آراء
الأحد ٠٧ أكتوبر ٢٠١٢
يرحم الله زميلنا الراحل سليمان العيسى. عرفته منذ أن كنت طالباً مبتدئاً في جامعة الملك سعود وحينما كنت أكتب متعاوناً في صحيفتي المسائية و الجزيرة. وعرفت الجانب الإنساني في شخصيته بشكل قريب بعد عودتي من الولايات المتحدة الأمريكية. كان يتصل بي من وقت لآخر للسلام و الاطمئنان و السؤال.كان الراحل سليمان العيسى مثالا للإعلامي الوطني النبيل الذي لا يرضى و لا يسكت عن ظلم يقع على أي من زملاء المهنة. التقيته مراراً في مكتب الصديق سليمان العقيلي، حينما كان نائباً لرئيس تحرير «الوطن» في الرياض. وكان من حين لآخر يغمرني بلطفه و هو يبادر بالاتصال. أسفت جداً حينما سمعت نبأ وفاته الليلة قبل البارحة. ندمت أن ظروف السفر و مشاغل الحياة سرقتني عن زيارة نبلاء و أفاضل من أمثال سليمان العيسى. وفي مسيرتي الإعلامية، ينضم سليمان العيسى إلى قائمة الراحلين من أصدقاء و أساتذة كانت لهم أفضال كبيرة في مسيرتي الصحفية. كان أول الراحلين الدكتور محمد كامل خطاب و قد كان من الأساتذة الأفاضل الذين جمعوا بين التأهيل الأكاديمي والخبرة العملية خصوصاً في التقديم التلفزيوني. لم يتعالَ على مهنته بعد حصوله على الدرجة الأكاديمية. وكان من أكثر المشجعين لي على الكتابة و العمل الصحفي الميداني. ثم عرفت بعده الراحل الأستاذ معتوق شلبي الذي كانت له عليّ أفضال كبيرة أيام دراستي…
آراء
الأحد ٠٧ أكتوبر ٢٠١٢
يلجأ عادة الناس لنزع الدسم من الغذاء والشراب لأسباب عدة، أهمها أن معدتهم لا تقوى على هضم الدسم، وهؤلاء يعرفون جيداً أنهم حين ينزعون الدسم فإن الغذاء يفارق نكهته وطعمه وفائدته الغذائية أحياناً، لكن أن تنزع الثقافة من الثقافة لأن هناك من لا يقوى على هضم ما فيها فإنك بهذا تحجر على الإبداع والمعرفة والخيال. هذا شبيه بما حدث في ملتقى القصيم الثقافي الذي حاول البعض نزع دسمه الثقافي بمعارضة لا تقوم إلا على التكفير والتحريض والتشويه، وبإجراء محاكمات فقهية لورقة تزعم أنها تدرس التحولات الفكرية في أعمال ونصوص مثقفين عربيَين هما عبدالله القصيمي وعبدالرحمن منيف. وكي نفهم منهج هذه المعارضة يجب أن نفهم أن أولى سماتها أن جميع من عارض وجود اسمي هذين المثقفين لم يقرأ كتاباً واحداً لهما بل قرأ النمائم التي نشأت حولهما. ومن أشهر التجارب التي تثبت ذلك محاولة اغتيال الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ وهو في الثمانين من عمره بطعنه في رقبته على يد شاب صغير، وحين سُئل الشاب إن كان قد قرأ شيئاً لنجيب محفوظ كانت الإجابة لا. العام الماضي ألغت جمعية الثقافة والفنون وقبل دقيقة من رفع الستار حفلاً موسيقياً كان سيبدأ به حفل تكريم الرواد من الممثلين الذين أثروا الحركة الدرامية السعودية، والأغاني التي منعت تبث في الإذاعة السعودية كل يوم، وجرى…
