آراء
الإثنين ٢٢ أكتوبر ٢٠١٢
انخفضت طموحات الوسيط، الأخضر الإبراهيمي، من إخراج بشار الأسد من حكم سوريا سلما إلى مجرد هدنة من ثلاثة أيام فقط بمناسبة عيد الأضحى. وحتى هذا الحلم البسيط فشل رغم أن كل الأطراف في حاجة إليه، حيث توجد مناطق محاصرة تسيطر عليها قوات الجيش الحر، لكن الأكثر تحاصرها قوات النظام. الأهالي المحاصرون في حاجة ماسة إلى هدنة يتدبرون خلالها الطعام والدواء، وبعضهم يريد الانتقال من مكان إلى آخر أكثر أمنا أو به خدمات ضرورية من ماء وكهرباء. الذي فعلته قوات النظام أنها عاقبت المناطق التي فيها مقاتلون، أو المناطق التي خرجت منها مظاهرات، بحصار دام أشهرا متواصلة. يضاف إليها مناطق هاجمتها القوات الحكومية بالطائرات ودمرت الكثير من المباني ومرافق الخدمات المختلفة. ولأن الوسيط الإبراهيمي يدرك تفاصيل الأزمة، ويفرق بين المعقول والمستحيل، اختار أن يعرض على الأطراف المتقاتلة هدنة في عيد الأضحى، الذي يحل بعد أربعة أيام، ليكون فرصة يمتحن من خلالها رغبة الأطراف في التعاون ولو في المجال الإنساني والإغاثي. إن كان هناك عيب في المقترح، بالطبع ليس في فكرة الهدنة نفسها المستحقة منذ زمن، بل في اقتراحها بلا دعم دولي من خلال مجلس الأمن. الروس والصينيون، مع أنهم عودونا على مساندة نظام الأسد حتى في رفض شجب الجرائم التي ارتكبها، هذه المرة قد لا يعارضون فكرة الإغاثة المحدودة لثلاثة أيام…
آراء
الإثنين ٢٢ أكتوبر ٢٠١٢
ومن يحب ذلك؟ ملل وقرف ونفاق! لا أحب الحديث في السياسة ولكن في الحقيقة إلغاء البرلمان الكويتي كان خطوة صحيحة وربما تأخرت كثيراً، فلعبة الديمقراطية تحتاج إلى أن يفهم اللاعبون أولاً قواعد اللعبة، والأهم من هذا وذاك هو ألا تعطل هذه اللعبة مسيرة التنمية في أي بلد كان، كيف كان الفرق بيننا وبين الكويت عام ،1989 وكيف أصبح الفرق الآن؟ أترك الجواب للزبائن الدائمين لطيران الجزيرة! لا أحب الحديث في السياسة، ولكن الحديث عن البرلمان الأردني يأخذ أبعاداً أخرى، فالتنمية في الأردن الشقيق بدورها معطلة أصلاً على الرغم من أن البلد أصبح ماكينة تصدير عقول للخليج بصدق، وإن كانت تحمل العلامة التجارية (التكشيرة) الشهيرة، قليل من الابتسام سيحل مشكلة الأردن الخارجية، وموضة العقال والغترة على البنطلون أصبحت قديمة، على الأردن أن يختار إما «العقال» أو «البنطلون»، لأن الأمور لم تعد كما كانت! لا أحب الحديث في السياسة ولكن الموضوع في مصر لم يعد مريحاً جداً، حسناً كان هناك تفاؤل بأن أي تغيير سيكون إيجابياً، لأنه لا يمكن أن يكون هناك ما هو أسوأ، ولكن تلوح في الأفق نذر أمور سخيفة، هل كتب على كل من يجلس على العرش الذي تجري من تحته الأنهار أن يكون إقصائياً ولا يستمع للطرف الآخر؟ لو كنت مكان الحاج لتوقفت عن «العياط» مباشرة ولألغيت التنظيم…
آراء
الإثنين ٢٢ أكتوبر ٢٠١٢
