آراء
الجمعة ٠٨ فبراير ٢٠١٣
دخلت إسرائيل على الموضوع السوري مؤخرا من بابين: الإغارة على مواقع عسكرية في سوريا ما تزال تفاصيل أهدافها غامضة فيما بين مركز للأبحاث العسكرية وقافلة صواريخ متطورة إلى حزب الله، والإعلان من جهة أُخرى عن إجراءات على الحدود مع سوريا على مرحلتين: إقامة سور عازل يشبه ذاك الذي أقامته إسرائيل ضمن الضفة الغربية والقدس وعلى تخومهما، والقرار أخيرا بإقامة منطقة عازلة في الجولان السوري بعرض 15 كيلومترا للوقاية من التطورات المحتملة بعد سقوط الأسد ونظامه. أما إيران فقد أرسلت إلى سوريا سعيد جليلي مدير مجلس الأمن القومي، وقد بقي الرجل عدة أيام اجتمع خلالها بالأسد، وأعلن بعدها أنّ إسرائيل ستندم على ما قامت به؛ في حين قال مسؤولون إيرانيون آخرون إنّ الردَّ السوري على الهجوم الإسرائيلي سيكون حاسما، ويوشك أن يُدخل الكيان الصهيوني في حالة غيبوبة! وفي الوقت نفسِه اجتمع وزير الخارجية الإيراني صالحي في ميونيخ بمعاذ الخطيب رئيس الائتلاف للمعارضة والثورة، وقال صالحي بعدها إنّ الاجتماع كان ممتازا لأنّ الخطيب قبل التفاوض مع نظام الأسد بشروط! ماذا يريد الإسرائيليون، وماذا يريد الإيرانيون، وما العلاقة بين التحركين؟ كلا الطرفين الإسرائيلي والإيراني يقف مع نظام الأسد، لكنهما يُعدّان في الوقت نفسِه لصَون مصالحهما إذا سقط النظام. فالإسرائيلي يتخذ إجراءات على الحدود للحماية والوقاية بعد أن ظلَّ ساكنا ومطمئنا منذ عام 1974…
آراء
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٣
مصر الأرض الطيبة التي لا تزال تنتظر كل ليلة إبنها الضال أن يعود..، ثمّ تستيقظُ كل صباح لتشهد أنّ الصراع في الوادي لم ينتهي وأن الحدّوتة المصرية لا تزال في بدايتها وأنّ إبن النيل نسيَ طعم ماء النيل! مصر التي تقول بصوت نجاة الصغيرة لكل من تسكنُ قلبه " لو بتعزّني" حافظ عليّ ولا تُهدر تاريخي ولا تستهين بإختياري وثورتي ويقظتي العتيّة. مصر التي تٌعاتب الذي يُزايد على حبّها بالقتل والعنف والخيانة ، تصرخ في وجهه " حبّ إيه اللي إنته جاي تقول عليه ! " أيّ سيرة حب ستحكي الأرض لأبنائها وأي سكّة للعاشقين ستبني ل " أعزّ الناس" ! مصر التي يتناهشها "اللص والكلاب" ويذهب أبناؤها المخلصين "وراء الشمس" وتبحث عن "الفانوس السحري" لتخرج من عنق الزجاجة التي بدأت تضيق أكثر وأكثر، تبحث عن طوق نجاةٍ أخير علّها تنجو من الغرق! هي التي كثُر مشاغبيها فملّت ولم تستطع حتى الآن أن تبدأ درسها الصباحي، تُريد منهم أن ينهضوا ويكتبوا ويُبدعوا ويٌنجزوا ولكن طلاّبها يهربون ويتسرّبون " ولا من شاف ولا من دري"! مصر التي يسكنُها " شيءٌُ من الخوف" وأشياء كثيرة من كرامةٍ وكبرياءٍ وتضحية، مصرُ الباشا والبيه والهانم ..، مصرُ المعلّم والفتوّة والجلباب و"قهوة الماوردي"، مصر التي تعيش لياليها بين إستيقاظ وحراسة وتمرّد وثبات ولا عكاشة ليكتب…
آراء
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٣
