آراء
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣
إلى أي ميناء تأخذ الكويت حراكها السياسي؟! ففي فبراير (شباط) من كل عام، يتذكر الكويتيون بألم وحسرة أحداث احتلال قاسٍ ومؤلم أنتج شتات الأهل، وعمّق الأحزان. ويعود فبراير هذا العام مختلفا في الشكل، ولكنه في المضمون جاء مشابها لإعادة الأحزان، البعض يرى أن ما يحدث في الكويت هو هز السفينة أكثر من اللازم، على الرغم من أنها في بحر لجي. ظاهر من الأحداث أن عددا من القضايا المرفوعة على سياسيين نشطاء ينظر إلى أعمالهم القانون المرعي على أنها خارجة عن نصوص القانون الذي وافق عليه الكويتيون، ومن ذلك المنطلق صدرت أحكام بالسجن للبعض، وينتظر البعض الآخر حكم المحاكم بهذا الصدد. كما ينتظر الكويتيون أيضا حكما من نوع آخر، هو الحكم المتوقع من المحكمة الدستورية حول الخلاف الدستوري الناشب بين الحكومة وبعض النشطاء السياسيين. يمكننا تلخيص الموقف إذن في الكويت اليوم بكلمة واحدة هي «الترقب المشوب بالحذر»، حيث أصبح المجتمع عرضة للانجراح. أريد أن ألمس الموضوع الشائك من منطلقين؛ الأول هو رأي الناس العاديين من الكويتيين والكويتيات، أمام هذا التنافر الاجتماعي السياسي الحاصل، فالكثير منهم يضعون أيديهم على قلوبهم من هذا الشقاق الذي انتاب المجتمع، هم يقفون عاجزين عن فهم دوافعه أو قبول نتائجه، أو حتى التأثير في مجرياته، هم يصلّون ويدعون أن تنقشع هذا الغمة عن الكويت على خير، في…
آراء
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣
حتى قيام الشاب محمد بو يزيدي بحرق نفسه أمام مقر محافظة ( سيدي بو زيدي) التونسية في 17 ديسمبر 2010م لم يخطر في بال معظم صانعي ومنفذي السياسة الخارجية الإيرانية- أن تونس - وهي الدولة العربية الوحيدة التي استنسخت النموذج (العلماني –الاتاتوركي) منذ تحوّلها من مملكة لجمهورية عام 1957م - ستقود الدول العربية نحو موجة من الاحتجاجات الشعبية ستسقط العديد من الأنظمة العربية ،وقد تصل أثارها للحدود وحتى للداخل الإيراني . ففي العاشر من فبراير 1979م استقبلت تونس (المتحسِّسة من أيّ نظام يحمل صِفةً دينية )، الثورة الايرانية بنوع من القلق الشديد، ومما زاد من تخوف النظام التونسي هو زيادة نشاط حركة الاتجاه الإسلامي ثم إعلان إنشاء حركة النهضة الاسلامية في يناير 1981م ، حيث لم يخفِ الشيخ راشد الغنوشي اعجابه بالإمام الخميني ،حيث يقول الغنوشي: «لقد جاءت الثورة الخُمينيَّة في وقت مهم جداً بالنسبة إلينا، إذ كنا بصدد التمرد على الفكر الإسلامي التقليدي الوافد من المشرق.. فجاءت الثورة الإيرانية لتعطينا بعض المقولات الإسلامية التي مكنتنا من أسلمة بعض المفاهيم الاجتماعية اليسارية.. فلما جاءت الثورة الخمينية علمتنا درساً آخر من الكتاب العزيز لخّصته هذه الآية من سورة القصص (ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونُمكِّن لهم في الأرض ونُري فرعون وهامان وجنودهما ما كانوا…
آراء
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣
يحدث ما يحدث بعد معسكرات التخييم الشتوية، كل عام، من طقوس اعتدناها.. رائحة الحطب في الملابس، أطنان الرمال في السيارات، أداوت تنسيم، أدوات نفخ، أدوات تنسيم أخرى، أدوات نفخ أخرى، بقايا خيمة، فحم غير مستخدم، فاكهة كثيرة، دلال متسخة، أغذية سريعة للنفخ، ومساعدات غازية للتنسيم، وفي أحيان كثيرة ذكريات آخرين، خرجوا معنا للتخييم ولم يعودوا أبداً. مع الفهم المعوج لدى البعض للهوية الوطنية، واختلال موازين الولاء والانتماء، فقد أصبح القانون الاجتماعي الجديد، طبقاً لسدنة التواصل الاجتماعي من مُحْدَثي النعمة، يقضي أنك إما أن تكون راعي بر، أو أن تكون لست راعي بر، لأنك إن لم تكن راعي بر فأنت لست راعي بر، ولا يحق لك حب هذا البر، ولا يحق لك إبداء رأيك في نظافته أو اتساخه، ومن دون «بربره» أصبح هذا «التقليد» «أصلاً» واجباً لتثبت أنك «أصلي» ولست «تقليداً». كثيراً ما تتعطل سيارات بعضنا في البر، كما تتعطل قلوبنا في «الحضر»، ما يضطرنا إلى حشر خمسة أو ستة ممن نحب في «دبة» سيارة واحدة ، الطريق من البطايح ومضارب بني كتب إلى الشارقة، يستغرق ساعة أو بعض ساعة من نهار، وعندما نصل ونفتح لهم «الدبة»، تماماً كما نفعل في أول أيام عيد الأضحى، تجدهم يهبطون من الدبة جميعاً مبتسمين، ويكتفون بالتمنطق والتمدد، لكنّ أحداً لا يشتكي رائحة جوارب صاحبه!…
آراء
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣
بعد حين، عندما يراجع باحث أو مؤرخ اهتماماتنا وقضايانا سيجد على رأسها مجتمعا مهموما ومشغولا ليس بقضايا كبيرة بل بمسائل هامشية، مثل الخدم، ولا أعني بها انتقاصا لهم بل انتقاص من ترتيبنا لأولوياتنا، تعبر عن مجتمع مترف بلا قضايا أساسية أو مجتمع فقد بوصلته منتقلا من حالة إلى أخرى. سيرصد تاريخنا من أخبار الصحف الرئيسية، خادمة طبخت طفل مخدومها في قدر، وعاملا حبسه «مالكه» في حظيرة في الصحراء عشرين عاما، واتصالات على أعلى المستويات في محاولات لحل قضية منع الحكومتين الفلبينية والإندونيسية إرسال العمالة المنزلية، وآخر يؤكد أن سريلانكا لم تمنع مواطناتها من العمل نفيا للشائعات بعد إعدام الخادمة السريلانكية التي اتهمت بقتل رضيع.. أخبارها في الصحافة والدولية، هي تقول مات اختناقا وأهله يؤكدون أنها خنقته. وأصبح وزير العمل أشهر الوزراء، وأكثرهم جذبا للصحافة، بعد أن أقر ضريبة على استقدام العمالة، وصار بين كاره له، خاصة من لوبي رجال الأعمال، وبين محب له، ومعظمهم من فئة الشباب. وصار الخدم جزءا مهما من الاقتصاد الوطني، فبعد سنوات عجاف في سوق الشركات السعودية نتيجة انهيار سوق الأسهم، لم تنجح كفكرة جديدة إلا شركات العمالة المنزلية التي يفترض أن تقضي على مشكلة الكفالة والرشى. وفي الوقت الذي تشتكي فيه الأسرة من ضعف دخلها تقول إحصاءات الاقتصاد السعودي إن أكثر من مائة مليار ريال…
آراء
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣
لا أعتقد أن الشيخ محمد العريفي كان موفقا في الكيفية التي أراد بها التراجع عن رأيه في تنظيم القاعدة الذي صدمنا به في حواره مع قناة الجزيرة، فمن ناحية كان عليه أن يبادر إلى التراجع بشكل مباشر وليس في سياق سؤال لأحد المشاهدين في برنامج تلفزيوني، حيث يبدو أن السؤال كان مرتبا مسبقا نظرا للديباجة التي استهل بها السائل من التزكية والتبرئة للعريفي قبل أن يجيب، كتمهيد أو تحضير للمشاهد كي يتقبل اعتذاره. ومن ناحية أخرى، فإن المعلومات التي تضمنها الاعتذار باهتة لا تناسب أهمية الموضوع وخطورته، وربما تدين العريفي أكثر مما تبرئه، ولذلك يبدو الموضوع وكأنه فيلم قصير ضعيف الفكرة والإخراج، فماذا لو لم يسأل سائل عن رأي العريفي في القاعدة، هل كان سيصمت ويبقى عند ذلك الرأي؟. وحين يقول العريفي أنه استند في قوله عن أتباع القاعدة إلى حوارات مع بعض المهتمين بالتنظيم، ثم تبين له أنها معلومات خاطئة، وأنه بعد اطلاعه على بعض الكتب التي يؤصل فيها التنظيم لمنهجه وجد أن (عددا) من المنتسبين إليه لديهم تساهل في تكفير المسلمين وإراقة الدماء، أقول إن مثل هذا القول لا يمكن أن يهضمه أحد حين يصدر من أستاذ جامعة بدرجة دكتوراة وداعية وواعظ شهير له الملايين من الأتباع المفتونين والمؤمنين بكل كلمة يقولها. كيف يمكن لأستاذ جامعي أن يتصدر…
