آراء
الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢
في ذلك اليوم المشؤوم في نهاية الثمانينات طردني أبي من المنزل للمرة الأولى في حياتي (اعتدت على ذلك في ما بعد)، لم يكن السبب إلا أنني قمت بإزالة صورة جدي الكبير الخالية من الألوان ببشته وعقاله السداسي من الصالة ووضعت بدلاً منها صورة للأسطورة دييغو مارادونا وهو يقبل كأس العالم وهذه الأخيرة كانت ملونة بالطبع، وعلى إحدى زواياها شعار لشركة جبنة شهيرة. بالطبع الأمر لم يكن له علاقة بأن شيبتنا كان «ألعب» من مارادونا، ولكن كاريزما هذه الشخصية التي كانت ولازالت وستبقى مثيرة للجدل، كانت طاغية جداً، خصوصاً مع قصصها المملوءة بالإثارة والتي ترفض أن تنتهي! وكان الأمر مزعجاً للكثيرين.. ولايزال. مارادونا لم يكن قدوة جيدة إطلاقاً ولكنه كان رمزاً لكسر المألوف أيضاً، فمن مشاغباته في الملعب وإفساده نهائي كأس ملك إسبانيا، إلى سلوكه الغريب مروراً بحادثة إدمانه على المخدرات واستخدامه المنشطات، والمحبة من طرف واحد بينه وبين الإعلام، إذ إنه أطلق عليهم النار حين كانوا يتابعونه، إلى علاقاته الغريبة بالشيوعيين والماركسيين ووشم فيدل كاسترو الذي أصبح جزءاً من جسده. مارادونا رمز للثوريين بنكهة فوضوية، وإن اختار حقل الرياضة لا حقل السياسة! لست هنا لأناقش الموضوع من ناحية رياضية، فالصفحات الرياضية أولى به مني ولكن لاشك في أن العام الذي قضاه مارادونا هنا في الإمارات كان سعيداً للجيل الذي عاصره…
آراء
الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢
توطئة تبريرية قال لي صديقي: أكثرت علينا من المقالات عن فوز «الإخوان المسلمين» في مصر! أجبته: «الإخوان المسلمون» فازوا في غير مصر أيضاً فلم أكتب عنهم. إذاً فأنا أكثرت في الكتابة عن فوز مصر، البلد الكبير الذي لا تستكثر عليه الكتابة مهما كثرت. *** سأبدأ مقالي هذا بنكتة متداولة، ويقال بأنها واقعية! تزوج رجل مسن بفتاة صغيرة، زوجة ثانية على زوجته الأولى، أم عياله. وانغمس العريس الجديد في شهر عسل طالت مدته عن الشهر والشهرين والثلاثة، فجاءه أولاده الكبار يذكّرونه بالعدل الشرعي في تخصيص يوم لزوجته الأولى (أمهم) ويوم لزوجته الأخرى وهكذا. فنظر إليهم الأب شزراً وقال: يا ظلمة ... تريدون العدل؟! أنا أمضيت مع أمكم خمسين سنة ... كلها لها، والعدل الآن أن أمضي خمسين سنة مماثلة كلها مع هذه الزوجة الجديدة، ثم بعد انقضاء الخمسين سأبدأ بالعدل اليومي ... يوم هنا ويوم هناك! أسوق هذه النكتة «الرجالية»، التي لن تضحك منها زوجتي، الأولى والأخيرة (!)، ولا القارئات الكريمات، لأوظفها في الدخول إلى جدلية سياسية مشابهة تتعلق بالرئيس المصري الجديد محمد مرسي. إذ تنطوي أدبيات السياسة والإدارة، عرفياً، على إعطاء الرئيس الجديد مهلة 100 يوم قبل البدء بتقويم أدائه ونقده ومحاسبته. لكن أنصار الرئيس مرسي يعترضون على الوعيد الذي ينتظره نقّاد المرشح الإسلامي بعد انقضاء مهلة المئة يوم، بأن…
آراء
الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢
ليس على المرء، في المجتمعات الأخرى، أن يتعمد أن يكون مختلفا، ولا أن يتحدى قوانين وأعراف المجتمعات التي ينزح لها، ولا أن يتشدد حيثما وجدت سعة في الشريعة، فهدف المسلم هو أن يكون مبشرا لا منفرا في مقال الأسبوع الفائت، تحدثت عن الصورة التي يقدمها الإعلام العالمي والغربي تحديداً عن العرب والمسلمين عبر أدواته المختلفة وعلى رأسها السينما الأمريكية. وعلى الرغم من كون الإعلام وسيلة فعّالة ومؤثرة في زماننا هذا ولا يمكن تجاهل دورها في تشويه الصورة، إلا أن المرء لا يستقي معلوماته عن الآخرين من الإعلام فحسب، وإنما من الاحتكاك المباشر معهم ضمن الحياة اليومية المعايشة، وكلا الطرفين يقومان لا شعورياً بتقييم الطرف الآخر من كافة النواحي. لكنه قدر الأقلية أن تكون تحت العدسات المكبرة، وأن تكون أكثر حساسية فيما يعتقده الآخر عنها في مجتمع ما زالت تحاول أن تغرس جذورها فيه. قبل أن أعرض الصورة التي استقيتها من المعايشة المباشرة للعرب والمسلمين في أكثر من بلد غربي، ومما أسمعه من الغربيين أنفسهم مباشرة أو عبر إعلامهم، لا بد أن نضع في الحسبان الحالات المختلفة للذين انتقلوا للخارج. فبعضهم ذهب بإرادته، وكانت لديه بالتالي فكرة ما عما قد ينتظره هناك. آخرون أجبروا على النزوح من أوطانهم بسبب الحروب والمجاعات والقمع. فهؤلاء وجدوا أنفسهم فجأة غرباء في وطن قد لا…
آراء
الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢
لم تحظَ الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في سوريا قبل ستة عشر شهراً بذات الحماس والتهليل لدى قطاع واسع من المثقفين والكتاب عربا وغربيين، كالذي حظيت به الانتفاضتان التونسية والمصرية. السبب - كما يقولون - هو أن تونس ومصر شهدتا «ثورات سلمية»، فيما تحولت انتفاضتا ليبيا وسوريا إلى حرب أهلية. بالنسبة لهؤلاء، فإن الموقف الأخلاقي من نظامي بن علي ومبارك واضح، بينما هناك خلاف كبير حول الموقف من الحدثين الليبي والسوري. الأول لكونه شهد تدخلاً خارجياً من قبل دول خليجية وأوروبية، من خلال الجامعة العربية وحلف الناتو، والثانية لكونها «ثورة مسلحة» مكونة في أكثرها من «السنة»، وتضم بين صفوفها إسلاميين وسلفيين. لأجل ذلك تجد كتاباً ومثقفين عربا وغربيين، متشككين في الانتفاضة السورية، فتارة يتهمونها بالطائفية، ويخشون من حرب أهلية بين المكونات المجتمعية، وتارة أخرى يتحدثون عن سيطرة جماعات أصولية «سلفية» أو «قاعدة» عليها، ولهذا يحذرون من دعمها عسكرياً. طارق علي، الكاتب اليساري المعروف، يجادل منذ بضعة أشهر بأن المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد، مرتبطة بأجهزة استخبارات غربية تحاول إطاحة النظام، والمجيء بحكومة استعمار عميلة. اللافت في هذا كله أن طارق علي، وبعد كل المعارك التي جرت، مازال يطالب بحوار بين المعارضة ونظام الرئيس بشار الأسد. من الطبيعي أن يدافع أنصار محور المقاومة والممانعة عن النظام السوري، ولكن من المثير للانتباه، أن…
آراء
الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢
في مقالته أمس في «الشرق»، لامس الزميل أحمد عدنان مشكلة «وطنية» من الخطأ ألا نستمر في الكتابة عنها. في مقالته «العنصرية والوحدة الوطنية» تذكير صادق بخطورة النعرات والمواقف العنصرية التي تزيد حدتها وقت الأزمات. نحن اليوم أمام تحديات داخلية وإقليمية خطرة جداً ومن الحكمة إغلاق أبواب الفتنة -أياً كانت مصادرها- التي قد تهدد وحدتنا الوطنية. إننا كثيراً ما نفاخر بوحدتنا الوطنية كواحد من أهم منجزاتنا الكبرى. ونعرف أن أعداء الوطن، في إيران أو في نظام الأسد، يراهنون كثيراً على تفتيت وحدتنا الوطنية وإعادتنا إلى حروب داحس والغبراء. وبعض الجهلة بيننا وباسم الوطن والوطنية يشقون الصف بنعراتهم العنصرية. هذا التنوع، في المناطق والمذاهب والآراء، الذي يستخدمه بعض الجهلة بيننا لشتيمة كل من يختلفون معه في الرأي هو في الواقع مصدر قوة. وهو الذي بسببه نفاخر