آراء
الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٢
اقترب الموسم وسيقوم الكل اليوم بعد الإفطار بإحضار موبايله (جواله/هاتفه المتحرك) ووضع الاسم الذي يريده بحسب الدعاية التي يتابعها، وستبدأ عملية التصفية، سيختار كل منا أسماء عدة هي غالباً للهوامير والذين يحملون لقب «سعادة» عقبالكم! هذا الاسم مهم جداً نعم نعم، سجله على رأس القائمة، سأحتاج إليه ذات يوم، وهذا الاسم أهم، وهذا الاسم معالي أهم من كليهما سأتصل بهذا قبل الصلاة حتى، ولن أنساه من المسجات المدفوعة والمجانية، هذا سأحتاج إليه للحصول على رقم سيارة مميز، وهذا سأحتاج إليه للترقية، والآخر يعمل في لجنة الإسكان، وهل هناك ما هو أهم من لجنة الإسكان؟! ستعتقد أنك ستنتهي من تلك المهمة خلال دقائق لتكتشف أنك مغفل كبير! وأن هواتف الجيل الرابع ليست مثل هواتف النوكيا الأبيض وأسود، التي كنت أيامها تتمنى أن «تتضارب» مع أحد المسجلين فيها لكي تشطبه «وتترك فراغاً» لإضافة رقم جديد للتخلص من العبارة المزعجة (لا يوجد ذاكرة كافية لتخزين الاسم)، اليوم (بالصلاة على النبي) أطقعها موبايل يخزن لك آلاف الأرقام ومن دون حتى أن «يكح»! ستبدأ الدائرة المملة ذاتها في كل عيد، تتصل بمن يهمونك وستكون الاتصالات مثل كل عيد باردة كالثلج، ألو مرحبا سعادتك، مرحبتين، كل عام وانتو بصحة وسهالة، وخير والله أنا قلت لازم بوغلوم يكون أول واحد أكلمه، طيب طيب، وكأنه يقول: فكنا من…
آراء
الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٢
على الرغم من أن بيته الشهير عن العيد صار مكرورا لدرجة الملل من كثر استخدامه، إلا أن المتنبي كان على حق فيه، ومن يتابع المشهد الدموي في سوريا يدرك ذلك. فالشعب ينتظر "التجديد"، لأنه ثار ضد "ما مضى". كتبت ذات يوم في "الوطن" منذ خمس سنين أن الظروف جعلت من المتنبي شخصا "نكديا" ما أطلق براكين الحزن لديه، وعبر مقدرته الشعرية ترسخ ذلك الحزن في مساحات واسعة من الحضور اللحظي لدى كل الأجيال التي جاءت بعده... وبعد مشاهد الحزن السوري لا عتب على أي شخص إن تقمص حال المتنبي في الحزن، فالألم أكبر من أن يوصف والوجع يحتاج عقودا ليتزحزح قليلا. أما الدمار، فالأمل كبير بأن يترك "الطاغية" شيئا يرتكز عليه الجيل الجديد ليبدأ مرحلة البناء. كلما اقترب العيد يبدأ بعض الكتاب بانتقاد من اختزلوا العيد برسالة جوال يهنئون فيها الأقارب والأصدقاء، والطريف أن معظم هؤلاء يمارس الطقس نفسه باختزال العيد. أما المؤلم فهو أن الطاغية هناك يقطع الاتصالات، فلا يستطيع أحد أن يتواصل مع من يحب سواء كان مغتربا أم مقيما داخل وطن لا يمتلك القدرة داخله على زيارة المنزل المجاور لئلا تنهي حياته رصاصة قناص، أو برميل متفجر. ما بين مفرقعات كم فرح بها الأطفال أيام العيد، وبين قنابلهم ثمة حكاية. فالانفجارات موجودة هنا وهناك، غير أن الأولى…
آراء
الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٢
المتسولون ينبثقون فجأة من الفراغ، يفاجئونك بمد أيديهم، طالبين منك ان ترحمهم من قسوة الحياة، وانتشالهم من براثين الحاجة المدقعة. لهم قدرة رهيبة في التحكم بتعابير وجوههم، يستحقون عليها جائزة الأوسكار لأفضل ممثل او ممثلة. يجبرونك بنظراتهم المنكسرة ان تعيد تقييم ذاتك، من انت؟ ومن اية صخرة خُلق قلبك! لماذا لا تساعدهم؟ لماذا الى الان انت تفكر بدل ان تنقدهم بشيء مما عندك؟! فأنت ستشتري ببضع هذه الدراهم الأيس كريم، وبعض الدونات، بينما هم سيشبعون بها جوع، ويسترون بها عورة، يا لقسوتك! هم بارعون بجعلك تشعر بالذنب، خاصة النساء منهم، وبالأخص اذا كن بصحبة طفل بريء يحدق اليك بأمل، بينما انت تحاول قدر الإمكان تجنب النظر الى عينيه، لأنك تدري بأنك حتماً ستضعف، وسترمي بكل حملات التوعية عن عصابات المتسولين والمحتالين بعرض الحائط، وستتلبسك روح " روبن هود" لتتمنى السرقة من الأغنياء لإطعام الفقراء، لن تصمد أمام الغزو العاطفي من المتسول او المتسولة ومن الطفل بمعيتهم، والذي بالأغلب طفل مستأجر. في كل مرة سيفاجأك متسول او متسولة سيصمد أمامك كصاحب حق، ويشعرك بأنك مغتصب ولا تستحق النعمة التى انت فيها، وسيجعلك تصارع نفسك، وتطرح عدة أسئلة من النوع الذي يطرحه برفسورات الفلسفة في الجامعات، ما معنى الحياة؟ أين هي العدالة الإجتماعية؟ أكون او لا أكون! أعطيه او لا أعطيه! وأسئلة…
آراء
الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٢
يأتي العيد غداً ونحن في العالم العربي لانزال نطرح نفس الأسئلة التي نسألها منذ عقود: إلى متى نعيش في دوامة من العنف والمجهول؟ لماذا نعيش عصرنا خارج العصر؟ متى نعيد قراءة تاريخنا بمعرفة ومواجهة؛ لعلنا نفهم واقعنا ونبدأ في التفكير للمستقبل؟ بعض هذه الأسئلة، وإن اعترفنا سراً بشرعيتها، لاتزال في خطابنا محرمة. لكننا إن لم نسألها علانية ونلح في تذكير أنفسنا بأهميتها سنبقى ندور في دائرة الوهم، وسنبقى خارج التاريخ وخارج العصر. وسنبقى تائهين في قراءة ما بين السطور لا ما في السطور، وسنظل نكذب على أنفسنا حتى في تعبيرنا عن “فرحة” العيد. ثمة حقائق مرعبة عن تاريخنا وعن يومنا لابد من مكاشفة صادقة معها. العرب أكثر من قتل العرب. والعرب أكثر من يقتل العرب اليوم. العربي أسوأ من عادى العربي. وأكثر دموية في تصفيته حساباته مع العربي. وما أسس للجهل والبغض والحسد بين العرب مثل العرب أنفسهم. وإن سألنا لماذا فمع الأسف إن جزءاً مهما من الإجابة يرجع للماضي. لتاريخ العداء المتأصل بين العرب أنفسهم. وفي تلك دلالة أخرى على أننا لم نغادر تاريخ الخصومة العريق منذ عصور الجاهلية وما تبعها. نحن حقاً غارقون في الماضي بكل مآسيه وحروبه وثاراته. من هناك ظل العرب أعداء أنفسهم. قل عني إني جالد لذاته. قل إني متشائم. قل ما شئت. ثم عد…
آراء
الأربعاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٢
منذ نصف قرنٍ على الأقل والمنابر تضج بالغضب على إسرائيل ومن أسرلها، وأميركا ومن مركنها، واليهود ومن هاودهم، والنصارى ومن ناصرهم، والهندوس ومن هندسهم، والماركسية ومن مركسها، والاشتراكية ومن شركنها، والرأسمالية ومن رسملها، والعلمانية ومن علمنها، والليبرالية ومن لبرلها، حتى ليخيل إليك أن هذه الأمواج المتلاطمة من القانتين الغاضبين لن تنتهي من قول: "آمين" إلا وقد أباد الله كل المغضوب عليهم والضالين وأبقانا نحن فقط صفوة المؤمنين المالكين وحدنا للحقيقة المطلقة! نحن الذين نقف بين يديه خمس مراتٍ على الأقل في اليوم والليلة لم نغش ولم نخن ولم نظلم ولم ننافق ولم نفتح محطات البنزين والصيدليات وقت الصلاة ولم نؤخر صلاة العشاء! ونصوم رمضان ولم نشهد الزور، ونؤدي الزكاة ولم نجد من يستحقها بيننا، ونحج ولم نتكبر ولم نرفث ولم نفسق، لنرجع كما ولدتنا أمهاتنا، وإسرائيل ليست كما ولدتها أمهاتها بل أصبحت شحطاً يقف على زنده مليار شحط يرددون "آمين" مع الشحط الأكبر/ أميركا التي لم تزد إلا تجبراً وطغياناً! أما النصارى ومن ناصرهم فقد وصلوا "الأماكن كلها" و"يقطع الحب شو بيزل"! و... يا أخي انظر إلى الجانب المشرق: ألم تسقط الاشتراكية، وها هي الرأسمالية تترنح كالذي يتخبطه الشيطان من المس بفضل دعواتنا الساحقة الماحقة وليس بفضل بنوك "مرتاع البال"؟ ولكن لماذا دأبنا أن نوجه دعواتنا لتدمير الشر ولا نكاد…
