آراء
الثلاثاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٣
في كل زمن لنا طرفة مضحكة تضحك العالم، وآخر تلك الطرف كانت طرفة المبايض. وقصة المبايض هذه جاءت كتحذير للحد من تطلع النساء لقيادة السيارة، وقد طارت مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الرأي مع تعليقات لا تقل طرافة عن الرأي نفسه وإن تطرف بعضها في السخرية. وقد ذهب صاحب رأي المبايض للقول: إن المرأة إذا قادت السيارة لغير الضرورة قد يؤثر ذلك عكسيا على الناحية الفسيولوجية؛ فإن علم الطب الوظيفي الفسيولوجي قد درس هذه الناحية بأنه يؤثر تلقائيا على المبايض، ويؤثر على دفع الحوض إلى أعلى؛ لذلك نجد غالب اللاتي يقدن السيارات بشكل مستمر يأتي أطفالهن مصابين بنوع من الخلل الإكلينيكي المتفاوت لدرجات عدة». وهو كما ترون رأي متفلت من كل السياقات المعرفية سواء التجريبية أو الطبية العلمية لكنه قول أطلق لايقاف الرغبة العارمة لدى بعض النساء المتطلعات لقيادة سياراتهن في ظل انتفاء الموانع الشرعية والنظامية إذ أن لوائح المرور لا تمنع مثل هذه القيادة والهيئة لن تطارد أي امرأة تقود سيارتها. وقد سبق هذا الرأي الطريف رأي لايقل غرابة ففي فترة سابقة حذر أحد الأكاديميين من أن قيادة المرأة للسيارة يفقد الشابات عذريتهن، ويؤدي بهن إلى الرذيلة.!! ولو عدنا للرأي القائل بتأثر حوض ومبايض المرأة جراء القيادة فسنجد أن هذا الرأي يصمنا بالجهل، فإن لم يكن جهلا علميا فهو جهل…
آراء
الثلاثاء ٠١ أكتوبر ٢٠١٣
في أيام سابقة كانت أكثر «فزعة» تقوم بها هي تلك الفزعة التقليدية حين ترى أحدهم مغرزاً في البر في الأجواء التي طال انتظارنا لها، تحس بذاك الشعور الذي كدت تنساه، ما أجمل أن تخرج أحدهم من «مطب» أو «حفرة» سقط فيها، سواء كان المطب / الحفرة معنوياً أو حقيقياً، تلك النظرة الفرحة في أعين أطفال سيارة الضحية وأنت تحفر تحت سيارتهم «لقد جاء سوبرمان لينقذنا»، وتلك النظرة الفخورة في أعين الأطفال في سيارتك وهم يرونك تضع طابوقة تحت تاير السيارة الأخرى «أبونا بطل»، وتلك النظرة الممتنة في عين صاحب السيارة التي تقلصها «مازالت الدنيا بخير»، وتلك النظرة التي يتخيلها عقلك المريض في عيني الشابة المختبئة خلف المخفي «يعجبني بروز عضلاته»، وبالطبع تلك النظرة في عينيك التي لن يفهمها أحد «أكيد ريحتي الحين مثل الكلتش المحترق»! تغيرت قواعد اللعبة في هذه الأيام وقل كثيراً مشهد العائلة التي تلوح في الصحراء طلباً للفزعة، ولم نعد نسمع ذلك السؤال الجميل: عندك قلص أخوي؟ وتحولت أغلب الفزعات للإجابة عن سؤال آخر في مواقف المولات هذه المرة: أخوي مضيع مكان سيارتي! ممكن تاخدني لفة في الباركنات؟! أصبحت هذه هي «الفزعة» الأكثر حدوثاً، في أيام عدة تخرج إلى المواقف لترى شاباً لطيفاً أو مجموعة مكونة من شباب يضغطون بلا جدوى على زر التنبيه في مفتاح سيارتهم…
آراء
الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠١٣
