آراء

آراء

اليمن: ماذا بعد 18 سبتمبر؟!

الأحد ١١ أغسطس ٢٠١٣

حددت آلية تنفيذ المبادرة الخليجية انتهاء أعمال مؤتمر الحوار الوطني في 18 سبتمبر (أيلول) من هذا العام، والاتفاق على محددات الدستور الجديد، ثم صياغة نصوصه، بعدها تجري دعوة الناخبين للاستفتاء عليه، وانتخاب مجلس نيابي، ورئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، وبذلك تكون الفترة الانتقالية قد انتهت ويدلف اليمن مرحلة تاريخية جديدة بصدق.. ومن المفترض أن تتمحور المفاوضات في الأسابيع القادمة بين أصحاب الفعل على الأرض، بعيدا عن قاعات الموفنبيك، على مواءمة الدستور الجديد مع شكل الدولة الاتحادية التي أصبح محل إجماع القوى السياسية.. وسيتحول «الحوار» إلى «تفاوض» حول التفاصيل. لكن الأمر لن يكون كذلك، بسبب تأخر انعقاد المؤتمر عن موعده الأصلي ثم عدم حسم المحور الرئيس لمهام المؤتمر وهو «القضية الجنوبية»، ومرد ذلك عدم القدرة – حتى الآن - على إحداث ثغرة في الساحة الجنوبية، يجري من خلالها ملامسة الواقع والبحث عن الصيغة الواقعية التي تمكن اليمن بكل اتجاهاته الجغرافية من الخروج من حالة اليأس والإحباط، والانتقال إلى آفاق أوسع من العيش الكريم والآمن. خلال الأشهر التي انقضت من زمن «الحوار»، لم يتمكن الفاعلون من إيجاد رؤية مقبولة لأصحاب الشأن الحقيقيين في الجنوب، وظل الكل يراوح مكانه، وبدا أن الحلول المطروحة والمتاحة حاليا تراوحت بين الانفصال على شكل إقليمين، أو التقسيم على شكل خمسة أقاليم، اثنين منها في الجنوب وثلاثة في…

آراء

تأملات من الشرق

السبت ١٠ أغسطس ٢٠١٣

حكاية شرقية كان أليوغي رامان، معلما حقيقيا في الرماية بالسهام. وذات صباح، دعا أقرب أتباعه إليه لمشاهدة استعراض لموهبته، وكان التابع قد شاهد هذا الاستعراض أكثر من مئة مرة، ولكنه أطاع أمر معلمه. مضيا إلى الغابة القريبة منهما، ولدى وصولهما إلى شجرة بلوط مهيبة، نزع رامان زهرة من الباقة المحيطة بعنقه ووضعها على أحد فروع تلك الشجرة، وفتح حقيبة كان يحملها، واستخرج منها ثلاثة أشياء : قوس مصنوعة من خشب ثمين، سهم، منديل أبيض مطرز بشكل جميل. عقب ذلك، تراجع أليوجي مئة خطوة، بعيدا عن الشجرة، وواجه الهدف وطلب من تابعه أن يحجب ناظريه بالمنديل، ففعل الأخير ذلك. ثم سأله المعلم: كم مرة شاهدتني وأنا أمارس هذه الرياضة النبيلة القديمة، باستخدام القوس والسهم؟". فرد :" كل يوم. ورأيتك على الدوام تصيب الوردة بالسهم، من على بعد 300 خطوة". ثبت رامان قدميه على الأرض بينا حجب المنديل الرؤية عن ناظريه، ووجه القوس نحو الوردة الموضوعة على فرع شجرة البلوط، وأطلق السهم. واستفسر رامان من تابعه:" هل أصبتُ الوردة؟". فأجابه:" أخطأتها. ظننت أنك ستوضح لي قوة الفكر ومقدرتك على اجتراح السحر". فقال المعلم:"أعطيتك أهم درس عن قوة الفكر، فعندما ترغب في شيء عليك التركيز عليه وحده، فلا أحد يصيب هدفا يعجز عن رؤيته". معنى العاطفة من روبن شارما ( في "الراهب الذي…

