آراء
الأربعاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٢
أستاذ فلسفة فرنسي مغمور يدعى ريديكه أرسل مقالاً لجريدة لوفيجارو فكرته أن منع لبس (السترينج) في الشوارع الباريسية هو نتيجة أسلمة عقول أهل باريس، بعيد نشر المقال بدأ الإعلام يتحدث عنه وبدأت التصاريح النارية تخرج على لسانه في الصحف والمجلات الفرنسية، وتماهياً مع الشهرة أعلن السيد ريديكه أنه سيختفي عن الأنظار خوفاً من الجماعات الأصولية الإسلامية، وتحول التافه إلى مسألة تأزم عالمي وتصارع كوني فتدخل رئيس الوزراء الفرنسي ليعلن تضامنه مع الفيلسوف المهدد وبادر كبار المثقفين في أوربا لتحرير عريضة تضامنية ليس معه لأنهم يعرفون تفاهته وتفاهة مقاله ولكن مع حقه في التعبير. قصة أخرى؟ يوم 12 سبتمبر 2006 ذكر البابا أنه قرأ كتاباً عنوانه (مناظرات مع مسلم) وهي مناظرة بين مبعوث عثماني والإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني أثناء حصار القسطنطينية، كان الحوار بينهما أن نشر الإسلام بالقوة أمر مخالف للعقل وأن الإيمان هو ثمرة الروح دون الجسد ولكن ما تقوم به الدول الإسلامية المتعاقبة حتى الدولة العثمانية بوجهة نظر الإمبراطور هو مخالف لرسالة أي دين، بعدها انطلق البابا في محاضرته منتقداً البروستانت والعلمانيين واليهود والأرثوذكس وأتباع الكنائس غير الأوربية، ماذا كانت ردة فعل المسلمين دون غيرهم؟ مظاهرات عنيفة تطالب البابا بالاعتذار لربطه بين الإسلام والعنف!، فوقف كل الذين انتقدهم في الأعلى والصحافة والإعلام الغربي ضد المسلمين تحيزاً لمبدأ حرية الآراء…
آراء
الأربعاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٢
عندما تشيطن سلمان رشدي ووضع كتابه «آيات شيطانية» ثم احتضنه الغرب وحماه من غضب الغاضبين، قلنا إنها حالة فردية ولا يمكن تعميم ملابساتها على صانعيها أو رعاتها. لكن توالت بعد ذلك المبادرات الاستفزازية من الجانب الغربي للنيل من الرموز والمقدسات الإسلامية، بالرسوم الدنماركية والبلجيكية والفرنسية والهولندية للنيل من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والمحاولات الأميركية لإحراق المصحف الشريف، ثم الآن بالفيلم الأميركي «براءة المسلمين»، هذا عدا عن احتضان ورعاية الغرب، رعاية خاصة، لكل عربي أو مسلم يشتم دينه أو نبيه، من الهندي إلى الصومالية، حتى أصبحت أفضل وأسرع وسيلة للهجرة إلى الغرب ليس بتعبئة الأوراق والوثائق التعجيزية ولا بتعبئة قوارب التهريب القابلة للغرق، بل بشتم الدين والمقدسات فيتم على الفور احتضانك ورعايتك من لدن الغرب باسم حرية التعبير. هل ما زال ممكناً وصف هذه الأعمال للنيل من قداسة الإسلام في الغرب بأنها أعمال فردية؟! معرفتنا بما يكنّه الغرب من احترام، ليس للأديان، بل لحرية الأديان والمعتقدات، وبما تآزرت عليه أدبيات المجتمع الغربي من تعييب سؤال الشخص عن دينه أو معتقده، يجعلنا نستبعد احتمالية وصف هذه العمليات الممنهجة منذ سنوات للنيل من الإسلام، بأنها مجرد تصرفات فردية لا مواقف مؤسساتية خلفها. لا أريد هنا أن ألغي التفسيرات الأخرى لهذه الاستفزازات الغربية للمسلمين، مثل الغضب الغربي من الاعتداءات والعنف المرتبط بالتطرف…