آراء
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣
أحياناً أتمنى أن أقضي ليلي ونهاري متكئاً على طاولة خشبية مهترئة، في مقهى شعبي يطل «على شارعين»، به شاشة فضية لا تبث إلا الأبيض والأسود، عسى أن «أتخشب» ولا يأخذني التفكير و«التمحيص» بعيداً. عندما أجلس على تلك الطاولة التي «أحبّ»، سأبدأ لعب طاولة (الشوام)، وأصدح بالهرج والمرج، وأعلن البوح بكل ما يسكن في داخلي من شكوى مواطن، وقبل ذلك سأبدأ في «التطاول»، وفي يدي كأس شاي مدججة بـ«النعناع»، وحتى لا يفهمني أحد «غلط»، فالتطاول هنا أقصد به «لعبة الطاولة - الزهر». أحياناً أعترف بأنني أمقت الكتابة المباشرة، وأحبّذ الكتابة غير المباشرة «التي تقرأ ما بين سطورها»، على رغم أني لست «بوهيمياً»! أعترف بأن قلمي يجلدني أحياناً، ويتطاول على أصابعي، ويقفز على حروف «الكيبورد»، ويتجاوز إلى العقل الباطن، ليخرج ما في جوفه، معلناً الجنوح إلى كتابة «رمزية»، تُطلق سهاماً «لا تصيب.. ولا تدوش»! يشكو المواطن السعودي من بعض الوزراء الذين ينغّصون عليه عيشته، ويحاولون إشعاره بأنهم يصرفون عليه من جيوبهم، و«يطربقون» الدنيا بعبارات المنّة، على رغم وضوح تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله التي تشدد على أن «المواطن أولاً». وبالمناسبة، بعض هؤلاء الوزراء لا يطربهم كل ما يطرح في الإعلام من «أزلام» الصحافة والكتّاب - كما يصفونهم -، لأنهم وزراء (والله أعلم) يحبّذون المدح، ويكرهون القدح، وهو ما يضاف إلى وزارات…
آراء
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣
في هذه اللحظة، التي تقرأ فيها، عزيزي، هذا المقال، ينام أربعة من أهلي ومن أقاربي أو من أصدقائي الخلص على ذات (الرقم) من الأسرة البيضاء في ثلاثة مستشفيات تحويلية بالحبيبة الرياض. وكل ما خشيته حين ابتدأت الكتابة قبل عقد من الزمن هو ما وقع بالضبط: أن يحوّل التباطؤ والبيروقراطية هذه العاصمة الأثيرة، إلى ورشة مركزية لسكان الأطراف كي نذهب إليها في الهزيع الأخير من العمر لسمكرة الشرايين والأكباد والأمعاء، واستبدال قطع الغيار الآدمية للقزحية والشبكية والكلى ومفاصل الأوراك وصمامات القلب وصابونة الركبة. كتبت قبل عقد من الزمن عن مخاوفي أن تتحول مقبرة (الراجحي) بشرق الرياض إلى استراحة (عائلية) لسكان الأطراف التي يصر الإهمال والتباطؤ والبيروقراطية على إبقاء مستشفياتها إلى مجرد عيادات للزكام والكحة. هذه مهزلة إدارية لا يمكن هضمها حين يعلن البنك المركزي (مؤسسة النقد) أن حجم موجوداته من المال السائل تقارب (2457) مليارا فلا يجد المواطن منها سريرا في مدينته الطرفية علاجا لصمام القلب أو قرحة المعدة. تقول المعلومة التي اجتهدت في رسمها قبل قليل من كتابة هذا المقال إن هؤلاء المرضى الأربعة قد احتاجوا إلى (23) ابنا وأخا وقريبا للمرافقة والاطمئنان وقد أكون نهاية هذا المساء رقما إضافيا إلى شقق الرياض وغرف فنادقها من أجل أداء الواجب. تعالوا إلى ضوء الوهم الكاذب في نهاية الطريق. مررت (بالعمد) نهاية…
آراء
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣
ظاهرة نجاح البرامج الكوميدية على "يوتيوب" لا تخفى على أحد، وكل صار مطلعا على كونها تحقق أرقام مشاهدة هائلة، وهي أرقام موثقة ولا مكان للشك فيها، كما أنه لم يعد سرا أن هذه الفيديوهات تحقق أرباحا إعلانية مميزة مقارنة بشركات الإنتاج التقليدية الأخرى، وهو نجاح تجاري هائل إذا عرفنا أن عمر هذه الصناعة لا يتعدى 3 أعوام فقط. ما هو السر الذي جعل هذه الفيديوهات تستولي على اهتمام ومتابعة ملايين المشاهدين رغم صنعتها الإنتاجية المتواضعة، ورغم أن قنوات التلفزيون "تتطاحن" فيما بينها في السنوات العشر الأخيرة لإنتاج أعمال كوميدية كلفت مئات ملايين الريالات في مجموعها، وهذا لا يشمل ميزانيات التسويق التي عملت لجذب المشاهد لها. هل هو فعلا حب الجديد فقط كما يقول بعض أم هناك فراغ معين غطته هذه الكوميديا بشكل لم يستطع التلفزيون تحقيقه؟ الهدف من هذا السؤال ليس جدليا فقط، فمعرفة نقاط قوة الإعلام الرقمي الجديد تسمح لنا بالتفكير والاستفادة منها بأفضل شكل ممكن، حتى يستمر الأداء المميز ولا نسمح للنجاح المفاجئ أن يخلق نسخا مكررة من الأعمال تؤثر على ذلك النجاح بشكل سلبي. في رأيي أن هناك 4 أسرار لنجاح كوميديا "اليوتيوب" أسردها سريعا في هذا المقال. السر الأول هو ما أسميه بـ"التلاؤم" Relevance، وهذا التلاؤم هو ببساطة مدى القرب من الجمهور وثقافته. مشكلة عملية الإنتاج…
آراء
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣
هذه المرة أنا مضطر للدفاع عن موقف الشيخ الدكتور محمد العريفي في وجه من هاجموا تعاطفه المعلن مع تنظيم القاعدة، صحيح أنه يمكن العودة إلى مقاطع الفيديو التي تحدث فيها العريفي عن فساد هذا التنظيم الإرهابي حين كان يقوم بعمليات التفجير في السعودية، ولكن كشف هذا التناقض العجيب بين موقفي الأمس واليوم لن يغير شيئا، فالعريفي منذ أن عرفناه حفلة من التناقضات، نعم أنا مضطر للدفاع عنه ولكن ليس على طريقة أتباعه - المدججين بالبذاءة - بل على طريقتي الخاصة لأنني أرى أن العريفي ليس وحده من يعاني متلازمة (موقف لكل مرحلة) فالكثير من المثقفين والعامة يتخذون مواقف متناقضة لأنهم لا يرون أبعد من اللحظة التي يعيشونها فيكونون أبناء عواطفهم في بعض الأحيان وأبناء مصالحهم في أحيان أخرى ولكنهم في الحالتين لم يكونوا أبناء لقناعاتهم الحقيقية!. ليس العريفي وحده من يتمايل بحسب اتجاه الريح فالكثيرون يفعلون ذلك، يؤيدون القاعدة إذا ما قتلت المدنيين في الدول البعيدة ويعتبرون مثل هذا العمل الشنيع جهادا ثم ينقلبون على أنفسهم ويعبرون عن غضبهم الشديد إذا ما نفذت القاعدة عملية إرهابية في الداخل ويعتبرون عملها هذا إفسادا في الأرض، وفي الحالتين – التأييد والرفض – لم يفكروا إطلاقا في مشروعها الدموي الظلامي المتخلف. الكثيرون أيضا شتموا صدام حسين في وضح النهار حين سقطت صواريخه على…
آراء
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣
يقال "بثر" وهي من "البثور" وتعني في الاصطلاح الكيس الدهني الصغير الذي يظهر في الوجه، و يقال "بثر في اللهجة الشعبية السعودية" وتعني كما عرفها "ابن الأوراس" في موقع إجابات جوجل بأنه: "الشخص الي يغثك وينشب لك وتلقاه بكل مكان، ويصير ثرثار ما يسكت أبد، وإذا ركب معك ما ينزل إلا إذا جاه النوم". هذا الكلمة التي غالبا ما تستخدم كثيرا بين السعوديين أصبحت اليوم سمة واضحة على الكثير من مرتادي الفضاء الإلكتروني، ممن لا يفهمون بأن الحديث (الكيبوردي) هو انعكاس حقيقي لشخصياتهم القلقة، وأن الاختباء خلف الأسماء المستعارة والصور الوهمية لن يغير شيئا من حقيقتهم. ليس لدي حرج هنا أن أخاطب هؤلاء المساكين رغم أني