آراء
الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣
مع ازدياد المُطالبات من قِبل الكتّاب والقراء في دول مجلس التعاون بضرورة منح المزيد من الحريات وتوسيع هوامش الحوار - صحفياً وتلفزيونياً واجتماعياً- زادت بالتالي موجة التفسيرات السلبية والتصنيفات الباطلة للعديد من الكتّاب المخلصين على الساحة الخليجية، لدرجة وَسْمِ بعضهم بأنهم «معارضون»؟!. فكيف تتخلّق المعارضة ؟ وما هي أجواء نمائها؟ وهل هنالك فعلاً «معارضون» في المنطقة؟ أصل كلمة مُعارضة و(عّرضَ) أي ظهر! والمُعارضة المشتقة من ذلك على وزن (مُفاعلة) جاءت من (اعترضَ) الشي، أي صار (عارضاً) مثل الخشبة (المعترضة) في النهر، و(اعترض) الشيء دون الشيء، أي حال دونه. و(عارضَ) فلان فلاناً، أي جانَبَهُ وعًدل عنه.(مختار الصحاح) والمُعارضة السياسية التي نحن بصددها لا تتحقق إلاّ ضمن إطار شرعي وعبر مؤسسات قائمة مثل الأحزاب التي تعبّر عن وجهة نظر المنتمين إليها. وغالباً ما تكون تلك الأحزاب مُعارضة لسياسات الحُكم القائم، تنتقد ممارساته، وتفند مشاريعه، ولربما سعت إلى إسقاطه عبر الوسائل السلمية (أي صناديق الاقتراع)، وأيضاً تلجأ بعض الأحزاب السياسية المُعارِضة إلى المُعارضة المسلحة، تقترب من روح الثورة أو التمرد المسلح، ما يؤدي إلى الحرب الأهلية. معلوم أن المُعارضة لا تعيش وتنمو في بلدان يحكمها نظام سلطوي شمولي. وتسعى المعارضة إلى اتخاذ قرارات لصالح الأغلبية ضد مصلحة وامتيازات الأقلية المناوئة لها وإنْ كانت هذه الأخيرة في السلطة. والمُعارض السياسي لا يمكن أن يعمل…
آراء
الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣
الخطأ الذي ارتكبه الأميركيون خصوصاً، والغرب عموماً، باختزال الأزمة السورية الدامية المستمرة منذ عامين ونصف العام، وقصرها على ملف ترسانة بشار الأسد الكيماوية، مرشح لأن يتكرر مع ايران، عبر اختصار الأزمات المتعددة معها بملفها النووي، في مثال جديد على عدم اكتراث الغربيين بالمشكلات الحقيقية في المنطقة واكتفائهم بالسعي لحل ما يمسهم منها وما يزعج حليفهم الفعلي الوحيد: إسرائيل. صحيح أن الملف النووي الإيراني يشكل مصدر قلق لمختلف دول المنطقة والعالم، لكن هناك أموراً أخرى غير التخصيب ومستواه وإمكانات امتلاك قنبلة نووية لا بد أن يشملها «الاعتدال» الإيراني المستجد، إذا كان لقيادة روحاني أن تثبت جديتها في تخفيف التوتر مع العالم العربي، وألا تكون المرونة المعروضة مجرد تعابير ديبلوماسية وبلاغة في الخطابة، ذلك أن لـ «حسن الجوار» شروطاً لا بد أن تلبى ومعايير لا بد أن تحترم. والامتحان الحقيقي هو أن تتوقف ايران عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، طوراً باسم فلسطين والقدس وتارة باسم الإسلام والمسلمين. ولا احد بالطبع يمانع في نصرة الإيرانيين لأهل فلسطين من باب التضامن الإسلامي، شرط ألا يكون الهدف الفعلي مشاركة الفلسطينيين في قرارهم المستقل أو تحريض فئة فلسطينية على أخرى مثلما حصل عملياً. ولا بد أيضاً وخصوصاً أن تكف ايران عن سعيها إلى تحويل الشيعة، أقلية كانوا أو أكثرية، إلى ميليشيات في أوطانهم، تأتمر…
