آراء

آراء

دورة كبار الموظفين

الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣

شهدت بداية القرن الماضي الثورة الصناعية الثانية، وأساسها الإنتاج المتكرر، وأنا هنا أحاول أن أترجم مصطلح Mass Production الذي يعني إنتاج نفس القطعة آلاف المرات، وبنفس المواصفات في مصنع واحد، هذا النوع من الإنتاج فتح علوم التسويق والبيع والتمويل والتوزيع، وخلق وظائف وشركات، لقد غيّر طبيعة التجارة والتاريخ الإنساني للأبد. وبالتالي كان كبار الموظفين، وتحديداً الرؤساء التنفيذيين هم القادمون من إدارة الإنتاج، ومن خلفية صناعية أو هندسية ممن ساهم في تطوير المنتج، في تلك الفترة كانت المنافسة قليلة، وبالتالي كان هدف الرئيس هو التخطيط لزيادة الإنتاج، طالما أن هناك مستهلكين ينتظرون في الطابور شراء المنتج، هذه الحالة باتت نادرة في زماننا، ولم تتكرر إلا في حالات قليلة، أذكر منها هواتف «الأي فون»، حينما كان العملاء يبيتون أمام المتجر، انتظاراً لوصولها، أذكر أيضا أجهزة اللعب «وي» الشهيرة، التي أنتجتها شركة الألعاب اليابانية نينتندو، وقد كان الزبائن يدفعون قيمتها مسبقاً، وينتظرون دورهم لاستلام جهازهم. بعد الحرب الثانية، وفي أمريكا تحديداً، شهدت الشركات الصناعية منافسة شديدة، تعددت العلامات التجارية بدون اختلاف كبير يذكر بين المنتجات، فتراجع دور المهندسين، وتقدم رجال البيع لاعتلاء المناصب الإدارية في الشركات، بات البيع هو الكلمة السرية للنجاح، فالإنتاج مزدهر، والمخازن مليئة بالبضائع، والمستهلك مستعد للشراء، ولكن الاختيارات كثيرة، فكان البائع هو الملك، معركته المستهلك والموزع، مستخدماً أدوات البيع…

آراء

ثورة الأنبار … سنية أم عراقية؟

الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٣

في تونس تعاطف الشعب مع الجامعي الفقير بائع الخضراوات محمد البوعزيزي، فخرج الناس الى الشوارع ينددون بالظلم الذي تعرض له على يد ضابطة شرطة مجهولة في شارع صغير في مدينة مغمورة في وسط تونس. لكن هذا التعاطف لم يلبث أن تحول إلى غضبة شعبية في عموم تونس، ومن ثمّ ثورة وطنية تقف على قاعدة نصرة البوعزيزي، لكنها تستند بشكل أساسي إلى حاجة الناس إلى التعبير عن رفضهم للفقر والبطالة والإقصاء والتهميش. وفي القاهرة، استخدم المصريون حالة خالد سعيد، الشاب ضحية الأمن المركزي، لتشغيل محركات المحاكاة مع الثورة التونسية للتعبير عن أوضاعهم الاقتصادية السيئة التي لم تعد تحتمل. وفي سورية، ثار أهالي درعا على ممثل الرئيس بشار الأسد في المدينة، لأنه سجن عدداً من أطفالهم بسبب كتابتهم شعارات ثورية على جدران حيهم، لكن الشعب المقهور والمهمّش والفقير والمقموع في عموم سورية وجدها فرصة سانحة للتعبير عن سخطه على طريقة إدارة الحكم التي أوصلته إلى هذه المآلات. وفي ليبيا، استحضر بعض البنغازيين تجربة الجيران للاحتجاج على ديكتاتورية الرئيس معمر القذافي، فجوبهوا بقمع وحشي يتجاوز بكثير عظم الذنب، الأمر الذي جعل الليبيين في مناطق مختلفة من البلاد يصنعون ثورتهم الوطنية الخاصة تضامناً في الظاهر مع البنغازيين، وتعبيراً في الباطن عن وصولهم إلى مرحلة من الفقر والبطالة والقمع، لا يمكن تجاهلها والسكوت عنها في…

آراء

«اليتيم».. وزعيم الفقراء و«الطغاة»!

الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٣

تبرز في أميركا اللاتينية نماذج لشخصيات «كاريزمية» تستحق تأمل سيرها، بعد تحقيقها نجاحات شعبية واسعة عبر الانحياز للمواطن، وتبني القيم الديموقراطية، وتعزيز المشاركة الشعبية، ومحاربة الفساد والمحسوبيات، والاندماج مع الحركات الوطنية الأخرى. قبل أيام قليلة قرأت مقالة رائعة، للكاتب العراقي كاظم فنجان الحمامي بعنوان: «رئيس الفقراء يحكم الأورغواي»، عدّد فيها خصال هذا الرئيس وتواضعه وزهده وبساطته وتقشفه وقربه من الناس. فيها: وُلد خوسيه موخيكا (77 عاماً)، فقيراً معدماً، ونشأ وترعرع في القرى البائسة، حتى صار أميراً للصعاليك والمشردين، وظل يقف مع الفقراء والمعوزين ويناضل ويقدم التضحيات من أجلهم. عارضَ ظلمَ السلطات الأرستقراطية «المستبدة» في بلاده، وبقي في السجن في زنزانة انفرادية أكثر من عشرة أعوام. وفي عام 2010 أصبح موخيكا رئيساً دستورياً لحكومة الأورغواي، واعتُبر أول رئيس يقف في شرفات الرئاسة ليؤدي القسم الدستوري بملابسه الحَقْلية المتواضعة. رفض خوسيه مغادرة منزله المتواضع، والتخلي عن سيارته القديمة جداً، واكتفى من الراتب الرئاسي بمبلغ 1250 دولاراً، وتنازل عن 90 في المئة منه، لمساعدة الفقراء والمحتاجين والمتضررين. اعتاد شعبه أن يشاهده يومياً، وهو يقود سيارته بلا موكب أو دراجات أو عربات مصفحة أو إغلاق للطرقات. وليت الزعماء العرب يعلمون أيضاً أن هذا الرئيس لا يملك قصوراً ولا عقارات ولا أرصدة في المصارف ويحارب المتطفلين والانتهازيين. اليوم، تتقدم الأورغواي، بفضل سياساته المنحازة للإنسان، وتشدده…

آراء

في انتظار الاتحاد: يا أهل “الكره” اعقلوا

الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٣

زاد في الآونة الأخيرة تعصبنا الكروي وتجاوز الحد، بل وصار يوقع الكراهية بين الأصدقاء والإخوان وأفراد العائلة، بل صار يوشك أن يقسم المجتمع فئوياً حتى صار هناك تحاب في الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، وعلى النقيض كراهية مقابلة، فإن لم تكن معي فأنت ضدي. والأكيد أن العرب شعوب عاطفية وتغلب عليها الحماسة، وهي تحول ترفيهها إلى معركة فيها فائز ومهزوم، فهم لم يتربوا على تقبل الهزيمة وأنها من شروط الحياة، فإن لم تعمل لم تخطئ، كما أنك لن تكسب إلى الأبد، ولن تخسر طبعاً إلى الأبد، وكان لا بد من تدريبهم وتعليمهم أن الخسارة حق مكتسب مثلها مثل الفوز الذي يأتي ويذهب. وهذا الكلام نعرفه في دواخلنا لكننا لا نرضاه ولا نقبله. نريد فوزاً دائماً لنا وهزيمة دائمة لخصمنا، وهذا لا ينسجم مع الطبيعة ولا مع الأقدار، ولا مع الحظ.. القضية منعكسة على مستوى تقدم المجتمع. انظر للعالم الغربي كيف يذهب المشجع مع رفيقه أو رفيقته والوالد مع ولده، وكل منهما ينحاز لفريق مختلف ويشاهدون المباراة معاً في نفس المدرج، وإذا انتهت قال الفائز للمهزوم "هاردلك" فيرد الآخر مبروك هذه المرة، لكننا سنتحسن ونهزمكم في القادمة. هكذا تتصرف الشعوب المتحضرة التي أدركت أن النشاط الرياضي ترفيه وتفريغ شحنات عاطفية تنتهي بنهاية المباراة، أما نحن فكأننا في معركة تنشب أضراسها بين الناس…

