آراء
الثلاثاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٢
حبس العالم أنفاسه أثناء قيام المغامر النمساوي «فيليكس» بقفزته الحرة من على ارتفاع 120 ألف قدم باستثناء ربما «حسن» مذيع الحدث على قناة «إم بي سي أكشن» الذي ظل يثرثر بلا توقف قبل وأثناء وبعد القفزة حتى ظننته فوت مشاهدتها! كنت أتنقل بين شاشة «حسن» وشاشات أخبار أجنبية نقلت نفس الحدث لأقارن بين أداء مقدم برنامج الأطفال «عيش سفاري» وأداء المعلقين المحترفين الأجانب الذين قدموا الحدث باحترافية عالية تجسدت في أداء رصين يتناسب مع خطورة الحدث ونبرة هادئة تتناسب مع إثارته المسببة للتوتر بشكل وازن بين تقديم المعلومة المفيدة واختيار أوقات «الصمت الذهبية» حيث يحتاج المشاهد في مثل هذه الأحداث إلى لحظات صامتة يندمج فيها مع المشهد المهيب للحظة تاريخية لا تتكرر كثيرا ! فقد ظل حسن يتحدث مازجا الجد بالهزل كما لو أنه مدفع أحرف لا يصمت حتى لالتقاط أنفاسه، وزاد الطين بلة عندما بدأ يقرأ تغريدات ساخرة سخيفة لمغردين عرب أظهروا سطحيتهم في التعامل مع لحظة هامة كتلك تجبر الإنسان على التفكر العميق مع النفس وتحفيز الذات لصنع المعجزات وتحقيق المستحيلات، فالسخرية الحقيقية كانت أن يقف «فيليكس» هناك في الأعلى على حافة الفضاء ليقفز متسلحا بالثقة وروح التحدي بينما هنا على الأرض يتلقفه بالسخرية من يقف على حافة الهاوية. المصدر: عكاظ
آراء
الثلاثاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٢
بيقول عامل المقهى: «يا باشا متسدقش الكلام الهباب اللي في التلفزيون ده، اسألني أنا! دحنه عندنا في مصر فيه ناس كتير وياما عملوا الحركات دي قبل كده، دي كلها مؤامرة الأمريكان واليهود علشان يشوفوا مصر من فوق! طب أقلك حاجة.. صلي ع النبي! متصلي، انته مش اسمك عبدالله؟ ولا أربعة ريشة؟ بص حضرتك انته شفت فيليكس ده كاتب على دراعه إيه؟! رند بول! مش كده؟! طب أنا عندي ابن اختي راجل بتاع كمبيوتر محصلش وكل يوم بيروح النت! والله زي ما بقولك كده مش عشان هو ابن أختي لأ! ومرة وهو في النت، جالو بريد بيتبعت كده للناس الهاي هاي بس! مكتوب فيه رساله من البنتاجون الأمريكي بتقول إنه شركة رند بول دي أساساً شركة صهيونية واللي عملها هو الراجل مناحيم بيجن بتاع حلف بلفور اللي إدا فلسطين لليهود، أنا بص جوز اختي اللي ابنه بحكيلك عليه كان في الجيش واشترك في الحرب بتاعة فلسطين، كانوا محاصرينه مع عبدالناصر في الفلوجة، خد بالك دي حاجة تانية غير الفلوجة بتاعة العراق، التانية أساساً اتسمت على دي، آه والله جوز اختي كان راجل جدع عشان كده ربنا مش هيضيع ابنه، إلا بحق يا أستاز، انته مش صورتك بتنزل في الجرنال كل يوم؟ أنا شفتها وأنا باكل الصبح عليها! معندكش حد يعمله تأشيرة…
آراء
الثلاثاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٢
تجولت في طوكيو و صعدت جبل فوجي الشهير و لم أشاهد أي كتابة على الجدران. ثمة صخور و بعض الجدران على الممر الطويل الذي يأخذك إلى قمة فوجي و لم أجد هناك أي كلمة عابثة كتبت على صخر أو جدار. أجزم أن النظام الصارم ضد العبث بالأماكن العامة و تشويه المعالم من أسباب ردع العابثين. لكن ذلك لا يكفي. لا بد أن التربية هي لاعب مهم في سلوك الناس وتعاملاتهم. لماذا نحن فوضويون؟ و لماذا نتماهى مع الفوضى؟ وأسئلة أخرى سألتها خلال زيارتي القصيرة لليابان. كنت أراقب سلوك اليابانيين أثناء تنظيمهم المذهل للقاءات صندوق النقد الدولي و مجموعة البنك الدولي التي للتو انقضت في طوكيو. و لا أملك سوى الانبهار و الإعجاب الشديد بدقة التنظيم و صرامته. المنظمون كانوا في منتهى الجدية لكنهم يخجلونك بأدبهم وتقديرهم للنظام و للزائرين فلا يجاملون الضيف على حساب القانون و لا يصرخون في وجهه باسم النظام! الشوارع نظيفة و حركة السير منظمة و يكاد يشعر زائر المدينة أنه ضيف عزيز على كل مواطن في اليابان. النظافة و الأناقة و دقة التنظيم من عناوين المشهد الذي عشته لأيام قصيرة في طوكيو. لكنني ما توقفت عن المقارنة بأحوالنا سائلاً: أين الخلل؟ و لو كان لديك إجابة أثق أنك ستسأل: من أين أبدأ؟ أعرف أن في ثقافتنا…
آراء
الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٢
لقد لامني عند القبور على البكا رفيقي لتذرافِ الدموع السوافكِ أَمِنْ أجلِ قبرٍ بالملا أنت نائح على كل قبرٍ أو على كل هالكِ فقال: أتبكي كل قبرٍ رأيتهُ لِقبرٍ ثوى بين اللّوى فالدّكادِكِ فقلتُ له: إن الشَّجا يبعث الشَّجا دعوني، فهذا كله قبرُ مالكِ الموت هادم اللذات، ومفرق الجماعات، ميتم البنين والبنات، مخرب الديار العامرات، أسقى النفوس، مرارة الكؤوس، وأنزل التيجان من على الرؤوس، نقل أهل القصور إلى القبور، وسلّ على الأحياء سيفه المنشور، ألصق الخدود باللحود، وساوى بين السيد والمسود، زار الرسل والأنبياء، وأخذ الأذكياء والأغبياء، فاجأ أهل الأفراح بالأتراح، ونادى فيهم الرواح الرواح، كم من وجه بكفه لطمه، وكم من رأس بفأسه حطّمه، يأخذ الطفل وفمه في ثدي أمِّه، ويخنق النائم ورأسه على كمِّه، ينـزل الفارس من على ظهر الفرس، ويقتلع الغارس وما غرس، يخلع الوزير من الوزارة، ويحطّ الأمير من الإمارة، إذا اكتمل الشاب، وماس في الثياب، وصار قوي الجناب، يُرجى ويُهاب، عفّر أنفه في التراب، يدوس ذا البأس الشديد، والرأي السديد، ويبطح كل بطل صنديد، ولو كان خالد بن الوليد، أو هارون الرشيد، يسحب الملوك من العروش، ويركب الجيوش على النعوش، أسكت خطباء المنابر، وأذهل حملة المحابر، وشتت أهل الدفاتر، وطرح الأحياء في المقابر، كسر ظهور الأكاسرة، قصّر آمال القياصرة، زلزل أساس ساسان، وما سلم منه…
آراء
الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٢
عندما أسمع تعليقات كبار قادة المنشقين السوريين، خاصة العسكر، أشعر بأنني أمام تلاميذ يرددون نفس خطاب النظام الذي انشقوا عليه. أحد العمداء يشجب التخاذل الدولي في حق الثورة السورية، قائلا إنهم يتركون سوريا تغرق من أجل تعميم الفوضى بغرض السيطرة على منابع النفط! عادة هذه مقولة النظام السوري الذي يريد تبرير جرائمه، ويقول إنهم في الغرب وراء الحرب الإرهابية لإغراق سوريا في الفوضى للسيطرة على مناطق النفط! المحفوظات الكلامية تردد عادة من دون تفكير، ويتم إلصاقها بكل موقف وفريق. هل الثوار هم لعبة غربية، أم نظام الأسد، أم الفريقان؟! في العراق البعثي كانوا يرددون الخطاب نفسه. إعلام صدام حسين كان يتهم المعارضة بأنها أداة غربية، وكانت المعارضة تتهمه بتنفيذ مخططات الغرب! الحقيقة لا الغرب ولا النفط له علاقة بما يحدث سلبا في سوريا إلا بما يمكن لكل فريق خارجي، عربيا كان أو إيرانيا أو غربيا، أن يساند الفريق الذي يلتقي معه سياسيا. بل العكس، ربما الخوف على النفط هو ما يدفع دولا في العالم للحفاظ على استقرار سوريا لاحقا، خشية أن تمتد النار إلى ما وراء الحدود. أما الحرب اليوم فهي معركة متأخرة ضد نظام قمعي ثار الشعب السوري ضده، وليست حربا بالوكالة. النفط سلعة استراتيجية كل دول العالم تريد حمايتها كي لا تقع في أيدي عدو أو تصبح رهينة…
