آراء
السبت ٢٢ يونيو ٢٠١٣
عكفتُ قبل مدة على مشاهدة المسلسلات العربية القديمة التي كنا نشاهدها ونحن صغار؛ فلقد قررتُ أن آخذ إجازة من التلفاز بخيره وشره ، وأتخلص من الأخبار والمُنغصات وأعود للماضي الجميل. وكان يوتيوب مُعيني في تلك الرحلة، وكأنه آلة زمن عادت بي إلى أيام النقاء والواقعية. بدأتُ أولاً بمشاهدة المسلسل الصعيدي «ذئاب الجبل» لكاتبه محمد صفاء عامر، وكان أداء عبد الله غيث فيه بمنزلة دورة تدريبية لمن يحب التمثيل. ثم انتقلت إلى «حسن أرابيسك» لأسامة أنور عكاشة، الذي يُعد أفضل مَن كَتب الدراما العربية حتى الآن. ولقد بدأ أسامة مشواره بكتابة القصة القصيرة والرواية إلى أن أقنعه صديقه المخرج فخر الدين صلاح بكتابة الدراما التليفزيونية، وفعلاً خاض تجربته الأولى عام 1976 حين كتب مسلسل «الإنسان والحقيقة» ففوجئ بالعائد المادي الذي دره عليه. لكن كل نجاحاته السابقة للعام 1983 لا تُحسب، فهو العام الذي عُرض فيه المسلسل الشهير «الشهد والدموع» الذي كان نقطة تحول في حياة أسامة ومسيرة الدراما العربية. وعندما التقى به نجيب محفوظ بعد سنوات طوال قال له: «ليالي الحلمية وقبلها الشهد والدموع هي روايات مرئية، مِيزتها أن غير المتعلم يستطيع أن يقرأ ما فيها بسهولة ومتعة، وما أكثر غير المتعلمين في العالم العربي.» ولقد كان تركيز أسامة على كتابة السيناريو مباشرة خطوة مهمة لزيادة إنتاجه الدرامي، واستطاع من خلال…
آراء
السبت ٢٢ يونيو ٢٠١٣
أبدأ مقالتي اليوم وفي جعبتي أرقام تقول إن ما يقارب الـ200 ألف سعودي زاروا لندن العام الماضي، وإن أكثر من مليون سائح كانت دبي وجهتهم في نفس العام، وإن نحو ٨ ملايين مسافر عبروا "جسر الملك فهد" خلال النصف الأول للعام نفسه.. وملايين أكثر اختاروا زوايا أخرى من مساحات المستديرة! حيث أكتب لكم صباح الجمعة، بعد مكالمة مع صديق "أثق به" ليلة أمس الخميس، والذي أخبرني أنه عالق بصحبة عائلته على "جسر الملك فهد" لما يربو على الساعتين، بعد أن أخذنا النقاش "البيزنطي" المتحور حول سبب تدفق كل هذه الأعداد، وأسباب "هروب" معظمهم إن صح الوصف، والاستغراب من اختيار بلدان تتشابه معنا في الطقس، لكني حاولت أن أهرب من مكالمته، بعد أن حول لي سؤالا باغته به طفله سابقا: لماذا معظم الواقفين بطابور تذاكر السينما سعوديون..؟! وعلى الرغم من أهمية لغة الأرقام في شتى القضايا؛ إلا أن هذه القضية تحتاج لمعرفة وافية في أنفاقها، بغض النظر عن عدد الهاربين، والتي اختلفت عليها المصادر.. ولعل رأسي الحربة في "الوطن" قد سبقاني للحديث في هذا الشأن وتحديدا عن دبي، فالشيحي صالح قد سأل في التاسع من نوفمبر قبل عامين قائلاً: "لماذا تذهب العائلات السعودية إلى دبي كلما سنحت لها الفرصة؟ من يجرؤ على الإجابة؟!"، وغابت الإجابات، وجاء بعضها على مضض واستحياء، وأغلق…
آراء
الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٣
