كما أصبحت تغريدات تويتر مادة دسمة للصحف والقنوات التلفازية وتجاوز تأثير تويتر إلى ارسال البعض لحضور ولائم سياسية او التسبب في دخول مغرد آخر السجن بسبب تغريدة واحدة. كما ان أبرز ما في تويتر الخليجي انه قضى على حد كبير من النفاق وازدواجية المواقف وكسر جزء من التابو المحرم في التواصل ما بين الجنسين وخاصة في مجتمع محافظ كالمجتمع السعودي. لظروف كثيرة فإن المغردين الخليجيين تصدروا العالم العربي كما وكيفا في تغريداتهم ولعل ما يهمني في هذا المقال هو حال تويتر الخليجي ودوره في توطيد أو تمزيق العلاقات البينية بين دول الخليج ليس على مستوى العلاقات السياسية فحسب بل على مستوى العلاقات الشعبية، ولعل سبب كتابتي…
آراء
الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٣
إلى وقتٍ قريب، والتكفير أمرٌ دارج وسهل في المجتمع السعودي، وعلى مستوى السياق الاجتماعي العام فإن لفظ “كافر” قد يطول أي شخص مسلم وغير مسلم في حالات عدة، وعلى مستوى التعليم نجد الطفل يتعلم ويردد كلمتين هما (مسلم - كافر)، فصارت الكلمة دارجة في المجتمع دون وعي، وبلا تمييز! دبَّ الوعي قليلاً في السنوات الأخيرة بعد أن اكتوينا بنار التكفير ومصائبه، وما أتى إلينا بتبعات العمليات الإرهابية التي تبيَّن أنها حصيلة هذا الفكر الإرهابي، الذي لا يرى المجتمع سوى بعينٍ واحدة، إما مسلماً يعتنق أفكاره، أو كافراً لا يؤمن أو لا يقبل بتطرفه. أضف إلى هذا أن تجريم التكفير جعل المجتمع يعي تبعاته ولا يتهاون به. وعلى وزن التكفير ألاحظ أن داءً ليس بالجديد، إنما نتائجه بدأت تدب وتظهر بصور عديدة بين أفراد المجتمع، ألا وهو التكفير الوطني، فصار بعضهم ما إن يختلف معك بفكرة أو أطروحة إلا ويقوم بإقصائك وطنيًا، وبشكل فوري، وكأن الوطنية هي مجموعة من الأفكار الواحدة، التي ما إن يختلف الشخص حول إحداها إلا ويوصم بعدو الوطن، أو كاره الوطن، أو صاحب الولاء الخارجي.. وهذا الأمر مرده لأمور كثيرة، من بينها أيضاً ما اكتوينا بجراحه من خيانات أتت من بني جلدتنا، إلا أن هذا لا ينبغي أن يُعمم ضمن سياق (إن لم تكن معي فأنت ضد…
آراء
الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٣
في يوم الجمعة ٨ تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري أصدرت منظمة اليونسكو قرارها بحرمان الولايات المتحدة الأميركية من (حق التصويت) بعد أن امتنعت الدولة العضو عن دفع مساهمتها احتجاجاً على انضمام فلسطين الى المنظمة. وفي يوم الإثنين ١١ تشرين الثاني ألقى وزير خارجية (دولة) فلسطين، ولأول مرة، خطاب الدولة الكاملة العضوية من على منبر اليونسكو .. الذي تُلي عليه نفسه قبل ٣ أيام قرار الحرمان الأميركي. يحتاج هذان المشهدان الملفتان، في تحجيم أميركا وتفخيم فلسطين، إلى تأمل وتحليل وإعادة نظر في ما يجري في العالم من حولنا! لم يكن مشهداً عاديّاً ورتيباً ذلك الذي وقع غداة الإعلان عن تقليص النفوذ الأميركي داخل اليونسكو. كان المشهد أكثر تراجيدية على الوفد الأميركي الكبير، الحاضر في القاعة، حين تُلي قرار الحرمان، وقد كانت إلى جوار الولايات المتحدة الأميركية (العظمى) في القائمة دول هامشية صغرى من جزر المحيط التي لا تظهر في خريطة العالم محرومة أيضاً من حق التصويت، مثل: انتيغوا باربودا، ميكرونيزيا، ساوتومي. أما الدولة الخامسة في قائمة المحرومين من التصويت فهي: إسرائيل. وجود إسرائيل إلى جوار الولايات المتحدة في اللائحة السوداء يفتح مجالاً أرحب للتمعن. لكأن الولايات المتحدة التي ربطت نفسها بالمصير الإسرائيلي طوال العقود الماضية، أصبحت الآن مربوطة معها حتى في مواقع التحجيم والتصغير والانهزام. أين بريطانيا، التي صنعت إسرائيل بوعدها الشهير؟…