آراء
الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٢
في كل تصريح يحرص المسؤولون على التأكيد على استبعاد وجود المرأة من واجهة المنصب القيادي، وكأنه من الأنسب لهذا التصريح التأكيد على خلوه من المرأة، لإخلاء ذمته من أية مجابهة مع المشكلات والصدمات التي تورث ضجيجاً أو فوضى غير محمودة، ففي تصريح وزير العدل حول استحداثه لجاناً للأسرة، وهي بلا شك لجان تعالج مواضيع الطلاق وإصلاح ذات البين وتسوية حقوق الزوجة والأم والأبناء، أكد تصريح المسؤول أن لا نية البتة لوضع امرأة في مركز مسؤول في هذا المقام. من يتردد على المحاكم، لأبسط تقدير، سيلاحظ أن أكبر مأخذ على هذه المحاكم هو أنها لا تزال تخلط قضايا الأسرة مع مجمل القضايا الأخرى، فتجعل القاضي الذي ينظر في قضايا القتل والاغتصاب والسرقات والرشوة، ينظر تالياً في قضية طلاق أو خلاف بين زوجين على حق الحضانة والنفقة، فتهون عنده مع ما أتى قبلها. هذا ما عبّر به أحد القضاة في تفسير أسباب معاملة قضايا الأحوال الشخصية بعدم الجدية مع كثير من المماطلة والتأخير، فالقاضي لا يُلام وهو يجد أن الخسائر التي تلحق بأطراف هذه القضايا لا تعادل ما سمعه ونظر فيه من قبلها من خسائر، فيجعل جهده أقل وتأثره أهون، فهي عنده لا تزيد على زوجين يتنازعان مثل كل الحالات البشرية، ولا تقارن بحادثة قتل أو تزوير ملأت ذهنه واستنفدت طاقته. النساء…
آراء
الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٢
لم يبهرني ما رأيت في اليابان قدر انبهاري بما رأيته في الصين قبل أسابيع قليلة. والسبب أنني توقعت ما رأيته في اليابان؛ هذه البلاد التي أدهشت العالم كله منذ عقود باقتصادها و صناعتها و سباقها مع الكبار. ما رأيته في زيارتي الأولى لليابان جاء تأكيداً لانطباعاتي المسبقة عنها. أما في الصين فما رأيته جاء عكس ما توقعته تماماً. أمة قررت أن تنهض و تتفوق. لكن من الظلم أن نتوقع أن تحقق الصين في سنوات قصيرة ما حققته اليابان بعد عقود طويلة من العمل و الكفاح. قراءتي المبدئية للفوارق بين التجربتين – وهي انطباعات أسجلها عبر المشاهدة السريعة – أستطيع تلخيصها في تشبيه اليابان بثري يتعامل مع الثراء بعقلية صاحب العراقة في التجارة و الرخاء. لم أشاهد في طوكيو ما رأيته في بكين من استعراض واضح في العمران الشاهق و في انتشار أفخم و أغلى السيارات الأوروبية. الماركات العالمية الشهيرة تشاهدها في أغلب شوارع و ميادين بكين الرئيسية. لكأن بكين تشبه «مُحدث النعمة». و هذا لا ينتقص من التجربة الصينية و لا من إعجابي و انبهاري بما رأيته بنفسي في أكثر من مدينة صينية. بل هي «ظاهرة» متوقعة في بلاد تحولت سريعاً إلى الرأسمالية، تماماً كما حدث في روسيا حينما لبست ثوباً رأسمالياً بعدما رمت ثوبها الاشتراكي القديم. المهم في التجربتين،…
آراء
الأحد ١٤ أكتوبر ٢٠١٢
