آراء
الإثنين ٢٠ مايو ٢٠١٣
عندما أخبرني صديقي بأن والده قد أصيب بجلطة خفيفة في القلب جراء خسارته تسعة ملايين درهم في البورصة. تساءلت بيني وبين نفسي : وهل يستحق الأمر كل هذا الحزن؟ أدرك جيداً بأن حجم خسارته يعادل ما نسبته 30 % من إجمالي ثروته السائلة , ولكن المبلغ المتبقي لديه جيد جداً ( حوالي 21 مليون درهم ) . ويضمن له ولأبنائه حياة رغدة , ويضعه في خانة المقتدرين مالياً. ولن يضطره إلى طرق أبواب الجمعيات الخيرية أو مد يديه لأقربائه وأصدقائه وجيرانه طلباً للمساعدة والعون. فهو ما يزال قادراً على اقتناء البوغاتي, وارتداء الرولكس, وقضاء الصيف بأكمله خلف جبال الألب السويسرية. لكنه للأسف لم ينتبه لكل ذلك , وركز كل تفكيره على الملايين التسعة التي خسرها. وهذا الأسلوب من التفكير يصعب معه الاستمتاع بالحياة , مهما توفرت فيها أسباب الرفاهية والسعادة. في سنوات دراستي الأخيرة لعلم الاقتصاد , أخبرني دكتور ليبي قادم من ولاية أريزونا الأمريكية بأن المليون الأول في حياة الإنسان هو الذي يغير من حياته كثيراً. فمن خلاله يستطيع السفر وشراء سيارة جديدة وأثاث جديد , وأشياء أخرى كثيرة تُشعره بالفارق. والمليون الثاني له تأثير ملموس أيضاً , فمن خلاله يستطيع بناء منزل مناسب. ويبدأ التأثير بالتناقص التدريجي مع توالي الملايين في رصيده , حتى يصل في النهاية إلى…
آراء
الإثنين ٢٠ مايو ٢٠١٣
يبدو أننا قد قلبنا الطاولة على رؤوس الغربيين، وبدلا من أن يشعلوا هم الحرائق على أرضنا، ويديروا المعارك بيننا، فسوف نشعل نحن الحرائق على أرضهم، وندير المعارك فيها، وعلى الباغي تدور الدوائر. أول البشارات جاءت الأسبوع الماضي من لندن، حيث اشتعل اقتتال "سني شيعي" في شارع "ادجوار رود"، المجاور لحديقة "هايد بارك" الشهيرة في العاصمة البريطانية، والقريب من شارع "أوكسفورد" التجاري السياحي، والمعروف جيدا لدى السياح والمقيمين العرب في لندن. المعركة، وفقا لرواية مراسل "العربية نت" الذي كان شاهدا عليها، انطلقت شرارتها الأولى بعد صلاة الجمعة، عندما نظم مهاجرون، معظمهم باكستانيون، مظاهرة مؤيدة للثورة على النظام السوري، سار فيها أكثر من 400 مشارك، حاملين يافطات، ومعلقين شعارات ضد الرئيس بشار الأسد وحلفائه، وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، شاملين بهتافاتهم إيران ورئيسها وقادتها. بدأت المظاهرة سلمية كما تبدأ المظاهرات عادة، لكنها ما أن وصلت إلى شارع "ادجوار رود" المكتظ بالمطاعم العربية، والمحلات التي يملكها مهاجرون عرب من مختلف البلدان، حتى بدأ التلاسن بين المتظاهرين وبعض العاملين والمقيمين في الشارع ومتفرعاته والمترددين عليه، ليبدأ بعدها التقاتل أمام أحد المطاعم اللبنانية، بين أبناء الطائفتين السنية والشيعية، كما بدا واضحا في الفيديو الذي التقطه أحد المارة في الشارع. قتال الطوائف هذا لم يكن هو سيد المشهد وحده، بل صاحبه قتال…
