آراء
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٢
قبل نحو سبع سنوات، أخبرني صديق ألماني يدعى «بيتر» عن مشروعه الثقافي الضخم. مشروع بحجم طموح بيتر. لكنه أكبر بكثير من ميزانيته المحدودة. بيتر موسيقي يعشق «الثقافة العالمية»، فأراد أن يترك أثرا في هذا العالم. كانت فكرة بيتر هي إنشاء قصر عائم بتصميم أندلسي على شاطئ ماربيا Marbella في إسبانيا، يقيم فيه مهرجانات ثقافية عالمية يدعو إليها أناسا من مختلف دول العالم. في 2006، أرسل لي بيتر الرقم السري للدخول على موقعه الخاص بالمشروع. فتحته فظهر لي مقطع فيديو يبدأ بمشهد لفارس عربي يضرب الصحراء على ظهر فرس، مع مؤثرات صوتية بطابع عربي، ومن ثم تظهر مشاهد عالمية مختلفة بمؤثرات مختلفة. مشهد فروسي كهذا يحرك في جيناتنا العربية الكثير. مشهد يضخ الأدرينالين إلى حد مرهق. ربما التاريخ، ربما الثقافة، ربما الفردوس المفقود في إسبانيا. إلا أن هذه اللقطة بلا شك كانت فكرة تسويقية ذكية ومؤثرة للثقافة العربية تحديدا. لم يكتف بيتر بالحلم بل جاهد كثيرا من أجله لغاية الإصرار والتحدي، فطلب دعما من الحكومة الإسبانية التي وعدته بتوفير جزء من التمويل، إضافة إلى الخدمات اللوجستية. ولأن ذلك التمويل لم يكن كافيا، فقد لجأ إلى دعم خليجي. ولم يتم له ذلك أيضا برغم وعد مستثمر من دولة خليجية مجاورة بتمويل المشروع بمبلغ أربعين مليون يورو. ولأن إسبانيا هي جزء من الاتحاد…
آراء
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٢
( وحانعمل إيه ؟ ) .. عبارة يرددها بأسى كلما غص بمرارة سرد الذكريات العتيقة، والتي يراها قريبة جداً يكاد يلمسها ونراها بعيدة بل موغلة في القدم، ومعتقة بتاريخ حافل كنا نسمع عنه وقرأنا منه الكثير، تاريخ حافل بالأدب والثقافة والفنون، من أم كلثوم لنور الهدى، لعبدالحليم وفريد الأطرش، زمن مختلف لرموز مختلفة، طرزت حياة أجيال وأجيال بالروعة والدهشة . تنقل بين لبنان وجبل الدروز وصولاً إلى القاهرة ثم ليستقر بعد ذلك في أمريكا، ويكمل دراسته التي أرغمته لقمة العيش على قطعها بعد الثانوية، فنال درجة الدكتوراة والعديد من العضويات في الجامعات الأمريكية العريقة، له عدة مؤلفات غنية بالتجارب والنظريات العلمية والإنسانية، منها ما حقق أعلى نسبة مبيعات رحظي باهتمام بين الأوساط المثقفة وكذلك السياسية، وحرص الرئيس الأمريكي آنذاك الحصول على أحد مؤلفاته إبان حرب الخليج وتحرير الكويت . رغم أنه قد تخطى التسعين من العمر عتيّاً، مازال يحتفظ بذاكرة حديدية لأدق التفاصيل ويعمل على إعداد كتابه الجديد، وتجده متواصلاً مع العديد من الأصدقاء عبر الشبكة العالمية، يراسلهم باستمرار عن طريق إيميله وتشرفت أن أكون أحد أصدقائه في هذا العالم الرحب وذلك بعد ان التقيته ذات مرة صدفةً في فينيسيا بيروت، حيث يقيم الآن وذلك بعد أن استقر أبناؤه في أميركا، وكان قد باع منزله أثناء الحرب الأهلية في لبنان،…
