أخبار
الإثنين ١١ مارس ٢٠١٣
يتندر السعوديون في قنوات التواصل الاجتماعي بما تحرص الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد على نشره في وسائل الإعلام عن حالات الفساد التي كشفتها، ولعل آخرها قضية تقشر الدهان في أحد مستشفيات وزارة الصحة، وهذا يشير بشكل أو بأخر إلى حالة من الإحباط الشعبي بما أنجزته الهيئة. وأنا هنا أشفق كثيرا على الهيئة ومسئوليها الذين لا زالوا يناورون في المنطقة الرمادية بين الرغبة والقدرة. فهم بدون شك راغبون وحريصون في جهودهم لانجاز ما أوكل إليهم من مسئوليات، ويعملون بإخلاص على تحقيق ما جاء في الخطة الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، والتي سبق إقرارها من مجلس الوزراء قبل قيام الهيئة بأربع سنوات. لكن في الوقت ذاته اشك في قدرتهم على ذلك. فالبينة السياسية والتشريعية في المملكة لم تتوفر فيها بعد المقومات اللازمة التي تسمح للهيئة - أو حتى غيرها من المؤسسات الحكومية أوالأهلية- على القيام بذلك الدور. لذا لا يفترض ان نستغرب ان سارعت الهيئة في النشر الاعلامي عن حالات هي اقرب الى سوء الادارة من ان تكون حالات فساد، ويبدو ان ذلك محاولة لتقديم اي منجز يخفف من عبء ذلك السقف العالي من التوقعات لدى الشارع السعودي. الفساد، وما يترتب عليه من ضياع للمصالح والحقوق، ينمو ويترعرع في الملفات السرية وخلف الأبواب المغلقة، وليس هناك من مؤسسة قادرة على كشف تلك الملفات وفتح…
آراء
الإثنين ١١ مارس ٢٠١٣
ككل مرة وعلى نهجه القويم دائما، يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على القيم والثوابت الأصيلة التي قامت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، ودأبت على التمسك بها في كل الظروف وعلى مختلف المستويات. وفي مقدمة هذه القيم النبيلة، الاعتراف لأهل الفضل بفضلهم، وتقديرهم بما يستحقون. وهذا ما عبر عنه سموه خلال ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء أمس، حيث أكد أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات لها دور تاريخي في دعم الأمومة ورعاية الطفولة، ستخلده أجيال الإمارات". وهذا التقدير الكبير لدور "أم الإمارات"، إنما ينير الطريق ويرسخ النهج، ليس للأجيال الحاضرة فحسب، بل ولأجيال المستقبل ليستمروا في التمسك به وحمايته، صيانة لقيم المجتمع وأصالته وهويته العربية الإسلامية الراسخة. وإلى جانب هذه القيم الأخلاقية والإنسانية، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أن ظاهرة التطرف مرفوضة دينياً ودولياً وأخلاقياً، مشدداً على أن "التعاون الدولي ضروري لمواجهة الظاهرة". وبذلك يضع سموه النقاط فوق حروف غابت عن البعض أو غيبها عمداً، باندفاعه نحو مهاوي العنف والتطرف، خلافا لكل الشرائع والأديان السماوية، وخاصة ديننا الإسلامي الحنيف، الذي يحض على الرأفة والرحمة، ويرفض كل أساليب التشدد والإضرار بالنفس أو بالآخر. ولهذا شدد سموه على أن "دولة الإمارات تتبنى منهج الاعتدال والتسامح، وأن…
آراء
الإثنين ١١ مارس ٢٠١٣