آراء
السبت ٠٦ أكتوبر ٢٠١٢
عندما كنتُ موظفاً حكومياً طُلِبَ مني مرة أن أقدم عرضاً لمجموعة من الزوار عن خدمات المؤسسة التي كنت أعمل بها، ولقد كنتُ حريصاً على أن يكون ذلك العرض مختلفاً وجميلاً. ولكنني كنتُ مرتبكاً وخائفاً ألا يكون كما أتمنى، وعندما أدرك مديري ما بي قال لي إن كل ما علي فعله هو أن أروي قصّة! فتخيلتُ المكان الذي كنتُ أعمل فيه على أنه واحة صغيرة، والموظفون قافلة تسير في الصحراء، وبعد أن أتعبها المسير ووصلت إلى الواحة، قررت أن تستقر فيها وتبني مدينة. واسترسلتُ في سرد قصة المكان وكيف استطعنا أن نجعل منه مكاناً صالحاً للعيش، ثم بدأنا نقدم خدماتنا للقوافل المارة (وفي هذه الحالة الزوّار والمراجعين). وبعد أن انتهى العرض وانصرف الحضور فرحين، فهمتُ ما قصده مديري؛ فالناس تُحب القصص، حتى وإن كانت سخيفة، أكثر من الأرقام والحقائق، لأننا عندما نرويها نكون أقرب شيء إلى حقيقتنا. فالحكايات لغة عالمية، تتخطى الحواجز الثقافية، وتَرْتُق فجوة العُمر، وتتجاوز الحدود السياسية. وهي الجسور التي تصلنا بالتاريخ، وذاكرتنا هي الأعمدة التي تحملها عبر الزمن. وعندما نروي نسافر مع السنين، دون أمتعة أو خطط، ودون وجهة أو مواعيد للإقلاع والهبوط، ودون الحاجة إلى مسكن، لأننا حينها نسكن أحداق من يستمعون إلينا، ثم لا نخشى أن نهوي مع دمعاتهم، لأنها ستعود بنا إلى الأرض؛ منبع كل…
آراء
السبت ٠٦ أكتوبر ٢٠١٢
لماذا يسعى هذا التيار دوماً إلى حتفه؟ لا يعرف أنصاف الحلول، كل شيء أو لا شيء. ليس دوماً هو التيار السلفي الجهادي، بل موجود أيضاً في المدرسة الديوبندية الهندية. حتى السلفيون ليسوا واحداً، الملك عبدالعزيز الذي احتفلنا نحن السعوديين منذ فترة قريبة بذكرى اليوم الوطني للدولة التي أسسها، هو من أحيا السلفية المعاصرة. كان سلفياً حقيقياً، ولكنه كان سياسياً أيضاً، يناور الكبار ويقرب الصغار وينتصر في النهاية. قبل التشويه الذي لحق بالسلفية الجهادية، عندما استخدم غلاةٌ هاتين الصفتين النبيلتين في المسلم، كان كل ناشط مسلم يجدد هذا الدين، يجمع بين السلفية التي تسعى لإحياء الدين والجهاد. صلاح الدين الأيوبي، ومِن قبله عماد الدين زنكي كانا كذلك، جهاديَّيْن سلفيَّيْن، هل تريدون قصصاً حماسية عن تحريض هذين الزعيمين للعامة على الجهاد؟ لقد استخدما أساليب تشبه أساليب الحركات الإسلامية المعاصرة، ببث فكرة الجهاد وسط العامة بواسطة الوعاظ والخطباء، ليس في المساجد أيام الجمعة، بل في الأوقات كلها، وخارج المساجد، وفي المناسبات والاحتفالات، ثمة قصص عن فتيان صلاح الدين الجهاديين الذين هم أشبه ما يكونون بفدائيي هذه الأيام، عملوا عقوداً لبناء جيل مجاهد ينتصر في النهاية على الصليبيين، ويوحّد بعضاً من بلاد المسلمين التي انتثرت شذر مذر. أسَّسوا إدارات محلية ناجحة في دمشق وحلب والقاهرة، فكانوا رحماء بالناس، يتدرجون في وعظهم، يقيمون الأمر بالمعروف…