إن كنت ترغب بمعرفة اسرار المجتمعات الخليجية، فأنصحك ان تكون أجنبياً ليوم واحد، وسينكشف لك غطائها. كن أجنبياً، بمعني الأوربي، او الأمريكي، تَخَفى وغير من طريقة مشيك، ولكنتك، وادعي انك اجنبياً لترى العجب، كن أجنبياً حتى تسوق منتجاتك، ويقتنع بك أصحاب الشركات، كن أجنبياً، واضرب موعداً لتقديم فكرة جديدة، لأكبر الشركات في اي دولة خليجية، مع نسبة تسع وتسعون بالمائة لقبولها، وتنفيذها على الفور، مع حفظ حقوقك طبعاً، كن أجنبياً، وتوظف بسرعة البرق في القطاع الخاص، وتمتع ببدل استيقاظك، وبدل زحمة الصباح، وبدل حرارة الجو، ولا تستغرب ان منحت بدل لتنفسك. كن أجنبياً وأعمل مستشاراً في مجال غير مجالك، وكن أجنبياً، وستجد ان بعض المحلات التجارية تبيعك سلعها، بأسعار أقل من المعتاد، وحتماً ستفوز بالجائزة الكبرى، المرصودة للحملات الترويجية، كن أجنبياً وسيقربك ويثق بك المواطنون ويطلعوك على أسرارهم، فأنت "حتة أجني" لن تنقل اسرارهم الى شخص يعرفهم، وستحتفظ بها لنفسك، واذا حدث وألفت كتاباً عن اسرارهم بعد عودتك الى وطنك، سيكتفون بالتعبير عن صدمتهم فيك. كن أجنبياً، وستكشف الكثير من المنقبات نقابهن أمامك، فأنت مجرد أجنبي ولست رجلاً، ولا يشملك غطاء الوجه. كن أجنبياً، وسيحاول الجميع ان يثبت لك انهم مختلفون على أبناء جلدتهم، وربما تقبل احدهم فكرة ما منك، لمجرد ان يثبت لك بأنه ذو عقلية منفتحة، ويتقبل الأخر.…
آراء
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٣
نسب إلى أحد قادة السلفية الجهادية في الأردن قوله: «إن حربا ستقع بين الجهاديين والمقاتلين العلمانيين (الجيش الحر) في حالة سقوط الرئيس بشار الأسد». عند قراءة هذا التهديد نجد له تفسيرا من اثنين، إما أنه جزء من حملة نظام دمشق التخويفية، أو تصريح صادق يعبر عن مشروع الجماعات الجهادية، وكلا الاحتمالين كارثي. الحديث منسوب لجهادي يلقب بأبو سياف مؤيد لـ«القاعدة». حديثه حديث متفرج وراء الحدود، لولا توقيته الذي يخدم الأسد فقط، الذي يواجه انتفاضة غالبية الشعب ضده باتهامهم أنهم إرهابيون من تنظيم القاعدة. وهنا يطابق تصريح أبو سياف الأردني مزاعم نظام دمشق ويخدمه خدمة عظيمة. فمن يسمع كلامه مضطر لأن يسائل نفسه، هل الأفضل أن يحكم سوريا شرير أنيق الملبس مثل بشار الأسد، أم شرير رث الثياب يحمل سيفا؟ بكل أسف سيختار كثيرون الأسد على الظواهري، سيختارون «سوريا الأسد» على «أفغانستان طالبان و(القاعدة)»، ولا يمكن أن يقبلوا بسوريا صومالية، ولن يحاربوا لتصبح دمشق تمبكتو أخرى. هذا التخيل المرعب مبني على فزاعة تقول: إن سقوط الأسد يعني صعود الظواهري وجبهة النصرة و«القاعدة». لكن لماذا نفترض أن إسقاط نظام الأسد، وهو مطلب شعبي واسع، سيليه حتما استيلاء «القاعدة» على دمشق؟ الحقيقة ما يقوله أبو سياف الأردني هو ما يقوله «أبو سياف الأسد»، حملة تخويف المواطن السوري الذي يقاتل منذ عامين من أجل…
آراء
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٣