آراء

الميزانية الجديدة مجرد زيادة في الإنفاق ولا جديد

الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٣

الميزانية الجديدة التي أعلنت عنها وزارة المالية في مطلع العام الميلادي الجديد 2013م لا جديد فيها يميزها جوهرياً واستراتيجياً عن سابقاتها إلا أنها أكبر في إيراداتها ونفقاتها عن العام الذي سبقها. وكانت الميزانية التي سبقتها هي الأخرى أكبر من سابقتها وهكذا دواليك فأين الجديد في الأمر؟ وأين هذه الخيرات التي انشقت عنها السماء وهبطت على كل بيت وقرية؟ زيادة الإنفاق لا تعني بالضرورة خيراً فقد يكون في بعض الإنفاق خسارة ووبال على الاقتصاد، كما أن الزيادة في الإنفاق قد تذهب إلى جيوب امتلأت سابقاً من فيض ميزانيات سابقة. وقد تبقي جيوب خارج مواقع هطول أمطار الإنفاق وهي في أمس الحاجة إليها أو أنها الأفضل في تعظيم العائد الاقتصادي من الإنفاق الحكومي. زبدة الموضوع أن الزيادة في الإنفاق، وهو رأس كليب الذي أتت به الميزانية، ليست هي الأهم بل الأهم في نظري يتمثل فيما يلي: 1- من أين جاءت هذه الأموال (إيرادات الميزانية) التي ستمول هذا الإنفاق العظيم في حجمه؟ 2- ما هي الأسس والمعايير الاقتصادية التي تم بموجبها توزيع هذه النفقات على: أ- القطاعات العامة الاقتصادية المختلفة؟ ب: المناطق الجغرافية في المملكة؟ 3- ماذا حدث للإنفاق الحكومي في العام المنصرم وما هي الدروس المستفادة وما هي الإجراءات والسياسات الجديدة لتلافي أخطاء وتجاوزات الإنفاق في العام الماضي؟ 4- أين تقع هذه…

آراء

معاقل إخوان السعودية “2”

الإثنين ٠٧ يناير ٢٠١٣

تبدأ النقطة الجوهرية الفاصلة للاختراق الحركي للإخوان المسلمين في البنية الفكرية في السعودية بالتحديد مع مخرجات الطفرة الأولى نهاية السبعينات. شهدت تلك المرحلة توسعاً نوعياً وكمياً في بنية التعليم الجامعي، وهو ما خلق فرصة هائلة لأن تتنفس الحركة في فضاء جديد مفتوح تخرج به من عنق الزجاجة في بلدانها الأصل وخصوصاً مصر وسورية. ذروة الخروج إلى الفضاء الجديد جاءت بعد مجزرة حماة الوحشية البشعة، وبعيد حملات التضييق الواسعة فيما عرف باسم تطهير (مراكز القوى) في زمن السادات. جاءت هذه الحركة بكثافة إلى مجتمع بريء لم يكن في حساباته الظن بأن في (الدين) عشرات الفصائل المختلفة التي تشرذمه إلى غطاءاتها وأجنداتها السياسية. احتاجت الطفرة في جسد التعليم الجامعي إلى آلاف الخبراء والأساتذة، وبالطبع، كان الوقود التلقائي لابد أن يأتي من ذات المنجم، وخذ هذين المثالين: التوسع المحلي الهائل في كليات التعليم الديني لم يكن إلا مزيجاً لتدريس كتب وأدبيات رموز حركة الإخوان المسلمين. هنا حدثت أول حالة (انفصام) فكرية لآلاف الطلاب الذين يقفون بأرجلهم على منهج بينما تتربى عقولهم على المنهج الجديد الوافد. مزيج المدرستين أنتج حالة مدرسية ثالثة تجمع ما بين النقاء السلفي وبين منهج الإخوان الذي يحول الدين إلى حركية سياسية خالصة. هنا تقف السرورية كمثال على هذا المخاض بآلاف الأتباع النافذين القارئين من كتب الإخوان ولكن في الوعاء…

