آراء

آراء

السخرية والضحك والذائقة الجمعية

الخميس ١٧ يناير ٢٠١٣

حكى لي أحد الكتاب الساخرين أنه شارك ذات مرة في ندوة حوارية مع اثنين من الساخرين مثله، محورها النمط الكتابي الخاص بهم، أي الكتابة الساخرة.. وبعد نهاية الندوة أبدى عدد من الحضور امتعاضهم من المشاركين لأنهم لم يضحكوهم، ما يعني أن قسماً من الجمهور جاء ليضحك على اعتبار أن الكاتب الساخر قادر على تحريض هذا الفعل لديهم. وذات مهرجان مسرحي في أبها أيام مسرحها المكشوف في المفتاحة، قدمت إحدى الفرق مسرحية جادة بإمكاناتها البسيطة، وبعد فترة من بدء العرض شرع معظم الحضور بالمغادرة.. سألت البعض ممن كانوا يجلسون جواري عن سبب مغادرتهم، فكان الرد: "ما فيها شي يضحك".. وزرت قبل صدور "الوطن" بشهور مع صديقي فنان الكاريكاتير مديرَ بنكٍ في المنطقة، وما إن عرف أن ضيفه رسام كاريكاتير حتى بدأ يرمي النكات واحدة تلو الأخرى.. وصديقي عبدالهادي شماع يكتفي بالابتسامات، فاللهجة كانت جديدة عليه وقتها، ما أثار استغراب المدير من فنان الكاريكاتير الذي لم يستلقِ على قفاه من الضحك لنكاته الرائعة.. وضاع موضوع فتح الحساب حتى تذكرناه ونحن نصافح المدير للمغادرة، وهنا ضحك شماع من أعماقه على المفارقة.. إشكالية الكثير من الناس أنهم يتبنون فكرة اختُزنت في ذاكرتهم ولا ينحازون إلى غيرها، ويأخذون المفردة كما هي ولا يبحثون في مدلولاتها وما تقود إليه، كما في الحالات التي سبق ذكرها. ولذلك…

آراء

فلنرجمها بحجر

الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٣

الكاتبة المميزة الدكتورة بدرية البشر نشر لها الكثير من الكتب والمقالات الرائعة، ونالت العديد من الجوائز الدولية والإقليمية، ولكن في العام 2006 نشر للدكتورة رواية تدعى هند والعسكر، في هذه الرواية كان يوجد سطر واحد اعتبره من يتصيدون الفرص ضد الغير بأنه دليل على التجديف والانحراف الفكري، منذ ذلك الحين يتم رجم الدكتورة البشر يومياً! من الصعوبة بمكان أن تعيش في مجتمع لا يدعم نجاحك، ولا يوفر لك أدنى مقومات التميز والإبداع، وسيكون الوضع غريباً عندما يشيد بك فجأة المجتمع نفسه عندما تثبت نفسك، وبعد أن يعترف بك الغير كشخص ناجح ومميز في أحد المجالات. ستحاول أن تقنع نفسك بأن المجتمع قد تغير، وبأن نجاحك سيكون أخيراً مصدراً لسعادتهم، وسيستمر هذا الإحساس معك وإلى أن يجد أحد أفراد هذا المجتمع، والذي لا تدين له بأي فضل في نجاحك فرصة سانحة للنيل منك. قد يستمر البحث عن هذه الفرصة لفترة طويلة، ولكنه لن ينتهي لأن هذه النوعية من المجتمعات لا تموت فيها الطفيليات التي تعيش على إضعاف الآخرين وتحطيمهم. الغريب في الموضوع أنه سيتم البحث في كامل حياتك للبحث عن أي زلل أو خطأ للتشهير بك، والنيل من مكانتك، والمطالبة بمحاربتك، ومنعك من ضوء الشمس، حتى ولو حاولت أن تسحب جذورك من الأرض التي غرستها فيها لتهاجر إلى غابة مجاورة، لتبدأ…

آراء

اعتبرنا «مصريين يا شيخ»!

الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٣

أثارت خطبة الشيخ محمد العريفي الملتهبة في مديح مصر غيرةَ كثير من مواطنينا، وأنا منهم، وعلى رغم أن جميع ما ورد في الخطبة ألّفه أحد الباحثين المصريين، ونُشِر في بعض المواقع المصرية بعنوان: «مصر وما فيها من الفضائل في القرآن والسنة»، ثم تبيّن أن «أكثرها» باعتراف الشيخ منقول «شبه حرفي» من مقالات للباحث الدكتور محمد موسى الشريف، التي نشرها في سلسلة مقالات في مجلة «المجتمع»، بعنوان «فضائل مصر ومزايا أهلها». إلا أن الشيخ حين يصدح بها في خطبة «مضرية» من مسجد عمرو بن العاص في القاهرة، وتنقلها قناة «الجزيرة»، فإن طعمَها يصبح مختلفاً، فينصت لها المصلون، وتُشفي قلوب «المقروحين»، وتُداوي جراح المعوزين. فالخطبة لم تترك قولاً في مديح مصر الحبيبة على قلوبنا إلا استحضرته، بدءاً من ذكرها في القرآن والسنة، ومروراً بالصحابة، وقول كعب الأحبار ابن إسحاق: «لولا رغبتي في بيت المقدس لما سكنت إلا مصر»، وانتهاء بالشعراء الذين مروا بها، وأهمهم المتنبي. لم يبخل الشيخ العريفي على أقباط مصر بالمديح، فذكر قول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: «فاستوصوا بقبطها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً»، وغاب عنه قول عمرو بن العاص المشهور الذي جعل رجالها مع من غلب ونساءها كاللعب، لتحضر مقولته: «من أراد أن ينظر للفردوس فلينظر إلى مصر»، كما أصّلت الخطبة العلاقات السعودية المصرية، وذكرتهم أن المصريين…

آراء

خليجي 21: الفكر الإماراتي

الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٣

إحدى ليالي "خليجي ٢١" التقيت صدفةً بالجهازين الإداري والفني للمنتخب الإماراتي، وذلك بعد آخر مباراة خاضها الأبيض في الأدوار التمهيدية. وعلى الرغم من وجود عدنان الطلياني ومحمد عبيد حماد ومهدي علي في (لوبي) الفندق الأكثر صخباً إعلامياً في ليلة حصد العلامة الكاملة إلا أنهم فضلوا انتقاء زاوية قريبة من الحدث بعيدة عن الأضواء والكاميرات يراقبون عبرها ما يدور أمامهم ويتبادلون الأحاديث والنقاشات حول البطولة. ولعل الروح المرحة التي يتمتع بها عدنان الطلياني قادتني بمزحة عابرة للمشاركة في الحديث لعدة دقائق حول كرة القدم. أي فكر يحظى به مسيرو الأبيض الإماراتي وأي نظرة مستقبلية يتمتعون بها. كانوا مميزين في نقاشاتهم وطريقة حوارهم، يجيدون فن الاستماع قبل الحديث، يستمتعون بالأخذ والرد حتى وإن اختلفت معهم في وجهة النظر.. يحترمون الشخص قبل منصبه، ويقدرون الإعلام ويعرفون كيف يتعاملون معه باحترام حتى وإن رفضوا الإدلاء بأي تصريحات. عدة دقائق أيقنت من خلالها مدى الجهد الجبار المبذول من أجل مستقبل كرة القدم الإماراتية فلكم أن تتخيلوا أن منتخب الحلم الحالي نواة أولى لأجيال مستقبلية رسموا طريقها من الآن عبر خطط بعيدة المدى. ولكم أن تتخيلوا كيفية اهتمامهم بلاعبيهم سواء كانوا مع أنديتهم أو مع منتخباتهم ومتابعتهم لأدق تفاصيل حياتهم في البيت والمدرسة أو الجامعة وفي النادي والعمل على إيجاد حلول لأي مشكلة قد تواجههم ناهيك…