لا تزال "مصر الإخوان" تبحث عن ذاتها، بل عن مكان لها بين المصريين الذين يواصلون "مقاومتهم" لها ولحكم "الإخوان المسلمين" منذ اليوم الذي سَفَر فيه الرئيس محمد مرسي عن وجه حكمه، ومَنْ هم خلفه، وإلى ما يرمون ويخطّطون. منذ اللحظة الأولى لدخول الرئيس مرسي قصر الاتحادية ومصر في حال غليان. في حال اعتراض ورفض لما يسمونه "خطف الإخوان للثورة"، وخطف الآمال والأحلام التي دفعت ملايين المصريين الى الميادين والساحات والشوارع. كل ما يفعله ويقرّره مرسي يرفضه المصريّون، ويقابلونه إما بالعصيان، وإما بالتظاهرات والاعتصامات، وإما بهذه كلها معاً. فالحال ليس ماشياً، كما يقول الناس العاديّون في مصر. ويبدو أنه من العسير جداً، وربما من المستحيل أن يمشي. فالمصريون لم يتقبّلوا حكم "الإخوان". ويبدو أنهم لن يتقبّلوه. ولن يدعوا مرسي يهنأ في التربّع على كرسي الرئاسة، والتنعّم بالعيش في قصر الاتحادية. كل يوم تظاهرة. أو اصطدام بين المتظاهرين وقوى الأمن. حيث يسقط جرحى، ويُساق شبان وكهول الى السجون. فإلى متى؟ وهل يظن مرسي و"الإخوان" أن "اطمئنان" واشنطن إلى وجودهم في السلطة يتعدى ويتجاوز اعتقادها أنهم يوفرون "الحماية" والأمن لاسرائيل... وفق ما يدلي به الناطقون باسم البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية؟ الالتباس كبير بين الأكثرية الساحقة من المصريين و"الإخوان المسلمين". فالودّ مفقود بين "الإخوان" والشعب بكل طبقاته، وانتماءاته، ومناطقه. وما من حلّ وسط…
آراء
الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٣
يعتقد البعض بأن أهرامات مصر تمثل أهم عوامل الجذب السياحي فيها, لكن بعد زيارتهم الأولى لها يكتشفون غير ذلك. فهذه الآثار التاريخية الهامة, منحت مصر بعداً حضارياً ضارباً في القدم, و دونت اسمها بحروف واضحة على خارطة السياحة العالمية, لكنها لم تكن في يومٍ من الأيام المحرك الأساسي لقطاع السياحة فيها, وفي معظم الأحيان يكتفي السائح بزيارتها لمرة واحدة في حياته, ويلتفت بعدها لتفاصيل أخرى في الحياة المصرية, أكثر ملامسة لميوله واهتماماته. فالروح المصرية لطيفة وخفيفة الظل بالفطرة, وشديدة الانفتاح على ضيوفها, ولديها قدرة هائلة على كسر الحواجز التي تفصلها عنهم. هذه الروح الطيبة, المتقبلة للآخر والمستوعبة لجميع الفوارق الفكرية والدينية والثقافية والاجتماعية بين البشر, هي الركيزة الأساسية لقطاع السياحة في مصر, وبدونها ستفقد المحروسة كل جاذبيتها, ولن تُفلح الشعارات المفرغة والأفكار المؤدلجة والخطابات الصاخبة في سد الفراغ الموحش الذي سينتج عن فقدانها, حتى مع وجود الأهرامات. فمصر لم تكن في يومٍ من الأيام منغلقة على ذاتها, ولم تكن حضارتها إرثاً لحزبٍ واحد, يستعدي الأشقاء ويستقوي بالغرباء عليهم, حزب يحتكر الفكر لنفسه ويهمش أدوار الآخرين ويُصادر حقوقهم المشروعة في المشاركة في بناء وطنهم وصياغة قراراته المصيرية. وتاريخ مصر الطويل يشهد بأنها كانت على الدوام ملكاً لجميع المصريين, سواءً كانوا مسلمين أو أقباط أو باشوات أو أفندية أو صنايعية أو فلاحين.…
