آراء
الخميس ٠٤ أكتوبر ٢٠١٢
إذاً أبناء من؟ هؤلاء من نراهم يتسكعون في الشوارع والمراكز التجارية، بهيئات غريبة وكأنهم سكان كوكب اخر. لا بد لهؤلاء ان يكونوا أبناء أحد، المنطق يحتم ذلك، ولا استبعد ان يمر أحدنا بجنب إبنه دون ان يتمكن من التعرف عليه، فالأبناء خارج المنازل وبعيداً عن الرقابة، لا يعودون من نعرفهم، فهم يتقمصون ادوار اخرى، ادوار لطالما رغبوا ان يلعبوها، لأنها ببساطة "كول"، والسبب الرئيسي هو فشلنا في منحهم مثل أعلى "كول"، فنحن بالنسبة لهم ليس سوى " دقة قديمة" نتحدث بمفردات من لغة تنتمي الى عصور الجهل، ما نحن سوى اسطوانة "سي دي" مشروخة، تعيد وتردد على مسامعهم، أوامر وإملاءات، إن لم ينفذوها، فسوف تتبع بتهديدات بالغة القسوة، نستعرض فيها سلطتنا عليهم. لا تعتقدوا إنهم لا يستشفون من طريقة حديثنا معهم، إن صغر سنهم هو سبب تسلطنا عليهم، واننا وبسبب إحضارهم الى هذه الحياة، منحنا أنفسنا الحق في المَن عليهم، واذا أحببناهم فلا يعني ذلك لأنهم يستحقون الحب، وإنما لأننا أباء طيبون، وعليهم ان يحمدوا الله على ذلك، فغيرهم لم يحظوا بأباء طيبين مثلنا، فعليهم ان يقدروا حظهم، بينما الحقيقة انهم يستحقون الحب، وهو حق مشروع لهم، كونهم أفضل هدية، حبانا بها الله. صغارنا باتوا تماماً كشخصية "دكتور جيكل ومستر هايد"، فهم أولئك المؤدبين، والمطعين طالما انهم امامنا، ومتمردون ومتهورون…
آراء
الخميس ٠٤ أكتوبر ٢٠١٢
في مختلف الظروف يكون الأدباء الحقيقيون لسان حال الناس، فيوثقون للمرحلة عبر أعمال روائية وقصصية وشعرية. ومن حكايات تاريخ الإنسان والمكان التي يدونونها تعرف الأجيال اللاحقة ما جرى ذات زمن. وكم من الأزمات والكوارث أو الإنجازات في مراحل من تاريخ الدول عرفنا كثيرا من خفاياها من كتابات المبدعين. في سورية، لا يعمل النظام اليوم على تكميم أفواه الأدباء فقط، بل قد يقتلهم ويسجنهم، ولعله بذلك يريد القضاء على الأسماء القادرة على كتابة تفاصيل الحياة اليومية التي يعيشها المنكوبون والمشردون من أعماله ومجازره وقذائفه وصواريخه في حرب يشنها ضد شعب لم يطلب أكثر من الحرية، ويعتزم النظام بآلته الحربية أن يجعل الشعب يدفع ثمن الحرية باهظا كما لم يدفعه غيره. اعتقل النظام كثيرا من الكتاب والمثقفين في أغلب المدن وقتل بعضهم، وهنا سأتحدث عن دير الزور المحاصرة التي بدأت أخبارها أخيرا تظهر على وسائل الإعلام، فما يصل من أخبار أدبائها الذين عرفوا بالتصاقهم بالأرض والبشر، يشير إلى وجع كبير ألمسه من قصائد تميم صائب الغارق في الألم والأمل، وأشعار ناظم العلوش المشرد خارج مدينته، وقبلها اعتقال الشاعر قاسم عزاوي في بداية الأحداث لإسكاته، وبعده الروائي عبدالناصر العايد، وغيرهم... كم عايش أولئك الأدباء هموم المساكين في مدينتهم وريفها، ومن ذلك مؤلفات رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب محمد رشيد الرويلي مثل "هدباء" و"المعادة"…