آراء
الأربعاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٢
منذ أن اقترح الرئيس المصري محمد مرسي لجنة رباعية لحل الأزمة السورية وأعطى الإيرانيين مقعدا فيها أثار تساؤلا بأنها خطوة جيدة لتفعيل دور مصر النائم، لكن لماذا إيران؟ أخيرا، عقدت الثلاثية بحضور مصر وتركيا وإيران، وتغيبت السعودية بحجة أنها مشغولة. طبعا حجة غير مقنعة، والأرجح أنها تعمدت الابتعاد عن مشاركة إيران في القرار السوري لأنه سيعطي لاحقا النظام في طهران صكا يخولها طرفا في كل القرارات التي قد تتخذ إقليميا حيال سوريا. ربما تريد حكومة مرسي أن تدشن عهدها بعيدا عن مفاهيم السياسة الخارجية في عهد مبارك، وهذا من حقها لولا أن هذا الموضوع تحديدا يضر بسوريا، وسيضر بالمصالح المصرية العليا. إيران صريحة جدا في موقفها بإنقاذ نظام بشار الأسد، وقد دفعت الغالي والنفيس من أجل إبقائه واقفا على قدميه حتى الآن، منذ قيام الثورة في العام الماضي. وإيران كذلك مسؤولة مسؤولية مباشرة عن جرائمه التي أتت على عشرات الآلاف من الأبرياء في أبشع مجازر عرفتها المنطقة، ولا يزال القتل مستمرا. ومن الأكيد أن النظام الإيراني سيقوم بحرف اللجنة نحو تعطيل أي حل حقيقي، وستكون تبعات ذلك على سمعة حكومة مرسي غالية. يستحيل أن تكون إيران طرفا إيجابيا في إقصاء الأسد عن الحكم وإنهاء الأزمة، وكل ما تقوله عن حل سلمي يعني شيئا واحدا هو الإبقاء على نظام الأسد. وبسبب…
آراء
الأربعاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٢
في التجربة التنموية الصينية المذهلة، تأتي التنمية أولاً. والتنمية هنا شاملة في مفهومها وأساليبها. فبناء مؤسسات رقابية شديدة الصرامة في أدائها من أساسيات التنمية. وإن كانت قراءتي التجربة الصينية دقيقة فإن معادلة التفوق الصيني تقوم على التالي: حسن ظروف معيشة الناس أولاً. أعطهم فرصة جيدة للتعليم الجيد. درّبهم على أفضل طرق الإبداع والابتكار. غيّر نمط حياتهم نحو الأفضل. ادعم التوجه نحو بروز طبقة متوسطة. أنفِق بسخاء على البنى التحتية. ابنِ في الأرياف والمناطق النائية ما تبنيه في المدن الكبرى. وعندها تحقق مشروع التنمية الشاملة. الملاحظ أن الخطاب الصيني –في العموم– يقرن التنمية الاجتماعية بالتنمية الاقتصادية. فإن لم تكن التنمية الاقتصادية من أجل تنمية المجتمع فستتحول مع الوقت إلى وجه قبيح للرأسمالية كما نرى اليوم في بلدان نامية كثيرة. الملاحظ أن الصينيين قد حسموا الأمر منذ زمن وقرّروا الانفتاح «المتزن» على العالم. لكن طموحهم كان ومازال أن يمتلكوا مقومات الدولة المتفوقة. فالانتصار في سباق الأوائل خارج الحدود مشروط بنجاح تجربة الداخل. لا يمكنك أن تكون قوياً خارج منزلك إن كنت ضعيفاً داخله. لكن ثقة الصيني اليوم في ذاته لم تأتِ من فراغ. إنه يرى استثمارات بلاده تطوف العالم كله. ويرى بنفسه نتاج خطط التنمية العملاقة تؤتي ثمارها داخل الوطن، مما انعكس على نمط حياته. ولكي ينجح الصيني في مشروعه التنموي لابد…