من يقرأ ما يتداول من مؤشرات عن الاقتصاد السعودي في تويتر يخرج بنتيجة مفادها أننا على حافة الهاوية أو أننا نتحدث عن دولة قريبة من الانهيار مثل اليونان. فالأغلبية العظمى لديها اعتقاد أن البطالة تصل إلى 40 في المائة، وأن نظامي حافز ونطاقات فاشلان، ولن يحدثا أي تغيير في معدلات البطالة. وأن الفقر المدقع يصل إلى 20 في المائة، وأن الفقر المطلق أعلى من ذلك بكثير، وأن الطبقة الوسطى اضمحلت ولم تعد تمثل إلا نسبة صغيرة من المجتمع، وأن النفط سينضب لا محالة في 2030 أو قبل ذلك، وأن المساعدات الخارجية سواء لدول الربيع العربي أو غيرها من الدول كالمشاركة في صندوق النقد الدولي هي تبديد للأموال ولا فائدة مرجوة منها. ويرى الكثير أن ارتفاع الأسعار لن يخفض إلا بالمقاطعة، وأن أسباب ارتفاع الأسعار هو جشع التجار وعوامل داخلية مفتعلة. وهناك اعتقاد سائد بأن على الدولة إعطاء كل مواطن منزلا حال تخرجه في الجامعة، ولن تحل مسألة الإسكان إلا بفرض الضرائب على الأراضي البيضاء ومنع الاحتكار. وأن وزارة الإسكان لن تستطيع إضافة أي شيء يذكر لحل معالجة أزمة السكن. والبعض يرى أن على الحكومة جلب الاحتياطيات الأجنبية البالغة أكثر من تريليوني ريال لإنفاقها محليا. وينتشر في تويتر توجه سيئ نحو العمالة الوافدة وغير السعودية التي أسهمت بشكل كبير في بناء…
آراء
الإثنين ٢٢ أكتوبر ٢٠١٢
إنها ضرورة تنموية أن نؤسس لمشروع يصنع «القدوة» في مجتمعاتنا. كم من تجربة إبداعية عندنا لو وُثقت لربما ألهمت غيرها بالنجاح والتفوق. على صعيد التجارة، ثمة عشرات القصص التي يستحق أصحابها دور «القدوة» ليس فقط لشبابنا ولكن لشباب المنطقة كلها. نسمع قصصا مبهرة لأسماء لمعت في التجارة وذات تجربة ثرية في الإصرار على النجاح من أمثال الراجحي وعبدالهادي القحطاني وسليمان العليان والجبر وغيرهم. وثمة قوائم أخرى لأسماء لمعت في الإدارة وتفوقت بإبداعها الإداري ووطنيتها ودورها في تخريج صفوف من قيادات جديدة في قطاعات شتى. من يوثق هذه التجارب، أو بعضها، لعلها تسهم في صناعة المثال «القدوة» لأجيالنا القادمة؟ والقدوة ليس بالضرورة من يكبرك سناً. إنه صاحب التجربة المتميزة في الإصرار على النجاح. وقد تكون في تجربة مختلفة لرجل أو امرأة من أبناء وبنات مجتمعك حيث يقود الإصرار مع التفكير خارج «صندوق» المعتاد والمألوف إلى تميز مبهر. لدينا مئات الحكايات والقصص لأناس تحدوا المستحيل من أجل تحقيق الأهداف. ولدينا نماذج خارقة في عصاميتها وتفكيرها وركضها الدؤوب وراء النجاح والتفوق. ولدينا اليوم شباب أثبتوا أنفسهم على الرغم من كل التحديات ونجحوا بامتياز في مجالاتهم. كل هؤلاء -إذا ما وثقنا وأبرزنا تجاربهم- جديرون بدور «الملهم» نحو التفوق. صناعة القدوة مشروع تنموي وحضاري بحاجة إلى جهد جاد كي يتحقق واقعاً على الأرض من خلال…
آراء
الأحد ٢١ أكتوبر ٢٠١٢
