آراء
الخميس ٢١ مارس ٢٠١٣
استوقفتني صورةٌ صحفية نُشرت في الصحافة العربية لفتاة يمنية تحمل لافتة تقول: «مش بالسلاح نبني البلاد»، خلال مظاهرة للاحتفال بيوم 8 مارس في صنعاء، وتدعو إلى الحل السلمي في اليمن. ولتلك الصورة أكثر من معنى فيما يختص بفترة ما بعد الثورات العربية. - المعنى الأول: أن بعض الثورات قامت دون أن تكون لها أجندات أو حتى خريطة طريق للمستقبل! وكان الهمّ الأكبر للجماهير التي خرجت إلى الشوارع والميادين هو «إسقاط النظام» فقط! وكان ذلك من أهم الأخطاء التي اعتورت الثورات العربية، والتي لم تستطع الخروج منها حتى اللحظة. ولذلك لم يكن صعباً على بعض الفئات «سرقة» الثورات أو تدجينها أو توجيهها نحو وجهات ما كانت تأملها جماهير الثورات. وقد لاحظنا أن كل مواطن في تلك البلدان أصبح ثائراً وله الحق أن يفترش الشارع ويدير المرور ويغلق المنافذ وكأنه الزعيم الجديد! ناهيك عن تطرف البعض حسب ثقافته أو حتى عقده النفسية، ليحكم الشارع في ظل غياب دور السلطة التي ورثت تركة كبيرة لا يمكن التعامل معها في أيام أو شهور قليلة. - المعنى الثاني: هو ثقافة العنف، وسقوط الثورات في يد الفوضى أو الفوضويين الذين صادف أن السلاح متوافر بين أيديهم، في بعض البلدان التي حصلت فيها تلك الثورات. وهذا حاد بتلك الثورات عن نُبل مقاصدها وأدخلها مدارات الانتقام أو التشفي…
آراء
الأربعاء ٢٠ مارس ٢٠١٣
في أوائل العام الماضي أصدر جيمس روبنسون ودارون أشيموجلو، وهما أكاديميان أميركيان، كتاباً بعنوان «لماذا تفشل الأمم: أصول السلطة والازدهار والفقر؟» (كروان هاوس 2012)، وحظي الكتاب بانتشار واسع، وتقريظا من كبريات الصحف الأوروبية والأميركية، وكان من بين الكتب الأكثر مبيعاً في السوق الأميركية. لكن هذا النجاح التجاري للكتاب، اصطدم فجأة بردود نقدية لأسماء بارزة في المجالين الأكاديمي والاقتصادي. فقد كتب بيل غيتس - مؤسس ميكروسوفت - منتقداً المنهج العلمي في الكتاب، الذي افتقر إلى تعريفات دقيقة، وأمثلة صحيحة - كما قال - ولكن ما أغضب غيتس، فيما يبدو، هو مقارنته بالملياردير المكسيكي كارلوس سليم، وقد عدّ تلك المقارنة مجحفة بحقه، فميكروسوفت لم تمارس احتكارا في تاريخها، ولا يمكن مقارنتها بشركة «تلميكس» التي تسيطر على 90 في المائة من سوق الهاتف الثابت في المكسيك. كما انتقد غيتس تناول الكاتبين لسليم بوصفه «نخبة» منتفعة من السلطة، وعدّ تلك الأوصاف غير منصفة من وجهة نظره. الردود المؤيدة والمنتقدة للكتاب توالت خلال العام، وكان من أبرزها ما كتبه جيفري ساكس، الاقتصادي المعروف في جامعة كولومبيا، والذي وصف حجج الكتاب وأمثلته بالبسيطة، والمضللة، والخاطئة في الكثير من الأحيان («الحكم، الجغرافيا، والنمو: روافد التنمية الاقتصادية». فورن أفيرز، سبتمبر/ أكتوبر 2012). رد فعل المؤلفين هو أن غيتس «جاهل» في الشأن الأكاديمي، فيما ساكس غاضب، لأنه يدحض نظريته…
آراء
الأربعاء ٢٠ مارس ٢٠١٣