آراء
الإثنين ٢٠ مايو ٢٠١٣
يتساءل البعض إما جهلاً وإما خبثاً لماذا يهتمّ بعض الكتاب والمثقفين بالكتابة عن الإخوان المسلمين وتاريخهم وخطابهم وطبيعة جماعتهم قديماً وحديثاً؟ ولئن كان سؤال الجاهل متفهماً في موضوعٍ يعتبره جديداً عليه، وربما لم يسمع به من قبل فإن سؤال المتخابث ليس كذلك، فهو سؤال يراد به إما قصر الكتابة عن «الإخوان» على أتباع الجماعة، أو إثارة الاتهامات واللغط حول الطروحات الجادة التي تقدم نقداً علمياً رصيناً لجماعة «الإخوان». ابتداءً فجماعة «الإخوان» كغيرها من الجماعات والأحزاب والتيارات في المشهد العام والكتابة عنها كالكتابة عن غيرها، فلا أحد يستنكر الكتابة عن الأحزاب الشيوعية أو «البعثية»، أو عن التيارات اليسارية أو القومية أو اليسارية، وليس ثمة داعٍ للتفريق هنا. وجماعة «الإخوان» ذات تاريخ طويل في التنظيمات السرية والتفجيرات والاغتيالات والعنف بشكل عام تنظيراً وممارسةً، وهو أمر يحتاج لجهد بحثي وتاريخي لا لإثباته فحسب، بل لإبرازه للكثيرين ممن لا يعرفون من تاريخ هذه الجماعة، إلا وهم أن عناصرها وأتباعها مجرد رجال دين همّهم الدعوة ونشر الخير. ثمّ إن جماعة «الإخوان» تمثل نموذجاً صارخاً لخلط الدين بالسياسة واستغلال الدين لخدمة الأهداف السياسية، فهي ليست كالأحزاب الأخرى، التي تمارس السياسة بشكل صريح ومباشر لا مداراة فيه ولا لبس، ومن هنا فهي أجدر بالتناول والدرس والشرح من غيرها. وجماعة «الإخوان» على مستوى الخطاب مرت بمراحل مختلفة حدّ…
آراء
الإثنين ٢٠ مايو ٢٠١٣
ليس صحيحاً أن السعودية تنظر فقط إلى اللحظة الراهنة النابضة بالنفط، من دون عين على مستقبل الاقتصاد، وتنمية الإنسان السعودي. وليس معنى عدم إقدام الدولة على إقامة صندوق سيادي، كما هي حال بعض الدول الخليجية، أن المملكة ليست مهتمة بالأغراض التي لأجلها يتم إنشاء تلك الصناديق المالية العملاقة. حتى النفط لا تتعامل المملكة معه من منطلق الرهان على ارتفاع الأسعار وجني الفوائد من أزمات العرض والطلب العالميين، بل إن ثمة وعياً سعودياً يعمل في تناغم بعيداً عن «البروبوغاندا» بين دوائر صنع القرار في المملكة، لتوظيف هذه الهبة الإلهية بأقصى ما يمكن لما يعود بالفائدة على أجيال من السعوديين. وهنا سأورد ما ذكره العاهل السعودي في إحدى جلسات مجلس وزرائه، إذ يقول: «كنا في المجلس وقلت للوزراء.. ادعوا للذي سأقوله. قالوا: وما هو؟ قلت: قولوا الله يطول عمره. قالوا: الله يطول عمره». لكن من هو هذا؟ ثم أعاد ذلك عليهم مرات. وهم يقولون: «الله يطول عمره». ثم قال لهم: «البترول»، موجهاً بالتوقف عن التنقيب وترك ما في خزائن الأرض لأجيال المستقبل. لا شك في أنه إذا كانت جهود المملكة لتنمية صادراتها غير النفطية تحظى بالمتابعة، فإن استخدامها لذراع النفوذ الرئيسة لديها (النفط) حكاية تستحق أن تُروى بكثير من التقدير، لأنها لا تتعارض مع تعهدات الرياض المستمرة بالحرص على استقرار الأسعار وزيادة…