..وهنا، اليوم، أستنجد بهيبة معالي الإنسان الوزير، الدكتور خالد العنقري أن يلتفت لمأساة (ابن وطن) يحمل شهادة دكتوراه حقيقية، ومن العيار الثقيل، في تخصص نوعي، وللأسف الشديد تغتاله مؤامرات القبول بالجامعة، مثلما ـ وأنا مسؤول عما أقول ـ يرفضه بند الاشتراطات على نظام (حافز). أطلب من معالي الوزير أن يسألني عن كل حرف في المقال حتي لا يتحول هذا المواطن البار إلى مشروع مكتمل الأركان للكراهية.. يحمل صاحب (القصة) شهادة دكتوراه في نظم المعلومات الجغرافية، وقضى من أجلها سبع سنين في جامعة (نوتنجهام) البريطانية، وهي على جدول (التصنيف)، كما قرأت البارحة، ثالث أفضل جامعات بريطانيا في هذا التخصص، في المركز السادس عشر على المستوى العالمي. ومنذ ثلاث سنوات وأوراق تعيينه كأستاذ بالجامعة تتراوح من رفض إلى الذي يليه، رغم المفارقة المدهشة أن القسم الأكاديمي الذي يرفض تعيينه رسميا هو ذات القسم الذي يمنحه الفرصة الكاملة للتدريس ـ متعاقدا - بتراب الفلوس ثم يعطيه، بتناقض مثير، شهادات الإشادة على الكفاءة والمستوى الأكاديمي المتميز. نحن بكل الشواهد ـ صاحب المعالي الوزير ـ أمام مهزلة من العيار الثقيل، لأن القسم والكلية والجامعة التي ترفض تعيين واحد من أكفأ المؤهلين من أبناء الوطن، هي ذاتها التي تعاقدت، ومن الخارج، في ذات السنوات الثلاث الأخيرة، مع ما لا يقل عن عشرة أساتذة في التخصص ذاته،…
آراء
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٣
زيارات كثيرة قامت بها نزاهة إلى بعض المناطق، وبالتمعن في الصف المستقبل لمسؤوليها لن تجد إلا نفس النوعية التي يشكو المواطن من عدم نزاهتها. مشكلة نزاهة أنها لا تذهب إلى المواطن مباشرة كي تسأله عن شكواه، وعن الذين غيبوا النزاهة من حياته؛ لكنها تذهب راضية مرضية إلى أهل البشوت السعداء الذين حولوا حياة المواطن إلى وجبة مليئة بالسموم والويلات، وخالية من النزاهة. نزاهة سمكة صغيرة مازالت تتعلم العوم، وهي تعيش بين حيتان مُدربة على الصيد والسباحة، ولديها القدرة على البقاء تحت الماء دون أوكسجين، ولذلك يموت السمك الصغير دون نزاهة، وتواصل الحيتان الكبيرة حياتها دون شعور بالخوف. نزاهة فكرة حلوة، لكنها تُسلي الناس بعروضها الشقية كي تتأخر الصدمة التي تأتي عادة بعد اكتشاف موت الضمير، وضياع الأمل في العثور على ناجين محتملين في عصر الخيبات الكبرى. نزاهة أشبه بلعبة جديدة يعشقها الأطفال لأنها تعلمهم قوانين اللعب، واحتراف المناورة، وكيفية تجنب المصيدة، وهي على وشك أن تصبح هدراً مالياً دون نتائج؛ لكن هذا الهدر سيكون على حساب المستقبل، وسنكتشف أن نزاهة ساهمت دون أن تدري في تسمين الحيتان الضارية. النزاهة التي نريدها ونحلم بها؛ تتجاوز التصريحات التي تقول دائماً إن ثمة حيتاناً ضخمة وقوية في البلد تقف خلف الفساد وتحميه؛ هذه معلومة يعرفها كل الناس، والأجمل من تكرارها -أي المعلومة- أن…
آراء
الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٣
