آراء
الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٣
ضمن سياق التخبطات «الإخوانية» المستمرة والمستقرة بعد وصولهم لسدة الحكم بمصر أطلق عصام العريان نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب في مجلس الشورى تصريحات شديدة العدائية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تصريحات استهجنها الكثير من المصريين قبل غيرهم، وعبرت عن ذلك تصريحات ومواقف أعلن عنها كثير من المصريين إنْ عبر برامج إعلامية شهيرة أو مظاهرات عفوية أو غيرها من وسائل التعبير. قال العريان في حديثه المشين طالباً من السفير المصري علي العشيري مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية أن يقول للإمارات بأن «صبر المصريين نفد، وأن سلوكهم مشين، ويجب أن يصل إليهم أن مصر لن تتوجع لأنهم صمدوا 60 عاماً بلا توجع»... هو هنا يتحدث عن «الإخوان المسلمين» وليس عن المصريين كما هو واضح، وأضاف «واهم من يتوقع حدوث شيء في 30 يونيو، يجب أن يفهموا (يقصد الإمارات) جيداً أن سندهم الوحيد هو مصر، وأن تسونامي القادم سيكون من إيران وباكستان وليس من مصر»، وأكد «ياسيادة السفير، قول لهم إيران النووية قادمة، وإن تسونامي قادم من إيران وليس من مصر، والفرس قادمين، وهتصبحوا عبيداً عند الفرس». لا يمكن لأي مسؤولٍ أو دبلوماسي أو مشتغلٍ بالسياسة أن يصدق أن نائباً مصرياً يمكن أن يتلفظ بمثل هذه الألفاظ العدائية والوقحة على دولة عربية شقيقة…
آراء
الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٣
يا سبحان الله.. فجأة بلغ عدد الوافدين الذين صححوا أوضاعهم أكثر من مليون ونصف المليون وافد قبل انتهاء مهلة التصحيح بأسبوع، هل رأيتم أن تطبيق القانون بشكل حازم ليس معضلة، وهو يأتي بنتائج سحرية لا تخطر على بال كل كسول أو متراخٍ، هذا بالنسبة لحملة وزارة العمل، فماذا عن حملة وزارة الشؤون البلدية والقروية على المحلات والمطاعم المخالفة؟، النتائج هنا أكثر وضوحا، ففي المنطقة الشرقية وحدها تم إغلاق 134 محلا مخالفا وإنذار أكثر من 1000 محل خلال أسبوع واحد فقط. أكاد أزعم أننا أكثر بلد في العالم لديه أنظمة وقوانين وغرامات وعقوبات، لكن أغلبها مجرد حبر على ورق بسبب الواسطة والبيروقراطية والفساد والاستثناءات وتقاعس الموظفين، ولهذا أصبحنا أضحوكة لمخالفي الإقامة، وسيطرت مشاعر الإحباط على الكثير من المواطنين، وأصبح الرد الجاهز على كل من ينتقد حالا مائلا: (أنت تنفخ في قربة مشقوقة)، هذه اليقظة المفاجئة يجب أن تمتد إلى كافة الجهات الحكومية، بحيث ينزل رجال المرور إلى الشارع ليطاردوا (المفحطين) الذين يعبثون بحياة الناس ويخالفوا كل من لا يرتدي حزام أمان مثلما كانوا يفعلون قبل مجيء الشيخ ساهر، وكذلك الأمر بالنسبة لرجال الأمن الذين يجب أن يطلقوا حملات نشطة لمطاردة عصابات سرقة السيارات والمنازل، نحن لا نحتاج أشياء كثيرة كي تتحول حياتنا إلى الأفضل.. فقط تقوم الأجهزة الحكومية بدورها الحقيقي وينتهي…