آراء
الخميس ٠٤ أكتوبر ٢٠١٢
لماذا يقرر الإنسان أن ينتحر؟ لابد أن لحظات يأس قاسية سيطرت على تفكيره فلم يعد يرى باباً مفتوحا أمامه. بإمكان خبراء علم النفس و الاجتماع أن يكتبوا المقالات الطويلة في أسباب الانتحار وظروف المنتحر. لكن الحقيقة أننا أمام حالات متزايدة من المنتحرين في مجتمعنا. وما تلك إلا صورة من صور الإحباط والتذمر المنتشر بين قطاعات واسعة من شبابنا. من الخطأ أن نكون في مكاتبنا المكيفة أو في منازلنا الفارهة ونلوم “المنتحر” على ما أقدم عليه. نحن – بأشكال كثيرة – شركاء في المسؤولية. البطالة المخيفة لها إفرازاتها الاجتماعية الخطرة، الشعور بالظلم والحرمان وسوء الحال تقود الإنسان أحياناً إلى ما قد لا يخطر ببال. وعلينا أن نتذكر أن نسبة الشباب هي الغالبة في مشهدنا السكاني. المجتمع بكل مؤسساته ملام في حالات الانتحار التي تحدث من وقت لآخر بغض النظر عن الأسباب وظروف المنتحر. الأخطر أن تتزايد هذه القصص حتى تصبح حدثاً “اعتيادياً” فلا نحرك ساكناً ولا نشعر بلحظة ألم تجاهه. أن يقدم إنسان على قتل نفسه نذير شؤم لمجتمعه. دعونا نبتعد عن التحليل التقليدي في مثل هذه المأساة. فإن محاكمة المنتحر وفقاً “لعقلانية” التحليل ليس سوى هدر للوقت. المؤكد أن ليس كل إنسان مؤهلا أن يتعامل بصبر وأمل مع مصاعب الحياة و تعقيداتها. أخشى كثيراً على شبابنا أن يتمكن منهم الإحباط…
آراء
الخميس ٠٤ أكتوبر ٢٠١٢
و«الصبح إذا تنفس». لظرف معين أو بسبب حالة نفسية معينة قد يطوف أحدنا «قيلولة» الظهر يوماً، فينام باكراً فيصحو بعد الفجر «خايس من الرقاد»، ولا يجد في نفسه قدرة على العودة إلى النوم بعد الصلاة، ربما ذات يوم يقرر أن يذهب إلى الدوام بعد الفجر مباشرة نوعاً من التغيير، والتغيير دوماً مفيد! ما أجمل شوارع مدننا عندما تكون فارغة، لا يمكن تخيل كم وعدد الزوايا التي يمكن منها التقاط صور رائعة، كل شيء منظم وجميل، ولكن للأسف بعد نصف ساعة لن يبقى لدى أي مارٍ بهذه الشوارع ترف النظر لها بهذه الطريقة. من ألطف الأمور التي شاهدتها أن حديقة دوامنا فيها مجموعة من الدجاج وديك واحد، بالطبع مشهد جميل وظريف، خصوصاً مع عقدة الرجل الشرقي الشهيرة، وحسده الدائم للديك صاحب الـ«أكثر من دجاجة»، سألت حارس الدائرة ففاجأني: يا باشا الديك ده موجود من أيام ما ناصر خميس كان ماسك النص! فعلاً كم من جمال نمر به في ما يعرف بالحياة السريعة «واحنا مش واخدين بالنا»! النخيل الذي يحيط بالدائرة بدوره مثمر، والرطب أصبح تمراً، هي فرصة لأسرق شيئاً آخر من الدائرة غير الجرائد، ولكن لم أنتبه إلى هذه الصورة من قبل! للمرة الأولى أجد موقفاً «عند الباب»، من دون الحاجة إلى تسلل السيارة بتلك السرعة الخفيضة بين سيارات الزملاء، خوفاً…
آراء
الأربعاء ٠٣ أكتوبر ٢٠١٢