آراء

«سبايدر مان» الصحافة المكتوبة

السبت ١٠ أغسطس ٢٠١٣

الفكرة الأولى التي خطرت في ذهني، وأنا أقرأ خبر شراء إمبراطور الإنترنت جيف بيزوس جريدة «واشنطن بوست» العريقة، هي أن «الفكر الافتراضي»، بدأ يهزم «الذهنية الورقية» بالضربات القاضية. هذا لا يعني أن الورق بالضرورة، سيندثر فجأة، لكن تسويقه ما عاد متاحا بالأساليب الصدئة الغابرة. ليست «واشنطن بوست» هي الصحيفة العريقة الوحيدة التي يستسلم أصحابها، بعد خسائر مالية هائلة، في زمن تغيرت فيه سبل الربح، وتبدلت الأمزجة، غير أن الشاري الجديد، بيزوس، هو رمز من رموز الاقتصاد الحديث، بعد أن تمكن عبر موقعه الشهير «أمازون» من تأسيس أكبر «سوبر ماركت» كونية للبيع بالتجزئة. نعرف أن «أمازون» بدأ بتحدٍ هائل لم يكن ليقنع المستثمرين بسهولة، وهو بيع الكتب على الإنترنت. أمر احتاج وقتا وجهدا كبيرين، ليتمكن بيزوس الذي كان لا يزال موظفا حينها، من إقناع أصحاب الأموال بجدواه. إذ لم يفهم أحد ما الذي سيدفع أي إنسان لقبول شراء كتاب عن بعد ودفع تكلفة شحنه، وانتظار وصوله، بدل أن يحصل عليه بدقائق من مكتبة تحت بيته. لكن الرجل وجد حيلا ثعلبية كثيرة، ليجعل «أمازون» أكبر مكتبة عالمية افتراضية، ويوسع أعماله، لتشمل بعد ذلك كل ما يحلو له من المنتوجات. بهذا المعنى، فإن بيزوس انطلق كرجل أعمال من فكرة تسويق الورقي إنترنتيا، وشراؤه لـ«واشنطن بوست» يحمل في طياته نوايا لا تختلف كثيرا عن…

آراء

رسالة إلى صديق.. مع التحية

السبت ١٠ أغسطس ٢٠١٣

«البعض يلجأ للكهنة والبعض يلجأ للفلاسفة والشعراء لكنني ألجأ إلى الأصدقاء».. فيرجينيا وولف دائماً معك أينما كانوا، حاضرين في الذاكرة، عدم وجودهم لا يعني غيابهم، قريبين جداً رغم بعدهم، في حديقة قلبك مكانهم يفهمون لغتك رغم صعوبتها، يحللون بسهولة تعابيرك، يقبلونك بكل أخطائك وتقبلهم بكل سلبياتهم. هذا ليس لغزاً لكنك ستعرف الجواب إذا قرأت معي وتدبرت معنى هذا المثل القديم: «أمسك الصديق الحقيقي بكلتا يديك» لا تدعه يفلت منك ولابد أن يكون صديقاً حقيقياً، فالأصدقاء المزيفون حولك مقيمون في صالة حياتك! من البساطة في علاقات الصداقة أنك لا تحتاج أحيانا أن تشرح بتعمق مشاعرك وما يقلقك وإذا كنت تملك الصديق المناسب ستصبح المسألة نوعاً ما سهلة. («عندما يرحل الذي نحبهم يأخذون معهم كل أشياءهم الصغيرة الا ابتساماتهم واسئلتهم فهي تبقى معنا».. واسيني الأعرج). كل صديق مخلص تفقده سيرحل ويأخذ معه أجزاء منك، كل جزء يحمل قصص حياتكم وأوقاتكم الخاصة والتفاصيل المشتركة بينكم. وأعتقد أن أي صديق جديد لا يستطيع أن يملأ ثقوب الماضي أو يعوضنا عن صديق رحل، من يستطيع أن يرجع اللحظات معهم؟ من يعوضنا عنهم؟ كل من رحل، نحمل في دواخلنا اسمه الذي لن يتكرر. لكل قادم مكانته ودوره المهم في حياتنا، لكن بعض من غادرنا يبقى مكانه شاغراً، نفتح بحب قلوبنا، نستقبل القادمين الجدد ونهمس برفق، هذه…

آراء

هل ثمة مبادرة خليجية تجاه مصر؟!

