آراء
السبت ٠١ يونيو ٢٠١٣
(“نحن عدنا ننشد الهولو على ظهر السفينة.. نحن عدنا يا بلادي لشواطئنا الحنينة”)، في صغري سألت جدي: كيف توفي صديقك؟ نظر إليَّ بجسده المتعب، ومسح بكلتا يديه، تجعدات جبينه تريد أن تقول شيئاً، طال صمته، كنت أعلم أنه يتذكر الأعماق، ذلك القاع المظلم، وقبور من ماء، لرجال كانوا في صراع مع الطبيعة في سبيل الرزق، يتصارعون مع أسماك متوحشة، وأمراض غير متوقعة، فقط سكين في يده، يحمى بها نفسه، وكيس في خصره يجمع بها غنيمته. كان يعلم مسبقاً أن كل اللآلئ التي سيجمعها لن تكون له، إنه العيش على الفتات أو الموت جوعاً، صراع بقاء في الماء، ما أصعبها من حياة. طال صمته، كان عليَّ الحذر، كنت أعبث بذاكرة تتذكر! ما أقسى الذكريات على الرجال عندما تأتي على غير موعدها! بهدوئه المعتاد أجاب، وأخذ يسرد القصة.. قبل المغرب بقليل في القاع، كأنما انفجرت أذنه! رفع إلى المركب نازف الأذنين، غسل وكفن وتمت الصلاة عليه، ربط بعدها بحجر ثقيل، وألقي ثانية في البحر، لم يكمل الثلاثين بعد، كأني أسمع الآن صوت ارتطام جثته بالأعماق، وبكاء زوجته عندما أعطيتها صندوقه، ونحيب الفقد. لم يكمل قصته، رجع لوحدته، وأخذ يحرك في مسبحته. -ما الفرق عند الموت وقبرك حفرة في التراب أو قبرك في قاع البحر؟ سألته ثانية، كنت صغيراً جداً لم أفهم حينها…
آراء
السبت ٠١ يونيو ٢٠١٣
نشرت الصحف قبل فترة خبراً عن نية شركات التأمين الصحي في (ألمانيا) وضع خط ساخن للمرضى، للتبليغ عن الخروقات والمخالفات التي يرتكبها الأطباء، وعن أوجه الفساد في المجال الصحي. وحدثت خلافات بين نقابة الأطباء وبين اتحاد شركات التأمين الصحي، واعتبرت النقابة أن وضع خط ساخن وتحرير قسيمة مكتوبة عن مخالفات الأطباء هو حُكم مسبّق بالفساد على الأطباء عامة. الخبر قد يمرّ مرور الكرام وقد نُشر في صفحات المنوعات أو الصفحة الأخيرة من الجريدة؛ لكن معانيه مهمة ومؤثرة في تحقيق مبدأ الشفافية التي تسعى إليها الدول والمؤسسات الخدمية، فما بالكم لو كان الموضوع يتعلق بصحة وحياة ملايين البشر؟ وهو أسلوب حضاري، يضع كل شخص أمام مسؤولياته لأنه يشعر بالمحاسبة والتدقيق فيما يقوم به من أعمال، لذلك يكرّس جهده لكي يتقن عمله بكل أمانة ومسؤولية. ونظراً للواقع العربي المُعاش، وتذبذب المؤسسات الخدمية في تقديم مستوى جيد يرفع معاناة المستفيدين من هذه الخدمات، فإن «الخط الساخن» في الحالة الصحية قد يكون أحد الحلول لكشف الأخطاء وتقليلها. فلكم سمعنا عن «نسيان» جراح فوطة أو مقصاً في بطن مريض؟ ولكم سمعنا عن إنسان فقد بصره بعد أن أجرى عملية جراحية في العين، أو أنه فقد حياته لعدم كفاءة طبيب التخدير، أو -كما حدث في الأفلام- وجود جراح لعمليات مهمة وخطيرة في حالة سُكر! ولعلكم سمعتم…
آراء
الجمعة ٣١ مايو ٢٠١٣
