آراء
الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢
أستغرب كلما شاهدت محاولات حثيثة تجنح إلى تلميع شخصيات سورية محترقة شعبياً، على رغم أنها لم تخرج من عباءة النظام إلا بعد أن ولغت في قهر وفقر وقتل الشعب. أخيراً خرجت أسماء تمّ الاحتفاء بها تحت صفة «منشق»، بعد أن ضاقت عليها الدائرة، وتمكّنت المعارضة من تحقيق اختراقات وانتصارات على النظام وأربابه وشبيحته. شخصيات ولدت من رحم النظام وتمتعت بكل شيء، وكانت عاشقة للأسد ونظامه وربما ما زالت حتى وإن تبرأت. شخصيات تحمل تاريخاً أسود، وتعتبر شريكة للنظام في البطش والجريمة. تحضر تلك المحاولات السياسية الاستخباراتية المكشوفة وكأنها تريد نقر رؤوس السوريين والربت على أكتافهم بقصد تصويب الأنظار نحو تلك الشخصيات المكروهة داخل سورية قبل غيرها. شخصيات يسوق لها إعلامياً واستخباراتياً وسياسياً على أنها قيادية، وهي لا تستحق كل ذلك الاحتفاء، سواء انشقت أم بقت، لأن الثورة السورية متقدمة وتحاصر النظام وتتعارك معه في العاصمة دمشق ولها قرابة عامين وهي صامدة، ورجال «الجيش الحر» يظهرون في مراحل متقدمة من العنفوان والإقدام، بهدف إسقاط النظام وشركاء الأسد مهما كان الثمن باهظاً، حتى وإن أضرجت جلق الفيحاء وجلق الشهباء بأنهار من الدماء. آلاف الآلاف قتلوا. آلاف الآلاف أصيبوا. مصابون لا يحصون. نازحون لا يحصون وتكتظ بهم مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن ولبنان. مجازر ومذابح يومية حتى أضحى في كل بيت سوري أرامل…
آراء
الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢
للدبلوماسية فنون وجنون وهي منذ أيام الإغريق ثم الرومان تتطور حسب حاجة الشعوب وتتجدد حسب الظروف المتغيرة وهدفها الاساس التقريب بين الأمم وتخفيف العداوات وبناء الثقة بين الساسة والنخب المؤثرة قدر الامكان، وعبر التاريخ استخدمت وأصبح للدول شعارات وهدايا تمثل هويتها ، فقديما استخدم الأباطرة البيزنطيون تقديم البنات الجميلات كهدايا وكانوا يوفدون سفراءهم لانجاز الزيجات وحمل الهدايا والنفائس ومن اشهر القصص الشرق اوسطية قيام المقوقس عظيم القبط بإهداء النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاريتين هما مارية القبطية وسيرين وقد تزوج النبي عليه السلام مارية حيث انجبت منه ابراهيم عليه وعلى امه ام المؤمنين السلام، ومن هنا تبرز أهمية الدبلوماسية في كأداة تقريب بين الشعوب بدل اللجوء لخيار العنف والحرب والتدمير . في مقال لرئيس تحرير صحيفة القدس العربي عبدالباري عطون، اعيد نشره في موقع ايلاف في 18 اغسطس 2010م بعنوان الدكتور (غازي القصيبي وجهة نظر معاكسة) تحدث فيه عن السفير الراحل – رحمه الله - قائلا (اختلف الكثيرون قطعا حول شخصية د غازي القصيبي ولكن ما يتفق عليه الكثيرون كون غازي القصيبي ظاهرة وبركانا يهدأ ويغضب يصالح ويخاصم يصدم وينحنى) ثم يضيف (وفوق كل هذا كان القصيبي يتمتع بأعلى درجات الكياسة والأدب وخفة الظل ويحرص على التواصل مع الخصوم والأصدقاء) والاهم في موضوعنا هو قوله (كان القصيبي يرسل كل…
آراء
الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢
هل حدث أن ارتد أحد في عهده صلى الله عليه وسلم؟ نعم حدث.. هل حدث أن تنصر أحد في صدر الإسلام؟ نعم وفي عهد عمر بن الخطاب أحد أزهى عصور الإسلام. لكن في معظم تلك الحوادث كانت هناك أسباب دنيوية خلفها، ولم تكن المسألة مسألة اقتناع، بل هرباً من حكم الإسلام الذي كان سيُقام عليهم نتيجة جرائم ارتكبوها. تماماً مثل مذيع تلك القناة التبشيرية الذي ظهر في مقطع "يوتيوبي" ومعه فتاة يقال إنها فتاة سعودية تنصرت، فهذا المذيع "حرامي" شهير سرق من بلاده كومة مال وهرب بها إلى أميركا، فوجد أن أفضل طريقة لحمايته هو ادعاء التنصر واللجوء إلى الكنيسة ورجالها!! عموماً، سواء كانت قصة الفتاة وما جرى لها حقيقة أم خدعة فنحن نلاحظ في الفترة الحالية كثيراً من الأفكار التي أصبح يعتنقها الشباب ويفجعوننا بها بين الحين والآخر عبر "تويتر" و"فيس بوك"، وفي رأيي الخاص أن ذلك مرده عدم التحصين بالتعليم في الدرجة الأولى، وبخاصة بعض المناهج التي لم يطرأ عليها تطوير سوى في الشكل الخارجي، ونزع مواد منها. ولو تفحصت هذه المناهج ستجد أن باب السحر والتمائم... إلخ هو المسيطر على التوحيد، وباب الزنى والمعاملات "التجارية خاصة" هو المسيطر على الفقه!! ولو تحدثت عن التطوير والارتقاء لاتهموك بالعمالة وكفروك وانتهى أمرك، فيصمت كثيرون لأجل هذا. أضف إلى ذلك…
آراء
الإثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٢
أعلنت وزارة الداخلية اليمنية الأربعاء 18-7-2012 أنها ألقت القبض على شبكة تجسس إيرانية يقودها ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني، ينسق عمل الاستخبارات الإيرانية في اليمن والقرن الأفريقي، وأن الشبكة كانت تعمل لمدة سبع سنوات، والحقيقة أن هذه ليست الشبكة الأولى، ولن تكون الأخيرة، فقد ألقت أجهزة الأمن اليمنية القبض على شبكات وأفراد، وجهت لهم تهم التخابر مع إيران، وتصوير مواقع بحرية وبرية حساسة، ونقل معلومات مهمة للاستخبارات الإيرانية عن اليمن على مدار سنوات، وقد تسارعت وتيرة أعمال التجسس الإيراني في اليمن أثناء التمرد الحوثي في محافظة صعدة، غير أنها فيما يبدو بلغت أوج قوتها أثناء ثورة الشباب في اليمن، بعد أن أصبحت البلاد مفتوحة لكل من له غرض. وقبل ذلك، في سنة 2009 تمت محاكمة خلية من أربعة جواسيس، قامت المخابرات الإيرانية بتجنيدهم لصالحها منذ عام 1994، واستمروا في خدمتها حتى عام 2009، حيث ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليهم أثناء الحرب السادسة في صعدة، وقبل ذلك وبعده استمر التجسس واستمرت المحاكمات التي حكم فيها بالإعدام على جواسيس تحت غطاء ديني خرجوا بعفو رئاسي من الرئيس السابق ليدخلوا اليوم المعترك السياسي، في قصة معروفة. وفي اليوم نفسه الذي أعلن فيه عن إلقاء القبض على عناصر خلية التجسس الإيرانية اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إيران بالتدخل في شؤون البلاد،…
آراء
الإثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٢
ما زالت مقولة عبدالله القصيمي الشهيرة “العرب ظاهرة صوتية” تعبر عن حال العرب. وزاد من هذه الظاهرة الصوتية أن أتاحت تقنيات الاتصال الجديد، خصوصاً قنوات التواصل الاجتماعي، مساحة واسعة لكل الآراء لكنها مثل سوق لا تحكمها أنظمة ولوائح، فساد التهريج وعمت الفوضى. ما زال بيننا ممن إن رفضت شتائمه وقلة أدبه رد عليك سريعاً: ألست تنادي بالحوار وتنوع الآراء؟ وفي سوقنا التي تعمها الفوضى، ينتظر منك البعض أن تكون على ملتهم وإلا فإنك خارج الملة. فإن لم تتبن القضايا التي ينادون بها انقلب عليك القوم بالتخوين وقائمة تهم طويلة تشمل العمالة وتحريض السلطة ضد دعاة الحرية والعدالة. يشتكون من تضييق السلطات عليهم في التعبير وإبداء الرأي وهم يمارسون كل أنواع التسلط والإقصاء ضد كل من يختلف معهم أو يخرج عن خطهم. وهؤلاء الذين يناصرون رفاق “الحزب” باسم الدفاع عن الحرية والمساواة والعدالة لا ينطقون بكلمة في حق من يمر بذات الظروف من خارج فكرهم ومدرستهم. أنت – باختصار- في سوق شريعتها الفوضى وأبرز قوانينها أن تكون معي على طول الطريق، وفي كل المواقف، وإلا فإنك خصم وعدو للحرية ودعاة العدالة. الذين يشتكون بالأمس من الإقصاء يمارسون الإقصاء اليوم. وهم يلبسونك لباساً لم تلبسه يوماً ولم تحلم أن تلبسه أبداً ففجأة يستنكرون عليك رأيك أو موقفك ثم يكذبون وهم يزعمون أنهم…