أخبار
الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٢
منذ عدّة أيام، شاركتُ في مؤتمر قمة السي ثري في مدينة نيويورك الأمريكية، وكان ضيف الشرف فيه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. تركّز محور المؤتمر حول الدعم والاستثمار الاستراتيجي الذي تقدمه الشركات والمؤسسات المالية العالمية في الشرق الأوسط. كان الحديث شيقاً وتضّمن الكثير من الجوانب الاجتماعية والسياسية الجيوستراتيجية خاصة في ظل الأحداث الراهنة قرب سفارات الولايات المتحدة في كل من مصر وتونس. أبديت، في كلمتي القصيرة، رأيي في الأولويّات التي يجب التركيز عليها لتقوية الاقتصاد العربي غير البترولي، مع الأخذ في الحسبان أن العالم العربي بحاجة إلى خلق مئة مليون وظيفة خلال السنوات الثمان القادمة. كما تظهر إحصائية مهمة للبنك الدولي أن نسبة ماتصدره الدول العربية (باستثناء البترول) لا تزيد عن واحد بالمئة من إجمالي قيمة التصدير العالمي. سأشارك هنا ببعض هذه الأولويات وبأمثلة مبّسطة تلخص تلك المفاهيم وتفسر الدلالات التي تشير إليها هذه الإحصائية وغيرها. أولا: عدم وجود اتفاقيات تجارة حرة بين الدول العربية وبعضها البعض ستظل المنتجات العربية واحتمالات نموّها أسيرة لسبب رئيس هو عدم وجود اتفاقيات للتجارة الحرة ما بين الدول العربية وبعضها البعض. كيف يمكن للمنتجات العربية أن تتنافس على المستوى العالمي إن لم تستطع أن تتنافس على المستوى العربي؟ فتلك المنافسة ستساعد، بلا شك، وبشكل كبير في تحسين وتطوير جودة تلك المنتجات. وفي حين أن…
آراء
الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٢
لاشك أن الفيلم البدائي الذي سعى للإساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان حدثاً فاصلاً في تاريخ شبكة الإنترنت، لأن نشر فيلم مهما كان بدائياً وسخيفاً على شبكة الإنترنت لم يعد مجرد فيلم ينشره الجمهور (كما كان موقع يوتيوب يعرف نفسه)، بل إن الواقع الآن يؤكد أن هذا النشر يعني أنه يتحول إلى جزء من الثقافة الإعلامية العالمية، ولايختلف بأي حال من الأحوال عن أي مادة إعلامية تنشرها شبكة كبرى، إن لم يكن أكبر أثراً أحياناً! لقد مررنا بأسبوع نادر من نوعه، جاء بعد صدمة العالم الإسلامي بكيف يمكن أن يتحول الحقد على الإسلام لدى المجموعات المتطرفة إلى حافز لفعل أي شيء لتمثيل هذا الحقد، ولكن المحصلة النهائية في رأيي لأسبوع الغضب كانت عبارة عن خسائر متراكمة لجميع الجهات. أول الخاسرين في رأيي كانت شركة جوجل التي عجزت عن التصرف بمسؤولية نحو الحدث. لقد تحولت جوجل إلى مؤسسة إعلامية وإعلانية عملاقة، والمسؤولية الإعلامية صارت إطاراً عالمياً وتطويراً هاماً لنظريات الحرية لايمكن لأحد الآن التجاوز عنه. في السابق كانت شركات التكنولوجيا تحاول لعب وضع الأرضية المحايدة التي لاتتدخل في المحتوى إلا عبر آليات تقنية ترصد ما يريده الجمهور، ولكن جوجل تراجعت عن هذه الأرضية المحايدة في حالات عديدة معظمها له علاقة باليهود وأمن أمريكا القومي ورغبات الصين، ولكنها عجزت عن…