المشوار الاعتيادي لشركات تحويل الأموال يعرفه معظم الربع، فهناك من يذهب للصراف شهرياً ليحول إلى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق (لشراء جاكيتات)، فكما تعلمون ظروفنا «المناخية» لا تسمح بالتهاون في هذا الأمر، وهناك من يحول «صدقة وزكاة» إلى جهات الدنيا الأربع، ولا أحد من المحولين يجرؤ على أن يكتب في ورقة التحويل «نفقة»، وكان الله في البدء وفي الخاتمة في عون لجنة البحث عن أبناء المواطنين، التي تركض خلف الشباب الذين يركضون بدورهم خلف... بوعليان! هذا الأسبوع ذهبت لتحويل مبلغ إلى أحد الزملاء في دولة خليجية، ففاجأتني شركة الصرافة بطلب مبلغ 200 درهم رسوم تحويل، وهو ما أحسبه على طريقة العرب بـ«سعر تفويلة» للسيارة، بينما كنت أرى الزملاء يحولون إلى بوسطن وغينيا بيساو وسان بطرسبرغ وحي أغدال بعُشر هذا المبلغ، وهو ما يساوي بنظام الكم العربي «بطاقة رصيد»، وحين سألت الموظف عن عدم منطقية هذا الأمر أجابني بآلية من اعتاد إجابة هذا السؤال كثيراً: من دولة خليجية إلى دولة خليجية السعر مرتفع، سألته عن السبب، فقال بصدق حسدته عليه: «يا أخي أنتم عندكم فلوس»! لا أعرف كيف سنجبر العالم على احترامنا، وعلى تذوق فنوننا وكتاباتنا وتراثنا، ونحن نسمح لشركاته في الوقت نفسه بأن تنظر إلينا هذه النظرة الضيقة كمصدر للمال.. وللمال فقط.. العبارة مؤلمة بل ومؤلمة جداً لمن يعرف ما خلفها!…
آراء
الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠١٣
منذ صدور القرار الملكي بزيادة رواتب المعلمين في المدارس الأهلية، وأصحابها في تنافس محموم لحصد أكبر مبلغ من الرسوم، فبعض المدارس استَبَقتْ بالبدء في تنفيذ القرار ورفعت رسومها لسنتين متواليتين، تكبد فيهما أولياء الأمور الثمن لمجرد أنهم اختاروا أن ينال أبناؤهم تعليماً في مبانٍ «أفضل» من التي توفرها المدارس الحكومية، وعلى الرغم من الدعم الذي تتلقاه تلك المدارس من الوزارة والدولة، إلا أن عدم تقيد بعضها برفع الرواتب كشف عن صورة بشعة هزت الثقة في أكثر من صرح تعليمي كان واجبه تعليم النشء القيم وكيفية الالتزام بها؛ ما دفع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالتدخل، حيث ألزمت الوزارة بتوجيه المدارس الأهلية بعدم إجراء أي زيادة في الرسوم، إلى حين اعتماد القواعد المنظمة التي ستضعها الوزارة. وبعد أن تلقت «نزاهة» عديداً من البلاغات والشكاوى من أولياء الأمور كان عليها متابعة تنفيذ قرار مجلس الوزراء، وبالفعل قامت الوزارة بإعداد القواعد، وتمت مناقشتها مع من أسمتهم «نخبة» من أولياء الأمور، وجمعية حماية المستهلك، في اجتماع ضمَّ ممثلي اللجنة الوطنية للتعليم الأهلي في مجلس الغرف السعودية، وكان من المهم أن تراجع «نزاهة»-أولاً من مبدأ الشفافية التي اعتمدته في منهجها- مسألة «تضارب المصالح» بالمساءلة والتحقق بدقة من الخلفية التجارية لممثلي اللجنة الوطنية للتعليم الأهلي في مجلس الغرف السعودية، إذ يتطلب الأمر أن يفصح كل عضو منهم…
آراء
الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠١٣