أكتب هذه المقالة إذ عدت من مدينة النور / الرباني (المدينة المنورة)، بعد أن اغتسلت في عبق المدينة المقدسة وتنعّمت بلطف ورقّة أهلها الطيبين. الله... ما أرفع المَقام وأمتع المُقام. بعد أن انتهت احتفالية تدشين (المدينة المنورة ... عاصمة للثقافة الإسلامية لعام ٢٠١٣)، سألني مراسل إذاعة مونت كارلو: ما أكثر شيء أثار اهتمامك في البرنامج المعدّ لعاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام؟ أجبته فوراً: أكثر شيء أثار اهتمامي هو لماذا لم تصبح المدينة المنورة، التي هي العاصمة الإسلامية الأولى، عاصمة للثقافة الإسلامية إلا هذا العام؟! لم يكن هذا تساؤلي وحدي، كثيرون غيري ركزوا هذا التساؤل أمام خيمة الاحتفال... تصريحاً أو تلميحاً. كان تساؤلي عن تأخّر تعصيم «طيبة» استفهامياً في بدايته، ثم تحوّل إلى سؤال استنكاري بعد أن استفهمت من مدير عام منظمة «الإيسيسكو» الصديق د. عبدالعزيز التويجري فأفادني بألم عن الملابسات البيروقراطية لهذا التأخير! الآن يجب أن ننسى التأخير في تسمية العاصمة ونلتفت إلى التبكير في تفعيل المناسبة بما يليق بهذه المدينة المقدسة التي فتحت ذراعيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم واحتضنته منذ مهاجره إليها وحتى اليوم، إذ تحتضن جسده الطاهر. وإن أهم فعالية يمكن الخروج بها من هذه السنة العاصمية، ليست ندوة أو معرضاً أو كتاباً على رغم أهمية ذلك، بل هي البدء فعلياً، ومع أميرها الجديد، في استعادة…
آراء
الأربعاء ٢٠ مارس ٢٠١٣
اعتبرت الدراسة التي أجراها البنك الدولي بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية أن رواتب السعوديين في القطاع الخاص الأرخص في سوق العمل على مستوى الدول الخليجية والأوروبية؛ إذ يبلغ متوسط راتب الموظف السعودي 6.400 ريال في نفس الوقت الذي يتقاضى فيه الخليجي 15.200 ريال لنفس الوظيفة بينما متوسط راتب السعوديات 3.900، مقارنة بالخليجيات 8.700 ريال، والأوروبيات 15.000 ريال، وهذا ما جعل فرصة إلحاقهن في السوق المحلية أفضل حالا من أشقائهن الرجال، ولم يكن تصريح البنك الدولي دقيقاً حين خصص تلك الدراسة لتشمل القطاع الخاص فقط؛ لأن الواقع أثبت أن حتى أجور القطاع العام متدنية جدا ليس فقط على مستوى الشرق الأوسط بل وفي الداخل أيضا عندما تقارن برواتب زملائهم من الجنسيات الأخرى داخل الوطن -ولعل هذا يفسر سبب التوظيف (الحاتمي) للفتيات في المحلات التجارية مقابل رواتب ضئيلة جداً لا تلامس الواقع المعيشي للفرد وأقل مما رصدتها تلك الدراسة- وبما أن هدف وزارة العمل القضاء على البطالة والفقر وتوطين الوظائف، فينبغي أن يتم ذلك بشكل متكامل على أن يحفظ للفرد كرامته دون أن تستغل حاجته للوظيفة فيضطر أن يرضى بأي مبلغ يقتات منه، بل من أسس العدل في الأنظمة العمالية أن يمنح الموظف في (بلده) جميع البدلات التي يستحقها دون نقاش مع فرض إلزامية بدل السكن والمواصلات والتأمين الطبي على جميع…
آراء