تكشف قصة الدكتور، راشد الغنوشي، زعيم إخوان تونس وحركة نهضتها، مع الأشرطة السرية المهربة لأحاديثه، ذات قصة حركة الإخوان المسلمين مع نتائج الربيع العربي في جمهورياته الثائرة. لم تستوعب الحركة حتى اللحظة، أنها على رأس الحكم، وأنها مدعومة بالجماهير، وأنها تعمل تحت الأضواء، وفي مرحلة التمكين والجهر. لا زالت حركة الإخوان المسلمين تتصرف في كثير من المواقف ذات تصرفاتها القديمة كحركة سرية. لا زالت تبرهن في كل مرة ومع كل طارئ سياسي أنه لا زال لديها – أجندة – سياسية خفية لا تستطيع أن تقولها في حملات الانتخاب، ولا أن تجهر بها في الخطب المعلنة، ولا تستطيع أيضاً أن تقولها علناً ضمن برامج وعودها للناخبين؛ خوفاً من ردة الفعل. وحتى الأمس، اضطر راشد الغنوشي ـ وفي أقل من عام واحد ـ أن ينفي أحاديثه السرية المسجلة، ثم عاد بعد النفي إلى التبرير بالاجتزاء وتحريف السياق، وعندما نشرت كاملة عاد ليحاول امتصاص ردة الفعل، راكباً تبرير التأويل، وأن الجمهور قد فسر أحاديثه بغير ما كانت تقصد. وما حدث للغنوشي، حدث للترابي من قبل يوم كان زعيماً جهرياً بجوار عمر البشير، وحدث أيضاً لزعيم حركة حماس بعد الانفصال عن الضفة. في الأحاديث المسربة، تبدو الجماعة واضحة ببرنامج سياسي غير الذي اقترعت عليه الجماهير، وفي كل الأحاديث المسربة للقيادات المختلفة، وفي الدول المختلفة،…
آراء
الأحد ٢١ أكتوبر ٢٠١٢
رفض عالم النفس " كارل يونج" تمييز فرويد بين الأنا والانا الاعلى في تقسيم النفس، فخرج بجزء من الشخصية مشابه للأنا الأعلى وسماه " القناع"، حيث ان القناع هو ما يظهره الفرد للاخرين على عكس حقيقة ما هو عليه، هي تلك الشخصية العامة التى يظهرها الشخص للعالم، أو الدور الإجتماعي الذي يفرضه عليه المجتمع في مقابل شخصيته الحقيقية. ونجد الفرد يحاول قدر المستطاع ان يوفق بين شخصيته الحقيقية ومقتضيات الدور الإجتماعي، وتنشأ الإضطرابات النفسية في الحالات التى لا يستطيع فيها الفرد التوفيق بين من يكون حقاً وبين قناعه الذي يلبسه. والأقنعة بطبيعة الحال كثيرة، منها الإجتماعية، والسياسية، والرياضية، والزوجية، ..إلخ، وفي كل الأحوال من لا يستطيع خلع قناعه هم المرضى النفسيين، الذين لا يجدون ذاتهم في الواقع المعاش، فيشعرون بعدم التوافق مع من حولهم، ويلجأوون لإبقاء الأقنعة لأطول مدة ممكنة. في أواخر الثلاثينات وبالتحديد في 1938 صدرت في أمريكا اول قصة مصورة لبطل خارق"سوبر مان" ولئن لم يكن سوبر مان مقنعاً، إلا انه يختبيء وراء نظرات طبية كبيرة عندما يعيش حياة عادية، ومعظم القصص التى صدرت بعد سوبرمان لأبطال خارقين كان أبطالها مقنعين يخفون عن العالم هويتهم الحقيقية، رغم انهم يحاربون الشر، وهم الطيبون. السؤال هنا، ما أهمية القناع للأبطال؟ أم لغيرهم، لماذا لا يظهر الجميع بوجوههم الحقيقية، ألأنهم يدركون…
آراء