آراء
الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣
من مشاكل الكتابة عن أخطاء وتجاوزات بعض أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحويل القضية من شأن عام، إنساني وحقوقي في الدرجة الأولى، إلى قضية شخصية أو موقف شخصي مسبق وثابت للكاتب تجاه جهاز الهيئة. هذا التحوير الاعتسافي يظهر جلياً كلما استجدت حادثة بارزة تكون الهيئة طرفاً رئيسياً فيها، يمارسه بعض منسوبيها، وبدرجة أكبر المحتسبون بالتضامن العشوائي المطلق مع جهاز الهيئة من خارجها، الذين لا يقبلون أي نقاش حولها أو إبداء الملاحظات على أدائها، مما يفاقم تأثير أي أزمة أو شرخ في علاقة المجتمع بالهيئة. للأسف الهيئة رغم حرص رئيسها العام على مد الجسور مع المجتمع وبناء علاقة تسودها الثقة والطمأنينة، إلا أنها لم تغير كثيراً من أسلوب التعاطي الإعلامي مع القضايا المثارة حولها، فأسلوب البيانات الاستباقية التي تفوح منها رائحة التنصل من أي مسؤولية، أو اتهام المجتمع والإعلام بالمبالغة، مازال أسلوباً مفضلا لدى الهيئة لم تتجاوزه إلى الآن. بل إنها في بعض الأحيان تسبق الآخرين باتهامهم ــ وقائياً أو استباقيا ــ قبل أن يشيروا إليها بالاتهام، أي أنها هي التي ترفع راية المواجهة أولا قبل أن يرفعها الآخرون.. يوم أمس كانت قضية مصرع شاب وإصابة آخر في الرياض إثر مطاردة سيارة الهيئة لهما من أبرز الأخبار التي نشرتها الصحف وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي. الهيئة أصدرت بياناً تترحم فيه…
آراء
الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٣
إبان مواجهات العراق، بين القوات الأميركية وتنظيم القاعدة، اختفت مطلقة سعودية من بيتها ومعها أطفالها. وبعد بضعة أسابيع اكتشف رجال الأمن أن المرأة التحقت بتنظيم القاعدة في العراق. وفي البداية لم يصدق أحد أن امرأة في مجتمع محافظ يمكن أن تترك بيتها وأهلها وتسافر لأرض القتال. وقد رفض بعضهم تصديق الحكاية حتى اتضح لاحقا أنها بالفعل ذهبت إلى هناك بطوع إرادتها، وبترتيب من أشخاص يعملون سرا مع التنظيم في السعودية واليمن، حيث عبرت الحدود وأطفالها بجوازات يمنية مزورة وطارت من صنعاء إلى سوريا ورتب لها وكلاء «القاعدة» عملية تهريبها إلى داخل العراق. وبعد سنوات تبين أن المرأة ذهبت للزواج من زعيم التنظيم الزرقاوي، الذي تزوجها ثم طلقها بعد أيام، وتزوجت من غيره وغيره لاحقا، وقتلت مع الآلاف في سنوات العنف في العراق. هذه قصة حقيقية تعبر عن قدرة شيوخ الفكر الإرهابي التكفيري على غسل أدمغة الشباب ليقتلوا أنفسهم، والنساء ليعملن خادمات وجواري. وعندما صرخ وزير داخلية تونس لطفي بن جدو محذرا من أن هناك نساء تونسيات ذهبن إلى سوريا للعمل خادمات جنس للمقاتلين لم يكن مخطئا، مع أن البعض ظن أن الوزير فقد عقله. قال، هناك نساء ذهبن إلى سوريا إيمانا بفتوى نكاح الجهاد، ومارسن الجنس مع العشرات من الرجال، وبعضهن رجعن حوامل. الأمر ليس غريبا، فإذا كان الشباب يذهبون…
آراء
الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٣
من مبادئ وأساسيات الإدارة، تفويض الصلاحيات، وإعطاء استقلالية شبه تامة للوحدات الإدارية في المؤسسة، خصوصاً إن كانت تلك المؤسسة ضخمة، وتضم وحدات إدارية كبيرة، كل منها يقارن بدائرة منفصلة من حيث عدد الموظفين، والمستفيدين من الخدمات، وحجم العمل الذي تقوم به هذه الوحدات. لكن مع الأسف.. هذا المبدأ الإداري البسيط يجهله بعض الإداريين الجدد في تولي المسؤولية، فيعتقدون ــ وهم مخطئون ــ أن نزع الصلاحيات وتكديسها في أيديهم، هما نوع من السيطرة والتحكم، وضرورة من ضرورات المنصب، تعطي صاحبه فخامة ووضعاً مميزاً، في حين أنها آفة إدارية كبيرة تسمى في علم الإدارة «مركزية»، وهي بداية النهاية للمسؤول الذي يعشق تطبيقها! المركزية هي خط أحمر في إمارة دبي، ووجودها لن يستمر في جميع دوائر دبي، لأنها من المحرمات التي تؤثر في تقديم خدمات مميزة للمراجعين، وتالياً تؤثر في سمعة المدينة وتنافسيتها، قد تطل بين فترة وأخرى بسبب كوادر إدارية غير مدربة بشكل جيد، أو مسؤولين جدد في عالم المسؤولية، يحاولون إعطاء أنفسهم أكبر من حجمها، إلا أن المركزية لا تستمر طويلاً في دبي، ونهايتها غالباً ما تكون مع نهاية مطبقيها، هكذا علمتنا التجارب، وهكذا هو تاريخ الإدارة في دبي، لا يقبل هذا السلوك الفردي أبداً! المركزية لا يمكن إخفاؤها، فهي غالباً ما تولّد بيئة سلبية، وهذه البيئة السلبية تولّد التذمر ورفع…
آراء
الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٣
نقتربُ من نهاية العام المالي 2013، المقدّر أن تتجاوز إجمالي إيراداته 1.2 تريليون ريال، أي بزيادة 41 في المائة على إيرادات الموازنة العامّة المقدّرة في بداية العام بـ 829 مليار ريال، وأن تتجاوز في جانب المصروفات العامّة سقف 975.2 مليار ريال، أي بزيادة 19 في المائة على المصروفات التقديرية للموازنة البالغة 820 مليار ريال. تأتي التوقعات باستمرار الوضع المالي القوي للميزانية العامّة لهذا العام، وأن تكون أفضل من التوقعات والتقديرات التي وضعتها المالية العامّة نهاية العام الماضي، كل ذلك بفضل استمرار الأوضاع السعرية المرتفعة لأسواق النفط العالمية، بصورةٍ أفضتْ إلى التحسّن الجيد جداً على ميزان المالية العامّة، ما ينبئ عن توقعات بتحقيقها لفائضٍ مالي سيتخطى 193 مليار ريال ''نحو 6.4 في المائة من الاقتصاد الوطني''، مقارنةً بفائض مقدّر لا يتجاوز التسعة مليارات ريال في الموازنة التقديرية للعام الجاري، ومقابل فائض مالي بلغ 374.1 مليار ريال بنهاية 2012. التراكم الإيجابي لهذه الفوائض منذ 2003 ''باستثناء العجز الطارئ في عام 2009 بنحو 86.6 مليار ريال'' الذي وصلت قيمته إلى أكثر من 2.3 تريليون ريال، أتاح فرصاً ذهبية عديدة أمام الاقتصاد السعودي، لعل من أبرزها ما يلي: (أولاً) تمكّنت المالية العامّة من إطفاء أجزاء كبيرة من الدين الحكومي العام؛ نتج عنه انخفاض الدين العام من أعلى مستوياته المسجلة في عام 2002 التي بلغت…
آراء
الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٣
