آراء

آراء

تركي الحمد.. إلى أين أيّها المثقّف؟

الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢

قابلت في حياتي مجموعةً من المفكّرين لكلٍّ منهم مشاربه الفكرية المختلفة ولهم أيضاً مذاهبُ نقدية شتّى، وقرأت لآخرين من الأولين والمعاصرين، وكان من الطبيعي أن أختلف معهم في بعض الأفكار العامة وأتفق في أخرى، وكلّ ذلك يعود إلى تأثّرنا بمدارسنا العلمية التي شربنا من علومها وكان لأساتذتنا دور كبير في تكوينها وتباينها. وقد يكون السبب كذلك في اختلاف أدياننا ومعتقداتنا أو لتعدد مراجعنا الدينية إن كنّا من دينٍ واحدٍ. وتزيد حدّة الاختلاف بيننا وتنقص على حسب نفسيّة المرء منّا وتقبّله للخلاف من عدمه، ووضعه العقلي في وقت الخلاف، لأنّ هناك من يناقشك وهو في حالةٍ أشبه بجنون العظمةِ كِبْراً، أو بالوضع الهستيري المهروعِ غضباً، فلا تُجدي محاورته ولا ينفع تلطّفك معه، بل ليس لك إلا أن تنظر إليه مبتسماً ولا تدخل معه في نقاشٍ، لأنّ الخلاف معه يذهب الهيبة ويؤدي إلى القطيعة. وقد يقول قائل: ما بالك يا جمالُ تتكلم عن الخلاف والمذاهب وأنت جعلت عنوان مقالك عن الكاتب السعودي "تركي الحمد"؟ وسأجيب فوراً: وهل الكاتب "تركي" إلا ضحيّة من ضحايا الخلافات الفكرية المعاصرة في جانبٍ من جوانب شخصيته، أمّا الجانب الآخر فهو يمثّل وجه العقل المشاغِب المنافر لمجتمعه، الذي يراه متخلّفاً بعيداً عن الحضارة، وهو منذ زمنٍ بعيدٍ يرى هذا الرأي ولا يُخفيه عن زملائه وندمائه وتلامذته،. ولكنّه لم…

آراء

الفضيحة القطرية في السعودية!

الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢

صحيح أن السعوديين في طريقهم إلى التحرر من الخطوط السعودية ومآسيها المتراكمة، وصحيح أن إدخال خطوط أخرى خطوة تأخرت كثيراً إلى أن فاضت المطارت بصفوف المنتظرين والمتعطلين، إلا أن المشكلة الصاعقة تنحصر تحديداً في الخطوط الرابحة. المفارقة أن الأجواء السعودية الشاسعة تستعين بأصغر دولتين خليجيتين لحل مشكلة فضائها المزدحم، ورحلاتها العالقة مع أن المنطق يفترض أن تكتسح «السعودية» الأجواء القطرية والبحرينية لأن محدودية مساحتيهما وعدد سكانهما، إضافة إلى فارق الخبرة وحجم الأسطول يقتضي الاعتماد على «الخطوط السعودية» وليس العكس. ليس معروفاً سبب انتقاء هاتين الشركتين إن كان لوجود شركاء سعوديين أم للسعر أم لمعايير الخدمة إلا أن هذا كله ليس مهماً فالحكاية تعني أن لا كبير يستمر على حاله، ولا صغير يبقى على محدودية مجاله. وهو ما قررته هيئة الطيران المدني حين وجدت أن هؤلاء الصغار أقدر على خدمة الأجواء أكثر من كبيرها المستقر في سكونه عقوداً. كان المنطق الطبيعي من باب الاعتداد أن تتجنب هيئة الطيران هاتين الشركتين لأن مجرد دخولهما المنافسة لطمة موجعة، أما وقد فازتا فإن الإقرار بالهزيمة واليقين بالفجيعة وضخامة الخيبة سرى في جميع مفاصل الشارع السعودي. الرسالة الواضحة، مع افتراض حسن النوايا في طريقة فوز الشركتين، هو أن الزمن يتغير سريعاً والمواقع تتبدل كثيراً ومن يظن نفسه محصناً ضد التغيير سيكون خاسراً وسيجد نفسه في…