الأحد ٢١ أكتوبر ٢٠١٢
تحول الأخضر الإبراهيمي إلى مندوب سوري/إيراني يحمل تهديدات الأسد من دولة عربية لأخرى. لم تمر ساعات من تحذير الإبراهيمي حول خروج أحداث العنف من سوريا إلى دول الجوار حتى وقع تفجير الأشرفية. وجود الإبراهيمي يخدم الأسد و يطيل من عمر نظامه المهترئ. و هذا قد يعرض المنطقة لمزيد من حماقات الأسد و داعميه في طهران. لعبة الموت الأسدي لم تهدأ. بل وجد في الأخضر الإبراهيمي فرصة جديدة لإعادة ترتيب أوراقه سياسياً و عسكرياً. ففي اللحظة التي يجلس فيها رموز نظام الأسد مع الأخضر الإبراهيمي، تقوم قوات الأسد و شبيحته بقتل العشرات من المدنيين السوريين ودك البيوت في المدن و القرى السورية. ما الذي يمنع أن تسلك الدول الداعمة للثورة السورية سلوك الأسد فتستقبل الإبراهيمي و ترفع من دعمها العسكري للجيش الحر و ثوار سوريا؟ لا الأمم المتحدة و لا القوى الدولية ستحسم المعركة في سوريا. ثوار سوريا هم من سيحسمها. و لكنهم من دون أسلحة نوعية سيبقون عرضة لطائرات الأسد و دباباته. الحرس الثوري وحزب الله يدعمان قوات الأسد و شبيحته على الأرض. كل هذا سيطيل معاناة السوريين. الحل ليس في يد الإبراهيمي. الحل الأكيد في يد الجيش الحر و ثوار سوريا. و لهذا لا بد من دعم عسكري نوعي عاجل لثوار سوريا مما يدعمهم لحسم المعركة لصالحهم و يحمي…
آراء
السبت ٢٠ أكتوبر ٢٠١٢
«ساهمَت تجارة الرقيق في تدمير المجتمعات الإفريقية، ودفعت بالأوروبيين إلى إنكار انسجامهم ثم فرض ثقافتهم عليهم، وبالتالي قاموا بالاعتداء على هوية الأفارقة (…) وفي بداية القرن السابع عشر بدأ التجار في لندن باستيراد الذهب والعاج من إفريقيا، إلا أنهم لم يعرفوا شيئاً عن شعوبها. وكل ما كانوا يتداولونه هو قصص خرافية عن مدن مملوءة بالذهب، ما أدى إلى تجاهل ثقافات تلك البلاد، وصارت إفريقيا مصدراً رئيساً للعبيد، وتحول هذا الجهل إلى عنصرية استُخدِمَت لاحقاً لتبرير أبشع أنواع الاستغلال». كُتِبَت هذه الفقرة على جدار في متحف ميناء لندن، وخُصص فيه قسم كامل للحديث عن تجارة العبيد التي اشتهرت في أوروبا إبّان تنافس دولها قديماً على استنزاف ثروات الشعوب الإفريقية. ويستغرب زائر المتحف من الكتابات التي «تعترف» بعنصرية الأوروبيين والإنجليز تجاه الأفارقة وكيف قاموا باستعبادهم واضطهادهم. ولم يخجل المؤرخون من انتقاد ذلك التاريخ الذي وصفوه بالعنصري والمظلم، حيث وُضِعَت فقرة على نفس الجدار لأحد المؤرخين قال فيها: «من الغريب أن شعوباً تُعَدّ اليوم أحد أكثر شعوب العالم تحضراً، كانت تظن في يوم من الأيام أن العبودية، والسرقة، والقتل أعمال ليست إجرامية». ويخلص الزائر في النهاية إلى أن الشعوب الأوروبية قد كانت بربرية في الماضي، ولكن لأنها اعترفت اليوم بأخطائها القديمة، فإنها استطاعت أن تتخلص من أعبائها النفسية، وتجاوزت صراعاتها الحضارية، ثم تفرغت…