قد يكون مفهوماً أن تنأى جامعة الدول العربية ودول عربية فاعلة بنفسها عن شؤون الصومال، البلد الذي قُبلت عضويته في الأسرة العربية يوم كان ثمة سياسة أفريقية للعرب، خصوصاً لمصر. لكن من غير المفهوم أن يُغلق عرب آذانهم وأفواههم عندما ترتكب في الصومال الجرائم وعمليات القتل وعندما ترتبط جماعات صومالية إرهابية بعلاقات مع جمعيات عربية. لم تعد كافية الإعلانات الرسمية الموسمية عن الوقوف قي مواجهة الإرهاب وإدانة الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام. لقد سمعنا تبريرات من محللين على شاشات عربية وقرأنا آراء في وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مقتلة نيروبي التي نفذها أعضاء في «حركة الشباب» الصومالية باحتلال كيني للجارة الشمالية وبواقع الفقر في الصومال وبنصرة المسلمين ودحر الكفار. وإذا كان ثمة جمهور عربي لا يزال معجباً بممارسات «القاعدة» وفروعها و «يمجد» الإرهاب منذ أن حُولت أفغانستان، بفتاوى رسمية، أرض «جهاد» ضد الاحتلال السوفياتي، فان مياهاً كثيرة جرت منذ ذلك الحين ما دفع إلى مراجعات للمواقف الرسمية لدول عربية ومرجعيات دينية، خصوصاً بعد «غزوتي» أيلول. لكن هذه المراجعات التي جاءت بعد حملة ضغط استثنائية قامت بها إدارة الرئيس السابق جورج بوش، يختفي اثرها عندما يتعرض بلد غير فاعل على الساحة الدولية لنوع مماثل من الإرهاب، كما حصل في نيروبي قبل أيام وقبلها بأشهر في كمبالا وعلى نحو شبه يومي في…
آراء
الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٣
يعيش الشرق الأوسط حالة اضطراب جديدة وتوترا سياسيا واضحا وحربا اقليمية فعلية بدأت تشكل تهديدا جّديا وسريعا للأمن الاقليمي، والمتتبع لأخبار الشرق الأوسط منذ عامين تحديدا، لا يكاد تفارقه أخبار الهجمات الانتحارية والتفجيرات، والاغتيالات، وغياب الدبلوماسية والمفاوضات وعلو صوت السلاح والتدمير ، وهذه الأجواء شرعت الباب مفتوحا أمام مشروعات التقسيم والتغيير للقوى الاقليمية والدولية مستغلة حالة الانقسام والظروف المهيئة للتدخل الخارجي في وقت يتعرض فيه توازن القوى الاقليمية والدولية للفوضى والتذبذب. ومنذ الغزو الامريكي للعراق نشأت دولة أمر واقع في شمال العراق، وتشكل قلقا اقليميا من فرضية إعلان اقليم كردستان العراق الاستقلال، إلا ان القادة السياسيين الأكراد كانوا أهدأ وأذكى من يستخدمون أهم كرت يملكونه ، وحصلوا على بديل أفضل وهو البقاء في عراق موحد مع تسّنم الكرد منصب رئاسة الجمهورية العراقية وعدة وزارات أهمها وزارة الخارجية، وكذلك ضمان الحصول على الأموال الكافية مع الحفاظ على استقلالهم الذاتي وهذا الأمر حول الاقليم الى جنة العراق، حيث تندر التفجيرات والاغتيالات والقتل على الهوية كما يحصل بشكل يومي في محافظات العراق الأخرى وبدعم حكومي أو غض طرف أحيانا عن الفاعلين. وقد أدى الاستقرار السياسي والهدوء النسبي في الاقليم الى آثار ايجابية كانت سببا في جذب الاستثمارات الاجنبية وحدوث انتعاش اقتصادي واضح وتحول الاقليم الى ما يشبه (دبي العراق ). استغلت القيادات السياسية…
