آراء
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٢
الأسبوع الماضي، تظاهر مئات الآلاف في شوارع العاصمة البريطانية، احتجاجاً على خطط حكومة ديفيد كامرون التقشفية. توافد المتظاهرون إلى وسط لندن من مختلف أنحاء بريطانيا، تلبية لدعوة الاتحاد العام للنقابات المهنية، الذي هدّد بتنظيم مجموعة أخرى من المسيرات والإضرابات الشاملة في مختلف أنحاء البلاد ما لم تتراجع الحكومة عن خططها «غير الناجحة»، اذ تراجَع النمو وارتفع الدَّين العام، ما أضرَّ بالفقراء وأفاد الأغنياء. وفي الوقت نفسه، في الكويت تظاهر ما بين 100 إلى 150 ألف شخص، بحسب أرقام المعارضة، أو بضعة آلاف بحسب أرقام الحكومة ومؤيديها. في بريطانيا «التي لا تغيب عنها الشمس» عاد المتظاهرون في المساء إلى منازلهم من دون مواجهات، ومن دون أن يتعرّض لهم أحد بعد أن عبّروا عن مطالبهم وتحدثوا بها في الهواء الطلق من دون مضايقات أو اعتقالات أو مطاردات، وغطتها الصحف البريطانية في اليوم التالي بعيداً عن «البروباغندا» التي تؤثر في الأمن والاستقرار والاقتصاد القومي، وتزيد حال التشظي المجتمعي. وفي نهاية المطاف ستضطر حكومة كامرون إلى إعادة النظر في قراراتها، لتحقيق رغبة الجماهير ومطالب النقابات، ولو بالحد الأدنى. من المعلوم أن عمل الحكومة في أي بلاد يوجّه إلى خدمة الشعب، ولولا وجود الشعب لما وُجِدت الحكومة وانتخب الرؤساء أو قَبِل الناس بأمراء، كما أن الوزير لا يتم «توزيره» لكي يخدم نفسه أو عائلته، وإنما…
آراء
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٢
هل تريدوننا أن نصدق أن عدد السائحين السعوديين في دبي هذا العيد 150 ألفاً وأن سائحي الشرقية 500 ألف! كعادتنا نترك العلة ونداري أخطاءنا. ظهر عندنا مؤخراً مركز يشكك في صحة أرقام السائحين السعوديين في دبي وسماها بالوهم! نحن الوحيدون الذين نبيع الوهم السياحي بالصور والأرقام والسياحة لا تُبنى هكذا، فبدلاً من أن نبني بنيتنا التحتية في السياحة ذهبنا إلى لغة تكذيب الأرقام. دبي مركز سياحة عالمي لا يختلف عليه اثنان وليس بحاجة إلى التلاعب في الأرقام كما تفعل بعض الصحف السعودية في أرقام توزيعها. حينما يكون لديك فندقان ثم تقول إن نسبة إشغال الفنادق لدينا 80 %. هذا هو الوهم السياحي بعينه. دبي فتحت أسواقها 24 ساعة في اليوم للسائحين السعوديين وهذه سابقة تاريخية ليست بحاجة إلى مركز معلومات لتكذيبها ولا أحد يتسوق طوال الليل إلى الصباح غير السعوديين. و150 ألف سائح كفيلة ساعات النهار بأن يقضوا فيها حاجاتهم من السوق، والأجانب يهجعون للنوم مبكراً في انتظار الشواطئ الساحرة. ودبي لا تخطو خطوة واحدة في السياحة إلا تعرف أنها ستجني من ورائها ألف خطوة، ومليون سائح يستحقون التضحية من أجلهم، ليواصل العاملون في الأسواق خدمتهم ليل نهار، لشعب يبحث عن «مولات «فخمة ومطاعم راقية ودورات مياه نظيفة وأجواء مريحة ومواقف «مولات» مرتبة وسينما ومقدم خدمة يقول «وش تبي أسوي…