آراء
الأربعاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٢
اعتمدت منظمة اليونسكو، الأسبوع الماضي، قراراً جماعياً بإدراج يوم 18 كانون الأول (ديسمبر) في أجندتها السنوية الثابتة، يوماً عالمياً للاحتفال باللغة العربية. كانت الأمم المتحدة بتوصية من اليونسكو قد اقترحت في عام 2010 أياماً رسمية للاحتفال باللغات الدولية الست المعتمدة، وقد اقترح للغة العربية يوم 18 كانون الأول لأنه اليوم الذي أدرجت فيه العربية ضمن لغات الأمم المتحدة الست في عام 1973. يجدر التنويه أن منظمة اليونسكو وغيرها من الوكالات الأممية المتخصصة قد سبقت المنظمة الأم في اعتماد العربية ضمن لغاتها المستخدمة. وقد جاء في المذكرة التوضيحية لمشروع القرار «اليونسكي» أن اللغة العربية هي أكثر لغات المجموعة الساميّة استخداماً وإحدى أكثر اللغات انتشاراً وتمدداً الآن، حيث يتحدث بها أكثر من 420 مليون نسمة، في حين تجعل إحصاءات أخرى الرقم يقترب كثيراً من 500 مليون نسمة. هذا هو عدد الذين يتحدثون بها، أما الذين يستخدمونها فيقترب عددهم من بليون ونصف بليون مسلم يزاولون عبادتهم وصلواتهم باللغة العربية أو بشيء منها. تتوسع المذكرة التوضيحية (باقتباس من «ويكيبيديا») في الحديث عن أهمية اللغة العربية وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية. هذا الحديث موجه لغير العرب لإقناعهم بأهمية العربية، لكننا بتنا في حاجة إلى حديث موجه للعرب، وخصوصاََ لشباب العرب لإقناعهم بأهمية لغتهم العربية، وعدم الخجل أو التردد في استخدامها في كل مكان، ولتفكيك شعور هؤلاء…
آراء
الأربعاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٢
أفهم أن يكون لإيران أجندات سياسية تخدم بها مصالحها في المنطقة. لكنني عجزت أن أفهم لماذا يخلط البعض عندنا بين نقد السياسة الإيرانية وإثارة الطائفية. ما أن تنتقد سياسة إيران وتدخلاتها في العالم العربي حتى يظهر لك طابور يحذر من إثارة الفتنة الطائفية بنقدنا لإيران! وفي هذا الطرح ما يسيء لشيعة الخليج، إذ يربطهم بأجندات إيران في المنطقة. ليس صحيحاً أن نقدنا لإيران هو نقد لمذهب ديني أو رأي فكري. نحن لدينا مشكلة مع سياسات إيران في المنطقة واستغلالها للمذهب كورقة -من ضمن أوراق كثيرة- في لعبتها السياسية. إذن لماذا يربط البعض بين نقد إيران سياسياً وإثارة النعرة الطائفية؟ تلك في رأيي شكل من أشكال «المكارثية» في منطقتنا. فإن حذرنا من ألاعيب إيران في بلدان الخليج جاءنا من يقول: ويلكم؛ كيف تُحرضون على الطائفية؟ وإن نبهنا لخطر تدخلات إيران في اليمن والبحرين وغيرهما قيل لنا: أنتم تكتبون بنفس طائفي! نحن نكتب ونحذر من لعبة إيرانية سياسية تستغل طهران فيها كل ما يحقق أهدافها بما في ذلك منظمات وتيارات سنية مثل القاعدة وحماس. وتستغل أحياناً الطائفية من أجل إثارة الفتن في العالم العربي. ولن ينسى العرب، سنة وشيعة، إسهام طهران في مساندة ديكتاتور دمشق في قتله للآلاف من المدنيين وتدميره للمدن والقرى في سوريا. أنا على قناعة أن إيران تشكل «رأس…
آراء
الثلاثاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٢