«إن أملنا كبير في شبابنا الذي يعرف مسؤولياته ويفهمها ويعمل بجد وإخلاص". هذا ما قاله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وهذا الذي لا يزال صحيحاً حتى اليوم. إننا في دولة الإمارات، نؤكد على ما يتمتع به عنصر الشباب من أهمية بالغة، فنحن بطبيعة الحال نعيش في دولة فتية معظم سكانها من جيل الشباب. فالإماراتيون الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة يشكلون ثلث مواطنيّ الدولة، في حين يشكل الإماراتيون الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة نسبة تصل إلى خُمس مواطنيّ الدولة. وسيكون هؤلاء خلال أقل من عشر سنوات العنصر الفاعل والمنتج، حيث سيتولون مناصب مختلفة في مجالات التعليم والطب والهندسة، ومنهم من سيكون في مناصب مسؤولة يهتم بشؤون المجتمع والدولة في المستقبل. وإضافةً إلى العمل بكل تفانٍ للدخول إلى هذه المجالات والتخصصات، يمكن لمواطني دولة الإمارات أن يتبعوا أساليب متعددة ومختلفة لبناء وطنهم وتطويره. وتماماً كأسلافهم، فإن التزامهم ببناء وطن يهتم بالمقيمين على أرضه وسعيهم لخدمة هذا الوطن الذي يرعاهم، سيشكل الأساس الأكبر والأهم في نوعية المجتمع الذي سيبنونه لأنفسهم وللأجيال من بعدهم. إن عملية الانتقال بين الأجيال تحتاج إلى فهم وإدراك عميقين، خاصة وأننا كإماراتيين نشعر بالفخر إلى أبعد الحدود بالمجتمع الذي نعيش فيه، والذي لم ينشأ ويصل إلى هذه المرحلة لوحده من دون…
آراء
الجمعة ٣١ مايو ٢٠١٣
عبرت الدول العربية الداخلة في منظومة الجامعة العربية، إزاء الثورة السورية بثلاث مراحل، وهي تدخل الآن في المرحلة الرابعة. في المرحلة الأولى سعى العرب، وفي طليعتهم السعودية وقطر والأردن والإمارات على جمع دول الجامعة على موقف واحد، هدفه الوقوف إلى جانب الشعب السوري، من أجل زحزحة نظام الأسد، والتمهيد لقيام نظام جديد مثلما حدث في دول الثورات الأخرى، خاصة في اليمن. ووقتَها كان النظام لا يزال هو الأقوى، وكان الدعم الآتي له مقصورا على الأموال والسلاح والخبراء من إيران والعراق وروسيا والصين وكوريا الشمالية، كما أنه حتى الدول العربية الداعمة للثوار، مما كانت تريد أن يكون دعمها ظاهرا جدا، حتى لا يزداد التدخل الخارجي، ولكي يكون موقفها قويا في التفاوض مع داعمي النظام الأسدي، مثل روسيا والصين. بيد أن الحل العربي فشل لثلاثة أسباب: عدم القدرة على الإجماع ليس بسبب مواقف حكومات العراق ولبنان والسودان الموالية للأسد وإيران فقط، بل وبسبب موقف كل من الجزائر ومصر الإخوانية. والسبب الثاني إصرار لجنة الجامعة التي ذهبت إلى سوريا على اعتبار الثوار متمردين على الحكومة الشرعية، وأن المطلوب «وقف العنف» من سائر الأطراف. والسبب الثالث إصرار الأطراف الدولية والإقليمية الصديقة للعرب مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وتركيا، على أن يكون لها دور في الحل، وليس من خلال دول الجامعة، لأنها اعتادت على «الغياب…
