آراء

آراء

«الخطوط السعودية»… والسينما

الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢

وجدتها، وجدت الحل المناسب لواحدة من أكبر المعضلات «الثقافية - الاجتماعية» السعودية، وهي دور السينما، التي لا تمر أسابيع إلا ونجد تحقيقاً صحافياً أو مقالاً يطرح السؤال، لِم لا نسمح بدور السينما؟ ويعمد عادة محرر الموضوع إلى فرد رأي مؤيد وآخر معارض، وبالطبع لا يحصل شيء. الموضوع مهم لأن معظم السعوديين يعشقون السينما، بعضهم يشد الرحال للبحرين من أجلها، وصالات دبي لا تخلو منا، إنها أمتع وقت للأسرة مجتمعة عندما تسافر خارج السعودية. وجدت الحل على متن طائرة سعودية لواشنطن قبل أسبوعين، الرحلة طويلة ولابد من قطع الوقت، فقررت أن أجرب برنامج السعودية الترفيهي، الحقيقة دخلت محملاً بانطباعات سابقة، أفلام قديمة، ومقطعة، الحق أن الاختيارات كانت جيدة ومتنوعة وتناسب كل أفراد العائلة، وفوق ذلك محافظة وتراعي قيمنا، الخطوط نفسها تقول إنها تعتز بقيمها الإسلامية ونحن كذلك. من الواضح أن لدى الخطوط جهازاً فنياً ذا خبرة، يقوم بمراقبة الأفلام، يستبعد اللقطات المخلة بشكل لا يقطع سياق القصة بقدر الإمكان، وإن لزم الأمر «يغبش» على ما برز أكثر من اللازم من السيقان والصدور، حتى صورة البطل وهو يرفع كأساً من الخمر أو البيرة يتم معالجتها، أحياناً يزودوها بالتغبيش على صليب معلق على صدر كاهن، وليس هذا من الإسلام، فليس من سماحة الإسلام منع رجال دينهم من تعليقه، خصوصاً في فيلم، ولو أمرنا…

آراء

شهرزاد الجعفري وأمثالها!

الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢

ما أكبر الشبه بين شهرزاد الجعفري وأبناء المقربين من السلطة في العالم العربي. لا هم يمتلكون تواضع الكبار، أبناء الكبار، ولا هم يحافظون على شيء من “الوقار” في حضرة الكبار! إنهم باختصار صغار أمام الكبار، “طواويس” أمام مواطني بلدانهم من المكافحين والمجتهدين والمغلوبين على أمرهم! مصلحتهم فوق أي اعتبار. وولاءاتهم لمن يحقق لهم مصالحهم. لكن ذلك الولاء زائف، يزول سريعاً بمجرد انتهاء المصالح. في أمريكا، عرفت طلاباً من تونس كانوا يتباهون بزين العابدين بن علي كما لو كانوا أبناء عمومته. وبمجرد أن سقط، انقلبوا فجأة وصاروا كما الثوار، يحملون صور محمد البوعزيزي ويلعنون أيام بن علي! شهرزاد الجعفري لم تتعلم من تجربة الدراسة والإقامة في أمريكا كيف ولماذا تفوقت أمريكا وتأخرت بلادها. ولم تشرح لبشار، وهي تراسله بانتظام، أن ما يفعله جيشه ضد شعبه سيجرجره إلى نهايته سريعاً. أعرف هذه النوعية جيداً. فهم ينافسون الأمريكان في الحديث عن آخر الصرعات الثقافية والفنية ويقرأون أحياناً أرقى الإصدارات الأمريكية. يجيدون اللغات الأجنبية وكثيرهم تعلموا -منذ الطفولة- في مدارس أجنبية. يدرسون في أرقى الجامعات الغربية ويجيدون الحديث عن الديمقراطية والحرية ويفهمون في السياسة والاقتصاد والإعلام. ومع ذلك يدافعون عن أنظمة الاستبداد والجهل في بلدانهم بطريقة تكاد بسببها أن تشك أنهم يتحدثون عن سويسرا أو السويد! ابنة السفير السوري لدى الأمم المتحدة استغلت معرفتها…

آراء

العقل هو الحل!

الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢

التجربة العملية كفيلة بإسقاط الشعارات أو تأكيدها، دعونا نخوض التجربة كي نختبرها. أصحاب «الإسلام السياسي» يزعمون أنهم يملكون المفتاح السحري لحل مشكلات الأمة، ومنافسوهم بدلاً من أن يشرحوا لنا ما هي الأجندات التنموية والأولويات الإدارية في برامجهم، انشغل كثيرهم في التشكيك في قدرة الإسلاميين على القيادة. لكن المحك الحقيقي سيكون التجربة على الأرض، وتلك فرصة ذهبية للشعوب العربية كي تختبر قدرة الأطراف المتنافسة على السلطة، سينجح من ينظر للسلطة على أنها «إدارة» مشروعات تنموية وبناء دولة المؤسسات وفتح الأبواب لمؤسسات المجتمع المدني. أما من يختزل السلطة في المفهوم العربي المعتاد فيجعل منها أداة امتلاك وتسلط فمصيره الفشل الذريع. لم تعد المرحلة تحتمل اللعب بالسياسة على حساب التنمية. فغالبية سكان العالم العربي من فئة الشباب. وهؤلاء لا تعنيهم ألاعيب السياسة قدر ما تعنيهم همومهم اليومية في التنمية الشاملة بما يرافقها من حريات وعدالة وشفافية. هموم الداخل ستكون اللاعب الأكبر في تشكيل وعي وقناعات الناس تجاه أنظمة الحكم القادمة في بلدانها. وقد خبر الشباب العربي كسر حواجز الخوف مع أنظمة القمع في بلدانها مما يعني أنه سيكون أقرب للمستحيل أن تعود الديكتاتوريات للبلدان التي خبرت الربيع! كل الشعارات التي تزعم أنها تختصر حلول التنمية والحكم لن تنجح -بعد التجربة الأولى- في إقناع الناس بجديتها وصدقها. التجربة هي المحك. وهي التي ستؤكد أو…

آراء

مسجد الفاروق

الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢

أمس، أثناء صلاة الجمعة في جامع الفاروق بدبي، أعجبت بطاقم العمل في المسجد كيف يتأكدون من التزام المصلين بآداب المسجد في ملابسهم وعند دخولهم وخروجهم. هناك لوحات كبيرة عند مداخل المسجد توضح، بالصورة والرسم التوضيحي، ما يجوز وما لا يجوز عند دخول المسجد. وهناك حراس عند الأبواب ينظمون دخول المصلين وخروجهم. في مسجد الفاروق، لا أظنك بحاجة أن تقلق من أن يُسرق حذاؤك! هذا الجامع الذي أعاد بناءه حديثاً رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور يعد تحفة من تحف العمارة الإسلامية. لكن أجمل ما فيه نظافته التي تراقبها إدارة منظمة تعطي للمسجد وقاره ومحبته. أختلف مع أولئك الذين يبالغون في خشيتهم من أن تكون العمارة الأنيقة للمسجد من عوامل تشتيت انتباه المصلين. العكس هو الصحيح. فالمسجد النظيف بإضاءاته ومكيفاته الجيدة يغري الناشئة بالزيارة ويعطي الصورة المفترضة عن مساجدنا كبيوت للعلم والعبادة. في جامع الفاروق توجد مكتبة وقاعات درس بالإضافة لمواقف السيارات المرتبة والمداخل السهلة. أعرف أصدقاء يأتون من أماكن متباعدة، من دبي ومن خارجها، للصلاة في جامع الفاروق. ما الذي يمنع أن يكون في كل حي في مدننا مساجد مرتبة ومنظمة؟ ولماذا لا تجهز المساجد بقاعات وخدمات قد يستفيد منها سكان الأحياء المجاورة في تعلم المهارات أو إقامة الندوات؟ أثق أن القائمين على المساجد في منطقتنا يتلقون العشرات، ربما المئات، من…