الأخبار الواردة من دبي تقول إن هناك مليون سعودي متوقع وصولهم إلى دبي في الأيام القادمة لقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك هناك. ومن يتابع قنوات دبي في هذه الأيام يلحظ من خلال الحوارات التي تجرى مع المسؤولين في الشرطة والجمارك والمرور والفنادق والمجمعات التجارية وكل الجهات المعنية بالسياحة والترفيه يلحظ أن ورش عمل قائمة وعملا يبذل ليل نهار ترحيبا واستعدادا بهؤلاء الزوار، والكل في دبي يحاولون أن يؤكدوا لنا أننا محل الاهتمام والاحترام، وأن الجميع حريص على تقديم كل ما يسهل علينا قضاء أيام سعيدة. وإن كان السعوديون من واقع تجربة يدركون حجم الاهتمام والترحيب بهم فإنهم يلحظون في هذا العام أن هناك قرارات جديدة صدرت لتتاح لهم فرص أكثر وأوقات أطول للاستمتاع بمهرجانات ومناسبات العيد، بما في ذلك مناطق التسوق والمهرجانات، بل إن سلطات دبي أعلنت للمقيمين من غير الخليجيين في دول المجلس أنه بمقدورهم زيارة دبي والحصول على تأشيرة الدخول في المطار. في العام الماضي كان عدد الزوار السعوديين في عطلة العيد لدبي 800 ألف سعودي بمعنى أن الزيادة في هذا العام قدرها 200 ألف شخص جلهم أسر سعودية تبحث عن مكان مختلف عما اعتادت عليه، مكان مريح وخدمة ممتازة، وجودة في كل ما له علاقة بوجودهم هناك، بدءا من أماكن الترفيه للأطفال المتنوعة والحديثة والراقية مرورا بوسائل…
آراء
الأحد ١٤ أكتوبر ٢٠١٢
شاهدت عبر الفيديو تفاصيل افتتاح قمة الإعلام في أبوظبي التي اختتمت الخميس. لفت انتباهي خلو القاعة من «البشوت» إلا من بشت الأمير الوليد بن طلال وبعض من في معيته من أمثال صديقنا جمال خاشقجي. ولأن المتحدث الرئيسي كان بيل جيتس، وهو من هو في الثراء والإبداع وأعمال الخير، فلابد أن يثير إعجابنا بتواضعه وبساطته وعمق فكره. ليس للبشت «هيبته» في هكذا محفل. لكن الهيبة -إن كان لابد منها- هي للعلماء والمبدعين ممن بأفكارهم ومنجزاتهم نقلوا الإنسان من عصر إلى آخر. ولأن الأمير الوليد بن طلال من نجومنا الذين أبهرونا بجرأتهم ونجاحاتهم فلابد أن ننظر له دوماً كأبرز محفزي التغيير الإيجابي في منطقتنا. الوليد دائماً يسبق غيره في فتح أبواب كنا نظنها عصية. وهو الأكثر جرأةً في سلك طرق قليل من يسلكها قبله. ولهذا تساءلت: ماذا لو حضر الوليد افتتاح قمة أبوظبي بلا بشت؟ كيف سينظر له شباب السعودية؟ أعترف أنني شديد الإعجاب بالمسؤول الإماراتي، شيخاً ووزيراً ومدير إدارة، لتحرره من «عقدة» البشت التي لاتزال تكبل كثيراً من المسؤولين الآخرين في الخليج. ليبقى البشت حاضراً في المناسبات الرسمية الضرورية وفي المناسبات الاجتماعية. ولنحرر حركتنا -وتفكيرنا- من دلالاته وتعقيداته. ولكن من يجرؤ على هكذا مبادرة قبل الأمير الوليد؟ ليسامحني صديقي جمال خاشقجي إذ أعترف أنني ابتسمت حينما شاهدته يسأل بيل جيتس سؤالاً…
آراء
السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢
كان يعمل طاهياً في أحد الفنادق الشهيرة في الهند، وفي يوم من الأيام مرّ في قريته فرأى إناسا يأكلون من فضلات الآخرين في القمامة، فقال في نفسه: «ما الغاية من حياتي؟ وكيف أُطعمَ الناس كل يوم ولا أستطيع إطعام أهل قريتي!». فاستقال من عمله في عام 2002 وتفرّغ لإطعام الفقراء حتى اليوم. وفي مقابلة لقناة سي إن إن، قال (ناريانان كريشنا) الذي ينحدر من عائلة براهماتية، إنه يحرمُ عليه كبراهماتي هندوسي أن يقرب الفقراء والمعوزين أو يلمسهم، ولكنه عندما فكّر أيقن بأن في جسد كل إنسان 5.5 ليتر من الدم، مما يجعل الناس كلهم سواسية في عينيه. ولم تعد أشكالهم أو أعراقهم أو أديانهم تهمه، وكل ما يهمه هو إدخال السعادة على قلوب المحتاجين. حيث يصحو كل يوم ليحضر لهم الإفطار، ومن ثم يقوم بزيارة المنبوذين فيطعمهم ويغسل أجسامهم ويحلق شعورهم، ليشعرهم -على حد قوله- أنهم بشر مثلنا. ويضيف: «الطعام يُغذّي أجسامهم، والحب يغذي أرواحهم». ويُحكى أن المهاتما غاندي كان يلحق بقطار وعندما قفز إليه سقطت فردة حذائه على سكة الحديد، فقام بسرعة بخلع الفردة الأخرى ورماها إلى جانب الأولى، فاستغرب من معه وسألوه عن فعله، فقال لهم: «حتى عندما يجد فقير هذا الحذاء يستطيع أن يستفيد منه». إلا أن العبرة ليست في فعل غاندي أو في تضحيات كريشنا، ولكنها…