في زيارة قمت بها أخيراً لأحد المعارض المخصصة لألعاب الفيديو للناشئين، والتي - كما تعرف - تختلف بشكل كبير في عدد حضورها من «النشء» عن معارض الكتاب، لاحظت أن هناك جملاً تتكرر في الإعلانات الموجهة للناشئة والشباب، ولا تخرج عن مجموعة الجمل التالية: «الحياة جميلة». «الحياة قصيرة.. استمتع بها». «محب للحياة». ليس لدينا مشكلة في أن يحب النشء الحياة - حبهم برص - مستقبلهم، ولا مانع من أن يكون مظلماً مثل أجيال عدة سبقتهم، لكن النمط الاستهلاكي لعبارات ترسخ المفهوم الغربي في وحدة الحياة والهدف منها هو ما يخيف في أنه قد يستقر في وجدان جيل كامل، ويؤسس لطريقة تعاملهم مع معطيات المستقبل بناءً على هذه الجمل. الكل أصبح يريد حياة سعيدة ومثالية بالكامل.. وهذا حقه، لكن عدم الإيمان بوجود ابتلاء.. ووجود عامل قدري في الرزق، وبأنه «ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات»، تجعل لدى البعض الاستعداد للتضحية بأي شيء.. أي شيء من مبدأ وخلق وإيثار وأسرة ودين، بالطبع للوصول إلى حالة السعادة المنشودة.. ولنا في الصراعات والحروب التي أصبحت تحدث بين الموظفين في الدوائر الحكومية مثال، خصوصاً حين نعرف عن طريق «مجالس الحش»، أن حرب داحس والغبراء بين الموظف الفلاني والموظف الفلنتاني لم تكن إلا بسبب «درجة وظيفية». اذهب إلى المعتقد الثاني «الحياة قصيرة».. افهمها! لن تعيش طويلاً.. ودع عنك…
آراء
الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠١٣
«هل أورد الإعلام البريطاني أن الأرملة البيضاء هي أيضا عضو في حزب «الشاي» الأميركي؟! تعليق لبريطانية على موقع «تويتر»، وهو واحد من سلسلة تعليقات ومقالات بشأن الحكاية التي شغلت الصحافة الغربية، الأسبوع الماضي، ولكن من موقع المشكك والناقد. إذ يبدو أن نبرة السخرية والتشكيك بدأت تعلو ردا على الحمى التي اجتاحت الصحافة البريطانية والغربية، بشأن من أطلقوا عليها تسمية «الأرملة البيضاء»، وهي البريطانية «سامانثا ليوثوايت»، التي تصدر اسمها كمخططة لتفجيرات المركز التجاري في نيروبي، التي أودت بـ72 ضحية من المدنيين. واختيار تسمية «الأرملة البيضاء» نسب لدهاء أمني استثمره الإعلام الغربي، فزاد من اهتمام الرأي العام بالحكاية الغامضة لامرأة كل ما يُعرف عنها أنها بيضاء وأرملة، وتحولت إلى الإسلام، وكانت زوجة لأحد منفذي تفجيرات لندن عام 2005. راجت تسريبات أمنية لجهة انخراطها في أعمال إرهابية مع «حركة الشباب» الصومالية، التي تبنت هجوم نيروبي، وهناك من اعتبرها من أهم عناصر «القاعدة» في شرق أفريقيا. لكن كل هذه الاستنتاجات لا تستند إلى وقائع حسية دامغة باعتراف أجهزة الأمن نفسها، حتى إن الرواية التي ترددت عن امرأة تقود الجماعة المنفذة لهجوم نيروبي، التي قيل إنها «سامانثا» تبين عدم صحتها. ومع تزايد التدقيق حول المعلومات التي سربت حول هذه المرأة، تتضاعف القناعة بأن لـ«سامانثا» قصة صغيرة ضُخّمت عمدا. بدا إطلاق هذه التسمية لعبا على أوتار…
آراء
الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠١٣