آراء
السبت ٠٦ أكتوبر ٢٠١٢
كل خير تزرعه في مجال عملك، ستحصده حتى بعد تركك لمنصبك البعد الإنساني لأصحاب المناصب والنفوذ مهم جداً.. عندما ينتهي نفوذك ويزول منصبك تبقى إنسانيتك ويتذكر الناس خير أعمالك. عندما صدر القرار بتعيينه مديراً، اغتبط بمنصبه، وفرح له الكثيرون من حوله، التغيير سنة الحياة هكذا قال الموظفون واستبشروا خيراً بقدومه، ومنذ أول يوم في عمله حاول أن يبث فكره وأسلوبه، ويفرض طريقته قسراً على الموظفين، وعندما عارضه الجميع، كان أحد خياراته أن يحارب الكل، واستعان بآخرين، متسلقين وأصحاب مبادئ متغيرة، تتغير مع المصلحة، أولئك الذين يوجدون عند كل مصلحة، ولا تخلو جهة عمل منهم، وبهم نفذ أجندته وحقق انتصارات مؤقتة على الحق، كمن دفن يوماً بذور الحق، ليواريها عن الأنظار، دون أن يعلم أنها ستنبت يوماً أشجار الحقيقة. وعندما زالت غيوم المنصب وظهرت السماء أخذ يقلب كفيه! ماذا بقي له الآن غير تاريخ مخز كلما هرب منه تبعه! إنها المبادئ عندما تتساقط، كأوراق الخريف تتفرق! قد يكون هذا السيناريو مكرراً ويحدث في كثير من أماكن العمل، لكن لماذا لا يعتبر البعض بالنهايات؟ ولماذا يغتر البعض بوهج البدايات؟ ولماذا أيضاً يفضل البعض أن يقسو في تعامله عندما يملك القوة والسلطة وعندما تزول من بين يديه، يعود سمحاً طيباً وينسى أنه في إحدى اللحظات كان سبباً في جروح الكثير من البسطاء بسبب…
آراء
السبت ٠٦ أكتوبر ٢٠١٢
فُجعت إحدى الصحف البريطانية بأن ثلث طلاب مدارس بريطانيا لا يعرفون شاعرهم الكبير شكسيبر، الذي توفي منذ عام 1616، وقد يكون هذا الخبر جديراً بأن يوصف بأنه فاجعة للتعليم البريطاني، لولا أن هذه الفئة من الطلاب الذين لا يعرفون شكسبير أعمارهم تتراوح بين سن 7 و12، أي لا يزالون أطفالاً، إضافة إلى أن هذه الفاجعة سيتم تلافيها حين يجد الطلاب مسرحاً في مدرستهم يدرب الطلاب على روايات شكسبير، وسيتعلم الطالب حين يكبر أن واحداً من شروط التباهي أمام صديقته أنه يقرأ لشكسبير، أما طلابنا في السعودية الذين لا يعرفون المسرح في مدارسهم فهم يتخرجون في الثانوية، وهم لا يزالون يعتقدون أن المتنبي شارع في مدينة الرياض! ليس هناك أسهل من أن تفتش عما يجهل الناس، فالإعلام كل يوم يحرج المؤسسات التربوية والتعليمية التي تظن دائماً أن المقصود، بما يقدم، أناس غيرها بتحويل جهل الناس إلى برامج كوميدية يضحك الناس عليها ولا يلومون أحداً، كالبرنامج المصري الذي سألت فيه المذيعة الناس في الشارع “ماذا تعرف عن حلف الناتو؟ فقالت إحدى السيدات: هو الحلف اللي بيحلفو الأطباء بعد ما يتخرجوا!” وعندما سألت أخرى عن معنى التدوير وهو إعادة صناعة المخلفات قالت إنه “التدوير عن الناس الضائعة”. في احتفالات الشباب بمناسبة اليوم الوطني قام برنامج “مقلب وسؤال” بسؤال الشباب “هل تؤيد أن نحتفل…