آراء
الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٢
بعد هجوم بنغازي دقت أجراس الخطر في عدد من العواصم العالمية. فـ«القاعدة» ظهرت في ليبيا، والجهاديون في سيناء، وسلفيون مسلحون في تونس. في أسبوع واحد بدا كما لو أن المتطرفين خرجوا من القمقم وهم الآن يدمرون العالم. أحد المحللين على قناة «روسيا اليوم» علق بابتسامة ماكرة، «لقد قلنا لهم إن ما يحدث في ليبيا وسوريا ليس إلا من عمل الجماعات الإسلامية الإرهابية وليست ثورات شعبية، وأن تأييدها سيكون وبالا على الغرب والعالم، لكنهم لم يستمعوا لنا، وما قتل السفير الأميركي سوى ثمار ما زرعته السياسية الأميركية في ليبيا». هذا الاتهام ليس جديدا لكنه الآن يحك جلد الكثيرين بعد صدمة أحداث بنغازي وتونس. بسبب هذه المخاوف، قالت التقارير الصحافية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما باتت «تتنازعه احتمالات عدة»، وأن الإدارة تعيد النظر في التعامل مع الثورة السورية! هذا كلام كبير وخطير، إن كان صحيحا. طبعا يصعب عليّ أن أشرح بإيجاز أهمية الحصول على تأييد الدول الكبرى للشعب السوري في ثورته، أو لأي ثورة مسلحة. من دون تأييد دول كبرى قد تصنف المنظمات السورية الثورية إرهابية، ويمكن أن تمنع من العمل في تركيا والأردن، وسيستحيل عليها جمع الأموال والسلاح من الكويت والسعودية وقطر. عمليا ستنتهي مثل الحركات المسلحة كالكردية؛ موجودة منذ عقود لكنها محاصرة وبلا شرعية. وهنا أريد أن أكون واقعيا، وأعترف…
آراء
الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٢
زمان، عندما كنت شاباً، وما أحلى تلك الأيام، واظبت لنحو عامين، على صلاة الجمعة في مسجد العمودي بجدة بحي الخالدية، لا يزال المسجد الفسيح قائماً، ولكن لم يستطع أي إمام أن يعيد إليه تلك الأيام الخوالي، كان ذلك في أواخر الثمانينات، إمام المسجد هو الشيخ حسن أيوب رحمه الله، من الرعيل الأول لـ«الإخوان المسلمون»، كان متقدماً في السن وقتها ولكن بنشاط الشباب، ربما كان في أواخر السبعين وقتها ذلك أنه توفي بقريته بالمنوفية وقد ناهز التسعين عام 2006. كان يصل المسجد ونحن معه مبكراً، يبدأ درسه الأول قبل الصلاة بساعتين في الفقه أو العقيدة أو السيرة، ذلك أنه عالم موسوعي، ثم ينهي الدرس قبل الصلاة بنحو النصف ساعة كأنه يريد من رواد المسجد أن ينشغلوا بتلاوة القرآن والتأمل والتسبيح، خطبة الجمعة كانت تستغرق على الأقل ساعة، ورغم طولها كانت ممتعة، ما جذب للمسجد مصلين يأتون من أطراف المدينة، ما حمل المحسن الكبير الذي بنى المسجد الشيخ أحمد العمودي على إضافة مساحة أكبر من مساحة المسجد وقد غطاها بمظلات. خارج المسجد يتحول إلى سوق للكتب والأشرطة الإسلامية مع شتى السلع، كانت أياماً رائعة، كنت ألتقي خلال تلك الساعات بالمسجد أصدقاء، أذكر مرة أن نظمنا حملة لجمع تبرعات لأفغانستان فامتلأت الصناديق بالمال، وحدي عددت ما قيمته 80 ألف ريال كانت حصيلة صندوق…