تداولت جماهير "تويتر" الأسبوع الماضي مناسبتين لهما علاقة بشركات التكنولوجيا الأميركية، والتي صارت أخبارها جزءا من أخبار حياتنا اليومية: حفل استقالة الرئيس التنفيذي لـ"ميكروسوفت" ستيف بالمر، ومرور 15 عاما على تأسيس "جوجل". في حفل الوداع الذي وقف فيه الرئيس التنفيذي لـ"ميكروسوفت" ستيف بالمر، منذ ثلاثة عشر عاما، والمعروف بحماسه وطاقته غير المعهودة، وهي الطاقة التي بدأ فيها منذ أول عام مع بيل جيتس، وبسببها وُجد شيء اسمه الكمبيوتر على مكاتبنا، وبسببها أيضا يمتلك ستيف بالمر أكثر من 18 مليار دولار؛ في ذلك الحفل قال عبارته ممزوجة بدموعه على المسرح أمام آلاف الموظفين: "هذا كله ليس من أجل شخص واحد، بل من أجل الشركة، هي كل عالمي المهني، ميكروسوفت هي ابني الرابع، وعادة الأبناء يكبرون ويغادرون المنزل، ولكن يبدو أنني في هذه الحالة أنا من سيغادر المنزل". في اللغة اليومية لـ"جوجل" و"ميكروسوفت" و"أبل" و"فيسبوك" و"تويتر" وغيرها من شركات التكنولوجيا العملاقة هناك عبارة متداولة لإثارة الحماس بين الموظفين تتحدث عن كيف أن شركتهم "ستغير العالم" Change the world. لا تكاد تحضر حديثا خطابيا أو ندوة عن الرؤية العامة للشركة إلا وتسمع هذه الكلمات، والتي كان أول من اشتهر بها مؤسس "أبل" ستيف جوبز. هذه العبارة نفسها ترددت كثيرا في ذكرى جوجل الخامسة عشرة وكيف أنها غيرت وتريد دائما أن تغير العالم. هذه…
آراء
الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠١٣
كنا ننتظر الضربة التأديبية التي وعد بها الرئيس الأميركي ضد نظام الأسد في سوريا عقوبة له على قتل ألف وخمسمائة خنقا بغاز «السارين»، لكن باراك أوباما بدلا من ذلك ضرب حلفاءه! مكالمة غزل سياسي تليفونية أجراها أوباما مع حليف الأسد، الرئيس الإيراني، سارع بعدها روحاني للإعلان عن انتصاره وليستقبل استقبال الفاتحين في طهران. الكثيرون الذين انتظروا صواريخ «توما هوك»، تأديبا للنظام السوري ورسالة للنظام الإيراني الذي يطور سلاحه النووي، هزتهم أخبار المكالمة الهاتفية، فهي الأولى بين رئيس أميركي ورئيس إيراني في 34 سنة، تلتها التصريحات الاحتفالية في واشنطن وطهران بـ«التقدم» الجديد في كسر الجليد بين البلدين! وقد هزت المكالمة الأوباروحانية دوائر القرار في الخليج والأردن وتركيا وإسرائيل وغيرها. ما الذي يحدث؟ روحاني يقول إن أوباما هو من اتصل به، مرة وهو يستعد لمغادرة الفندق والثانية وهو في السيارة في طريقه للمطار. والبيت الأبيض يقول إن فريق روحاني هم من أبلغوهم برغبته في محادثة أوباما. وليس مهما من رفع السماعة قبل الآخر، بل كيف اقتنع أوباما أن يكافئ الإيرانيين بكسر تاريخ الصمت الرئاسي، حتى قبل أن يعطوه شيئا سوى كلام معسول رخيص؟ والسؤال الذي يثير قلق حكومات المنطقة: ما قد يكون وراء هذا الغزل الهاتفي؟ وما هو عمق العلاقة؟ نحن نعرف أن سلطنة عمان نقلت رسائل بين طهران وواشنطن، ووزيري الخارجية…
آراء
الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠١٣