آراء

لماذا موازنة توسعية في 2013؟

الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢

الانطباع الأولي لموازنة الحكومة السعودية لسنة 2013 هو إصرار الحكومة القوي على مواصلة الإنفاق بسخاء. ويعود ذلك في نظري إلى ثلاثة أسباب رئيسة: الأول: تهدف الحكومة السعودية إلى إخراج القطاعات الثلاثة الحيوية من عنق الزجاجة، وهي التعليم والصحة والنقل والمواصلات. فقد حظي التعليم بنحو 25 في المائة من موازنة 2013 وبنمو قدره 21 في المائة عن 2012. وحظي القطاع الصحي على 12 في المائة من حصة موازنة 2013 بنمو أعلى من 12 في المائة عن 2012. كما أن موازنة النقل وصلت إلى 65 مليار يال في 2013 بعد أن كانت نحو 35 مليارا في 2012. وتدرك الحكومة أن هذه القطاعات هي المؤشرات الفعلية لرفاهية المواطن في الحاضر والمستقبل. الهدف الثاني: يبدو أن الحكومة السعودية غير متوجسة كثيرا من تراجع أسعار النفط في 2013. فرغم أن توقعات أسعار النفط من معظم بيوتات الخبرة ما زالت متفائلة، فإن الكثير من الغموض يلف أسعار النفط المتمثل في ركود محتمل في أمريكا وأوروبا معا، وما سينطوي على ذلك من تأثير بضعف الطلب على النفط، خصوصا وأن هناك توقعات بعودة نفط ليبيا والعراق إلى مستويات عالية، وقد تعود صادرات إيران النفطية إلى الأسواق في أي لحظة مما سيربك أسواق النفط. ويجعل قراءة أسعار النفط غاية في الصعوبة. إن قرار الحكومة بمواصلة الإنفاق التوسعي هو دلالة…

آراء

ولم الحاجة إلى فوائض الميزانية: أسئلة مشرعة

الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢

كل الأسئلة المشرعة في الأسبوع الجاري حول الميزانية العامة للدولة أسئلة صحية لمناخ اقتصادي زاهر رائع في بحر عالم مضطرب ومتقلب. وفي وسط الهاوية المالية التي تطل من جديد على هذا العالم برأس ثقيل فنحن على النقيض نحقق من الفائض المالي ما يزيد على ربع الإيرادات للعام المنصرم. ولكن: ما هي الأسباب التي تجبرنا على تحقيق هذا الفائض تقريباً بذات الأرقام للعام الثالث على التوالي وهل توجد لدينا مصلحة من تحقيقه؟ هل يعكس هذا الفائض الضخم حجماً إنتاجياً صناعياً، وبالتالي يذوب القلق لأسباب هذا الفائض؟ وجواب السؤال الأخير هو المدخل للسؤال الذي يسبقه. كل قصة الإيرادات المالية في الموازنة العامة تدور في الغالب حول الإنتاج النفطي وهذا ما يدعو إلى القلق لأن حجم الفائض لا يمثل قيمة إنتاجية لاقتصاد البدائل. وهنا سيكون السؤال: لماذا نضطر (الآن) لبيع ما يقارب ربع إنتاجنا من النفط على غير حاجتنا الملحة إليه؟ ما هي الأسباب التي تدفعنا إلى إنتاج عشرة ملايين برميل في اليوم الواحد رغم البراهين أننا لسنا في حاجة لأكثر من سبعة ملايين من ذات المنتج؟ كل ما أعرفه جيداً أن لدينا استقلالا تاما في قرارنا النفطي وفي تقرير حجم الإنتاج وكل ما أعرفه بالبرهان أننا لا نلعب دور (المنتج المرن) المرجح لحاجة السوق إلى السلعة. نحن إذاً بحاجة إلى تفسير إنتاجنا…