ليس من الإنصاف الحديث عن بطالة النساء بمعزل عن بطالة الذكور، لكن بطالة الذكور على الأقل تواجه حقائقها مثل فشل وزارة التخطيط وتعثر برامج العمل ونقد مخرجات التعليم وما يصاحبها من أسباب الفساد الإداري والمالي، فيما ظلت بطالة النساء تتستر بممانعة العرف والتقاليد، وصعوبة الحركة وغياب التشريعات. لكن المكاشفة الحقيقية ليست هنا، بل في الأرقام التي تقول إن قوة العمل النسائية في السعودية بلغت خمسة ملايين امرأة من مجموع تسعة ملايين، لا يعمل منهن سوى نصف مليون امرأة، (أي أن نسبة بطالة النساء بلغت 90 في المئة من قوة العمل النسائية)، والفضيحة الكبرى حدثت حين فكرتْ وزارة العمل في جبْر عثرات الباحثين عن عمل بمعونة موقتة تسمى «حافز»، فتقدم - بحسب آخر تصريح لوكيل وزارة العمل - 1.6 مليون امرأة، في مقابل نصف مليون شاب، (أي أنه في مقابل كل شاب يبحث عن عمل توجد ثلاث باحثات عن عمل)، فكادت الحكومة تقول: «هوّنا». نصف مليون امرأة (أي ما نسبته 10 في المئة) فقط هن اللاتي استطاعتْ عجلة العمل أن تحمِّلهن مع حدود دنيا من الحقوق، أولها عدم تساويها في الراتب مع زميلها بحجة أن الرجل هو الذي ينفق، مع أنها لا تشتري السلعة بنصف السعر في السوق تحت هذه الحجة، ولا تعمل نصف ساعات العمل، فهذا النوع من الحجج لا…
آراء
الأربعاء ٠٣ أكتوبر ٢٠١٢
في حفل أقامته منظمة اليونسكو، يوم أمس الأول، لتنصيب د. حياة سندي سفيرة للنوايا الحسنة في مجال العلوم، ألقيت بصفتي المندوب الدائم للسعودية لدى المنظمة، كلمة هذه مقتطفات منها. ما يجري الآن في احتفاليتنا هو مشهد مغاير لما يجري خارج أسوار اليونسكو، الأسوار الحسية والمعنوية. فالاحتقان الذي يلفّ العلاقة بين الشرق والغرب بسبب إقدام بعض الغربيين، ولا أقول الغرب، على صنع الأفلام الاستفزازية والرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتجاوب بعض المسلمين، ولا أقول الإسلام، لهذه الاستفزازات باحتجاجات غير منضبطة وغير عادلة هو مشهد في العلاقة الإنسانية يبعث على الأسى. لن أدخل الآن في تفاصيل تحديد الجناة من الجانبين، فقد تحدثت عن هذه الواقعة المؤلمة بإسهاب في مقالتي للأسبوعين الماضيين في صحيفة «الحياة»: (حرية التعبير) و (الفيلم المسيء .. الشعب المسيء). أتحدث بسعادة الآن عن مشهد آخر لهذه العلاقة، فها هي منظمة دولية عريقة تقودها امرأة غربية محترمة تكرّم اليوم امرأة عربية مسلمة بأرفع ما يمكن أن تعبر به اليونسكو عن تقديرها للإنسان الإيجابي والمنتج. كيف يمكن أن نعرض هذا المشهد الإنساني النبيل أمام ناظري الغوغاء من صنّاع الفيلم ومن المحتجين عليه؟! تأتي العالِمة حياة سندي إلى مقر المنظمة في عاصمة النور، باريس، لتقول: أوقفوا الأحكام المسبقة والصور النمطية عن الإنسان المسلم عموماً... وعن المرأة المسلمة خصوصاً. تجيء…
آراء
الأربعاء ٠٣ أكتوبر ٢٠١٢