في نيويورك حقق الرئيس الإيراني حسن روحاني اختراقات أولية ولكنها مهمة على طريق معالجة ملف بلاده النووي، وإعادة العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة. والأهم من ذلك إمكان الحصول على اعتراف أميركي بمشروعية الدور الإيراني في المنطقة. لم يتحدث روحاني إلى الأمم المتحدة وحسب، بل إلى أهم وسائل الإعلام الأميركية، ومجلس العلاقات الخارجية، واجتمع وزير خارجيته لأول مرة منذ 30عاماً مع وزير خارجية أميركي، جون كيري، ثم توّج كل ذلك بمكالمة هاتفية تلقاها من الرئيس باراك أوباما قبيل مغادرته إلى بلاده. ولعل أهم ما صدر عن فحوى هذه المكالمة هو ما قاله أوباما أثناء إعلانه عنها في البيت الأبيض بأنه «بات متفائلاً بأن هناك أساساً لاتفاق مهم بيننا». وهذا استنتاج لافت لأنه يقطع تماماً الوصف الذي كان الرئيس السابق جورج بوش الابن يطلقه على إيران من أنها أحد أضلاع محور الشر في العالم، وهو لافت أيضاً إما لأن أوباما قصد به تشجيع روحاني على المضي قدماً في نهجه، أو لأنه - وهو الأرجح - كان تعبيراً عما دار بينهما من حديث على الهاتف. مهما يكن فقد نجح روحاني في وضع اللبنة الأولى على طريق إعادة العلاقات مع واشنطن. من جانبه، نجح أوباما في اتخاذ الخطوة الأولى على طريق التفاهم مع إيران، وهو التفاهم الذي يمثل عنصراً رئيساً من سياسة إدارته منذ…
آراء
الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠١٣
يمر الساسة بحالة من التخبط والحيرة، وهم في سباق مع الزمن لإنجاز أخطر مهمة أوكلت إليهم لتحديد الكيفية التي ستكون عليها الخارطة السياسية اليمنية بعد 21 فبراير (شباط) 2014 - الموعد الافتراضي لانتهاء الفترة الانتقالية، وخروج البلاد من حالة مشروعية التوافق السياسي إلى مرحلة الشرعية الدستورية.. وليس الساسة وحدهم من يمرون بحالة الارتباك، بل يشاركهم السفراء الغربيون الذين تبدو عليهم علامات الإنهاك والجمود الفكري، ويقف على رأس كل هؤلاء السفير الأميركي المنتهية خدمته لدى اليمن ويغادره وقد أضاف أسطرا قليلة، في نبذته الشخصية، من النجاح والفشل، فقد كان الشريك الفاعل والأساسي في إنجاز أول عملية تغيير لرأس الدولة في اليمن عبر تفاهم سياسي، أشرف على كل تفاصيله بين القوى المتصارعة في صنعاء، بما يعرف بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. ومما لا شك فيه أن السفير قد كسب أصدقاء سيفتقدونه، على مختلف المستويات ضمن قائمة من الذين رأوا فيه مدافعا عنهم وحاملا لطموحاتهم، وفي الطرف المقابل اعتبره غالبية اليمنيين العاديين مبالغا في تدخلاته ومتجاوزا الأعراف الدبلوماسية في كثير من تصريحاته وتصرفاته التي بلغت حد التعبير عن رغبته في اختيار رئيس للحكومة قبل بداية المرحلة الانتقالية الأولى. حتى كتابة هذه الأسطر، لم تتفضل رئاسة لقاءات الموفنبيك بالإعلان عن انتهاء أو تمديد أعمال الحوار، ولا يزال الأمر يقع في خانة الشك حول الكيفية التي…
آراء
الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠١٣