آراء
الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٣
أعترف ـ باعتباري ناشطاً تويترياً ـ أنني «أبلك» الكثيرين، ذلك أنني أستمتع بالكتابة والتواصل مع مئات الآلاف من الأصدقاء، ومن هم ليسوا بأصدقاء ولكني لا أراهم أعداء وإنما أصحاب وجهات نظر مختلفة، ولكني أضيق من الشتامين والثقلاء أحياناً، أعترف أنني قمت خلال ثلاثة أعوام من الحياة في «تويتر» بـ«تبليك» 1678 «متَوْتِراً» حتى تاريخه، و«التبليك» لمن لا يعرفه هو أن تضع حظراً على «متَوْتِر» فلا تسمح له بالدخول على مساحتك التي يسمونها في تويتر «المنشن». ولا أعرف فيما إذا كان ذلك «البلوك» يؤدي إلى تشييد حاجز بيني وبينه فلا يقرأ لي ولا أقرأ له. ثم وجدت بعضاً من هؤلاء «المبلكين» يشكون أنّي غير ديمقراطي وغير متسامح، وأضيق بالرأي الآخر، وهنا تظهر مشكلة في البنية الفكرية عندهم، فهم يحسبون أن السُباب والتجريح يدخل في دائرة «الحوار» وأنه مجرد «رأي آخر» ما يكشف عن سبب آخر لحاجتنا إلى تطوير مناهج التعليم في بلادنا. في أمريكا، حيث درست بناتي بحكم عملي هناك فترة من الزمن كنت أسعد بالاستماع إليهنّ وهنَّ يتمرنَّ على درس «المناظرات»، فثمة حصة دراسية، بل ومسابقات في المناظرة، فيختار الأستاذ موضوعاً يحمل وجهين، فيختار كل طرف موقفاً وينافِح عنه، للإعداد للمناظرة يجب أن تجمع ليس فقط المعلومات التي تُحاجِج بها، وإنما «المنطق» الذي تؤسِّس به حجتك، وبالطبع فإن السُباب والتجريح مرفوضان…
آراء
الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٣
كان دوايت أيزنهاور قائدا للقوات الحليفة في أوروبا. وديغول كان شريك تشرشل في إدارة شؤون فرنسا المحتلة، ثم رئيسا لحكومة الإنقاذ الوطني بعد الحرب، وجاك شيراك كان عمدة باريس ثم رئيسا للوزراء. ومارغريت ثاتشر تدرجت في حكومات الظل عن حزب المحافظين. القاسم المشترك بين هؤلاء أنهم أمضوا فترة «تدرب» كافية قبل الوصول إلى الحكم. تعلموا بالتجربة أولا كيف تعامل مواطنك ثم كيف تعامل الناس. جميعهم خاضوا حروبا على عدو خارجي ولم يطلق أحدهم رصاصة أو حتى شتيمة على مواطنيه. حتى باراك أوباما الشاب وصل بعد تجربة سياسية غير قليلة. وقبله كان كيندي أصغر الرؤساء سنا لكنه جاء من تجربة سياسية كبرى، ومن معرفة باهرة ببلاده وبالخارج. الشباب جميل، لكن الحكمة عميقة. وصل الرؤساء الجدد في العالم العربي من دون أي تجربة، سواء انتخبتهم الناس أو انتخبوا أنفسهم. لذلك أخفقت التجارب الجديدة وتحولت إلى مآس وطنية وفزع قومي. كل رئيس حاول أن يغير ما لا يتغير: التاريخ والجغرافيا. أخذ من الناس هناءها وكرامتها ولم يعطها في المقابل شيئا. يعرف الرئيس في العالم أن الدول لا تقوم إلا على مواطنين، ويرث الرئيس العربي جيشا جاهزا من المصفقين. ويستعين الرئيس في العالم بمجموعة من أفضل الكتَّاب والمفكرين لوضع خطبه، ويستعين الرئيس العربي بحفاظ المهترئات السقيمة وعناوين الفشل وتكرار الملل. روى لي اللواء الراحل…