السبت ١٠ أغسطس ٢٠١٣

يتصاعد الاشتباك السياسي في مصر إلى درجة الاحتقان الذي قد يؤدي، إن سارت الأمور من دون ضبط، إلى انشقاق حقيقي لم يحدث في التاريخ المصري الحديث، فقد كان المجتمع المصري طوال تاريخه مرتبطا بمجرى النيل الذي يتماسك في سريانه رغم سيولته. السبب هو محاولة الاستحواذ على الدولة المركزية من أحد طرفي الشقاق وتهميش الآخر، غافلا عن تغيرات الأزمنة ومطالب العصر، التي تؤسس إلى استحالة التهميش واستحالة «التكويش»! «الإخوان»، أو الجماعة، وهو الشق العام لمن هم اليوم في المعارضة، إن أردنا تسمية الأمور بأسماء محددة، فقدوا السلطة في شكل تنحية الرئيس محمد مرسي من الحكم، ولكنهم غفلوا عن حقائق أخرى هي لصالحهم، فلأول مرة في تاريخ «الإخوان» يصبحون فريقا سياسيا معترفا به وعلى قدم المساواة، وقادرا على تحريك جماهيره من دون خشية السلطة القائمة، كما كان في العصور السابقة من الملك فاروق إلى عصر مبارك. الحقيقة الأخرى التي غفلوا عنها أنهم وصلوا إلى تنصيب رئيس جمهورية من صفوفهم، إلا أن ذلك الرئيس جاء بأغلبية ضئيلة، وفي ظروف معقدة، صوّت الناس تخوفا من الضد وليس موافقة، لم يعرف الرئيس المنتخب ولا محازبوه كيف يمكن توسيع تلك الأغلبية ببناء تحالف موسع تفرضه طبيعة المرحلة الانتقالية، كما تقرره مرونة تقاسم الأعباء. إلا أن العجلة للاستحواذ غلبت على التأني والتدرج، فتراكمت الأخطاء التي أدت إلى…

أخبار خطبة العيد أم خطبة الوعيد؟! – زياد الدريس

خطبة العيد أم خطبة الوعيد؟! – زياد الدريس

الجمعة ٠٩ أغسطس ٢٠١٣

غداً أو بعد غد سيكون العيد بإذن الله . تحديد يوم العيد ما زال غير مؤكد ، لكن الذي أصبح مؤكداً عندنا هو أن خطبة العيد ستكون في معظم المصليات ليست خطبة عيد .. بل خطبة وعيد ! منذ أن يصدر بيان رؤية هلال العيد يتراكض الناس في تلك الليلة لتوفير أدوات الفرح ودلالات البهجة ؛ من الملابس الجديدة والحلويات والهدايا المتنوعة . ثم ينام الناس بجوار هذه الرموز الفرائحية بانتظار الصبح ؛ صبح العيد . لكنهم إذا قاموا وقد جهزوا شفاههم للابتسامات وخدودهم للتقبيل وقلوبهم للفرح ، فوجئوا بأن خطيب العيد سيقلبها فوق رؤوسهم نكداً وغماً وحزناً على حال المسلمين في كل مكان من أصقاع المعمورة ( يتعمد الخطيب استخدام تعبير " أصقاع المعمورة " كجزء من تنكيد العيد ! ) . للإنصاف ، فإن خطيب العيد يتناول في جملتين أو ثلاث فرحة العيد ، لكن حتى وهو يقول هاتين الجملتين يقولها بوجه صارم ومتجهم أحياناً ، ثم يتحول مباشرة للحديث الذي يستهويه دوماً وهو الحديث عن مآسي المسلمين ؛ عن القتل والتشريد والعلمنة والتغريب والاحتلال والاغتيال والفقر والأمية والقدس وأرض الكنانة وووو ، و يوغل في الحديث المأساوي والحزين حتى يجعل الناس في مصلى العيد ينظرون إلى ملابسهم الجديدة وابتساماتهم المتجددة بخجل وتردد وتأنيب ضمير ، فأنى لهم…