آراء
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٢
لسيدنا عمر بن الخطاب مكانة عظيمة في نفوس الناس، فهو العظيم والعبقري الذي وضع أركان الدولة الإسلامية، بعد أن كان نصير الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته الخالدة، وهو الرجل الذي جمع العدل مع الرحمة، والعلم مع الحكم، والبصيرة مع العاطفة. لا يمكن أبداً فهم تاريخ الإسلام في عقوده الأولى بدون أن نفهم عمر. بعد أن خرج مسلسل عمر بن الخطاب، صار من الروتيني أن تسمع الناس بأطيافهم يرددون مقولات لعمر، يتحدثون عن مواقف عمر، يقارنون بين واقعنا وبين تاريخنا الإسلامي المضيء، يشعرون بالفارق بين النموذج والواقع الحالي. كان هذا بلاشك إنجازاً لمسلسل عمر، في زمن ضعفت فيه القراءة وانشغل كثير من الناس بالعمل والترفيه والحياة اليومية المتسارعة. المسلسل كان صدمة ذكرت الناس فجأة بذلك الزمن الذهبي العظيم. هناك مقالات كثيرة كتبت عن مسلسل عمر بن الخطاب، ومقالات كتبت عما بعد مسلسل عمر، ولا يخفى على أحد أن الجرأة الكبيرة في عرض شخصية سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هي جزء أساس من هذا الجدل، وأنا أحترم كل الآراء التي هاجمت مسلسل عمر، وأرى أن في جميعها نسبة من الصحة، فتجسيد الصحابة -رضوان الله عليهم- معناه بلاشك أن علينا أن نبذل جهداً عقلياً للفصل بين صورة الممثل وبين التاريخ، وترك التاريخ لكتاب السيناريو يعني المخاطرة بمفرداته، واختيار تفاصيل…
آراء
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٢
في موسكو ثارت حكاية تشبه حكاية فتاة المناكير التي حدثت في الرياض منذ أشهر، مع الفارق الثقافي والسياسي، لكنها هي نفس الحكاية التي يستعين فيها النظام بثقافة مؤدلجة لقمع أفراده، فلا يعترض الشعب ولا ينتصر لحق الفرد، لأن المساس بثقافة المجتمع التي يختلط فيها الديني والاجتماعي مع السياسي خط أحمر، وليس للفرد حق أن يجرب فيه أو يخطئ ولا أن يختلف، ولو حاول فهو محكوم بالخطأ مهما كان عمره وفداحة ما فعل. وحين تعاقبه المؤسسة السياسية وتحكم عليه بالسجن أو القتل فإن الرأي العام يتخلى عنه أو ينقسم حوله مما يضعف درجة التعاطف معه، فالمؤسسة هنا أهم من الفرد والثقافة فوق الجميع، مما يسمح بإطلاق روح الانتقام بحسب درجات عنفها وانفلاتها، لكن الشيء الوحيد الغائب هو بالتأكيد الرحمة والتسامح وثقافة حقوق الإنسان. فرقة بوسي رايوت مجموعة فتيات في موسكو غنين ورقصن في أبرز كنيسة في موسكو، ودعون إلى التضرع بأن يسقط بوتين، فوجهت لهن تهمة المس بالنظام العام، وحكم عليهن بالسجن سنتين مع الأشغال الشاقة، ولم يتعاطف معهن الرأي العام، فقد أدخل الحكم الرعب في نفوس الناس وانشغلوا بفساد الفتيات بدرجة أكبر من فساد الموظفين العموميين الذين يحميهم نظام بوتين، لكن الإعلام فتح أضواءه وجعل منها قضية رأي دولية. هناك أيضا حكاية اقتحام طالبين حفلة في منطقة نائية في جنوب…