آراء
الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٣
هناك ثلاثة ملفات أعتقد أنها تهم السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بالدرجة الأولى، سترتكِّز عليها سياسة حكومة الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني، وهي: (السياسة الخارجية، الطائفية والسلاح النووي). الملف الأول هو السياسة الخارجية الإيرانية، والدور الإيراني في المنطقة سواء منطقة الخليج العربي أو المشرق بشكل عام، والإشكالية الرئيسة بالنسبة لدول المنطقة في تصوري أن السياسة الخارجية تقوم على نفس طائفي ونحن لدينا ما يكفي من الطائفية في الثقافة العربية ولسنا بحاجة إلى قوة مثل إيران تزيد الأمر سوءاً. وحينما أقول إن السياسة الإيرانية تقوم على نفس طائفي ذلك لسببين: الأول هو أن إيران تعرف نفسها كدولة دينية تقوم على المذهب الشيعي الإثنى عشري حسبما ينص دستورها الذي يحتوي على بنود كثيرة تدل على ذلك، وفي تصوري أن إيران هي أول دولة في التاريخ الإسلامي تحدد هويتها المذهبية بنص دستوري مكتوب. هناك دول لها توجه مذهبي واضح، ولكن لا توجد نصوص دستورية مكتوبة ملزمة في هذه الناحية، ونجد مثلاً أن السعودية تعرف نفسها على أنها دولة إسلامية مرجعيتها الكتاب والسُنة ولا تعرف نفسها كدولة سُنية. بينما إيران تعرف نفسها على أنها دولة إسلامية حسب المذهب في المادة الثانية من الدستور، وحينما تأتي إلى المادة 115 من الدستور الإيراني تقول بعدم أحقية أي أحد لا ينتمي إلى المذهب الشيعي الإثنا عشري بالترشح…
آراء
الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٣
انفجر الموقف في صيدا بعد ظهر الثلاثاء 18 / 6 / 2013 لأن أحد مسلحي «سرايا المقاومة» في المدينة تحرش بشقيق الشيخ أحمد الأسير بإطلاق النار على سيارته. وفي حين كانت الاشتباكات مشتعلة بين عبرا (إحدى ضواحي صيدا)، وحارة صيدا (الحي الشيعي بطرف المدينة)، أقبل شبان في طرابلس على إقفال الطريق بين القبة وزغرتا بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على الاعتداء على الأسير بصيدا. وقبل ذلك بيوم واحد اشتعلت منطقة بعلبك - الهرمل من حول بلدة عرسال، لأن أربعة قتلوا من أبناء عشائر المنطقة وهم يحاولون تهريب المازوت إلى سوريا. وقد اتهم أهل القتلى العراسلة بأنهم كانوا وراء مقتل أبنائهم، وهددوا بغزو بلدة عرسال إن لم يسلم إليهم الذين قتلوا أبناءهم! وعندما أنكر أهل البلدة أن يكونوا هم الذين ارتكبوا تلك الجريمة، قيل لهم: لكنكم تعلمون على الأقل من قتلهم! وفي الشهور الماضية، بل ومنذ أكثر من عام، يقتل أهل عرسال (وعكار وطرابلس) على الطرقات أو في الجرود إما بالقتل المباشر، أو بالطائرات التي يرسلها النظام السوري، لاتهامهم بدعم الثورة السورية، أو لأنهم يؤوون اللاجئين وبينهم جرحى من المشاركين في الثورة. وقد لجأ إلى عرسال بعد سقوط القصير نحو الأربعة آلاف، أكثرهم من النساء والأطفال والجرحى. ويبلغ عدد سكان عرسال 35 ألفا، لكن عددهم تضاعف بسبب كثافة اللجوء السوري إليهم لأنهم الأقرب…