لم يخطر في باله أنّ إخلاصه في عمله كمعلم لمادة الفيزياء ومساعدة طلابه في فهم درس "الاهتزاز والصوت" بشكل عملي وممتع لا مجرد نظري يعتمد فيه على "صُموا"؛ سينقلب على رأسه ويورطه في تحقيق تتوعده به إدارة التعليم بوزارة التربية والتعليم في منطقة الشرقية كما أفادت بالأمس جريدة الحياة، فبعد محاولة طالب إيهام الناس عبر صورة التقطها خفية للمعلم أثناء شرح الدرس مع "آلة الجيتار" ونشرها عبر الإنترنت مع شائعة تعليمهم الموسيقى أحدثت تلك الحادثة موجة استنكار وغضب ضد المعلم بأنه لم يلتزم بضوابط الشريعة الإسلامية، لدرجة المطالبة بمقاضاته، ومن المؤكد أنه قال لنفسه بعد ما ثار الغضب ضده "عساهم ما فهموا!! يُصموا أفضل".. وحتما سيفعل ذلك غيره من المعلمين بعد هذه القصة، فالأهم هو "لقمة العيش" ما دام نحن من نضع العراقيل والأسوار والحواجز والمحاذير تخويفا من أي اجتهاد تعليمي يؤدي إلى تعزيز العملية التعليمية وصحيان العقول من سباتها العميق!! لكن يبدو أن وزارة التربية والتعليم لا رغبة لها في أن تصحو العقول ولا بأس من أن تنام حد الشخير! طبعا هذه العقلية التي لا أعلم كيف أصفها في التعامل مع هذه القضية؛ لا تختلف عن العقلية الأكاديمية التي يُفترض أن تكون أكثر تطورا وفهما وتنويرا، لكن كما يقول المثل الشعبي "اقلب القدرة على فُمها تطلع البنت لأمها"!! ما…
آراء
الإثنين ١١ مارس ٢٠١٣
في لقاءات ومؤتمرات خارجية وداخلية تُطرح أسئلة عدة عن السعودية من نوع: ماذا يجري في المملكة؟ كيف تتعاطى الحكومة مع الشباب وجموحهم ومطالبهم؟ ولماذا في دولة غنية لا يزال بين السكان فقراء، وبين الشباب بطالة؟ ولماذا تعجز الدولة عن حل مشكلة الإسكان ومساحتها 2.24 مليون كيلومتر مربع؟ كيف يمكن وصف وتوصيف هذا الحراك الشبابي في المرحلة الراهنة؟ الحقيقة، لا يمكن استعراض كل هذا الحراك في مقالة لا تتجاوز 650 كلمة. فباب النقد أصبح مفتوحاً بفضل وسائل «الإعلام الجديد»، ويكاد لا يكون هناك من لم تطاوله سهام النقد من الشخصيات أو الوزارات أو القطاعات الأهلية، وعلى رغم ذلك تسقط الحلول أمام مشكلات الفقر والبطالة والإسكان، إذ لم توفِّر الدولة حزمة الحلول الكاملة والناجعة لأبناء مملكة غنية تنام على أكبر احتياطي نفطي في العالم! أكثر من 60 في المئة من سكان السعودية شباب، والتحدي الحقيقي الذي يواجه الحكومة هو كيفية وآلية حلحلة مشكلات الشباب وتحقيق مطالبهم وطموحهم، وتسريع الإصلاحات. ويبقى مشروع الملك عبدالله للابتعاث - الموجّه للشباب هو ما يمكن وصفه بالمشروع الذهبي، فقد استفاد منه حتى الآن نحو 150 ألف طالب، وهو المشروع الأبرز الذي تم إنجازه بين مشاريع عدة أُعلنت ثم غابت! خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ أن تسلّم الحكم في آب (أغسطس) 2005، يكرر في كل…
آراء
الإثنين ١١ مارس ٢٠١٣
القاعدة المذكورة في العنوان تبدو بديهية، فالمستقبل والنمو والسيطرة في عالم الأعمال هي للشركات التي تملك الإبداع والأفكار الجديدة. في السابق كانت هذه القاعدة جزئية، وكان جزء كبير من المستقبل تحت سيطرة من يملك رأس المال، أو يملك العمالة المدربة، أو يملك قنوات التوزيع، ولكن في ظل العولمة تغير كل هذا، فالعمالة متاحة، ويمكنك تصنيع أي شيء تريد، ويمكنك نقله إلى أي مكان في العالم، ويمكنك تعيين شركات التسويق لتسوق ما تريد، ورأس المال صار متوفرا من آلاف الشركات الاستثمارية التي تبحث عن أي مشروع مربح. الأمر الوحيد النادر الذي يحدد من ينتصر على المدى الطويل هو: الإبداع أو الفكرة الجديدة. ولكن أي إبداع؟ بالنسبة لعالم التكنولوجيا (وهو ما أركز عليه في هذا المقال وتركز عليه معظم الدراسات المستقبلية) حيث تتطاير آلاف الأفكار من كل حدب وصوب، أثبتت الدراسات والتحليلات المالية أنه ذلك الإبداع الذي "يخلخل" قواعد السوق بأنواعها، ويأتي بقواعد جديدة تسمح للقادم الجديد بأن يزيح اللاعبين القدامى، وبحيث تتغير خريطة العلاقات التجارية تماما بسببه. "مايكروسوفت" فعلت ذلك سابقا عندما أصبح الكمبيوتر الشخصي ضرورة، وقلبت كل شيء رأسا على عقب، وتحولت لواحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، ثم فعلتها "جوجل"، والتي حولت البحث على الإنترنت إلى "مخ" لشبكة الإنترنت، وغيرت صناعة الإعلان في العالم إلى الأبد، وفعلتها "أبل"…