آراء
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٢
المجتمعات التي تتطلع للنهوض والسباق نحو المستقبل تحتاج أحياناً لمن يستفز العقول بالأسئلة الصعبة والمحرجة. عقلية «من ذل سلم» إنما تكرس البلادة والحذر من كل شيء. المجتمعات الحية، مثل الأفراد اليقظين، تحتاج دائماً لمحفزات جديدة على التفكير المختلف. وهي أيضاً بحاجة لمن يساعدها على ترجمة الأفكار، كبيرة كانت أو صغيرة، إلى فعل على الأرض أو منتج بين اليدين. تعبنا من تكرار الفكرة القديمة دون تطوير أو إضافة. سئمنا من ترديد الجمل ذات المعاني الكبيرة والحكم العميقة دون ترجمة إلى فعل يغير من أحوال الأمة ويدفعها للسباق الحثيث نحو المستقبل. ثم حينما يظهر بيننا من يستفز بأفكاره السائد والمألوف تسابقنا لسرد قوائم التشكيك والتخوين تجاهه. إن جاء أحدنا بفكرة غير مسبوقة اتهمناه بحبه لإثارة الجدل. وإن تجرأ أحدنا على نقد الذات قيل إنه صاحب مصلحة أو طامع في منصب. وإن حاول بعضنا حثنا على الاستفادة من تجارب الآخرين قيل فيه «تغريبي» و«تشريقي» و«ليبروصهيوني»! لا تسألوني عن معنى الثالثة فأنا آخر من يعلم! أعرف أن النفس تأنس لما اعتادت عليه. وأدرك أن فكرة «يارب: لا تغير علينا» قد تمكنت من القلب والعقل. لكن الظرف مختلف. والزمن غير الزمن. أن تركض لا يكفي. وأن تسير كما سار الأولين فأنت – عملياً – تسير للوراء. نصف المجتمع اليوم عمره أقل من الخمسة والعشرين سنة.…
آراء
الأحد ٢٨ أكتوبر ٢٠١٢
ومع أنني لست في حاجة للاستئذان من صديق الحياة، الزميل تركي الدخيل، على استعارة العنوان بعاليه، ولكنني سأردف فوق مدماكه عن الأسباب من (هربة) السعوديين إلى مليونية دبي. أختلف تماماً مع المبالغة الهائلة في الرقم لسببين: أولاً، لأن المدينة نفسها لا تحتمل، مثل كل مدن الدنيا، أن تضيف من السياح ذات عدد السكان، وهذه المبالغة لا يهضمها قانون السكان ومعياره، وثانياً، هم بالإحصاء، حمولة 300 طائرة من الحجم المتوسط، إضافة لحمولة 800 سيارة في أيام الذروة، كما تقول النشرة الرسمية لإدارة الهجرة الإماراتية. مع هذا ستبقى إجابة السؤال بحاجة إلى المكاشفة والصراحة والصدق: لماذا كانت مليونية السعوديين في دبي؟ دعونا نقل الحقيقة دون أن نكذب أو نتجمل. تشعر العائلة السعودية مثلما يشعر الشاب السعودي أنه في مقاهي وطنه وشوارعها وأسواقها في مربع حصار ودائرة محاذير. يشعر على الدوام أن العيون الرقابية من حوله لا ترى فيه إلا خطيئة متحركة أو قنبلة موقوتة لتفجير الرذيلة. وعلى النقيض، يقول نائب رئيس شرطة دبي، مساء البارحة، إن (المليونية) السعودية لم تفرز (أمنياً) غير ثلاث حالات من الجنح حتى اللحظة، ليس من بينها قضية تحرش. نحن لا نشاهد أنفسنا أسوياء إلا حين نختم جوازاتنا في محطات الوصول. مليونية السعوديين في دبي تعبير جماعي لرفض الاستغلال ولرفض الخدمات السياحية المترهلة. يكتشف السعودي في دبي أنه…