آراء

العهد الجديد

الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٣

حين ألقى خادم الحرمين الشريفين خطابه التاريخي في سبتمبر العام الماضي بالسماح لدخول المرأة إلى مجلس الشورى، لم يكن يعلن وقتها دعمه واحترامه وتقديره لها فقط، مع العلم أنه أشاد بأهميتها في المجتمع في أكثر من مناسبة، بل شحّذ بخطابه همّتها وجعلها تعطي بقوة أكبر كأمٍّ وموظفة وعاملة مخلصة في هذا الوطن، الذي أسهمت كثيراً في إرساء أساساته وساعدت في دفع عجلة التنمية بجانب شقيقها الرجل، ولكن لم تحظَ بنفس الاهتمام والفرص والمميزات التي حصل عليها، بسبب بعض التقاليد والعادات التي توارثتها الأجيال من زمن الجاهلية، ليسبب ذلك فيما بعد نوعاً من الخلل المركب، الذي جعل تواتره على مر السنين المشكلة أكثر تعقيداً ليُهمش على أثره النصف الآخر من المجتمع. وقد عبّر قائد الدولة في أكثر من موقف عن تشجيعه وإعجابه بنشاط المرأة في المجتمع، بعد أن سجلت نجاحاً فوق المستوى وغير متوقع على الرغم من الإمكانات المحدودة جداً الممنوحة لها، فبعد أن رآها تتفوق (كعالمة فيزيائية في تقنية النانو، وبروفيسيرة ورئيسة لقسم العيون ومركز الأبحاث، وسفيرة للنوايا الحسنة، ودكتورة في تخصص الطب النفسي، وعالمة في التقنية الحيوية ترفض استغلال أبحاثها أو علومها في الأغراض الحربية، وعالمة من ضمن أفضل العلماء حول العالم المنتظر أن يغيروا من وجه الأرض بأبحاثهم وابتكاراتهم، ومستشارة في التخطيط، ومديرة تنفيذية لصندوق الأمم المتحدة وأول…

آراء

«الهيئة» لا تزور «سابك»!

الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٣

لأنه لا توجد فيها امرأة واحدة عاملة، وقد لا تدخلها زائرة أو محاضرة أو خبيرة أو حتى متسولة، فلا تحرش ولا شبهات اختلاط، فهي جزيرة «ذكورية» بامتياز، ولعلها الوحيدة الصامدة في وجه المد النسائي حتى الآن. النساء تولين مناصب قيادية ودخلن مجلس الشورى واقتحمن كثيراً من مجالات العمل المناسبة، حتى أن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعمل على توظيف نساء في مجالات حيوية، بينما عجزت «سابك» أو تمنَّعت عن دخول المرأة إليها، حتى أنه يندر أن ينشر عنها خبر صحافي بقلم امرأة، رغم أن أختها الكبرى «أرامكو» رائدة وسباقة في التوظيف النسائي. أكثر من 40 ألف رجل تحتويهم «سابك» ويزداد عددهم كل عام، بينما النساء المؤهلات يقفن سنوات طويلة في انتظار وظائف تمتلئ بمثلها أدراج الشركة لا تظهر للنور إلا إن طلب يدها «رجل» فقط. قبل نحو سنة قال الرئيس التنفيذي لـ «سابك»إن شركته عزمت على الاستعانة بالعنصر النسائي مؤكداً وجود نساء في مكاتب الشركة حول العالم، مما يعني أن الموقف ليس ضد المرأة، إنما هو ضد «السعوديات» فقط وداخل السعودية أيضاً، وكأن ممانعة «الهيئة» سابقاً تلبست هذه الشركة الصناعية العملاقة فسكنتها كلياً. امرأة واحدة تكفي لنبذ التهمة، لكنها لن تأتي، فعروض الوظائف رجالية والابتعاث رجالي أيضاً، والنوايا وحدها لن تخلق فرص عمل ولن تغير السياسة القائمة. السؤال…