البعض تنتهي حياته عند التقاعد. و البعض الآخر تبدأ حياته (أو تتجدد) عند التقاعد. في الجامعات العالمية العريقة تجد عددا كبيرا من الأساتذة يكون غالباً من أصحاب الخبرة المتقاعدين. بعضهم كان برتبة عسكرية كبيرة في الجيش. و بعضهم كان سفيراً أو دبلوماسياً مهماً. هناك مديرو شركات سابقين يأتون للتدريس في الجامعة بتجارب عملية ثرية من الميدان فيربطون بين النظرية والواقع مما ينعكس إيجابياً على الطالب و على تجربة الجامعة إجمالاً. هناك ألف طريقة للاستفادة من خبرات المتقاعدين بدلاً من تركهم فجأة عرضة للاكتئاب و الإحساس بأنهم رقم زائد في مسيرة المجتمع. من واجب المؤسسات، حكومية أو غير حكومية، أن تعد برامج حقيقية تؤهل الموظف لمرحلة ما بعد التقاعد. الأعمال التطوعية يمكن أن تستقطب المئات من المتقاعدين بما يفيدهم و يفيد مجتمعهم. أعرف أثرياء بدأت تجارتهم بعد التقاعد من الوظيفة. و أعرف موظفين يعدون الأيام للوصول للتقاعد كي يتفرغوا للكتابة. الوظيفة مرحلة مهمة من عمر الإنسان. فلماذا لا نجعل التقاعد مرحلة أخرى أكثر أهمية في حياتنا؟ في التقاعد فسحة لتجارب جديدة و فرصة لتحقيق أحلام ما كانت الوظيفة تسمح لنا أن نحققها. يعجبني الإنسان الذي لا يحاصر إبداعه و إنتاجه وإسهامه في الحياة بسنوات الوظيفة تتوقف بعدها حياته. هل رأيتم رجل أعمال يتقاعد عند سن معينة؟ و هل سمعتم بكاتب توقف…
آراء
الثلاثاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٢
ما دامت أرامكو قررت أن تنهج منهج الشفافية، وتعلن التحقيق مع عدد من كبار موظفيها بخصوص فضيحة الرشوة الخارجية، فإنني سأدعوها لأن تنهج نفس النهج مع فضيحة «اليخوت» المحلية التي سبق أن ألمحت لها في أكثر من مقال هنا دون أن تحرك ساكن أحد! فالشبهات المحيطة بقضية اليخوت الفاخرة لا تقل أهمية وخطورة عن قضية الرشوة، ولا بد من حسم الإشاعات المحيطة بها، فإما تبييض الصفحة أو تسويد عيشة المتورطين بها والمنتفعين منها كائنا من كانوا.. فخادم الحرمين الشريفين قال ــ بكل وضوح ــ أن لا أحد فوق المساءلة والمحاسبة عندما يتعلق الأمر بالتقصير والفساد كائنا من كان! ولأن أرامكو مؤسسة عملاقة ومشاغلها كثيرة، فإنني أتمنى أن تمد لها جهات أخرى كهيئة مكافحة الفساد والمباحث وديوان المراقبة العامة يد العون في تحقيقاتها؛ حتى نصل إلى الحقيقة، ونتحقق من أن أموالنا العامة في مؤسستنا النفطية العملاقة في حرز مكين، وليست نهبا لضعاف النفوس وكبار اللصوص! فاستقلالية التحقيق في مثل هذه القضايا أساسية لضمان الوصول إلى الحقيقة وكشف المذنبين وتحقيق العدالة في حال ثبوت الإدانة، أو ضمان المصداقية والشفافية في حال ثبوت البراءة، فالمسألة هنا لا تتعلق ــ كما في قضية اليخوت ــ بتشويه سمعة داخلية نتحملها كما تحملنا غيرها، بل بسمعة دولية لا تحتمل التشويه من أجل إشباع نهم بضعة لصوص!.…
آراء
الثلاثاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٢