آراء
الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٣
أنا في كامل الثقة أن في ملف الأخ الكريم، عضو مجلس الشورى، البروفيسور أحمد الزيلعي، من التوصيات للمجلس الموقر ما يجعله أكبر من (زنقة) أن يبدو أمام الرأي العام صاحب توصيتين لبناء مزيد من (الحمّامات) العمومية لستر عورات الشعب أو الأحرى بالاهتمام بأشجار الأراك للعناية بأسنان المواطن. هذه توصيات جانبية هامشية لا تسيء أمام الجمهور لمكانة عضو مجلس الشورى بل أيضاً تختزل صورة المجلس برمته في (لقطة) صغيرة، وهو المجلس الذي لا يحتاج إلى مزيد من الاختزال في عيون ذات الجمهور. بناء حمامات عمومية هي مسؤولية مدير قسم المرافق والخدمات بوزارة البلديات وأشجار الأراك مسؤولية نائب رئيس قسم البيئة المحلية بوزارة الزراعة. نحن رفعنا عماد (القبة) الشوروية لما هو أدهى وأهم من هاتين التوصيتين. وفي جعبتي الخاصة تحليل بالغ الخطورة عن السبب الجوهري في السؤال: لماذا يتحفنا عشرات الأعضاء الكرام بمثل هذه التوصيات؟ لن أكتبه لأن المقام والمساحة أيضاً لن يسمحا. ولكل الكرام الأعزاء من أعضاء مجلس الشورى سأقول اليوم إن لدينا معهم مشكلة جوهرية من طرفين: الأولى (وقد لا تنطبق المعضلة على الجميع)، أن لدينا مشكلة وطنية في القدرة على صناعة الأفكار التي تصلح بالتحليل والبلورة إلى تحويلها إلى توصية شاملة تعزز مكانة المجلس وأعضائه وترفع من مقامهم في العيون الوطنية المترقبة. لكن صناعة الأفكار تحتاج لشرطين: الأول: قراءة…
آراء
الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٣
إذا وضعنا التفاصيل الصغيرة جانباً، ومعها المناشدات الإنسانيّة والأخلاقيّة التي تتجاهلها سياسات كبرى ضعيفة الإنسانيّة والأخلاقيّة، تراءى أنّ قدراً من سوء الفهم العميق يفصل بين الثورة السوريّة والولايات المتّحدة الأميركيّة، أو بالأحرى، أنّ صورة كلّ منهما عند الأخرى لا تشبه صورتها الفعليّة. فمفاد المناشدات التي تخرج من المعارضة السوريّة للولايات المتّحدة، أو الانتقادات التي توجّهها إليها لعدم استجابتها تلك المناشدات، هو الرغبة في انزياح بوشيّ عن الأوباميّة. وهذا ما يعني، شئنا أم أبينا، أنّ نجاح الثورة السوريّة، وثورات أخرى غيرها، مرهون بسياسة أميركيّة أكثر تدخّليّة ومبادرة. فحين يضعف «بوليس العالم»، الذي لا يريد أوباما أن يكونه، تقوى الأنظمة البوليسيّة من كلّ نوع. الإقرار بتلك الحقيقة يقوّي حجّة خصوم الثورة السوريّة الذين «يتّهمونها» بالهوى الأميركيّ، مع أنّ ذاك الهوى لم ينتج هوى يقابله ولا معونات تترتّب عليه. وهو أيضاً يُضعف حجّة بعض مؤيّدي الثورة من مواقع «يساريّة» أو مناهضة للولايات المتّحدة. بيد أنّ ما هو أهمّ من هذا وذاك أنّ «خطاب» الثورة يبقى في المحطّة الرماديّة حيال إعلان تلك الرغبة، وكثيراً ما يعلن نقيضها، خصوصاً حين يتعلّق الأمر بمسائل غير سوريّة، عراقيّة أو فلسطينيّة. هنا، تفعل الرواسب الإيديولوجيّة فعلها الكابح. وبدوره، لا يبدو الانزياح البوشيّ وارداً في الولايات المتّحدة (وأوروبا الغربيّة) حيث تستند الأوباميّة إلى مزاج شعبيّ صاعد أكثر انعزاليّة وعزوفاً،…