آراء
الخميس ٢٠ يونيو ٢٠١٣
بدل أن يتقدم الرئيس المصري باعتذار لشعب الإمارات وحكومتها على التصريحات اللا مسؤولة التي أدلى بها نائب رئيس «حزب الحرية والعدالة» عصام العريان، خرج علينا رئيس وزراء مصر بالأمس طالباً من الإمارات أن تتجاوز «أي خلاف شكلي» وأن لا تعول على تصريحات العريان لأنها «غير رسمية». ويبدو أن رئيس الوزراء يعتقد أن أحداً لا يعرف أن كلام العريان قيل في اجتماع رسمي خلال جلسة إحدى اللجان في مجلس الشورى، ويبدو أنه يعتقد أن أحداً لا يعرف أن العريان هو زعيم الأغلبية في مجلس الشورى وأنه نائب رئيس «حزب الحرية والعدالة»، فضلا عن أنه عضو قيادي في تنظيم «الإخوان المسلمين» في مصر، وهو الحزب الحاكم. إذا كان رئيس الوزراء المبجل يعتقد أننا لا نعرف كل ذلك وأكثر، فإننا نؤكد له أن هذه الأمور معروفة لدى الجميع لذا فإن الاعتذار كان منه أولى من الاستخفاف بما قاله العريان، خصوصاً أنه هذه المرة تجاوز كل الخطوط والأعراف السياسية والأخلاقية فقام بتحريض الإيرانيين على غزو الإمارات وهدد شعب الإمارات بأن الفرس سيجعلونهم عبيداً عندهم! فإذا كان هذا الكلام يستحق التجاهل وعدم الرد كما طالب رئيس الوزراء المصري فذلك يعني أننا أمام أزمات أكبر وهذا يعني أن ما يحدث ليس خطأ عارضاً في لحظة حماس عابرة ولا موقفاً شخصياً من رجل يبدي رأيه الخاص وإنما…
آراء
الخميس ٢٠ يونيو ٢٠١٣
قبل أيام كنت أشاهد وزير السياحة المصري يتحدث على إحدى المحطات الأجنبية يحاول إقناع المشاهدين بأن مصر بلد لا يزال مضيافا، ويعد بأن الحكومة لن تتدخل في شؤون السياح الأجانب في مناطق الاصطياف، ما يحتسونه ويلبسونه أو لا يلبسونه! ثم في قرار مفاجئ جدا، يعين الرئيس أول من أمس أحد أعضاء الجماعة الإسلامية المتطرفة محافظا لأهم منطقة سياحية، الأقصر! لماذا هذه القرارات المتناقضة جدا؟ ربما لا أحد يدري، بما في ذلك الرئيس محمد مرسي! وسواء كان التناقض نتيجة نقص الخبرة أو تعدد القيادات داخل الحزب الذي يرفض التحول والاعتراف بالنظام الرئاسي، ويصر على العمل بنظام الجماعة، بمرشد ونائبه وقيادة جماعية، ونحن أمام حالة غريبة؛ جمهورية رئاسية لكن برؤوس كثيرة. قادة الإخوان المسلمين أثبتوا أنهم معارضة خطيرة لكنهم حكومة فاشلة لأنها ترفض التحول، ومع الوقت تزداد الهوة بينهم وبين الآخرين، حتى صاروا مهددين بثورة ثانية، أمر لم يخطر ببال أحد بعد فوز مرسي في الانتخابات. خصومهم في ازدياد، كانوا في اليسار وشباب الثورة، الآن انضم لهم العسكر، والسلفيون، والأقباط، والإعلاميون، والمثقفون، والدولار، وسوق الأسهم، والبطالة، والمزيد في الطريق. قوى، إذا اجتمعت، قادرة على دفن حكومة الرئيس محمد مرسي، لا إسقاطها فقط. وهو بدل أن يتواصل مع خصومه في الداخل ويطمئنهم، أضاف إليهم خصوما جددا في الخارج. فالغرب، الذي تتهمه المعارضة بأنه…
آراء
الخميس ٢٠ يونيو ٢٠١٣