آراء
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٢
من أطرف التعليقات التي أسمعها أو أقرأها بعد أي نقد موجه لشخصية أو مؤسسة عامة يأتي في التالي: قل موتوا بغيظكم! وفي فترة سابقة كان أي صاحب رأي ينتقد بعض الأوضاع السيئة أو يطالب بالإصلاح يواجه بتهمة من مثل «حاقد»! حاقد على من يا عزيزي؟ هل من يؤمن بأهمية النقد لتنمية مجتمعه يستحق أن يوصم بـ«حاقد»؟ وإن كان أي نقد يقود صاحبه لمثل هذه التهمة فأمرنا لله إذ يبدو أن نصف الشعب أو أكثره -يا لله العجب- حاقد! مهمة الناقد أن يمارس ما يستطيعه من نقد الأخطاء من حوله. وهو –الناقد– ليس منزهاً عن الخطأ. لكن النقد بذاته «مبدأ» حضاري مهم للمجتمعات.وهذا من أسباب نجاح الأمم وتفوقها. لا يحقد على الأوطان من يسعى لتبصير أهلها بالمخاطر ومواقع الخلل والقصور. والإنسان بطبيعته يحتاج –كثيراً– لمن يحثه على مراجعة نفسه. وكذلك الشعوب. فما أساء لوطن مثل غياب الرأي الناقد وندرة الأصوات التي تنبه الناس للمخاطر. ليس صحيحاً أن كل من ينتقد إنما يصفي حساباته، القديمة والجديدة، مع صناع القرار. وليس صحيحاً أن النقد الذي يباشر به مثقف مسؤول، يزن الكلمة ويعرف الموضوع الذي يخوض فيه، سيكون من معاول الهدم. بل هو عكس ذلك تماماً. فرحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي. وكم من مشكلة تنموية كان بالإمكان تلافيها لو أننا استمعنا للأصوات الناقدة…
آراء
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٢
أمس.. نجح الثوار السوريون في اختراق مبنى قيادة الأركان وسط العاصمة، وكانوا قبلها بأسبوعين هاجموا المقر العام شديد الحراسة لنفس المؤسسة العسكرية، وسبقها أهم عملية عندما وصل الثوار إلى داخل مبنى الأمن القومي وفجروا قاعة الاجتماعات التي ضمت نخبة القادة الأمنيين والعسكريين. هذه العمليات النوعية المتكررة تكشف عن أمرين، الأول تعاظم قوة الجيش الحر، والثاني يكشف كيف أصبح النظام مخترقا من داخله، وأن قادة وأفرادا يتطوعون لمساعدة الثوار في التآمر ضد نظامهم في كل أنحاء سوريا. وعندما قال الرئيس السوري، بشار الأسد، في حديثه التلفزيوني الأخير، مطمئنا أتباعه، إنه يتحدث من داخل القصر الجمهوري في دمشق، أي أنه لم يختبئ كما أشيع، فالأرجح أنه صادق، لكن هذا يعني أن كل ما وراء أسوار القصر لم يعد آمنا. فوزراء النظام وقادته اختفوا تماما، إلا من صور أرشيفية قديمة يعاد تكرارها على وسائل الإعلام. والحرب طاحنة يوميا بين قوات النظام وقوات الجيش الحر في أنحاء سوريا، حيث انقلبت اللعبة، ولم يعد الجيش يطارد الثوار، بل الثوار هم الذين يهاجمون الجيش في معارك منظمة مخطط لها. كتائب الجيش الحر هاجمت في وقت متزامن منافذ الحدود السورية، واستولت عليها جميعا باستثناء معبر واحد مع العراق في المنطقة الكردية، ما عداها، مثل البوكمال، واليعقوبية، وباب الهوا، وباب السلام، كلها سقطت في يد الثوار. الهدف هو…