آراء

معاقل إخوان السعودية “1”

الأحد ٠٦ يناير ٢٠١٣

على صفحة كاملة، ومن أجرأ ما قرأت خلال العام الأخير، فتح قينان الغامدي بالأمس كل الأسئلة المشرعة في وجه التقية السياسية لمشروع حركة الإخوان المسلمين في الخليج، وفي السعودية تحديداً؛ بوصفها الكعكة الأغلى الأعلى في تاريخ هذه الحركة. سأبدأ مباشرة من حيث ترك قينان الغامدي نهاية أسئلته المشرعة. من المعقل ومن البذرة التي نمت تحت (التوقيع) وتحت السمع والبصر. في مدخل سبعينات القرن الماضي كان نجم (النجم) الإخواني، كمال الهلباوي، يصعد مخترقاً فضاءات رموز الحركة الكبار، ومثيراً بوهجه وأدواته الفكرية على مأمون الهضيبي وعمر التلمساني، وكان بلا جدال، أبرز الأسماء التي تحتاجها تلك المرحلة للكرسي الأعلى في منصب مرشد الحركة. وفجأة، وخارج السائد المألوف تكتشف انتقال كمال الهلباوي إلى الرياض مغروساً في قلب نظام التربية والتعليم مستشاراً أساسياً لبناء المناهج المدرسية، وعضواً باللجنة الصغيرة الخاصة بانتداب واختيار كوادر التعليم الإدارية في مفاصل الوزارة ومناطق اختصاصها الجغرافية المختلفة. لجنة كمال الهلباوي هي نفسها من وضعت في نهاية ذات السبعينات خرائط النشاط المدرسي بما فيها المعسكرات الطلابية والأندية الصيفية ونواة برامج الحركة الكشفية التابعة لوزارة (المعارف)، وفي تلك اللحظة من الزمن أكمل كمال الهلباوي سيطرة الفكرة الإخوانية على أهم مفصلين في التعليم: بناء المناهج ورسم الأنشطة. كان لابد أن ينتقل إلى مخططات المشروع الأعلى ليكون الاختراق الضخم حين تكتشف أن كمال الهلباوي…

آراء

المهمة الصعبة: اقتلاع المالكي

الأحد ٠٦ يناير ٢٠١٣

عندما سئل نوري المالكي، رئيس الوزراء، عندما خرجت مظاهرة احتجاجية ضده في بغداد العام الماضي، أجاب: «نحن في العراق من بدأنا الربيع العربي». ويذكرنا ذلك بما قاله بشار الأسد لصحيفة «وول ستريت» قبل أسابيع من بداية الثورة السورية: «نحن لا نخشى من ربيع في سوريا لأننا جبهة الممانعة ضد العدو الإسرائيلي». لا العراق بدأ ربيعا، ولا بشار ممانعة، ولا يهم حتى لو كان الرأيان صحيحين.. السؤال: ما الذي يظنه الناس هناك؟ المالكي همه الوحيد البقاء في الحكم، لكنه يواجه جملة أزمات؛ أولاها أن هذه رئاسته الثانية والأخيرة، وقد سعى لتعديل الدستور للسماح لنفسه برئاسة ثالثة ولم يفلح بعد، وقد لا يكمل رئاسته الحالية، لهذا يسعى الآن لمخرج مختلف مثل حل البرلمان قبل أن يصوت ضده، ويجري انتخابات قبل موعدها. اليوم الأحد قد يكون بداية المعركة الأولى، فالمالكي الذي فشل في جمع أصوات كافية في الانتخابات تم تنصيبه ضمن ائتلاف فأعطته الأحزاب الشيعية أصواتها والأكراد السُنة أيضا. هذه الخريطة تغيرت تحالفاتها، ومن أجل ذلك فإنه مستعد للتحالف مع خصومه سواء الصدريون الشيعة أو السُنة العرب، وهم يتكتلون ضده في المظاهرات والبيانات التي اشتعلت في الأيام الماضية في أعقاب ملاحقته لزعيم سني آخر، هو وزير المالية رافع العيساوي، بعد أن أقصى تقريبا كل قيادات السُنة، ودخل في مواجهات مع الأكراد في شمال…