آراء
الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٣
في الأسبوع الماضي، تراجع أحد من أسميهم بمتمشيخي "تويتر" عن فتواه المثيرة للضحك، التي أعلن فيها حرمة السفر لدبي، فأثنى على قرار تراجعه هذا البعض وانتقد البعض واستمر البعض الآخر في السخرية من القصة من أولها لآخرها. السبب الذي يدعوني مجددا للحديث عن الموضوع هو كونه فتح على مصراعيها إشكالية القيمة الحقيقية لفتاوى "تويتر" وهل يمكن اعتبارها في الأساس فتاوى يمكن الاعتماد عليها من جهة، ومن جهة أخرى هل من المنطقي أن يصنف كل من هب ودب ممن رسم ملامحه برسم الدين على أنه شيخ، ويطلق أراء يصبغها بفعل شكله صبغة قدسية؟ وكما أن هناك بعض الانفلات في الآراء والتعليقات بين أوساط الشباب والمتداولين للثقافة الاجتماعية الإلكترونية، فإن هناك انفلاتا يجب أن يوضع له حد بين أوساط من يدعون أنهم حماة الدين، وهم لا يتجاوزون كونهم دارسين لبعض ملامحه، ولكنهم مفتقرون للوعي بحقيقة العالم المعاش اليوم، وتطورات الشعوب ومناهج تفكيرهم وعوامل التعرية التي حدثت للثقافات والمجتمعات والشعوب. كيف لي أن أثق برأي من يصدر فتوى ثم بعد يومين يتراجع عنها لأن أهل العلم أبانوا له بعض المعلومات التي كانت غائبة عنه بخصوص مدينة دبي وتحديدا فيما يتعلق بمجهوداتها في خدمة الإسلام، كيف لي أن أحترم رأيا يصدر من إنسان (يطير في العجة) ـ كما يقال ـ ويطلق أحكاما مجحفة دون…
آراء
الأحد ٢٣ يونيو ٢٠١٣
فريد زكريا الكاتب والمحلل السياسي سمعته يخالف دعوة السيناتور الأميركي جون ماكين لدعم الثورة السورية ضد نظام الأسد لإسقاطه، الحجة أن النتيجة ستكون أسوأ. قال على «سي إن إن»، الحل هو في الابتعاد عن الأزمة السورية، لأن التدخل يعني التورط والمحصلة ستكون مروعة بخلاف الأهداف المتوخاة. مخطئ في الدعوة للاكتفاء بالتفرج على شاشات التلفزيون بحجة أن عدم التدخل سيعفي الدولة العظمى من نتائج الحرب لاحقا. هناك ثلاثة أسباب مستقبلية يفترض أن تقلق رجل البيت الأبيض عندما يأوي إلى فراشه. الأول نهاية حصار إيران. أوباما الرئيس الأميركي الوحيد، منذ عهد ريغان، الذي عاقب إيران فعلا لا قولا بتطبيق سياسة العقوبات الاقتصادية بدلا من التهديد بتطبيقها. ما عوقبت به إيران في عامين أكثر إيلاما وتأثيرا عليها من كل ما فعلته واشنطن في عشرين عاما. إلا أن سوريا تمثل ركنا أساسيا في سياسة إيران الدفاعية، فإن سقط الأسد خسرت أهم حليف لها، وضعفت، وهذا ما عبر عنه أكثر من قائد عسكري ومدني إيراني لتبرير ذهابهم للقتال في سوريا. فإذا كانت واشنطن تلاحق إيران في أنحاء العالم حتى لا تبيع نفطها أو تقايض دولارات بعملتها إذن لماذا تتركها تنتصر في سوريا، بما يعني فرض سيطرتها على العراق وسوريا وبطبيعة الحال لبنان. هذا إذا كانت واشنطن معنية حقا بمحاصرة طهران إما لإجبارها على تغيير موقفها…
آراء
الأحد ٢٣ يونيو ٢٠١٣