آراء

هل أنت مع الفقيه أم ضده؟

الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢

صارت وزارة العمل في العقدين الأخيرين معمل اختبار لفرز الناس وحجم الحس الوطني عندهم، بل صارت الوزارة مكينة تصفية للأنانية البشرية التي لا ترى مصالحها ولا تملك القدرة على استشراف المصالح الوطنية المستقبلية لكثير من القرارات الإدارية المناط بها تنظيم سوق العمل المحلي، وسعودة كثير من الوظائف، وإقرار سياسة الإحلال التدريجي وفق نظام نطاقات، سعياً إلى تقليص حجم العمالة الوافدة غير المدربة إلى جانب العمالة غير النظامية، مضافاً إلى ذلك تفشي التستر في كثير من قطاعات التجزئة وغيرها. والحقيقة أن كثيرا من رجال الأعمال المحليين يتصرفون من واقع ما ورد على لسان رجل الأعمال "قارون" في سورة القصص والذي قَال "إِنمَا أُوتيتُه علَى علمٍ عندي"، وذلك تبعاً للدلال الذي يتفيؤون شجرته، يقطفون ثمارالأرباح بأعلى النسب ويرفعون الأسعار عند كل شاردة وواردة، ولا يدفعون ضريبة لهذا الوفر، بل إن المواطن هو الذي يتحمل نيابة عنهم فروقات الرسوم التي – قد - تفرض عليهم. وبعيداً عن النفعية والأنانية التي يتميز بها رجال الأعمال، فإن الوجه الآخر للمتحاملين على وزارة العمل هم من بعض المتنطعين ممن يدعون – عن جهل أو قلة علم - أنهم يحتسبون الأجر في زياراتهم وتأليهم على الله وتهديدهم للوزير عادل فقيه بأن مصيره "السرطان" ثم الموت ما لم يرضخ لمطالبهم. وتصعد حالة الأنا العليا والثقة الأعلى (Ego) عند…

آراء

كواليس «قمة البحرين»!

الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢

كنتُ أتوقع أن أعود من البحرين بعد انتهاء أعمال القمة الخليجية بمعلومات جديدة من مصادر عدة، حول حقيقة رغبات وخشية دول الخليج في الانتقال من التعاون إلى «الاتحاد»، والاندماج في كيان واحد، أو حول سياسات دول الخليج لحلحلة المشكلات الداخلية، أو تقديم مبادرات سياسية، بشأن قضايا الإقليم الراهنة، إضافة إلى ماهية العلاقة المقبلة مع طهران، في ظل تزايد الشكوى من نظامها الحاكم. الحقيقة أنني عدت بـ «خُفي حنين»، لذا فضلتُ - بدلاً من اجترار وإعادة ما قيل من قَبْلُ - سرد بعض المشاهدات وما خلف الكواليس، وسأكتفي هنا بذكرها، من دون التعليق عليها: • غاب عن القمة أربعة من القادة (السعودي، الإماراتي، العماني والقطري) فيما حضر ملك البحرين وأمير الكويت. • الغالبية رأوا أن القمة عادية جداً، لكونها لم تناقش ترتيب الأولويات، لتمكين دول المجلس من تجاوز أزمات داخلية وتحديات خارجية متصاعدة. • على رغم وجود مشروع للاستراتيجية السكانية لدول المجلس، إلا أنه لم تتضح الصورة حول كيفية معالجة «الخلل الديموغرافي الكبير» في بعض دول المجلس، جراء تفوق أعداد الوافدين على المواطنين، للحفاظ على مستقبل وسلامة هذه الدول. • دارت أحاديث بين إعلاميين في ردهات «فندق الخليج» عن وجود خلافات بين دول الخليج، وكان ينتظر سماع وجهات النظر حول ذلك لتصحيح مسار التعاون بين الدول الست، إلا أن «الطباع الخليجية»…

آراء

يا سيدي كلنا «دبابيس»!

الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢

« … وأشار إلى أن الهيئة تعتمد على البلاغات التي ترد من المواطنين وما ينشر في وسائل الإعلام»! والمشير هو معالي رئيس «هيئة محاربة الفساد»/ محمد الشريف، في المحاضرة التي قدمها في خميسية «حمد الجاسر» في الرياض، وغطاها جيداً ـ«والله الشتا برد»ـ الزميل/ «فيصل البيشي»، ونشرتها «الشرق» يوم الجمعة الماضي! والخطورة في إشارة المشير هي أن الهيئة -حتى الآن- لم تزد على أن شغّلت المواطنين «دبابيس» لها؛ مكرسة ثقافة «التجسس والتحسس» التي تبدأ من «كتائيب كواكب التربية والتعليم» في «أولى/ مطبخ»، و«سادس/ بلكونة»؛ حيث مازالت إدارات المدارس تستعين بمجموعة من التلاميذ المتميزين بالشماغ «البرتقالي» في الثانوي، والسجادة «البرتقالية» في المتوسط، والمقلمة «البرتقالية» في الابتدائي؛ لإبلاغها بأية مخالفات «تربوية»، كتهريب السجائر من الطلاب، أو استخدام الجوال في الفصل من قبل معلمٍ كاد أن يكون رسولاً لـ… لـ«نزاهة» طبعاً! وأحدث ما تتجلى فيه ثقافة «الدبسنة» هو نظام «ساهر بن حافز»، وعلى عينك يا تاجر! أما إنشاء إدارة «نسائية» فالغريب أنه تأخر كل هذا الوقت، فالمرأة عندنا هي «أم الدبسنة»، وخالتها، وعمتها، وجارتها، وزميلتها في العمل، وصديقتها في «الواتس أب»! وأعف متزوج هو من لا يتعرض للتحقيق بتهمة الخيانة «العظمى» إلا مرة في الصباح، وأخرى في المساء! و.. «أغلق المحضر بإدانته بالتخطيط لخيانتها بعد الموت مع الحور العين.. حامض على بوزك.. استلمي يا…

آراء

و يبدأ الحب من جديد

الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢

ويقترب العام من نهايته ، ونتطلع للعام القادم ، بحب، بأمل وبسؤال يلازمنا كل عام ، من بقي لقلوبنا ممن سكنوها ، ومن هم الذين اختاروا الرحيل عنا؟ ولنكن على يقين ان من رحل عنا برغبته ودون تقصير منا لم يكن يستحق البقاء ، ولا يجيده وان القادم سيكون أجمل بقدر عطاء قلوبنا وصدقها وحسن نواياها . لذلك استقبلوا عامكم بأرواح تولد من جديد مع أول ثانية من بعد منتصف الليل ، وأكرموا كل جديد قادم في حياتكم من قلوب وأشياء وأماكن فكلها بإذن الله ويقينكم بحقكم فيها ستحمل لكم السعادة والطمأنينة للقادم بأنه سيكون أجمل لا محالة . ان الوعي بأن لكل منا حياته التي وهبها له الواحد الأحد ، وهو وحده كفيل به وبطريقة تعامله وسلوكه ، يجعلنا واضحين في التعامل مع قراراتنا وسلوكنا وأكثر احتراما لحياة الآخر وقراراته وخصوصية سلوكياته ما دامت لا تمس الغير بضرر . و هنا يتضح مدى حبنا لذاتنا والذي تنبع منه كل محبة للغير ، فمن جهل التعامل مع مشاعره ظلم مشاعر غيره ، وهضم حق محبيه في إنزال قلوبهم منازلها التي تستحق وجديرة بها فوعيك بحق ربك ، وطنك ، أهلك ، وبحقك عليك أولاً ، يخلقك دوما من جديد ويعيد ترتيبك لأنك تجد روعة التعامل والتواصل في كل ما حولك…

آراء

هل انتحر أسامة بن لادن.. ؟!

الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢

قد يبدو العنوان جدلياً، لكن بعض المعلومات التي تكشف تدريجياً عن عملية تصفية القائد السابق للتنظيم الإجرامي المعروف باسم القاعدة، أسامة بن لادن تتحدث عن مؤشرات، بل سيناريو يظهر أن بن لادن لم يقتل من قبل القوات الأمريكية الخاصة، وإنما يرجح أن يكون قتل نفسه - انتحر- خوفاً من القبض عليه، فقد نقلت وسائل الإعلام الأمريكية أن مارك أوين، وهو اسم مستعار لصاحب كتاب “بوم عسير”، حيث تقول تسريبات أن “مات بيسونيت” الذي كان عنصراً في وحدة قوات العمليات الخاصة وشارك في التصفية هو مؤلف الكتاب الذي يروي قصة نهاية أسامة بن لادن. ويقول المؤلف: “إن زعيم تنظيم القاعدة كان ميتاً عندما دخل فريق العمليات الخاصة في غرفته”. وأن أفراد القوات الخاصة “سمعوا عندما صعدوا سلم منزل الإرهابي، طلقات خافتة للأعيرة النارية، وبعد أن دخلوا الغرفة شاهدوا امرأة تبكي فوق جثمان يواجه تشنجات، وكان دماغ الإرهابي مصاباً بالرصاص”. ويضيف أن أحد زملائه أطلق النار في صدر أسامة بن لادن، ثم تأكد الفريق من موته، والذي لم يدافع عن نفسه، أو حتى لم تخطر بباله فكرة القتال. كما جاء في الكتاب- الذي لم يصدر، لكن أتيحت الفرصة لصحفيين قراءته، لكن يلحظ أن رواية الكتاب لا تتفق مع الرواية الأمريكية الرسمية. حيث يقول العقيد تيم نايا الناطق باسم قوات العمليات الخاصة: إن…

آراء

“طبع الجماعة” الذي نراهن عليه

الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢

قبل أسبوعين، كان الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، قد دعا إلى حوار يجمع بين قيادات «الجماعة» من ناحية، وقادة سائر القوى السياسية من ناحية أخرى، لعل الأطراف جميعها تصل إلى اتفاق، أو توافق على الأقل، حول الوضع السياسي المتأزم في البلاد بوجه عام. يومها، قال الدكتور محمد أبو الغار، الطبيب الشهير، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي، والذي يمثل في الوقت نفسه، أحد قادة «جبهة الإنقاذ» التي تشكلت مؤخرا، إنهم في «الجبهة» مستعدون للاستجابة لدعوة المرشد لأنه صاحب القرار الحقيقي في البلد، وليس الدكتور مرسي، وإن الاستجابة مشروطة بتحقيق أشياء محددة على المستوى السياسي، كان من بينها - مثلا - تأجيل الاستفتاء على الدستور في مرحلته الثانية التي جرت السبت قبل الماضي. طبعا.. لم يكن من المتوقع أن يستجيب الدكتور بديع، لهذا الشرط الخاص بالاستفتاء، ولا لغيره، ولذلك، فالدعوة جرى إطلاقها في الهواء، كأنها رصاصة طائشة، مصوبة إلى غير هدف، كما أن الحوار الذي كان مزمعا، لم يتم بالتالي! غير أن الشيء اللافت للنظر، أن كثيرين لم يتوقفوا ليتساءلوا عن الصفة التي بها دعا المرشد إلى حوار من هذا النوع، وعلى هذا المستوى.. إذ الجماعة لا تتوقف طول الوقت، عن القول إنها لا تتدخل في الشأن الرئاسي، بشكل خاص، ولا في الشأن السياسي، بوجه عام، فإذا بها، في لحظة…

آراء

محاولات ضرب النموذج الإماراتي!

الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢

لا بد من فهم خطورة المعلومات التي تتحدث عن القبض على شبكة إرهابية في الإمارات من سعوديين وإماراتيين كانت تهدف إلى القيام بأعمال إرهابية في الإمارات والسعودية. وجاء في البيان الرسمي أنه قد تم التمكن من فضح هذه الخلية الإرهابية من خلال جهود وتنسيق أمني إماراتي وسعودي مشترك. وهنا لا بد أن نتوقف أمام زيادة وتيرة محاولات اختراق دولة الإمارات مؤخرا بشبكات إرهابية متطرفة مدعومة وممولة من الخارج. وعُلم من المعلومات المتسربة حول هذه الخلايا أنها تنتمي إلى تنظيم يسمي نفسه «جبهة الإصلاح»، وهو جماعة قريبة من فكر جماعة الإخوان المسلمين ومبادئها. وبنظرة متأنية إلى دولة الإمارات سوف يكتشف المراقب المحايد أننا نتحدث عن دولة اتحاد قامت لسنوات طويلة بأداء خططها في التنمية المستدامة في ظل استقرار وتوافق بين كل الإمارات المتحدة التي أسسها وقادها الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، رحمه الله. وتمتلك الإمارات أكبر صندوق سيادي استثماري في المنطقة، وهي محط اهتمام كل القوى العالمية، لموقعها الجغرافي ودورها في المنطقة، وثرواتها من النفط والغاز. واستطاعت الإمارات أن تحتوي الأزمة المالية العالمية من دون تأثر، وأن تسهم بقوة في إنقاذ إمارة دبي منذ 3 سنوات بحكمة وشجاعة، مما ساعد على تجاوز دبي مرحلة الأزمة وقدرتها على سداد كل التزاماتها المحلية والدولية. هذا الاستقرار الإماراتي، الذي يعيش في منطقة شديدة…

آراء

في هوشة الشيخين.. من فاز الكلباني أم العريفي؟

الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٢

تشدني تغريدات الشيخ عادل الكلباني عبر "تويتر" فهو في الغالب يكتب مفيدا ويضيف جديدا، وله تعليقات ومداخلات لافتة وسابقة، تستحق التوقف عندها والتأمل فيها، وسبق لي أن التقيت الشيخ، ولا أذكر على المستوى الشخصي أنني وجدت أحدا ممن أعرف لديه قدرة على استحضار الآيات القرآنية استشهادا وإثباتا ومقارنة مثلما يفعل الشيخ الكلباني، وهو يتحدث إليك حتى أنك لتشعر أحيانا وكأنك لأول مرة تسمع هذه الآية، أو تفهم معناها. وفي حواراته التلفزيونية والصحفية اعتاد الشيخ أن يطرح ما يستدعي الالتفات ويحدث تداعيات، كونه في ظني بات يقول دون وجل ما يؤمن به وما يعتقده، وإن كسب جراء منهجه هذا أعداء أو خسر أتباعا ممن لا يعشقون هذا المنهج، وحتما يبقى الشيخ عادل كغيره من الناس يؤخذ منه ويرد. هذا الكلام قلته لصديق سألني قبل يومين عن الشيخ عادل وعن وجهة نظري فيما حدث بينه وبين الشيخ محمد العريفي، ومن فاز منهما بعد تغريدة الشيخ الكلباني التي انتقد فيها ضمنيا حملة الشيخ العريفي ضد إحدى القنوات التلفزيونية قائلا: "إذا كانت قناة... قناة العار فما عساها تكون قنوات.. وقناة... و.. وغيرها؟"، "كم أكره تزييف الخلاف الشخصي ليصبح ذا صبغةٍ دينيةٍ!" لن أخوض هنا في التغريدات التوضيحية من الشيخين دفاعا وهجوما دون أن يذكر أحدهما اسم الآخر، لكنني وأنا أتابع تداعيات هذا الخلاف الناجم…