آراء
الإثنين ٢٠ مايو ٢٠١٣
في منتدى الإعلام العربي الذي أقيمت فعالياته في دبي الأسبوع الماضي تحدث الإعلامي المثير للجدل باسم يوسف عن السخرية كوسيلة للتأثير السياسي في الجلسة التي حملت عنوان "الإعلام الساخر: هل تتسع له صدور العرب"؟ والتي بينت بشكل لم يكن خافيا على الحضور أنها ربما لا تتسع له، خصوصا مع التصيد المتبادل بينه وبين مدير الجلسة طوني خليفة، والذي تجلى في الردود المتبادلة والتهكم الذي ربما كان يخفي ما يخفيه من منافسة أو ربما هي مجرد اصطياد متبادل. المهم في تلك الجلسة والتي امتلأت بها قاعة المؤتمر وشهدت تواجد أعداد كبيرة حضرت كما يبدو لمتابعة النجم الجديد والكوميدي السياسي الذي أنتجته الثورة المصرية، والذي تحول لبطل إعلامي قومي فاق تأثيره إعلاما رسميا عاش ويعيش على نمط الجدية في المعالجة والرسمية في الطرح؛ أقول كان المهم فيها أنها تناولت موضوعا هو غاية في الأهمية ومحرما طالما بقي كذلك، خصوصا أن السخرية بمفهومها الشعبي بقيت لعقود تجاوزا غير أخلاقي، وتصرفا طالما رفضه المجتمع في العلن، بينما كان دائما وسيلة لجلد الذات والضحك على مظاهر الفشل التي نعيشها وتعيشها المجتمعات النامية. هناك من فضل أن يتعامل مع الموضوع بسطحية، ويعتبر أن السخرية السياسية والاجتماعية هي تجاوز على الأخلاق كما روج له لعقود في، حين وجده البعض تعبيرا حضاريا عن الألم والنقد، ووسيلة موثرة في…
آراء
الإثنين ٢٠ مايو ٢٠١٣
طلب مني أن أعلن عن رغبته بالتبرع بكليته مقابل تسديد دينه حتى لا يعود إلى السجن الذي أخرج منه مؤقتا لمنحه فرصة سداد دينه، قلت له: وجهاء وشيوخ قبيلتك يجمعون الملايين لعتق رقاب القتلة، فلماذا لا يساعدونك؟!، بل إن قيمة فخذ بعير من مزايين إبلهم تكفي لسداد دينك مرتين، لكن المسكين لم يجد جوابا، فحالته لا تجتذبهم ما لم تجتذب معها فلاشات الإعلام وأضواء الشهرة! إنه زمن «المهايطية»، والعلوم «الردية»! *** إغلاق أمانة الرياض لمئات المطاعم في يوم واحد يحزنني بقدر ما يفرحني، فهو يعني أن هذه المطاعم الشهيرة كانت تبيعنا السموم والجراثيم طوال المدة الماضية دون أن يردعها أحد، ويعني أن تصحيح الأخطاء بات مرتبطا بالحملات المفاجئة، وليس بتطبيق القانون ومعايير المراقبة في كل وقت! ويا خوفي أن يكون ما خفي أعظم! *** تأملت ضوابط تعيين المعلمات البديلات التي وضعتها اللجنة المشكلة من وزارت المالية والخدمة المدنية والتربية والتعليم، فوجدتها كأنها صممت لعدم تعيينهن، لكن التوجيه الملكي لم يعد يترك مجالا للاجتهادات! على الأقل سيقضي على سياسة «السخرة» التي ابتدعت تحت مسمى بند الأجور لشغل الوظائف مقابل أجور متدنية وبلا حقوق إجازات أو بدلات أو نهاية خدمة! المصدر: عكاظ