آراء

قراءة في ميزانيات 2013

الأحد ٠٦ يناير ٢٠١٣

عند قراءة أي موازنة مالية لأي دولة، فإننا نجد أهدافها العامة تتمركز نحو تحفيز عملية النمو الاقتصادي ورفع كفاءة الأجهزة الحكومية، وتوفير أفضل الخدمات والرعاية الصحية والاجتماعية للمواطنين والمقيمين. وهو ما قرأناه في الميزانيات المعلنة محليا وإقليميا ودوليا، وإن ورد الاختلاف في ما بينها فهو تبع لظروف مجتمعاتها وتوجه القيادات فيها. منذ أيام، اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي، قانون الموازنة العامة للقطاع الحكومي في الإمارة للعام المالي 2013، البالغة 34 مليار درهم. أبرز ملامح الموازنة كان في بند الرواتب والأجور، الذي يمثل ما نسبته 39% من إجمالي الإنفاق الحكومي، والاهم من ذلك ما أعلنه مدير عام الدائرة المالية أن الموازنة الحالية ستوفر 1600 فرصة عمل جديدة للمواطنين. غالبا ما تتضمن الخطط التشغيلية للمؤسسات والدوائر والهيئات، شواغر للتعيينات في بعض الوظائف التي قد يلتزم بها بعض المؤسسات أو لا يلتزم بإشغالها، خاصة عندما نتحدث عن التوطين، لكن تحديد 1600 وظيفة في موازنة إمارة واحدة وفي العام نفسه الذي أعلنته الإمارات عاما للتوطين، أمر ملفت، ودليل جديد على حرص الحكومة على دعم التوظيف، ودعم الموارد البشرية وبرامج التوطين في الإمارة. وإذا افترضنا أن حكومة دبي لديها ما لا يقل عن ثلاثين دائرة ومؤسسة وهيئة حكومية، فذلك يعني إمكانية…

آراء

وزارة استعصت على غازي القصيبي

الأحد ٠٦ يناير ٢٠١٣

كان لغازي القصيبي رحمة الله عليه صولات وجولات في الكهرباء والصناعة وسابك والهيئة الملكية للجبيل وينبع ووزارة الصحة مروراً بدوره الدبلوماسي الكبير حينما حل سفيراً، في المقابل كان أداؤه في وزارة العمل هو الأضعف قياساً بما قدمه من تجارب مهنية سابقة لأن مهام وزارة العمل شائكة لا ترتبط بتوقيع عقد مع مقاول ماهر ثم تنحل المشكلات، وزارة العمل أهم ملفاتها البطالة هذا الداء العالمي الذي وصل في إسبانيا إلى معدل 25% وفي اليونان 28% وفي فرنسا وحدها ثلاثة ملايين عاطل، هذا الداء الذي استعصى على الدول المتقدمة بعد أن تردت اقتصادياتها وأكلت تقنيات الحاسب الآلي وتطوير الميكنة الوظائف أكل »باك مان» وزاد جشع الشركات والحكومات للأرباح وزادت أعداد السكان. وأصبح توطين الوظائف يُقابل بشراسة متناهية من رجال الأعمال وما يشكلون من نفوذ قوي في أي اقتصاد في العالم، التجربة الأنجح في توطين الوظائف خليجياً كانت في عُمان أوما يسمى «بالعمننة» حيث تدفع الدولة نصف مرتب الخريج الجديد لأول سنتين ويدفع صاحب العمل النصف الآخر، هذا هو النموذج الأقرب لإنجاح توطين الوظائف في المملكة الذي يتضمن تدخلاً حقيقياً للدولة بمبلغ مادي ملموس يلمسه التاجر الذي سيكف عن مناكفة قوانين توطين الوظائف ويعطي الفرصة لصاحب العمل وطالب الوظيفة والحكومة لحصر طالب العمل الجاد وصاحب العمل الجاد بلا تفريط ولا إفراط. المصدر: صحيفة…

آراء

الغول الذي يفتك بنا !