آراء
الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٣
حملة التلاطف الدبلوماسي بلغت أوجهها والأيام النيويوركية المقبلة قد تأتي ببعض المفاجآت، الغرب وإيران على وشك الوقوع في غرام طال انتظاره، في طليعة الأسباب مجيء حسن روحاني إلى الرئاسة، ليثبت إلى أي حد كانت الحقبة "الأحمدي - نجادية" مضيعة للوقت، فيما اعتبرها الجميع مرحلة كسب وقت للمضي في البرنامج النووي إلى أقصاه، وقد حصل، لكن يبدو أن الحصيلة النووية لم تكن بمستوى الطموحات خصوصاً إذا قورنت بما استدرجته من عقوبات، أهلكت الاقتصاد وأبطأت النمو والتنمية. في النهاية أدركت طهران أن ساعة الواقعية دقت، وما حصّلته من أوراق سواء في الملف النووي أو في النفوذ الإقليمي بات كافياً للمساومة، وللتفاوض من موقع قوة، لا داعي لانتظار ما سيؤول إليه الوضع في سوريا، فأزمة التهديدات الأميركية الأخيرة - أظهرت للجميع حدود اللعبة، إذ ساهم النفوذ الإيراني هناك في حفز روسيا والصين على التعنت في بلورة قواعد جديدة لـ"النظام الدولي"، في الوقت نفسه بلغ الاستثمار الإيراني في "الورقة السورية" حد استخراج المصلحة منها قبل أن تنقلب إلى خسارة كاملة. مع انتخاب روحاني جاء إبداء النية في الانفتاح، فضلاً عن إظهار رغبة في الاستعجال، لذلك كان لابد أيضاً من إشعار الغرب بالجدية هذه المرة، وبوجود سياسة مختلفة ينفذها أشخاص مختلفون، بل حتى بأن مرشد الجمهورية نفسه بات يعتمد لغة مختلفة. لم يقل روحاني في…
آراء
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٣
في اليوم الوطني يتحدث الوزراء عن إنجازات وزاراتهم وتعرض شاشات التلفزيون صورا لمعالم النهضة في كل المجالات، من الذي فعل كل ذلك؟، هل هم أصحاب المعالي الوزراء الذين يتحدثون بالأرقام عن إنجازات مسيرة التنمية التي يمتد عمرها إلى أكثر من نصف قرن أم مئات آلاف من الموظفين والموظفات الذين أفنوا زهرة حياتهم في تنفيذ خطط التنمية المتعاقبة قبل أن يحالوا إلى التقاعد ويقضون آخر سنوات العمر على أهمش هوامش التنمية!. المتقاعدون بنوا وأعطوا وكانوا أساس كل هذه الإنجازات لا يستطيع قسم كبير منهم أن يشارك في حفلنا الوطني الكبير، هل تعرفون لماذا؟ لأنهم لا يملكون تذكرة الدخول!. دخلهم بالكاد يساعدهم على البقاء في البيت!، يكتفي الواحد منهم بالتباهي أمام أولاده حين تعرض شاشات التلفزيون صور الإنجازات والمشاريع العملاقة: (كنت أعمل هنا .. اشتغلنا في هذا المشروع عشر سنوات)، ولكنه سرعان ما يخرج من حالة التباهي ليدخل في حالة الانكسار حين يتذكر إيجار البيت وفواتير الكهرباء والماء والجوال!. حاولوا أن تتصوروا حياة مواطن متقاعد -مهما صغرت درجته الوظيفية- لديه أسرة كبيرة وبيت مستأجر ودخله 1800 ريال!، ماذا يفعل بها؟، وكيف يمكن أن تبقى صامدة في جيبه لثلاثة أيام فقط وليس ثلاثين يوما؟!، كل عاقل في هذا العالم يعرف أن هذا الشخص لا يملك تذكرة الدخول إلى عالمنا الذي نعيش فيه، بل…