آراء
الإثنين ١١ مارس ٢٠١٣
من يعش في مدينة مانشيستر يرَ الفصول الأربعة في اليوم الواحد، الطقس هناك يتبدل ويتحول بسرعة كبيرة، ويبدو لي أن إيمانيات أو بتعبير أصح سلوكيات الإنسان تتبدل وتتغير كالطقس، فهي تراوح بين علو همة ونزول قمة، وأنا شخصياً لست استثناء بطبيعة الحال. وبما أن مانشيستر كثيرة المطر فقد كان «الشيطان» يوسوس لي ـ أحياناً ـ فيقول: اليوم مطر، ابقَ وصلِّ في البيت، وإنْ خرجت فقد تتعرض لحادث. فقد ورد عن الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه جمع بين صلواته وقت هطول المطر رخصة وتخفيفاً ..! لا أحد يستطيع أن يتغلب على الشيطان في طرح الأعذار، فأسبابه مقنعة، ولو لم تكن كذلك لما كانت جميع صلواتي ـ ذلك اليوم ـ في البيت ..! ولكن في أحيان أخرى تكون الإيمانيات مرتفعة، فتكون أذني مسدودة عن كل تثبيط شيطاني، وأجدني قد ركبت سيارتي بعزيمة وهمة ثمّ يمّمتُ شطر المسجد القريب الذي اعتدت على ارتياده للصلاة. في رحلة المطر هذه يصادفني ـ غالباً ـ مشهد مكرر؛ إما عجوز وإما شاب، أو فتاة .. يمارسون رياضة الجري بالرغم من غزارة الأمطار وشدتها. هذا المشهد البسيط أصبح درساً مهماً في حياتي، فقد كنتُ أتساءل دائماً: لماذا هم وليس أنا؟ وسرعان ما أذهب إلى الصالة الرياضية، مباشرة وفي اليوم التالي فأسجل اسمي وأدفع رسمي ..…
آراء
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣
الأحلام قد تنفى ولكنها لا تموت، الحلم هو القطرة الأولى لبداية الغيث الذي يروي أرض الفكر وتزهر منه رياض الروح، الحلم هو الوميض البكر لكل إنجاز أو معجزة تحققت كان أصحابها حينها يرمون بالجنون والسفه والتكفير أحياناً، فلم يكن الطيران سوى حلم لرجل مختلف سبق زمنه ولم يكن المشي على سطح القمر سوى فكرة لمتميز وهب التميز لكل الأجيال المقبلة من بعده. نفي الأحلام جريمة في حق العقول المتفردة والأرواح الوثابة نحو التغيير الإيجابي، فكيف لو كانت الجريمة أشد ضراوة من النفي بالقتل لهذه الأنوار الحالمة؟ لا ذنب للفجر إن لم تدركه وتشعر به سواد أرواحهم فالفجر مولد حياة رغماً عن كل الكفوف الظالمة له ولأهله، وفقدان حاسة الشم لا ينفي وجود بساتين التفاح أبداً. يجب علينا بتر كل الأيدي التي امتدت من العقول الهزيلة والصدئة لقتل تلك الأحلام ودفنها لأن السماح لها والسكوت عنها سيحول كل مسارات المستقبل نحو ضبابية موحشة وصحارى من الجهل الأرعن. قد أجد عذراً واحداً في المليون لمن يحاول قتل الأحلام الكبيرة لخوفه منها على منصب أو تغيير لا يدرك عواقبه ولكن لا أجد أبداً أي عذر لمن يحارب مواليد الأحلام الطاهرة الصغيرة لوئدها قبل أن تتنفس هواء بلادي. نحن نحلم بكل عفوية، نحلم من أجل الوطن، الأهل، الخير، من أجل غد أجمل وأكثر إشراقاً…
آراء
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣
سبق أن ذكرتُ أن السؤال عن «وجهة الإسلام» كان قد طرحه هاملتون غب، المستشرق البريطاني في ثلاثينيات القرن الماضي. وقد شغله وقتها اتجاه المسلمين بشبه القارّة الهندية إلى الانفصال عن الهند، وإقامة كيان خاص بهم رغم مساعي غاندي الحثيثة لإبقائهم في «حزب المؤتمر الهندي». وقد اعتبر «غب» يومَها أن هذا التوجه له دلالات فيما يتعلق برؤى المسلمين المستجدة للعيش مع الآخر. فقد ذهبت «الرابطة الإسلامية» إلى اعتبار الإسلام هويةً دينية وثقافية وسياسية. وبالفعل فإن الدين الإسلامي اعتُبر فيما بعد الدين الرسمي لدولة باكستان الجديدة. وظلت التجربة الباكستانية ملأى بالمصاعب والعقبات عبر تاريخها الحديث والحاضر كله. فبمساعدة الهند في مطلع سبعينيات القرن الماضي، قام البنجاليون، فيما كان يُعرفُ بباكستان الشرقية، بالانفصال عن باكستان الغربية، وأقاموا دولة بنجلاديش. ومع أن الدولتين ظلتا على اضطراب شديد منذ ذلك الحين؛ فإن دولة باكستان (الغربية) هي التي تعاني داخلياً من الأصوليات الدينية المتشددة (حركة «طالبان» باكستان). وهكذا فإن الانفصال الباكستاني عن الهند، ما أنهى حالة الانقسام، بل انتقل للدواخل الباكستانية، ولا يزال معششاً فيها في صورة توترات إثنية ودينية وسياسية. على أن فشل التجربة الباكستانية، باعتبار الإسلام ديناً قومياً جامعاً، ما أفضى لمراجعات بشأن علائق الدين بالقومية والإثنيات، وعلائق الدين بنظام الحكم. فالقومية الكردية في تركيا والعراق وإيران وسوريا لا تزال تسعى لإقامة دولة قومية…
آراء
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣
فجأة بدا بعض اللبنانيين فزعاً مما سماه «الإنذار الخليجي». جاء ذلك على خلفية قرار الجامعة العربية الأخير بمنح مقعد سورية للائتلاف الوطني السوري المعارض. حينها حاول وزير خارجية لبنان، عدنان منصور، الاعتراض على القرار من خلال مطالبته برفع تعليق عضوية سورية في الجامعة، وهو يعني بذلك إعادة مقعد سورية إلى النظام بدلاً من إعطائه للمعارضة، أي أن الوزير عبّر بموقفه عن اصطفاف كامل مع النظام السوري ضد المعارضة السورية. وفق سياسة النأي بالنفس الرسمية، كان المفترض بالوزير أن ينأى بنفسه وبحكومته عن اتخاذ أي موقف مع أو ضد أي من طرفي الأزمة السورية. يوم الأربعاء الماضي قام سفراء دول مجلس التعاون بزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، برفقة الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني، وطالبوا بالتزام لبناني حقيقي بسياسة النأي بالنفس، حفاظاً على استقرار لبنان، والتزاماً بموقعه على مسافة واحدة من الجميع. لماذا طلب مجلس التعاون ذلك؟ لأن موقف الوزير منصور في الجامعة لا يمثله شخصياً، بل يمثل حركة «أمل» في الحكومة اللبنانية، وهي حركة شيعية تعتبر من أوائل حلفاء النظام السوري، ولم يكن من الممكن للوزير أن يتخذ مثل هذا الموقف من دون غطاء سياسي من الحركة التي يمثلها، وهذا يمثل ثغرة كبيرة في ما يسمى بسياسة النأي بالنفس. لكن هناك ثغرة أكبر من ذلك بكثير في هذه السياسة، وهي موقف…
آراء
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣
أقرب وصف لما يجري في دول الاحتجاجات والانتفاضات العربية هو أنها تعيش مرحلة يمكن تسميتها بـ«استقرار الفوضى»، حيث الفوضى تعتبر الحاكم الرئيسي والتفسير الأصوب لكل التصرفات مهما اختلفت التيارات وتباينت التوجهات. في تونس بدأت مرحلة الاغتيالات السياسية واستقالة الحكومات. وفي مصر أصبحت الفوضى سيدة الأحكام على كل مستوى وفي كل مجال، والقتل مستمر وانهيار الاقتصاد يتضاعف بسرعة مخيفة، وقد أصبحت السلطة هناك تخرج المظاهرات كما المعارضة تماما ومؤسسة الرئاسة تصدر القرارات ثم لا تستطيع تنفيذها، والقضاء تحاصره مجموعات مؤدلجة تمنعه من القيام بمهامه تحت سمع السلطة الأصولية الجديدة وبصرها وبأمرها في أحيان كثيرة. في ليبيا يمكن أن يصح القول إن كل فصيل يمتلك قوة مسلحة موالية له قادرة على إلغاء اجتماعات الحكومة وحصار ممثلي الشعب، وإغلاق الطرق، والتواصل