آراء

سيرة ذاتية قصيرة

الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٣

في التاسع والعشرين من شهر كانون الأول (ديسمبر) من عام 1962م (1382هـ) وُلد «المذكور اسمه أعلاه». كان يمكن لهذا القادم الجديد أن يتريث يومين فقط فيصغر عمره، على ألسنة الناس، عاماً كاملاً. لكنه لم يأبه يوماً بإخفاء أو تصغير عمره. وها هو يكرر «غلطته» اليوم بإعلانه أمام الملأ أنه، في الشهر الماضي، بلغ الخمسين من عمره... وما أدقّه من رقم! عاش الرضيع في كنف والديه، بمدينة الرياض، يسرح ويمرح ظناً منه أنه لم يحن قطافه هو وجيله من مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية، إلا بعد أن عمّ السلام في هذا الكون ووضعت الحروب أوزارها ووزراءها. لكنه بعد أن أصيب بكسر في رجله في الثالثة من عمره وبقي أثره معه حتى الآن، سيصاب بكسر في قلبه في الخامسة من عمره حين رأى أباه «الشاعر» يبكي ضياع القدس، وسيبقى أثر هذا الكسر معه طيلة حياته. ظنَّ الطفل، الذي ينتظر السلام، أن حرب 1967 هي الحرب الأخيرة، وما درى أنها ستكون الحرب الأولى أو شبه الأولى، وستتلوها حروب... حقيقية ومزيّفة. وحين قُتل الملك فيصل في عام 1975 أدرك الفتى الصغير ذو الثلاثة عشر عاماً أن المسألة ستطول، وأن عصر السلام الذي سيعيشه هو وأقرانه، كما وعدهم قادة وحكماء العالم في عام 1945 «عام الوعود» ما زال بعيداً. ظل الشاب الموعود يكبر والحروب…

آراء

آل سعود كسائر المواطنين يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق (2)

الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٣

سيظل خالد الفيصل، النجم المحلق في سماء الشعر وسماء القيادة والإدارة، شخصية التجاذب والاختلاف بين المؤيدين والمعارضين، وهذا قدر الناجحين، لكن القاعدة العريضة من الناس هي التي ترى خالد الفيصل (مجموعة إنسان)، وتراه الرائد المجدد بما لا يمس الثوابت، وهو الوسطي، الذي يخطط ليكون شباب الوطن في مقدمة الصفوف، وهو الخلاق في كل منصب تولاه منذ أن كان في رعاية الشباب إلى كونه أميرا على عسير. حيث طوع جبالها، ويسر عسرها، وزاد ابتهاجها، وجعلها مزارا للمحافظين الباحثين عن السياحة النظيفة، ثم هو كذلك أمير لمنطقة مكة المكرمة، يتولى جبر كسورها، وردم ثقوب الفساد التي نخرت أحياء جدتها، وأزال عشوائياتها، وها هو يرجل شعرها، ويمسد جسدها، ويعيد ألقها لتعود عروسا بعد ما تغضنت ملامحها. خالد الفيصل، الحاسم الحازم، محل الخلاف والجدل، مثله مثل كل الرواد الذين يسبقون برؤيتهم زمنهم. أكثر شيء أحزنني وأضحكني في نفس الوقت، بعض من علقوا وشنعوا بقصيدة الهبوب وقد عمدوا إلى التشكيك في شاعرية "دايم السيف"، حتى وصل بهم الحال إلى إعلان وفاة الشاعر الأصلي الذي يكتب لخالد الفيصل. تخيلوا كيف أصبح هذا الشاعر الخفي ملازما للأمير خالد الفيصل منذ أكثر من نصف قرن، فإذا افترضنا أن هذا الخيال محتمل، فلا بد أن الشاعر الخفي قد أصابه الثراء أو اليسر، مقابل ما يقدمه الأمير له من هبات…

آراء

تقصون علينه!

الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٣

كنت في السابق كلما مررت بـ«مقبرة القصيص» في طريقي من دبي إلى الشارقة على شارع «الشيخ محمد بن زايد»، أتذكر الحديث المأثور «السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن اللاحقون»، وأغير قناة الراديو من أم القيوين إف إم، إلى إذاعة القرآن الكريم.. أما اليوم فكلما مررت بها فإنني أنسى تلك الطقوس، لأنني أكون مشغولاً بمحاولة استراق النظر إلى داخل المقبرة ورؤية القبور المفتوحة التي يخرج أصحابها للعبث في المدن والمناطق كل يوم! أصبحت أتلقى في كل يوم ست أو سبع قصص ورسائل، عن الذي خرج من القبر ليبصق في وجه ابنه تارك الصلاة، وعن ذلك الذي خرج من القبر لينتقم من عامل محطة البترول الذي سرق إصبع «التويكس» من سيارته، كلهم يخرجون في كل يوم حتى إنني أصبحت أشك ـ كلما دخلت المنزل ـ في أنني سأجد «الأسلاف الطاهرين» جالسين ينتظرونني، لكي يقرصوا أذني، ويطالبوني بنزع «بوستر» ماريا كيري من على دولاب أحذيتي! هل الغاية تبرر الوسيلة لدينا كمسلمين؟! هل يحق أخلاقياً وشرعياً لدعاة أو أناس يريدون الإصلاح في المجتمع، أن يمتهنوا الكذب وتأليف القصص المرعبة غير الحقيقية، لأنهم يرون أن هذا طريق مشروع لدفع الناس إلى التوبة، «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا»، ومن طيب القول والحديث ألا يكون إلا صادقا، أما الأحلام فحدث ولا حرج، في…

آراء

بواكي المنتخب!

الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٣

المنتخب هو المجموعة الوحيدة التي يقوم اسمها، شكلاً لا فعلاً، على الانتخاب وإنما هو، عملياً، الفريق المنتقى أو المشكل إلا إذا جاز اعتبار المقصود هو النخبة فإن كانت خلاصة الحرص والعناية المكثفة هي هذا الأداء فالمعنى أن الانتقاء كان سيئاً أو أنه أفضل السيئ. العلاقة مع المنتخب تشبه إدمان المسلسلات الخليجية البكائية، تتكرر أحداثها الكارثية، موسماً بعد آخر، ومع ذلك فإن جمهورها يبكي كل مرة وتحزنه المآسي كأنه يدخل عالماً جديداً. البكاء على نتائج المنتخب نوع من جلد الذات، واستعذاب الألم، والتمتع بمشاهدة التعذيب، وتكرار نفس عبارات اللطم والنواح والصراخ. والأمل في تحقيقه انتصارات يشابه الأمل بالفوز بجائزة «يانصيب» أو مسابقة عامة فلا نتيجة سوى الترقب وبناء هياكل وهمية من الأحلام الذاتية ومزيد من الخسائر والانتكاسات. الذي يلوم المنتخب على نتائجه يتجاهل جوهر المشكلة، والإعفاء المتكرر للمدرب سيناريو ممل لايستمتع به إلا من ينكر وجود المشكلة من أساسها ويظن أنه الصواب وغيره الخطأ. لن ينجح المنتخب لأن الأندية نفسها تتراجع مستوياتها، والرياضة تفقد نكهتها حتى إن محلليها أصبحوا أقرب إلى التهريج واللمز والغمز من الرؤية الفنية بعد أن كان المجال الرياضي الباب الوحيد، تقريباً، المفتوح للحوار. كرة القدم هي الترفيه الوحيد الموجود فإن خبا أو اختنق لم يعد للشباب من متنفس وأصبحت عيونهم إلى الخارج وهذا ليس خطراً على الرياضة…