آراء
الأحد ٢٨ أكتوبر ٢٠١٢
لا أحد يعرف لماذا تصدى الإبراهيمي لإيجاد مخرج للأزمة السورية. هل يعرف الإبراهيمي نفسه لماذا؟ هو قال بعد تكليفه مباشرة، وفي حديث إلى فضائية الـ«بي بي سي» الإنكليزية، إنه يدرك تماماً بأن مهمته مستحيلة تقريباً. لماذا إذنْ قَبِل المهمة؟ جاءت إجابته هكذا: «للمحاولة. لا أملك الحق في أن أرفض». سئل: هل يملك حلاً، أو تصوراً لهذه المحاولة؟ فأجاب بالنفي. وترجمة ذلك، وفي ضوء أن مهمته جاءت بعد الفشل الذريع لكوفي أنان، أنه سيبدأ في هذه الحالة من الصفر. بدأ من الصفر تقريباً في اللحظة التي كان عدد القتلى في سورية وصل إلى أكثر من 20 ألف قتيل. هل هذا الرقم يعادل صفراً؟ كأنه لم يخطر ببال الإبراهيمي أنه بمهمته هذه، وعلى هذا النحو الذي يراه هو، يمنح النظام السوري، كما يتردد، مهلة إضافية للاستمرار في الحل الأمني، ويوفر غطاءً سياسياً لجرائم القتل في سورية بغض النظر عمن يرتكب هذه الجرائم. مرّ أكثر من ثلاثة أشهر على بداية مهمته، وهي من أكثر الفترات دموية ودماراً منذ بدء الانتفاضة. هل فكر الإبراهيمي في الموضوع من هذه الزاوية؟ اضف إلى ذلك أن مهمته حتى الآن ورقة لشراء الوقت تستخدمها القوى الدولية والإقليمية، بما فيها النظام السوري، ريثما تنضج التفاهمات للحل الذي يمكن أن تلتقي حوله مصالحها وحساباتها. هناك سؤال محير في مهمة الإبراهيمي:…
آراء
الأحد ٢٨ أكتوبر ٢٠١٢
قبل أيام حين سمعتُ خبراً طريفاً يقول: (تخريج دفعة جديدة من مستفيدي مركزي محمد بن نايف للمناصحة بالرياض وجدة) جريدة الرياض 14 أغسطس 2012)، ما استنفر عندي حالة خاصة عجيبة من الاستغراب أو الطرافة الحزينة، فهل صارت صفوف المتخرجين من هذا المركز توصف بكلمة (التخرّج)؟ إذ يعني ذلكم أننا نخرّجُ دفعة وستأتي وراءها دفعات على غرار التعليم الجامعي! وتذكرت ما حولي وسؤالاً احتلَّني منذ سماعي جملةً للأستاذ خالد المطرفي خلال تعليقه في قناة العربية منذ سنوات، ولم أزل أذكره كلما رأيت لدينا بقايا واضحة من الفكر التكفيري، وعندها استحضرت جملة الصديق خالد تعليقاً على حادث المطلوبين الأحمر في نقطة (الحمراء) في محافظة الدرب – منطقة جازان! حيث قال في بداية حديثه: (أفغانستان في جنوب السعودية!). ومما حاولتُ تفسيره تحت نير احتلال السؤال: أن جملته جاءتْ تعبيراً عفوياً صادقاً عما يدور داخل المجتمع دون أن يكون له صدى إعلامي عدا ما يشاهده قراء المواقع الإلكترونية من ثقافة عامة ترتكز على أساس ديني ذي فكر أحادي من نوع ندركه جميعاً ويبحثُ كلهم في مظاهره وأسبابها بما في ذلكم النخب التي أسهمت في تأسيسه إسهاماً جلياً موثقاً بالأشرطة والمنشورات، فضلاً عن المبدأ الأساس العام الذي ساد فترة من الزمن ولم يزل يدافع عن ذاته.. والعجيب في أمر هذه النخب التي شكلت هذا الفكر…