آراء
السبت ٠٦ أكتوبر ٢٠١٢
قرأت في صوته حزناً و شبه يأس. زاد إلحاحي في السؤال عن نبرة الحزن في صوته فاعترف: لعلها أزمة منتصف العمر! علّقت ساخراً: تقصد أزمة آخر العمر يا صديقي؟ فصرخ معاتباً: «الشرهة» على من اتصل بك ظاناً أنه سيجد ما يواسيه في مكالمتك! ضحكنا قبل أن يبدأ درسنا في فلسفة العمر و الحياة: عرفت شباباً في عز الشباب لكنهم يعيشون يومهم بعقلية «قدمه على حافة القبر». لا يرون في حياتهم سوى البؤس و الإحباط. يلومون العالم كله في سوء أحوالهم لكنهم لا يعترفون بأي مسؤولية و لا يقدرون على خوض أي تجربة أو مغامرة. و مهما تحسنت أحوالهم فزمنهم يتوقف عند الثلاثين أو الأربعين من العمر. و في المقابل عرفت من دخل السبعين من العمر بروح شابة وثّابة لا تتوقف حياتها عند سن معينة. قال لي صديق لوالدي بلغ الثمانين من عمره أو أكثر إنه يشعر بحيوية لا يشعر بها كثير ممن في سن أحفاده. أصدقه. رأيته دائم الابتسامة، متفائلا بالغد، لم يتوقف يوماً عن نشاطه في التجارة و زيارة الناس و حضور مناسبات الأقارب. هنا سر حيويته. إنه ينتمي لفكرة ترى في الحياة معركة ممتعة مهما هُزمنا في بعض فصولها. عرفت تجاراً دخلوا دائرة الإفلاس ثم نهضوا من جديد. لكنهم تعلموا من الخسارة أكثر مما تعلموه من الربح. قال…
آراء
الجمعة ٠٥ أكتوبر ٢٠١٢
كتبت ذات يوم هنا عن دبي وكيف باتت هذه المدينة التي سجلت حضورا عالميا ملفتا مزعجة لبعض المسؤولين عندنا، وكان عنوان تلك المقالة (دبي التي أتعبت السعوديين). كنت أقول أن كل من ذهب هناك يعود ليطرح سؤالا يقول: ولماذا لا يكون هذا عندنا؟ ما الذي ينقصنا؟ وكنت أقول كلما واجه سعودي مشكلة ما، أو تعقيدا ما، مع مسؤول ما، في إدارة حكومية أو في أي مكان سرعان ما يقول "في دبي لا يحدث مثل هذا"، وفي دبي يفعلون كذا ويخدمونك بكذا، وفي دبي يفكرون الآن بفعل كذا وكذا بينما نحن ما زلنا على حالنا الذي لم يتغير. قلت ذاك، وكنت أتمنى لو أن مثل تلك الأسئلة المحرجة، والمقارنات التي ما انفكت تطرح يوميا عندنا تكون محفزة لإحداث تغيير وتطوير، يساعدنا في الانتقال من حالة الثبات في كثير من أمورنا إلى مرحلة المنافسة ولن أقول مرحلة التفوق. أعود اليوم لأقول ألا يوجد شخص ما.. تستفزه تلك المقارنات، وذاك المديح الخاص بدبي والدوحة وأبو ظبي، ليقبل بخوض تجربة تحدّ لمنطقته أو مدينة من منطقته ليرقى بها بالشكل الذي يجعل منها مثالا لكل مدن المملكة؟ في ظني أن لدينا الكثير من المؤشرات والعوامل، والبنى التحتية والمواقع الجغرافية والكوادر البشرية، التي تتيح لنا تحقيق قفزات ترضي من ينشدون التميز ويبحثون عن خدمات مقرونة بجودة.…
آراء
الجمعة ٠٥ أكتوبر ٢٠١٢