الاختلاف أمرٌ مشروع من عند رب العالمين، حيث قال تعالى: « وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ »(هود 118)، وهناك من يرى ان وجود الخلاف ضرورة في الحياة البشرية فبفضل الاختلاف والأخذ والرد استطاع الانسان أن يحوز على مراتب التفوق والشرف على المخلوقات الأخرى إلا أن هذا العنصر الفعّال اصبح في الفترة الأخيرة مصدراً من مصادر القلق البشري لاسيما إذا انتهى الأمر بالمتجادلين إلى الشتم والعنف والقتل دون التفكير في تعلُّم فن الاختلاف والقناعة بأن الطرف الأخر ليس صورة طبق الاصل منه . المتابع لما يدور في شبكات التواصل الاجتماعي وخاصه الأبرز منها كتويتر والفيس بوك، لا بُد ان يشعر بنوع من القلق والألم في ظل الانتشارالتدريجي لثقافة الشتم والإقصاء وحتى التخوين ونزول البعض ممن كانوا يُعدّون رموزا اجتماعية او إعلامية او دينية إلى مستوى يمكن وصفه بأنه غيرُ أخلاقي في الحوار مع المختلف الآخر. لقد ظهرت في تويتر العربي والسعودي عبارات عجيبة وتوصيفات مثيرة للتعجب فهذا يصف مخالفَهُ بأنه «تنكة» والآخر يصفه بأنه «عميل» والثالث «ذنَب» والرابع «تِبن» والبعض يمر على حديقة الحيوانات ليختار منها اوصافا لوصفِ كلِّ مع من يخالفه او يتوقّع أنه يخالفه . وكم هو مُقلِقٌ ان تضيق مساحة التسامح والصبر والعفو و مراعاة حقوق الطرف الأخر في الاختلاف المشروع . كما…
أخبار
الثلاثاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٢
لا شك ان الكثيرين من الذين علقوا الامال على حركات الربيع العربي قد اصابهم شئ من الاحباط وساورهم قلق على حالة الانفلات التي انتجتها التغيرات في جسد السلطة في هذا القطر او ذاك. المؤكد ان كل عاصمة عربية قد شهدت تحولات سياسية واجتماعية بدرجات متفاوتة لكن جميعها اشتركت في حالة من التسيب الامني والركود الاقتصادي، وهما حالتان ستتركان اثرا على سرعة عودة الامور الى طبيعتها واحداث التحول الايجابي المنتظر. المتابعة الدقيقة المحايدة للاحداث تقود الى نتيجة واحدة في الحالتين اليمنية والليبية (والسورية حاليا) ومختلفة في الحالتين المصرية والتونسية.. في الحالة الاولى فإن الفئة التي امسكت بتلابيب الحكم عمدت الى تفكيك كل اجهزة الدولة ودوائرها واعادة صياغتها بتراتيبة لا علاقة لها ببنى الدولة ومأسستها، ثم اتجهت الى استبعاد كل كفاءة ان لم تكن مرتبطة بالولاء والثقة المطلقة. بعد ذلك انطلقت الى الامساك عبر الدائرة العائلية اولا ثم المناطقية ثم الجهوية، بكل ما يرتبط بالأمن والاقتصاد في ظل حلقات ضيقة... صحيح ان هذه الانظمة كان بها وزارات ومؤسسات لكن القابعين على رأسها كانوا يدركون ان بقاءهم مرتبط بتحقيق رغبات الحكام الفعليين، واذا حدث اعتراض او تراجع عن تحقيق الرغبات الخاصة فإن المصير هو الاستبعاد في احسن الاحوال. كانت النتيجة الحتمية للتغييرات التي حدثت في هاتين العاصمتين (وما يحدث في سوريا حاليا) حالة…
آراء
الثلاثاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٢
هل أدعي أنني سعيد لجميع أشقائنا الذين بدأوا بالتوافد لزيارة الإمارات! لا أستطيع! أرجوك لا تطلب مني التمثيل مرة أخرى! كيف أكون سعيداً لعائلة أو موظف حصلوا على إجازة أكثر من 10 أيام تؤهلهم للسفر خارج حدود دولتهم، والعيد لم يبدأ بعد، بينما سيكون جدولنا هو: الذبح في اليوم الأول والزيارات في اليوم الثاني والتجهيز للعودة إلى الدوام/المدارس في اليوم الثالث! على الأقل أعطونا إجازة (مطولة) نوعاً ما، لغرض ألا نحسد السياح ليعودوا بذكرى حسنة، بدلاً مما سيعودون به من مغص في البطن، وآلام في الظهر، وشخط سيارات، وفقدان بطاقات ائتمان، والسبب تعرفونه جيداً. بعيداً عن سعادتنا بهم ولهم، وبعيداً عن «هاشتاق» مرحباً بالأخضر، في عام 2010 أقرت بلدية المنطقة الغربية