الأحد ٠٦ يناير ٢٠١٣

لو قيل لنا إن ثمة غولا ضخما يفتك بالناس في بيوتهم.. وتم التأكد من وجوده، فلن يطمئن أحد للمكوث في بيته أبدا، بل سيخرج البلد مجتمعا وبكل مؤسساته للقبض على ذلك الغول وقتله. وأنا أقول إن هذا الغول موجود في كل مدننا وقرانا وغشي كل بيوتنا ومع وجوده وسماعنا به إلا أننا ما زلنا نصم آذاننا وكأن الأمر لا يعنينا. لنضع نقطة ونبدأ: ما زالت قضية الطلاق مؤرقة، حيث تتسارع عجلة سيرها إلى درجة مرعبة، فها هي الدراسات تؤكد أن نسبة الطلاق خلال العام الماضي تحدث مرة واحدة كل نصف ساعة. فبأي معيار يمكن قياس هذه السرعة في الطلاق؟. وتقول التقارير أيضا إن نسبة الطلاق وصلت إلى أكثر من 35 % من حالات الزواج، بزيادة عن المعدل العالمي الذين يتراوح بين 18 % و22 %. ففي عام 1431هـ بلغت عدد حالات الطلاق 18765 حالة مقابل 90983 حالة زواج في العام ذاته. وذهبت دراسة لوحدة الأبحاث في مركز الدراسات الجامعية إلى أن معدل الطلاق في المملكة ارتفع من 25 في المائة إلى أكثر من 60 في المائة خلال الـ20 سنة الماضية. وذهب مركز التنمية الأسرية التابع لجمعية البر الخيرية في محافظة الأحساء إلى القول إن نسبة الطلاق بلغت 60 % في جدة، و39 % في منطقة الرياض، و18 % في المنطقة…

آراء

هجوم «الثوار» على معاذ!

السبت ٠٥ يناير ٢٠١٣

نظام الأسد وجد، ونجا أربعين عاما، مهيمنا على سوريا وسياسة المنطقة بوسيلتين، أجهزة أمنية سرية تقتل بلا تردد ضمن استراتيجية الردع والإخضاع، والثانية هياكل مزورة تحت عناوين شعبية مختلفة. هكذا بدأ عندما قاد الأب حافظ الأسد انقلابه، متلحفا بشعار البعث «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة»، الذي كان وقتها براقا ووطنيا لكنه في الحقيقة لم يكن للأسد سوى وسيلة دعائية لمنح الشرعية لانقلابه، وحكمه لاحقا، وتصفية رفاقه وخصومه. كما اخترع الأسد الأب كيانات أخرى لاحقا باسم القومية العربية، للذين كانوا ينفرون من «البعث»، وعندما وجد أن نظام الخميني الإيراني يكسب شعبيته باسم الإسلام، ابتدع الأسد كيانات إسلامية متطرفة بالتعاون مع إيران، زرعها أولا شيعية في جنوب لبنان، وسنية في شمال لبنان، وربط الجماعتين بإيران، من زعامات السنة الراحل الشيخ سعيد شعبان. ولا شك أبدا أن الأسد كان أكثر مصاصي الدماء استغلالا للقضية الفلسطينية، تليه إيران، غرروا بشعوب المنطقة وفرضوا هيمنتهم باسم تحرير فلسطين، في حين كان الفريقان أكثر مَن تاجرَ بحقوق الفلسطينيين واستخدمها للهيمنة على لبنان والقوى الفلسطينية، وضرب الأنظمة العربية التي كانت تختلف معهم لكنها لم تهدد إسرائيل قط. الذين صدموا اليوم بأفعال أحمد جبريل وجماعته «الجبهة الشعبية - القيادة العامة»، لأنهم شاركوا علانية في قتل الشعب السوري وكذلك أبناء المخيمات الفلسطينية دعما للأسد، لم يدركوا ما كنا نقوله…