آراء
الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٢
معهد الصين للدراسات الدولية في بكين يعدّ من «مطابخ» السياسة الخارجية الصينية. تأسس عام 1956 ويتبع وزارة الخارجية الصينية. في المعهد مائة باحث رئيس «متفرغ» مهمتهم مساعدة الخارجية الصينية في فهم القضايا الدولية ورسم سياسات الصين الخارجية. استمعت أمس لشرح مفصل عن المعهد من نائب رئيس المعهد، الذي أكد حرص المعهد على بناء علاقات تعاون مع مراكز الأبحاث المشابهة في دول مجلس التعاون. العلاقات الصينية الخليجية مهمة للصينيين لأسباب كثيرة من أهمها موضوع الطاقة. وما إن بدأنا نتناقش في السياسة حتى طغى الدعم الصيني لبشار الأسد على الحديث. رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في المعهد انبرى للدفاع عن الموقف الصيني. قال «إن بشار الأسد جزء من المشكلة ولابد أن يكون جزءاً من الحل». قلت إن بشار أساس المشكلة ولا حل دون رحيله. الذي أفهمه اليوم أن الصين تقف هذا الموقف المؤسف تجاه ثورة السوريين ليس لأن أحد مبادئ سياستها الخارجية –كما سمعت أمس في معهد الصين للدراسات الدولية– عدم التدخل في شؤون الآخرين. المسألة أكثر تعقيداً. الصين تغازل روسيا سياسياً واقتصادياً لأنها تشعر بحاجتها لحليف قوي في وجه ما تراه «لعبة» أمريكية في مناطق النفوذ الصيني. وخلاف الصين الحالي مع اليابان حول الجزر المختلف عليها، التي أممتها اليابان قبل أيام، أحد الأمثلة الحية على قلق الصين تجاه الموقف الأمريكي. يدرك…
آراء
الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٢
لا أعرف هل هي تبحث عن سبب لتشعرني بأنني لست الرجل الحديدي كامل الأوصاف، أم أنها فعلاً كانت غاضبة؟! فعندما عرض الفيلم المسيء عن سيد الخلق أعطتني كلمات عدة «في العظم»، عن وعن وعن.. وكان في جملة ما قالته إن مَن لا يغار على رسوله ودينه فلن يغار على عرضه، بعد خدمة خمسة عشر عاماً أسمع هذا الكلام، نحن نستحق هذا، ففعلاً أصابنا نوع من التدجين لكثرة تكرار الإساءات! المهم أنني خرجت بلا عشاء والدماء تغلي في عروقي، لكن هدفي لم يكن واضحاً تماماً، هل أتوجه نحو «كنتاكي» وأتعشى فيه، أم «برغر كينغ» أولى بالحصول على هذا الشرف، لأذهب لأتناقش مع «الربع» قبل اتخاذ قرار قد أندم عليه. في المقهى بدأ النقاش، أذن المؤذن للصلاة، لكن أحداً منا لم يتحرك، أقيمت الصلاة ولم يتزحزح أحد، انتهت الركعة الأولى فقام أحدهم ظنناه قد يذهب للصلاة، لكن اتضح أنه ذهب لإحضار ولعة، انزين يا شباب «صلوا كما رأيتموني أُصلي»، ينظر لك «الكبير» وهو يقول: جب ما تشوفنا نناقش كيفية الرد على الإساءه! الآخر خرج لتوه من السجن بسبب ضربه المستمر لزوجته، يا بوفلان ما يكفيك كل يوم ساير راد على المنظرة يا أخي «خيركم خيركم لأهله»، يتثاءب ويقول: خلينا ننتقم من الإساءة والله كريم بعدين! الثالث يجلس على كرسيين خشية أن يختل…
آراء