مسرحيّة جديدة شهدها البرلمان الإيراني لتسخين أجواء الانتخابات الرئاسيّة المقبلة، إذ زُجّ «سعيد مرتضوي» وزير عمل «نجاد» في سجن «إيفين» بعد استيضاحه من قبل البرلمان الأحد الماضي، وبذلك خسر «نجاد» ورقة هامّة سبق ولوّح بها بوجه رئيس البرلمان «علي لاريجاني». ويُعرف أن «مرتضوي» كان يرأس محكمة طهران ويُعد المساهم الرئيس في القمع المفرط والتعذيب الوحشي وإبادة المحتجّين ضد عمليّة تزوير الانتخابات الرئاسيّة بأمر «خامنئي» عام 2009، كما يتصدّر رأس قائمة الاختلاسات الماليّة لـ«منظمة التأمين الاجتماعي» في البلاد. وبث «نجاد» شريطاً غير مفهوم اتهم من خلاله «فاضل لاريجاني» وهو شقيق «علي لاريجاني» رئيس البرلمان بلقاء «مرتضوي» وطلبه لبعض المكاسب غير المشروعة. ورد عليه «لاريجاني» بعدم صلة الشريط ومضمون الجلسة، فوصفه بـ«رجل العصابة والناقض للقوانين» ممّا أدى إلى الاحتدام والجدال اللفظي بينهما، انتهى بمغادرة الأول لقاعة البرلمان. وذرفت دموع جماعة «خامنئي»، معبّرين عن «شديد حزنهم إزاء مهزلة الصراع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية» ووصفوه بـ«الأحد الأسود». وأكد البعض أن «سجن وزير العمل يُعد تمهيداً لإلقاء نجاد وسائر أفراد عصابته في السجن قبيل الانتخابات الرئاسيّة». وقبل أحداث البرلمان بأيام قليلة كشف شقيق «أحمدي نجاد» عن «هيمنة البهائيين على عصابة نجاد متهماً إياهم بالادعاء بتلقي الأوامر مباشرة من صاحب الزمان والسعي للقضاء على خامنئي (نائب صاحب الزمان وفقاً للإيرانيين) وإبعاده كلياً من المشهد السياسي في…
آراء
الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠١٣
في زيارتي الأولى للأهرامات قبل أيام، رأيت ما يمكن أن يلخص لي حال مصر: الفوضى! ويا ليتها فوضى «خلاقة»، لكنا عزينا النفس بأن القادم أفضل. لكنها -في ما يبدو- فوضى عبثية هي من نتاج الإهمال الطويل للتنمية الإنسانية، وهي شاهد صارخ على سوء الإدارة وضعف الرقابة. حزنت أن أرى واحداً من أهم المعالم السياحية العالمية يعيش حالاً من البؤس والفوضى لا تعرف معها من هو مسؤول الأمن، ومن هو دليلك السياحي؟!! ولم تعد تفرق في زحام الناس حولك، بين «الغلبان» و «المحتال»! وإذا كانت السياحة واحداً من أهم روافد الاقتصاد المصري، فإن ســـوء الإدارة عند الأهرامات دليل ساطع على فشل الإدارة العليا للاقتصاد المصري. كيف يُترك أهم معلم سياحي في مصر لتلك البدائية في الإدارة ومعاملة السواح؟ هناك، قلت لنفسي: إن صلحت إدارة السياحة في الأهرامات ربما صلح الاقتصاد المصري. ولكن كيف يصلح اقتصاد مصر والقادة الجدد هناك منشغلون بخططهم وحساباتهم من أجل الهيمنة على كل مفاصل الدولة في مصر؟ الفوضى هي عنوان المشهد المصري اليوم، وهي للأسف منظومة متكاملة، يساند بعضها بعضاً، تبدأ من دخولك المطار ولا تنتهي عند أبواب الأهرامات. وإن لم يُعط الاقتصاد أولوية قصوى فستتراكم مشكلات مصر، ونعود بعدها إلى المربع الأول الذي انطلقت منه وبسببه ثورة شباب التحرير. أسفت جداً لرؤية مصر المثقلة بمشكلات جديدة…