آراء
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٢
تابعت الأسبوع الماضي، بكل التفاصيل، خمس حلقات حوارية باسم ـ المراجعات ـ مع شيخ العلم والطريقة، محمد سرور بن زين العابدين الذي قضى بين ظـهرانينا سـنوات طـويلة، وربما كان من القلائل إن لم يكن الأوحد الذي جاء إلينا فرداً وغادرنا وهو بقـائمة أتباع تحولت بالفعل إلى مدرسة لا ينكرها أحـد وتـحت اسمه؛ حيث تنتسب إليه المدرسة (السرورية). وعلى يديه، وهو ثابت لم ينفه، استطاع محمد سرور أن يأخذ أتباع مدرسته إلى المنطقة الوسطى الجديدة ما بين مزج الفكر السلفي التقليدي في الخليج مع الفكر الإخواني، مستغلاً خدمة عامل التوقيت الذي جاء به في بواكير العمل الصحوي. ويحمد للشـيخ سعة أفقه وصـدره طوال أسئلة المراجعات وتأكيده على مبدأ الحوار والنقاش، بل والإصرار على الانفتاح على الجميع. وما يلفت نظري ـ ولهذا كتبت اليوم ـ هو السؤال الأخـير من السـلسلة الذي أعـتبره صـلب السـؤال الجـوهري بين كـل أسـئلة المراجعـات وهو يقول: (إن المرء الذي لا يتغير ولا يسـتدرك ليعيد النظر في آرائه ومواقفه مع الزمن إنما هو ـ فكر ـ جامد وأنا وقد بلغت السبعين لا بد ألا أنسى هذه القاعدة في المنطلقات الفكرية). وطالما أن الشيخ قبل الحوار بل أكد على صيرورته وضرورته أقول له إنه لم يأخذ مشـهدنا الفكري، وبالخصوص الدعوي والديني، إلى الأزمة الخانقة مثلما أخذته فكرة ـ التراجع…
آراء
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٢
لم نكن بحاجة لاستعراض الصداقة المزيفة التي تربط الكاتبين محمد السحيمي وأحمد العرفج فقد عرى كل منهما الآخر وظهرا بصورة مهزوزة تجبرنا على السكوت والشفقة. قدم لنا المذيع المتألق علي العلياني وجبة إعلامية بمهنية عالية منذ عودته بعد العيد وحرك المياه الراكدة وكاد يصل برنامجه إلى الذروة وهو يجمع لنا السحيمي والعرفج على طاولة واحدة وكنا نتوقع نغمة حوارية متناغمة مع مكانة وقيمة هذا الثنائي المتمكن من أدواته الكتابية، لكن الشطحات والنطحات التي شوهت ظهروهما أفقدت المشاهد المتعة الثقافية التي كان ينتظرها فقد مارس كل منهما الإسقاطات العلنية وتنافسا على سقط المتاع وفتات الموائد. تصوروا البداية على أن الثنائي رفاق درب تعليميا ومن رواد القلم لدينا بينما مفردات المداولة خرجت عن النص وكان العزف الانفرادي نشازا، بل مقرفا ومقززا… السحيمي يصف العرفج بالسطحي ويؤكد أنه صمت 18 شهرا في الوقت المناسب وعاد بشروط جديدة، على الطرف الآخر يصف العرفج صديقه السحيمي بـ «مهايط بدو» تصوروا الغشمرة تحولت من فرد إلى شريحة من المجتمع نعتز بها كثيرا، ويواصل العرفج قذف حمم الحوار ليقول للسحيمي أنت نمر من ورق وتطرق للعضلات والأنياب وقال لماذا لا تترك «عريف» الصحافة الورقية الذي أعلنت توقفك بسببه وتتجه للمواقع الإلكترونية ؟ تأسفت لهذه المناطحة التي أنقذنا منها العلياني بإسدال الستار قبل نهاية العرض … ما الذي…