آراء
الأحد ١٩ مايو ٢٠١٣
شعرت بالخوف الشديد وأنا أقرأ على موقع منظمة الصحة العالمية ما مفاده أن العقد القادم من الزمن سيكون عقد الفيروس العابر للقارات من الأجيال المركبة لفيروسات قد تعيد البشرية إلى ما هو أدهى من زمن الطاعون والجدري والحصبة الألمانية. سأقفز للسؤال: من هو المسؤول الذي وضعنا مع فيروس (كورونا) نصف الحصاد العالمي؟ ولأن المجتمع لا يحب قراءة الحقائق الصادقة فسيحيلنا إلى الوزارة ومعالي الوزير. هذا تشخيص خاطئ لطبيعة السبب ولو أن ظاهرة الفيروسات الوبائية تتبع نوعية الخدمات الصحية لكنا في مأمن في الطابور الطويل بعد ما لا يقل عن مئة دولة. نحن نتجاهل أن فيروس (السارس) ألقى بثلثيه على دولة مثل (كندا) وأدى إلى شلل تام لمدينة مثل (تورنتو)، رغم أنها مدينة الجذب الأولى بين مدن الكون. نحن نتجاهل أيضا أن أنفلونزا الطيور أخذت أكثر من نصف ضحاياها من الوسط الذهبي للقارة الأوروبية حيث سويسرا وألمانيا. نحن نتجاهل الحقيقة الثابتة أن (السعودية) يوم أنفلونزا الخنازير قد اشترت أكبر كمية لقاحات على مستوى الأرض بما أثاره هذا الشراء من ضجة عالمية تناهض سيطرة المال على وسائط الصحة في الظروف الصعبة. سنعود إلى (كورونا) ومنها إلى الفيروس كي نحاكم ثقافتنا الشعبية ونحذر من عواقب العقد القادم من الزمن حين يكون الفيروس عابرا للقارات. نحذر من ثقافة الجهل الصحي الذي يستقبل بها المشفى…
آراء
الأحد ١٩ مايو ٢٠١٣
بالأمس، كتب الزميل جمال خاشقجي مقالا بديعا بمناسبة الذكرى العاشرة على تفجيرات المحيا والحمراء في الرياض، قال زميلنا أبو صلاح في هذه المقالة كل الحكاية (من طقطق حتى سلام عليكم)!.. كانت صور الموت والدمار تتداخل مع وعود الإصلاح والانفتاح، ودائما دائما التاريخ يعيد نفسه، أصلا التاريخ لو لم يكن يعيد نفسه لمن لم يقرأه جيدا لما اكتسب قيمته عند من يقرأه ويستلهم عبره!. نعم، مرت عشر سنوات على ظهور الشبح الرهيب الذي يسمى (الفئة الضالة).. أشعلنا الشموع وطوقنا قالب الحلوى بحزام ناسف، كان الشبح في لحظة ظهوره السوداء يبلغ العشرين من العمر، حيث ولد في جبال أفغانستان، وترعرع في سهول البوسنة، واشتدت سواعده في صحاري الصومال، وفي لحظة غير متوقعة عاد ليضرب الديار والأهل، فارتفع صوت الرصاص في الحارات الآمنة، وفقد أطفال كثيرون آباءهم، وأصبح المستقبل يتأرجح على كف عفريت مجهول الهوية والعنوان. وبفضل من الله أولا وأخيرا، ثم بفضل حكمة قيادتنا وتضحيات رجال الأمن، نستطيع أن نقول بأننا نجحنا في صد غزوة الفئة الضالة، ولكننا لا نستطيع أن ندعي أبدا أننا قضينا على الإرهاب!، المسالة لا تتعلق بالحلول الأمنية الحاسمة فقط، فقد أشار الزميل جمال خاشقجي في مقاله إلى خطة الإصلاح الحكومية التي لم تتحقق كما نريد، وخصوصا في مسائل مكافحة الفساد وهدر الأموال العامة وتعثر المشاريع ومواجهة مشكلات…