أتجاهلهم دائما على صفحتي في "تويتر" وسأستمر، فأحدهم يأتي "مدرعما" يتهمني بأبشع الأوصاف، والآخر يطلب مني رأيا فيتذاكى محاولا إيقاعي في شر كلامي، وثالث يحاول فقط التحرش اللفظي بي علني أنساق لحوار سفسطائي ممل. سأقول لهم في رسالتي هذا رأيي بهم وموقفي منهم، لا لشيء إلا لكوني أرى أن الوقت قد حان لأعطيهم بعض الـ"وجه" وأرد على "بثارتهم" بأكثر من١٤٠حرفا، فلعل في ذلك فرحة لنفوسهم المسكينة وعقولهم المتشنجة. تأكد أيها "البثر" أنك في سلم الذكاء لم ترتق ولو درجة، وكلماتك مهما نمقتها فلا تحمل معنى لأن الفكر الذي تنطلق منه فارغ، ومحاولاتك الدائمة للتجاوز…
أخبار
الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٣
هناك نوعان من البشر ممن نقابلهم ونصاحبهم في هذه الدنيا: نوع يرافقنا في مسيرة الحياة، لفترات طويلة، و هو بطبيعة الحال يؤثر ويغير من طبائعنا وقناعاتنا ببطء، وعلى المدى الطويل، حتى يأتي اليوم الذي لا نستطيع فيه أن نتخيل الحياة من دونه، لأنه أصبح جزءا منا، والصحيح، هو أن أفكارنا باتت تتلاقى في أكثر من محور. أما النوع الثاني فهو ذلك الذي يمر على حياتنا لفترة قصيرة، ولكنه يقودنا الى منعطفات حادة، تؤثر فينا ما تبقى لنا من حياة، وتغييره يظهر فجأة وندركه في حينه، يتركنا مندهشين، نسائل أنفسنا، أين كنا قبل أن نقابله، وكيف سمحنا له أن يغيرنا بهذه السرعة، لنتوصل الى حقيقة مفادها أننا كنا في حاجة له لينير لنا ما ظلم من حياتنا، وأن مروره القصير بحياتنا كان له غايات أسمى من مجرد معرفته. هكذا التقيت المغفور له بإذن الله، ثامر سعيد سلمان، عرفته شخصاً ودوداً، بشوشاً، في نظراته دفء يرحب بمن يلتقيه لأول مرة، كنت على معرفة سابقة به، ولكن علاقتي به كانت سطحية، وكنت في كل مرة ألتقيه، لا يزيد حديثي معه، عن سؤال الحال والأحوال، إلى أن اجتمعت به في مأدبة عشاء، ملبياً لدعوة صديق مشترك. تناولنا ليلتها نقاشاً لبعض المواضيع المختلفة، ومع أنه كان أعلى كعباً وأرسخ قدماً، من أغلب الحضور، بالنسبة للمواضيع…
آراء
الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٣
أكثر من مرة راجعت حديث رئيس وزراء العراق نوري المالكي أمس في «الشرق الأوسط»، لأنه جاء على القضايا الحساسة في غاية الصراحة، وقليلا ما يتجرأ السياسيون على فتح عقولهم للغير. تحدث عن دراية بسوريا، فقد عاش فيها سنوات المعارضة الطويلة، وقال إنه لم يفاجأ بمسار الصراع في الحرب الدائرة هناك وقدرة النظام على الصمود، وإنه تنبأ بهذه النتيجة مبكرا للرئيس الأميركي، ونائبه، ووزيرة خارجيته السابقة عندما كان في زيارة لواشنطن. يقول إنهم كانوا يعتقدون أن الأسد سيسقط في شهرين، في حين راهن معهم على أنه لن يسقط حتى بعد سنتين. لماذا؟ يقول المالكي إن النظام في سوريا مسألة طائفية، ووجود العلويين في الحكم حالة بقاء للطائفة، وخروجهم يعني لهم حالة المقتول مقتول، وإنهم اليوم يقاتلون قتال المضطر، برجالهم ونسائهم، ولهذا صمد النظام. ومع أن المالكي محق في تقديره لعزيمة النظام، وتخندقه بالعلويين، وكل ما قاله صحيح، إلا أن بقاء الأسد كل هذا الزمن الطويل، وسط الدماء والدمار، ليس صحيحا أنه لأن العلويين صامدون، أو أنهم أكثر وحدة وأقوى عزيمة، أو أنها، كما وصفها، حالة اليأس، أي دفاعهم دفاع المحاصر.. لا.. ليست هذه هي أسباب بقاء النظام وإن كانت عاملا ضروريا في بقائه. السبب الحقيقي واضح، نظام الأسد يقاتل بجناحي روسيا وإيران. يواجه هبة شعبية ضخمة، ملايين الناس لكنها بلا جدار…