قطبا الإسلام السياسي، السني والشيعي، وراعيتا جهود «التثوير» وحركات «التغيير» في المنطقة، تركيا وإيران، أُصيبتا بالعدوى. الأولى لم يعد بإمكان رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان ضبط الشارع المتبرم عبر استخدام القوة أو التلويح باللجوء إلى الجيش، ولا عبر تذكيره كل الوقت بـ «المعجزة» الاقتصادية التي حققها، والثانية يحاول مرشدها الأعلى امتصاص موجات «الزلزال الانتخابي» الذي جاء برئيس معتدل فاز بأصوات الإصلاحيين ودعاة التغيير. المؤسستان الدينيتان الحاكمتان في أنقرة وطهران لم تعودا بمنأى هما الاثنتان عن الرياح التي ساهمتا في إثارتها، ولو أن ذلك يتخذ حتى الآن طابعاً أقل مواجهة مما حققتاه في العالم العربي، والذي عملتا منذ وصولهما إلى السلطة على جعله ساحة لترويج نموذجيهما: تركيا في صورة الاعتدال الذي يخفي رغبة عميقة في التسلط وإحياء تقاليد «الخلافة العثمانية»، وإيران عبر استغلال الأقليات الشيعية العربية وزجها في مواجهات عبثية مع مجتمعاتها. فالتمرد الحاصل على سلطة «حزب العدالة والتنمية» في شوارع إسطنبول وأنقرة ومدن أخرى لم يعد مجرد احتجاج على مشروع لقطع أشجار حديقة وبناء مجمع تجاري مكانها، بل بات، مع الشعارات التي ترفع والهتافات التي تردد، إعلاناً برفض الانقلاب الديني المتدرج على الدولة العلمانية ومؤسساتها، وخصوصا الجيش والقضاء، ولاستراتيجية الإسلاميين التي طوت صفحة التطلع نحو أوروبا بما تتضمنه من التزام بقوانين الشفافية والديموقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير، واختارت بدلاً منها…
آراء
الخميس ٢٠ يونيو ٢٠١٣
على الرغم من أنه تسبب بتدمير بلده وتشريد عشرات الألوف من البشر وعلى الرغم من اعترافه بأنه أخطأ بفعلته التي أدت إلى كل ذلك .. إلا أنه، زعيم حزب الله، خرج ليعلن انتصاره في حرب تموز التي شنتها إسرائيل على لبنان في العام 2006، وما زال يتغنى بانتصاره المزعوم، مقنعا من حوله بذلك، ومحولا مفهوم النصر إلى أنه ينتصر إذا بقي على قيد الحياة مهما دفع من تكاليف وأرواح من شعب بلده في حرب جربت فيها إسرائيل أسلحتها الجديدة المتطورة واختبرت قدراتها على التدمير، تماما كما يفعل النظام السوري وحزب الله بالمواطنين السوريين. أيام الحرب تلك، وقبل نصره الوهمي وبعده، ثمة حكايات وتداعيات .. طبقا لمفهومه السابق للنصر، بأسلحة فردية صمد أبناء مدينة القصير التي أرسل إليها زعيم حزب الله مقاتليه مدعومين بطائرات ودبابات ومدافع النظام السوري أكثر من عشرين يوما وانسحبوا لانتهاء ذخيرتهم وخوفهم على أهاليهم الذين يموتون نتيجة القصف الهمجي المتواصل. ولم يعدّ حسن نصر الله - بحسب مفهومه السابق للنصر - هؤلاء منتصرين لصمودهم أمام قوة تدميرية تفوق قدراتهم بآلاف المرات، بل كان بقناعته هو المنتصر .. فاحتفل وجماعته فرحا بسفك دماء المسلمين الأبرياء، ليجعل من كان يقف على الحياد ومن كان يصطف معه من غير ملته ضده، حتى البعض من ملته في لبنان رفضوا سلوكه، فكان…