آراء
الجمعة ٣١ مايو ٢٠١٣
لا ترتاح أسرتي ولا الكثير من أصدقائي لاصطحابي معهم إلى المطاعم، فمهما كان مستوى هذه المطاعم حتى لو كانت من المطاعم المتواجدة داخل الفنادق ذات الخمسة نجوم لا أرتاح لأكلها بسبب ما رأيت بنفسي وما سمعت شخصيا من المراقبين الصحيين الذين يعملون في البلديات عن واقع المطابخ والنظافة وطريقة إعداد الطعام وتخزينه في تلك المطاعم. عدم حبي لأكل المطاعم وعلمي بأغلب ما يحدث في المطابخ يجعلني دائما أدخل في مشاكل مع مقدمي الخدمة في المطاعم، وإن لم أدخل في مشكلة فإن ذلك ناجم عن ضغط كبير ممن معي خاصة الأسرة حينما يقولون لي "لا تفشلنا أمام الناس"، وعادة أتنازل عن "الهوشة" وأرضخ لضغط الأسرة حينما تكون المشكلة متمثلة فيما يصنف عند أهلي وأصدقائي على أنه يمكن تحمله أو غض النظر عنه بينما أنا لا أراه كذلك، وفي الغالب لا أتناول حينها الأكل بنفس مفتوحة. الأربعاء الماضي كنت في الرياض وقد دعاني الزميل والصديق سلطان البازعي لتناول الغداء في أحد المطاعم المشهورة بشارع التحلية، وما إن جلسنا حتى لاحظت شابا يجلس في طاولة ليست بعيدة عنا متذمرا وغاضبا على مقدم الخدمة في ذلك المطعم ويشير إلى صحن السلطة قائلا: "انظر إلى هذه الحشرة.. كيف لا تحرصون على نظافة ما تقدمونه للناس"؟ وحاول (الجرسون) أخذ الصحن من الطاولة وهو يعتذر للشاب بشدة…
آراء
الجمعة ٣١ مايو ٢٠١٣
لا يرفع ضغطي «المرفوع خلقة» مثل أولئك الثرثارين على إذاعات الـ «إف إم»، وعلى الرغم من ذلك الضغط أستمع إليهم كلما قدت السيارة .. أستمع وأستمتع بعثراتهم من باب التندر، ولا أستفيد منهم شيئاً في الأوقات القليلة التي تصاحبني أصواتهم خلالها، فهؤلاء تنطبق عليهم بامتياز مقولة «ما عندهم سالفة» .. فترى واحدهم و«واحدتهم» يريد ملء المساحة الزمنية فيهرف بما لا يعرف، ويضع نفسه في مآزق هو في غنى عنها لو فكر قليلاً وتأنى قبل أن ينطق درره المكنونة. اشتهيت أن أسمع في الإذاعات مَن يتحدثون بالفصحى في غير نشرات الأخبار، فالكلام كله بالعاميات الدارجة في دول عربية، وبكل أسف «غير المحلية» كما في إذاعة محلية إذ تتداخل الأصوات والكلمات على شاكلة «عاوز» و«بدّك» و«إزا» و«عندُن» و«فيكُن» .. حتى الحروف اللثوية لا تخرج من مخارجها السليمة، فتتحول إلى حروف أخرى من باب الاستسهال في اللهجات. من طرائفهم أن تتحدث مذيعة في برنامجها الصباحي مع المذيعين الزميلين في فترتها عن اختيار «الأواعي» .. والأواعي لمن يريد أن يعرف هي غير «الأوعية» التي تعني الأواني، لأن المفردة تطلق في بلاد الشام على الملابس، فكيف يدرك المستمع معناها إن لم يغص في لهجات الدول الأخرى. ومن نوادرهم أن استغرب مذيع في يوم سابق من البرنامج الصباحي ذاته من الذين يحشرون مفردات إنجليزية أثناء تحدثهم…
آراء