آراء
الأحد ١٩ مايو ٢٠١٣
في حيرة من أمرهم وقف العرب أمام الضربة الإسرائيلية على سوريا، هل عليهم أن يغضبوا لعدو انتهك أرضهم وقتل شعبهم أو أن يهللوا لضربات استهدفت آلة قتلهم وبعثت برسالة تقسم الظهر لنظام دكتاتور٫ لم يرحم الحي أو الميت، يأكل الأخضر واليابس حتى يبقي على كرسيه. هل كان أهون على العرب أن يموت من مات جراء الضربة بقصف العدو الصهيوني أو بصاروخ سكود على يد النظام السوري. أو لم يقل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انصروا أخاكم ظالماً أو مظلوماً؟ وبالتالي ألا يستوجب علينا، ليس كعرب فحسب، بل كمسلمين أيضاً، أن نقف وقفة دعم مع إخوتنا في الإسلام أمام اعتداءات المحتل؟. لو كان الزمان غير هذا الزما، لقلنا أكثر مما خرج به حسن نصرالله في دعمه لسوريا نظاما وشعباً، لكن الوضع الآن يفرض علينا أن نكمل حديث رسولنا الكريم٫ عندما سئل: أنصره مظلوماً ولكن كيف أنصره ظالماً؟ فأجاب عليه السلام: تحجره عن الظلم فذلك نصرك إياه. وبالتالي هذه دعوة للأمة العربية والإسلامية أن تنصر نظام الأسد بالحجر عليه حتى يعي ما اقترفت يداه بحق شعبه وما تقترفه أذنابه بحق الشعب السوري وما ستقترفه بحق دول الجيران، ألم يحذر سابقاً أنه قادر على حرق المنطقة بأكملها؟ وكما ترون فذلك لم يكن بدعابة. على العرب أن تحث المجتمع الدولي أن يسرع في…
آراء
الأحد ١٩ مايو ٢٠١٣
كنت مع ابن عم لي نعتقد بأننا نقوم بأعلى درجات الجهاد وحب الوطن، فقد لمحنا أثناء بناء ذلك المسجد أواسط الثمانينات أحد العمال وهو يربط خيطاً أسود حول إحدى يديه في إشارة إلى عقيدته، فاستلمناه! فتارة الجهاد بسرقة غدائه الموضوع في حرارة أسطوانية لم نفلح في اكتشاف طريقة فتحها، وتارة بالجهاد بتعلّم مسبات عدة من أفلام بوليوود وتجريبها عليه، وتارة بتقليد أطفال الحجارة ذوي الشعبية الطاغية في تلك الأيام، بحيث نعتبره العدو الصهيوني. كان العامل المسكين يحاول كف أذانا بما استطاع، وكان مما حاوله إبلاغ «المطوع» الذي كان يؤم الناس في مسجد كرفان قريب حتى الانتهاء من مسجد الحي الكبير! في تلك الأيام حين كان لـ«المطوع» هيبة، في تلك الأيام حين كان للمعلم هيبة، في تلك الأيام حين كان كل مطوع معلماً وكل معلم مطوعاً، أحضرَنا المطوع وأصدر قرار العقاب علينا بأن نساعد العامل على نقل «الطابوق» ووضعه في مكانه لمدة ساعة بدت كدهر! إلا أنني حفظت أماكن الطابوق التي وضعتها في المسجد أثناء عقابي. ومرت ثلاثون عاماً ومازلت كلما مررت على ذلك المسجد أشعر بالفخر الشديد، هنا لي أثر! لقد وضعتُ لبنةً هنا! كلما دخلت للمسجد نسيت ابن عمي والعامل والمطوع، ولم يبقَ في ذاكرتي سوى أنني هنا! ذراعي أسهمت بهذا الصرح، وأنا سعيد بهذا! قليلاً ما نسمع كلمة…