تصريح وزير البترول والثروة المعدنية حول خطة توحيد أسعار الوقود في دول مجلس التعاون أشعل إشارة البنزين البرتقالية في دماغي؛ لأن هذا التوحيد يعني أتوماتيكيا زيادة أسعار البنزين في السعودية، مع ضرورة تقبل هذه الزيادة بصدر رحب انطلاقا من ثوابت الوحدة الخليجية!، لذلك فرحت بمقال الزميل رئيس التحرير الدكتور هاشم عبده هاشم أمس، والذي كان عنوانه: (لا تفكروا بزيادة أسعار الوقود)؛ لأن مجرد التفكير بهذه الزيادة سوف يؤدي إلى رفع أسعار مجموعة من السلع، فما بالك بما يحدث حين يتم رفع أسعار الوقود فعلا؟!. ** نحن مع أي تقارب خليجي من شأنه أن يجعل حياة الناس في دول مجلس التعاون أفضل وأسهل، وتوحيد أسعار الوقود ليس من بين هذه الخطوات الوحدوية المنتظرة، لأن التوحيد ــ غالبا - لن يتم على مقياس الدولة الأقل سعرا، وحدوا أسعار الطماطم.. التفاح.. الأغنام الأسترالية.. أو أي شيء غير الوقود وسنغني معكم: (أنا الخليجي) حتى الصباح، هذه البلدان لا تنتج سوى النفط ومع ذلك تريدون رفع سعره؟!. ** لكل دولة خليجية (خصوصيتها) في تحديد أسعار الوقود بحسب قدراتها النفطية وحاجاتها الاقتصادية، وأحيانا بحسب نسبة المواطنين إلى المقيمين الأجانب فيها، وقد عطلت الكثير من القرارات الخليجية ــ الاقتصادية تحديدا ــ بحجة تباين الظروف في كل دولة.. لذلك نسأل: (اشمعنى) يسير القرار الاقتصادي بسرعة البرق إذا كان…
آراء
الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠١٣
قلة منا، رجالاً ونساء، تدرك المصاعب المعيشية والوظيفية التي تعاني منها المرأة السعودية، رغم التسهيلات التي تقدمها السلطات الرسمية ووزارات كالتربية والعمل، ورغم جهود النساء في المملكة، وما يحاول عامة مؤيدي حقوق المرأة تقديمها لنساء المملكة. إذ تبقى ممنوعات دينية ومحاذير اجتماعية لا حصر لها تلاحقها في المنزل والشارع ومجال العمل. منها مثلاً منع كل ما يمكن منعه من صور "الاختلاط"، مهما كان عفوياً وضرورياً أحياناً. ومنها مستلزمات الملبس والمظهر والكلام والتصرف، والتي تبدو طبيعية للنساء في مجتمعات كثيرة أخرى. قيادة المرأة للسيارة اليوم، من أعقد القضايا التي تحاول سلطات المملكة حلها، بعد أن أصبح عمل المرأة واسع الانتشار، وأصبح من حتميات رفع المستوى المعيشي للأسرة السعودية في الطبقة المتوسطة والمثقفة خاصة، ومجابهة الغلاء وكثرة مصاريف الحياة كما في كل دول مجلس التعاون وبقية البلدان العربية، وبعد أن تزايد عدد الخريجات والنساء العاملات وتضاعفت مسؤوليات المرأة. فالسعودية دولة كبرى مترامية الأطراف متناثرة القرى والمدن، بل إن بعض مدنها كالرياض، أو مناطقها الحضرية والصناعية باتت من الامتداد والضخامة وتعقد الحياة، مما لا يمكن معه تطبيق أيَّة حلول للعمل والوصول لمقر الوظيفة وحضور الاجتماعات والانتقال من إدارة إلى أخرى، دون السماح للمرأة الموظفة خصوصاً، ولعموم النساء، بقيادة سياراتهن. وتحاول مدرسات وموظفات كثيرات في الوقت الراهن الاعتماد على النقل الجماعي الخاص كالباصات الصغيرة…