آراء
الأحد ٢٨ أكتوبر ٢٠١٢
لنحيّد مفهومي “الوطنية” و”السيادة” من مسائل إجرائية تتعلق بإدارة الحج. ولسنا هنا في مجال التأكيد على حجم الإنفاق والجهد المبهرين للمملكة في خدمة الحجيج وتوسعة المرافق المقدسة. نحن هنا نتحدث عن إدارة “مناسبة” -فعالية- ضخمة يراقبها مئات الملايين حول العالم. الخطأ، أي خطأ، خلال هذه الفعالية قد يكون قاتلاً. السؤال: ما الذي يمنع شركات قطاع خاص مؤهلة أن تتولّى إدارة بعض فعاليات الحج؟ ماذا لو تسلمت شركة مؤهلة إدارة وتشغيل قطار المشاعر؟ ولماذا لا نستعين -ولو مؤقتاً- بشركة متخصصة من دولة مسلمة لها باع طويل في تشغيل القطارات داخل المدن وبينها؟ مع الوقت، يمكننا تأهيل شركات وطنية تسهم، بمهنية ومسؤولية، في إدارة الحج. الوزارات والأجهزة الحكومية لا يمكنها وحدها إدارة الحج. هي تضع اللوائح وتسن القوانين وتشرف على الأداء وتحاسب على التقصير. لكن الإدارة الفعلية -على الأرض- من مواصلات وتأمين مواد غذائية وتفعيل خطط الحج ربما يستطيع القطاع الخاص تأمينها أفضل من أي جهة رسمية أخرى. أعرف أن القطاع الخاص اليوم جزء فاعل من هذه العملية، ولا يمكننا في الحج أن نفصل تماماً بين أدوار القطاعين العام والخاص. ولكنني هنا أفكر بصوت مرتفع في منح شركات القطاع الخاص السعودية (ولا مانع من استشارات قادمة من شركات إسلامية ناجحة) أدواراً أكبر في إدارة فعالية ضخمة ومهمة مثل مناسك الحج. لنكن صريحين:…
آراء
السبت ٢٧ أكتوبر ٢٠١٢
أن أكمل دراستي العليا كان هذا حلم طفولتي، والغريب إنه حدث بشكل لم يخطر على بالي، فبعد أن أنهيت دراستي الثانوية، تقدمت لأكثر من جهة لاستكمال دراستي في الخارج وكانت النية المواصلة والبقاء في الخارج حتى الوصول للهدف وهو الحصول على درجة الدكتوراة، وقدر الله أن تأتيني أربعة عروض من جهات مختلفة للدراسة في الخارج لكن الغريب كما ذكرت إن قراري الأخير كان الالتحاق بأكاديمية شرطة دبي، اليوم أقول هذه الخطوة كانت ولله الحمد موفقة جدا في حياتي وهو فضل أدين بالحمد والشكر لربي ومن ثم أخي محمد التي كانت فكرته وسعى لتمامها. فكانت أولى خطواتي في المرحلة الجامعية هنا في دبي ولم تكن في أمريكا أو بريطانيا كما كنت أحلم، ولكن الحلم لم يخفت وتحقق أخيرا بعد التخرج والبدء في العمل بثلاث سنوات ، فكانت مرحلة الماجستير هناك في الولاية الجميلة أوريجون في أقصى غرب الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم درجة الدكتوراة هناك في عاصمة الكرة الإنجليزية مدينة مانشيستر. دائما يقولون بأن " الغربة كربة " ولكني أعترض بشدة على هذا الوصف ف " الغربة خبرة " . فأنا أدين إلى الغربة بأنها وسعت مدارك فكري ، كما إنها صنعت مني إنسانا أكثر تسامحا مع نفسه وأهله والمجتمع المحيط به. أثناء هذه الرحلة رافقتني بطبيعة الحالة أسرتي، وهناك عشنا…