آراء
الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠١٣
من ثلاث مدن، لثلاث مناطق سعودية مختلفة، قضيت مساء ما قبل البارحة في حوار صاخب خرجنا منه بالسؤال المشترك من مجموع الألسنة: لماذا لا يستمعون إلينا؟ وهم بالطبع يقصدون الآذان الصماء لفئام واسعة من قطاع المسؤولين التنفيذيين بالإدارات الحكومية بهذه المناطق.. أمين المنطقة الذي استمرأ الاستعلاء والطرد رغم كل ناصح إليه يقول له بالحرف إنه يعدم المستقبل الجمالي لهذه المدينة، وإن ثلث هذه المدينة بالكامل بلا (أمين) حقيقي، وبلا بلاطة واحدة للخدمات البلدية منذ خمس عشرة سنة.. هم يقصدون صاحب المعالي، مدير الجامعة، الذي حول الجامعة في منطقتهم إلى مجرد قطعة أرض بأطراف المدينة، ولا دخل لأهلها ولا لأبنائها في مناصبها الإدارية المختلفة، مثلما هم أيضاً أقليات بأدنى نسب القبول في الكليات النوعية، وعلى رأسها الطب والهندسة.. هم يقولون إن الحصول على وظيفة (معيد) بالجامعة لأهل المكان، ليس إلا وهما من الخيال، رغم أن الضامن المعلن عبثا في الترشيح ليس إلا الكفاءة والمعدل وبطاقة الهوية الوطنية.. هم يقصدون مديري التعليم في محافظات مناطقهم المختلفة الذين يختذلون معادلة الترشح للوظائف الإدارية في قطاع التعليم داخل أجندة سرية، رغم أن الضامن العلني، مرة أخرى، هو معيار الكفاءة وبطاقة الهوية. سأقول اليوم على مسؤوليتي الخاصة إن خللاً ثانوياً في شخصية مسؤول ثانوي شارد قد يقتل من حيث لا ندري محبة وولاء قطاع واسع…
آراء
الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠١٣
أول مقال كتبته قبل 33 عاماً، كان تعقيباً على أحد الكتّاب، ثم كان مقالي الثاني أيضاً تعقيباً على كاتب آخر! أمسك بي أحد الأصدقاء «الحكماء»، وقلّ أن يكون بيننا حكيم في ذلك السن الشبابي، أثنى على تعقيبيّ الأول والثاني (كنت أسميها تجمّلاً: مقالات!) وامتدح أسلوبي فيهما، ثم قال لي: طبيعي أن تكون بدايتك الكتابية هكذا، ردود فعل وتعقيبات، لكن إياك أن تجعل كتاباتك كلها تعقيبات، فتصبح (معقّباَ) وليس كاتباَ! أستذكر الآن تلك النصيحة الذهبية، وأنا أشاهد (فئة) من المجتمع دورها في الحياة ليس صنع شيء... بل صنع موقف من صنيع الآخرين! والعجيب أن هذه (الفئة) ليست في بدايات شبابها ومساهماتها، حتى نتفهّم سلوكها فنعذرها، بل هي في سن الكهولة وما زالت تمارس دور (المعقّب) الفكري أو الثقافي! هذه (الفئة) لا تجيد صنع الأفكار لكنها تجيد هدم أفكار الآخرين. وهي لا تكتب شيئاَ... بل تهاجم كتابات الآخرين، ولا تقول شيئاَ... بل تفند أقوال الآخرين. إن أجمل تسمية تليق بالمنتمين إلى هذه الفئة هي (الهدميّون) المعقّبون على كل بانٍ... كاتبٍ وناشطٍ وفاعل. المزعج حين تتلبس هذه (الفئة) لبوس: الأغير على الدين والأخلص للوطن. وإذا استطاع «اللاعب» معك أن يمسك بورقتي الدين والوطن، لا يعود في يدك سوى ورقة الصدق، التي يمكن أن تهزمه بها. أما المزايدة على الدين فهي من أحرش المزايدات،…