آراء
السبت ٢٠ أكتوبر ٢٠١٢
لا أصدق أن يخاطب الرئيس المصري محمد مرسي نظيره الإسرائيلي شيمون بيريز بـ «عزيزي وصديقي العظيم» في خطاب تقديم السفير المصري الجديد لدى إسرائيل. لا بد أن هناك خطاباً بالفعل ولكنه بروتوكولي، أعده موظف في الخارجية المصرية، ولكن إن كان بهذه الصيغة فالموظف إما بليد لم يدرك التحولات التي حصلت في بلاده بوصول الإخوان المسلمين المؤمنين ديناً بمواجهة إسرائيل أو أنه خبيث يريد توريط الرئيس. في الغالب سيجري مرسي عملية إعادة ترتيب في الخارجية لمنع تكرار ذلك. إسرائيل تعلم ذلك، وتعرف مشاعر الإخوان الحقيقية، ولكنها أيضاً مثل الليبراليين العرب، تتربص بهم وتريد إحراجهم، أما في عالم السياسة الحقيقية، فكلا الطرفين يتحاشى أية مواجهة. تجلّى ذلك في «حكمة» رئيس وزرائها المراوغ بنيامين نتانياهو مرات عدة في لحظات حرجة مرت بعلاقات البلدين، ابتداء من أزمة وقف تصدير الغاز التي قلل نتانياهو من شأنها ووصفها بمجرد خلاف تجاري، إلى اقتحام السفارة الإسرائيلية من قبل متظاهرين، فاكتفى بشكر المجلس العسكري الحاكم وقتذاك لحمايته أفراد السفارة، إلى السكوت على انتشار قوات مصرية في سيناء مخالفة بذلك اتفاق السلام. لفهم الموقف الإسرائيلي، يجب العودة قليلاً إلى الوراء، فما من دولة فاجأها وأقلقها الربيع العربي قدر إسرائيل. إنه يحاصرها، ولن تجد غير أن تقفل أبواب حصونها وتتظاهر بالأمن وتمضي بحياتها خلف أسوار عالية، تتصل بالعالم عبر البحار،…
آراء
السبت ٢٠ أكتوبر ٢٠١٢
أحداث اليوم هي ذكريات الغد كما تنقشع الغيوم تزول الهموم، الزمن كفيل بالهم والغم والغيم أيضاً. الحاضر هو الماضي الذي كنت تفكر فيه، والمستقبل هو اليوم الذي تعيشه لا حزن ولا قلق يبقى للأبد، لن يدوم إلا ما قدر له أن يدوم. إذا كان «الماضي» رحل عنك و«اليوم» على وشك أن يرحل، تذكر أن هناك «غداً» وسيأتي لك. حسن التصرف لمشكلاتك في الحاضر ستنظر له بعين الرضا في المستقبل، أنت وحدك من يحدد قيمة دموعك وسعر أحزانك، قوتك النفسية في مواجهة المصاعب تؤثر سلباً أو إيجاباً في طريقة حياتك، نحن نتاج لقراراتنا، وجزء كبير من تشكل شخصياتنا نحن من نحدده. أن تجلس في محطة الذكريات تنتظر قطار الماضي قد يكون خياراً صعباً جداً، ستنتظر طويلاً! وستتعب كثيراً، وستعرف متأخراً أن بعض الراحلين لا يرجعون. في رحلة العمر من يبقى معك هم فقط من يستحق أن يبقى معك.. الغائبون اختاروا الغياب والمتغيرون اختاروا غيرك. غداً يوم جميل يا صاحبي، هذا ما تعلمناه من دورة الحياة، تتساقط أوراق الشجر، لكنها تصبح أجمل في الربيع وتحترق غابات بأكملها وترجع خضراء بعد الاحتراق وتجف دموعك في غيابه، وتنتشي فرحاً عند لقائه، هناك بروق ورعود وأمطار وبعدها وديان و وأنهار وسماء صافية، كلما غصصنا بالحزن شربنا بعدها ماء الفرح. غداً يوم جميل، أترك كل الأحزان…