آراء

إيلين ويست

الجمعة ٠٩ أغسطس ٢٠١٣

في الفصل الأخير لي من برنامج ماجستير الإدارة العامة في جامعة بورتلاند (PSU) شدتني مادة بمجرد قراءتها على شاشة الحاسوب وهي (Organizational Change)، وتقدم المادة الدكتورة إيلين ويست، فقلت لماذا لا أسجّل فيها فهي ومن العنوان تبدو مغرية، لكن قبل التسجيل جاءني خاطر بأن أسأل وأستفسر ليس عن المادة، فقد وقعت في غرامها من أول نظرة، ولكن عن تلك المرأة الأمريكية التي سأكون تحت رحمة تقييمها ودرجاتها طوال فصل كامل، هل هي عنصرية .. وتكره العرب والمسلمين؟ سؤالي كان مشروعاً في ذلك الوقت وبعد سنتين فقط من أحداث سبتمبر المهولة! ومن حسن حظي أني وجدت مجموعة من أصدقائي درسوا على يديها مواد أخرى، لكن من سوء الحظ اجتمعت كلمتهم على سوء نظرتها للعرب، وأغلب من درس عندها إما رسب وإما نجح ولكن على الحافة بمعنى «بالعافية»، بتقدير مقبول إن كثر وهذا في أحسن الحالات! (اكتشفت فيما بعد، أنها كانت تضبطهم وهم يغشون). بعد الاستشارة رجعت إلى ربي واستخرت، ثم توكلت عليه وقدمت على المادة وبدأت دراستها، كما أحببتها من أول نظرة وأعجبت بالدكتورة Ellen من أول محاضرة، فقد تجاوزت الخمسين من العمر لكنها كانت جداً أنيقة، ليس فقط أنيقة الملبس والهندام فهي كذلك، ولكن أيضاً أنيقة الفكر وطريقة تقديم المادة، كنا نعيش ساعتين معها من دون ملل، لا أبالغ أنها…

آراء

الدراما السعودية وورطة “مسلسلات الكبسولة”

الجمعة ٠٩ أغسطس ٢٠١٣

كل موسم درامي رمضاني ومنذ أكثر من عشر سنين، ونحن نمتهن الدراما في الخليج العربي امتهانا لا يليق بنا ككوادر فنية درامية معطاءة، لها تاريخها في صناعة الدراما، وفوق كل هذا، تمتلك إمكانيات مادية تفوق وبمراحل أي صناعة درامية عربية. أكبر إشكالية تواجهها الدراما الخليجية والسعودية بشكل خاص، هي أن إنتاجها الدرامي الحالي، وكأنه لا يمت بصلة لتاريخه الدرامي. أي لا ينبني عليها ويتخطاها، وإنما قد ينحدر بها، وفي أحسن أحواله يكررها، وبطريقة أقل احترافية مما سبقه. أرى بأن جزءا من المشكلة، وخاصة في تكرار قوالب ومواضيع الدراما السعودية؛ هو النجاح الباهر الذي حققه مسلسل طاش ما طاش، والنجومية غير المسبوقة التي حصدها نجما المسلسل ناصر القصبي وعبدالله السدحان. مع كون مسلسل طاش ما طاش قد وضع قاعدة درامية متينة للدراما السعودية، بشكل خاص، حيث جعلها مشاهدة ومتابعة في العالم العربي أجمع، وزاحم على المشاهدة أعتى الإنتاجات العربية الدرامية العريقة؛ إلا أنه وبطريقة غير مباشرة وغير مقصودة أضر بالدراما السعودية، بشكل غير مقبول. أضر بالدراما السعودية من ناحية أصبح مرآة تعكس الدراما السعودية نفسها من خلالها، لا يبنى عليها أو ينطلق منها، وإنما لتعاد ولا تزاد، وتكرر ولو بطريقة ساذجة. كان مسلسل طاش ما طاش، مسلسلا مقبولا ومبهرا في زمانه؛ يوم لم يكن الإعلام المحلي يناقش مشاكل وقضايا المجتمع، بطريقة…