آراء

نهاية القاعدة في اليمن؟

الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢

السلاح يمكنه أن يقلّم أظافر القاعدة في اليمن لكنه لن ينهيها أبداً. والحرب على القاعدة في اليمن ليست فقط بالدبابات والطائرات والعسكر. ما يمكن أن يلغي وجود القاعدة في اليمن هي مشروعات التنمية الحقيقية. الناس تلجأ لجماعات التطرّف الديني -من ضمن أسباب أخرى- حينما تضيق بها الأحوال وتختفي معها بوادر الأمل. يسهل استقطاب عناصر القاعدة من البيئة المهيأة أصلاً للانتقام من سوء الأحوال وغياب القانون وضعف التنمية. إن التنمية الجادة هي أقوى الأسلحة التي يمكن أن يواجه بها اليمنيون أخطار العنف والتشدد والإرهاب. ولهذا فإن من مصلحة دول الخليج أن تستثمر في اليمن كي يسهل الخلاص من مخاطر القاعدة. فحينما تنشغل الناس باهتماماتها اليومية، في المزرعة وفي المصنع وفي أي عمل مجز، لا يعد عند الناس وقتا لسماع خطابات الظواهري ولا وعود القاعدة. ولهذا أتمنّى لو أن المعنيين بمقاتلة القاعدة في اليمن يعيدون استراتيجيتهم ويقرأون جيداً -وقبل أي شيء- أوضاع التنمية في اليمن. التنمية هي مفتاح الحل لكثير من أزمات اليمن وعلى رأسها وجود القاعدة. لكن التنمية ليست كلمة عابرة أو جملة تقال في مناسبة عامة. إنها منظومة ضخمة ومتكاملة من المشروعات الحقيقية تبدأ بمشروعات البنى التحتية وتشمل تطوير التعليم والطرق والصحة. في اليمن اليوم عشرات الآلاف من الأيدي العاملة مع التأهيل والتدريب يمكنها أن تكون من عوامل البناء والنهضة…

آراء

طائفية آل الأسد

الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٢

سمعت كثيراً عن ضباط سوريين كبار من العلويين يرددون على مسامع الضباط الأصغر، من طائفتهم، أن سُنَّة سوريا إن سقط نظام الأسد سيذلون -من جديد- العلويين كما فعل أجدادهم. يقولون إن السُّنَّة سيجعلون ممن ينجو من العلويين خدماً في بيوت السُّنَّة وحمَّالين في الأسواق ومنظفي سيارات في الشوارع. وفي شحنهم الطائفي، يخترعون قصصاً لمجازر ارتكبها السُّنَّة ضد العلويين في غابر الزمن ويكررون إن بشارا بمجرد أن يسقط سوف تسيل أودية من دماء العلويين. باسم العروبة و«البعث» تمسكن حافظ الأسد حتى تمكَّن. ثم قلبها طائفية حينما أمسك بنو طائفته بمفاصل الأجهزة الأمنية وحينما تمكَّنوا تماماً فتحوا كتب التاريخ المملوءة بالخرافة والأكاذيب وأضافوا لها قصصاً من خيالهم للانتقام من الغالبية وإذلالها. ولكي لا نقع في فخ التعميم وجب القول إن ظلم آل الأسد قد شمل بعض الأصوات الحرّة من العلويين. عرفت شخصياً سوريين من الطائفة العلوية هربوا من ظلم الأسد واستقروا في أمريكا ولم يروا أهاليهم منذ عقود. لكن من مصلحة الأسد أن يحتمي بطائفته وبقية الأقليات مع جماعات أخرى سُنيّة تأسست مصالحها على ظلم نظام الأسد وطغيانه. المأساة أن شهوة السلطة والتسلّط تدفع الطغاة لاستخدام أية وسيلة من أجل الهيمنة حتى لو قاد ذلك إلى حروب أهلية ومجازر طائفية. وإلا ما الذي يبرر للأسد أن تصل سوريا إلى هذه الحالة البائسة…