آراء
الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢
تقول الطرفة التي ينقلها المهندس خالد الدريس «امرأة سعودية تسأل الشيخ: في نهار رمضان في المطبخ بين الزيوت ورائحتي كلها زيت، وأعاني من الحر الشديد، وأتلفّت خوفاً على الأطفال، ثم ينزل «أبو فنيلة وسراول» قبل المغرب عيناه منتفختان من كثرة النوم، ويفتح القدور والفرن ويقول: بس هذا اللي طبختوه، السؤال يا شيخ: هل يجوز قتله؟». الطرفة نسائية المنشأ، خيالية الصورة، فلو كانت النساء تغرق في رائحة الزيت، لما وصلت بورصة العاملات المنزليات إلى آلاف الريالات في هذا الشهر الفضيل، ثم إنهن يتحملن مسؤولية إيصال المذكور إلى هذه الحالة الغذائية الهستيرية بتنافسهن الذي أدى إلى وجود أوانٍ وتجهيزات منزلية للمطبخ خاصة بالشهر الفضيل. لا أدري هل هو التنافس بينهن، أم أنها خدعة رجالية جعلتهن يصدقن أن صيامه يكاد يميته من الجوع، أو هي أصبحت ثقافة مشتركة بينهما، جعلت كميات زيوت القلي المستهلكة في هذا الشهر الفضيل تكفي لتشغيل نصف محركات الطاقة التي تمد مراكز الأبحاث الغذائية والدوائية في الدول المتقدمة، بل وأقول في الدول الإسلامية المتقدمة، التي قدمت إشباع العقل على إشباع البطون، وتأكل لتعيش وليس العكس. وعوداً على طلب الفتوى أعلاه، فلا بد من الاعتراف بأن الرجال يسجلون أعلى معدلات الأنانية في هذا الشهر الفضيل، فيكفي أنه «مداوم» في رمضان، وكأنه يقوم بالأشغال الشاقة المؤبدة في مكتبه الذي يقضي نصف…
آراء
الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢
الهجوم الذي واجهته الإمارات خلال الأيام الماضية من عدد قليل من الخليجيين المحسوبين على التيارات الإسلامية وجماعة "الإخوان المسلمين" -وهو ليس الأول من نوعه خلال عام- لم يكن مبرراً، فقد جاء على إثر إجراء قانوني وقرار للنائب العام في الدولة، فبعد أن صدر أمراً بإلقاء القبض على عدد من المواطنين شكلوا تنظيما يمس أمن الدولة -ويبدو أن أغلبهم من أتباع جماعة "الإخوان"- خرج "إخوان" الخليج ليدافعوا عنهم وبشراسة، تفوق حماسة وشراسة من دافعوا عنهم من الداخل! وبذلك يكون أولئك قد وقعوا في خطأ واضح وهو عدم احترامهم للقضاء الإماراتي، فإلقاء القبض على الأشخاص كان على أساس تهمة معينة، وبقرار من النائب العام، ويجب أن يحترم، فالحكم لم يصدر ضد أحد منهم والأشخاص بريئون حتى تثبت إدانتهم... فلماذا الاستعجال والهجوم والتهجم؟! المصدر الرسمي الذي أعلن خبر التنظيم قال: "إن النيابة العامة تباشر إجراءات التحقيق مع جماعة أسست وأدارت تنظيماً يهدف إلى ارتكاب جرائم تمس أمن الدولة ومناهضة الدستور والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها الحكم في الدولة، فضلا عن ارتباطها وتبعيتها لتنظيمات وأجندات خارجية". وأكد النائب العام أن "النيابة العامة أمرت بإلقاء القبض عليهم والتحقيق معهم، وأصدرت قراراتها بحبسهم احتياطياً على ذمة التحقيقات في القضية"، وأوضح أن التحقيقات مع تلك المجموعة مستمرة، لكشف "أبعاد المؤامرة التي يستهدفها هذا التنظيم وأعضاؤه". إذن المسألة…
آراء
الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢
أن تدفع موالاةُ النظام قناة "الدنيا" السورية إلى درجة التخبط في صياغة الأخبار، فذلك أمر يؤكد أن إعلام النظام صار في حالة يرثى لها. ففي خبر كلماته معدودة وقعت "الدنيا" في أكثر من مطب. يقول الخبر الذي نسبته القناة إلى مراسلها في الحسكة إن دائرة حماية المستهلك ضبطت 4 سيارات محملة بمادة البنزين معدة للتهريب إلى دير الزور. أول التساؤلات التي وردت إلى أذهان الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي: "ليش دير الزور انفصلت؟" أما التساؤل الأهم الذي لم يتنبه له أحد، فهو الاعتراف الواضح بأن مدينة دير الزور محاصرة من قبل النظام، فالمواد الأساسية تصل إليها عن طريق التهريب، والمواطنون يستعينون بما خزنوه قبل اشتداد أزمتهم. وكارثةٌ أن يقوم نظام ما بخنق شعبه ليجعله يركع له ويخضع لإملاءاته ويدين بالولاء لمن فقد شرعيته بعد عام ونصف من القتل المتواصل لأبناء الشعب. ما يجري في "دير الزور" بعيد تماما عن الإعلام الخارجي وعن إعلام الثورة أيضا، في ظل استحواذ دمشق وحلب على الجانب الأكبر من التغطيات، باعتبارهما دخلتا بقوة إلى واجهة الأحداث مؤخرا بعد أن تفاخرت أبواق النظام بحيادهما طوال الفترة الماضية على الفضائيات، لكن ذلك لم يجعل دير الزور وغيرها تنحني، بل استمر الصمود في وجه الأسلحة الحربية المدمرة، وفي وجه الحصار ومنع دخول الأغذية ضمن سياسة تجويع المدينة التي…
آراء
الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢
لا أستبعد أن بشار الأسد، في ظل ما ارتكبه من جرائم إبادة في معظم أنحاء سوريا، يتخيل أنه يستطيع غدا أن يرمي بمفتاح العاصمة، ويفر إلى اللاذقية، أو أي من مدن الشريط الساحلي المحمي بسلسلة جبلية في غرب البلاد، ويظن أنه يستطيع إقامة دويلته هناك ويستأنف نشاط. ليست مثل هذه الأفكار الحمقاء على رأس بشار الذي لم يتخذ قرارا واحدا صائبا في معالجة الثورة عليه. خطته الوحيدة كانت القوة، وبها أراد إخضاع 20 مليون سوري، وأن المدد الخارجي، الإيراني والروسي، سيحمي نظامه. بعد فشله عسكريا لم يتبق له سوى الهرب إما إلى روسيا، وإما إلى إيران، وإما إلى ما قد يعتبره ملاذه العائلي. وأمام حلمه بالملاذ العائلي المتواضع تحديان: اعتباره شخصا مطاردا سيباعد بينه وبين سكان هذه المناطق، من علويين ومسيحيين، لا يريدون تحمل أوزاره، ولا الدفاع عنه. والثاني، حتى لو كافأوه على أخطائه الشنيعة ومنحوه ملاذا ورأسوه عليهم، فكيف يمكن له أن يحمي هذه المناطق من عشرات الآلاف من الثوار الذين سيقتفون أثره ويطاردونه في أي اتجاه يذهب؟! إن ما تبقى من فلول جيشه - فضلا عن أن حرب عام ونصف العام أرهقتهم وجعلت معنوياتهم مهزومة - سيكون في موقف الضعيف أمام خصومه عددا وعدة. لقد تغيرت معادلة القوة، حتى الروس الذين كانوا يرفضون شجب استخدام القوة قبل ستة…
آراء
الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢
هبطت بي طائرة “فلاي دبي” في مطار أبها قبل يومين. ويا لروعة نسيم الجنوب يعانقني وأنا أنزل سلم الطائرة وأشاهد الدهشة على وجوه الواصلين معي. من حرارة شديدة ورطوبة في دبي إلى جو غائم ورشات مطر والفارق بين المناخين رحلة جوية لم تبلغ الساعات الثلاث. تأخرت قليلاً أمام “كاونتر” الجوازات حتى أنتهي من “سوء الفهم” في “تشابه الأسماء” الذي تستقبلني به مطارات بلادي وتودعني. حملت حقيبتي نحو صف سيارات الأجرة المنظم خارج المطار وابتسامتي تسبقني: وأخيراً أستطيع أن أستقل سيارة أجرة من دون صراخ ومحاولات اختطاف؟ في مطاراتنا، عشت تجارب مضحكة تصلح أفكاراً لطاش ما طاش -أيام مجده- كقصتي مع سائق يعدك أن تكون “الراكب الوحيد” فتجد نفسك رقم أربعة داخل السيارة الصغيرة.. وحينما تحاول أن تغادر السيارة وتبحث عن بديل تكتشف أن حقيبتك قد أحكم الخناق عليها في “شنطة” سيارة الأجرة ثم يأتيك السائق متوسلاً: تكفى يا وجه الخير.. لا تحسدني! قلت لسائق الأجرة في مطار أبها: تأخذني الآن إلى مقصدي من دون “لف أو دوران” ومن دون أن تقف في الطريق لراكب ينتظر سيارة أجرة فأنا مستعجل جداً. ضحك معلقاً: اطمئن: تغيرت الأمور. وصدق الرجل. ثم فاجأني في الطريق بوعيه إزاء أحداث العالم العربي وتأخر بعض مشروعات التنمية في منطقته. سألته عن “نفق الخميس” عسى أن يكون قد اكتمل،…
آراء
السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢
منذ بداية شهر رمضان الكريم وأنا حريص كل الحرص على التواصل مع صديقي المثقف ابن القطيف، صاحب الفكر والقلم والرأي والحكمة، عرفتك ابنا بارا بأهلك ووطنك، اجتمعنا سوياً على المبادئ الأساسية واتفقنا على ألا نختلف على هذه المبادئ وإن كانت الوسائل لتحقيقها مختلفة، دار بيننا نقاش طويل واحترمنا سويا آراءنا المختلفة أحيانا، واتفقنا على وحدة الوطن والقيادة، وتذكرنا بأننا كنا في الماضي شعوبا وقبائل متفرقة في وسط الجزيرة وشمالها وجنوبها وشرقها وغربها فرضت على بعضنا الظروف الاقتصادية الهجرة خارج الأوطان بحثا عن الرزق ولقمة العيش، ومن شدة الفقر غارت بعض القبائل على الأخرى طمعاً في المال والجاه، ولم يكن حب الوطن عامل جذب للمحبة بيننا، لأن مصالحنا كانت متفرقة ومختلفة كل منا همه نفسه وعائلته وقبيلته. غلبت على عاداتنا الأنانية وحب الذات وتغليب المصلحة الخاصة على العامة. لم يكن العالم يعرف عنا شيئا سوى معرفته لمكة المكرمة قبلة المسلمين منذ الأزل والمدينة المنورة مسجد رسولنا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام. حتى نحن في مكة المكرمة كانت ظروفنا الاقتصادية صعبة وكنا نعيش على إيراد الحجاج وموسم الحج والعمرة وهو أساس اقتصاد منطقتنا، ولم تعرف شبه الجزيرة العربية آنذاك الاستقرار والأمن، عانيننا من الفقر وقلة الرزق وضعفت مقاومة الأجساد فعانينا من الأمراض والأوبئة وعاشت معظم أجزاء الجزيرة العربية في ظلام العلم…
آراء
السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢
لا أحترم من يتوارون خلف العبارات المنمقة، ويمررون أجنداتهم بين السطور. لا يعجبني من يفضلون المداهنة يوماً، والمغازلة يوماً آخر، والمنطق يوماً ثالثاً، ثم فجأة يتحولون للعدائية الشديدة والتحريض في اليوم الرابع. تجدهم حولك أينما يممت وجهك، يتخفون ولا يعلنون عن انتماءاتهم الحقيقية، وكأنهم يعلمون أن وراء الأكمة ما وراءها. يناصرون ''إخوانهم'' وتنظيمهم العالمي بحماس منقطع النظير، والويل والثبور لمن يطلق عليهم لقب ''إخواني''. فهل هناك ما يخشونه؟ لا تجد من يجيب عن هذا السؤال أبداً. هل يتمنون ربيعا إخوانيا في الخليج؟ لا شك أن ذلك غاية أمنياتهم ورغباتهم، ربما ليسوا جميعا يصرحون بها، ولكنهم يعملون عليها ليلاً ونهاراً، في حين أن بعضهم أكثر صراحة ودون مواربة أو ''تقية''، ويعلنها بأن ''الحل'' هو ربيع يعم دول الخليج، هكذا، فهذا هو مطلبهم الأول، أما وسيلتهم فلن يجدوا أفضل من وصول ''الإخوان'' في مصر وتونس واليمن. يعتقدون أن ذلك مبرر كاف لـ ''تسريع'' وتيرة الحركية التي يعملون تحت مظلتها في دول متعددة وتحت غطاءات ومسميات مختلفة. أن يصل الغنوشي وجماعته للحكم في تونس، أو أن يحكم الدكتور مرسي مصر، أو أن يكون الزنداني هو المنظر لمستقبل اليمن السعيد في ظل الإخوان المسلمين، فهذا أمر تحكمه صناديق الاقتراع في تلك الدول، كما أنه اختيار تلك الشعوب وهي التي تحدد صواب اختياراتها من عدمه.…