صدر الأسبوع الماضي كتاب ( السعودية ،الشعب، الماضي ،الدين والمستقبل) ويحوي أكثر من 300 صفحة وفكرته الأساسية تدور حول علاقة الدولة بالدين في المملكة والعكس ومدى تأثير الدين على المجتمع في حياته اليومية وكيف ينظر الشباب السعودي خاصة لذلك ، وما هي أسباب الفرق الشاسع والتناقض بين النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وحياة الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام ) من جهة ، والحياة اليومية للمجتمع من جهة اخرى وخاتمة (نظرة مستقبلية للمملكة في ظل تحديات محلية واقليمية جدية) . والمؤلفة كارين هاوس، هي الناشرة السابقة لصحيفة وول ستريت ونائبة رئيس شركة داو جونز والمحاضرة في جامعة هارفارد ،ليست غريبة على المنطقة العربية حيث سبقت وان قابلت معظم الزعماء العرب الراحلين منهم والحاليين وأبرزهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمير سلمان والملك حسين والرئيس العراقي صدام حسين والرئيس حسني مبارك والرئيس ياسر عرفات والملك حسين ملك الأردن وآخرون وهي عضو مجلس العلاقات الخارجية الامريكية. كانت أول زيارة لها إلى المملكة في عام 1978 وقضت السيدة كيرين عامين لدراسة الاسلام والقرآن والحديث والسيرة النبوية وزارت السعودية طوال اربع سنوات بشكل ربع سنوي متنقلة بين شمال المملكة وجنوبها وشرقها وغربها ومختتمة بحثها بالعيش مع عائلة سعودية محافظة لتعايش الصورة التقريبية للحياة في المجتمع السعودي. والأهم والجديد في الكتاب هو علاقته بالنبي محمد صلى…
آراء
الثلاثاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٢
• الأسبوع الماضي، يوم الأحد 23 سبتمبر، كان يوم العيد الوطني، للمملكة العربية السعودية، وبلا ريب فقد كان من المهم والجميل أن يحتفل الناس بأرضهم وكيانهم، وبينما ذلك الأخضر الحميم يجلّل الشوارع والسيارات والملابس والوجوه والأشياء، يخطر السؤال ببال الوطن نفسه عن ماهيته، كأنه يستفهمنا؛ "ليقل لي كل شيءٍ بداخلي؛ من أنا؟ أنتم أيها الناس، وأنت أيتها التضاريس؛ من أنا في فهمكم؟"، فتتقافز تفاصيل صغيرة، تراجع التعاريف الأولى، غير آبهةٍ بكتاب الصفّ، ولا بتلاوين الكلمات والخطب. تفاصيل دقيقة تصرّ على النداء والحلم، بعضها يُرى، وبعضها يُحسّ، وكلها تتحفّز كي تنطق، تفاصيل من التربة والمزاريب، من الشجرة والساحل، من الكثيب والجبل، من الضواحي، من المدن والبنايات.. الخ، من أعين البنات والشباب المتناثرين على رصيفٍ هنا، أو في سوقٍ هناك، أولئك الذين يهتفون مرة، ويصرخون مرات، تفاصيل تتحفز كي تنطق من تحديق العجائز، ولثغات الصغار، وهم يغنون نشيداً أو يرددون عبارة.. • يسأل الوطن؛ "من أنا في فهمكم؟".. السعفة وورقة التينة، وسائر الأشجار، قلن بصوتٍ واحد؛ "أنت: نحن". قالت الرملة وحصاة الوادي ولبنة البيت وقطرة الماء، وسائر الأمكنة والجهات؛ "وأنت أيضاً: نحن"، وأيضاً قالت البادية والقرية، الشطآن والمدينة، الخيمة وبيت الطين،الشقة والفيلّا، العمارة والبرج؛ "ونحن أنت".. وعشش القشّ المسكينة قالت بكبرياءٍ وألم؛ "أنا أنت".. مثلها قالت؛ "أنا أنت"، والشتاء القارس وصنادق الزنك…