* المبتعثة سامية الشولي في كلية الطب في جامعة كنجز كولدج في لندن، حققت إنجازاً علمياً باكتشافها الدور الفعال لمادة بروتينية ستساعد على التئام جروح الأمراض المزمنة والسرطان. الإنجاز الثاني هو تسجيل براءة هذا الاكتشاف الطبي المهم في الجمعية البريطانية لعلوم المناعة. هذا ليس كل شيء، الدكتورة سامية أيضاً تهتم بالأدب وكتابة الشعر، في جعبتها عدة دواوين شعرية ومنها "ربى البيلسان" و"رسائل المنفى" و"زهرة اللوز". يبدأ الديوان بأمنياتها بالعودة إلى وطنها وأن يعم السلام أرجاء الكون. * لم يأت اختيار الباحثة السعودية انتصار فلمبان رئيساً لمركز السلم والأمن لاتحاد الاقتصاديين والإداريين العرب في الاتحاد الأوروبي من فراغ. جهودها معروفة ومتميزة في مجال نبذ العنف والتطرف ومكافحة الإرهاب وترسيخ قيم السلام والحوار والتواصل. مثلت فلمبان السعودية في مجلس إدارة المنظمة العالمية لاتحاد الكتاب الآفروآسيوي، الذي يضم وزراء وشخصيات عامة بارزة من 30 دولة. مبروك للدكتورة فلمبان ترؤسها وفدا تابعا لمجلس وزراء الداخلية العرب 2013 كامرأة عربية لأول مرة. * أثبتت الدكتورة مها محمد خياط جدارتها كزوجة وأم وعضو هيئة تدريس وعالمة متخصصة في أبحاث بكثير من الفخر. سجلت ثلاث براءات اختراع في تقنية النانو في شركة IBM في الولايات المتحدة. سجلها يحمل أسماء جامعات عالمية مثل MIT وكامبريدج. حصلت على الميدالية الذهبية في معرض جنيف للمخترعين. وقفت شامخة في المحافل الدولية…
آراء
الأحد ٢٣ يونيو ٢٠١٣
أظهرت جماعة «الإخوان المسلمين» الحاكمة في مصر سوء معالجة في ملفات داخلية وخارجية. وفي كثير من الأحيان، تتجاوز معالجتها مجرد السعي الى «أسلمة» الادارة المصرية، وهذا أمر خطير ومستنكر في ذاته ويشير الى مسار ديكتاتوري داخلي، الى انتهازية سياسية على حساب المصالح القومية لمصر او ارتجال وجهل مدمرين لدور مصر ورؤيتها التاريخية لدورها في اسوأ الأحوال. وانكشف الارتجال والجهل والانتهازية السياسية عبر تعامل حكم «الإخوان» مع ثلاث قضايا أساسية تهم الداخل المصري والعلاقات مع الخارج. من المعروف تقليدياً، ان تعيين المحافظين في مصر، بقرار رئاسي، من أكثر القرارت حساسية يكاد يتوازى في أهميته تشكيل الحكومات. ويحرص صاحب القرار على المواءمة بين قدرات المحافظ وبين حاجات المحافظة المعين فيها. لقد عين الرئيس مرسي القيادي في حزب البناء والتنمية المنبثق عن «الجماعة الإسلامية» عادل الخياط محافظاً للأقصر. لم يتمكن احد من المحيط الرئاسي وادارة «الإخوان» ان يشرح لماذا لم يجد مرسي لشغل المنصب في محافظة الأقصر السياحية بامتياز، والتي تعيش على توفير كل اشكال البنى التحتية التي يحتاج اليها السائح عموماً، الا القيادي في التنظيم الذي نفذ مذبحة السياح في 1997 امام آثار الاقصر. تعيين المحافظ من حقوق الرئيس، لكن سقوط ممارسة هذا الحق الى هذا الدرك، تستدعي التساؤل عن معانيها. هل المسألة مجرد ترضية لحزب «البناء والتنمية» واستقطابه انتخابياً»؟ كان يمكن…