مع كافة القوى المتطرفة المسلحة جنوبا وشرقا وغربا. وفي اليمن الأمر لا يختلف كثيرا في صورته العامة، حيث إن «استقرار الفوضى» لا يعوق الحلول السياسية والأحزاب المتصارعة إلا بقدر ما يمنح «تنظيم القاعدة» مجالا رحبا للعمل والتخريب. وعموما فإن كثيرا من الجهود والصراعات والتناقضات هي قبل أن تكون تعبيرا عن المصالح المتناقضة والتوجهات المختلفة إنما تمثل تجليا لمنطق التاريخ ومكتنزاته وإفرازاته في الواقع والذي يصل في مؤداه الأخير إلى تخريب أي مسعى جاد قد يؤثر على «استقرار الفوضى». يقف «استقرار الفوضى» على…
آراء
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣
يذكر الكاتب الإنجليزي، كولن ويلسون، في كتابه "الإنسان وقواه الخفية"، أسطورة تدور حول قسيس يدعى ثيوفيلوس، رفض عرضاً قدم إليه ليكون أسقفاً بسبب خوفه من المسؤولية، ليقبل المنصب رجل آخر الذي ما إن استلم منصبه، حتى راح يعذب ثيوفيلوس أشد العذاب، إلى أن أشرف على الموت، فيتواصل معه يهودي عجوز شرير، استطاع أن يستحضر الشيطان، ويعرض على ثيوفيلوس إنكار عقيدته التى يؤمن بها، فينكر مريم ويسوع، اللذان قال عنهما الشيطان بأنهما يعذبانه وبمقابل ذلك يخلصه الشيطان مما هو فيه من عذاب. يوافق ثيوفيلوس على العرض، لتنقلب حظوظه، فيخلع منافسه ويصبح هو أسقفاً في مكانه. ولكنه بعد حين، بدأ يخاف من خلاصه الأبدي، فتاب وعاد الى إيمانه، وفي الأخير يحرق الشيطان. لن نذكر في هذا المقام، أولئك اللذين تعاقدوا مع الشيطان لأجل خلاصهم الفردي دون أن يلتفتوا للآخرين، فمصيرهم ومسألة بقائهم هي الأهم، وليموت، من يموت بعدهم، "أنا ومن بعدي الطوفان"، أمثال هؤلاء يحملون معهم دائماً مبررات قوية لأنفسهم يعتقدون أنها تكفي لبيع أرواحهم للشيطان. ولكن سنأتي على ذكر أولئك، الذين لا يهدد بقائهم أي خطر، بل يمتلكون كل شيء، ويتمتعون بكل متع الحياة، ورغم ذلك يلجأون الى التعاقد مع الشيطان، حتى أن الشيطان نفسه يستغرب من رغبتهم بالتحالف معه، فالشيطان، قد تعمد على مر العصور، بإيضاح طبيعته الشريرة، وأهدافه بنشر…
آراء
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣
أعود لأكتب مرة ثانية وثالثة عن القتلى الذين يسقطون بمعدل شخص في كل ساعة في شوارعنا، وأعود وأقول إن على الدولة أن تحاسب المسؤولين غير المبالين بهذه المأساة وهذه الكارثة. المسؤولون المعنيون بهذه القضية هم الذين يشاهدون رقم القتلى يرتفع من ألف إلى ألفين فثلاثة فأربعة فخمسة فستة فسبعة آلاف شخص سنويا، ولديهم القدرة على أن يناموا ويأكلوا ويضحكوا وكأن شيئا لم يحدث بينما هناك أسر تتلوع من فراق الأبناء وأبناء يبكون فراق الآباء وأحوال كلها حزن وأسى فضلا عن آلاف المصابين يئنون على الأسرة في المستشفيات، وعدد ليس بقليل هم في عداد الموتى ممن يعيشون في حالة غيبوبة. نعيش وضعا ماديا مريحا للغاية، ولهذا لا أفهم ما مبرر عدم توظيف المئات من الشباب المؤهلين في قطاع المرور ليسهموا في ضبط المخالفين ونشر شيء من الهيبة والنظام والانضباط في شوارعنا التي باتت ساحة منتهكة للمستعرضين وغير المبالين والفوضويين والموتورين ولكل من لا يعرف من أصول وفنون قيادة السيارة إلا وضع رجله على (دواسة) البنزين. لماذا لا نصرف على تأهيل قطاعات المرور وتطويرها وإعادة هيكلتها وتأهيل الكوادر العاملين فيها بما يسهم في الحد بشكل جذري من حوادث السيارات في طرقاتنا؟ أظهرت دراسة أُجريت مؤخرا أن تكلفة الحوادث المرورية في السعودية تصل إلى 87 مليار ريال سنوياً، وأن الكلفة المالية التي تصرفها…