آراء
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٢
يبدو أن إيران التي دعت ١٠٠ دولة إلى مؤتمر عدم الانحياز كي تفضح مؤامرات الغرب، وعدم تسامحه مع نشاطها النووي لم تنجح إلا في فضح نفسها، فقد أثبتت أنها أول المنحازين حين قدمت على الهواء مباشرة فضيحة تستحق عنوان (ضائع في الترجمة)، وهو الاسم نفسه الذي يحمله عنوان فيلم أميركي، وأول شبه بينه وبين مؤتمر عدم الانحياز أنه ممل وطويل، لكن متابعته حتى النهاية أمر ضروري كي تفهمه. القناة الإيرانيــــة الأولـــى هي القناة الوحيدة التي ظهر فيها المترجم الخائن وهـــو يترجم اسم سورية إلى البحرين، مع أن الأسماء لا تترجم عادة إلا في خطــــاب للرئيس المصري محمد مرسي، حين أعلن عن تضامنه مع الثورة السورية، ووصف النظام السوري بأنه نظام فاقد للشرعية. النظام الإيراني لم يهـــن عليــــه أن يزعــــج حليفته فجعلت لاسم سورية اسماً آخر هو البحرين، ولو كان الوفـد السوري يتابع الترجمة لما قام من مقعده كي تصح الترجمة، وإلا ما الذي سيغضبه لو كان السيد مرسي قال البحرين وليس سورية؟ بين فيلم ضائع في الترجمة ومؤتمر عدم الانحياز شبه كبير، ففيهما تبرز، ومن باب الصدفة العجيبة، حقائق جوهرية عدة يتجاهلها البشر، الأولى تقول إن العلاقة بين طرفين تكون أحياناً محكومة بالفشل، لكن واحداً منهما يصر على الاختباء وراء جدار عزلته رافضاً الاستماع والفهم، الحقيقة الثانية تقول إن طرفاً…
آراء
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٢
حينما تراجع دائرة حكومية وتجد أن إجراءات المراجعة لا تستغرق سوى دقائق أو – في أسوأ الأحوال- ساعات قصيرة، فأنت لن تفكر أصلاً في البحث عن واسطة تسهل لك معاملتك. وحينما تعرف أن النظام يسري عليك مثلما يسري على الآخرين فأنت لن تفكر في البحث عمن يحميك من تعقيدات المراجعة. تنتشر “الواسطة” عندما يختل النظام وحينما يستهتر الموظف بأوقات الناس ومشاغلها لأنه “من أمن العقوبة أساء الأدب”. والمؤسسات التي تسعى لتنمية أفرادها لابد أن تشدد الرقابة على الأداء وتتيح برامج نوعية للتدريب والتطوير. ثمة فرق بين إدارة لا تذهب لها إلا وأنت “مسلح” بالواسطة وأخرى لا تحتاج أن تجري أي اتصال قبل الوصول إليها. حينما تذهب لإدارة حكومية تعرف أن موظفيها ملتزمون بأوقات الدوام ويبحثون عن أفضل الطرق لإنجاز معاملات الناس، وفقاً للنظام والعدالة المتاحة للجميع، فأنت لا تحتاج لشفيع أو صديق “يفزع” عند المدير. مشكلة أن نبحث عن واسطة في كل صغيرة وكبيرة. ثم تصبح “الواسطة” ثقافة سائدة في المجتمع. فمن توسط لك اليوم لإنجاز معاملة قد يطرق بابك غداً لمساعدته بواسطة تنجز له معاملة. والأهم أن نرسخ ثقافة الالتزام الوظيفي وحب خدمة الناس لدى موظفينا خصوصاً في الإدارات الخدمية. كم مرة رأيت مسناً يدعو لموظف شاب بالتوفيق لأنه أعانه على إنجاز معاملته. وفي ثقافتنا ما يحثنا على خدمة الناس…