الإثنين ١٧ سبتمبر ٢٠١٢
ماذا لو كان حال المسلمين في القرون المفضلة الأولى قرون الفتوح والانتصارات ونشر الإسلام مثل القرون المتأخرة في الفرقة والاختلاف والشقاق؟ هل كان انتشر الإسلام؟ هل كان أجدادنا بنوا أجمل وأروع حضارة عرفها البشر؟ لكن الله جمع شملهم على الكتاب والسنة ووحّد كلمتهم وسماهم المسلمين اسماً واحداً فصاروا خير أمةٍ أخرجت للناس ثم عشنا في هذا الزمن زمن المذاهب والفرق والجماعات والأحزاب كل مذهب وفرقة وجماعة ترفع راية وتكفّر الأخرى وتهددها وتتوعدها وتتربص بها الدوائر، اشتغلنا بخلافنا عن نشر رسالتنا والقيام بمهمتنا وإصلاح أوضاعنا، وكلما سرّحتُ طرفي في العالم الإسلامي فإذا الصراع والاقتتال والتكفير والتفجير يملأُ الدنيا وكل فرقة عند نفسها هي الناجية والمنصورة وقتلاها شهداء والفرق الأخرى في نظرها ضالة مضلّة مخلّدة في النار، والكتاب والسنة واضحان بفهم أصحاب رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ولكن الهوى والعمى والعجب بالنفس وحب الدنيا والجهل بأسرار الدين ومقاصد الشريعة أوصلنا إلى ما وصلنا إليه، زرتُ ما يقارب أربعين دولة وفي نفس الدولة نزور الفرق والمذاهب والطوائف، فإذا جلسنا مع مشايخهم أخبرونا بما فتح الله عليهم من لزوم الحق وسبب خطأ الآخرين وخروجهم عن الجادة والصواب وهم مغتبطون بمنهجهم معجبون بعملهم، والعجيب أن الكثير منهم ليس عندهم استعداد لسماع حجج الآخرين وبراهين غيرهم إنما أغلقوا أذهانهم وبصائرهم على ما عندهم ورموا غيرهم…
آراء
الإثنين ١٧ سبتمبر ٢٠١٢
إبان السنوات الأولى من الحرب على الإرهاب، انتشرت نكتة تم تداولها على نطاق واسع بين شباب العالمين الإسلامي والغربي، خصوصاً بعد أن اكتظت المعتقلات والسجون الأميركية بأعداد كبيرة من المتهمين وشبه المتهمين والأبرياء، ومُورس بحقهم التعذيب والتنكيل لسنوات من دون محاكمات. تقول النكتة إن رجلاً كان يتمشى في حديقة بوسط نيويورك، وفجأة رأى كلباً يهجم على فتاة صغيرة، فركض الرجل نحو الفتاة لحمايتها، وبدأ في عراك مع الكلب حتى قتله وأنقذها. وفي تلك الأثناء، كان رجل الشرطة يراقب ما يحدث، فاتجه نحو الرجل وقال له: «أنت بطل! وغداً سنقرأ الخبر في الصحيفة: رجل شجاع من نيويورك ينقذ حياة طفلة». أجاب الرجل: «لكنني لست من نيويورك». فرد الشرطي: «إذاً سيكون الخبر: رجل أميركي شجاع ينقذ حياة فتاة صغيرة». رد الرجل: «أنا لست أميركياً»، عندها سأل الشرطي باستغراب: «من تكون؟» أجاب الرجل: «أنا باكستاني». في اليوم التالي ظهر خبر في الصحيفة على النحو الآتي: «متطرف إسلامي يقتل كلباً أميركياً بريئاً». ولهذا كنت أتمنى - كما البعض - أن نتجنب الوقوع في فخّ كل من يسعى لإظهار صورة الإسلام بوحشية. الأيام الأخيرة، شهدت تطورات دراماتيكية، وتوسعت رقعة الاحتجاجات في العالمين العربي والإسلامي، وتخللتها محاولات دامية لاقتحام بعثات ديبلوماسية أميركية، بسبب أزمة الفيلم الأميركي المسيء للإسلام، على رغم مسارعة القادة والمسؤولين الأميركيين إلى إدانة…