آراء
السبت ٢٧ أكتوبر ٢٠١٢
هذه الأيام ظهرت علينا موضة عالمية اسمها الرئيس العادي انطلقت أول الأمر في فرنسا، فبعد الانتخابات الفرنسية الأخيرة ظهر علينا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمقولة إنه يريد أن يكون رئيساً عادياً على عكس الرئيس السابق ساركوزي فوق العادي، وقد بدا ذلك واضحاً حين مشى تحت المطر دون مظلة في حفل تنصيبه غير آبه بما يحدث لبدلته، ولا يهتز له رمش. وفي معرض عزمه الدؤوب كي يصبح رئيساً عادياً كما وعد فقد قام بخفض راتبه، وراتب الوزراء 30% كما قلل ميزانية مواكبه ورفاهية رحلاته وكذلك فعل مع ميزانية قصر الأليزيه، وطاقم خدمته وكمية العشاء الموضوع على الطاولة للضيوف، في حين عاندت زوجته دخول قصر الأليزيه مفضلة عليها البقاء في الشقة العادية لولا رفض الحرس هذا القرار بحجة أنهم لا يستطيعون أن يوفروا لهم حماية فوق عادية في شقتهم العادية، وأنه يجب عليهم أن يقفلوا مدخل الحارة ويفتشوا كل داخل إليها، وهذا سيزعج الناس وسيبطل نظرية الرئيس العادي. ساركوزي الذي اتهمه هولاند بأنه رئيس فوق العادة أعلن أيضاً أنه يريد أن يكون مواطناً عادياً وأن يعود لمزاولة حياته بعد خروجه من الأليزيه بشكل عادي، ورغم خسارته البسيطة أمام منافسه هولاند، لم يقلب الدنيا ويؤلب الموالين. وقد نشرت بعض الصحف يوم أمس صورة عادية له وهو يخرج من مطعم عادي بعد عشاء عادي…
آراء
السبت ٢٧ أكتوبر ٢٠١٢
كان العيد يأتي بما لا يأتي في سواه. ننتظره لكي نلبس فيه ثوبنا الجديد. ونتذوق فيه ما لا نحظى به إلا نادراً. عيدنا الكبير في الغالب كان عيدين. فما أن يعود الحاج إلى قريتنا حتى يبدأ الاحتفاء به. كنا نعد الأيام عداً في انتظار قدوم العيد. كبرنا وتزاحمت الأحداث حولنا. فقد العيد ذلك الوهج الذي عشناه أيام العيد. اليوم يأتي العيد ويذهب مثل أحداث كثيرة تمر بنا مرور الكرام. كانت الناس تقطع أسفارها عائدة لأوطانها من أجل العيد. صرنا الآن نهرب في العيد إذ نجد فيه فرصة للسفر والترحال والهروب. يمر يوم العيد كما تمر أغلب أيامنا. لا شيء يميّزه عن بقية أيام السنة سوى صلاة العيد وبعض الزيارات العاجلة ثم نكمل يومنا مثل ما نفعل كل يوم. أبحث عن فرحة العيد فلا أجدها. وأسأل: هل تغيّر العيد أم تغيّرنا؟ أم أنها الطفولة التي تجد في العيد مناسبة جديدة للفرح والاحتفال؟ ربما. لكن المؤكد أن عيدنا أيام الطفولة كان يأتينا بما لا نعرفه إلا نادراً. فالثوب الجديد كان عملة صعبة. والزائر، من القرى والمدن البعيدة، كنا لا نسمع منه إلا في العيد. وذبيحة العيد ربما كانت علامة فارقة في نظامنا الغذائي على مر السنة. أما وقد يسّر الله لنا لبس كل جديد، بمناسبة أو بدونها، وقد قرب البعيد بأدوات التواصل…
آراء
السبت ٢٧ أكتوبر ٢٠١٢