الجمعة ٣١ مايو ٢٠١٣
ذات صباح من أيام عام 2005 وقبل مغادرتي مائدة الإفطار وبينما أنا أقرأ ما حملته الصحيفة من أخبار، فإذا جرس هاتفي النقال يرن، كان رقماً غريباً، استجبت للطلب، فإذا بصوت نسائي من إحدى المؤسسات يبدأ بالسلام مبدياً رغبته في الكلام حول موضوع مهم؛ وبعد كلمة تفضلي، سرعان ما أبانت عن رغبة المؤسسة التي تعمل بها في عرض وظيفة علي للعمل فيها، فأخبرتها بأنني كنتُ ومازلتُ موظفاً في شرطة دبي. قالت المتحدثة: نعلم ذلك .. ولكننا نأمل أن تستمع لعرضنا، ولك الخيار .. ذهبت إلى مقر الجهة المعنية وكان هدفي الأول والأخير لا يتجاوز حب الفضول والاستطلاع، وهناك ـ في تلك المؤسسة ـ رحبت بي المسؤولة عن تنمية الموارد البشرية، واستفسرت عن بعض الجوانب التي تمسّ حياتي الشخصية ومؤهلاتي العلمية وخبرتي العملية، ثم وجهت لي السؤال الآتي، قالت: ما رأيكَ في العمل معنا ؟ رددت باختصار، قائلاً: «أنا ضابط، وقد حصلتُ على درجة الماجستير من الولايات المتحدة الأمريكية برعاية كريمة من المؤسسة الأمنية التي أعمل بها، لذلك لا أعتقد ـ إطلاقاً ـ بأنني قادر على نكران الجميل لجهة أكنّ لها كل الولاء، فقد رعتني مذ كنتُ يافعاً ـ وبعد حصولي على الثانوية العامة ـ وهي مستمرة في نهجها ورعايتها لي حتى الآن، وأعتقد أنها لن تتخلى عني غداً أو بعد غد؛…
آراء
الجمعة ٣١ مايو ٢٠١٣
منذ تسلُّم الإخوان المسلمين للسلطة في مصر، وشبه جزيرة سيناء باتت محوراً للأحداث والأحاديث بشكل ملحوظ، وكثر الحديث عن مشاريع التنمية القادمة في صحراء سيناء، هذا على الرغم من وجود أماكن ومساحات شاسعة من الأراضي داخل مصر، يمكن إقامة مشاريع التنمية فيها، وجذب الاستثمارات إليها، وستكون أقل تكلفة بكثير من سيناء الخالية من البيئة التحتية، ومن المياه والكهرباء. وأيضاً من السكان والأيدي العاملة، إلا أن سيناء هي الهدف، وبالتحديد "شرق قناة السويس".. ولا ندري لماذا بالتحديد شرق القناة وليس غربها، حيث مدن القناة ببنيتها التحتية والطرق الممهدة إليها والأيدي العاملة المتوافرة فيها، وأيضاً المساحات الشاسعة الخالية بين مدن القناة الثلاث بطول الساحل الغربي. منذ استيلاء الإخوان على السلطة، وعلى قرابة عام، وأحداث خطف وقتل الجنود والضباط من الجيش والأمن لا تتوقف، منهم من تم إطلاق سراحه وعودته من الخطف في أيام معدودة، بتمثيلية لا تقنع أكثر الناس سذاجة، ومنهم من مرت على اختطافه شهور ولم يعد حتى الآن، ومنهم من قتل جماعة مع زملائه بدم بارد في وضح النهار في رمضان الماضي. وفي كل الحالات المتهم مجهول. وهناك ملحوظة هامة تغيب عن الكثيرين، وهي أن مصر اخترقت اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، بإدخال قواتها الأمنية والعسكرية المسلحة لسيناء، ولم نسمع من إسرائيل أي اعتراض جاد على هذا الاختراق. ولا يمكن…
آراء
الخميس ٣٠ مايو ٢٠١٣