بحجم المنجز الوطني العملاق الذي قاده المؤسس وضحى من أجله الأجداد. وهؤلاء الذين يعايرون الناس بأشكالهم أو أصولهم أو لهجاتهم أو مناطقهم أو مذاهبهم أو توجهاتهم الفكرية إنما يسيئون للوطن ويفتحون مزيداً من أبواب الفرقة والضعف. الوحدة الوطنية خط أحمر في نقاشاتنا واختلافنا. وبغض النظر عمن يتطاول على هذا المنجز، سواء كان متطرفاً سنياً أو متطرفاً شيعياً، جاهلاً يضع «الوطنية» شعاره، أو مثقفاً لا يدرك خطورة اللعب حول خطوط الوطن الحمراء، تبقى الحاجة ماسّة لوضع قوانين صارمة…
آراء
الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢
توظيف الأموال في المنطقة الشرقية بدأ عام 1414هـ حين قامت شركة العيد بهذا النشاط حيث كان بداية عملهم عبارة عن استئجار مبانِ بالقرب من الحرمين الشريفين وإعادة التأجير في المواسم، وتوزيع الأرباح مرتين سنويا في رمضان وبعد الحج، بمعدل ربح سنوي يصل إلى أكثر من 20 %، ثم غيرت العيد عقودها، وأصبحت بعوائد أكبر ووقت أقصر وصلت إلى أربعة أشهر لم يسجل خلالها أي نقص لحقوق الناس، وفي عام 1422 بدأ صراع عنيف بين الشركات من جهة في جذب أكبر عدد من المساهمين من خلال رفع نسبة الربح المتوقع للمساهمة، حيث لعب المسوقون والسماسرة دورا بارزا في إقناع الناس ببراعة بالدخول في تلك الشركات معتمدين على ما يتناقلونه بينهم من توزيع لأرباح مغرية، ومن البنوك من جهة أخرى عن طريق صناديق الاستثمار التي خَدَعَت الناس بالمضاربات الإسلامية وادعائهم بوجود خبراء في إدارة الأموال، وفي ذلك الوقت كان أغلب الناس في حالة بحث عن قشة تساعدهم في جمع وكسب قيمة حلم (بيت العمر)، فلم يتوان المواطنون عن أخذ قروض سهلتها لهم البنوك، حيث أوهمهم بعض الخبراء العقاريين في الغرف التجارية بأن هذا الوقت الأنسب لشراء أو بناء منزل بسعر معتدل، لأن المؤشرات تنذر بارتفاع أسعار العقارات خلال السنوات القادمة، فما كان من الناس سوي تجميع ما يملكون وأخذ قروض إضافية معتمدين…
آراء
الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢
أول مرة في حياتي أشاهد شهادة ثانوية بنسبة 100%، بعث لي أب مكلوم قصة ابنته وشهاداتها فنسبتها في الثانوية 100% وفي اختبار القياس 90% ومتفوقة في اللغة الإنجليزية بمعدل 5.5 في آيلتس وحتى الآن لم تتحق رغبتها في كل من جامعة الملك فيصل وجامعة الدمام والتقديم الموحد لجامعات الرياض وجامعة الأميرة نورة وأرامكو السعودية. قبل تسع سنوات كان لي طموح بدراسة الطب تخرجت من الثانوية أيام اختبارات الوزارة بنسبة 93% تقدمت للجامعة ولم تتحقق أمنيتي وأخذت «لفّة» يمين، تأكدت لاحقاً أن هناك ممن قُبلوا «بطريقة ما» وبنسبة موزونة أقل، كنت أعتقد أن هذا جزء من الماضي ويتعلق بي شخصياً ويجب أن نتجاوزه ولكن المشكلة هي هي لم تتغير، حين كتبت تغريدة واحدة في تويتر عن قصة هدى وجدت نفس المشاعر، أنا متأكد تماماً أن نظام القبول في أغلب جامعاتنا نظام إلكتروني لكن امتلاكك للميزان لا يعني أنك ستكون عادلاً، الناس يريدون أن يشعروا بالعدالة في القبول فعلاً، كل عام نسمع نفس القصص عن القبول بالطريقة الملتوية إياها، نجد الفتاة أو الشاب الذي يتقدم بأوراقه يفكر بعلاقاته قبل أي شيء وحين يبدأ العام الدراسي يتم الإشارة إلى الأشخاص الذين دخلوا بالطريقة إياها من خلال مستواهم الدراسي وتبقى هدى المتفوقة وأخريات في بيوتهن. أنا كبرت وأكتب لك الآن وأستذكر طموحي وهدى إن…
آراء
الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢
العالم الافتراضي هو «جنة» عشاق حرية التعبير، فهناك لا توجد قوانين ولا ضوابط ولا حدود جغرافية، بل إنه يلقى حماية الدول والشركات الكبرى التي أرادت لسحر الحرية أن يجذب الناس إلى الإنترنت، فتنمو الشبكة العنكبوتية وتغير موازين القوى في العالم. هذا ما قلته في مقالي الأسبوع الماضي، وقلت في خاتمته إن الشبكات الاجتماعية جاءت لتغير الصورة على مبدأ ما زاد عن حده انقلب إلى ضده. الشبكات الاجتماعية أوجدت نوعاً من الحيرة النظرية والحكومية في التعامل معها حتى في أكثر الدول حماية لأطر حرية التعبير (أمريكا وبريطانيا)، وذلك لسببين رئيسين: الأول: أن حرية التعبير تختلف عن حرية التجمع، والشبكات الاجتماعية أحدثت هذا التداخل لأول مرة في العالم الافتراضي، وإذا كانت حرية التجمع (أي تكوين مجموعات إنسانية لأي هدف من الأهداف) محمية ضمن مواثيق حقوق الإنسان وضمن الدستور الأمريكي، إلا أنها يوماً لم تكن واضحة، وهناك أدلة كثيرة على اختراق هذه الأنظمة عندما تشعر الدول بخطر هذا التجمع سياسياً أو عسكرياً أو أمنياً، ورغم أن القانون والنظم الديمقراطية تمنع معاقبة الإنسان على التحاقه بمجموعة ما، فإن القضاء الأمريكي والبريطاني خالف ذلك في حالات كثيرة جداً، مثل المجموعات ذات الفكر «الإرهابي» أو الانفصالي. الشبكات الاجتماعية سمحت بشكل غير مسبوق للتجمعات الإنسانية أن تتكون بسرعة إنشطارية مذهلة، وهناك مجموعة دراسات حول هذا تعرضت لها…
آراء
الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢
كان الرئيس المصري الراحل أنور السادات يصف نظام حافظ الأسد بالبعث العلوي. وكان حافظ الأسد، بدهائه، يستغل فكرة البعث، واندفاع من حوله حينها بطروحات القومية العربية، لتمكين طائفته من مفاصل الأمن والجيش. وفعلاً تحولت فكرة البعث تدريجياً إلى حكم طائفي ثم عائلي يحتمي بالطائفة. ثم استغل النظام قبضته الأمنية وسيطرته على كل مفاصل الدولة لتحريض الأقليات في سوريا ضد الغالبية السنية. ولا غرابة أن تسمع مسيحي سوري يعبر عن خشيته اليوم من سقوط نظام الأسد لأن السنة سيرتكبون المجازر ضد الأقليات غير السنية. هكذا فكرة رسخها خطاب بشار الأسد وبدأ يقتنع بها – للأسف – غالبية من ينتمي لطوائف غير سنية. وكذبة العروبة التي يزعم نظام الأسد أنه حامي حماها تنكشف يومياً عبر صفقاته مع إيران. فارتباطه اليوم بإيران – حتى في إنتاج البرامج التلفزيونية- يجعلك تشك أحياناً أن سوريا تنتمي للفارسية وليست قلب العرب والعروبة. وهذا «العروبي»، يهدد اليوم بإقامة دولة للعلويين ويجهز طائفته بأشد أسلحة القتل والدمار وأولها التحريض ضد الغالبية السنية. لقد أقام حافظ الأسد دولته على أساس طائفي بحت حتى وإن برزت في الواجهة وجوه من خارج الطائفة. فحتى الوزير، من خارج الطائفة، تحاصره عيون الطائفة في مكتبه وداخل بيته. الأسد أقام دولة علوية على كل مناطق سوريا. ولما تمكنت الطائفة، استعاد التاريخ، بما فيه من خيال…
آراء
الإثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢
يحرص بعض القراء على مراسلة الكاتب الذي يشاركهم صباحاتهم أو يطل عليهم في جريدة، يومياً، أو أسبوعياً. وقبل اختراع البريد الإلكتروني كان البريد يحمل رسائل قلة، وبسبب كلفتها فإنه يندر أن يتكلف أحد كتابة رسالة لكاتب إلا كي يبثه محبته وإعجابه - لأن حمل الكراهية في ذلك الوقت كان ثقيلاً - أو كي يستمتع بالاختلاف معه في أدب وفي براعة تحاول أن تنتصر على الكاتب أو تفحمه في غرور، لكن اليوم مع البريد الإلكتروني ليس هناك أسهل من أن يرسل قارئ لكاتب رسالة. فهي ضغطة زر تجعل الكلمات تطير بسرعة البرق إلى الجانب الآخر من الكاتب. ربما لهذا سهل على القارئ أن يقول كل شيء لكاتبه، حتى لو كان شيئاً لا يقال. بعض القراء يتحمس لطلب مساعدات أو حلول من الكاتب تجعله يشك في نفسه أو يشعره بأنه ولي أمره. قرأت مرة أن أحد الكتاب تسلّم رسالة من قارئ يطلب منه أن يساعده في شراء قطعة غيار لسيارته لم يجدها في بلاده. وأتذكر قارئة أرسلت تطلب مني أن أشتري لها كتاباً إذا ما سافرت للقاهرة، وعلى رغم أنني مرة أهديت قارئاً كتابين وليس كتاباً واحداً لأنه أقنعني أنه يقوم ببحث مهم، إلا أن هذه القارئة لم تقنعني، فالكتاب الذي طلبته هو رواية من الروايات الرومانسية التي تشبه المسلسلات التركية التي…
آراء
الإثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢
أليس في بلاد العجائب : قصة خيالية كتبها للأطفال معلم الرياضيات الانجليزي " تشارلز دودجسون " . تمت ترجمتها لأكثر من ٧٠ لغة حول العالم ، وهي من أكثر الكتب مبيعاً منذ نشرها عام ١٨٦٥م . تعالوا لنبحث عن بعض العجائب التي فاتت على الصبية " أليس " لنرويها لها نيابة عن معلم الرياضيات : (1) في بلاد العجائب يرتبط الرجل بفتاة من بلاد بعيدة ، لا يعرف أصلها ولا فصلها ، ويقبل المجتمع هذا الارتباط . وعندما يفعلها مع فتاة من بلاده - تشبهه ولها نفس طباعه - تبدأ شروط الأصل والفصل والطبقة الاجتماعية والنسب والطائفة.. وألف شرط آخر ! (2) في بلاد العجائب عندما يحدث تجاوز أو يرتكب خلل في إحدى المؤسسات : تقوم المؤسسة نفسها بتشكيل لجنة لتحقق مع نفسها وتعلن في النهاية براءتها مما حدث ! (3) في بلاد العجائب يتحول أحدهم - خلال عام - من مديونير إلى مليونير ولا يسأله أحد : من أين لك هذا ؟ (4) في بلاد العجائب : بضاعته من تاجر ( بوذي ) من الصين ، والسائق الذي ينقل اطفاله ( هندوسي ) وعامله ( سيخي ) .. ومع هذا يرفض إيجار عقاره لمواطنه المسلم ، لأنه من طائفة غير طائفته ! (5) في بلاد العجائب يسمون اللص بـ…
آراء
الإثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢
قبل أن يظن أحدكم أنني -لا قدر الله- أنطلق من نظرة فوقية أو أنني أزعم المثالية، دعوني أقر أولاً أنني ممن أعنيهم في هذا المقال. نحن -من الآخر- مجتمعات كسولة، ونعيش عالة على العمالة المنزلية الرخيصة. بعض بيوتنا -في الخليج- يعيش فيها من الحشم والخدم أكثر من موظفي قصر من قصور أثرياء أوروبا أو أمريكا. عرفت عائلات غربية ثرية تخجل من أن توظف خدماً في منازلها ليس فقط لأن أنظمة العمل هناك صارمة ولكن أيضاً لأن ثقافة تلك المجتمعات تستهجن اعتماد الأسرة على الغير إلا في حالات استثنائية. في بعض بيوتنا، في الخليج، يزيد عدد الخدم والسائقين ومربيات الأطفال على عدد أفراد الأسرة. تمشي السيدة أحياناً حاملة ثلاثة هواتف نقالة وخلفها خادمة تحمل حقيبتها وثانية تفتح لها الباب. وبعضنا يستعرض على ضيوفه بعدد “الخدم” و”الخادمات” في منزله. لست هنا ضد توظيف عمالة منزلية لكنني أتمنى لو نتعلم -وأنا أولكم- كيف نقنن اعتمادنا على العمالة المنزلية. إلى متى وأبناؤنا ينشأون على فكرة “الخدم” الذين يقومون بكل شيء وفي أي وقت؟ كيف نعلم أبناءنا المسؤولية والجدية وهم يرون آباءهم كل ما يفعلونه هو إعطاء الأوامر للشغالات والسائقين والطباخين؟ تلك في ظني أخطر من خطر العمالة الوافدة على تركيبتنا السكانية. نحن -من دون قصد- نؤسس لأجيال تنشأ معتمدة على غيرها حتى في أبسط…