آراء

فضيلة بوجهين

الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٢

الذين لاحقوا تغريدات الشباب والشابات السعوديين على “تويتر” طوال فترة عرض برنامجَي المواهب “عرب أيدول” و”عرب قات تالنت” لن يُصدَّق أنهم نفس الشباب الذين علقوا على حادثة “فتاة المناكير” مع رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. في الحادثة الأولى اجتهد الشباب والشابات السعوديون على “تويتر” في وضع “هاش تاق” خاص بالبرنامجَين يعلقون فيه على الأغاني والرقصات والمكياج والمجوهرات وصنع النكات على وجوه المشاركين ولجان التحكيم وثيابهم، حتى “ركبة” نجوى كرم حظيت بتعليق سعودي يتساءل: لمَ ليست سوداء مثل “ركب” السعوديات؟ أحد التويتريين في السعودية تمنى لو يستيقظ ذات صباح ويجد كارمن (الصوت المصري) في منزله تقول لأمه “صباح الخير يا خالتي”. ظهرت كل أنواع الطرافة والرغبات، العنيف منها والرئيف في “تويتر”، وخاصة أثناء فترة عرض برنامج “عرب أيدول” في البدء ثم “عرب قات تالنت” تالياً، حتى تكاد أن تظن أن هذا الشعب غارق في الحداثة والترف والفن والمنافسات المواهبية، ولا يشغله سواها، حتى جاءت حادثة “فتاة المناكير”، وهي فتاة لا يتجاوز عمرها عشرين عاماً كانت تتجول في مركز تجاري حين فوجئت برجل من هيئة ال‍أمر بالمعروف يطلب منها الخروج من السوق، ثم سمعته يعلق على وضعها أصباغاً ملونة على أظافرها، فما كان منها إلا أن فتحت كاميرا جوالها الذكي (هكذا توصف الأجهزة وليس وصفي أنا) فصورت المشهد الذي دار…

آراء

فضيحة “الأقوى عربيا”

الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٢

حين يصبح الشيخ سلمان العودة مصريا مقيما في بريطانيا، ويتحول اسم الروائي عبده خال إلى (عبدة الخال)، فلنا أن نتخيل مدى دقة قائمة الأكثر تأثيرا في العالم العربي أو قائمة أقوى 500 شخصية عربية التي أعلنت عنها مجلة "أريبيان بزنس" الصادرة منذ أيام.. وفي الوقت نفسه نتخيل مدى ثقافة القائمين على عملية التقييم ومعاييرهم. وما الاسمان إلا قليل من كثير يمكن التحدث عنه في عثرات الأسماء والخيارات التي لم توضح المجلة كيفية وصولها إلى القائمة. ويبدو أن فكرة قوائم الأقوى عربيا التي دأبت مجلات مثل "فوربس" و"أريبيان بزنس" على إطلاقها لها أهداف أخرى غير الأمور الظاهرة، ومن حق أي إنسان يقرأ خبرا عن قائمة أقوى الشخصيات العربية أن يتساءل عن أسباب دخول أسماء دون غيرها في القائمة، وعما إذا كانت القائمة متعلقة بالدول العربية كلها أو هي محلية وتم إدراج كلمة "عربيا" للترويج.. ولماذا يأتي عدد اللبنانيين في القائمة أولا ثم السعودية والإمارات ومصر بكل ثقلها البشري بالمقارنة مع عدد سكان لبنان القليل؟ يستطيع المرء أن يستوعب إدراج أسماء قياديين ودعاة تخطوا حدود بلادهم وصارت لهم شعبية خارجها، ومستثمرين لديهم استثمارات في مختلف القارات وعشرات البلدان. وقد يقبل بإدراج أسماء فنانين وكتاب و"ثوار" لهم حضور قوي على الساحة العربية.. لكنه لن يقتنع أبداً بأن يكون ضمن قائمة الأقوى عربيا -…