آراء
السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢
لن أقاوم رغبتي الشديدة في أن أكتب «لقد قلتُ هذا من قبل»، بينما أتابع التحولات المثيرة الحاصلة داخل التيار السلفي في مصر. نعم لقد قلتُ هذا في مقال نُشِر هنا قبل أشهر عدة. توقعت فيه أن ينقسم السلفيون هناك، إلى ثلاثة أقسام بعدما يجربوا الديموقراطية وتجربهم، مجموعة منهم ستنضم لجماعة «الإخوان» التي باتت الحزب الحاكم (بعض السلفيين ضعفاء أمام إغراء الطاعة لولي الأمر)، ومجموعة ثانية تملّ السياسة فتعود إلى الدعوة والمساجد، والأخيرة، وهي الأقل حجماً، ستبقى مناكِفة لـ «الإخوان»، مصرّةً على أن ثمة دوراً سياسياً لها. قليل من أفراد المجموعة الأولى سيذوبون في جسم الجماعة، كأعضاء عاملين، لهم ما للأخ المسلم من مزايا وعليهم ما عليه من واجبات، في الغالب لن يكون عدد هؤلاء كبيراً، إذ إن «الإخوان» لا يحبذّون دخول الأعضاء المتقدمين في السن في جماعتهم وإن أبدوا استعداداً لبيعة وقسم، لكن حصل هذا في السابق ويمكن أن يحصل مجدداً. غالبية المتحولين سيكونون أعضاء مؤيدين وأنصاراً، بل لن يمانع «الإخوان» في تسليم بعضهم مسؤوليات قيادية في حزبهم «الحرية والعدالة» ومناصب حكومية، ولهم أن يحتفظوا بتوجهاتهم الفكرية كسلف، فثمة نشطاء كثيرون سلفيون داخل «الإخوان»، ولكنهم منضبطون مع الجماعة تنظيمياً، لأن ليس لـ «الإخوان» تفضيل فقهي أو عقدي، بل حتى عندما طلب مؤسس الحركة حسن البنا من فقيه الجماعة وقتها الشيخ…
آراء
السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٢
اندلعت خلال الأيام الماضية نار ضروس، وسخنت تلك الحرب الباردة الممتدة لعقود، وخونت "الأرقام"، ونسفت الإحصاءات والدراسات، وفردت الصفحات "المشككات".. وأقصيت الحقيقة، وراح كل فريق يجهز نفسه بطريقته، ويرمي بسهام النقيض. بالمناسبة، أحدثكم عن "ثورة" بعض الصحف الورقية، والتي غضبت من أرقام وكالة "إبسوس" حيال التوزيع والانتشار، فالأولى تناصر، والأخرى تكاسر.. ويبقى القارئ هو الخاسر! بل هما الخاسران، بعد أن تفرغا لعراك لا يعني (سواهما)، ولا يصنع شيئا لمتلق يغرق بالبدائل، وتحيطه المصادر من كل صوب، صحف أخرى منافسة، ومواقع إلكترونية، وشبكات اجتماعية.. وأشياء أكثر أهمية، لا تجد في جنباتها وقتا للطعن أو التخوين، وهو الأمر الذي يجب أن يقوله "العقلاء" بصوت عال! بنفس التوقيت، وأثناء حدوث كل هذه المعارك، كان قادة "الإعلام الرقمي" في العالم يجتمعون في "قمة أبوظبي للإعلام"، بقيادة الساحر بل غيتس، يناقشون ثورة التقنية، ويرسمون خطط المستقبل، ويصنعون أبجديات الخارطة التقنية لهم ولنا.. يأتون من أقاصي المستديرة ليتحدثون عن أسواقنا، ويحملون معهم دراساتهم حولنا، وينثرون "الأرقام" التي تمثل حياتنا، وممارستنا.. كانوا يتحدثون عن (الريادة) كـ"مشاريع"، وليس كـ"توزيع"، وعن السبق في "التفكير" وليس في "التطفير".. يحفزون على دعم المشاريع المتوسطة والصغيرة (SMEs) في هذا المجال، ويلخصون مستقبلها وانعكاساتها.. ويقدمون شيئا آخر للعالم، بعيدا عن (اهتمامات) بعض العوالم التي لا نعلم لأي عالم تنتمي. أؤمن دائما بصدق الأرقام،…