آراء
الأحد ٢٣ يونيو ٢٠١٣
بعد طول تلكؤ أعلن البيت الأبيض تغيرا مهما تجاه الأزمة السورية، فهو أعلن عن تقديم «مساعدات عسكرية» وعن «تسليح المعارضة» وأعلن عن قناعته بأن «النظام السوري قد استخدم الأسلحة الكيماوية» وأن أميركا «ستدافع عن مصالحها في المنطقة» و«ستتفاهم مع حلفائها في دول الثماني». كل واحدة من هذه العبارات المنتقاة بدقة تمثل معنى أو معاني جديرة بالملاحظة، وقد انتقل النقاش في أروقة الإدارة الأميركية من التسليح إلى فرض مناطق حظر جوي بل إلى ضرب المطارات التي يستخدمها نظام الأسد وضرب دفاعاته الجوية كما بدا متحمسا لذلك جون كيري وزير الخارجية، وهو اقتراح وإن رفضه رئيس هيئة الأركان الأميركية مارتن ديمبسي إلا أن دلالته مهمة في تجاوز مرحلة طالت من التردد والحيرة. أما الدفاع عن المصالح الأميركية في المنطقة والتفاهم مع حلفاء الولايات المتحدة في دول الثماني وفي المنطقة ففيه إشارة جديرة بالملاحظة لتغيير اللهجة الأميركية تجاه الموقف الروسي المتعنت. وعلى الرغم من التحفظ الذي أبداه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تجاه تسليح المعارضة السورية والجيش السوري الحر فإن «مصادر دبلوماسية فرنسية قالت إن هناك (قرارا سياسيا) بالتجاوب مع الطلبات التي قدمها رئيس هيئة أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس الأسبوع الماضي للحصول على الأسلحة النوعية التي تحتاجها المعارضة» («الشرق الأوسط»، الجمعة). وقد بدأ هذا التوجه الأميركي الفرنسي البريطاني تجاه التسليح يقع…
آراء
الأحد ٢٣ يونيو ٢٠١٣
هي مأساة إنسانية بالغة الإيلام حين يقترن اليتم بالعذاب المفضي للموت. وهي مأساة تبلغ ذروتها حين يكون الضحية طفلا سلمته غربة الحياة إلى غربة الموت عبر طريق قصير ملأته أشباح الرعب، لا منقذ فيه ولا مسعف ولا معين. كم هي قاسية هذه الحياة. كم هي ظالمة. كم هي متوحشة. عندما يتجرع فيها طفل كـ«فيصل» رضعات العذاب منذ ولادته حتى وفاته. لم يشم رائحة أمه ولم يشعر بدفء صدرها. لم يهدهده أبوه ولم يحمله على يديه. ضحية ولدت غريبة، وماتت غريبة. تسلمتها يد قتلتها بدلا من أن تربت عليها وتحميها. وتلقفها قلب قاس جرعها العذاب بدلا من إحاطتها بالحنان. وتكفلت بها نفس مشوهة نكلت بها بدلا من مداواة الحرمان. *** من نلوم أيها المجتمع المبجل؟ من يتحمل المسؤولية الرئيسية في تسليم فيصل إلى هذا المصير البشع؟ فيصل، اليتيم الذي فارق الحياة في عامه الخامس على يد كافله بعد تعذيب ممنهج مستمر، حطم عظامه، وهشم أعضاءه، وحرق جلده، وسحق جمجمته، وأذاب دماغه، من هو المذنب الحقيقي في قصته الموجعة؟ هل هو الكافل الفاعل؟ هل هي الجهة التي سلمته له؟ هل هو نظام حماية الطفل الذي نفتقده؟ هل هي الرعاية الاجتماعية الجيدة التي ما زالت غائبة، وما زلنا نبحث عنها؟ هل هي أولوياتنا المرتبكة في كثير من الأشياء؟ هل هي مشاعرنا وأحاسيسنا التي…
آراء
الأحد ٢٣ يونيو ٢٠١٣