آراء

لا أحد يخترع العجلة: منغوليا مثلاً

الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٢

تأمل خريطة قارة آسيا وسترى روسيا الضخمة متربعة على شمال القارة وفي الأسفل الدول المزدحمة من اليابان عبر الهند وحتى الدول العربية وفي الوسط كتلة دول آسيا الوسطى، في مكان بين الصين وروسيا ترى قطعة خالية ولأنها في هذا المكان بالذات كانت محتلة من الصين حتى سقوط الإمبراطور الصيني عام 1911 حينها ارتبطت بروسيا حتى سقوط الاتحاد السوفيتي عام1991، حينها أصبح العالم يعرف رسمياً دولة اسمها منغوليا. منغوليا بلد صحراوي لذلك عدد سكانه لا يتجاوز ثلاثة ملايين نسمة – عدد الأحصنة أكثر من عدد السكان. بمساعدة البنك الدولي تم ترويج منغوليا كبلد غني بالمعادن بدلاً من كونها بلدا للخيول، كانت النتيجة زيادة معدل السكان واعتبار منغوليا العام الماضي أحد الاقتصادات الناهضة في العالم ولتحقق المركز الثاني عالمياً من حيث النمو الاقتصادي، ماذا عن السياسة؟ لم يخترعوا العجلة أيضاً، برلمان ينتخبه الشعب الذي كان حتى عشرين سنة مضت يهتم بتربية الماشية، البرلمان ينتخب حكومة ورئيساً للحكومة، ومن عجائب الصدف هذا الأسبوع تتم محاكمة الرئيس المنغولي السابق انخبايار كأي شخص مسؤول بتهم فساد والدنيا لم تتوقف. في الحقيقة أن منغوليا ليست سوى نموذج، هم ودول شرق أوربا وأمريكا الجنوبية لم يخترعوا العجلة، من يريد أن يتقدم لا يحتاج أن يجهد نفسه في ابتكار عجلة جديدة .. الأمور واضحة.  المصدر: صحيفة الشرق

آراء

شخصنة النقد!

الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٢

مفهوم النقد لدينا ملتبس وشديد التعقيد. بيننا من يميل دوماً لشخصنة النقد. فأن تكتب منتقدا أي ظاهرة أو إجراء فأنت -في نظر البعض- تنطلق من موقف شخصي أو مصلحة خاصة. النقد من المبادئ الأساسية للعمل الإعلامي. والنقد وظيفة تنموية في غاية الأهمية. وهو أيضاً «مسؤولية وطنية». وحينما تنتقد أداء وزارة أو مؤسسة لا يعني ذلك أنك تهمش تلك الوزارة أو المؤسسة بقدر ما تنبه لما يمكن أن يسيء لأدائها. أستغرب ربط البعض ما يكتبه الكتاب ويقوله المنتقدون بمشكلة أو منفعة شخصية. ولنفترض أن الكاتب يكتب عن تجربة شخصية، أليس الكاتب يرصد المشكلات والأفكار عبر تجاربه وتعاملاته اليومية؟ أسوأ المسؤولين من يأخذ النقد الموجه للمؤسسة التي يعمل بها كما لو كان نقداً قصد به تصفية حسابات خاصة أو من أجل مصلحة خاصة. كثيراً ما أتلقى اتصالات تعلق على بعض حواراتي التليفزيونية تشكك في نوايا الضيف وتطعن في مصداقيته، فقط لأنه تجرأ وقال ما لا يعجب البعض أو مارس نقداً مدروساً ضد مؤسسة أو وزارة. وليكن للرجل قضية في وزارة أو مؤسسة حكومية، هل لا بد أن نشكك في كل نقد يمارسه؟ أم أن المرء ينظر للناس وللنقد بعين طبعه؟ الكاتب والمثقف معني بممارسة النقد. ولمصلحة الوطن أن تكون في صحافته ومؤسساته الإعلامية أصوات ناقدة. ونقد الذات من أهم شروط النهضة. ولولا…