آه، ليس هناك أسوأ من شتيمة الأزواج المطلقين، يعرفون تفاصيل بعضهم وفضائح سنوات «العشرة» الطويلة، ولا يستطيع أحد خارج البيت أن ينفيها أو يؤكدها، بل لا أحد يريد التدخل فيها. النظام السوري شريك شرير، ليس مثل الأردني يمكن طلاقه بإحسان، ولا مثل السلطة الفلسطينية. خالد مشعل طليق سوريا هو رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يعني رئيس الحركة. عاش في كنف دمشق أكثر من عشر سنوات وهنا تعيره دمشق الأسد بأنه ناكر للجميل لأنه انتقد جرائمها في مؤتمر الحزب الحاكم في تركيا. مشعل معروف بأنه ناكر للمعروف، في معظم سني عمله، لكنه هذه المرة محق في موقفه ضد النظام السوري بعد الجرائم المروعة التي يرتكبها منذ أكثر من عام. المضحك جدا أن سوريا وصفت بـ«الطبالة» الثلاثي مشعل، والرئيسي المصري محمد مرسي، ورئيس وزراء تركيا أردوغان، وكل الثلاثة كانوا حلفاء دمشق المخلصين قبل الثورة. في السياسة يلتقي الساسة ويختلفون، الفارق أن نظاما بشعا مثل الأسد لا يطيق أن يخالفه أحد ممن يعتبر أن له فضلا عليهم، أو شاركوه حقبة من تاريخه. إن كان هناك فضل على مشعل فهو للأردنيين الذين هبوا لإنقاذ حياته دون مقابل، عندما قام عملاء الموساد بحقنه بسم كاد أن يموت بسببه، لولا أن الملك استنجد بالرئيس الأميركي حينها بيل كلينتون وطلب التدخل، وبعدها أرغمت إسرائيل تقديم الترياق وشفي…
آراء
الجمعة ٠٥ أكتوبر ٢٠١٢
ليست الوطنية أن تمتدح كلَّ شيء في الوطن. و ليست وطنية أن تُخوّن كلَّ من يشير إلى مواقع الخلل. و فكرة “إما أن تمدح أو أنت خائن” لم تصلح حتى في زمن الديكتاتوريات الشمولية فما بالك بها في عصر الإعلام الجديد. بعضهم يسيىء للوطن ظاناً أنه ينتصر له. في الوطن – أي وطن – تيارات و أفكار متباينة. المهم أن تقف كلها عند خط أحمر هو أمن الوطن و سلامته. لنختلف فيما بيننا على أفضل السبل لمواجهة المخاطر المحتملة. لكن لا نستغل الوطن لتصفية حسابات فكرية أو شخصية باسم الوطنية و الدفاع عن الوطن. فينا من يرى في البطالة أكبر مهدد لأمن الوطن. وثمة من يرى مهددا آخر أكثر خطورة. فينا من يرى في تأخير تنفيذ مشاريع التنمية ما يدعو للحذر. و فينا من يرى أن التنمية ليست أولوية. و الدعوة لمحاربة الفساد و المطالبة بمشاركة فاعلة كلها أفكار إيجابية تصب في نهاية المطاف في مصلحة الوطن. و أن ترى في تحديات الداخل ما يهدد أمن الوطن أكثر من تحديات الخارج لا يعني إغفالاً لمخاطر الخارج. قوة الأوطان منظومة متكاملة من تطوير ظروف الداخل و تحصين الداخل من مخاطر الخارج. المهم هنا أن المصلحة الوطنية العليا هي الهدف مهما تباينت الأساليب و مهما اختلفنا حول الأولويات. أما الانشغال بخصومات وقودها…
آراء
الخميس ٠٤ أكتوبر ٢٠١٢