لا يكتفي من يحارب الموسيقى بوضع عبارة «احذر.. توجد موسيقى في الداخل» على المواد الإعلامية التي يتبادلونها في مواقع التواصل الاجتماعي، أو أن يقوموا - جزاهم الله خيراً - بتعويض غياب الموسيقى بوضع أصوات خارجة من الحلق مثل «هم هم» أو «أم أم» مموسقة، حتى تُحدث في قلبك الأثر نفسه الذي تحدثه الموسيقى، فتجعلك تحزن أكثر أو تفرح أو تخاف. هذا كله ليس كافياً، فبمناسبة بدء العطلة الصيفية، وبسبب الحر وغياب الأنشطة الصيفية، قررت فرقة من الشبان المحتسبين أن يقوموا بنشاط صيفي، وهو القضاء على الموسيقى في مدينة جدة الأسبوع الماضي، فذهبوا لدهم مبنى جمعية الثقافة والفنون، ومثلما أنت متأكد أنك حين تذهب للخباز وتجد عنده خبزاً، فقد كان المحتسبون متأكدين - والحق معهم - أنهم حين يدهمون جمعية ثقافة وفنون فإنهم سيجدونها منغمسة في تقديم الموسيقى والفنون، إلا أن الجمعية فاجأتهم وخيّبت ظنهم وظننا معهم، فحين دخلوا عليها صارخين: «أوقفوا الموسيقى الحرام» اكتشفوا أن الفعالية التي تقيمها الجمعية هي معرض «فن تشكيلي صامت» على طريقة أفلام «تشارلي شابلن»، وهو فن في الأخير، لكنه قديم بعض الشيء. اكتشف المحتسبون أنهم تورطوا، ففتشوا عن سبب آخر - وعلى طريقة الثعلب الذي يصفع القرد في كل مرة يقابله في الغابة، سائلاً إياه: «لِمَ لا تلبس طاقية؟» - سأل المحتسبون: «أين الترخيص؟»، فردّ…
آراء
السبت ٢٢ يونيو ٢٠١٣
لو رسمنا خريطة لمؤيدي النظام السوري، لوجدناها للأسف تتماثل مع التوزيع السكاني للأقلية الشيعية في العالم الإسلامي، تستثني من ذلك أصواتاً قليلة هنا وهناك أصدرت بياناً للمثقفين الشيعة في لبنان، أو منشقين عن «حزب الله» خرجوا على الفضائيات العربية يقولون إن الحزب لا يمثلهم، ويعبّرون عن قلقهم من جر الطائفة إلى صراع طائفي يتخوفون أن يدفعوا ثمنه لاحقاً في محيط سني أكبر يمثل غالب الأمة. هذه الاستثناءات تثبت القاعدة ولا تنفيها. على أطراف هذه البقعة الممتدة من إيران والعراق ولبنان الشيعيَين توجد بقع صغيرة لا تكاد ترى أو تسمع في العواصم العربية لمثقفين قوميين، أو سياسيين ناصريين، وبعثيين يظهرون تأييداً لبشار الأسد، ويكررون نظرية المؤامرة الأميركو - صهيونية التي تستهدف قلعة الممانعة والجيش العربي الأخير، وهم مثل الأصوليين الشيعة الذين يقودون عموم أبناء الطائفة إلى تأييد النظام، لا يرون «لافتة الحرية» الواضحة الجلية الهائلة، التي يرفعها الشعب السوري المنتفض منذ أكثر من عامين، ولكنهم يرون وبوضوح «التكفيريين، وأكلة الأكباد، والانتحاريين»، وكأنهم كل الثورة السورية التي هي وطنية إسلامية معتدلة وذات قاعدة عريضة تمثل كل أطياف الشعب. نعم هناك تكفيريون ومنتمون لـ «القاعدة» والتيارات السلفية المتشددة يقاتلون في سورية، تحركهم كراهية الشيعة والحداثة وكل ما هو.. آخر، لا يطالبون بديموقراطية، ودولة مدنية حديثة يتساوى فيها كل السوريين، ولا يمكن أن نراهم…
آراء