آراء

الإسلام السياسي وخديعة «تطبيق الشريعة»

الخميس ٠٨ أغسطس ٢٠١٣

في خضم ما يعيشه العالم العربي هذه الأيام وفي ظل صعود تيار الإسلام السياسي الذي أصبح حاضراً في المشهد السياسي اليومي، صار مهماً أن يثار الحوار والنقاش حول مسألة «تطبيق الشريعة الإسلامية» وبعد ذلك مسألة «عودة الخلافة الإسلامية»... فما تدغدغ به جماعات الإسلام السياسي مشاعر العامة من المسلمين في الدول العربية هو إطلاق وعودها بتطبيق شرع الله على الأرض... وإنهاء القوانين الوضعية التي تفرق بين البشر وتسبب الفساد في الأرض -على حد قولهم- فهل تطبيق الشريعة ممكن وكيف؟ ولماذا فشل «الإخوان» في مصر بعد عام من حكمهم في أن يطبقوا شيئاً من الشريعة؟ بل لماذا تجاهلوا الشريعة في كل ما قاموا به؟ وفي تونس أيضاً لماذا وضعت الشريعة الإسلامية على جانب بعيداً عن فكرة تطبيقها؟ وما سر بحث «حزب النهضة» عن المبررات لعدم تطبيق الشريعة، وهو الذي كان يطالب بتطبيقها قبل صوله إلى الحكم؟! من المهم في هذه الفترة أن يتم البحث في هذا الموضوع وما تم فيه، وما يجعل البحث سهلاً فيه أن هناك تجارب تمت لتطبيق الشريعة على أرض الواقع، فهناك نموذج أفغانستان «طالبان»، وهناك باكستان، وكذلك إيران، وهناك تجربة الصومال والسودان... تجارب كلها أثبتت فشلها والأهم من هذا ما يقوله من ينظّرون لتطبيق الشريعة ويروجون له ويسعون من أجل تحقيقه وقد تكون أهم تجربة في ذلك هي…

آراء

مترو الرياض ورفع سعر الوقود

الخميس ٠٨ أغسطس ٢٠١٣

لا شك في أن مترو الرياض الذي أعلن عن ترسيته على ثلاثة ائتلافات عالمية الأسبوع الماضي يعد من أهم المشاريع التنموية التي تشهدها العاصمة منذ زمن طويل، وهو مشروع يأتي امتدادا للطفرة التي تشهدها البلاد ولله الحمد في مشاريع البنى التحية وبرامج الإصلاح الإداري والحكومي والتي بدأت قبل بضعة أعوام وأصبحت واضحة للجميع، تجلت في تحسن الخدمات المقدمة للمواطن وتسهيل حصوله على متطلباته المختلفة. وكأحد سكان العاصمة كان الازدحام الشديد في الطرق أحد أكبر المنغصات اليومية، فلم يكن من السهل علي أن أقضي أكثر من مشوارين في الفترة الصباحية وربما مثلهما في فترة المساء نظرا لاتساع الرقعة الجغرافية للمدينة وزيادة عدد سكانها ومركباتها المتنقلة، لدرجة كان واضحا أن على الدولة أن تقوم بتقديم حل جذري يجعل الحياة والعمل ممكنا، فقد وصل الأمر لحد كان من الصعب جدا الاستمرار في تجاهل المشكلة والتعاطي معها بالطرق السطحية من خلال فتح مسارات طرق فرعية أو تحديد اتجاه الطرق كما عمل به في مدن أصغر مساحة واختلافا جغرافيا وعمرانيا. فرحتي كانت غامرة عندما أعلن عن ترسية المشروع رغم أن المشروع حتى الآن حبر على ورق، وتبقى السنوات الخمس المقبلة الشاهد على حقيقة ما إذا كان سيتحول هذا المشروع لمنقذ من اختناقات المدينة، إلا أنه في ذات الوقت أقلقني كثيرا تصريح للمهندس إبراهيم السلطان، رئيس…