آراء
الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠١٣
بدا لي أن مساحة الفرح والمتعة باليوم الوطني في هذا العام، كانت أكثر حضورا مما كان عليه الحال في السنوات الماضية، وإلى حد كبير تبددت حالة القلق والتأزم والفوضى التي عادة ما كانت تصاحب مثل هكذا مناسبة. ما يؤكد الفارق بين ما مضى وما كان عليه الحال في هذا العام، ظهر جليا في أمنيات ودعوات انطلقت من شتى المدن ترجو أن يتوالى ويتكرر هذا المشهد الإيجابي في قادم السنوات وأن تطغى مشاهد الفرح وصور السعادة ، ويبرز الوعي بأهمية مثل هذه المناسبات الوطنية، وكيفية الابتهاج بها على أي مشاهد أخرى. البعض رأى أن حالة الرضا الخاصة باليوم الوطني، ما كان لها أن تكون لو لم يكن هناك حضور مكثف لرجال الأمن في كل مكان، وفي ظني أن هذا لا يعد مأخذا، لأنني على يقين أن الوعي وحده لا يمكن أن يكون كافيا لتحقيق أي مبتغى، أو أي هدف، نظرا لوجود أناس كثر في كل المجتمعات لا يرتدعون إلا بالحزم وبتطبيق القوانين وتنفيذ العقوبات، ولهذا لا حرج في وجود رجال الأمن في مثل هذه المناسبات، ولا حرج في إصدار تحذيرات مسبقة بفرض عقوبات قاسية على المشاغبين والفوضويين وحجز مركباتهم، فقد بات جليا فوائد مثل هذه التحذيرات والتي واكبها تواجد أمني مكثف ليؤكد جدية التحذيرات والقدرة على تطبيقها. ولعل المشهد المفرح المغاير…
آراء
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣
وراء الموقف السياسيّ الراهن الذي يجمع بين روسيا البوتينية وإيران الخمينية من سوريا وثورتها، بل من جملة بلدان وأمور أخرى، يكمن شبَه نادراً ما يشير إليه المراقبون والمعلقون. والشبه هذا إنّما يتعلّق بمسألة النماذج السياسية بوصفها امتداداً للموقف من بلدان الغرب الديمقراطي وتعبيراً عنه. فما المقصود تحديداً بمسألة النماذج السياسية هذه؟ إذا ما راجعنا تاريخ القرن العشرين، أو محطّاته الأبرز ذات المضمون الأيديولوجي، وجدنا أن النموذج الغربي السائد في الولايات المتحدة الأميركية وبلدان أوروبا الغربية، والمعروف بالديمقراطي الليبرالي، إنما تعرض لتحديات ثلاثة كبرى قدم كل واحد منها نفسه بوصفه الحامل لنموذج سياسي بديل: لقد كان التحدي الأول هو ذاك الشيوعي الذي تمكن من الوصول إلى السلطة بعد ثورة أكتوبر 1917 في روسيا القيصرية. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية امتد هذا النموذج إلى الصين التي انتصرت ثورتها في 1949، بعدما كان الجيش الروسي الأحمر قد حمل النموذج إياه إلى سائر بلدان أوروبا الشرقية والوسطى. والتحدي الكبير الثاني كان ذاك الفاشي الذي حقق انتصاره الأول في النصف الأول من العشرينيات باستيلاء بنيتو موسوليني على إيطاليا، من خلال مسيرة الزحف على روما الشهيرة، ثمّ توّج هذا التحدي نفسه في الانتصار الانتخابي الذي أحرزه أدولف هتلر وحزبه القومي الاجتماعي في ألمانيا عام 1933. وكان التحدي الثالث في إيران بانتصار الثورة الإسلامية الخمينية في 1979.…