آراء
الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٣
تُعيدني صيحات الشكوى من شبكات التواصل الاجتماعي، إلى الثمانينات من القرن الماضي مع انتشار أجهزة الفيديو. فوسط صيحات الفزع نفسها، راح كثيرون يُحذّرون من الجهاز الجديد وتأثيراته السلبية (مقابل ملطف لمفردة الشيطانية) على الصغار. وفي إحدى الندوات التي نظمها أكاديميون للتحذير من مخاطر الفيديو، رفعت سيدة بحرينية يدها لتطرح سؤالاً دفع المتحدثين للصمت: "هل يتعلق الأمر بالجهاز أم بطريقة استخدامه؟". وما أن جاء منتصف التسعينات، إلا وتصاعدت صيحات الفزع من جديد لكن مع ابتكار آخر هذه المرة يدعى: "الانترنت"، والضحايا المفترضون هم أنفسهم: الشباب والناشئة وضحايا جدد أضيفوا للقائمة: النساء. أين أصبح جهاز "الفيديو" الآن؟ في أقل من عقد من السنين، أخذ ذلك الابتكار "الشيطاني" طريقه إلى متحف الذاكرة وماهي إلا سنوات حتى عمت أجواء فزع جديدة مع انتشار الهواتف المحمولة ذات الكاميرات وتقنية "البلوتوث". الراديو، التلفزيون، الدراجات الهوائية قوبلت بنفس صيحات الفزع، بل إن الدراجات الهوائية أسميت في جزيرتنا العربية "خيل إبليس" لأن أطباء الإرسالية الأميركية في البحرين كانوا يستخدمونها في تنقلاتهم على ما يوثقه كتاب "القوافل" للكاتب البحريني خالد البسام. ما يبدو اليوم مضحكاً هو "متلازمة قدرية" يعيشها العرب جيلاً بعد جيل، تختزلها صيحات الفزع إزاء أي ابتكار علمي جديد يحدث تحولاً في حياة الناس في أي عصر. الصيحات اليوم تحوم حول وسائل التواصل الاجتماعي، فشبكة الإنترنت لم…
آراء
الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣
خلال مشاركتها في مؤتمر التصنيف العالمي الذي عقد في العاصمة الكورية الجنوبية قدمت جامعة القصيم ورقتين في ذلك المؤتمر، إحداها كانت للدكتور فهد المفضي وكيل كلية الهندسة الذي ذكر في ورقته أن نسبة الطلاب الأجانب في الجامعات السعودية تصل إلى حدود 4 في المئة، لكنه ذكر أن نسبة الأكاديميين الأجانب في الجامعات تصل إلى أكثر من 40 في المئة، وهذه نسبة مرتفعة جداً، وتوضح فشل وزارة التعليم العالي والجامعات في توطين الوظائف فيها، وللأسف يقتصر دور الوزارة على الخطابات والتوجيهات للجامعات، لاستقطاب الكوادر السعودية المؤهلة، لكن وللأسف النسب ترتفع في استقدام الأكاديميين الأجانب في جامعاتنا كل عام في ظل صمت من الوزارة، وكلنا يذكر مسلسل الـ10 آلاف تأشيرة التي منحت للجامعات السعودية قبل أشهر، لاستقدام أكاديميين من دول عربية، وكلنا يتابع مواطنين ومواطنات من أصحاب الشهادات العليا وهم عاطلون عن العمل، والأبواب موصدة أمامهم من جامعاتنا الوطنية التي تضع شروطاً تعجيزيةً في استقطابهم، لكن تلك الشروط لا تطبق على هذه الكوادر المستقدمة من بعض الدول العربية، ونجد التبريرات الواهية في عدم استقطاب هذه الكوادر الوطنية مثل الندرة وعدم الاعتراف في بعض تلك الجامعات التي تخرج منها بعض أصحاب الشهادات العليا من مواطني المملكة في الوقت الذي تقوم الجامعات بالتعاقد مع أساتذة عرب من تلك الجامعات، فإذا كانت شروط معادلة شهادة…