آراء

عيد.. وأشياء أخرى

الخميس ٠٨ أغسطس ٢٠١٣

العيد يطل بالفرح أينما حل.. يبتهج به الصغار والكبار ويتبادل الناس المودة والرحمة.. وحده المكان هناك يتألم بحرقة ولا يمر عليه عيد، هناك حيث تهطل القنابل من غير حساب، ويحن الأطفال للهدايا مثلما كانوا قبل بدء العاصفة.. وما زالوا يسألون عن يوم ينامون فيه بأمان في وطن هجره الأمان منذ ارتفع صوت الحق. * * * المسافة وقت الحرب تتباعد المسافات القريبة، وقد يحتاج المرء عبور شارع ليصل إلى بيته، لكن رصاصة قناص ربما تنهي حلم الوصول.. ووقت الحرب أيضاً تتقارب مسافات أخرى، إذ لا يلزم الطاغية غير أن يصدر أوامره لتتطاير القذائف والصواريخ قاطعة المسافات معلنة استمرار الخراب وتناثر أشلاء المساكين. * * * هجرة لم يكن أمرهم بيدهم، خافوا على أرواحهم وعلى أطفالهم فتركوا بيوتهم وغادروها.. هاجروا إلى المجهول. وبعد أن كان لهم وطن غير معززين فيه أو مكرمين على العكس من معظم شعوب الأرض، باتوا مشردين في وطنهم وخارج حدوده يقبلون بالفتات.. وكل يوم وكل عيد تزداد مساحات التهجير اتساعاً ريثما يحين الخلاص. * * * الانتصار يخدع نفسه بالحديث عن الانتصار ويتناسى عمداً بلده المدمر بأسلحته، هو يدرك في قرارة نفسه أنه مهزوم من داخله ومهزوم على أرض الواقع لكنه يكابر كما كابر منذ اللحظات الأولى محاولاً كتم أصوات الحق، غير أن الحق كان أقوى.. فتضاعفت…

آراء

الحياد بين المذيعين والكُتّاب

الخميس ٠٨ أغسطس ٢٠١٣

عملتُ 6 سنوات من حياتي الإعلامية مديراً للشؤون الإعلامية في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض. وكنتُ قبلها بثلاث وعشرين عاماً كاتباً في الصحف القطرية والخليجية، ولم أتوقف يوماً واحداً. فاجأني الأمين العام لمجلس التعاون آنذاك الشيخ جميل الحجيلان – الذي أحفظ له الكثير من الودّ والاحترام – بأنه يجب عليّ الاختيار بين الوظيفة أو مواصلة الكتابة في الصحف! ذلك أن الوظيفة تحتمّ أن أكون محايداً ولا أتعاطى السياسة في الكتابة كوني أمثّل 6 دول وليس دولة واحدة. وافقتُ على مَضض لتقديري بأن تكون بعض الجهات قد أوعزت للأمين العام بذلك، وفعلاً توقفتُ عن الكتابة حتى عام 1999 حيث عدتُ إلى بلدي وواصلت الكتابة من جديد. هذه المقدمة ليست مُستلة من سيرتي الذاتية، بل إنها دليل على أهمية الحياد في قضية النشر وفي قضية التوظيف! وأن الكاتب – حتى لو لم يخطر بباله أن يعبرّ عن رأي المؤسسة التي يعمل فيها – فإنه مُعرّضٌ للزلل أو الانحياز لطرف دون آخر، أو قد يكون تفسير البعض مختلفاً عما يدور في ذهن الكاتب. واليوم، ومع الانفجار المعلوماتي والتكنولوجي، ومع ارتفاع موجة «عبادة الشخصية» و(التمحور حول الذات) لدى بعض المذيعين الذين يعملون في الفضائيات، حيث يكونون مذيعين في المساء- يقدّمون الأخبار أو البرامج التي «يقولون» عنها إنها محايدة وتقدّمُ طرفي القضية…