آراء
الأحد ٠٢ سبتمبر ٢٠١٢
لعله الإضراب الوحيد الذي لا تستطيع السلطات فكه، ولاقدرة لها على منع تنفيذه، كما أن مفعوله يمس جميع الأحزاب والجماعات فهو لذلك، أيضاً، إضراب عادل. نساء توجو نفذن إضراباً بالامتناع عن الممارسة الجنسية مع أزواجهن لمدة أسبوع تنتهي مساء اليوم من أجل أن تفرج الحكومة عن متظاهرين معتقلين. يبدو أن نساء توجو يعرفن تأثير هذا الإضراب على المسؤولين في بلادهن فقد سبق أن حقق نجاحات محلية ولو شاع هذا النوع من الإضرابات عالمياً لأمكن تحقيق معظم المطالب خصوصاً أن تعرض له أصحاب القرار ممن لايستطيعون تعدداً ولا يقبلون الخيانة ولايطيقون صبرا. خاصية هذا الإضراب أنه مغلق ويعتمد على المرأة ومدى التزامها وقدرتها في صد زوجها فلا رقيب عليهما ولا أحد يستطيع التحقق من صلابة الوقفة الاحتجاجية لكنه قد يكون أقسى إن مالت المرأة إلى التغنج والدلال فيكون مصحوباً بالعذاب الشديد للرجل. هذا النوع يمتاز بأنوثته الطاغية، فهو لايؤدي إلى تعطل الأعمال، ولا يخلف خراباً وتدميراً في الممتلكات، ولايستدعي حشد قوات مكافحة الشغب، كما يستحيل تغطيته إعلامياً بأي شكل ولايمكن الحكم على نتائجه إلا تكهناً واستقراءً. من نافلة القول إن هذا الإضراب يستبعد العذارى والعوانس والمطلقات والأرامل والقواعد، ولذلك فإن الطريقة الوحيدة لمواجهته هي عدم التشجيع على الزواج، وأن تشترط الدول على من يتولى مناصب حساسة أن يكون أعزب أو منطفئاً…
آراء
الأحد ٠٢ سبتمبر ٢٠١٢
إن كنت ضحكت من العنوان حتى استلقى الكرسي على قفاه، فماذا ستفعل إذا عرفت أنه ليس طرفةً من قبيل: فوجئ "جمس بوند" بأبلا/ "نانسي" تخرج من حديقة "الشكران" مع الفجر، فانطلق خلف الفجر وتركها! إنه خبر موثَّق بالصور ـ العنوان وليس الشكران ـ نشرته صحيفة الجزيرة السعودية في عددها رقم (13710) في 27/3/1431هـ، على مسؤولية الزميل/ "أحمد العجلان". ويظهر الشيطان في التفاصيل لا يكاد يملك نفسه من الضحك، وهو يكشف لك أن الفنان القدير لم يكن مدعوَّاً ليصدح بـ"أنشودة": (أبوكِ مين ياصبية؟) ـ بدون موسيقى طبعاً ـ في ختام النشاط الرياضي بالجامعة "الإسلامية"؛ بل كان ضيفاً على "وزارة الثقافة والإعلام" ليطل على جمهوره من خلال برنامج (صباح السعودية) ـ رحمه الله ـ وما حضوره حفل الجامعة إلا "صدفة" خيرٌ من ألف ميعاد، بمعيَّة "الوكيل السابق" لشؤون الـ... توقف عن الضحك قليلاً لتسمعني.. لوسمحت.. شكراً.. الوكيل السابق لشؤون "ال ت ل ف ز ي ووون"! صدِّق أو لا تصدق: وكيل وزارة مسؤول عن التلفزيون لا يعرف من هو "وليد توفيق"! وقد أُبعد ـ بعد أشهر ـ عن التلفزيون ولكن ليس لهذا السبب؛ بل لأن (صباح السعودية) استضاف "سعد الدوسري" ـ كابتن فريق كُتَّاب الهم الوطني ـ والدكتور/ حسين العجمي، ليناقشا قضية البطالة بجرأةٍ مسموحٍ بها في كل القنوات الفضائية إلا "أعجوبتنا"…