يتحدث بعض الكتاب الخليجيين في التغيّرات المحتملة في المنطقة بعد الثورات العربية مبرزين اختلاف الظروف والمسببات التي أدّت إلى اشتعال الثورات في البلاد العربية (تونس، ليبيا، مصر، اليمن، سوريا) عنها في دول الخليج. وكذلك وجود الشرعيات الحاكمة، التي توافق عليها الشعب. كما يُعللون قوة هذه الشرعيات لأنها صانت خيارات المواطنين، ووفرت لهم مستلزمات الحياة الأساسية، بل والكماليات في بعض الدول. ولذلك، فإن هؤلاء الكتاب يرفضون حصول النموذج العربي في المنطقة، ويرون أن استمرار واقع الحال الهادئ والآمن والكريم أفضل من تغيّرات لا يمكن التنبؤ بنتائجها، وخصوصاً مع وصول "جماعات" إلى الحكم في بعض البلدان العربية لا تتصالح مع التاريخ، وقد تبدّلُ أوجهَ الحياة بعيداً عن التوجه الديمقراطي الذي أملتهُ الثورات العربية، وبتكريس "مرجعيات" دينية لا تؤمن بالديمقراطية قدر إيمانها بأجندتها الخاصة، التي لا تمثل بالضرورة كل فئات الشعب. أما بعض المفكرين الغربيين فيرون أن التغيّرات في العالم العربي إنما جاءت على أسسٍ محلية بحتة، وأن الثورات العربية لا تتشابه. وبالتالي فإن منطقة الخليج لها خصوصيتها، من حيث الدولة الوطنية، والولاء. كما يرى هؤلاء الغربيون أن البلدان العربية، كلما تدنى فيها دخل الفرد وتدنت مستويات الخدمات الأساسية وفرص العمل، كان ذلك أقرب إلى المطالبات والاحتقانات الشعبية، والعكس أيضاً صحيح. كما يلاحظون أن آثار الثورات العربية على المنطقة قد تمحورت حول زيادة…
آراء
الخميس ٠٤ أكتوبر ٢٠١٢
العلاقة بين الفن والدين ليست جيدة، ليس عندنا فقط بل في الغرب أيضاً، ولكنهم في الغرب غير متدينين بالجملة، فبالتالي لا تظهر المشكلة عندهم بذلك الشكل الحاد الذي ينفجر عندنا بين آونة وأخرى. فالفنان يريد أن يكون حراً، لا تحده حدود ولا ضوابط، متدثراً بعبارة فضفاضة هي «الإبداع»، ومكرراً لجملة صادقة «القيود تحد من الإبداع»، لذلك لا أتوقع أن تهدأ هذه العلاقة المتوترة، خصوصاً عندنا، فنحن متدينون بالجملة، بل حتى المقصر منا لا يحتمل أي إساءة للدين، ولكن بعضنا يتوسع في محاولة إلزام الفن بحلال وحرام الدين، فالممثل عبد من عباد الله، عليه أن يلتزم بأوامره ونواهيه، وهنا مساحة شائكة لن أدخل فيها تحاشياً أن تكون من الحمى الذي إن حمت حوله وقعت فيه. هذا القياس غير موجود في الغرب، فالأديان ومقدساتها مساحة مشاعة، ولا تتردد السينما هناك في تجاوز كل الخطوط الحمر، تحتج الكنيسة، وجمعيات «المراقبة» الأهلية، أحياناً يتظاهرون ولكن في النهاية يمضي السينمائي بمشروعه، وكذلك المشاهد، أفلام ومسرحيات أثارت جدلاً وأصبحت قصصها مجرد جزء من تاريخ السينما، من فيلم «الإغواء الأخير للمسيح»، إلى مسرحية «عيسى المسيح سوبر ستار»، وسلسلة لا تنتهي من الأعمال الفنية. حتى التلفزيون، الذي يفترض أن يكون أكثر التزاماً، ذلك أنه يدخل البيوت من دون استئذان، تجاوز الخطوط الحمر، مثل مسلسل «فاملي قاي» الكرتوني، الذي…