السبت ٢٢ يونيو ٢٠١٣
منذ سنوات مديدة نسبياً، يتحدّث بعض المراقبين والمحللين، العرب منهم وغير العرب، المسلمين وغير المسلمين، عن ضمور الإسلام السياسي أو انحساره. لكن هذا التناول ظلّ في غالبه أقرب إلى تأملات نظرية وتكهنات ثقافية لا يسندها الواقع كثيراً. لا بل كان كثير من تلك الأطروحات يهبّ في مواجهة الوقائع الصلبة والملموسة، حتى ليبدو أقرب إلى التمنيات التي يطلقها أصحابها لأسباب شتى. ذاك أن علامات قوة الإسلام السياسي كانت تتعاظم في غير بلد من بلدان العالم الإسلامي، كما يتعاظم معها الميل الشعبي والرسمي سواء بسواء إلى تديين الحياة العامة واستعارة القاموس والمعايير وسائر الاستخدامات الوثيقة الصلة بحركات الإسلام النضالي والحركي. لكنْ منذ وصول «حزب العدالة والتنمية»، مطلع هذا القرن، إلى السلطة في تركيا، أصبحت الأمور قابلة للقياس الفعلي. فهنا، لم نعد أمام آراء ووجهات نظر عن «الصلة بين الإسلام والديمقراطية» أو بين «الحداثة والأصالة». لقد بتنا، في المقابل، أمام تجربة ملموسة في الحاكمية كما في تسيير أمور الاقتصاد والسياسة والتعليم والصحة والمواصلات وسوى ذلك مما يعني المواطنين ويستدعي رأيهم فيه. والحق يقال إن التجربة التركية جاءت تحكم لمصلحة الإسلام السياسي، وذلك لأسباب كثيرة حكمتها طبيعة المرحلة تلك. ففضلاً عن تمسك «حزب العدالة والتنمية» باللعبة البرلمانية والنظام الديمقراطي، وعن استمرار السعي للاندماج بالمجموعة الأوروبية وإظهار التوقير لمؤسس الدولة كمال أتاتورك، ظلّ العنوان الأبرز…
آراء
السبت ٢٢ يونيو ٢٠١٣
كثيرا ما قرأت توصيفات لمواقف بعض قادة الصحوة ورموزها من النفرة إلى مواضع الجهاد العديدة في الفترة ما بين نهاية السبعينيات من القرن العشرين وحتى وقتنا الحاضر. على رأس هذه المواضع أفغانستان في طوري الاحتلال السوفييتي والأمريكي والبوسنة والشيشان والعراق وأخيرا سوريا. كنت أرى أن بعض هذه التوصيفات إما غير دقيقة أو متجنية. ومن أشكال هذا النوع من التوصيفات ما يُرمى به الشيخ سلمان العودة من أنه أحد المحرضين على النفرة إلى أفغانستان في طور مقاومة الاحتلال السوفييتي. على مدى العقد الماضي، كتب كثيرون واصفين الشيخ بأنه أحد المحرضين على النفور الشخصي للجهاد، وكان الشيخ ينفي ذلك على الدوام. وبرغم النفي المتكرر من قبل الشيخ لهذا الادعاء بل وإبرازه بعض أعماله الشفهية والمكتوبة، التي ترجع إلى بداية عقد التسعينيات من القرن العشرين، وبرغم عدم قدرة المتهمين على الإتيان بأي دليل، بحسب ما قرأت في هذا المجال، إلا أن الانطباع العام لدى فئة من الكتاب أن الشيخ سلمان كان من الداعين للنفور إلى مواضع الجهاد. وبناء على كل ما سبق، وخاصة حين قرأت بعض الآراء المتناثرة للشيخ التي يخالف فيها من يقول بكون الجهاد في أفغانستان فرض عين على كل مسلم، فإنه استقر لدي حكم أن متهمي الشيخ واهمون أو متحاملون. ولقد اطلعت مؤخراَ على المقالة الممتازة للكاتب حسن بن سالم…