آراء
الثلاثاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٢
"أكثر ما يقلقني في بعض المؤسسات وجود بطل واحد.. نبحث في الصف الثاني والثالث فلا نجد أحداً. ليس بطلاً من يختزل المؤسسة في شخصه". التقطنا هذه العبارة من التغريدات التي جاءت في حساب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على "تويتر" والتي تحدث بها إلى أكثر من مليون متابع في دول العالم. الشيخ محمد بن راشد من أكثر القيادات التي حرصت منذ سنوات ونادت بتأهيل قيادات الصف الثاني لأنه يؤمن بأن اختزال القيادة في شخص واحد أمر خطأ، ولهذا نرى سموه يسند الكثير من المهام والمسؤوليات لمسؤولين آخرين وفق الاختصاصات والصلاحيات التي يمنحها إياهم، وسموه في سبيل ذلك وجه بخلق برامج لتأهيل وتدريب القيادات لإيجاد قيادات الصف الثاني والثالث التي خرجت بالفعل على المستوى المحلي في إمارة دبي وبدأت أخيرا على المستوى الاتحادي. ولكن من خلال ما نسمع وما نشهد من وقائع نكاد نجزم بأن قيادات الصف الثاني والثالث ليست موجودة في كل المؤسسات، بل مغيبة، لتجعل أدوار البطولة قائمة في قيادات الصف الاول التي انتزعت، بل واحتكرت، كل الصلاحيات لنفسها وكأنها تجزم باستمراريتها متجاهلة حقيقة الحاجة لوجود من يقف بجانبها لتقاسم المسؤوليات، ولكي لا يحدث انتقالها إلى مكان آخر، انتكاسة لتلك المؤسسة التي أخذت فيها زمام الإدارة لفترة ليست بوجيزة. يعتقد للأسف بعض مديري المؤسسات أن تأهيل…
آراء
الثلاثاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٢
بقدر ما نرفض تدخلات إيران في الشأن العربي بقدر ما نلوم دولنا في إعطاء إيران فرصة التدخل. اليمن أفضل الأمثلة. فلو لم نهمل اليمن لما وجدت إيران ضالتها في بعض ثوار الجنوب وفي الحوثي وجماعته. السياسة لعبة مصالح. وكل يبحث عن مصلحته حتى وإن كانت مؤقتة. لكن الأخطر من لعبة المصالح أن تجد مجموعة عربية نفسها وقد أغلقت في وجهها كل الأبواب إلا باب طهران. إيران تستغل الفرص ونحن نهدرها. فاليمن، وتلك فكرة نرددها منذ سنوات، قد يكون بوابة الشر الإيراني القادمة على دول الخليج العربية. لكن التحذير وحده لا يكفي. ولولا أن الرئيس اليمني الحالي توجس خيفة من لعبة إيران مع أبرز دعاة انفصال الجنوب، علي سالم البيض، لما صرح باستنكار تدخلات إيران في الشأن اليمني الداخلي وحذر منها من على منصة الأمم المتحدة قبل أيام. إيران ببساطة تستغل فقر اليمن وحاجة اليمنيين الماسة ليد تمتد نحوهم. وما فقر اليمن ومجاعته إلا مسألة مخجلة لا يمكن تبريرها لدول الجوار التي وقفت حائرة كيف تُسعف اليمن. الدور الخليجي المرتقب في اليمن – في الأصل ومن قبل ظهور المجاعة – كان يفترض فيه أن يكون لاعبا أساسا في «احتواء» اليمن إلى صف المواقف والمصالح الخليجية. اليمن هو عمقنا الأمني الاستراتيجي. ولو استثمرنا فيه بما يخدم تنميته ونموه لكنا أصلاً خدمنا المنطقة…