أدخل زعيم حزب الله حسن نصر سوريا والمنطقة في واحد من أخطر المربعات التاريخية التي مر بها العرب والمسلمون، فقد أعاد ترتيب الأمور وتنظيم أولوياتها بناء على معادلة أساسها "التكتل الشيعي" في مواجهة "التحالف التكفيري"، الذي يشمل جميع المقاتلين في سوريا ومن يدعمهم من العرب، وقد عبر نصر الله عن ذلك بقوله: "نحن في لحظة تاريخية حرجة، وتاريخية حساسة، لا وقت مجاملات ولا وقت لأن نختبئ خلف أصبعنا، ولا وقت لأن ندس رؤوسنا في التراب، وإنما الوقت هو لنرفع رؤوسنا ونواجه الأعاصير ونتحمل المسؤوليات. هذه هي المرحلة التي نمر بها الآن". هذا ما قاله نصر الله في كلمته الأخيرة التي ألقاها في الخامس والعشرين من مايو الجاري في بلدة مشغرة، وقد قدم وصفا دقيقا، ولكن في الاتجاه المعاكس لما يريد، فالشيعة الذين يشكلون حوالي 10 في المائة من سكان العالم الإسلامي يعتبرون أنفسهم في حالة صعود تاريخي يسمح لهم بالتصدي "للتكفيريين"، وتثبيت واقع شيعي قوي في العالمين العربي والإسلامي. وهذا ما دفعه للقول: "ما يجري في سوريا مهم جداً للبنان، ومصيري جداً للبنان أيضاً، لحاضرنا ومستقبلنا، تعالوا لا نختبئ خلف اصبعنا، ولا نتعاطى مع الحدث في سوريا كأننا نحن نعيش في جيبوتي، كلا نحن هنا على الحدود". ويفسر ذلك: "إن القوة الأكبر والتيار الغالب الآن على القوى المسلحة المسيطرة في…
آراء
الخميس ٣٠ مايو ٢٠١٣
لم يتوقف الإعلام الرسمي عن تحميل النظام السابق وفلوله، الذين يمثلون نصف قوام الحكومة الحالية مسئولية استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والخدمات الأساسية، وهي التصريحات التي ملها المواطنون لم يتبعها إجراء واحد يؤكد مزاعمه، ومرت أكثر من شهور ستة عشر، ونحن نسمع تكرار نفس الاسطوانة المشروخة السابقة التي ضجرنا منها طيلة ٣٣ سنة، بداية من المصدر المسؤول والمطلع والمقرب والرئاسي. كان الناس يتوقعون - على الأقل - تغييراً في اللغة المستخدمة، لكن الكسل وعدم القدرة على الإبداع هما أفضل ما يمكن وصف الحكومة الحالية به إلى جانب الفساد والإهمال والشللية والمحاباة وتحزيب الوظيفة العامة، وكل هذه المثالب يمكن إلصاقها بأغلب الوزراء إلا من رحم ربي.! ضج الناس ٣٣ عامًا من هذه المساؤى، وخرجوا إلى الشارع بعد أن أعيتهم الحيلة، فإذا بالوافدين الجدد صورة مشوهة وعديمة الكفاءة، ولا يمكن بأي حال الركون إلى قدرتهم على إنجاز أي عمل إيجابي، وأغلبهم لم يُمارس أي عمل حكومي أو إداري حتى اصابته لحظة الحظ فوجد نفسه وزيرًا.! إن الطريقة التي تشكلت الحكومة بموجبها وأدارت بها عملها، لا يمكن بأي حال أن تسهم في وضع البلاد على طريق النهوض من عثراتها - وما أكثرها - وتخلت عن مسئوليتها في ظل غياب الرقابة على عملها، معتمدة على أن ليس من حق أحد أن يحاسبها، ولا أن يطالب…
آراء
الخميس ٣٠ مايو ٢٠١٣