آراء

حريم السلطان 1

الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢

(1000 سنة محتشمة) او حريم السلطان ، اشهر مسلسل تاريخي تركي اثار ضجة في الاوساط السياسية والثقافية والاعلامية وفي اقسام التاريخ في الجامعات التركية وذلك بسبب تعرضه للحياة الخاصة لأبرز سلطان عثماني وهو السلطان سليمان القانوني او (العظيم) والذي ولد عام 1495م في طرابزون على ساحل البحر الاسود وهو عاشر سلاطين الدولة العثمانية والذي قضى 46 عاما سلطانا للامبراطورية العثمانية واستطاع خلال فترة حكمه ان يضاعف الاراضي التى تسيطر عليها الى اكثر من 12 مليون متر مربع ، بعد ان كانت حوالى 6 ملايين متر مربع في عهد والده السلطان سليم الاول والذي هزم الصفويين في معركة (جالديران) في اغسطس 1514م ثم ضم مصر والشام والحجاز للسلطنة وهو اول سلطان عثماني يلقب بـ(خليفة رسول الله وأمير المؤمنين) المسلسل التاريخي الابرز والأشهر خلال العامين 2011 و 2012م احدث ردود فعل متباينة في الاوساط التركية بل وتعداه الى الدول العربية ، وجاءت معظم ردود الفعل ناقدة ومستنكرة وغاضبة ،فقد علق ابرز شخصية دينية واجتماعية في تركيا وهو الشيخ (فتح الله غولين) من مقر اقامته في الولايات المتحدة الامريكية على المسلسل بقوله : العار عليهم فقد صوروا اعظم سلطان عثماني وكأنه زير نساء والذي اثبتت كتب التاريخ انه لم يقض الا 200 يوم في الحرم النسائي (الحرملك) من 46 عاما قضاها مجاهدا وبانيا…

آراء

الكتاب السعودي في القاهرة

الإثنين ١١ يونيو ٢٠١٢

السبت الماضي، كانت زيارتي الأولى للقاهرة وكانت -للأسف- قصيرة جداً. لكنني -لحسن حظي- تمكّنت من جولة سريعة في إحدى فروع مكتبة الشروق الشهيرة. لفت انتباهي حضور الكتاب السعودي بقوة. لا أخفي فرحتي أن رأيت هناك روايات عبده خال وغازي القصيبي وإصدارات نواف القديمي وأسماء سعودية أخرى. رأيت على الرفوف أيضاً إصدارات كثيرة لدار مدارك التي أسسها حديثاً الزميل تركي الدخيل. للوهلة الأولى ظننت أن زبائن المكتبة الأكثر حرصاً على المنتج السعودي من السعوديين المقيمين أو الزائرين. إلا أنني عرفت من أحد العاملين هناك أن عدداً كبيراً من القراء العرب، من مصر وغيرها، يشترون روايات عبده خال بكثرة وأن الكتاب السعودي يحظى باهتمام خاص من زبائن مكتبته المصريين. المثقف السعودي يستطيع أن يصل بفكره إلى القاهرة وبيروت وغيرهما. ففي زمن الاتصالات السريعة والإعلام الجديد تسافر الأفكار وتنتقل سريعاً. لكن الكتاب يمكنه أيضاً أن يكون جسراً من جسور التواصل بين الشعوب وأن يقدّم “الوجه الإنساني” لأي مجتمع قبل منافسات السياسة أو صراعات الأيديولوجيا. نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق السعودية بتاريخ (١٣-٠٦-٢٠١٢)