الأربعاء ٢٠ مارس ٢٠١٣
مجرد بضع كلمات في جملة شاردة من اعترافات أحد أبنائنا الضحايا من تهمة الإرهاب يعكس واقعاً مؤلماً يستعصي على الوصف. هو يقول بالحرف الواحد: إن فتوى قناة دينية قادتني إلى العراق. نحن مع تحليل مثل هذه الجمل الاعترافية سنصل إلى الاستنتاج المقابل أن بيننا من يأخذ هذه الفوضى المضطربة في عوالم الفتوى بسذاجة وسطحية. هؤلاء الشباب، وبالآلاف، لم يسألوا السؤال البسيط المقابل: لماذا يعلن هذا الشيخ، أو ذاك، فتواه من الأستوديو المكيف بدلاً من إعلانها من ميدان المعركة؟ ما هي الموانع أمام صاحب الفتوى كي يظن أن حدود معركته تنتهي عند استقبال السؤال وعلى المتلقي الاستجابة؟ لماذا لم يسأل مثل هذا الشاب نفسه ذات السؤال الأهم: أين هم أولاد فضيلة الشيخ نفسه من قلب المعركة التي يدعو الآخرين إليها؟ ولماذا لم نذهب ولو لمرة واحدة لسرادق العزاء في أحد أبناء فضيلة الشيخ الذي مات (شهيداً) في استجابة لفتوى أبيه؟ لماذا لم يسأل آلاف الشباب أنفسهم عن هذه الفوضى التي أوصلت فتاوى الجهاد إلى هذه العوالم المتضادة المضطربة؟ لماذا لا يقرؤون مثلاً، أن مفتي سورية في قنبلته الأخيرة يرى أن الجهاد مع النظام السوري أصبح (فرض عين) على كل العرب والمسلمين، بينما لم نشاهده لا فرضاً ولا عيناً في شوارع فتواه القاتلة؟ لماذا لم يستيقظ هؤلاء الشباب الذين يذهبون إلى هذه…
آراء
الأربعاء ٢٠ مارس ٢٠١٣
هل المشكلة في النظام أم في التطبيق؟؟ يبدو مثل هذا السؤال بدائي جدا لأن إجابته بديهية جدا، فأي شخص يستطيع أن يقول فورا المشكلة في التطبيق، فأي نظام مهما كانت فعاليته لن تكون له جدوى طالما هو نظام مكتوب فقط، ليس له أثر في الواقع. أما إذا كان النظام في أساسه ضعيف وغير ملائم فإن المشكلة أكبر لأنه يمكن تطويعه وتفسيره بأي صورة وشكل، ويمكن استخدامه حتى ضد الغرض الذي وضع من أجله. يوم أمس تصدر الصحف خبر التعديلات التي أقرها مجلس الوزراء على نظام العمل، للحد من تسيب العمالة الأجنبية وعملها لدى غير أصحابها أو توليها إدارة أعمال خاصة بها، وكذلك محاولة تقليص الأعداد الهائلة من العمالة التي تتسرب إلى الشوارع بمجرد قدومها إلى المملكة. الانتباه إلى هذه المشكلة المتفاقمة والاهتمام بها أصبح أمرا ملحا وضرورة قصوى لأن الوضع لم يعد يحتمل مزيدا من الخطورة. ولكن هل بظنكم نستطيع فعلا محاصرة هذه المشكلة حتى ولو تغيرت بعض مواد الأنظمة طالما لم توجد عقوبات رادعة، وطالما باب الاستثناءات مفتوح على مصراعيه؟؟ بكل تأكيد الجواب لا، وستستمر المشكلة بكل تبعاتها وعواقبها الوخيمة.. الكل يعرف أن بعض الكفلاء لديهم مئات العمال لم يستقدموهم للعمل في مؤسساتهم وشركاتهم الكبيرة، وإنما لتسريحهم بمجرد وصولهم وأخذ المعلوم منهم نهاية الشهر، ولو كان هناك تعقب جاد…
آراء
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٣