جلت في باحات جامعة لين بولاية فلوريدا الأميركية الاثنين الماضي، حيث جرت المناظرة الأخيرة بين الرئيس أوباما ومنافسه ميت رومني، التي خصصت للسياسة الخارجية. بدا المكان ككرنفال هائل، عشرات عربات النقل الفضائي متداخلة مع أكشاك بيع «الهوت الدوغ». اجتمع نحو 3000 صحافي لنقل المناظرة الكبرى بين اثنين يريدان إقناع الناخب الأميركي بأن أحدهما هو الأفضل لإدارة أميركا خلال الأعوام الأربعة المقبلة. كان على سورية بجراحها وآلامها أن تجد «حصة» لها في هذا الكرنفال المشغول أولاً وأخيراً بقضاياه الداخلية، وهي الاقتصاد ثم الاقتصاد، وقد حصلت عليه. تصريح من الرئيس أوباما بأنه سيدعم القوى المعتدلة هناك، ومعلومة انفرد بها منافسه رومني أن إيران تؤيد النظام لأنها تريد منفذاً على البحر. خرجت من اللقاء متشائماً، فكيف سيعرف الرئيس أوباما «المعتدلين» بين الثوار هناك ليدعمهم أو على الأقل ليسمح لمن يرغب في دعمهم في ما لو فاز في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل؟ لو كان سامعاً لي لنصحته بأن يعتبر كل الثوار السوريين معتدلين فيدعمهم ثم يستثني من يثبت تطرفه، أما رومني فعلى السوريين أن ينتظروا حتى كانون الثاني (يناير) ليتسلم السلطة ويتعرف على خريطة المنطقة والجيوسياسة فيها بشكل أفضل كي يتخذ قراراً ما. قاتل الله أولئك الذين أطلقوا الصواريخ على السفارة الأميركية في بنغازي فقتلوا السفير اختناقاً وثلاثة أميركيين آخرين، فجعلوا من قضيتهم…
آراء
الجمعة ٢٦ أكتوبر ٢٠١٢
تبلغ نسبة المسلمين في الدولة الوليدة، جنوب السودان، 30 %. تمكن ألف حاج من جنوب السودان من أداء فريضة الحج هذا العام. المشكلة الرئيسة التي واجهتهم كانت في عدم وجود تمثيل دبلوماسي بين المملكة وجنوب السودان. قيادات المسلمين في جنوب السودان ثمنت تعاون الجهات السعودية المسؤولة مع حجاج الجنوب في تسهيل إجراءات السفر والحج. هذه خطوة إيجابية نأمل أن نبني عليها لما يعمق العلاقات الإيجابية مع مسلمي جنوب السودان في ظل المحاولات الإسرائيلية والغربية لاحتواء الدولة الوليدة بما يخدم مصالح إسرائيل أولاً. مسلمو جنوب السودان يمكن أن يشكلوا جسراً للمصالح المتبادلة بين العالم العربي ودولة الجنوب. وهم اليوم من صمامات السلام بين السودان ودولة الجنوب. طبيعي أن تبحث الدولة الوليدة عمن يساندها سياسياً و اقتصادياً خصوصاً في سنواتها الأولى. ولهذا ليس من الحكمة ولا من المصلحة البعيدة أن نبقى نتفرج على جنوب السودان يبحث عمن يسانده ثم نلومه على فتح أبوابه أمام بعض من لا نحب ممن قدم له يد العون. إذا كانت الخرطوم نفسها اعترفت بدولة الجنوب فما الذي يمنعنا في المملكة من الاعتراف بها وتأسيس سفارة وقنصليات هناك؟ أمامنا فرصة جيدة لفتح صفحة من التعاون الإيجابي مع دولة الجنوب خاصة بعد التعاون المثمر لتسهيل إجراءات حجاج الجنوب. وعلينا أن نستعجل في إجراءات التبادل الدبلوماسي خاصة أن مسلمي جنوب…