آراء
الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣
لن أمل من تكرار الحديث عن قضايا التعليم حتى يصبح لدينا هنا في المملكة العربية السعودية نظام تعليمي يليق بهذه البلاد، فيسهم في رفعة ورقي أهلها، ويلبي حاجات التنمية بمختلف اختصاصاتها ومجالاتها، ويقدمها كدولة رائدة في التنمية البشرية على مستوى العالم. ولئن كانت جميع قضايا التعليم مهمة وحيوية في ظل نظام يتأرجح بين الضعيف والمتوسط على أحسن تعبير، إلا أن قضية المعلم ومهنة التعليم تبقى الأهم للمكانة العليا التي يحتلها موقع المعلم. «الحديث في هذه المقالة للمعلمين والمعلمات على حد سواء» في نجاح أو فشل خطط التطوير والإصلاح التي تعتمد على أكثر من مستوى في هيكلية النظام التعليمي. أعتقد أن هناك شبه إجماع بين أهل الفكر والرأي في بلادنا على أن مكانة وقيمة مهنة التعليم انحدرت في شكل كبير خلال الـ30 عاماً الماضية، نتيجة عوامل عدة، من أهمها تطبيق خطط مرتجلة لسعودة قطاع مهم وحيوي، كان يتوسع في شكل خيالي، وبالتالي كان الاهتمام، ولا يزال، بالكم على حساب الكيف، وهو ما أدى إلى تدني مستوى التأهيل للمعلمين والمعلمات، فانعكس ذلك على كفاءة الأداء التربوي والتعليمي، وأدى إلى ضعف المخرجات التعليمية، فتذمرت الجامعات من مستوى مدخلاتها، وتذمر سوق العمل من ضعف الثقافة وضعف الاستعداد لدى مخرجات التعليم، وتذمر أولياء الأمور من عدم وجود البيئة التربوية والتعليمية التي تساعد أبناءهم في النجاح…
آراء
الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣
سيحصل اتفاق بين إيران والدول الست، لكن فقط إذا اقتنعت طهران بأن الخطوة الأولى التي خطتها في جنيف لا تحقق لها، بمضمونها الحالي، ما تطمح إليه بالنسبة إلى رفع العقوبات، إذ لا يمكنها تحرير القطاعين النفطي والمصرفي من القيود التي المفروضة عليهما من دون أن تضع على الطاولة تنازلات واضحة وملموسة وكفيلة بأن تعطي مفاوضيها إثباتاً صلباً بأنها متجهة فعلاً نحو ملاقاة مطالبهم المطروحة منذ ما يقرب من عشرة أعوام، وهي مطالب تضاعفت وزادت تعقيداً منذ 2010 فبررت الرزمة الرابعة من العقوبات، التي توافقت عليها الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن. الجولة الثانية من المفاوضات كادت تبلغ الهدف، بدليل أن وزراء الخارجية قطعوا التزاماتهم ليشهدوا بداية حدث وصف بأنه "تاريخي"، لكن الحسابات لم تطابق التمنيات. هناك بداية تحريك للموقف التفاوضي الإيراني، لكنه غير كافٍ لتعتبر الدول الغربية أن البرنامج النووي وضع أخيراً على سكة إغلاق مساراته الخطيرة التي تفضي إلى اقتناء سلاح نووي. فالورقة الإيرانية لم توفّر إجابات عملية عن الأسئلة المتعلقة بـ1 – وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 % وإغلاق مفاعل "فوردو"، حيث يتم هذا التخصيب وتحديد مصير الكمية التي سبق أن انتجت منه (تريد مجموعة الدول الـ 5+1 نقلها إلى دولة يتفق عليها لاستبدالها بقضبان وقود لتشغيل مفاعل نووي محدود التخصيب ويتناسب مع تأكيد إيران أنها تسعى إلى…