أثناء خروجي من صلاة الجمعة توقفت لدقائق مع صديق قديم, لم أره منذ زمن, وأخبرني خلال حديثه معي عن رغبة والده في بناء مسجد في منطقتنا يتسع لقرابة خمسمئة مصلِ. فقاطعته قائلاً: جزاه الله خيراً, لكن ألا تلاحظ بأن المنطقة تزدحم بأكثر من ثمان مساجد, وعدد المصلين في معظمها لا يتجاوز أصابع اليدين في الصلوات الخمس؟ فأجابني بثقة قائلاً: ولكن لا تنسى بأنها صدقة جارية, يتجدد أجرها في اليوم خمس مرات, وتستمر في توليد الأجر لعشرات السنين. فاقترحت عليه أن يفكر في مشاريع أخرى أكثر ندرة, بحيث تولد منفعة أكبر للمجتمع, وتنطبق عليها شروط الصدقة الجارية. فأجاب: لا توجد مشاريع أخرى تناسب ميزانيتنا, فالمدارس والمستشفيات تكاليفها باهظة للغاية, لذلك تبقى المساجد هي الخيار الوحيد المتاح أمامنا. حاولت إقناعه بالتكفل بعلاج مرضى أو تسديد فواتير أو كفالة أيتام, لكنه كان يعتذر عنها لأنها ( حسب وجهة نظره ) لا تنطبق عليها شروط الصدقة الجارية, وبالتالي لن تولد أجراً دائماً يتجدد في اليوم خمس مرات, كما هو الحال في مشروع المسجد. عندها توقفت عن مجادلته وتمنيت له التوفيق, ونصحته أن يستشير جهات الاختصاص في الدولة, لعلها تدله على مشاريع أكثر أولوية وتخدم المجتمع بصورة أكبر. ركبت سيارتي عائداً إلى المنزل, وأنا أتساءل: هل يعقل أن نحصر إنفاقنا الخيري في مشاريع محددة, فقط…
آراء
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٣
في سلسلة تغريداتك ظهرت مردداً بصيغ مختلفة ما يردده جمهور تويتر خلف أسماء وهمية غالباً أو مستعارة أحياناً كثيرة، أو حقيقة بشكل أقل. الحقيقة إنني أحترمك، وأجدك مختلفا وعميقا ومنفتحا في نسختك المحسنة والمطورة، شخصياً تعجبني أحياناً، إلا أن ما غردت به مطولاً ليس جديدا، حتى في لبوسه الانتهازي لمرحلة. ذكي..؟ نعم. مستوعب لما حولك؟. بكل تأكيد. قادر على الوصول والتواصل؟. بل مبدع فيه. ولديك الكثير وأنت مكسب لناسك وجماعتك. ينقصك الحديث بضمير وطني واضح لا ريب فيه! بعيدا عن الإشارة - (هذا بلد)، ولهذا البلد- ودون ذكر اسم “السعودية”!، كم تمنيت أن تقول- على الأقل - وطني، بلادي، من أجل أن أفهم الخصوصية والحرص والخوف الذي تحدثنا به ومن خلاله، للوطن، وليس لفئة، أو خلافة الأرض دون جغرافيا حديثة مثلا! لو فعلت فإن ما قالت بعموميته هو مطلبنا، في حدود الوقائع لا القفز بها أو عليها، في حدود الحق العام والخاص، وهل أجمل من العدل وحقوق الإنسان، والقانون، والمدنية؟ إلا أني توقفت كثيراً عند قولك (ابتزاز المواطنين بقضية (شهداء الواجب) متاجرة بدماء الرجال الأبطال (رحمهم الله).. كلنا مع شهداء الواجب ومع إطلاق الأبرياء أيضاً..)!، هم من حاربوا الإرهاب وقتلوا من أجل حفظ أمننا يا شيخ، ولا يجوز حشرهم في مشروع تغريدات أو ابتزاز! يروقني الأذكياء مهما اختلفنا، ويلفتني من…
آراء
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٣