مشاركة «حزب الله» العلنية في معركة القصير ضد ثوار سورية تشكل إعلاناً صريحاً عن دعم الحزب علانية لنظام لا يردعه رادع في قتله المريع لشعبه. وهنا سقط الحزب الذي طالما تغنى بالثورة ضد المحتل وبمناصرة الفقراء والمغلوبين على أمرهم في شر أعماله. حسن نصرالله قالها - أخيراً - صراحة إنه لن يتخلى عن دعم نظام الأسد مهما كلفه الأمر. وأنصاره في وسائل الإعلام العربي قالوها صراحة: حسن نصرالله يضحي بسمعته في مقابل مبادئه! هذه المبادئ تجلت طائفيتها في القصير. تلك هي حقيقة نصرالله الطائفية التي تحايل وتذاكى طويلاً لإخفائها. تورطه العسكري في سورية كشف المزيد من الأقنعة عن وجه حسن نصرالله وحزبه. كان بإمكان نصرالله أن يكتفي بدعم نظام الأسد سياسياً، وهذا الدعم كان سيبقى مكان خلاف «سياسي». بل ربما تفهم البعض، حتى في صفوف المعارضة السورية، موقف «حزب الله» السياسي، بحكم أن نظام الأسد يعد من أركان دعم «حزب الله» الرئيسة في المنطقة. لكن التورط ميدانياً في حرب بين نظام يقتل شعبه وثوار يسعون لاستعادة وطنهم وحريتهم، يكشف القناع عن وجه طائفي كان حسن نصرالله يخفيه خلف شعارات مقاومة إسرائيل وتحرير القدس. ما أكذبهم أولئك الذين أشغلونا لعقود بوعودهم الجوفاء بتحرير القدس ومواجهة إسرائيل. انكشف المستور لكل من بهرته خطب حسن نصرالله ودروسه في المقاومة ومحاربة المحتل. فالرجل اليوم…
آراء
الخميس ٣٠ مايو ٢٠١٣
«الكويت: لا نمنح المرأة السعودية رخصة قيادة الا بموافقة ولي أمرها». هذا كان عنوان الخبر الذي تناقلته وسائل الأخبار المحلية والعالمية. فقد صرح رئيس الوفد الكويتي لاجتماع مديري المرور في دول مجلس التعاون الخليجي، العميد صالح الناجم بأن النظام المروري في الكويت لا يمنح رخصة قيادة للمرأة السعودية الا بموافقة ولي أمرها، سواء كانت المرأة السعودية قاصرة أو بالغة أو متزوجة. يعني بالمختصر المفيد.. «لو شافت حلمة أذنها»! غريب أمرنا، كنا دائما نؤمن بأننا دولة مدنية ديموقراطية حرة، ولكن يصر بعض المسؤولين على تشكيكنا في ذلك! فما معنى أن تحرم المرأة السعودية من مسألة مسموح بها لكل الجنسيات الاخرى على أرض الكويت؟ وما المعيار او المقياس الذي استخدمته الدولة لوضع مثل هذا الشرط؟ ان كانت الكويتية نفسها لا تحتاج موافقة ولي امرها لاستخراج رخصة قيادة.. فكيف نستثني السعودية؟ ولماذا؟ وهل سنجور نحن والزمن عليها؟! هل سنفصّل قانونا خاصا لكل جنسية على أرضنا، وهل سنتبع معايير الدول الاخرى عندنا؟ ماذا لو طبقنا لكل جنسية قانون بلدها عليها؟!.. كيف ستكون «الشوربة» التي سنسبح فيها؟! ان كان الأمر كذلك.. فعلينا أن نمشي بالموضوع الى آخره. ففي حال ان تصل المرأة السعودية الى ديارنا «العامرة»، نطلب منها موافقة ولي أمرها على دخولها الكويت، باعتبار أنها ممنوعة من السفر الا بتصريح منه، الذي تصله رسائل…