آراء
الأحد ١٩ مايو ٢٠١٣
نشرت جريدة ( المصري اليوم ) الصادرة يوم 2013/3/24 العبارت التالية التي قالت إنها صدرت عن الرئيس المصري ( محمد مرسي ): – اللي هيحط صُباعهُ داخل مصر هاقطعه، وأنا شايف صُباعين تلاتة بيمتدوا جوه من توافه، لا قيمة لهم في هذا العالم، حسبوا أن المال يمكن أن يصنع منهم رجالاً. – حياة البعض لا تساوي شيئاً أمام مصلحة المصريين، وسأتخذ إجراءات استثنائية إذا لم يتعظ هؤلاء . – هتزعلوا لو حاسبت الإعلاميين – الذين يصفون المعارضة في الشارع ويمارسون العنف – بأنهم ثوار وساسة، وأنا صبور حتى الآن عليهم. – المحاولات التي تستهدف إظهار الدولة بمظهر الدولة الضعيفة هي محاولات فاشلة، وأجهزة الدولة تتعافى وتستطيع ردع أي متجاوز للقانون . من يتمعن في تلك العبارات، يجدها مختلفة عن عبارات سابقة للرئيس المصري، فقد بدأ لقاءاته بعد انتخابه بكلمة ( أحبابي ) واختياره (ميدان التحرير) كرمز للاحتفال بنجاح الثورة مع مؤيديه من الشعب المصري أو كلمات أخرى في خطاباته مثل: ( أهلي وعشيرتي ). ويجد المتمعن في تلك العبارات أنها لا تتفق مع الصورة التي ظهر عليها الرئيس المصري خلال فترة ولايته الأولى، التي يعول عليها البعض بأنها قد تكون لها « ثانية «!. في مقال لزميلنا (طه خليفة) في جريدة الراية القطرية يوم 2013/3/31 تحدث عن الأوضاع في مصر،…
آراء
الأحد ١٩ مايو ٢٠١٣
كيف يمكن تفسير هذه القدرة السياسية والنفسية للنظام السوري بأن يتجاوز حدود الاستبداد والقمع السياسي لمواطنيه، ليكون شرساً في طغيانه ودمويته إلى حد تدمير الأحياء والقرى والمدن على رؤوس أهلها؟ ولماذا يحتاج نظام سياسي يمتلك جيشاًَ من بين أكبر الجيوش في المنطقة إلى ميليشيات مسلحة (شبيحة) للتعامل مع المتظاهرين والمحتجين؟ بل لماذا يحتاج هذا النظام إلى مقاتلين من «حزب الله» و «الحرس الثوري» الإيراني؟ هل يمكن حتى بالنسبة إلى أعتى الذهنيات إجراماً تفسير تورط النظام السوري في مسلسل مجازر متنقلة في حق مواطنين مدنيين عزل من مختلف الأعمار والأجناس والمناطق؟ لا تمكن الإجابة عن أي من هذه الأسئلة على أساس سياسي صرف، وقبل محاولة الإجابة، تأمل في الأسئلة قليلاً، وستجد أنك يمكن أن تطرحها أيضاً في حال النظام الإسرائيلي. الإجابة في الحال الإسرائيلية معروفة: دولة احتلال استيطاني في مواجهة سكان أصليين، وهدف إسرائيل دفع أكبر عدد ممكن من هؤلاء السكان إلى النزوح حتى يمكنها الاستيلاء على أكبر جزء من الأرض. العلاقة بين الفلسطينيين وإسرائيل علاقة عداء مستحكم سببه النازية الصهيونية. لكن كيف يمكن تفسير السلوك الدموي للنظام السوري؟ النظام هنا لا يقتل من يعتبرهم أعداء. ألا يعتبرهم أعداء حقاً؟ هو يقتل مواطنين ويدمر حياتهم بالوحشية نفسها التي تمارسها إسرائيل في حق من تعتبرهم أعداء وجوديين لها، والأغرب أن النظام السوري…