مطلب الإصلاح هو مطلب كان ولا يزال على مر التاريخ هدىً سامياً للكثير من المصلحين والفلاسفة، والحركات السياسية والاجتماعية، والناشطين والنخب، والمثقفين في مختلف أرجاء العالم، وفي مفهوم ومعنى الإصلاح، فإن التعريف الذي تبناه برنامج الأمم المتحدة لإدارة الحكم الرشيد في الدول العربية للإصلاح هو «تحسين النظام السياسي من أجل إزالة الفساد والاستبداد»، وأن من مظاهر هذا الإصلاح سيادة القانون والشفافية والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار والعدل، وفعالية الإنجاز، وكفاءة الإدارة، والمحاسبة والمساءلة، والرؤية الإستراتيجية، وهو تجديد للحياة السياسية، وتصحيح لمساراتها»، وعرفته الموسوعة السياسية بأنه «تعديل أو تطوير غير جذري في شكل الحكم، أو العلاقات الاجتماعية من دون المساس بأسسها، وهو بخلاف الثورة ليس إلا تحسيناً وتقوية في النظام السياسي والاجتماعي القائم من دون المساس بأسس هذا النظام، أي أنه أشبه ما يكون بإقامة وتقوية الدعائم التي يقوم عليها ذلك المبنى كي لا ينهار»، وباعتبار ذلك قد يأتي مفهوم الإصلاح مرادفاً لمفهوم التغيير والتحديث في بعض الأحوال، وقد يأتي مغايراً له في أحوال أخرى، وحين التعرض لتعريف مفهوم الإصلاح، فإنه يتبادر إلى الأذهان تساؤل مهم هو عن المدى أو الحجم الحقيقي للتغيرات المطلوبة التي يمكن أن تندرج تحت مفهوم الإصلاح؟ فالنظم الحاكمة قد تقوم بإحداث تغييرات رمزية أو صورية أو تجميلية في مؤسسة معينة أو سياسة ما، ومثال ذلك التغييرات…
آراء
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٣
«أريس، ساجيتاريوس، أكواريوس، تاتروس»، أسماء غريبة وجدت فجأة أن كل الربع أصبحوا يضعونها بجوار أسمائهم في ملفاتهم التعريفية، خليفة أحمد «تاتروس»، سيف راشد «ساجيتاريوس»، محمد خميس «أكواريوس»، الأمر غريب ولم أفهمه فأنا أعرف أنهم قبليون وليس لديهم «عرق» في مكان آخر، أو للدقة ليس لديهم عرق في «اليونان» تحديداً، فلماذا أصبحت أسماؤهم تذيل بهذه القبائل ذات الأسماء الأقرب إلى التعويذات الشيطانية، حتى فهمت بعد البحث والتحري أن الموضة هي وضع البرج الذي ينتمي إليه صاحب التعريف، رغم أن نصفهم مولود في البيت إياه، وتفضلت إدارة الطب الوقائي بمنحهم تاريخ «1/7» الشهير بمواليد المناطق النائية. إحداهن جاءت لتعربها «فعمتها»، كتبت فلانة الفلانية «عذراء»! «إنزين مب تشي حجيه! عندك أربع عيال!»، ربما سنحسن الظن ونقول إنهم أطفال أنابيب، عيال بيبات بالبلدي! وحتى تعريب الكثيرين في الـ«بروفايل» جاء مشوهاً إلى حد كبير: محمد حسين «الدلو»، سلطان فيصل «الكبش»، وهكذا، ولله في خلقه شؤون! بعيداً عن جلد الذات وبعيداً عن القول إن الاهتمام بالأبراج ينبع من إحباطاتنا ومحاولاتنا الهروب من واقع قد لا يرضي الكثيرين منا، إلا أن مواقع الأبراج وصفحات الأبراج وبرامج الأبراج وكتب الأبراج تتصدر الاهتمام لدى الكثير من الشعوب، ولا ينافس كتب الأبراج لدينا في الوطن العربي بحسب الإحصاءات الرسمية لأشهر 16 معرض كتاب سوى كتب الطبخ بالطبع! انتشار الاهتمام بالأبراج…