آراء
السبت ٢٠ أكتوبر ٢٠١٢
لن أستغرب لو قيل لي إن السعوديين أكثر شعوب الأرض قاطبة حباً للسهر. ولا أستطيع أن أفهم سر تعلق السعوديين بالليل. لا تقل لي إنه الجو الحار حيث يجدون في الليل ملاذاً. فهم يسهرون الليالي حتى في عز البرد ويتدثرون بأغلظ البطانيات شتاءً وأعينهم لا تغادر شاشة التليفزيون حتى شروق الشمس. ولو كانت حرارة الجو مبرراً للسهر فلماذا لا يسهر بقية الخليجيين كما يسهر السعوديون؟ الآن توافد السياح السعوديون لقضاء إجازة العيد في دبي فاستقبلتهم دبي بما يعشقون: السهر! وهي خطوة عملية حيث نتناوب، نحن أهل دبي، مع الزوار السعوديين الحركة في دبي: النهار لنا والليل لكم! دبي قررت فتح أسواقها أمام السائح السعودي ليلاً. والفضل في هذا القرار يعود للزائر السعودي الذي كان يتجول طيلة الليل في «الممشى» ويلفلف بسيارته ذهاباَ وإياباً على شوارع الجميرة والوصل وغيرهما في ديرة والشارقة. أدركت دبي هوس السعوديين بالليل ففتحت لهم أسواقها طيلة الليل فكفتنا شر زحام الطرق في «السيرة والردة» من وإلى مكاتبنا نهاراً. غير أن أكثر ما أخشاه هذه الأيام أن يتصل بي زائر سعودي ليعرض عليّ فنجان قهوة في (دبي مول) بعد منتصف الليل. كيف أقنعه أننا في دبي قليلاً ما نخرج من بيوتنا بعد منتصف الليل وأننا – مثل بقية شعوب الله – نستيقظ مبكراً كي نذهب مبكراً إلى…
آراء
الجمعة ١٩ أكتوبر ٢٠١٢
لعبت الأحداث التي رافقت تطور علم الطاقة النووية وتطبيقاتها دورا كبيرا في تكوين صورة مشوّهِة ومشوّهَة عنها لدى كثير من الناس، حتى غدت كلمة " نووي" -في أذهانهم- مرادفة للدمار، والخراب، وأمراض السرطان. رغم أنها في الواقع مجرد طاقة محايدة كغيرها من أشكال الطاقة تختلف استخداماتها باختلاف نوايا من يستخدمها، أي كما يقول المثل الدارج "السلاح يدين بدين حامله". المتأمل في تاريخ تطور الطاقة النووية سيكشف مقدار الظلم الذي أحاط بها، والذي سنحاول أن نحيط به في هذا المقال -ومقالات لاحقة- ليرى القارئ كيف أن الظروف لعبت دورا كبيرا في رسم هذه الصورة القاتمة. بداية يجب أن نصحح بعض المعلومات المغلوطة المتداولة، فليس صحيحا ما يشاع بأن آينشتاين كان صاحب الفضل في اختراع السلاح النووي، إذ يقول في إحدى مقالاته المنشورة "أن اختراع السلاح النووي ممكن من الناحية النظرية، ولكن لم أتوقع أن أشهده في حياتي" بدأ التاريخ النووي باكتشاف العالم الألماني مارتن لمعدن اليورانيوم عام 1789، لتتوالى بعد ذلك التجارب على مختلف المعادن غير المستقرة لفهم طبيعتها وطبيعة الإشعاعات الصادرة عنها، حتى جاء العام 1932 الذي اكتشف فيه جيمس النيوترون مما سرّع وتيرة الاكتشافات، ليصل العالم هان في نفس العام لاكتشاف عملية الانشطار لنواة اليورانيوم والتي كانت أول إثبات علمي لنظرية أينشتاين المشهورة والتي تحدثت عن تحول الكتلة إلى…