مشروعاً واعداً، وأطلقت عليه في ذلك الحين اسم (بوابة الإمارات)، كان المشروع يطمح إلى خلق مدينة خدماتية كاملة، على مدخل الحدود السعودية الإماراتية، بحيث تتوافر فيها كل الخدمات من فنادق ووسائل ترفيه وسياحة، وتعكس التغيير في النمط والجو لزائر الدولة، بمجرد وصوله إلى أراضيها، إلى أن بعض التغييرات التي طرأت على إعادة هندسة المشروعات أجلت المشروع إلى وقت آخر. التقارير الأخيرة التي أشارت إلى احتمال وصول عدد زوّار الإمارات إلى أكثر من مليون شخص في فترة الأعياد، خصوصاً مع إغلاق الدكاكين في سورية ولبنان، وعدم وضوح ساعات الدوام الرسمي…
آراء
الثلاثاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٢
عادة ماتستغرق رحلتي اليومية من البيت حتى مقر عملي في الإدارة العامة للجودة الشاملة الكائنة داخل مبنى القيادة العامة لشرطة دبي خمساً وأربعين دقيقة، قد يراها البعض طويلة نوعا ما، لكنها بالنسبة لي هي رحلة ممتعة عنوانها خلوة مع النفس مع صباح كل يوم جديد، وفوق هذا خططت لها بأن تكون مستغلة 100%. الحكاية تبدأ وتنتهي في ثوان، بل هي لحظة، لكن أثرها عميق في النفس، بطلها الشرطي أول رقيب سير صلاح الدين، وهو من ينظم حركة دخول الموظفين عند مدخل الشارع الرئيسي المؤدي إلى الفرعي أمام مدخل القيادة صباح كل يوم. هذا المنظر نراه في أكثر من موقع، مع أكثر من رقيب سير، ولكن مايميز صلاح الدين ابتسامته وحركات يده التي دمجت بين السلام والسماح بالمسير، هذه الابتسامة هي سر تميزه ، فهي طاقة إيجابية له ولنا. أما الغريب في الموضوع فإنها ابتسامة تصدر تحت شمس حارقة ودرجة حرارة ورطوبة عالية، وأنا على يقين كامل بأن للطقس في بلادنا الحارة أثراً مباشراً على سلبية الكثير من تصرفاتنا اليومية. صديقي الشاعر عبدالله الخياط عندما سألته عن معنى الابتسامة كان جوابه شعرا: نور دروب الحزن يا باغي الخير *** خلف وراك إن رحت أحلى علامة فرح قلوب ترتجي منك تغيير *** أهدي النفوس البائسات .. ابتسامة أما الإمام سفيان ابن عيينة…
آراء
الثلاثاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٢
في أشد البلاد العربية ديكتاتورية كانت كلمات “الديموقراطية” و”حكم الشعب” وما لف حولهما الأكثر ترديداً في خطابها السياسي. خذ القذافي مثالاً: كذب على الليبيين والعالم أربعين سنة وهو يردد “الديموقراطية” و”ثورة الشعب” ثم بدّل علم الدولة وغير اسمها مراراً وزاد عليه حتى صار أطول اسم “جمهورية” معاصرة. وأكثر من يزعم محاربة إسرائيل والوقوف أمام نزعتها الاستيطانية لم يسترد شبراً من الأراضي المحتلة ولم يطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل. قيادات تزعم الشرعية وقد جاءت للحكم على ظهر دبابة أو بمؤامرة. “جمهوريات” اختزلت الدولة كلها في العشيرة والمقربين. وأذاقت الناس كل أشكال الإهانة والألم. في هكذا مناخ، كيف لا يتفاقم الغضب حتى يصل إلى لحظة الانفجار؟ ما أكثرهم من تمنوا الإصلاح وفضلوه على الفوضى العارمة التي يشهدها الشارع العربي في أكثر من عاصمة. مخطئ من يضحي بالأمن – حتى في حدوده الدنيا – مقابل مشروع سياسي غير معروف الملامح. لكن حينما تفقد الناس الحدود الدنيا من كل شيء، فما الذي يبقى رادعاً لها أمام أي دعوة للمغامرة أو المجازفة. حينما يكون عند الناس مصالح حقيقية مستفيدين منها فمن الطبيعي أن يبذلوا كل الجهد للدفاع عنها. وإن لم يكن للمرء ما يخسره فماذا يضيره لو “تطربقت” الدنيا في وطنه “فوق تحت”؟ العالم العربي تحول، بسبب تراكم الإحباطات، إلى بيئة طاردة لكل شيء حتى…