آراء
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٣
في عام 1990، وقبل ثلاثة أشهر من غزو رئيس العراق صدام حسين للكويت، فاجأ الرئيس اليمني (الشمالي) علي عبد الله صالح الجميع معلنا عن اتفاقه مع رئيس اليمن (الجنوبي) علي سالم البيض بدمج النظامين وإعلان اليمن الموحد. عم التفاؤل البلدين وعموم المنطقة العربية. لكن من عرف وضع اليمن حينها كان يدرك أن المشروع في واقع الأمر تقاسم الحكم بين صالح والبيض. ففي اليمن الجنوبي كان البيض يعيش صراعا مع رفاقه الشيوعيين، وانفرد بالحكم بعد مقتل عبد الفتاح إسماعيل وعلي عنتر وهروب علي ناصر محمد. أتذكر حينها كتبت مقالا في مجلة «المجلة»، عن الوحدة.. إنها الفكرة النبيلة لكنه مشروع خبيث. صالح أعلن نفسه رئيسا والبيض نائبا، وبعد أن ضم الجنوب أراد التخلص من شريكه البيض، أدخل حزب الإصلاح منافسا له في الائتلاف الحاكم، وفجأة انطلقت حملة اغتيالات استهدفت شخصيات يسارية جنوبية ادعى صالح أن قوى إسلامية نفذتها. صالح، بسبب ديكتاتوريته كان اليمنيون يلقبونه بصدام الصغير، ورطهم في أزمة احتلال الكويت عندما ساند قوات صدام، وتسبب في قطع العلاقات مع جارته الرئيسية السعودية وبقية دول الخليج. لقد قتل صالح والبيض فكرة الوحدة النبيلة التي تحولت إلى نظام مكروه، وتحت الوحدة ازداد الشماليون والجنوبيون فقرا وتهميشا، ونهب صالح ورفاقه مداخيل البلاد المحدودة، بما فيها البترول الذي يحذر الخبراء أنه سينضب بعد أربع سنوات!…
آراء
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٣
ربما لدى كل منا «فيل أزرق» في ذاكرته. يجعله أسير التفكير به. أسيراً له. وذلك الفيل الأزرق يعيد إلى الأذهان حكاية الخيميائي، الذي أفنى سنوات من عمره في محاولات يائسة لتحويل التراب إلى ذهب، فقصد بعد أن استبد به اليأس والفشل ساحراً طالباً المشورة، وكانت المفاجأة أن قال الساحر: «عد إلى مختبرك وحاول مرة أخرى، ستنجح، ولكن بشرط !». استدرك الساحر مقاطعاً بهجة الرجل الذي سأله بلهفة عن الشرط، فقال الساحر «الشرط ألا تفكر بفيل أزرق قط، وأنت تقوم بالمحاولة». لم يكن شرطاً يستحق القلق فيما يبدو، هذا ما أبهج الخيميائي الذي غادر مستبشراً بنجاح مهمته. لكن ذلك لم يكن من السهولة بمكان حين غدا الفيل الأزرق الذي حذره منه الخيميائي هاجساً يسيطر على تفكيره، ما انفك يخرج في رأسه كل حين. زرع الساحر في ذهن الخيميائي فكرة بسيطة، لكنها إرهابية، صار يعيشها ويعيش بها. هكذا البشر عادة. وهكذا المجتمعات حين تسيطر أفكار سيئة الذكر والسمعة على رؤوس أهلها، بعضهم، أو غالبهم. الأفكار الاجتماعية السلبية التي تهدد حضارة المجتمع وتقدمه هي أكثر الأمور ضرراً على تقدم البلدان. وتناسل الأفكار المرعبة وهمياً من فصيلة الفيل الأزرق، في ذهن البعض منا، تترسب غالباً من خلال مجموعة من العوامل الداخلية مختصة بالفرد وأخرى مختصة بالمجتمع، الذي هو في النهاية تكوين من مجموعة ضخمة…