آراء

هل لنا بفيصل بن فهد جديد

الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٣

بوفاة فيصل بن فهد يرحمه الله في عام 1999 ماتت الكرة السعودية، صحيح أننا لعبنا في كأس العالم 2006 ولكنها كانت بقايا السنين السمان نتاج ما زرعه المرحوم، في الكرة ما تحصد الآن زرعته من عشرين سنة، منذ وفاة المرحوم لم نزرع كروياً إلا الخيبة التي انتهت بهزيمتنا في نهائي كأس آسيا الذي خسرناه أمام اليابان في 2007 كآخر عرض كروي سعودي مشرف بمنتخب الأحلام الذي لم نعرف كيف نحافظ عليه بقيادة مدرب قدير اسمه أنجوس. الآن يصرح عيد، ينفي المسحل، يفند النويصر، ينظر المدلج، «يبربر» المحللون الرياضيون، كلها أضغاث أحلام رياضية تنتهي بخيبات أمل واسعة ستتسع كثيراً وسنصل إلى مصاف الهند وإندونيسيا كروياً قريباً. كرتنا أصبحت ضجيجا ومشاحنات وعقودا خيالية للاعبين لا يملكون أبجديات الكرة على رأي مدرب نادي أندرلخت البلجيكي، الكرة السعودية حالياً بحاجة إلى فكر كروي يخرج عن المألوف ويخرج عن قائمة المنتخب الحالية بقيادة رياضية تعرف الطريق إلى وزارة المالية لدعم الكرة السعودية مادياً على مستوى الأندية وعلى مستوى المنتخب وعلى مستوى المنشآت، أنا أعتقد أن الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز أو الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز هما الأقدر على انتشال الكرة السعودية من وضعها الحالي، الأول عُرف بفكره الرياضي والمالي، والثاني أول من أدخل فكرة المدارس الكروية في المملكة في بداية الثمانينات الميلادية.…

آراء

وَيْلٌ لِّلمُغردِين

الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٣

ابو (منصور) شاب في منتصف الستينات تقاعد قبل سنتين بعد خدمة وطنية تجاوزت اربعين عاما لم يأخذ طوالها اجازة الا سبعة اشهر متقطعة -مجبرا- بسبب الحاح زوجته ، ولم يتأخر عن الدوام الا لايام معدودة لأسباب قاهرة ! وبعد صدور قرار تقاعده وبسبب ادمانه على العمل حاول (ابو منصور) التمديد لكن كونه تجاوز الستين كان عائقا أمام شركة الاستشارات التى تقدم كل الخدمات لوزارته من التعاقد معه وبالتالي قرر مواجهة الفراغ بفتح حساب له في تويتر حتى يقتل وقت فراغه بالتغريد او بتعقب المغردين ولكونه من مدرسة المحافظين فقد قاده تفكيره العفوى - كالآلاف من العرب - الى اسم وهمي واختيار صورة وهى عبارة عن فارس يمسك بسيف قاطع. بدأ ابو (منصور) التخفي وممارسة التُقية في التغريد تحت اسم (فاضح الخونة) - رغم انه كان وطوال عقود يتهم زميله ابو(عباس) بأنه يمارس التقية ! ، ولأنه خاوي الفكر فلا توجد تغريدات لأبو منصور سوى الشتم والتخوين ، ولا ينسى ابو (منصور) ان يغرد وبشكل يومي احد القراءات لأحد المقرئين دون ان يستمع اليها وذلك لضمان انه يتظاهر بالفضيلة وانه يحب نشر الخير . يصحو ابو منصور صباحا ليفتح جهاز الحاسب الآلي ليقرأ ما فاته من تغريدات طوال الست ساعات التى ضيعها بالنوم بعيدا عن تويتر ! وليستمر متنقلا بين رحابات…